العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
القثارة .. ؟؟
القثارة .. ؟؟
كان قيثار أبي يبدو كأنّه قطعة منه. كان هو معينه الأوّل، ودواءه، والشيء الذي أبقاه على قيد الحياة، عندما كانت الأيام تبدو حالكة، والمستقبل خالياً من الأمل! بل كان قيثاره قطعة من قريتنا الزراعية الصغيرة، وبالتالي تقليداً من تقاليد منطقتنا بأسرها.. ولم يكن في إستطاعة أبي أن يقرأ النوتة الموسيقية، بل لم يتلق قط أي درس في الموسيقى، وإنما كان يعزف على السماع، وكانت ذاكرته قادرة على أن تعي أية قطعة موسيقية يسمعها.. وكان أحياناً يضع ألحاناً، بعضها يسوده الحزن، والبعض يتوثب رشاقة وبهجة، ليناسب كل منها حالته النفسية.. فعندما يكون حزيناً، كان يستطيع أن يجعل الأوتار الصماء تنطق كروح هائمة تبكي في الظلام، وعندما تصفو نفسه وتهدأ روحه، كان في إمكانه أن يُنطق نفس الأوتار، حتى لتبدو أنغامها كأنّها تراتيل الملائكة. كانت أيام أبي كمزارع، أياماً خشنة يسودها القلق، سواء أكان أمام المحراث أم كان يقتطع الأخشاب، كادحاً من مطلع الشمس إلى مغربها، ليطعم ويكسو زوجة وسبعة من الأطفال.. وأذكر أنني سمعت أبي وهو يناقش أُمّي ذات يوم: هل يشتريان كمية واحدة أو كميتين من بذور اللفت في الخريف.. وبعد مشاورات خطيرة، إستقر رأيهما على أن كمية واحدة إذا زرعت بعناية، فإنّها سوف تنتج كمية من اللفت تكفي الأسرة كلها. وقال أبي يومئذٍ: إنّه من العسير أن يكون المرء فقيراً إلى حد أنّه لا يستطيع أن يشتري كل بذور اللفت التي نحتاج إليها! كان أبي يواجه كل متاعب العمل الشاق، والجفاف، والفيضان، والبرد، والصقيع المتأخر، والاسعار، والضيق الخانق المستمر... وكان فلاحاً يعمل في الحقل بيده، ولكنه كان ينسى نفسه دائماً في الموسيقى. فبعد اليوم الذي صدر فيه القرار الخاص باللفت، صحب قيثاره، وانطلق إلى غرفة نائية، وراح يعزف ألحاناً حزينة. وما لبثت موسيقاه أن سرت فيها البهجة، وسرعان ما تخلى عن كل قيوده، فإذا بألحانه تنطلق مطربة مبتهجة. وبعد ثلاثين دقيقة، طرح قيثاره جانباً، وهرع وهو يصفر بفمه إلى الخارج ليشق الأرض ويعدها لزراعة اللفت! وفي ذات ربيع، ما كدنا ننتهي من زراعة قطننا، ومحصولنا الغذائي، حتى أخذت الأمطار تهطل ثلاثة أيام طوال بلياليها، وطغى الماء على ضفاف النهر، وأكتسح في طريقه كل القاذورات عبر الحقول، جافاً في سيره سطح التربة. وسرت مع أبي وأحد جيراننا نطوف بالحقول، كان الخراب في كل مكان، فقد اكتسح الماء التربة السوداء الغنية بخصبها، وترك ندوباً في كل حقل. وأخرج جارنا مديته، وراح يشحذها على نعل حذائه.. ثمّ قال بصوت مرتعش: - "أليس من الأفضل أن أقطع رقبتي وانتهي من كل ذلك..". ولكن أبي قال بسرعة: - "هيا بنا إلى الدار لنأكل شيئاً". وبعد الغداء، أمسك أبي قيثاره، وراح يعزف.. وبعد ساعة، كان هو والجار في أسعد حال، وانهمكا في الحديث عن مشروعات لحرث ما بقى سليماً من الأرض وزرعه بمحصولات نهاية الموسم. وبعد أن عمل جارنا في أرضه ثلاثة أيام بطولها، غمره الحزن من جديد، ذلك الحزن الذي لا يدركه إلا الفلاح الذي يحب أرضه.. وفي تلك الليلة، إتِّصل الجار بأبي عن طريق الهاتف، وعاد يسرد عليه آلامه وأحزانه ثمّ تساءل في النهاية: هل يستطيع أن يسمع قطعة أخرى من موسيقى أبي عبر أسلاك الهاتف. وتناول أبي قيثاره، وواجه الهاتف الذي كان معلقاً على الحائط، لأنّه كان من الطراز القديم ذي الفوهة التي تشبه الناقوس، وراح يعزف قطعة من موسيقى الريف تزخر بالحيوية، ودفعه الحنين إلى أن يغني بعض عبارات الأغنية في أثناء العزف. وسمع الكثيرون من الجيران الحديث عن طريق تليفوناتهم، فظلوا يمسكون سماعاتهم، ليصغوا إلى الموسيقى، وكنت أنا أضع السماعة على أذني، فسمعت تعليقاتهم، ونقلت مقترحاتهم إلى أبي الذي نفذها كلها. وهكذا قدم أبي برنامج ما يطلبه المستمعون دون أن يدري! وعندما تدخلت عاملة الهاتف في الخط وسمعت الموسيقى، ظنت أن كل إنسان يبغي سماعها، فدقت أجراس بقية الخطوط، وسرعان ما كان كل مَن لديه هاتف في القرية يستمع إلى برنامجنا.. وأصبح الإستماع إلى أبي في الهاتف عادة شائعة.. كان الجيران يطلبون أبي دائماً ويلتمسون سماع موسيقاه، وكانت دار المدرسة هي مركزنا الإجتماعي في القرية، فكان أبي يعزف في المناسبات المختلفة ليبهج أهل قريته البسطاء. وفي ليالي الخريف، عندما كان الأطفال يجلسون حول النيران يؤدون واجباتهم المدرسية، وأُمّي تقوم بإصلاح ملابس العمل لأبي، كان هو يظل يعزف على قيثاره ساعات طويلة.. وكان يستطيع أن يمد قوسه ليلمس رأس أي طفل يثير ضجة، دون أن يفقد نغمة من أنغامه.. ومع أن أُمّي لم تكن تميل كثيراً إلى الموسيقى، فقد كان العزف على القيثار يثير عبراتها في بعض الأحيان. |
#2
|
||||
|
||||
[ وهكذا قدم أبي برنامج ما يطلبه المستمعون دون أن يدري!
وعندما تدخلت عاملة الهاتف في الخط وسمعت الموسيقى، ظنت أن كل إنسان يبغي سماعها، فدقت أجراس بقية الخطوط، وسرعان ما كان كل مَن لديه هاتف في القرية يستمع إلى برنامجنا.. وأصبح الإستماع إلى أبي في الهاتف عادة شائعة..] قصة رااائعة يمكن أن يجلب الانسان لنفسه الرزق دون أن يدري أو يتوقع .. فقط لو عمل بعقله وطاقاته ووفق ما أعطاه الله من مواهب شاكرة لكـ أخي بوغالب استمر في تميزكـ وابداعكـ تحيااتي لكـ ..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |