العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
||||
|
||||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
لفت انتباهي تقليلك للكم المطروح في آخر مشاركتين ،،
وهذا ما كنت أود أن أطلبه منك.. جزاك الله خيراً..
|
#22
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
واجعل من اجسادكن الطرية .
عجوة اتذوقها . اه يا تمرة النخيل النوبية . اه يا تمرة النخيل النوبية . اعشقك جدا ولكنني اخاف من القدح المسحور وعفرته وهيبة . اعلم انها ترد قتلي ، لذا لن اعود الي وطني ساعيش شبابي ، وتخيلت وهيبة وهاهو يخاطبها كانها امامه يوم تجدينني ، اقتليني بدم بارد وانا لست نادما علي مصيري . عندها ، ساكون قد عشت العمر الذي استحق . وعاد يقول ولكني يا صحابي مترع بحب مذاق رطب القنديلة . وصفار رطب الجاووالبركاوي . في شواطي النيل الرملية والطينية ، وبدا يتاوه بصوت حزين ، نسيتك يا بنت المودة ، نوع من أنواع التمور النوبية ، اخرجني هذا المعتوه بكلماته الحماسية وقلعني من قمم رومانسيتي الي تائه يستمع اليه . هانذا انظر اليه كانه شي ممتع اقتربت منه . ,,,, وقلت له يالك من ابليس وافعي ، لقد انحازت الشواطي لعزفك المبهر ، وانرت هذا المساء الذي دخل لتوه امتداد لصباحه باغنيات لاتنسي ، لسوء حظي كان سحر حسن او جنونه او غبائه أحيانا قد جذب ناتاشا سابقا ,, لكن الان لم يعد أي منهم غيرى يستاثر نظراتها ، رقص الجميع وكان كل اثنين يكملون عالما خاصا بهم امتدت الحفلة او سمها كما شئت حتي الصباح ، وعند الصباح قالت ناتاشا انها علي موعد مع حسن لا اصدق ما اسمع الان ، يا الهى . كم لعوبة هذه الروسية ! اراها تتنقل بين الرجال كيفما شاءت من تحب هي ؟ قبل قليل كانت تتشبث برجع انفاسي وجسمها يتملل في حضني . الله وحده يعلم ...مايجري في راسها . ومع اولي شرارات اشعة الشمس التي غالبت الخروج من وراء السحب لكنها علي ايه حال رسمت علي صفحة النهر لوحات زاهية . انفض السمار كل الي مكان سكنه ,,استاذني حسن وقال انه سيربط سرج حصانه في مضارب اهل ناتاشا اليوم ذاك طريقته في الكلام ...اي انه ذاهب مع ناتاشا في بيتهم واردف قائلا ان دعوة هذي القوقازية الشقراء لي انا الفقير لله ,,قد لا تكرر وخاصة انها اسرت له انها تحن ان تنام تحت دف الشمس الاستوائية ولابد ان اسدد لها ثمن اعجابها بي وقال مازحا ان السماء لاتمطر ذهبا كل يوم . وليس كل يوم تمنح روسيا وسام القديس غريغوري لبطل مثلي وعندنا ايضا ليس كل يوم توزع الحكومة وسام ابن السودان البار . ولابد لي من تاصيل مبدا الشراكة البشرية مع مثل هذه الانواع من الظبيان وقلت له مهلا خذ راحتك وانتبه لنفسك عسي ولعل ان يجدك بعض صعاليك الدون مع ناتشاتاويجعلوك ارجوزايتقاذفونه حتي الصباح . اما الباقون لم يقل لي احدهم شيئا سوي غدا نلتقي في نفس التوقيت ونفس المكان اما انا فقد اتجهت الي منزل كنت قد استاجرته من امراة ستينيه بواقع اربع دولارات شهريا اسمها ماريا نيكولايفنا سوليمنكا وكانت تعيش مع زوجها . يوري سوليمنكو .....وحسبي ان اقول انني كنت حزينا جدا بسبب ناتاشا وخيانتها لي كانت هذه الاسرة البسيطة تعيش في منزل شعبي كبير مع حديقة ملحقه به بعد ان تشتت ابناءها في اصقاع الارض حيث كان يعمل الاول بحارا واسمه ايغر سوليمنكا اما ابنتهم الوحيدة كانت تعيش مع ابنها المعاق في منزل يبعد 10 محطات بالاتوبيس دخلت عليهم لاول مرة واستقبلتني ماريا بحفاوة بالغة لم اراها الا في القري النوبية عند امهات الكنداكات .. كانوا جلوسا علي العشاء فور وصولي وكانت المائدة في تربيزة دائرية فخمة مزينة بنقوش كثيرة وبارجل دائرية فخمة منقوشة عليها اشكال ناس وشجر وكان المطبخ مفتوحا وفخما وامامي يبدو الحديقة بازهارها وورودها وجلساتها شيئا مبهرا تماما . وكانت المائدة تحتوي علي انواع من اللحوم والاسماك وبعض المارتديلا وشيئا ما يشبه العصيدة وبعض المشروبات من عنب وكرز و3 قواقير اولها فودكا وثانيها شمبانسكيا وثالثها كنياك وانواع مختلفة من الحلويات . واثناء العشاء كانت ماريا تحكي لي عن تاريخها مع زوجها يورا اللذي يقف امامي ,, فهو رجل ربعة قامة ,, اشقر الشعر ,,نحيل الجسد . ويظهر عليه انه مريض ... يبدو لي كطفل صغير السن تماما . جا ء وقف ممسكا بزوجته كانه خائف مني ... سلمت عليه بالروسية . كيفك يا سيدي ، لعلك بخير والامور كلها علي مايرام . نظر الي نظرة غامضة نظر تمثال مثبت وليس بشري . انتبهت السيدة ماريا سوليمنكا الي اهتمامي بامر يورا وقالت لي ان امر يورا قصة طويلة ومحزنة . نحن نعيش منذ زمان طويل هكذا . لقد كان هذا الرجل البسيط روسيا شهما وانسانا نبيلا طوال تسعة اربعون عاما اعيش معه . لم اري معه يوما سيئا ,,, يورا حياتي ,,سرعان ماقامت من كرسيها وطبعت قبلة حانية علي خدي يورا . وانها تزوجته عندما كان عمرها ثلاثة عشر عاما وكان عمر يورا وقتها اربعة عشر عاما وانه كان جارا لهم وهم من اسرة فلاحية قوقازية وقالت ان علاقتها بيورا لمتبدا رسميا الا بعد الزواج بسنتين اوثلاث لان كل منهم كان يعيش في بيت اهله وبعيدا عن الاخر وقالت فيما قالت ان حمي غريبة قد اصابت يورا قبل ثلاث سنوات وانها ذهبت به الي مستشفيراستوف المركزي وهناك بعد تحاليل كثيرة اخبرها الاطباء انه لن يستطيع ان يعود الي ممارسة حياته وانعقله قد اصيب بضرر بالغ فقد علي اثرها النطق والسمع والتفكير السليم . وقد تم حجزه هناك دون فائدة لعشرة اشهر ولكنها ولكنها هربته واتي به الي هنا بعد ان تيقنت ان الانتظار هناك مضيعة للوقت ولن يات بجديد . وفي نفس الوقت ,, لم تستطع الجدة ان تعيش بمفردها حتي لو كان يورا صنما يتحرك ومنذ ذلك التاريخ فهم يعيشون حياتهم وانها تركت العمل ونزلت المعاش المبكر من اجل خدمة يورا .. نظرت اليه مليا في وجهه .وشعرت انه انسان وديع ووجهه لايخلو من الوسامة رغم تجاعيد السنين ,,, احقا احسست بان امامي يقف انسان رائع وبرئ كالاطفال تماما ويمكنني ان اقول ان يورا كان رجلا هادئا ورزينا لاتظهرعلي وجهة ايه علامات مرضية كانت الجدة ماريا تقف علي مقربة مني وتتابع كلامي بسعادة وضحكت ماريا وداعبت خصلات شعر يورا المتدلي كتفه وقالت له و هي تخاطبه حبيبي كن بخير لنكن بخير .... والتفت الي مازحة لاتخاف انه لا يعضاحدا ,,, ضحكت انا لهذه المزحة والطرفة الروسية .. وبعد ليل طويل من التعارف ذهبت الي السرير وسرعان تملل النعاس الي عيوني بعد مسيرة يوم شاق جدا وكنت قد ذهبت الي غرفتي ووجدتها مرتبه وجميلة ,, ستائر والوان وازهار تشعرك كانك في فندق خمس نجوم وتمددت في سريري بعد ان غيرت ملابسي واويت الي نوم عميقاو هكذا خيل لي .. صحوت علي وقع اصوات خافتة وجلست في سريري اراقب الوضع ..تبا ماهذا ,, اني اري جدران الغرفة الاربعة قد تمددت واصبحت الغرفة واسعة جدا وهاهو يورا يقف امامي كجني ظهر فجاة انه يلبس بنطلونا احمرا وشالا اسودا وطاغية مزركشة ,, لم اراه هكذا اليوم ,, نظرت اليه وشعرت بالخوف ,, فقدت جسارتي في الوقوف ولزمت السرير وقلت له تبا لك كيف دخلت الي هنا الجد يورا . اظن انك لست الشخص الذي رايته . ربما انت واعي وتتكلم ,, تبا لك .. الي الجحيم . رد علي تكلم يا يورا . كيف دخلت قل لي ..تكلم لا تمثل لي نفسك ابكما قل لي انت انسان ام جني ..يا الهي ماذا يحصل ولقد احكمت باب الغرفة واغلقته بمفتاح ولايبدو ان الباب مكسور وهاهو يورا واقف كانه تمثال ولاتتحرك فيه رمشة عين كما قلت لكم ,, اقترب مني الشبح او سمه كما شئت كنت اريد ان أقول له اثبت , لا تتحرك نحوي ووثبت من مكاني دون ان اشعر . وحاولت ان اصيح باعلي صوتي. لكن قوة مجهولة سلبت صوتي . اني ارفع يدي وانزلها ,,ارفع صوتي واخفضه لكن لا احد يسمعني ويجب ان اقول لكم يا صحابي انني اكاد اجن و لقد بلغ بي الخوف مبلغا عظيما وهاهو صوت من داخل يورا كانه صوت انثوي يتكلم مهلا يا عزيزي عبد المعين اين جسارتك ؟ وانسان تلك القارة لايخاف ابدا انه تعود علي الاشباح وصوت العفاريت قلت لك لاتخف وضحكت بصوت عال ومخيف اثبت اثبت ، لاتخف انت رجل ام لا ... الرجال في مكان لايخافون يدعون البطولة والمجد ويحكون عن عنتريات لاتوجد أصلا وبانهم الأوائل دوما . لم اسمع في حياتي عن رجل قال انه ثاني دفعته . هم الأوائل !! والأيام شاهدة علي ذلك ، انا اعلم انك افريقي قح ,, تمساح نيلي بلا انياب ، ولكن يجب ان تعرف ان الذي امامك ليس يورا . فالمسكين ينام هناك ... انا روح اميرة الكاهلية وسمني ماشئت سمني مثلا . سيوزا زوجة يورا او سمني جنيه يورا سولمنكو وبدات أقول لها ، اميرة حبيبتي . لماذا تفعلين فيني هكذا ؟ انا كنت احبك ولازلت انت من تخليت عني . ومن قدمت لي التمرتين بواسطة تلك اللعينة
|
#23
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
بواسطة تلك اللعينة[
بواسطة تلك اللعينة ارجوك ابتعدى عني لانني لست متاكدا من صدق كلامك وانك اميرة أصلا لم تعر الروح التي تركب يورا الان أي اهتمام لكلامي وواصلت حديثها لقد تزوجته منذ ثلاثة عشر عاما وهي تقصد يورا وكان مهري ان لايتكلم المعتوه ابدا والا كان قد افسد خططي ووافق ان يبقي صامتا الي الابد. هاهو اليوم ينفذ اتفاقه معي بكل اتزان انه رجل عظيم ملتزم لايخون المواعيد ابدا .... وأريد ان اخبرك انني اعيش معه بروحي وهو كذلك ولكن جسده تركته لماريا وهي بمثابة خدامة له ولي ,, انها امراة هائلة حيث تجتمع فيها جميع حسنات البشر لاتكل ولاتمل من خدمة يورا ان يورا سوليمنكو الذي يعيش بعقله معي متعب جدا لانه لايقوم باي شي وهو كثير الحركة أيضا كاطفال التوحد ويمكنني ان اخبرك أيضا انني عرفت الكثير من بني البشر وتزوجت الكثير من رجالهم وجندت زوجاتهم خادمات لهم ولي من غابات الامزون غربا الي هيرشيما في اليابان شرقا ومن ارض الاسكيمو الي ارض البافانا بافانا جنوبا ولكني لم اقابل بشري مثل ماريا .. انها تتمتع بقدر كبير من الجمال الروحي انها انسانة مطيعة جدا والخير يملا قلبها ,,لذا قررت ان لا اوذيها ابدا ليس هذا فحسب بل اوفر لها كل سبل الدفاع اذا ما تعرضت لمكروه . ان لي صداقات كثيرة حول العالم وصديقاتي المخلصات يعيشون في مثلث برمودا ,, انهن يقومون بما يلزم تجاه البشر . فهذه اسرار لايمكن الكشف عنها . وزت السودان وعشت علي النيل واكلت من فول السليم وتشبعت بحضارات وادي النيل وزرت مقابر ملوكهم والتقيت ببعانخي بعد رحلة عبر الزمن استغرق تسعون يوما واوصاني بربيعة وقال انها الاميرة الباقية من زمن الكنداكات اميرات وملكات النوبة . فاميرة مثلا تؤام روحي ,, لقد دعوتها في منتدي عالمي لجنيات الانهار في الامزون وحكت لي عنك وذلك قبل سنتين واوعزت لي انها احبتك جدا وفقدت التواصل جسديا معك وقالت لي انها بنت قصرا شامخا في عقلك وسكنت فيه الي هنا انتهي كلامها واوصاني بك اما حسن فهو أيضا سفير من الماضي يتجدد امر حياته مع كل فيضان وهو متزوج من جنية من سيبيريا منذ سنوات . انه انسان عجيب وشاعر كبير ان العفاريت تلقنه الشعر . فقصائده واشعاره معروفة جدا في عالم الجن انه احد اكثر البشريين شهرة وكيف لا فاميرة تمده بالاعلام اللازم وتسوق قصائده وارسلته الي روسيا لتتبع اثرك يا عبد المعين وكون له الاف المعجبين ولن يستطيع ان يعود الي بلاده بعد اليوم لان الجنية السيبيرية استاذنت اميرة وتزوجته ... كاد قلبي ان يتوقف قبل ان افتح عيني واري ما هو امامي لكن لاشي .. ى هانذا ارقد وحيدا في غرفتي ولقد اختفي يورا بشكله وسيوزا بروحها حمدت الله وتيقنت ان هذه اللحظات ليست حقيقة ,,لكني لست ادري ان كان هذا حلما اوكابوسا او أي شي اخر ,,ولكن سلوك سيوزا ووصفها لحالة ماريا وحكاياتها عن بلاد النوبة وصداقتها لحبيبة قلبي اميرة قد اصابتا عقلي في الصميم تاكدت من الباب اللذي كان مغلقا باحكام وفتحته والقيت نظرة الي غرفة يورا وماريا ووجدتهما يغطان في نوم عميق . شي مرعب حد الجنون ما يمر بي الان ... رجعت الي غرفتي وظللت مابينالنافذه والباب ارمق بنظري ان كان وراءهما شي ما انسانا او شبحا حتي ادركني الصباح تسللت بعض اشعة الشمس التي احترقت فتحات النافذة الي غرفتي بعد ان اذابت بعض الثلوج ومعها شعرت بذلك الفرح اللذي ياتيك بعد ساعات من الخوف والترقب ونشدان السكينة كنت اعتقد ان الارواح الشريرة مستوطنة في افريقيا فقط ولكني ادركت ان الامر كوني الصبغة وعالمي النشاة وفي كل مكان تقريبا من ارضنا الغبراء ,,,, وفتحت صوت قناة موسيقية عاليا وتصادفت صافية رتارا المغنية السوفيتية الشهيرة تغني وترقص في واحدة من اهم اغانيها الهاما . لاول تسلل بعض الراحة الي جسمي منذ وقت ليس بقصير ,, نعم لقد جهزت الجدة ماريا صينية الشاي وبعض الكيك وقطعة من خبز البر ((والذي يسمي في روسيا بالكربيش )) او الطوب . تناولت الشاي الساخن والتهمت الكيك بسرعة مما اثارت استغراب العجوز ، والتي قالت لي تمهل فان شرب الشاي الساخن بهذه السرعة ليس امرا جيدا وانه بالطبع يؤذي البطن ، وانت مازلت شابا صغيرا ، فكرت عن اسالها مثل ماذا ,, لكني تراجعت عن سؤالي ، لانني تخيلت ان الوقت مازال مبكرا لتساؤلاتي ... لم يكن بوسعي ان احكي ما حصل لي للجدة ماريا ,,لانني لم استاذن سيوزا وخفت من ردة فعل الجنية وتراءي في خيالي كلماتها القوية وثباتها في السرد ,, وتذكرت بعض من كلامها ... ان مهر زواجها بيورا كان الصمت اذن فالصمت هو احسن عربون يمكنني ان اكسب به ود الجنية سيوزا نظرت الي ماريا وكانت تنتظر الجواب مني قلت لها حسنا كل شي هنا مبهر ومشوق بيتكم فندق فايف استار لكني احبذ ان اخدم نفسي بنفسي قالت لي فنوك وهي كلمة روسية تعني حفيدي وقلت لها نعم يا جدتي واردفت تقول انها تحب ان تخدمني شكرا للرب علي النعمة التي فيها وانها تتقرب للرب بفعل الخير ,, ليحفظ لها يورا ولتهنئا معا بالسعادة التي طالما عرشت علي سنوات الزواج الطويلة قالت ماريا انها تشعر ببعض الراحة والفخر ايضا في التعرف علي شخص غريب مثلي اتي من وراء البحار شخص مختلف شكلا ولونا ومجتمعا نحن الروس شعب عريق وجميل الجمال يا عزيزي مواطن روسي والطيبة والعشرة النبيلة صفات خاصة للروس هم دوما معلمي البشرية وازيدك أيضا ,, ان الشعب الروسي هو اجمل شعب في العالم لكنهم لايتباهون بذلك ابدا وهنا تكمن سر عظمة وخلود التراث الروسي ولو اردت ان تحقق من كلامي فاذهب الي أمريكا فهي بلد عنصرى.. رقم شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان المزعومة وقالت هم الامريكان ليسوا مثلنا فهم مثلا لايقبلونبالاغراب وخاصة ذوات السحنات غير البيضاء لكنها استدركت وقالت كانها تعتذر . لكنهم ابتدعوا شيئا اسمه اللوتري وهي فرصة القرعة العشوائية للهجرة الي أمريكا او اليانصيب ،،،، ربما كفارة لكل تاريخهم الملطخ بالدماء انا لا اقصد شيئا يا حفيدي ،، انت انسان مختلف ويبدو من ملامحك انك ابن أصول ومن اسرة طيبة ولا اعتقد انك قادم من تلك المدن التي تتجول فيها الافيال والأسود في الشوارع مع الشعب ولا اعتقد انك تاكل اللحم نيئا .ولا اظن انك تحتفظ في ثلاجتك بشي غريب ... ابتسمت واومات موافقا ولم اجب علي كلامها ,,,, قالت لي كم انت مؤدب ومهذب يا ليتني كنت املك حفيدا مثلك .... تصافحنا علي نحو راقي وابتسمنا دليل الرضا وحضنتني بقوة . واصطكت رائحة ابطها بانفي . وأثارت فيني شهوة العناق وبعض الرغبة لشي ما , لا ادري ، أي علي الأقل ظاهريا شعرت بحنو بالغ منها ,, لا ادري ان كانت انتبهت هي ام لا ، لكنني لجمت الشيطان بسري ، وقد تكون مجرد هلوسات تهاجم العقل في لحظة ما قلت في سري ... وتذكرت نضالها اليومى من اجل حياة طبيعية وحاولت ان اخفف عليها او اوضع انطباعاتي عن الأدوار البطولية والإنسانية التي تقوم بها ولا ادري لماذا تراءي في ناظري صورة الام تريزا وقلت لها السيدة ماريا . انك تشبهين كثيرا الام تريزا ، ابتسمت وقالت لي انت تربط أشياء صغيرة بامور كبيرة وقالت هذه الإنسانية ذو سمعة كونية وهي جديرة بذلك ...اما انا فلست كذلك . انا لااعرف شيئا سوي خدمة حبيبي يورا ، ونظرت الي يورا بحنو بالغ وداعب خصلات شعره وقالت موجها كلامها الي يورا ، حبيبي فليشفك الله ، سالت منها دمعة وهي تنظر الي كانها تعتذر ومسحت بيدها وقالت ، اشكرك للاهتمام بي وبه .قلت لها اه سيدتي انت تعملين طوال الليل وتخدمين شخصا لايتكلمولايسمع ولا يفهم .. وانت سعيدة ,, احقا انك سيدة تعبر عن كل ملكات البشرية في الخير ، كم ياتريمن امثالك في هذا العالم القمي الملي بالاشرار والملاعين واكلي لحوم البشر .... كنت انظر الي عينيها واري تلك الهالة النورانية تغطي جبينها انها حقا انسانة عظيمة قلت في نفسي اذن .. فليحفظك الاله ايتها القبس النوراني وايتها الراهبة الروسية هنيئا لك بتلك الصفات الاستثنائية ربما اراد الله لي خيرا يوم ان جمعني بك قد نتصارع نحن الثلاثة انا ويورا والجنية سيوزا في حبك واي كان المنتظر فستظلين محور الحياة في هذا البيت الوديع والهادي الجميل كنهر الدون تماما انتي معطاءة عشت ايتها القديسة لخيرنا وخير القوقاز جميعا ،، وتذكرت قول نزار قباني أيا امي أيا قديستي الحلوة طفت الصين ، طفت السند ، طفت العالم الأصفر ولم اعثر علي امراة تمشط شعري الأشقر الله الله يا ماريا سوليمنكا احقا انك زوجة وام عظيمة ليورا فليحفظكما الله ... وعندما كف صوت عقلي الداخلي عن البوح كانت ماريا وظلها يورا قد غابتا عن نظري
|
#24
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
وفي هذه اللحظة بالذات رن جرس التلفون
وكان في الجانب الاخر حسن جمعة وبدا يتكلم دون مقدمات كعادته تماما وكعادة القرويين في شواطي النيل واليكم ماقاله ...... بالامس يا صاحبى كانت ليلة خالدة ليلة من ليالي الف ليلة وليلة ولكن بنكهة روسية خالصة الروس يا صديقي طيبون جدا ليس هناك شعب اخر في العالم يملك هذه الروح كل شي مذهل هنا قلت يا اخي ،، انا لا احب المقدمات الطويلة ادخل في صلب الموضوع قال مهلا ، طيب اسمعنى وواصل حديثه وصلنا الي هنا ,, وبالذات الي هذا البيت .. هوبيت شعبي ,, بثلاث غرف وصالة كبيرة كل الغرف بمنافع خاصة لم اكن أتوقع كل هذا الاستقبال ,,ريتا ام ناتاشا امراة فريدة ما ان دخلت البيت حتي استقبلتني بود كبير ,,كانها تعرفني منذ السنوات بيت كلوا ورود وتحف ولوحات .. لأول مرة اري في غرفة واحدة صورة طبق الأصل للموناليزا وصورة قديمة لمانرين مونرو وكذلك لاكترينا الثانية امبراطورة روسيا وصورة لماري انطوانيت وصورة لانجلينا جولي وصورة لهيما مالين لم استوعب لماذا كل هذه اللوحات لنساء شهيرات وجميلات جدا . ولماذ لم اجد صورة واحدة لفلاديمير لينين او لدستويفسكي ,,, ومكسيم غوركي ولاصورة حتي ليمنوسوف او غاري كاسباروف اسطورة الشطرنج .. الم يكن هؤلاء كلهم مشاهير . لم لاتوجد كتبا لبوشكين مثلا . او مخائيل ليرمنتوف ,, اعظم شاعرين في تاريخ روسيا ,, كنت غارقا في تفكيري ,,, نادتني ريتا ,,حسن ضيفنا العزيز تعال الي مكتبتنا واتفرج قليلا لقد قالت لي ناتاشكا انك شاعر مرموق لاتقل عظمة عن شعراءنا العظام وفجاة قالت لي سؤال سرني كثيرا انت تشبه بوشكين كثيرا . واردفت تقول هلي تعرف يا عزيزي ان جدة بوشكين من افريقيا وبالذات من اثيوبيا لقد اهداءه احدهم للقيصر . فهي اعظم هدية تلقتها روسيا عبر تاريخها الطويل .. فكل حبنا لافريقيا انما جاء من عمق حبنا لبوشكين العظيم . لقد احببتك قبل ان اراك ,, بيني وبين الادب والشعر رباط مقدس كانت ريتا تتكلم بحب وببعض الغرور عن حبه للشعر وفي تلك اللحظة كنا قد وصلنا الي مكتبة البيت تجولت يا صاحبى في المكتبة وشرحت لي ريتا بالتفصيل عن كل اللوحات والكتب والصور الخاصة . كانت تمازحني كثيرا واحيا نا تمسك وتضغط علي اناملي وتقترب مني . وتلمس بجسدها الدافي جسدي ... كنت مشغولا بناتاشا واتمني ان تذهب ريتا وتاتي ابنتها , لكنها كانت تقترب مني اكثر وكلما فتحت كتابا اقتربت ووضعت نهديها في جسدي . وتحرك يدها وتلمسني هنا وهناك . ان هذه المراة متعطشة جدا اظن انها تردينى حقا ..او تريد ان افك لها كربة شفتيها واحرر نهديها ، جلست الي طاولة مهملة ورمت نفسها فيها وقالت تعال الي اقترب منى .. فانا مغرم بافريقيا ورجالها لا اخفيك سرا . ان الافريقي هو ذلك الرجل الذي تحن اليه أي امراة كاملة . أي امراة تتمتع بمزايا استثنائية . أي امراة تهوي الجنس . وتملك تلك الطاقات الإضافية . انظر اليك واتخيل انني علي مقربة من تحقيق حلم ظل يطاردني في صحوى ومنامى . ان اتزوج نوبيا ولو لي ليلة واحدة . تعال يا عزيزي . مازالت الام تراودني عن نفسها ولكن خارت قواي , لكل مقاومة حدود . ذهبت اليها دون ان افكر في شي وضممتها بقوة ,, حتي داخت تماما سمعت وقع خطوات علي أرضية المر الواصل الي الغرفة وتوقفت , انتظر لاعرف من القادم .. لا ادري ما كان سيحصل لكنى حمدت الله كثيرا ان جاءت ناتاشا وانقذتني من ورطة حقيقية والاجمل من ذلك انها لم تراني في وضع مشكوك لانها كانت تنادي في أمها حين دخلت مما اتاحت لنا فرصة ترتيب نفسى وايقاظ من اسكرتها اللحظات هذه المراة المعجونة بحب الجسد .. عدنا يا صاحبي الي الغرفة الحلم والي الفتاة الحلم ناتاشا وتناولت قدحين من النبيذ الروسى وهانذا اكلمك وانا ارقص علي سطح الجبل فخيالى هناك في الاعالي ومملكتى امتدت في فسحات الكون وكيف لا يا صاحبى فتخيل انا راقد في سريري وبجانبي ناتاشا تبدو كحورية نيلية ,, ليس الشطان النيلية تولد كل يوم مثل هذه الحوريات ,, قد تاتي من البحر ويقصد النيل او من البدو الاقحاح باعي العطور فتاه تقاربها جمالا وشقارا ولكني اري اليوم الجمال النوبي الاصيل بشعر اشقر ولكن اعجب مافيها رقصتها علي انغام الموسيقي لقد لقنتها اليوم اغنية نوبية قديمة ولقد حفظتها من المرة واحدة . ان لها ذاكرة بصيرة . كل شى فيها يدهشك . وكانت ناتاشا دارسة التاريخ والمغرمة بتاريخ النوبة القديم تحفظ اسماء ملوكنا وملكاتنا عن ظهر قلب وهذه نص الاغنية التي كتبتها من اجلها ولقنتها .......................... عندما تتصارع المياة الهادرة وقت الدميرة وتاتى الاسماك مع الامواج ويضرب القمر سطح النيل يظهر منظر النيل او ظلاله كالوان قوس قزح ونسمع صوت الوابورات وصوت الساقية الوحيدة التي بقيت تصارع الزمان يبقي الجو جميلا ورومانسيا هذه هي الاغنية ومع دندنات صوت ناتاشا الملائكي ورقصاتها الجنونية وشعورها الطاغى بسعادة غامرة وتمايل جسدها الافعي المسكون بالسحر .. اشعر يا صاحبي انني تمساح الدميرة الما يخاف العوم وهانذا اجمع الجليد وهي وهيبة جميلة جميلات و حفيدات مملكة كوش تجمع الحطب نشدانا للدف واي دف في العالم من مدفئة صدرها الحلم وانفاسها المجنونة التي تلهبنى بشعور لايوصف حكاية ليلة بالف ليلة يا صديقي كانت امس ، سجدل يا تاريخ لماذا تركتني وذهبت أيها المخبول لن ينفعك الندم لقد اضعت اليوم الاكثر خصوصية يا صديقي ربما قابلت ربيعة امس اذن نلتقي مساءا وساحكي لك بقية الاخبار الاكثر دسامة في هذه الليلة سلام انتهى كلام حسن جمعة .................... ان هذا العفريت النيلي لم يدع لي حتي فرصة الرد علي هرطقاته قلت في نفسي يا له من شقي ومعتوه ,, حتي انه لم يكن متاكد اذا كنت انا في الجانب الاخر من الخط ,,,اسمعه او شخص اخر المهم انه كان يفرغ شحنات مكبوتة من لحظات الانتشاء أي جنية تحرك خياله ,,انه مزيج مبهم من أنواع كثيرة من البشر تجتمع فيه خصال الخير الشر , الجمال والقبح ,, الكذب والصدق الحنان والقسوة انه ليس بشريا بالمعني المعروف لدينا وخاطبت نفسي هذاجن جن احمر تبا لك يا حسن جمعة اللعنة يوم قابلتك ويوم توطدت علاقتي بك اووف لا ادري ,, ان حسن رجل عجيب مهما قلت عنه ,, انا لا استطيع عن ابتعد عنه كثيرا قلت بصوت عال وانا مازلت اتمدد علي سريري قمت علي رجلي وقلت بصوت عال سيوزا علي حق مثل هذا الكلام لايصدر الا من جني ابن جني
|
#25
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
وفي هذه اللحظة بالذات رن جرس التلفون
وكان في الجانب الاخر حسن جمعة وبدا يتكلم دون مقدمات كعادته تماما وكعادة القرويين في شواطي النيل واليكم ماقاله ...... بالامس يا صاحبى كانت ليلة خالدة ليلة من ليالي الف ليلة وليلة ولكن بنكهة روسية خالصة الروس يا صديقي طيبون جدا ليس هناك شعب اخر في العالم يملك هذه الروح كل شي مذهل هنا قلت يا اخي ،، انا لا احب المقدمات الطويلة ادخل في صلب الموضوع قال مهلا ، طيب اسمعنى وواصل حديثه وصلنا الي هنا ,, وبالذات الي هذا البيت .. هوبيت شعبي ,, بثلاث غرف وصالة كبيرة كل الغرف بمنافع خاصة لم اكن أتوقع كل هذا الاستقبال ,,ريتا ام ناتاشا امراة فريدة ما ان دخلت البيت حتي استقبلتني بود كبير ,,كانها تعرفني منذ السنوات بيت كلوا ورود وتحف ولوحات .. لأول مرة اري في غرفة واحدة صورة طبق الأصل للموناليزا وصورة قديمة لمانرين مونرو وكذلك لاكترينا الثانية امبراطورة روسيا وصورة لماري انطوانيت وصورة لانجلينا جولي وصورة لهيما مالين لم استوعب لماذا كل هذه اللوحات لنساء شهيرات وجميلات جدا . ولماذ لم اجد صورة واحدة لفلاديمير لينين او لدستويفسكي ,,, ومكسيم غوركي ولاصورة حتي ليمنوسوف او غاري كاسباروف اسطورة الشطرنج .. الم يكن هؤلاء كلهم مشاهير . لم لاتوجد كتبا لبوشكين مثلا . او مخائيل ليرمنتوف ,, اعظم شاعرين في تاريخ روسيا ,, كنت غارقا في تفكيري ,,, نادتني ريتا ,,حسن ضيفنا العزيز تعال الي مكتبتنا واتفرج قليلا لقد قالت لي ناتاشكا انك شاعر مرموق لاتقل عظمة عن شعراءنا العظام وفجاة قالت لي سؤال سرني كثيرا انت تشبه بوشكين كثيرا . واردفت تقول هلي تعرف يا عزيزي ان جدة بوشكين من افريقيا وبالذات من اثيوبيا لقد اهداءه احدهم للقيصر . فهي اعظم هدية تلقتها روسيا عبر تاريخها الطويل .. فكل حبنا لافريقيا انما جاء من عمق حبنا لبوشكين العظيم . لقد احببتك قبل ان اراك ,, بيني وبين الادب والشعر رباط مقدس كانت ريتا تتكلم بحب وببعض الغرور عن حبه للشعر وفي تلك اللحظة كنا قد وصلنا الي مكتبة البيت تجولت يا صاحبى في المكتبة وشرحت لي ريتا بالتفصيل عن كل اللوحات والكتب والصور الخاصة . كانت تمازحني كثيرا واحيا نا تمسك وتضغط علي اناملي وتقترب مني . وتلمس بجسدها الدافي جسدي ... كنت مشغولا بناتاشا واتمني ان تذهب ريتا وتاتي ابنتها , لكنها كانت تقترب مني اكثر وكلما فتحت كتابا اقتربت ووضعت نهديها في جسدي . وتحرك يدها وتلمسني هنا وهناك . ان هذه المراة متعطشة جدا اظن انها تردينى حقا ..او تريد ان افك لها كربة شفتيها واحرر نهديها ، جلست الي طاولة مهملة ورمت نفسها فيها وقالت تعال الي اقترب منى .. فانا مغرم بافريقيا ورجالها لا اخفيك سرا . ان الافريقي هو ذلك الرجل الذي تحن اليه أي امراة كاملة . أي امراة تتمتع بمزايا استثنائية . أي امراة تهوي الجنس . وتملك تلك الطاقات الإضافية . انظر اليك واتخيل انني علي مقربة من تحقيق حلم ظل يطاردني في صحوى ومنامى . ان اتزوج نوبيا ولو لي ليلة واحدة . تعال يا عزيزي . مازالت الام تراودني عن نفسها ولكن خارت قواي , لكل مقاومة حدود . ذهبت اليها دون ان افكر في شي وضممتها بقوة ,, حتي داخت تماما سمعت وقع خطوات علي أرضية المر الواصل الي الغرفة وتوقفت , انتظر لاعرف من القادم .. لا ادري ما كان سيحصل لكنى حمدت الله كثيرا ان جاءت ناتاشا وانقذتني من ورطة حقيقية والاجمل من ذلك انها لم تراني في وضع مشكوك لانها كانت تنادي في أمها حين دخلت مما اتاحت لنا فرصة ترتيب نفسى وايقاظ من اسكرتها اللحظات هذه المراة المعجونة بحب الجسد .. عدنا يا صاحبي الي الغرفة الحلم والي الفتاة الحلم ناتاشا وتناولت قدحين من النبيذ الروسى وهانذا اكلمك وانا ارقص علي سطح الجبل فخيالى هناك في الاعالي ومملكتى امتدت في فسحات الكون وكيف لا يا صاحبى فتخيل انا راقد في سريري وبجانبي ناتاشا تبدو كحورية نيلية ,, ليس الشطان النيلية تولد كل يوم مثل هذه الحوريات ,, قد تاتي من البحر ويقصد النيل او من البدو الاقحاح باعي العطور فتاه تقاربها جمالا وشقارا ولكني اري اليوم الجمال النوبي الاصيل بشعر اشقر ولكن اعجب مافيها رقصتها علي انغام الموسيقي لقد لقنتها اليوم اغنية نوبية قديمة ولقد حفظتها من المرة واحدة . ان لها ذاكرة بصيرة . كل شى فيها يدهشك . وكانت ناتاشا دارسة التاريخ والمغرمة بتاريخ النوبة القديم تحفظ اسماء ملوكنا وملكاتنا عن ظهر قلب وهذه نص الاغنية التي كتبتها من اجلها ولقنتها .......................... عندما تتصارع المياة الهادرة وقت الدميرة وتاتى الاسماك مع الامواج ويضرب القمر سطح النيل يظهر منظر النيل او ظلاله كالوان قوس قزح ونسمع صوت الوابورات وصوت الساقية الوحيدة التي بقيت تصارع الزمان يبقي الجو جميلا ورومانسيا هذه هي الاغنية ومع دندنات صوت ناتاشا الملائكي ورقصاتها الجنونية وشعورها الطاغى بسعادة غامرة وتمايل جسدها الافعي المسكون بالسحر .. اشعر يا صاحبي انني تمساح الدميرة الما يخاف العوم وهانذا اجمع الجليد وهي وهيبة جميلة جميلات و حفيدات مملكة كوش تجمع الحطب نشدانا للدف واي دف في العالم من مدفئة صدرها الحلم وانفاسها المجنونة التي تلهبنى بشعور لايوصف حكاية ليلة بالف ليلة يا صديقي كانت امس ، سجدل يا تاريخ لماذا تركتني وذهبت أيها المخبول لن ينفعك الندم لقد اضعت اليوم الاكثر خصوصية يا صديقي ربما قابلت ربيعة امس اذن نلتقي مساءا وساحكي لك بقية الاخبار الاكثر دسامة في هذه الليلة سلام انتهى كلام حسن جمعة .................... ان هذا العفريت النيلي لم يدع لي حتي فرصة الرد علي هرطقاته قلت في نفسي يا له من شقي ومعتوه ,, حتي انه لم يكن متاكد اذا كنت انا في الجانب الاخر من الخط ,,,اسمعه او شخص اخر المهم انه كان يفرغ شحنات مكبوتة من لحظات الانتشاء أي جنية تحرك خياله ,,انه مزيج مبهم من أنواع كثيرة من البشر تجتمع فيه خصال الخير الشر , الجمال والقبح ,, الكذب والصدق الحنان والقسوة انه ليس بشريا بالمعني المعروف لدينا وخاطبت نفسي هذاجن جن احمر تبا لك يا حسن جمعة اللعنة يوم قابلتك ويوم توطدت علاقتي بك اووف لا ادري ,, ان حسن رجل عجيب مهما قلت عنه ,, انا لا استطيع عن ابتعد عنه كثيرا قلت بصوت عال وانا مازلت اتمدد علي سريري قمت علي رجلي وقلت بصوت عال سيوزا علي حق مثل هذا الكلام لايصدر الا من جني ابن جني
|
#26
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
هكذا يا سادتي قراء منتديات قصيمي نت الاعزاء وياسيداتي انقل لكم احداث رواية فارس من بلاد كوش ,,, وعندما انتهي من نشرها كاملا ترقبوا الرواية الثانية والتي تحمل اسم
النيل الشادى
|
#27
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
مثل هذا الكلام لايصدر الا من جني ابن جني
تبا له ياسادتي ..احقا هذا الرجل يتكلم كثيرا ولكن شاعريته الفذه ومغامراته البطولية لحد التشويق يجعلك مرتاحا له علي اية حال .... وفي المساء ذهبنا الي الدون انا والمجموعة وحسن جمعة وناتاشا ورفيقات ناتاشا استقبلتنا ناتاشا واقفة وطبعت علي خدودنا قبلات دافئة احسست بالحرارة وعقلي يغلي من مشاعر مضطربة وشوق الي كلمات حسن الجنونية عنها ... وكانت تضحك وتقول ان حسن جمعة تمساح نيلي وانه اصطاد اكثر من عشرة اسماك في ساعة واحدة من نهر الدون وان حسن صياد ماكر . يخدع الاسماك ويستخدم مهاراته في السباحة بشكل رهيب لم اكن اتصور ان النيليين قادرين علي تطويع اسماك الدون وواصلت ناتاشا كلامها . . هنيئا لبطوننا الجائعة بطعم السمك اللذيذ ,, سمك الدون لقد كان والدي يعشقه جدا ,, وانا ورثت حب التاريخ والموسيقي واكل السمك منه . مرت علي جبينها مسحة حزن عابرة رفعت يديها الي السماء وقالت فليرحمك الرب ابي العزيز ولتعش روسيا علي ميراث كرم الاجداد وفضائل الصفات كم انا حزين انك لستمعي اليوم . كان سيكون مسرورا جدا بمعرفتك يا عبد المعين وايضا بحسن حبيبي لانه عمل بحارا وزار الكثير من الدول والهب فكري الغض بحكايات لاتنسي في الماضي ...حكايات وقصص عن الافيال في الغابات الاستوائية وعن الهنود الحمر في غابات الامزون وعن الناس الرائعين في فيتنام وعن جمال سكان السواحل الصوماليات وعن الشعب المرجانية في البحر الاحمر وعن ستات الشاي في سواكن وعن الاهرامات في بلاد النوبة ورعاة الابل في بطون البوادي كما انه تنبا بالذهب وقال ان المنطقة النوبية وخصوصا تلك المتاخمة للبحر الاحمر غني بالمعدن الاصفر وذلك لاصفرار جبالها ورمالها وصمتت قليلا كانها شعرت بالذنب وادخلتنا في اجواء حزينة لاتناسب هذا المقام وجلست تضحك بعد ان مد لها حسن جمعة كاسين من الفودكا مخلوطة بالكنياك وبعض الشمبانسيكا شربت قليلا واستعدلت في جلستها وقالت وهي تنظر الي حسن وتعانقه وتحرك خصلات شعرها الاشقر حسن حبيبى . انساني امس كل همومى . حملني الي الشمس واعادني الي الارض . وما بينهما مررت بحدائق السعادة الغناء ووصلت اعتاب الجنة الموعودة للعشاق كم احسست بعمق انوثي . وطغيان رغباتي في ان اعبر الأجواء الروسية كل يوم وكل ساعة . الى النيل باهراماته ومعابده الى جبل البركل خزانة الاسرار وادارت وجها صوب حسن وقالت مادام هناك في الأفق البعيد . يعيش مثل هؤلاء الناس . وطبعت قبلة في جبين حسن . كنت اتابع حسن وانظر الي وجهه . وكنت اري السعادة والكبرياء وعزة ما بعدها عزة ترتسم علي محياه لم يقل شيئا ,, ربما حملته كلمات ناتاشا الرومانسية الي عوالم لاتسكنه الا العفاريت ... وبعد لحظات قام من مكانه كانه استوعب اللحظة واخد الجيتار وبدا يهزى بصوت جميل وعذب . اطربنى صوت نغمات الجيتار ، وقلت حبابك يا حسن . ورد على قائلا ، انها قصيدة خاصة اسمعوها عن ناتاشا ، انها احدي اكثر المنحنيات عذوبة تلك التي عبر عنها المعتوه فلتسمعوه بصدق ، ... ناتاشا يا رطبا شهية ارتاح حين اراك يا دنيا جميلة انثي بطلتها البهية . اهواك في الاهداب رائحة ذكية وارسمك في الاحلام ، قفشات ندية . القاك في الرقصات زاهية , ندية عيناك بستان من الازهار ساحرة جلية وشفاهك النضرات باسمة رضية يا فرحة القلب وانفاس الانوثة والعيون السكرية . لما التقينا ..... كنت نفحا من ورود النيل ، واحساس من اللهو علي شط القوافي العنترية ، خديك طافيتات اطباقا شهية ، ويديك ناعمتان ملمسهما طرية ، يا ثورة الجسد التي نفضت انوثتها متاهات الشهية ، السفر في عينيك طمس للهوية ، طوبي لنظرات شقية ، في ساحها نبتت اشجار ندية ، ونضارة الكلمات الهبت اللقيا ، ودوننا الولهان اطربنا سويا ، عدت الي منزل ماريا سوليمنكا عند اشراقات الصباح الاولي .. وكانت الاسرة المكونة من الجدة ماريا وزوجها يورا موجودة كالعادة ,, جلسنا للافطار ,, كنت جالسا مقابل الجدة ويورا كان واقفا ويديه تربت علي كتفي الجدة . كان الإفطار بسيطا شرائح من الخبز الأسود ونوعين من الجبنة وقليل من الزبدة وزعت الجدة الشاي لي ولها واعطت يورا سندويتشا من الزبدة اثناء الفطار قالت الجدة لى . ان ابنته لينا وحفيده سيريوجا سيقدمون لنا زيارة اليوم . وقالت لي نستاذنك ان لاتذهب الي أي مكان ,, لأننا سنقيم احتفالا مختصرا بمناسبة عيد زواجنا التاسعة والاربعون ,, انا وشامة حياتي يوركا وهذا الاسم كانت الجدة تطلق زوجها تحببا . وارتسمت في وجها علامة حزن واضحة وقالت ربما هى الاخير ، احساس مربط ينتابنى ، ولقد ادخلت كلماتها جوا فن الحزن لدى وسرعان ما استدركت وقالت ان هذا العام اردته ان يكون مختلفا بوجودك ووجود كل الاسرة لكنهم اعتذرو جميعا . فكلهم موجودون خارج روسيا . اما لينا وريتا حفيدتي ربما يلحقون بنا متاخرا . وفي المساء جاء الجميع . تماما كما توقعت الجدة ماريا ,, ابنته لينا وحفيدها سيريوجا . وكذلك حفيدتيه من ايغر ولكنهما جاءتا باكرا وليس متاخرتين كما تخيلت وكان بصحبتيهما شابين روسيين عرفت فيما بعد انهما خطيبيهما كانت الجدة وبنتها لينا تضعان التحضيرات الأخيرة لبدء الاحتفال . ذهبت الي غرفتي لالبس شيئا يليق بهذه المناسبة ، وعندما هممت ان اعود الي حيث يقف يجلس الجميع ، سمعت صوتا من داخل الجدران .. كانه صوت يورا .. جن جنوني وبدات اصيح بصوت عالي حتي تجمع نحوى الجميع قلت لهم اين يورا .. اين هو ,,, لقد سمعت صوته من داخل الجدران قال ما هذه الهرطقات ,, هل انت جننت ، ماذا تقول يا حفيدى وطبطب علي راسى وسالتنى هل شربت شى قلت لها ماذا ،، فودكا مثلا ،، انا بكامل وعي ،، ولكنها الجدة قد اخذت كلامي مزحة وحمدت الله ان جاء يورا ،، لان مجيئه وضع حدا للانفعالات غير الذكية وبعد ذلك ،، تحرك الجميع الي الصالة الكبيرة حيث مكان الاحتفال جلست معهم والخوف مازال يتملكني ،، وسرعان ما وضع احدهم يده في كتفي وقال . اسكت لاتتكلم الزم الصمت واسمع ما أقوله لك ايوا انا سيوزا ,, اخبرك ان هذه الليلة ستكون مميزة لان صديقتى ستحضر ,, وقد نستمتع جدا وانتم أيضا ولاتنسيانك الوحيد اللذي تراني . وتسمعني ,, كلهم لايرونني ,, انت وحبيبي يورا اذن اصمت ودع الأمور تمر بسلام لن اضرك ولن اجعلك تخاف ولايغرنك شى ,, انا لا اعتبرك شخصية تستحق الاهتمام لا لا يا صاحبى . يومك كله ضائع ينطبق فيك . الليل والنهار واحد علي العميان واللوم والشكر واحد علي السجمان عز الراس دهن وعز القرب قطران عز الخيل لجم وعز الحريم وليان اوه سمعتها تتكلم هامسا . اظن انها جنية من بادية البطانة لا اعلم ثم اردفت تقول . انها اغنية من ادب البادية السودانية . التي تعج بكنوز ادبية خالدة من الغنا والشعر ...................... يا سجم الرماد وين بنوت بلدك وين بنات النيل القال فيهم ابوصلاح .... فيا زينة ربوع الحي يا عزة الفراق بي طال اوف ماهذا من اين تحفظ شعر ابوصلاح اعتقد ان هذ الجنية قد جاءت مع الدفعات الاولي من الطلاب السودانين واظن انها من البادية . لا ادري ان كان شكريا او بطحانيا ولكنه بالطبع من تلك البراري ...والا كيف لها ان تحفظ قصيدة من روائع اهل الحقيبة حاولت ان انساها ولا اهتم بها غيري لا احد يراها ،، ماذا سينفعني ان اسمع شعرا قديما ... لاشي قلت في نفسي لا ،، وتذكرت حسن وقلت حسن يكفي ،، ولكنها ضحكت بصوت عالي واعتقدت ان كل الناس سمعوا لكن لم يسمعها غيري وغير يورا الذي كان يبتسم ولكن يورا له ظروفه ،، ماذا سيقول الناس عنى ،، كنت أتكلم معها لكي لايلاحظ الناس ان فمي يتحرك ، لان الجميع يراني وغالبا ما يرمقون الي بنظرات اندهاش ، اه ماذا علي ان افعل ، الجنية ورائى ، والناس خلفى ، لكني جئت ووصلت نصف النهر ولامجال للعودة
