المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سنة الاستبدال الإلهي


Nabil48
21-08-19, 01:54 PM
سنة الاستبدال الإلهي ...
عندما سيطر الرافضة على قلب العالم الإسلامي وتآمروا مع الروم ضد المسلمين


فقدت الأمة في القرن الرابع الهجري مساحات شاسعة لحساب الروم بسبب تواطؤ العبيديين وقطع البويهيين المدد عن الثغور وهنا يحدث الاستبدال الإلهي .

سنة الله التي لاتتغير ولا تتبدل { وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)}(سورة محمد) . فيورد المؤرخون في اخبار سنة 349 هـ خبرا عميق المغزى والدلالة ...

قالوا : (وفي هذه السنة أسلم من الأتراك نحو مائتي ألف خركاة) والخركاة كلمة تركية معناها خيمة وبعض الخيام يعيش فيها 30 نسمة أي أسلم منهم عدة ملايين وكانوا امة بدوية محاربة بطبيعتها يشبهون العرب عند مبعث محمد صلى الله عليه وسلم وقد اعتنقوا الإسلام على عقيدة اهل السنة وتحمسوا لنصرة الاسلام .

وهؤلاء الأتراك هم الغز وكان زعيمهم هو سلجوق بن دقاق الذي تنسب إليه دولة السلاجقة وتمكن ابناؤه واحفاده من تكوين دولة كبيرة نصرت السنة نصرا مؤزرا .

واستطاع طغرلبك حفيد سلجوق السيطرة على بلاد ماوراء النهر وافغانستان وايران واتخذ من الري، قرب طهران، عاصمة وأرسل قبائل التركمان لغزو الروم .

وأجبرت غزوات التركمان المسلمين دولة الروم على التقرب من طغرلبك وبنت جامع في القسطنطينية تقام فيه الجمعة مقابل سحب طغرلبك لقبائل التركمان .

وجاء ظهور السلاجقة في صالح الخلافة العباسية التي أوشكت ان تسقط بأيدي العبيديين فقد انتشر دعاتها في بغداد وداخل قصر الخليفة القائم بأمر الله , وتمكن الدعاة العبيديون من استمالة أحد قادة الخليفة العباسي وهو البساسيري إلى مذهبهم الباطني الإسماعيلي وحددوا ساعة الصفر للتخلص من الخليفة.

لكن طغرلبك أربك خطط العبيديين فقد جاء الى بغداد ودخلها سنة 447 هـ ومحا الدولة البويهية من الوجود لكنه اضطُر إلى العودة الى إيران لمواجهة تمرد ضده .

واستغل العبيديون ذلك فأمروا البساسيري فاستولى على بغداد سنة 450هـ وحبس الخليفة في بلدة الحديثة وأقيمت الخطبة للخليفة العبيدي واستمرت سنة كاملة.

وقضى طغرلبك على التمرد في إيران وجاء مسرعا الى بغداد والتقى بالبساسيري فقتله وأطلق سراح الخليفة العباسي وأعاده معززا مكرما إلى عاصمته بغداد.

وانهارت كل خطط العبيديين الروافض وأرسل طغرلبك الى ملك الروم يخبره بأنه سيذهب إلى مصر للقضاء على الخليفة العبيدي فرد بأنه لن يسمح بأذية حليفه.

توفي طغرلبك سنة 455 هـ فخلفه ابن أخيه ألب أرسلان الذي صمم على السير على خطى عمه ومحو الدولة العبيدية من الوجود وإعادة السنة إلى بلاد الشام ومصر.

سار ألب أرسلان الى الشام متجها الى مصر وبينما كان يحاصر حلب سمع بوصول ملك الروم الى ارمينية على رأس جيوش كثيفة للاستيلاء على عاصمة السلاجقة.

عاد ألب أرسلان مسرعا لصد الروم والتقى بهم في معركة منازي كرد الحاسمة سنة 463 هـ ودمر جيش الروم بأكمله ووقع ملك الروم رومانوس في أسر ألب أرسلان .

عن موقع الدكتور علي بن محمد عودة الغامدي