10-01-08, 11:39 AM
|
|
|
أسماك تعيش في الأشجار
نيويورك - "الرياض":
كلنا يدرك ان الطيور تعيش على الأشجار، بينما تحيا الأسماك في الماء. الا ان اسماك المنغروف تعتبر حالة شاذة، وذلك لقدرتها على العيش لعدة شهور كل عام بعيدا عن بيئتها المائية في الشقوق الموجودة بجذوع الأشجار وأغصانها. فهذه الأسماك تختبئ في الأشجار، وذلك لقدرتها على تحوير تكوينها البيولوجي بطريقة تتيح لها تنفس الهواء الطلق.
وأصيب العلماء الذين يدرسون حياة أسماك المنغروف بالدهشة عندما ووجهوا بقدرتها على العيش لمدة طويلة خارج بيئتها الطبيعية. وبهذا الكشف العلمي تصبح اسماك المنغروف اغرب انواع السمك التي عرفها الإنسان، اذا اخذنا في الاعتبار قدرتها على التناسل بدون معاشرة جنسية.
وهذه الأسماك التي يبلغ طولها بوصتين تقريبا، تعيش في العادة بمستنقعات المنغروف بولاية فلوريدا الأمريكية وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. وتمكن العلماء البيولوجيون من تحقيق هذا الكشف العلمي عندما لاحظوا وجود المئات من أسماك المنغروف، بعيدا عن الماء، مختبئة في الشقوق التي نحتتها الحشرات في جذوع الأشجار وأغصانها.
ويقر الدكتور سكوت تايلور، من برنامج بريفارد كاونتي للمناطق المهددة بيئيا بغرابة هذا السلوك الذي يميز اسماك المنغروف. ويقول "انه تصرف لا ينسجم مع المعايير السلوكية الطبيعية للأسماك". ومع ان الشقوق في جذوع الأشجار تمثل مكانا مناسبا للاختباء، الا انها لا توفر بيئة ملائمة لحياة الأسماك. ولعل التغيير البيئي الكبير الذي تعرضت له الأسماك اجبرها على هذا السلوك لمواجهة الخطر.
وكشفت دراسة اخرى نشرت في وقت مبكر من العام الحالي ان الأسماك غيرت نشاطها الحيوي ليتواءم مع العيش خارج الماء. حيث تحورت خياشيمها بحيث اصبحت قادرة على حفظ الماء والمواد الغذائية، في الوقت الذي تقوم فيه بإخراج الفضلات عن طريق الجلد. ويحدث العكس عندما تعود الأسماك الى الماء.
وعرفت اسماك المنغروف في الماضي بأنها الحيوان الفقاري الوحيد الذي يستطيع التكاثر بدون تزاوج. حيث تطور هذه الأسماك اعضاء التناسل الذكرية والأنثوية، وتقوم بتخصيب بيضها داخل الجسم، قبل وضعه في الماء. ومع ذلك فهي ليست الأسماك الوحيدة القادرة على التنفس خارج الماء، حيث تتمتع اسماك السلور التي تعيش في جنوب شرق آسيا بخياشيم تسمح لها بالتنفس خارج الماء وداخله. اما اسماك الفرخ الهندية فتصاب بالاختناق في الماء اذا لم تتمكن من تنفس الهواء الخارجي.
|
العرض العادي