|
#28
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
لكني جئت ووصلت نصف النهر ولامجال للعودة
____ او الهروب . وتذكرت بيت من شعر علي محمود طه وهو يصف فتح الاندلس فالقائد الإسلامي طارق بن زياد ... عندما وصل بجنوده الي الاندلس لجا الي حيلة عبقرية ,, لكي يجعل من الجنود ان يحاربوا للانتصار وبناء مجتمع جديد ونشر الدين الإسلامي وكانت خطته عندما احرق السفن وقال لجنوده البحر خلفي والعدو ازائي ضاع الطريق الي السفينة ورائي قلت قد اغازلها ودعوتها للرقص ، ووافقت . لكن كلما حضنتها ,, يستغرب الناس من لفي يدى كاني الفها في ظهر امراة كان يورا غاضبا ، اتي الينا ومد يدي كانه يسحبها وفعلا ابتعدت عنى ، اشفقت علي لينا لانها جاءت واحتلت مكانها سيوزا مع يورا ، لكن يوار لا يلفت انتباه احد . كنت اراقص لينا وانظر الي سيوزا التي كانت ترمقني كانها تغار منى بينما كان الناس في ذروة السعادة ، كنت انا مشتت الذهن ، خائفا مرتعدا ، بالكاد مسيطرا علي نفسى ، كابحا انفعالاتي الداخلية ، كانت لينا منسجمة جدا , كنت اري عضلات عينيها تتراخى وشفتيها تتحركان بلهفة ، ولقد لاحظت وانا في قمة تشتتي الذهني ذلك ، قبلتني لينا وضغطت علي معصمى وقالت اين انت سارح ،، اشعر معك بانوثتى ، انا ارقص مع لينا ، اليوم يومك ، ان استطعت اسعادى وراقصتني مطولا ستجدني رهن اشارتك ، ما ان انهت لينا كلامها ، حتي رمتني سيوزا بقارورة ماء في جبهتى التف الناس حولى وسالت دماء غزيرة لام الناس يورا ، ووبخته الجدة ماريا وقالت له يوركا هل جننت كيف تفعل هذا بحفيدي ، كان يورا حزينا ولكنه كالعادة لايتكلم وقالت لينا يا جدي لقد أصبحت شريرا ، ماذا فعلت ,,وجاءت الجدة بالضمادات والماء البارد وقرات ايات من الانجيل ومسحت علي راسى وجلست حزينة جدا بجانبى ، كان الناس كلهم في صمت كان علي رؤوسهم الطير ، كانت سيوزا تجلس بعيدة وتضحك كان صوتها يقطع قلبى ويصم اذنى اما يورا كان صامتا ، ويتلقي الإشارات كيف يتصرف بنظرات حادة من سيوزا ، .... قالت سيوزا حبيبي لماذ انت حزين لاشي يستحق الحزن كانت تخاطب يورا وترمق الي بنظرة تتطاير منها الشرر أحيانا وبحب أحيانا ، اما انا كاد الخوف ان يقتلني ، لولا كلامها انها لن تؤذيني ، وقلت ان هذا الامر ما هي الا مداعبة منها لو ارادت بي شرا لفعلت بي ما ارادت ، لم يكن اليوم كما اردنا هانذا اجلس مصابا ، وهاهم الضيوف غاضبون من المسكين يورا كل شي هنا لايسير كما خطط له ..... مضي الليلة كله بهذه الحالة وعندما ذهب الجميع وذهبت الي المراة وجدت نفسي معافي تماما حيث لاجرح ولاهم يحزنون انتابني خوف شديد ولم استطع ان انوم ... جاتني في الغرفة وجلست بجانبي وهي تقول ليه يا وليد تحب الروسيات اين بنات النيل وبنات المسالمة اين البنات السمراوات ذات القوام الرشيق اين بنات المسالمة ، الا تعرفي ان الشقراوات لايعشن الا في المسالمة وبدت تغني ،،، لي في المسالمة غزال نافر بغني عليهو جاهل وقلبي قاسى وقلبي طائع ليه مصباح الجمال الربنا معليه زايد في الجمال نور الجمال جاليهو لو شافوا الغزال علي نفرتوبواليهو وان شافوا القمر انوارو تخجل ليهو ان جاءه النسيم زي الفرع بتنهيو والثمر الرطيب كذب البقول بجنيهو من شافو قال بالنفس افديهو هو غصن الرياض الزاهي في واديعو ازهار الربيع مازج زهور خديهو كنت منسجما جدا وطاف في ناظرى صورة عبد الرحمن الريح شاعر القصيده لكنها كان بصوت علي إبراهيم اللحو نسيت تماما كل المعاناة في ليلة امس وتراني منسجما غارقا في اثام سيوزا او هكذا ارادت ان تنسينى كان يورا واقفا يهز راسه وكنت انا ارقص وانا جالس وكانت ماريا واقفة وانا لم انتبه لها كانت تقف مستغربة ماذا يفعل يورا هنا قد تكون معتادة لهذا المنظر من يورا لكنها كانت مستغربة اكتر من رقصي وانا جالس وانغماسى فى اللاشى يا للمصيبة ،، أخاف ان تفتكر الجدة باننى مجنون ، المسكينة لاتعرف ان المجنون هنا يورا فقط ، اما انا فقد كان طبيعيا ان يطربنى صوت اللحو ، ليس ذنبي انك لاتسمعين كما اسمع ولاترين كما اري المهم انني ساتالقم مع الوضع الجديد ، ليس مهما مادام انها لن تاذيني ، قالت الجدة ارقد يا بني .. وتمتت بكلمات قد يكون تفسيرها لابد من طبيب نفسى يراجع حالتك يا عزيزى .. قلت في سرى جدتي العزيز انتي من تستحقين فكي جامد .. ولكن ارضكم ليس فيها فكى .. كانت سيوزا تبتسم لعلها ارادت ان تضحك باشغالنا وفسخ فرحتنا ووضع المزيد من التوابل علي دورها التدميري وكيف لا فكامل البيت اليوم تحت سيطرتها وما انا ويورا الا سجينين في عقل و قلب امراة عاشقة تريد الجمع بيننا ذهبت ماريا مع يورا وتبعتهم سيوزا وتنفست الصعداء ,, فالحرية حتي لوكانت للحظات تعيد دوما لك الروح السليبة كنت واقفا اجر نفسا عميقا وقت ان خرجو ,, لكني وجدت صوت الهاتف يرن بقوة ,, تريثت قليلا وممدت يدي لكي ارد ولكن يدا خفية اختطفت الهاتف وردت بصوت ناعم الو الو ودار الحوار التالى بينهما سيوزا كيفك حسن من انت سيوزا اهلا ياحسن انا حبيبة عبد المعين الجديدة هاهو امامي ، انه زوج رهيب وممتع ، حد الدهشة ، بدات احبه ، وقلبى يتسع لحبيبن نعم نعم حبيبين ، اسمعني جيد ا ولاتخاف منى ، انا لا اؤذي أحدا ستتعرف علي جيدا ، وستعرف من انا ، قدرنا ان نلتقي ، طال الحديث بينهما ، وقلت اتاكد من صدقيه كلامها واعرف ان كانت ستجيبي بصدق ام لا حاولت ان اسالها مع من تتكلم الا انها اجابت سامنحك فرصة للكلام معه لن ارجع لك ماشى لحبيبى يورا باي ساريا ما ان ذهبت الا ان اتصلت لاتاكد واعرف من هي ساريا هذه وكان في الجانب الاخر اذن لم يكن حسن من تكلمت معها سيوزا اللعنة اللعنة انه صوت انثوى و انها ليست ناتاشا اذن من هي ورفعت صوتى لتسمعنى من بالجانب الاخر من الهاتف انا ساريا حبيبة حسن الجديد ، حسن نائم مع حبيبته ، لكني بدات خطتي الفضائية في سبر اغوار الذوات ، لن يستغرق الامر وقت طويل ، قبل ان اسيطر علي الامر برمته ، سيكون لي ، وسنغنى معا ، نخب حبنا ، نحب اللحظات الساكنه في جبين الهوى نخب الجمال النيلى ، نخب الجمال الدونى ، هنا التماثل ، والتكامل في سماء الهوى اريد ان استمتع بانوثى ، بمهرجان جسدى ، وبنعومة اناملى ، بندواة الانفاس ، وتلاقح الهمسات ، بالدف ، وساغنى مع عصافير الخريف ومراسى الشوق ، القصيدة اللقيطة بصوت سيد خليفة وبدات تغني بصوت ملائكى أحال خوفي الي لحظات سكرى ، كم انت طيب وبسيط يا يا عبد المعين مثلك لايقوي علي الصمود ، انت سيد سادات قرية نور وامام الترابلة المبجلين كان عليك ان تكون مزارعا بسيطا يعشق النيل وينام علي خرير الماء ، يركب حماره ويربي شاته ، ما كان عليك ان تغير عالمك ، هذه الحياة الشرقية قد تحتاج الي نوع خاص من الناس . هكذا كانت الأفكار تصرعني ولكنني مازلت صامدا هكذا كان حديث النفس للنفس ، ورددت اغنية قديمة . ولكن العجيب ان سارية كانت تردد معي وبصوت جميل من وحي الهامي خلقتك رغم الام الحياة ، ياصورة الحلم اللذي قد شع في قلبي سناه ، يا ومضة الامل اللذي قد عشت عمري في رجاه ، شفتاك من ورق الورود ,, واه من تلك الشفاه ، خداك من شفق المغيب واه من خديك اه ، عيناك يرقد فيهما ليل تسربل في دجاه ، من انت يا حلم الصبا, من انت يا امل الشباب . واكملت احزاني ، وانا هنا يا ربيعة لا . الشوق يعصف في المدي وتغيب شمس القبلات .
|
#29
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
____من اين لقفت هذه القصيدة وكيف استطاعت ذلك الصوت النسائي ان تردد هذه القصيدة معي بكل ذاك التوافق لست ادري وخاصة ان القصيدة لايعرف احد عن شاعرها ...
كلما سمعت عنها ان شخصا مجهولا قد اهداها للمطرب سيد خليفة والذي بدوره اعجب بها ولحنها وغناها وسميت باللقيطة ... هكذا يعرف في ادبيات الغناء السوداني انا في حلم ام واقع ... ماذا يجري لي .. هل هي سيوزا ذهبت الي هناك وتمثل دور الحبيبة لو عرفت من انت يا راسمة خطواتي .. ... لكفاني حلما رباه اريد ان اقابل حسن باقرب فرصة بينما لبست وانا خارج اوقفتي سيوزا ... وقالت لاتذهب ايها المعتوه ..فصاحبك الذي يشاركك البلاهة قادم في الطريق ... قد تكون مستغربا من كلامي لكن لاتستغرب ايها النيلي ,,, الخرافات تولد في قارتكم اما هنا فالحقائق وحدها تسود هنالك أشياء تقع خارج دائرة وعيك أشياء تفصلك عنها سنين ضوئية لم ا سالها من اخبرتك بكل هذا .... لكنني لزمت الصمت وعدت بسرعة خوفا من غضبها .... وبغرور مني ان لا اجعل حسن يكتشف خوفي ... كنت مسيطرا علي شي من قدسية الشجاعة ..اذن ياسادتي مازال التربال محافظا علي شي من شهامته القروية ... ضربت جبهتي بكفي ثلاث مرات وقلت لنفسي فلياكلك التمساح ,, ان خفت كنت محتارا مابين الخروج والجلوس في انتظار حسن لم اكن مقتنعا بالكثير من الأمور لكن بعد تلك المحادثة ,, جائتني هواجس كثيرة ان هنالك أمور مبهمة في الحياة ان هنالك أشياء كثيرة تغيب عن وعينا يا صاحبي هل تعرف صاحبتكم وهيبة انها متزوجة من جني من الامزون وهو الذي علمها السحر والشعوذه وتحضير الارواح وقراءة افكار الناس لقد ظلت وهيبة تراقب ادواركم هنا في روسيا من مغارة الاحزان كانت تدخل غرفة سرية في ذلك الكهف التاريخي القديم وكنت اذهب اليها دائما كانمت تسمح لي وحدي بالدخول ولا احد غيرى وساذيع سرا كبيرا ان وهيبة كانت تستحضر روح ميدوب ذات مرة اتت ببالون كبير ونفخته تماما وبدات تقرا فيه تمتمات ودخل علينا ميدوب فجاة وبدات تحكي معها الكثير من الاسرار لم اكن اسمعهم جيدا ولكني سمعت ميدوب يتذكر اسمكم واسم حسن اكثر من ثلاثون مرة وكانت تتوقف عن الحديث معها وتقول له ميدوب عزيزي انطلق عبر الفيافي والقفاري ادخل دائرة الثلوج ولاتبالي حاصر حسون اللعين ولاتترك له شيئا نافعا دع يلعب ببنات الثلج مايريد ولكن اياك ان تسمح له بالزواج عندما تحين اللحظة اربطه بحبال من حديد واركنه جانبا عندها سنتشاور ونجد حلا لهذه المعضلة ...يالهي ماذا تقول هذه الجنية احقا ماقالت ام ان في الامر شي مقطوع الحلقات لكني علي اية حال تحاملت علي نفسي وسالتها اين اميرتي قالت لي وهي تضحك هل تعرف انت اميرة ايها الاهبل لم تكن اميرة فتاة حقيقية انها من صنع خيال وهيبة سالنا عنها انها لم تكن موجودة اصلا لقد كانت جنية ايضا من ناحية سليمة ولكنها تقمصت شخصية بنت من بنات الاعراب قلت لها ماذا تقولين هل تقصدين انني احببت شخصية غير موجودة بنت خيالية وقلت وانا ابكي بصوت عالي احقا كنت سيدة من خيال لم تكوني بشريا والبشر لايستطيعون ان ينجبو مثل ذاك الجمال لقد صدقت سيوزا لكن الامر المحير كيف اراها ولايراها الاخرون كيف اسمعها ولايسمعها الاخرون ماذا فعلت هي هل استطاعت ان تكيف الأشياء هكذا بسهولة ويسر يارب ...الهمني مددا من عندك ان عقلي يكاد ان ينفجر عندما افكر في هكذا امور لقد سمعت بالكثير من الأمور لكن هذه المرة هانذا انا اعيشها بنفسي هل انا عاقل الان ام مجنون ؟ هل انا عبد المعين ام ظله ؟ لكن كيف لي ان اشك في عقلي ؟ وانا احلل كل شي . ومسيطر علي كل شي . واري كل الألوان كما هي الجدة ماريا هي نفسها التي قابلتني اول مرة . شكلها وملامحها وطريقة تفكيرها . يورا هو نفسه يورا ,, هو ذلك الانسان الصامت اللذي يتحرك مثل الرسوم الكاركاتورية ، البيت نفسها ,, لم اغيره حتي الشبابيك في مكانها وكذلك الأبواب كل شي هو هو ،، الا سيوزا التي ظهرت فجاة ، ولكن لوكنت لست خائفا من سيوزا ماذا عن ساريا قد لا تكون طيبة معي مثل سيوزا قد تكون شريرة وتؤذيني ، وقد يؤذي حسن ، قد كنت محتارا في شخصية حسن ولكن بعد ان تعرفت علي سيوزا وسمعت مكالمة ساريا فان موضوع حسن وشخصيته ، والتفكير فيه قد أغلقت بابه ، لذا من اليوم انا وحسن اخوان المثل السوداني يقول انا واخوك علي ابن عمي وانا وابن عمي علي الغريب لذا من واجبي ان افاتح حسن قبل ان يقع في الفخ ويجب ان نكون جبهة متحدة للفوز علي هاتين الغريبتين وان عجزنا يجب ان نصارح جوزيف والشايقى وكل الزملاء ان الامر خطير جدا وان لم نتحرك فان الامر قد يخرج خارج سيطرتنا بينما انا في هذه الحالة ..انما دخل علي حسن جمعة كنت مرهقا ,, والهموم والمخاوف تتساقط كالجمرات علي راسي لست ادري انا بكامل وعي ام لا من احب انا ناتاشا الاولي ام الثانية ام الثالثة ام ناتاشا النيل اميرة الكاهلية ماذا حصل ,, فقدت بوصلة التمييز اكاد لا افرق بينهن
|
#30
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
...................
بقلم ((عادل احمد يوسف )) كنت اقف مع جمع غفير من ابناء قريتى فى يوم من ايام طفولتى الباكرة ، كان الجو غائما بجانب الجبل الكبير ، والذى ينتصب شرق قريتنا ، عندما يكون الجو صحوا وربيعيا ، يجتمع اهل القرية هناك هذه عادة متوارثة عن ابائنا الاولين . انه جبل يمتد على مسافة نصف كيلومتر ، تعلوه صخرة كبيرة تشبه حبة الفاصوليا ،وفجاة انشطرت الصخرة الى نصفين ...ثمة دخان كثيف ،وخطوط ممتدة منه كانها مسار طائرات ، كانت المسارات تتشكل من الوان عدة كانها الوان قوس قذح ،رايت بعض الاشباح الطائرة وسرعان ما بدا امام ناظرى خمسة اشخاص ، اربعة رجال وامراة ، كانوا جميعا يلبسون لبس النوبيين القدماء ,تلك اللبسات الملكية التى نراها منحوته فى اثارهم الخالدة ، ونقوشهم الممتدة عبر الازمان ، كان كل واحد منهم يحمل سيفا كسيف بعانخى الذهبى الملك النوبي العظيم ، والنياشين وحدها تزين ملابسهم ، سرعان ما انتظموا جميعا ونظروا صوب الجبل الذى كان خلفهم ، وأتت اشارة من هناك ، او هكذا بدا لى ، وبدوا يرددون النشيد الوطنى لمملكة كوش القديمة .. على نحو راتب ومهيب . اذهل الجميع وجعلهم متسمرين فى اماكنهم لبعض الوقت . (خلقنا الله ، فسجدنا له ،وجعل العالم ، ليهتف باسمنا ،فنحن الاوائل فى كونه ،وكل البشر اتو بعدنا ، فيا مجد كوش العظيم المجيد ، فمن فى الورى بك مثلنا ، وكنداكة تنسج ثوب المهابة عزا وفخرا ليبقى لنا ) طار الرجال صوب النجوم كصواريخ انطلقت من منصة ثابتة ، ولكنهم عادوا فى لحظات وبدوا يدورون حول الناس فى مسارات دائرية على ارتفاع مائة متر على وجه التقريب .واختفوا جميعا ماعدا المراة التى بقيت ولحظات الصمت المهيبة تجلد عيوننا والخوف يغزو رؤوسنا ، تمدد جسد المراة التى تقف كطود شامخ كانه بالون بلاستيكى وكبر واصبح اكبر من الجبل نفسه صاحت المراة صيحة مدوية وضربت الجبل بقبضة يدها حتى عادت الصخرة الى طبيعتها .. خاف الناس من هذا المنظر العجيب منهم من بكى ومن من خاف وارتعب ،ومنهم من فقد وعيه وكثيرون ضربوا الارض بارجلهم جريا صوب القرية تاركين هذا الكائن الملكى لوحده ، ..الكثير من البسطاء لايعرفون شيئا عن تاريخهم ولايعرفون شيئا عن ملكهم العظيم بعانخى الذى ارسل جيشا جرارا لغزو مصر لان المصريين اساءو للخيول ولا عن ابنه تهراقا الذي امتد ملكه حتى مشارف سيناء . .ثمه اقاويل كثيرة وتفسيرات جمة ، خرجت بعد ذلك لظهور هذه الكائنات العجيبة . منهم من قال ان سحرة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام والذى تحدث القران الكريم عنهم مازالوا يعيشون فى الارض النوبية ، وان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام نفسه والذى يرجح الكثير من النوبيين انه كان نوبيا ولد فى هذا الجزء من العالم ، قبل ان يحمله النهر شمالا الى ارض الفراعنة وتلك قصة معروفة للجميع يقول البعض ان هؤلاء السحرة مازالوا قابعين فى جزيرة ناوة جنوب مدينة دنقلا الحالية . وان الحسد والبغضاء وافات كثيرة مرتبطة بالجدل والشعوذة قد تمكنت من النوبيين ، مما حرك مشاعر ألهتهم القديمة وارسلوا لهم هذه الكائنات العجيبة ، لترى الناس عجائب قدرتهم وسطوتهم على النيل وسكانه . ومنهم من قال ان هذه احدى الكنداكات اللائى رمين فى النيل منذ الاف السنين اتقاء الشرور ، وغضب النيل ، والفيضانات , وان هذه الكنداكة قد كانت وحيدة امها وكانت الام تتوسل الى ربها يوم اصطادوها قربانا للنهر .كانت تناجي ربها ، ليس اله النيل لانها لم تكن ابدا تعبد الهتهم ابدا ، انما كانت تناجى الها واحدا احد بعيد , اقوى من كل هؤلاء , عندما علم الملك النوبى انذاك بمعتقدات هذه المراة ،اختارابنة تلك الكنداكة قربانا للنيل ومن ذهب الى هذا الاتجاه فسر الظاهرة ان لعنة رمى الصغيرة قد عمت ارضنا منذ ذلك الزمان ،لان القرابين غالبا ماكانوا يختارنهم من سن الثمانية عشر عاما فما فوق وكانت الصغيرة يوم رميها فى النيل لم تبلغ العاشرة من عمرها .ومنذ ذلك الزمان فان التحذير من انتقام الالهة وتوسلات ام الكنداكة التي اثارت فضول الناس والتى انتحرت فى النيل غرقا بعد وفاه ابنتها مازال مستمرا الى يومنا هذا . ان النوبيين رغم انهم مسلمون الا ان بعضا منهم مازال يعتقد ان الالهة القديمة يمكن ان تاذيهم وان النيل مازال يفيض بمشيئة الهة النوبة القدماء ، انه الجهل ياسادتى لكن لا احد يستطيع تغيير الواقع وقلب هذه المفاهيم لان السحرة يحرسونها فى اعتقادهم .وكيف لا فان الطقوس العجيبة مازالت تسيطر على حياتنا بقوة اكبر مما مضى .فمثلا عند ولادة ابن جديد يهبون الى النيل ويتبركون بمائه وعند مرض احدهم وشفائه يذهبون الى اضرحة اولياءهم ويذبحون هناك خروفا او خروفين وعند نجاح ابن فى الاسرة فان سيدى ابو حسن ابو جلابية واضرحة اولياء لا احد يعرف عن تاريخهم هى ملاذات امنة لهم . ومنهم من قال انها روح ميدوب تتمدد خلاصا من الاذى الذى لحق بصاحبها . وهكذا تعاويذ القارة البائسة لاتنتهى ابدا من تقاليد الشلوخ والقتل والسحل لاخراج الجن واحيانا الضرب فى الراس حتى الموت .وشرب البول واكل الملوحة .وغيرها وافريقيا قارة تحكمها التعاويذ القديمة وتمضى بمشيئة السحرة وعصا الدجالين وبركة الشيخ المزعومة .وميدوب هو تجسيد للبؤس فى قارة الجوع والفقر رغم الغنى الفاحش لهذه الارض الغبراء . وسياتى ذكر ميدوب كثيرا لا فيما بعد . اسمى عبد المعين دفع الله ، ولدت فى قرية من قرى النيل ، اسمها مولين إركى ،وتعنى باللغة النوبية ( قرية الجبل ) كان والدى يعمل فى الزراعة بعد ان ترك جيش الانجليز الذى خدمه طوال خمسة وثلاثون عاما ابلى فيه بلاء حسنا ومنح على امانته وشاح القديس غريغوري لا اعرف تاريخا محددا ليوم ميلادى بالطبع ، لكنه مدون في شهادة التسنين التي اخرجتها فيما بعد ، وتسمى تقدير الطبيب للعمر الحقيقى للاطفال عند وصولهم لسن المدرسة ، وذلك بتاريخ الأول من ينائر كمعظم أبناء بلدى ، وتلك قصة قد تكررت كثيرا فى ابناء جيلى ولا احد اعطى تفسير دقيقاً لهذا التقليد ....إذ كان بإمكان آبائنا أو مسئوليى المراكز الصحية أن يسجلوا تواريخ ميلادنا فى نفس أيام الولادة كما تفعل معظم الأمم ، وهذا ما سبب ارباكاً للكثيرين من أبناء جيلى فى حياتهم ..... ولكن والدتى رحمها الله ، ذكرت لى عندما سالتها ذات يوم عن يوم ولادتى ، قالت فيما قالت اننى ولدت يوم أن اجتاحت السيول قريتنا ،وهدمت عشرين بيتاً ، وأوقعت آلاف النخيل ،وأتلفت محصول القمح لكل المزارعين ،وقالت أيضاً ان ميدوب شهيد القرية والذى وقع فيه سقف احد البيوتات المعرشة من سعف النخل كما هى عادة بيوتات النوبة عبر الازمان ، يوم السيل الكبير ، وأخرج من تحت الركام جثة هامدة ، وكان المسكين يحاول إخراج رضيع جيرانه اللذى جرفته السيول في ذلك اليوم الحزين ..ذاك لعَمرى ، حفظ ذكرى ولادتى من الضياع رغم انه مرتبط بمناسبة حزينة ..ويبدو ان القرية كلها قد تأثرت كثيراً بهذا الرحيل المفاجى والماساوى لشاب محبوب وخدوم حد الدهشة .. طالما وقف مساندا لكل قضايا القرية المصيرية ، ولقد سببت وفاته بالطبع صدمة كبيرة لكل سكان القرية والقرى المجاورة أيضاً... أقيمت سرادق العزاء لأكثر من شهر ، ورثاه الشعراء وتغنى بعظيم شمائله الفنانين ... وتكريماً له أقيم على قبره شاهد خرسانى ، وكتبت عليه العبارة التالية ... ( استشهد البطل ميدوب يوم الثالث والعشرون من يونيو عام الف وتسعمائه واتنين وسبعون وهذا يدل اننى انسان محظوظ وذلك ان نصف سكان القرية تقريبا يحفظون يوم ميلادى لان شاهد قبر ميدوب يوثقه ) .... ولميدوب قصص تروى , لقد مات منذ زمن بعيد كما قلت لكم ,, لكن روحه مازالت تؤرق حياة اهل القرية ,,فان ظهوره كثيرا وثم اختفائه اصبح لغزا ورعبا لاهل القرية .ومازال الناس محتارين ، هل كان ذلك الشخص الذى دفنوه هو ميدوب ام توامه ؟ ,, كما كان يقول ان له تؤاما يشبهه تماما . فى تقاليد القارة البائسة يمكنك ان تصدق كل شى ، ليس هنالك شى يوزن بالعقل ، فان العواطف والخرافات هى من تحرك قافلة الحياة وتنسج منوال الحياة لملايين البشر . فى فترة باكرة من عمرى شهدت احتفالا كبيرا فى القرية بعودة ثلاثة من مشايخ ماتوا قبل خمسون عاما . على وجه التقريب عندما اغرقت مياه السد العالى وادى حلفا ،على حسب ماسمعنا ، المهم ان هؤلاء المشايخ كانوا مدفونين هناك فى الجزء الغريق رمن المدينة ، ولكنهم قرروا ان ينتقلوا بمقابرهم الى القرية ويحكى انهم اوحوا لابن لهم بذلك ، وهو بدوره كان شيخا ورعا وصادقا لايختلف اثنان على ورعه وصلاحه ، وكانت على القرية ان تصدق كلما قاله الشيخ الجليل ابن الاكرمين وسليل الامة المبجلين . وفى اليوم المحدد وبدعوة من الشيخ نفسه ، ذهب نفر من اهل القرية يتبعون الشيخ ووجدوا قبورا ثلاثة فى ذات المكان الموعود . وصدق الناس ان الشيوخ يمكنهم ان يصحوا بعد موتهم ويتحركوا ويبدلوا مواطن قبورهم . ولكن منظر القبور يقول انها ليست قصة , بل حقيقة ماثله امام الجميع كيف ذلك لا ادرى !!!! في ذلك اليوم رغم صغر سنى كنت واعيا بما يكفى و بمايدور حولي ذهبت الي عمي وقلت له ..يا ابي كيف يتحرك الموتي بعد دفنهم وهل هنالك حياه خاصه بالشيوخ غير حياة الناس العاديين ,, وهل خصهم الله بهذه الصفات كان ابي ينصت لي بانتباه شديد ويقول لي نعم نعم انهم شيوخ اجلاء , ولقد توارثوا الخلافة ابا عن جد وهم في الاساس اناس متدينون , يعالجون بالقران كثير من المرضي والمجانين ويعلمون بعض الاشياء الغيبية بمدد من تقواهم ان الله يخص بعض الناس بقدرات استثنائية , ليست كلها ولكن بعضها, كيف يعرفون بعض الاشياء , هل يملكون الجن ,سالته ولجدما اذهلني روعه بهذا السؤال واقترب مني كثيرا وجلس علي ركبتيه , اسكت ياابني , لو سمع احد حواراتنا , ربما تاتي الينا المصائب قد يسلطون علينا شياطينهم ,قاطعته قائلا ماذا تقول يا ابي , ماذا قلت, اضطرب ابي قليلا وصال بنظره ناحيه اليسار ومن ثم اليمين كانه يريد ان يتاكد من ان المكان خال ولا احد يتلصص علينا وقال وهو يمسك يدي بكلتا يديه وهو جالس .اسكت يا بني ولاتنسي ان للنخل ايضا اذنان تسمعان . لم اري في حياتي ابي حائرا ومرتعبا مثل ذلك اليوم . من جانبي لم اكن مقتنعا بما قاله ابي ,, وكيف افهم من اين لهم ان يسمعوا ما قلناه وهم ليسوا معنا . ذهبت الي صديقي حسن واخبرته كل مادار بيني وبين ابي وقال لي هو ايضا .. انا ايضا لا اتصور ان للموتي قدرات خارقة . والا اين الملوك والجبابرة العتاه .اين بعانخي وتهراقا واين اماني ريناس واين اجدادنا الذين سدوا ترس الشمس باجسادهم وقطعوا النيل صباحا ومساءا واصطادوا التماسيح .. لوكانت هنالك خوارق لخصواغ بها هؤلاء . وقلت له ضاحكا لو كان الميت يتحرك لكان احري بجدي ان يعود الينا وهو الذي ملا اسماع الناس بالتلاوه والذكر الحكيم من هذا الاتجاه فان حكايات ميدوب الذى مات يوم ولادتى وقيادته للحياة فى منطقنا وامتلاكه القدرة على بلورة الاحداث ، شى لايمكن تجاهله فى خيال بعض الناس ، يحكى ان ميدوب قد دفن فى فركى خور ، وتعنى بالنوبية وادى فركى وهو وادى منخفض يشق القرية الى نصفين .. ويحكى ان هذا الخور يمتد الى مشارف مدينة ابوحمد عند انحناءة النيل نحو الغرب بعد مسار مستقيم لآلاف الأميال وهي مدينة تقع على النيل على بُعد ألف كلم تقريباً جنوبا من قرية فنتى اركى .... ويقال ان تلك المسافة يسكنها الشياطين ويقدر عددهم بالملايين . ويطلق عليه البعض وادى الجن . ويقال ان قبيلة الجن تزرع تلك الارض الممتدة والتى تقدر مساحتها بملايين الافدنة منذ الاف السنين ويقال ايضا انهم مسلحون بعتاد عجيب يمكنه ان يفوق قوتى امريكا وروسيا مجتمعة ويحكى ايضا ان هذا هو السبب الحقيقى لعدم زراعة واستغلال تلك الاراضى من قبل الحكومات المتعاقبة . تلك خرافات واساطير ولكنها تسيطر على التفكير الجمعى لاهالى النيل . ذات يوم لا اذكر تاريخا له . ...ظهر ميدوب فجاة وخاطب جمعا غفيرا من الناس وهذا نص خطبته . ايها السادة والسيدات احفاد ملوك وملكات كوش وكنداكات مملكته العظيمة قبل كل شى ، عليكم ان تعرفوا ، انا ميدوب ومهمتى ان ادافع ان ارث ومعتقدات ابائكم الاولين ودستور امارتى لكم . ميثاق خاليوت ابن بعانخى العظيم . (اننى لا اكذب ولااعتدى على ملكية غيرى ولا ارتكب الخطيئة وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء ، اننى لا اقتل شخصا دون جرم يستحق القتل ، ولا اقبل رشوة لاداء عمل عمل غير شرعى ، ولا ادفع بخادم استجارتى الى صاحبه ولا عاشر امراة متزوجة ، ولا انطق بحكم دون سند ، ولا انصب الشراك للطيور المقدسة او حيوانا مقدسا ، اننى لا اعتدى على ممتلكات المعبد ( الدولة ) اقدم العطايا للمعبد ، اننى اقدم الخير للجياع والماء للعطشى والملبس للعرى ،انعل هذا فى هذه الحياة الدنيا واسير فى طريق الخالق ، مبتعدا عن كل ما يغضب المعبود ، لكي ارسم الطريق للاحفاد الذين ياتون من بعدى ، فى هذه الدنيا والى الذين يخلفونهم والى الابد. ثم تابع كلامه . ذات يوم وانا بالقرب من الجبل . رايت تلك المراة التى خرجت من حبة الفاصوليا ( الصخرة الكبيرة التى انشطرت ) ذات الروح الملكية تطير صوب السماء مغطية القرية كلها بجناحين كبيرين وهى تحدث صوتا مدهشا ،سمعه بعض اهل القرية ايضا ، كان ذلك الطائر يقول . اين انتم من ملوك الماضى ، وملكات كوش. اين روح الكنداكات التى سيرت النيل وبنت الحضارات والهمت العباد . اين محتويات العروش الملكية . لقد اضعتم حضارتنا ،ورملتم تقاليدنا ولم تستطعوا حتى من استخراج ماتركناها لكم فى باطن الارض . هاهى الامم تسرق ملكهم وذهبكم وانتم نائمون ..ان طائرات تاتى من اين لاتدرون وسرقت عرش بعانخى الذهبى وانتم نائمون ،انتبهوا من اثارات صلب وصاى وكرمة وجبل البركل ومروى والاف المدن المطمورة , ان ثروتكم تعد بترليونات الدولارات ,مدن بكاملها طمرت وحضارات تحت الثرى ترقد من الاف السنين ولقد طواها النسيان يا من اخترعتم الابجدية واهديتم البشرية فن صهر الحديد وفنون القتال والنطفة الاولى فى فن النحت والبناء كفى رقادا ، ابناء النيل العظماء .. كفى انتظارا لعودة بعانخى العظيم .واصلت تثرثر واصبحت تتلو شيئا من تراثيات فننا القديم . شمس البوادى والمدائن والحضر ميسون عزتنا وماضينا النضر نوبا تباهى قوس غازينا انكسر النيل هرم الكون والشعب انتصر يا نخلنا المنثور فى شط الدرر يا قامة طالت اهازيج القدر انتهى كلامها هنا . هكذا قال ميدوب .. وسكت وهو ينظر للجميع كانه انتصر عليهم بالضربة القاضية . رد عليه رجل كبير فى السن , يا اهل قريتى لا يغرنكم كلام الموتى ، ميدوب هذا ميت وانا اللذى انزلته فى القبر ودفنته مع ثله من الناس ، لا اتذكر وجوه المشعيين يومها لكن الثابت ان هذا الرجل المقبور قد مات وان الشيطان يتمثل فى صورته . هل سمعتم فى حياتكم كلها ان ميتا عاد من قبره ،قلت له نعم نعم المشايخ الثلاثة رمقني الرجل العجوز بنظرة ازدراء ولكنه لم يقل شيئا لقد اغاظتني هذه الحركة وحاولت ان ارد عليه بحركه احتجاج . ان اصفق له مثلا لكن حسن كان بجانبي . لكزني برحله وقال لي بصوت خافت اسكت واصل الرجل العجوز كلامه هذه تخاريف رجال يملكون الشيطان ويطيعونه يا ابنائى ويا احفادى ويا اصحاب العقول . اسمعوا منى ، انها ليست تخاريف شيخ . انها تمتمات النيل عبر القرون . انها كلمات الصدق الباقية فى اخلاقيات امتنا المجيدة رغم خذلان الزمان لنا اسمع ايها النيل العظيم المدهش حقا اسمعى ايتها الجبال الصامدة ان عز للناس تصديقى هذا شانهم ولكن على ان اوصل رسالتى وبعدها لهم دينهم ولى دين . كان الرجل يصيح ولكن لا احد ينتبه لكلامه . رد عليه رجل يماثله فى السن انصدقك ام نصدق عيوننا المقابر اتت الي ديارنا وهي موجودة , كيف ننكر ذلك .ولقد راينا بام اعيننا لست لوحدي حتي تقولو انني مخرف ، لكن سكان اكثر من عشرة قري شهدوا معي وقال مخاطبا زميله اذهب ايها الشيخ المخرف ، هنالك ما وراء الجبل . ستجد الدلائل الدامغة . يا سادتى روح ميدوب المعذبة ، ستطارد قوافلنا الى الابد ، هل هى لعنة اله النيل ، ام غضبة الكنداكة ، ام سحرة موسى ، من يسير المكان هنا يا الهى .. ميدوب هذا يحكى انه من غرب افريقيا من نيجيريا تحديدا ، وكان عائدا مع بعثة الحجاج ،وتخلف عنهم لسبب غير معلوم وضرب النيل شمالا زائرا المنطقة كلها قرية قرية . حتى استقر به المقام فى حاضرتنا قرية مولى اركى ) قرية الجبل ) ويقال انه اتى ... مشيا على الاقدام . ولقد كان شابا لطيفا ’حسن المظهر وطيب السلوك..احبه الناس واحبهم هو ’ عاشرهم بلين القول وكرم المعامله وعاملوه باحسن منها ..وتكريما له او حبا فيه . استقطع له شيخ القرية خمسة افدنه من ارضه ليزرعه ويعيش بها ’ لان الرجل كان قد دخل فى حياة اهل القرية مدخلا حسنا واصبح جزءا لايتجزا من حياتهم افراحهم واتراحهم .. ما ان يتزوج شخص والا كان فى مقدمة من يقومون بواجب الضيافة والاستقبال ’ يجهز لهم الشاى وياتى لهم بالماء وما ان يموت شخص الا ان يكون اول من يتسابق لحمل النعش او ينزل الميت في قبره ,, وبعد ان مات بسنوات طويلة كان ميدون يظهر كثيرا وينقل الاعاجيب والالغاز والاحداث الى اهل القرية وذات يوم يحكى انه ظهر لاثنين من بنات القرية وقال لهن انه راى امراة بثياب ملكية تطير فى سماء القرية بشكل دائرى . وان جمعا كبيرا من الناس كانت تنظر الى السماء حيث تواصل الملكة دورانها ،، لكنها فجاة اقتربت من الحشد وكان الجسم الملكى الهائل يصغر ويصغر حتى اصبح مثل حبة الفاصوليا وتسلل الى راس احدى البنات الصغيرات ,, وواصل ميدوب كلامه .انها هى ، هى هى . نفس الشخص الخامس تلك المراة التى قرات نشيد مملكة كوش .ورايتموها جميعا . وفي اليوم التالى ظهر ميدوب ايضا وقال انه قبل طلوع الشمس قد راى عند النهر بنتا صغيرة وكانت تكبر وتصغر وما ان اقترب منها حتى بدت له صورة الملكة الطائرة,,وقال ايضا ان تلك الصغيرة التى راه مسجيا على الشاطى كان امواج النيل قد لفظته من باطنه و كانت ذو ملامح غريبة .. بيضاء كالثلج وعيونها خضراء وشعرها اشقر..وواصل كلامه كنت اريد ان اهرب , لكنها فتحت عينيها وقالت لى ,, هذا سر لاتذيعه انا روح الملكات النوبيات ,, جئت لاطهر الارض النوبية من دنس الاستعباد ، والانكار ,,ساكبر يا ميدوب وسترانى اعمر الارض النوبية وازرع معانى الطيبة وقيم التوارث الازلى .. علامتى اننى استطيع التكيف مع الظروف وابدل شكلى تصغيرا وتكبيرا . قال ميدوب فيما قاله ان المراة قد لقفته بجناحيها وطارت بها فى باطن الارض ونفذت الى اقطارها السحيقة ووجد عدد كبيرا من الملوك والملكات فى حفل ضخم وعظيم ملوك طوال القامة ، اقصرهم طوله يقارب الخمسة امتار ونساء وفتيات فارهات فى الطول وجميلات ما رايت اجمل منهن .. تحرك الملك العظيم من اريكته الذهبية وصعد المسرح لابسا نياشينه المزكرشة وقال لى . اشياء لم افهمها .فى ذلك الوقت , مثل ، ربيعة الكاهلية بنتنا انها ليست كاهلية كما تظنون وانما روح كنداكة نوبية سكنت فى جسدها وقال اياك والقدح المسحور ، لاتحكى اسرارها لاحد ، وقال لى الملك المعظم يا ميدوب انك من سلالة ملكية هاجر ابائك الى غرب افريقيا وهانحن عجلنا بعودتك ، عليك الاهتمام بالارض النوبية وموروثاتها وساهديك خاتمى الذهبى ، البسه فى يدك وعند الملمات اضغط عليه وستجد المفر من اي مشكلة تقع فيه بارك الجميع كلام الملك العظيم قال الملك باركوه وردد الجميع باركنا نحن جميعا ابناء مملكتك العظيمة ايها الملك المبجل وصادقنا على اوامرك .ميدوب ابننا بعد اليوم وسفيرنا الى الاحفاد ورثة العرش النوبى كاننى مولود نزل من بطن امه للتو ، عدت الى الارض , كيف لا ادري وباى وسيلة اتيت واى وقت استغرقت رحلة العودة لا ادرى ايضا ، لكننى عدت وكفى . عندما ودعتنى قالت لى ساظهر لهم تارة بوجه امانى ريناس واحيانا بوجه نفرتاتى واحيانا بوجه كيلوباترا ,, واحيانا كما رايتمونى عند الجبل.هذه كلمات الملكة .. قاله ميدوب للبنتين , يقول من حضرو بعد ذلك ،انهم وجدوا البنتين فى حالة اعياء شديد ولقد تم نقلهما الى مستشفى عبرى وتم افاقتهما هناك وبعد ان رجعا حكتا للناس ما حصل لهن ، بعدها . كان ميدوب يتكلم وبدا واضحا انه سارح بذهنه الي مكان ما قلت له كفاك خزعبلات انت الاخر اعتقد ان الشياطين وحدها تحرك الحياة في هذا البلد وفي لحظه اقترابي منه , اختفى ميدوب ثانية ربما الى مرقده الابدى وربما من نراه ليس هو انما تؤامه الاخر والذى تحدث عنه هو شخصيا . لا ادري الحقيقه . مستحيل ان ميدوب هذا الذي رايته هو هو الذي مات واكدت وفاته الكثير من اهل البلد ان فرضيه ان يكون تؤامه كان يدور في خيالي في المساء بينما كنت نائما . رايت حلما غريبا ثمه دخان كان يخرج من النيل الي السماء وثمه وجوه بدت ملامحها واضحه ميدوب وبنت اخري كان تقف ملتصقه به وتلوح لي وتقول دورك سياتي يا فتي انا وهيبة تذكر هذا الاسم جيدا . لم اخاف هذه المرة , لان حياتنا كلها تحولت الي مجموعه من الترهات .والانقلابات الممتدة وارجو ان تكون هذه النقطه ماثله في اذهانكم . احتارت القرية لهذه الخوارق العجيبة بدءا بالصخرة وموت ميدوب وظهوره بعد كل هذا العدد من السنين . .. ............ كان اهلى يعملون بالزراعة في تلك الساقية التي ورثوها اباً عن جد .لم يكن لسكان تلك الارياف خيار اخر غير الزراعة والرعى . كانت هنالك نحو سبعون بيتاً في جوارنا ، بيوت اعمامى واخوالى وعماتى وانسابى . مع نفر قليل من عائلات اخرى.وكان صديقي حسن يسكن لوحده في اقصي طرف القرية في بيت قديم يخص اخا لجدي مات ولم يترك اولاد . تلقيت تعليمى الاول بمدرسة القرية،انا وصديقى حسن جمعة .. كنا حوالى ثلاثون شابا وشابة ندرس فى مدرسة القرية ,,كنت على علاقة طيبة مع الجميع ولكن ثمة شى مشترك جمعنى بحسن جمعة هو حب الشعر ونظمه .. كنا نتسابق دائما فى تاليف القصائد وحب العذارى ومفتاح دخلتنا الى قلوبهن تلك الذخيرة الشعرية الباذخة , قبل ان تفصلنا المدرسة الثانوية كانت لنا حكايات في نادي القرية حيث ليلة نهاية الدراسة ونهاية السنة تجمعنا ,, كنا نتسابق في كتابة المنلوجات والمسرحيات ومشاغبة الحسناوات وكذلك المتوسط وسافرت إلى دنقلا والتحقت بمدرستها النموذجية في المرحلة الثانوية .....وأثناء دراستى الثانوية وفى يوم من أيام الدميرة والناس مشغولين بجمع البلح من تحت النخيل ,,, وتلك الفترة بالذات والتى تسبق عندنا موسم الحصاد ... كنت اتجول تحت نخلات أبى وجدى وذلك في يوم قائم من أيام الدميرة ,,,وجدت هناك فتاتين من بنات العرب ,,, هؤلاء الاعراب غالباً ما يحضرون أيام الدميرة ويختفون بعدها ,, إنه موسم الحصاد ,,, موسم حصاد التمر ,, نعم نعم إنه عيد سنوى ,, يعم فيه الفرح كل قرانا ‘ ويتغير فيه شكل الحياة في القرية رأساً على عقب ، كثيرون من رجال ونساء وشباب وشابات يأتون من البندر ، وكذلك الاعراب من منطقة ارقو ووادى السليم وكرمة البلد وقرى المحس الجنوبية وواحة سليمة .......... ربيعة الكاهلية فتاة في الخامسة عشر من عمرها ، أو تزيد قليلا عن ذلك ,,انها تنتمي الى العرب النوبيين .. وهم خليط بين العرب والنوبة ,,جاءت من وادى سليمة . كانت ربيعة فريدة عصرها وجميلة لجميلات ذلك الموسم الاستثنائى بالنسبة لى . كان الناس يتحدثون عن جمالها الفتان وانوثتها الصارخة و جاذبيتها الفريدة ... إن الطول الفارع والقوام الممشوق والشعر الاسود المتدلى حد الركبة والعيون الواسعة السود وتناسق ساقيها والق وجنتيها قد الهمت الكثير من الشباب .. لذا كانت هدفاً للكثير من الفنانين والشعراء , حيث انها كانت ملهمتهم في الأغنيات واقول لكم كلمة قيلت فى ربيعة كانت ماركة من ماركات ذلك العام . كان صوت كاسيت لاغنية نوبية كان ياتيني بقوه وقفت واستمتعت بتك الاغنية حتي النهاية ياقمر الزمان ارجع لينا تاني يامرح الليالي اشتقنا لقربك وللروح الجميله والطله البهية لدلع الليالي بالامس القريب شفناك ياحلو كل الحلة ترقص لوجيت مبتسم النخلات تنادي يا نيل ياسمح الاطفال تغني بطعم العسل ياقمر الزمان ارجع لينا تاني انت في قلوبنا شيدت الامل الغربة العجيبة لالون لا طعم العيش الجميل بدونك عدم يا جنه بلدنا يازهرة قلوبنا ارجع لينا تاني جيت ياحلوة تاني نورت البلد شلناك في الماقي والكل مبتنسم جيت ياحلوة تاني نورت البلد احقا اغنية رائعة وكانها فصلت فيها .قلت بصوت عال لقد كانت ربيعة الكاهلية اية من ايات الجمال ,,,وكان صوت ضحكتها يجلل في اطراف القرية ويفعل نوعا من الفرح المستدام علي طول اليوم . ولا حديث للشباب سوى سيرتها والق مشيتها ، ورقصة الخصل الولهانه متدليه على كتفها ، وقيل انها تحب الغناء وتكتب الشعر وتلحن الاغانى انها مزيج من تلالا الروح وسمو العاطفة وطغيان الجسد ثورة انسيابية ودلع يمشى على الارض . كل الاوصاف بسيطة فيها . سمعت عنها واعجبت بها قبل ان اراها وارسلت لها احدث اشعارى فصلت كلماتها تماما كيفما ارتسمت صورتها فى خيالى . ويقال ان أحد ظرفاء القرية قد قال عنها ، انها تشبه كيلوباترا زمانها .. بيد انها ليست لعوبة كسيدة الاسم . كل هذه الظروف قد الهبت فى دواخلى مشاعر مختلطة مما شجعتنى ان اقوم بدور البطولة . واتقدم الصفوف وذاك طبعى لن اغيره ,, احب الصف الأول من كل مهرجان وكل سباق . ولقد كانت جيئتها حدثا كبيراً للشباب . عزمت امرى لمطاردتها ,,,, ولم يكن لي اسلحة كثيرة ، ليس لى ميزات كثيرة عن كل هؤلاء الشباب اللذين تراصو للظفر بها ، قلت لكم انني كنت اتجول وسط النخيل وفجاة لمحت تلك الغزالة التي طالما ارقت مضاجعى ,,,نعم . وجدتها وكانت معها فتاه اخري منهمكتين في جمع التمر ، اقتربت منهن ،وقلت , ونظرى مركز الي سلطانة الموسم وقلت لها , اهلاً بك اميرة النيل وفاكهة الدميرة واهملت الثانية تماماً ,, لكن يبدو أن الثانية فتاة طيبة لاتعرف الغيرة الى قلبها مدخلاً ، وخجولة جداً ..كما توقعت ، التفت الي فاكهة العين ، اميرة النيل ، ربيعة الكاهلية وابتسمت فى وجهى وقالت لى وهى تتدلل في كلامها ، ماذا تريد ايها الشاب ,, يبدو انك اخطأت العنوان ، انا لا أعرفك بتاتاً ، يبدو أنك ولدٌ شجاعٌ إن أولاد القرى غالباً لايجيدون إنتقاء الكلمات التى تلامس قلوب العذارى. انت من طينة أخرى وكانت تنظر إلي بتحد واضح ، من اين لك كل هذه الجراة ؟ لتغازل فتاة مجهولة . وبدت تدندن وتغنى بصوت عذب اغنية لم اسمع بها لكنى بفراسة شاعر يمكننى ان اؤكد لكم ان ربيعة هذه مغنية قديرة وهاهى تغنى بصوت عذب كلمات اغنية جميله انها معجونة من السحر ... يا سمحة يا بت الجروف الساكنه في القلب الولوف بغناك لونت الحروف ومشيتي في الدرب المعرش بالورود عينك اه ..معجونة من سحر الغروب وسلاسل الشعر المذهبة المسافرة في الغيوم ونضارة الأنثي الوديعة في تلافيف السكون والشوق قد يدمنك يا بدر البدور اه منك اه من سحرك اه من دلعك اه يا بخت روحي بطلة القمر المنير ياعشق عيني بهمسة الضحك الولوف يا نسمة الفجر المباح سافرت في السحر الودود وعلي ضفاف خديك يا بدر البدور اقمت ناصية الهوي انتي المني ..الشاتلة شوقي في تباريح النوي الراسمة اسمك في الرمال وفي الخلاء وفي السماء الشاردة حتي ارتوت همسا وردده الصدي والنيل فاض مع الدموع وما ارتوى اني عشقتك يا وريفة مثل حلم غردا اني زرعتك مثل اسرار الهوى وكسيت بالشوق مدارات الصباية والجوى يا همسة القلب العذوب يا طلة الوجه الطروب قيسك عذبه الهوي اسفا لحب ما روي قلبى واتعبنى ومزقنى ومابلغ المدى كنت مشدودا جدا الى انغام صوتها الملائكى وسالت صاحبتها ,, لماذا لاتغنين معها , قالت لى وهى تضحك انها مجنونة , عندما ياتيها جنى الرقص تغنى هكذا لجدما ابهرنى ادائها المتقن للاغنية , لكنى تمالكت نفسى وقلت لها لا لا .. تستاهلين , انك احلى من هذه الكلمات واطول قامة من كل الالحان وارتجلت لها مركزا كلامى وعينى الى عينى فاكهة الخيال ربيعة الكاهلية ، بل انتى للنيل قرين وكل همس منك ترفد فى شواطئه عيون ..... وغنيت لها .. وانا ادند كان الطنبور فى يدى ..... يازهرة النيل على درب الهوى تدللى انى فرشت على بساط القلب كل حرائرى وملكت ناصية البيان بمعصى عطر الاماكن زرته وفرشت فى ردهاته سجادتى هيا تعالى اجلسى واحسست بطرب فى عينها بلون الشروق وواصلت كلامى وانا انظر اليها ،انه نفس العنوان ،والهدف هو هو ،وامثالى لايخطئون ،فهم اهل صيد وفراسة .. كل شى يكون في متناول يدهم إن عزموا على شى.. والمراد لابد ان يحققوه ، نحن ابناء واحفاد كوش ومن فى الورى مثلنا ، استعدلت فى وقفتها ونظرت مباشرة في عينى وضحكت بصوت جميل ،ومنحتنى هذه الضحكة اشارة الانطلاق نحو افاق الهوى. هانذا انظر اليها بتمعن اكثر ، واقيس بعينى الخبيرتين تلك المسافة بين وجنتيها ،وتجولت أيضا لاقيس اتساع حدقة عينيها ، كل شى مسطرفيها باتقان ،كان مقاييس الجمال قد اخذت من هذا الوجه الباهر ،وقلت فى نفسى آه يالها من ملاك ,, كل شي فيها يصرخ اغراءا و فتنة .. لم ارى في حياتى فتاة بهذا الجمال ،،والغريب انها أتت لتجمع فى التمر ، وبدات اصرخ باعلى صوتى . اين الرجال اذن فى ارض النوبة ؟ اين انتم يا اغبناء كوش ؟ واين انتم يا احفاد بعانخى وتهراقا وأين العدالة الاجتماعية فى قرانا ؟ كيف لفاكهة كهذه تعمل في جمع التمر ؟ اين المستكشفين وأين الفضائيات ! مثل هذه الفتاة ،يجب ان تقام لها المهرجانات وتطاردها شركات الإعلانات ونظرت اليها وقرات علامات الاعجاب بادئة فى عينيها : من اين خرجت يا شمس هذا الصباح واطلقت لنا هذه الفتنة الكونية ، آه ثم آه يا ربيعة الكاهلية ،لكني في قرارة نفسي كنت سعيدا ،ان أحدا لم يلاحظ سحرها من القادمين الموسميين ،وقلت : حماك الله من اعين اهل البندر .. هذا شيء طيب ، لانك محفوظة الى هذه اللحظة ولكننى اخشى ان تراك عين متعطشة وتلتقطك منى ادام الله عزك نخلات جدى ،مادمت تثمرين لنا وبطرق اخرى . القنديلة وبنت المودة والجاو وربيعة الكاهلية ايضاً. كانت الجميلة تنظر الي باعجاب بالغ ،ربما اسكرتها الكلمات او هى فى الأصل ارادت ان تجاملنى، ومنحني هذا الموقف الإيجابي بغض النظر عن الأسباب الحقيقة وراء اهتمامها بكلامى . انها جرعات معنوية للاسترسال لشاعر مثلى لاتنقصه انتقاء الكلمات وانا مثل البحر زاخر باللؤلؤ والمرجان اكتب الشعر كيفما اريد وخيالى يتمدد ويكون اعطش فى مثل هذه المواقف ، اه ثم اه يا سادتى ليس كل يوم تفتح ابواب السماء ليهب النيل لنا حورية كهذه ، وليس كل شهر تثمر النخيل ليعطف بنا القدر بيوم رائع ايضا ،قلت في نفسى : نعم والف نعم للسعادة والجمال . تجاذبنا اطراف الحديث . ولم استطع ان اكبح جنون مشاعرى وبدأت اسمعها كلاما نثريا بصوت واثق وشجى ... ...... يا اميرة النيل ويا همسة النيل الحيرى فى مناجاة الريح ويا رغوة الأمواج المتجاذبة الى روح الشطآن يا ايتها الكاهلية المعتقة بخمر ازهار الجروف اغيثى اذنى بهمسات دافئة بل اطلقى قريحتك واشدى ودندنى بصوتك الفخيم ،وشاعريتك البكرة تمام الالحان . وشجعى الحمام والطيور للغناء ، وارسلى للنيل همسات الحب والوئام ، ولملمى اوجاعنا الحزينة ، ارقصى ياسمحة الخصال ، وشتتى الشمبال ، تخيلى رحلة بقارب ، والموج في زحام ورغوة بيضاء ، طيرى مع الحمام ، يا بطة الغرام ، التفتت وقالت بثغرها الوثاب الله الله الله ،، شكرا لك ، شكرا لك .. لقد وضعت القمر بين يدى ، واطلقت عواطفى فى الهواء الطلق ، لاشم نفحات من قطرات الندى ، واردفت تقول .. اه منك يا شقى ,, اشعر برغبه في أشياء كثيرة وتابعت تقول .... لقد اعجبتنى خفة دمك ، وانتقاءك للكلمات انت تدغدع مشاعرى ، و تثير انوثتى ، يالك من شاعر بعنفوان نيلنا الخالد هذه ربيعة موجهة كلامها لى ،، وهانذا ثمل ونشوان احكى لكم من قمة تل الجنون ، كم كان وقع كلامها خفيفاً ,,,وكم اسعدتنى امتدادات ضحكاتها الملائكية .. اه ثم اه .. اين انتم يا رفاقى .. كم هى ممتعة وصلات الغرام . وبعد لحظات تسلقت احدى نخلات جدى ، وقطعت لها كل الظبائط الموجودة فى تلك النخلة وقلت لها ... وامرت قريب لى اصغر منى سنا ان يعبا لهما جوالين من التمر وشرع الطفل على الفور واتجهت صوب الجميلة وخاطبتها يا اميرة النيل وقلبى .. انت تستحقين محصول هذا العام كله . كل هذى التمرات لك وان اردت المزيد فابتسامتك اوامر لى ...كانتا تنصان باعجاب لى هى رفيقتها التى بدت عليها سعادة كبرى بما ان كل كلامى كان موجها لهدف معين الا وهى اميرة النيل ربيعة الكاهلية ، سرت الجميلة كثيرا لتصرفى ,,, وجاءت هي وصاحبتها لجمع التمر لا لا . لاتجمعا شى ،لقد كلفت شخصا لجمعه ، بعد ذلك قلت لها ,,,الا تعلمى اننى وفرت لك الكثير من الوقت ، قالت اميرة النيل لى نعم بل وأضافت وكل ما وفرته من وقت جراء وقفتك معي هو لك .ثم ضحكت مطولا وقالت : تلك هدية مذدوجة ان تنهال على كل هذا الاهتمام منك ، من شاب مثلك ، واى شاب . وقالت لى. سمعت انك شاعر وانا احب الشعر واموت فيه .. واردفت .. لو كنت حقا كما سمعت .. اهدى الي قصيدة الان ,, وكررت الان الان ,وعضت شفتيها بدلع ,, ولطالما احببتت تلك اللعنة فى حركة شفتيها ,, نظرت اليها مليا وقلت ,, اه صح انا شاعر واى شاعر يستطيع ان يصمد في رؤية هذا السحر الذى يغذو عينيك وارتجلت ..وانا ثمل برؤية ثغرها الوثاب ... يافتنة العين يا حورية النيل اني احبك يا بنت الحلاوين عطر الاماسى ودف الليل اطربنى همس اللسان ولون الورد والزين شوقى اليك تراتيل معتقة خمرا فخمرا وذاك الكون يحمينى ان غبت حبى وخارطتى ويا لغتى تبقى الحروف بلا طعم وتلوين قلبى يهواك ها قد اكتوى كمدا والقلب يدمع قبل الحس والعين وفيك مافيك يا روحا مهندمة تتلو جمالا يحاكى النجم والنيل وطيف حاجبك في صورة القمر قبل التمام فيا من منظر فنن ونبل مقلتك يبدو سواحلها كالبحر مدا وكم تحوى من صدف ومن زين ورسمة الفم فن فى خلاصته وتيه مشيتها للحب تلقين يافتنة العين يا حورية النيل دعنى اغنى وما للوصف تمكين دعنى لارسم مافى العقل من فنن يا فتنة النيل يا حورية االكون تاه الخيال ومالى في البكا لغة وسرحة النجم السارى الي حين اني انا الشاعر النيلى راحلتنى تمتد موجا وازهارا وتنين ورب دار كساها القلب من كمد اعدت لجوفها نفس وتامين حتي اذا جاءت الاقدار في كنف اذاقها الشوق وجع الحب من تين وزيتون لقد احدثت هذه القصيدة ثورة في علاقتى بها ...وحقا عبرت حركات عينيها تلوح وتنتشى ربما الان احبك اكثر لم تقل صراحة ... بل انني قرات في عينيها المنتشتين ما كانت تريد ان تقولها وقفنا للحظات ننظر الي بعضنا . وبعد فترة صمت ، قالت الجميلة : هل يمكننا ان نجلس ونتجاذب اطراف الحديث انه لشرف عظيم لى ان اقضى لحظات معك ثم كررت هيا نجلس ونتونس ونتعارف على نحو اعمق ان اردت يا طيب قلت فى نفسى وانا اتاملها مليا .. الله الله الغزالة قد وقعت فى الشرك .. لكنني لم اكن لارغب فى المضى قدماً في هذا المنوال فالقصور الفارهة تبنى طوبة طوبة .. ان تزرع فداناً في الجروف .. يستغرق منك تعب أسبوع كامل وقلت في نفسى، تمهل يا عبد المعين ، ما هكذا تورد الابل . وفي تلك اللحظة كانت هنالك نحو . جوالين من التمر تكفيها عناء العمل لاسبوع كامل او يزيد قد جهزت لهما من قبل الصبى جلسنا يا سادتى نحن الثلاثة والارض الواسعة افترشناها والسماء الصافية ممتدة الي لانهاية .. واحلامي بحجم الفضاء .. قالت صاحبتها لى ,,, هل تريد ان تعرف حظك . قلت لها لم افهمك , عن أي حظ تتكلمين ؟؟ ودققت في وجهها ولهول ما اصابني انها نفس البنت التي رايتها مع ميدوب قلت في نفسي عليها اللعنه ،، ماذا تريد مني هذه الفتاه لقد قالت لي يوم رايتها مع ميدوب دورك سياتي ماذا تريد مني هذه العفريته وقلت في نفسي ,, لكن علي ايه حال ان ملامحها عادية ولاتبدو انها شريرة ووجهت كلامي لها وهل هنالك من هو اسعد منى فى هذه اللحظات ,,, قالت افتح يدك انا اقرأ الكف .. قلت فى نفسى ربما قراءة الكف في مثل هذه اللحظات وانا انظر الى اميرة والي تلك الشفتين المعرشتين بنار الغرام لاتعطى قراءات صحيحة كانت هذه الفكرة تدور في راسى وكانت عينى لاتفارق رؤية اميرة الا لماما . قلت لوهيبة وانا مبتسم او مصطنع الرضا ... نعم ، نعم شى طيب يا عزيزتى . لكن اياك ان تقولى لي اننى لا استطيع ان اتزوج مستقبلا ربيعة الكاهلية ولو من باب المزح ..ولم افاتحها ابدا انني رايتها مع ميدوب لكني قلت لها ان مثل هذا الكلام سيكون انتحارا لك . ونظرت الي الى ربيعة ووجدتها منتشية بصورة جاذبة ومتوثبة كانها تريد ان تحضننى .. عدت الى عرافتى وقلت لها .. وان كان كلامك هذا مؤامرة منك .. تاكدى انني لن اترك كلامك يمر هكذا بل انني ساعاقبك .. عقابا لن تنساه ابدا وربما لن تستطيع ان تاتى الي هنا بعد اليوم خذى كلامي علي محمل الجد ..ماانتهى كلامي الا ان وجدتها تضحك ثم صممت قليلا واستعدلت في جلستها و قالت لا لا يا صديقي ما الذى يجعلنى اكذب عليك .. ان كنت لا اعرفك ، لكنني مترع بحب صديقتى الجميلة وكانت تنظر الى ربيعة ، وهي تبتسم وكانت ربيعة أيضا تبادلها نفس نظرات الحب والاعجاب .. الحلة وغطاءها ، كما يقول المثل النوبى القديم . وقالت وهيبة وهي تنظر الى ، يجب عليك ان تعلم يا عزيزى اننى قارئة كف محترفة وغالبا ما تصدق نبوءاتى .. لقد تنبأت قبل ذلك بقيام سد مروى .. وبهبوط العملة الورقية وباختفاء جزيرتى جرجا وقورتين النيليتين .. وبامر الهدام علي شواطى قرية فنتى اركى كما جلدت رغباتى بسيرة زائعة الصيت و ملهمتى دوما كانت العرافة الشهيرة ام الحسن الهوارية .. وام الحسن هذه كانت معروفة حقاً .. انني أتذكر ذلك جيداً من حكايات جدتى ... كثيرا ما سمعت عنها في ونسات الاخرين أيضاً ... قلت لها جميل جدا ، جميل جدا ما اسمعها منك يا وهيبة . ولكن الكلام متاح حتي للمجانين ، لكن اثبات الكلام بامور عملية هو بيت القصيدة ،،، نعم نعم نحن شعب نؤمن بالخرافات ولكن في نفس الوقت نؤمن فقط بتلك الخرافة التي يمكن تصديقها ، ولكن الان علينا ان نستغل الوقت باحسن طريقة ممكنة ..... اذن هيا بنا . وفتحت لها يدى . ، وانا انظر اليهما بسخرية ضحكنا نحن الثلاثة بصوت عال .......ولكن في بالي كان يدور سؤال واحد ماعلاقه ميدوب باميرة , هل هو صديق وهيبة فقط ام ان اميرة ايضا تشتبك في بؤرة السر العظيم في غمرة انشغالي مسكت وهيبة بيدي وانا بدوري فتحت لها يدي على مصراعيها نعم أمسكت بيدي وبدأت تتاملها بتوجس . وقالت . كفك فنجان في وضع يبدو لى مقلوبا . قلت لها وانا اضحك خلاص يا عبد الحليم حافظ يا العندليب النيلى .. اين فرقتك الموسيقية اذن .. وغنيت لها يا ولدى لاتحزن فالخوف عليك هو المكتوب يا ولدى . قالت لي العرافة .. صوتك جميل وجذاب ..قلت لها شكرا شكرا يا معجبة كنت انا امزح ظاهريا ولكنى في حقيقة الامر كنت خائفا بل مرعوباً ... ويبدو ان العفريتة قد لاحظت أمر ى نظرت الي وهى تشد يدى بقوة وبصرامة , قالت لاتخاف ياولدى وكررت ، لاتخاف يا أخى.. انت رجل ام إمراة ؟؟ الرجال هنا لايرعبهم شى . انهم بلا مشاعر . حتي لو طقه عقرب . يقف صامدا كالصخر . او كالنخلة الحمقاء كأنها وتد في الأرض او حجر ومعذرة يا صاحب الطلاسم ان استعرت شيئا من شعرك ونظرت الى وهيبة وقالت . اتفقنا وكانت توجه كلامها لى مباشرة .. قلت لها نعم نعم .. وبدات تقرا وتقول .. حقيقة ارى فنجانك فى وضع مقلوب وحبيبة قلبك سارحة وسط النخل وفى رمل الشطئان ، لكن هذا لايعني شيئا .ولايعنى أيضا أن السعادة لن تاتيك ابدا . وأن حياتك ستسوء . بل يعنى ان حياتك ستمر بمنعرجات غير طبيعية ، وازيدك يا صاحبى من الشعر بيت ان هذه البنت قد مشت بعيدا في استفزازى وانا كنت مستسلم تماما ,,, كانت صاحبة ربيعة مازالت تواصل كلامها موجها اياه لى .. لا لا يا صاحبى .. الفجر الموعود , قريب ...... لكن هنا في شكل وطن قد يبدو حلما ، او هداما يقلع نخيلا علي الشاطى . او ذئبا ينقض علي زريبة البهائم ويعدمهم جميعا . او نزعة طفل يبدو مرعوبا ، وقت السيول ، ومضت تقول ... ولكن انقضى وقت الخوف لا تخف يا حلو المعشر .. ويا ابن الارض البكر .. وريث الثروة والجاه .. ... تاكد ان مستقبلك جميل .. بربيعة او غيرها .. انت رجل مبدع وخلاق وشاعر عظيم نعم انك لم تسوق نفسك بطريقة جيدة لكنى اؤكد لك ان اسمك سيذهب فى التاريخ كاحد اعظم شعرائه وسيكون للنيل من شعرك نصيب وكررت .. سيكون لك شان عظيم .. ولكنك ستمر بنفق نصفه ضوء ونصفه ظلام هنالك بقع بيضاء .. وأخرى سوداء قاتمة .. قد ياتيك الحظ في شكل رجل يصادقك ويقف بجانبك وقت الازمات او فتيات كثيرات تستمتع كثيرا معهن .. بنات من طينة اخرى ومن بلدان اخر . بنات تري الدم فى عروقهم يجرى . والذهب في شعرهم يلمع . والزرع في عيونهم يخضر , ممكن ان ياتيك في شكل بنت تتحرك فوق الجليد تمشى احيانا كانها قارب تجدفه التيار وتطير احيانا ,, ليس مثل الطيور تماما وتمنحك قبلة وانت قابع في تل جليدى .. او ربما ياتيك حظك رفع جسمها احيانا ثم تهبط الي الماء وانت تسبح في النيل ترفع يديك لتمسك بها او اشياء غير مالو كبطة تلعب في الماء لكن ثم ماذا بعد سالتها ... وانا مرعوب وكنت اكتم غيظى .... تاوهت قليلا وجرت نفسا عميقا وضغطت علي يدى كانها تريد ان تسمعنى بكل صفاء كل ما تريد قوله دون تشويش .. وقالت . وملامحها قد تغيرت تماما .. ربيعة ستكون معك والى الابد بصورتها ..مرسومة في جدار العقل بروحها ولكنك لن تتزوجها ابدا , وقع هذا الكلام كالصاعقة على عقلى وقلت انشاء الله انتى كاذبة لكنها اومات براسها كانها تعتذر وقالت هذا لايعنى انك لن ترى محبوبتك القدرية .. كحبيب وحبيبة ،، ربما بطريقة عابرة ترون بعضكما ان النقاط ليست واضحة ، فخطوط يدك متشابكة جدا لم اقرا كفا كهذا طوال حياتى ... ,,,,, قلت لكم هذه الكلمات قد وقعت كالصاعقة على راسى وشعرت بدوار وصداع ... وحاولت ن امسك يدها واقول لها نعم يا ربيعتى الان الان احبك اكثر . ونسيت امر العرافة ، وقلت لها ، ربيعتى واميرة قلبى .. ايتها الميدالية الذهبية ، لن تبارحى عنقى .. انت خلاصة المعادن النفيسة ، وقلائد الاميرات عبر العصور ، وانا البطل الخارق لمقتضيات المبارزة ، ساقطع البرارى وسانطلق علي صهوة العزيمة ، ولن يجرو فارس من اللحاق بى عندما يخص الامر ، بماراثون حلبة حبك .... انطلقى يا فرس الهوى وهنالك ما وراء المجرات تنتصب خيمة اميرتك . والتفت الى ربيعة وهى غارقة فى دموعها وقلت لها .. كلام النفس للنفس ، مقتبسا الهداية من رحمن الذات وايماءة العاطفة لاتستمع الي كلمات هذه المعتوهة ربيعتى الجميلة .. انت لى .. ولا احد في هذا العالم يستطيع ان يقلعك منى، فجذورك ياسيدتى ضاربة بامر الهوى في أعماق الأرض البكر ، ومعاولى عطشى للتوهان بعيدا فى الهوة السحيقة من ذاكرة الهوى ثم ،، حضنتها بكل ما املك من شغف وحنان . وكانت ربيعة غارقة في الحب حتي اذنيها . ارادت ان تبتعد عنى لكنها لم تستطع لانها كانت مشتاقة الى هذا العناق الدافى . استلمت ملاكى الجميل ونامت بين ذراعى يا لها من لحظة سكرى . في جبين الصمت كنت اقبلها فى كل وجهها وأقول لها مهلا ربيعتى ابق معى الي الابد كانت تنظر الى نظرات غامضة ولكنها ودودة ، كانها تعرفنى منذ عشرات السنين . انى ارى الدف الذى ينبعث من عينيها كانها تقول وانا ايضا احببتك احببتك يا صديقى .. وتمنيت ان اقضى العمر كلو معك .. ايها الامير النوبى .. ان دقات قلبي تنبض باسمك الان حبيبى عبد المعين على كل حال الله يعين ,,,لم تكن الجميلة تتكلم هكذا ,,لكننى قرات فى عينيها موسومة بوشم الهوى الغلاب .... نظرت الي جانبى هنا وهناك ولكن العرافة كانت قد اختفت كان الأرض قد ابتلعتها .... .... وبينما نحن هكذا في حرم اللحظات الرهيبة , ثمة صوت من بعيد شق صمتنا وكنت اريد ان استوعب ماجرى وهى لحظات سكون تعقبها العواصف .. .................... جاء من بعيد فتى صغير جميل المحيا ، ضئيل الجسم فى مشيته عرج بسيط لا ادرى وهو يهرول ويبدو انه جرى مسافة طويلة دون توقف ، ان انفاس الفتى تحكي انه تعب وقف امامنا رافعا راسه منتصبا ، جال ببصره ناحيتنا واخير استقر نظره ناحية ربيعة وقال انتى ربيعة , ردت عليه ربيعة نعم ايها الطفل الصغير ما الخطب ، ومن ارسلك الى جاوبنى بسرعة ,, قال الطفل بسرعة ،والدتك مريضة جدا لا ادرى وقال الطفل أيضا .. انها تريد منك ان ترجعى باول لورى متجه السليمة . جدك ارسلنى اليك ، وطلب منك العودة فورا الي البيت ، , لا ادرى هل العرافة هي التي ارسلته ، ,,,تحولت لحظاتنا السعيدة الي شقاء ، كانت ربيعة تفكر في امها وانا كنت افكر فى ما قالتها العرافة ، وايضا فيما قاله الفتى الصغير ،، وكانت قارئة الكف قد عادت وكانت حزينة مثلى ولكن لما اختفت هكذا ثم عادت سؤال ملح كان يؤرقنى سؤال يلجمنى ،هل ياترى لن أرى ربيعى بعد اليوم سائلت نفسى .. وقلت في نفسي تبا لك يا ميدوب ما هذه التي رميتها في طريقي ,,, وقبل ان نبارح المكان أخرجت العرافة تمرتين من كيس كانت تحمله و قرات فيه بسرها بتمتمات غير مفهومة .. ناولتنى واحدة والثانية لربيعة ، اكلت نصيبى دون تردد ولا اخفى اننى كنت متوجس وقلق اما ربيعة فقد وضعتها فى فمى وهى تقول الي الابد معا يا حبيبى . في السراء والضراء . ساحاول ان اعود اليك . ولكن ان لم اعد لا تبحث عنى ابدا ، لان القدر قد يكون قد اراد لنا الفراق . كم راق لي كلمة حبيبى . وكم اغاظنى الشطر الثانى من الكلام حين قالت قد لا اعود . اختلطت المشاعر الموجبة والسالبة فى خاطرى واحاطت جدار قلبى بكم هائل من الهواجس المريرة الحب يا سادتى سلطان يزين اريكة الامبراطور وظل يحنو لمسار الراعى ، ولحن يموسق قالب قافية شرودة يؤلفها شاعر مبتدي ذهلت حتى ارتويت وانا اسمع تلك الكلمات المتشابكة من احلى فم في خارطة الاناث ، اكلت الثانية وانا اكلها رايت فيها صورة الملكة ووجه ربيعة ومن خلفهما وقف ميدوب مذعورا . وتهت وانا مغمض العينين فى متاهات الخيال السارح فى اقبية الجنون ، ونظرت فى عينيها والتي تبدو لى غامضة وحالمة وتراءى لي طيفها وهي تطير بجناحين عبر الفضاء الممتد الي الشمال رايت السحب والثلوج وجبالا من الجليد . ورجال شقر ونساء شقراوات وعيون خضراء . وكاننى مربوط بشى ما خارج النطاق الزمانى والمكانى .. في منطقة وسطى بين النجوم البعيدة . والقدر ينادينى كانها ومضات من جبين الشمس ويكتب اسمى في كف العفاريت السارحة في اللامنتهى ، ومنذ تلك اللحظات المجنونة . سكنت روح ربيعة فى دواخلى ,,, باسماء مختلفة وباشكال مختلفة في الليل والنهار والحركة والسكون والحزن والفرح واشياءأخرى ,,,ستجدها فى رحلتى مع الايام .. مع اختلاف الزمان والمكان . اختفت الجميلة مع اللوارى الذاهبة الى واحة سليمة ومع تجرعى لمرارة الفراق وقسوة الفراق وشرود الخيال ، فكرت فى اللحاق بها . فى مساء ذلك اليوم اجتمعنا نحن ابناء القرية لاول مرة منذ سنوات طويلة لنتناقش فى امورنا الخاصة دعوتهم انا شخصيا لمادبة عشاء واحضرت خروفا من حظيرة اغنامنا وكلفت صديقى حسن جمعة ليقوم بواجبات الطبخ وعدد من الشباب بواجب الضيافة دعيت حوالى خمسة وعشرون شخصا من الشباب وكنت اريد ان استشيرهم في امكانية ذهابهم معى لقرية سليمة ، فى زفة كبرى تليق بفارس كوشى اصيل وذلك لخطبة ربيعة وان اعبر لهم بالتحام واصطفاف كل هؤلاء من حولى وباننى مهم وابن مشايخ ونوبى اصيل تجرى فى عروقى الدماء الملكية . ملوك كوش العظماء . وعليهم ان يعرفوا اننى الفارس الكوشى ويحق لى ان اتزوج من من اخترت ... وان اسرة ربيعة يجب ان تنصاع لشروطى والا فان الفيضان ، قادم والطوفان آت ، ايمانا منى بان اجعل الليلة مميزة وساحرة ، احضرت لهم سلفا بعضا من خمرة حاكمين النقية وحاكمين هذه قرية نوبية امتازت بجودة بلح الجاو المادة الاساسية للعرقى البلدى ،من تلك الخمرة المعدة سلفا من بلح الجاو الاصيل شرب الجميع حتى سكرو واكلو حتى شبعوا وكنت معهم مستمتعا بلحظات لاتنسى طلبت من حسن جمعة ان يغنى لنا ، ابتسم حسن واخد الطمبور ووزنه واتجه بنظره صوب الجميع كانه يريد ان يعرف مدى استعدادى للاستماع اليه تبادلنا الابتسامات علامات الرضا . بعد ان اطمان على الجميع والذين ترقبوا اغانيه بدا يغنى ، ....... باسمك ايها النيل العظيم رطنا ، وباسم حفيد ملوك كوش التقينا وباسم الكنداكات الجميلات تتفتح ابواب السماء لتهب لنا طراوة الصلاح اللذيذة فدا لك يا ايتها النخلة السامقة ،، المنتجة لتمر الجاو ، ولولاك يا تمر الجاو ، لما شربنا خمرة حاكمين النقية ( وهى خمرة كوش الاولى من بلح الجاو الحاكمينى الاصيل ) عصير الملوك وعشق الكنداكات عبر الدهور ، الى اين تتجه اقدارنا اذن ، اللهم يارب العرش العظيم ، رب النيل ورب الجبال ، ورب البرارى ورب القفار ، فليسمعنى من فى البيوت ومن فى القبور ، من فى الجزر ومن فى الجبال ، بانى اغنى لاغلى الرجال ، رمز العز ورمز الفخار ، فيا طينة الشط اسرح معى ، هبنا الثمار وهبنا الزهور ، وفاكهة الفرح والبرتقال ، واكمل لفارسنا السرمدى عبد المعين سليل الشجاعة ، ورمح القبيلة زواجا اصيلا كاصل الجمال . وعند منتصف الليل . كانت ليلة جميلة ، لكن فى النهاية اتى الصباح ولم نفعل شيئا . ذات مساء وانا تايه فى مغارة الشوق ,, جاءت ربيعة ، جلست بجانبى وحكت مايلى , كانت وهيبة قبل ان اقابلها مع ربيعة فى ذلك اليوم تعيش قصة حب كبيرة ، مع شاب حسن جمعة لكنني لم اكن اعرف ذلك . ان وهيبة فتاة من قرية تجاور قرية صديقتها ربيعة ، ويحكي انها اتت الي منطقتنا في الموسم الفات ونزلت في قرية دفى وهي قرية محسية متاخة لمنطقة السكوت من ناحية الجنوب ، ويحكي ان علاقة نشات بين وهيبة وحسن ،ومن الطبيعي حسب مواريث مجتمعنا ان يكون العريس لبنات منطقتنا من نفس القبيلة . ونمي الحب بين هذين العاشقين وذات يوم تقدم حسن لخطبتها ، الا ان اعمام وهيبه رفضوا هذا الامر رفضا قاطعا ، واعتبروه عارا ما بعده عار وخاصة ان اثنين من ابناء هم مستعدين تمام للزواج من وهيبة واكثر من اربعة منهم كانو فسي سن الزواج ايضا كان والد وهيبه رجلا مثقفا وطيبا ومحبا لبنته الوحيده ، لم يكن ليرفض لها طلبا وكان في امكانه ان يعارض العائلة باكملها ويخاصمهم من اجل ارضاء بنته .. وعندما حاول ان يقنع بنته في بادي الامر ،ويوضح لها ان امر زواجها او مجرد خطبتها لشاب غريب سيجلب لهم الكثير من المتاعب وربما تحصل مقاطعة شاملة من الاهل جلست وهيبة علي ركبتيها وبدات تتوسل لوالدها انها تحب حسن ولايمكنها ان ترضي بغيره ، وان مجرد محاولاتهم لتثنيتها يمكنها ان تحطمها وتزيد من متاعبها الصحية وخاصة انها كانت فتاه نحيلة في جسدها . دخل والدها في صراع نفسي كبير بين امرين لا ثالث لهما ، اما ان يقبل ويكسب بنته وراحة البال ، او ان يرفض ويكسب اهله ويحطم مستقبل بنته وكذلك راحة نفسه الشخصية ، لم يكن الرجل بطبعه صبورا ولقد عرف عنه برغم طيبته الكبيرة سرعته في اتخاذ القرارات ، وذات يوم راي بنته حزينه وفي وضع يرثى لها ، سالها عن السبب وكيف له ان يساعدها ، قالت له ، والدي العزيز ، اريد منك ان تذهب لاعمامي وتجتمع بهم وتقل لهم ، انني مصره للمضي قدما والزواج من حسن ، وانك تؤيدني وستقف معي في كل الاحوال وهذا قرار نهائي لارجعة فيه . كان والد وهيبة قد اقنع تماما ، ان معارضته لهذه الخطبة وعدم موافقته لاتمام الزواج فيما بعد ، ستاتي باشياء كارثية ، ربما تفقدهه بنته الوحيدة نعن نعم لقد سيطرت عليه هذه الفكرة ودق الخوف علي جدار عقله بقوة لم يتريث كثيرا وسرعان ما خرج مسرعا الي حيث يجتمع الاهل في مثل ذلك الوقت وكان حسن ينتظره خارج البيت . وقال له ابو وهيبة اتبعني يا بني ساله حسن الي اين . قال له من غير سؤال تعال معي وستعرف الي اين نحن ذاهبون ووجد اخوانه كلهم هناك وكذلك ابناء اخوانه . خاطبهم جميعا دون ان يجلس اسمعونى جيدا .. نعم نعم : انتم اهلي ومن دمي ولحمي ، ولكن الشي الذي جئت من اجله شي خطير وان كنتم تحبوننى وتريدون لي خيرا ، ارجو ان توافقو قبل ان اصارحكم ويقيني ايها الاحباب لو ان الامر كان بيدي لما طرحت عليكم السؤال ابدا خاطبه اخاه الاكبر واسمه شمس الدين ، يا ابا وهيبة ما الامر ؟ ورد عليه ابو وهيبه الامر يا ابن ابي وامي انني نويت ان ازوج وهيبة من خارج العائلة من هذا الشاب الذي يقف امامكم . وذلك ارضاء لها وانتم تعلمون من هي ، انها وهيبة ابنتي الوحيدة ، وهي كل ما املها في هذه الحياة وكرر اريد ان البي رغبتها لاننى لا اريد ان تلومنى وتحملنى مسئولية فشل حياتها المستقبلية ان عارضت مسعاها وارغمتها علي الزواج دون رغبتها وانتم تعلمون انني لا املك غيرها . ارجو منكم ان تقفوا بجانبي هذه المرة ,، لان حالها لايسر وكان حسن يقف صامتا وخائفا ايضا ان هؤلاء المزارعين وابنائهم يبدو علي تقاسيم وجههم الصرامة والقسوة ايضا من اين اتيت بهذا الابله ساله اخاه الاكبر شمس الدين قال له ، انه شخص طيب ومن قرية قريبة من قري المحس ههههه ضحك الجميع قال اخوه الثاني بدر الدين يا اخي ان كان محسيا ،من اين له بهذا الشلوخ رد عليه ابو وهيبة والتف الي حسن وخاطبه رد عليهم وبين اصلك وفصلك لهم وقف حسن بثبات هذه المرة وقال لهم . انا لو اردتم ان تعرفي اصلى وفصلى من ابويين مختلفي الانتماء امي من فلاليح ارقو والمعروف ان هؤلاء الفلاحين وهم بيض البشرة من بقايا الاستعمار ووالدتي من قبيلة الشلك الافريقية المعروفة وان كنت قد اخذت بعض من ملامح والدتى ، الا انني اعتز بقبيلة والدى وهو شلكاوى اصيل تجري فيه الدماء الافريقية الحارة وهو ابن رث من الشلك كان له مقام وجاه اصيب الجميع بالصدمة الشديدة وقالوا يا ابا وهيبة ، ان كنت تريد لنا ولكم خيرا ، اذهب من هنا بسرعة ولاتجعلنا نقبض علي هذا الغريب وان قبضنا عليها , ان تعرف اننا سنقتله في الحال لذا اخرجو من هنا وبسرعة قالها الجميع بصوت واحد وفي معمعة الصراخ من هنا وهناك .. اصيب ابو وهيبة بتشنجات كبيرة سرعان ما غاب بعدها عن الوعى .. حملوه الي مستشفي دلقو القريب وهناك لفظ انفاسه الاخيرة .. كان حسن معهم حتي اخر لحظة ولكنه حينما علم بموت ابوهيبة ، خاف علي نفسه وغاب عن الانظار .. حمل اعمام وهيبة جثمان والدها ورجعو من دلقو الي بيت والدها .. انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم وعم حزن عارم ارجاء القرية والقري المجاورة بعد ايام من الحدث الجلل .. افاقت وهيبة علي صدمة اخري اخري الا وهي صدمة اختفاء حسن وتقاعسه عن القيام بواجباته ايام الوفاة لقد انكسرت وهيبة في خاطرها واصيبت في كبريائها ، كيف لرجل تحدت العالم من اجل الزواج به وغامرت من اجله بسمعته وسمعة العائلة يوم قبلت به وهو الغريب عن هذه المنطقة ليس بحكم المولد بل بالانتماء للجذور والتاريخ وتخيلت والدها ولحظات الحزن الرهيبة التي اعقبت وفاته وكانت وهيبة تؤنب ضميرها وتحمل نفسها المسئولية كاملة بعد ان اندفعت وراء رجل غريب ، يفتقد الي النبل والشهامة ، رجل ترك حبيبته في ذورة حوجتها له .. لقد فكرت وهيبة في هذه العلاقة التي سببت له كل هذه المصائب وهاهو طيف والدها لايفارق خيالها ، جلست وهيبة ثم قامت وصلت ركعتين واقسمت بالشفع والوتر ان تاخذ حقها وحق ابيها كاملا من حسن ، اذ اعتبرته من ذلك اليوم عدوها الاول كان ذلك قبل عام من معرفتى بها وذلك برفقة صاحبتها ربيعة الكاهلية لكنها اثرت ان تواصل العلاقة معه دون ضجيج
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |