العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
أود أن أعتذر منك كاتبنا عادل أحمد يوسف
فهناك ظرف حال دون تواجدي وإتمامي القراءة .. أرجو أن يعينني الله ويسعفني الوقت وأعود وأكمل ..
|
#12
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
|
#13
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
[
وحي صدفة احتواها مجداف الامواج[ واختفت رغواتها ، يا ربيعة تعرش جبين الشمس ، وفي الافاق القابعة في ملكوت الصمت اشعة تتبدد وتعيد التكوين امرحي مع الاجرام في الفضاءات الطليقة هنالك مع الأشياء المبهمة والتي لاتدركها الابصار ، ولا تحتويها العقول حيث تستوي اسفار التكوين وملامح النشاة الاولي لكل شى مجهول هنالك فقط تنتصب خيام الحب وتربط القلوب بحبال متينة ولاشي غير الخيال وزخم الابداع يلامس الكمال ، والشعر وحده قادر لوصف الحالة المجازية اذن لنغنى معا ...... عزيزتى ، والكمان الناطق ، باجمل الالحان ، هيا ، لم يبق في الاناء ماترويني من همسات غني معي ، لعرس نهرينا همسة همسة لاوقبلة قبلة وكاسا كاسا وانفاسا يعلوها اليأس دعنا نبني تمثال المجد للنيل في الاعالي ،بمدد من قدسية نهر اخر وخالد الاسم الدون العظيم ذاكرة روسيا القوقازية . ... .. إذن فلنذب الشموع ،، تساقطت سنوات عمري في خيالي او قل مرت كالاشجار امامي ناظري شخص يطل علي الدنيا من نافذة قطار يسير سريعا .تواترت الاحداث وتداخلت سنين العمر وتجولت علي ضفاف النيل ورايت عمي يرمي سنارته ويصطاد سمكة كبيرة ، ورايت النسوة يجلبن العلف لبهائمهن وفتاتين صغيرتين تتمايلن في مشيتهين وتضحكان بصوت عال وتطمئن ان الدنيا علي الف بخير وعدت الي الدون ورايت غزالتين جميلتين ،اوفتاتين شقراويتين تهمسان وتشربان شيئا من البيرة وتضحكان نخب السعادة . وترقصان علي انغام موسيقى وصوت الا بوغاتشوفا المطربة السوفيتية العالمية في اغنيتها الشهيرة مليون مليون . ................... في وقت مضي كان هناك رسام ، كان يملك بيتا صغيرا وقماش لكنه اغرم بممثلة يومها قرر بيع بيته وبالمال الذي وجده اشتري بيتا كاملا من الورود مليون مليون زهرة قرمزية تلوح عبر النافذة المغرمون المغرمون الذين يحبون بصدق قد يغلبون حياتهم الي ورود من اجلك في الصباح كنت تقفين عند النافذة وربما تكون قد فقدت صوابك كان استمرارا لحلم ما الفناء يمتلى بالورود وقد تمالكت روحك من الثرى الذى يشاغلنى الان ... ..... الفناء ممتلي بالورود المساء حمله القطار بعيدا واصل الرسام حياته الله الله جمهور من الجن يسمع معي الحين اه لعفرتك يا خيالات شقي نيلي كم يكابد عقلك اتعاب الهوى الغلاب لا لا لم يكن قطارا ,, انما سيارة بائسة تلك التي حملتك بعيدا عن العين في لحظة بائسة , عشت لحظات كئيبة وانا أحاول ان اتناسي صوت ضحتك والوجنات التي تجعل من وجهك وديعا ولامعا كل شي فيك مختلف ,, طيبتك الملائكية ,, وتواضعك الجم وحبك للناس واحترامك العظيم لكل انسان انت يا سيدتى خلاصة الخلاصة لكل جماليات مجتمعنا الاستثنائية عدت الي واقعى وتناسيت ولوقليلا تلك الملامح التي انطبعت اما ناظرى من ملامح وضحكات ربيعة الكاهلية .. وسرعان ما عادت ذاكرتي الي يومي الاول في موسكو حين حطت بي قافلة الزمن للدراسة مع زميل لي اعرفه منذ سنوات الصبا وتذكرت اول ملاحظة ابداها لي صديقي , وكان قد قال انظر يا اخي الناس هنا يتسمون بالواقعية وحب الحياة مجردة من اي تشويش قلت له لماذا ؟ لماذا تقولين هكذا ؟ أي شي الهمك لقول هكذا عبارات ، قال لي انظر والتفت الي حيث ينظر هو واردف يقول انظر انهم لا يضيعون الزمن جزافا انظر كيف يطالعون صفحات الكتب والمجلات وكيف يلعبون علي اجهزة الحاسوب وثمة اناس يستغل الزمن بطريقة خاصة واشار بطرف عينه الي شاب وشابة كان يحضان بعضهما بجنون عشقي ويتبادلان القبلان ،ولا هم لهما بما يجري بدمار في العراق ولا زلزال في ايران ولا اعصار في امريكا ولا ارهاب في الشيشان ولسان حالهم يقول فلتشتد اوزار الحروب في كل مكان وليفيض الدون ويغرق الحقول ،فلترمي القنابل الذكية والعادية في كل مكان ،فلياتي الطاعون من جديد ويبيد ملايين البشر اوحتي طوفان نوح ويمسح الأرض المهم ان لا تقترب المصاعب بالقرب منهم حتي لا يقطع الخوف هذا اللحظات الساحرة في ضمير العشق ،والملفت لي في تلك اللحظة ان المجتمع الشرقي برمته يعير اهتماما راسخا بخصوصية الافراد كل امري له همومه وكل امري له شان يغنيه اما انا فقد استفذتني هذه الحالة التيبدات في ناظري شاذة وغريبة ولولا بعض المعلومات التي انتقيتها من اداب تولستوي ودستيوفسكي وغوركي ومعرفتي بالفارق المذهل بين مجتمعنا ومجتمعاتهم لعزمت امري وفضضت هذا العبث بلساني او حتي بيدي اذا اقتضي الامر ولكني تريثت وملكت من القوة ما جعلتني انتظر اول محطة للمترو وقلت لصاحبي هيا انزل بطريقة لا تقبل الجدل وذهبنا بعيدا عن هذا المكان ، تذكرت هذا وقلت لنفسي يا لغرابة هذه الحياة المبتورة وقلت ان سعيي يومئذ لا صلاح ما افسده الدهر كان كمن يرقد في اتجاة جريان النهر باسطا يديه ليغير مجراه وضحكت باعلي صوتي دون شعور مني وتواصلت ضحكتي لدقائق كثيرة وبدات امشي في الغرفة بصورة اليه وابحث عن مناديل ورقية او منشفة نظيفة امسح بها دموعي وانا في تلك الحالة عدت الي النافذة ثانية عدت الي منظر الدون الخلاب والثلج يتساقط غاسلا بعضا من همومي والذاكرة في ترف ترمي ما علق بها من غبار ويدغدعالصمت مشاعري المضطربة اصلا بلواعج من حنين جارف تنقلك عبر السحب الي متاهات ومهاوي بلا غرار اه بوشكين العظيم احقا ان سحر شعرك وجد لها ارضا خصبة كانت سمادا لنتاج عبقريتك القادرة لتحريك كوامن الأشياء وصوامت الانفعالات وعناصر الابداع وملكات الالهام جاهزة في تلك العيون وتذكرت ناتاشا معلمة اللغة الروسية وناتشا اميرة النيل وناتاشا ربه الاوتار الجليدية نظرة واحدة منك لهن تلك الطينة المقدسة بتلاقح الاجنة والموسومة بوشم السحر الاتي من تمرتين سقيتا بماء السحر والشعوذة .. مثل تلك اللحظات يمكنها ان تجعل باك الفيتنامي يتكلم شعرا عربيا ورايت النيل يفيض كعادته ولكن فورته هذه المرة اكثر شراسة ورايته يضرب بمياهه الهادرة ضفته الشرقية ويقتلع نخلة جدي ذو التسع فروع ودموع الوداع تنزل مدرارا علي خديي ثانية وظلال تلك النخلة الرمز تغطي عميقا ساحة خيالي ومازال كرات الثلج تهطل بغزارةكانها اتت لتذيب همومي رويدا رويدا وفي هذه اللحظة بالذات انما دخل الي غرفتي شخص غريب لا ادري من اين اتي ولكني وجدته واقفا امامي كشيطان شق به السقف قلت له بسم الله الرحمن الرحيم ،ورد علي عليكم السلام ورحمة الله تعالي وبركاته ، ارتحت قليلا وهدا روعي بعض الشي و علي ان اقول انني لم اشك لحظة واحدة في ادميته رغم ان ملامحه ليست كذلك ،ويمكنني ان اصفه بانه كان اسمر اللون ،مربوع القامة ،بشعر قرقدي لم يري المشط منذ شهور ،وكان يلبس بدلة رمادية بربطة عنق انيقة , يبدوا لناظره انه يجيد انتقاء الالوان بصورة خبيرة . لم يمض وقت طويل قبل ان نتعارف، مد لي يده ما امكن وقال لي اسمي فانوس وقلت له تلطيفا للجو جمعة مباركة . تفضل جلوسا ...لكنه واصل كلامه ، دون ان يبدي اية ردة فعل علي مداعبتي له ، طالب سوداني يدرس في معهد بوشكين اردف قائلاوجال بخاطري سر عدم ترتيبه لشعره رغم مظاهر الاناقة الواضحة في ملبسه ربما اقتداء ببوشكين قلت في سري . وتراءي لي صورة بوشكين شاعر روسيا الاعظم علي مر العصور وجذوره الاثيوبية وشعره الكثيف الاجعد . والذي ميز صورته كرجل غريب الجذور ولكنهزين تاريخ روسيا الملي بالعظماء بمدد من خيال شعري لا ينضب . تناولت تمرتين من القدح المسحور وهاهو طيف ناتاشا .ياتينى هروبا ولو للحظة من الاستماع له ام صدفة لا ادرى المهم ان هذا الشيطان القابع في صدرى .... لامفر منه .. كان المخبول يواصل كلامه ,,وهاهو يقول لقد جئت الي مدينتكم قبل ايام وانا اسكن مع شخص افريقى غريب الاطوار اسمه جورج يفعل طقوس عجيبة بعد منتصف الليل وتذكرت افريقيا قارة البؤس والدجل والشعوذة وبدات مخاوفى تزداد كل ما استرسل هذا الوافد العجيب في الكلام . وقال لي مواصلا كلامه أيضاان الافريقى شخص بخيل جدا وانه يودع كباية الماء بطقوس قريبة قبل ان يناولها لك ولكني مازلتمذهولا لماذا جاءهذا الشخص الي هنا بالذات ان الكثيرين غيرى من بني جلدتي يسكنون هنا في راستوف اون دون . كانت أولى ملاحظاتي في هذا الشاب ان وجهه لايخلو من البشاشة والمرح ،ثمة اشياء واضحة في وجهةه تقول ذلك ، كان فمه واسعا وعينيه صغيرتين واذنيه في وضع تنافري اشبه بجناحي طائرة لحظة الانطلاق ، ويبدو ان بعض اسنانه الامامية قد تقاصرت علي كثرة احتكاكها مع بعضها اثناء الضحك، انني قلت في نفسي ان في وجهه فوضي واضحة ، استاذني بالجلوس وارتحت قليلا ولكن طريقة دخوله الي الغرفة بتلك الطريقة دون استئذان ما زالت تربكني ، لدرجة انني في غمرة المفاجات نسيت ان اقدم له ابسط اوليات المجاملة السودانية بدعوته الي الجلوس وشرب فنجانا من الشاي . قلت لكم ان طريقة دخولى الي غرفتي قد قطعت حبل تفكيرى وسيطر علي مشاعري بقوة ولا اخفي عليكم انني في فورة هذه اللحظات التعارفية القلقة كنت مشدودا بقوي خفية للتعرف عليه اكثر . ان نفس الانسان ميالة للفضول قلت في نفسي ووجدت نفسي تقول ولو لم يكن كذلك لما اخرج ادم من الجنة . فالخطيئة الاولي في تاريخ البشر كان بواقع الفضول . الشيطان يواصل كلامه ,, بكل بجاحة وانا اتابع كلامه كانني طالب مجبور للاستماع الي محاضرته ولكننى .. تمالكت نفسي او قل ادعيت التماسك ووضعت البراد في النار ونظرت اليه ونظر الي وقال ان البخل شئ معيب واردف اقصد ذلك الافريقي وظننت لبرهة ان رفيقي ربما يكون جائعا ودعوته للاكل وقال لي بلهجة قاطعة لا لا لم اقصد ولكني ذكرته كشي مذهل اثار حفيظتى,قمت من مكاني لا اعرف ما لو ان الماء قد فار وعدت ثانية وتهيات للجلوس وهنا حصل شي غريب لم اكن اتوقعه وهو ان زائري انحني بجسمه . حتي لامس وجهه سجاد الغرفة وبدا ينظر بعناية وتوجس الي اسفل السرير الذى كنت ارقد فيه ، وقال اسمع اصواتا هنا ,ثمة اناس هنا وبدا يهرول في اركان الغرفة وذهب الي الشباك ونظر الي الدون الذي مازال هادئا وعاد الي الغرفة وبدا غلقا ومتجهما وتوجة نحو الدولاب وفتحه ونظر با معان الي محتوياته وبدا يضحك بصورة هستيرية اثارت مخاوفى ولجد ما اذهلنى هذاالتصرف الغريب وبدت لي الغرفة كانها مليئة بالعفاريت ، فكرت للحظات ان اهرب من الغرفة قبل ان اجن ولكني تريثت واستعنت بههم العزيمة القروية وعدت الي ثباتي بدافع من الفضول العارم لمعرفة المزيد وقلت له ماذا يجري اثبت والا ساريك من انا اطرد شياطينك ايها الافعي . ماذا بك لماذا قلبت الغرفة راسا علي عقب ،رد علي وعيناه مفتوحتين في وضع تنافري ،اين هؤلاء الناس الذين كانوا يغنون ويطربون اغان الحياة الرائعة علي ضفاف النيل واين اله الطمبور الذي نقل لنا شدو السواقى . والشادوف اين الراقصات الجميلات من بنات النوبة الرائعات ولماذا صمتت عديلة رائعة الفن النوبي وبدا صوته يعلو بصور هستيرية . اين هم الذين كنت تقص عليهم قبل لحظات حكاوي القرية ونكات سيد تلول وبدا يضحك ثانية متسائلا هل هم من شياطين الانس ام من عفاريت الجن . واين اختفوا باجسادهم وارواحهم تتجول هنا ,ام هم ملائكة باجنحةتطيروهربوا من خلال النافذة وقال وهو ينظر من خلال النافذة مخاطبا الدون ،اه ايها الدون الهادي صديق النيل لاتجعلني اخاف ,الحقني بمدد من عندك ,بمدد من هدوءك ،بقوة من تاريخ روسيا تاتينا نافذة جدار الازمان . بمدد من تقاليد روسيا القوية والعريقة وبنفس من عزيمة القوقاز الاقوياء احفاد المسلمين الاوائل واحمل لي سكينة من روحانيات سمرقند وماذن طشقند اليك اتوسل يا الهي اعطني الصبر وثبتنى علي اليقين . ويمكنني ان اقول لو ان السقف قد انشق ورايت السماء عارية من نجومها وقمرها لما استغربت من تداعيات هذه اللحظات الاستثنائية من عمري ولكن المعتوه وخلافا للتوقعات وتماشيا مع حركاته وتصرفاته التي لايتوقعها مخلوق عاد الي هدوء عجيب وجلس كمن نسي كل شي . وسالني اين الشاى ،كانت الغلاية قد قاربت ماءها الي النفاد, ولكني جهزت له الشاي بما تبقي من ماء وجلسنا جلوس الند للند كل يجلس الي الاخر خوفا من المفاجات ، حمل الكاس وافرغ جقمة كبيرة من الشاي الساخن في فمة الكبير وقال ان الشاي لذيذ جدا ويذكري بقهوة كحيل قلت له ماذا قلت ،، اعطيته تمرتين من القدح المسحور . نظر اليه مليا وقال ،، لا لا الا هذا يا عزيزي ، فالسيبيرية تامرنى بان لا اكل تمرا عندك . قلت له من هي هذه السيبيرية ، زما دخلها بك . قال ستعرف مع الايام ، كل شي ، فكرت في كلامه ، وجاءني خاطر بان هذا الشخص اللذي امامي ، هو خطيب وهيبة وابن عمى حسن استعذت من الشيطان وقلت في نفسي لا لا ، يا عبد المعين لاترهق نفسك بامور الناس دع الايام تخبرني بما هو خاف عني .لكن ذكره لبعض المعالم اربكني لان قهوة كحيل ,قهوة في منطقتنا وراودني سؤال بديهي من اين لهذا المعتوه ان يعرف معالم قريتي ولكني ادرجت هذا السؤال في سلم المفاجات العجيبة ,كان صاحبي يمص الشاي مصا وكلما افرغ جقمة في فمة كان يفتح فمه الكبير ويحرك فكيه بحيث تضرب اسنانه مع بعض محدثا اصوات مزعجة وقال هل تعرف الموسيقي النوبية ، هل سمعت بملحمة وردي موز وهل سمعت بحكايات ايسب وحيلة وهل سمعت باغنية شامة ,اه لروعة الارض النوبية وقراها ومدنها وجزرها وجبالها واه لك ايها النيل الاتي عبرالقرون وانت تعطر بوادينا وودياننا وانشد بصوت رخيم هذا البيت من الشعر . عطر البوادي والمدائن والحضر ميسون عزتنا وماضينا النضر ولجد ما اذهلنى ترديد لهذ البيت من الشعر الذي احبه جدا من قصيدة طويلة في امجاد النيل وساكنيه ان الشيطان يقرا افكارى قلت في نفسى .. ذادت مخاوفي بصورة مدوية وكان فضولي عارما ورغبتي جامحة لمعرفة المزيد عن هذا الزائر العجيب وبدات اشك ان كنت انا في حلم ام واقع ولكن المعتوة لم يمهلني وقطع حبل افكاري العميق . شرب المعتوة الشاي حتى نهايته ووضع الكباية علي الارض او رماها حتي تناثرت شظاياها في كل الغرفة لم تكن الرغبة في جمع ما تناثر من حطاملاني كنت متابعا لمفاجاته التي لاتنتهى . قلت لكم يا صحابي ان المعتوة قد شرب الشاي كله واستعدل في جلسته وقدم لي واجب الشكرونعتني بصفات الكرم والاصالةوالشهامةوالنبل وقائمة اخري من الصفات الجميلة حتي ظننت انني الحاتم الطائي . وقلت له حسن كفي ونظر الي نظرة مبهمة فيها الف سؤال وسؤال وخرج سريعا بعد ان استاذنني لخمس دقائق . كنت خائفا .. طلبت المدد واكلت تمرتين من القدر المسحور .. شعرت بالراحة وزال الكابوس الذي جثم علي صدري واحال حياتي الي فزع رهيبولو الي حين ووجدتها فرصة لتقييم الموقف بصورة صحيحة دار بخلدي شريط من هذه الاحداث المتلاحقة وشعرت بصداع رهيب كاد ان يفقدني عقلي ، لا ادري كم استغرقت خلوتي ولكني وجدت المعتوة واقفا امامي حاملا كيس اسوداا كبيرا ، قلت له عدت بسرعة يا ابو الحسن ورد علي وهو يضحك تلك الضحكة الغامضة والمخيفة احيانا ,انا ابو المواعيد ان اردت بعض الحقيقة وان بحثت عن الحقيقة كلها ستجدها في فنجان قهوتي الصباحية ، وواصل كلامه انه يمكنه ان يضيف بلا فخر انه السوداني الوحيد في هذا العالم الذي يقول ويفي بمواعيده بالدقيقة والثانية . وبدا يقول نعم نعم الثانية جزء من الزمن الحسي وما حياتنا الدنيوية الا مجموعة تلك الثواني وقلت له وانا اضحك لاول مرة . دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني . وقال فرسان وهو يضحك ويكاد يطير فرحا ,ياله بيت من شعر رفيع . وربما كان شوقي دقيقا في مواعيدة ان جدته ذات الدماء الشركسية ربما اورثته بعضا من تقاليد القارة العجوز . المهم ان فانوس بدا يخفض صوته وواصل كلامة وامسكني من يدي اليمني وقال المهم انني لا اريد ان استفذ مشاعرك لسوداني وطني ونوبي الهوى وقلت له مقاطعا لا يا اخي كلنا في الهم شرق واردف فانوس يقول ان له رايا اخر تماما في تقييم هذه الصفة اذ انه يعتبره وليدة الطيبة والتسامح المعروفتين عند السودانيين تلك وجهة نظر صحيحة قاطعته ... ابتسم فرسان وواصل حديثه الشيق الذي بدا رويدا رويد يداعب عقلي المحب للافكارالنيرة ,المهم انه قال فيما قال ان السودانيين دائما ما يفرطون في التعامل مع الاخرين ،حتي مع اقرب الاقربين اليهم وان الانسان السوداني دائما يعامل الضيف كتعامل اشبة بتعامل الطبيب مع مريضه وقال انه يمكنه جازما ان يضيف ان السودان هو المكان الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع ان يعيش فيه اي انسان دون ان يكون له سابق معرفة باحد وهو لايحمل في جيبه جنية واحد وفي الارياف مثلا يمكن لاي ضيف ان يذهب الي المسيد . وما ان يعرف اهل القرية ان ضيفا قد حل بديارهم حتي يتسابقوا اليه وهم يحملون اطيب مالديهم من طعام والتي غالبا ما تكون من لحوم الماعز المصنوع بالطريقة النوبية القطر قام بحيث توضع اللحمة مع البصل والطمام والبهارات في ان واحد ويقفل الحلة بعناية في نار الحطب والذي يجلبونه دائما من نخيلهم وبعض الجبنه المصنوعة يدويا دون ان تنزع الدسم من الحليب والي يسمي لبنا وياتون بالشاي وباجود انواع التمر النوبي من القنديلة وبنت المودة والجاووالبركاوي .. واردف يقول وفي المدينة مثلا ما عليك الا ان تطرق اي باب وتطلب الطعام واضاف يقول بعد ان سكت لبرهة وتحسس الكيس الذي يحمله . ، ربما هذا من اسباب تخلفنا عن ركب الشعوب وقطار المدنية ،ثم انحني ووضع الكيس برفق واخرج منها قارورة مكتوبه عليها (( فودكا بالروسية )) برغم علمي ان الفودكا جزء من حياة روسيا ,الا ان اتيان المعتوه بها علي هذا النحو قد اصاب كبريائي في الصميم ، لانني كنت صامدا طوال هذه السنة وبعيدا حتي عن زملائي الذين انغمسو في الحياة الشرقية منذ الوهلة الاولي . قلت له اسمع يا فانوس تاكد انني لن اسمح لك بتمثيل هذه المهزلة هنا اذهب الي الحانات والبارات واختر من ندمائه ما شئت ولتكن اذنيك الكبريتين قد سمعت كلماتي المشحونة بالرفض .. وتابعت كلامي لا اريد ان اعكر لك لحظات ضيافتي لك ولكني مصر علي ما اقول سكت لبرهة وقرات مسحة حزنة علي وجهة ، سرعان ما تدارك صمته وقال انا لست من عفاريت الحانات ولا مرتادي البارات انا بسيط .. حتي الدكاي لم اقربه في شبابي وكنت رجلا مسالما بسيطا واعيش علي حالي . ولكن مشاكل الحياة الاغترابية من فلس وشوق وحنين جارف الي مراتع الصبا واختلاف العادات والتقاليد وهجمة الثلوج واشكال الناس .. وتنوعهم ارهق قدراتنا التحملية ولتكن هذه الليلة مراجعة للذات دون خوف لان الفودكا ستنسيني ولو الي حين وقع الصدمات المتتالية و تابع كلامه اخي اسمح لي ان اقول لك ان الشرب ظرف طاري بالنسبة لي ولكل ظرف متتطلباته ،كان التحسر واضحا في صوته وتاكدت انه لا مجال لثنيه عن قراره . مما جعلني ارضخ لطلبه ، وحسبي ان اقول لكم يا صحابي انني اصغيت لصوت عاطفتي القروية ولم اقف عند هذا الحد بل اعددت له عشاء السكاري كما جهزت له الكؤؤس وقليل من الجبنة والزيتون والزبدة ومكعبات من الخبزالمستطيل البر الاسود اللذيذ ، لياخذ راحته تماما . ثمة شئ شيطاني قد مس عزيمتي في الصميم . لانني ما زلت اسمعه وهو يقول ان لايحبذ ان يركن عقله ولكن اليوم بالذات له ظرف طارئ يريد ان يشرب نخبه ويطلق الكاس للابد وفجاة انتابتني مشاعر مختلفة ودار في خيالي ان صوت هذا الذي معي هو صوت حسن ودون شعور ضربته في وجهه بقبضة يدي وطار القناع ودخلت في ذهول واستدركت اقول حسن ما الذي اتي بك الي هنا وما الذي جعلك تتنكر بقناع في وجهك وهي هذه اللحظة بدا يبكي ويقول . هل تعرف يا صديقى ان ميدوب ضربني بخاتمه ورد لي عقلي الذي جن وبعد يومين فقط جمعت ما تبقي من المال الذي اخفيته وسافرت الي هنا وحمد الله انك وصلت ايضا وهاذا كما ترين حسن الذي تعرفين اه كم كانت المكاشفة جميلة ومريحة تعانقنا وضحكنا .. دققت في وجهه ووجدت شيئا ما كانه قناع ووجدت خيطا متدليا من الخلف . تتبعت الخيط ومسكته وشددت بقوة . واذ بالقناع يتدلي ارضا عن وجهه لجدما كان دهشتي . انه حسن . حسن جمعة . الرفيق العفريت ضحكنا كثيرا . وفي هذه اللحظة دخل علينا اربعة من اصدقائي هم مازن الجعلي وجوزيف وهو من عرب البطاحين ولقد اسماه والده هذا الاسم الغريب لانه ولد في ليفربول يوم كان والده في مامورية هناك وارباب الشايقي ورسلان شاب يدرس معنا من طشقند وما ان دخل هؤلاء الا ان دعاهم حسن جمعة للشرب وليس هذا فحسب بل خرج الي اعلا النافذة ووضع نصف جسمه في الهواء وكاد ان يطير من الطابق الثامن عندما رفضوا مشاركته الشراب وهو يقول اما ان تشربو او ان اموت وامتثل الجميع للامروتناولو كاسا وهنا اطمئن الشقي ونزل سريعا وبدا يضحك ويقول ما دمتم جئتم هنا فانتم تمثلون السودان كله علينا ان نضع تصوراتنا لمستقبل بلدنا المضطرب ,قال رسلان ما ان تدخل السياسة بالباب حتي يخرج الصدق من الشباك واردف يا لحبكم للسياسة ايها السودانيون نحن هنا لا نحب السياسة والذي يناقش السياسة واحد من اثنين اما دارس لها ,اما شخص يريد المناصب ويرتقي الدرجات ويريد ان يكون حاكما او رئيسا . جلسنا جميعا والشي الطيب ان المعتوه قد نسي امري واصبح يصب لهم ما امكن ذلك وسررت جدا انني استطيع بعقل صافي ان ادير هذة الجلسة وادون ما فيها من مفاجات . بعد ربع ساعة كان الجميع في نشوة الصهباء غارق وبدا حسن الكلام واخرج ورقة من جيبه وقال الجماعة قد قتلو ابن عمه لسبب غير معلوم واظنه مرتبط بامر تجارة العملة وان الرجل المقتول كان وحيد ابويه وانشد يقول ، انه لم يحزن في حياته لمقتل شخص او وفاته كما تحسر علي رحيل ابن عمه عبد السميع حاج علي ، لقد كان عبد السميع رجلا عبقريا وكان يمتلك مواهب كثيرة كان فنانا وموسيقيا وشاعرا ورساما ونحاتا ، وفوق ذلك كله كان اكاديميا ناجحا‘ وكيف لا وهو الشخص الوحيد الذي اكمل مراحل الابتدائية والمتوسط والثانوي في ست سنوات فقط ، اعتقد انه لم يكن مهتما بالمال وشئون التجارة وان كان يريد ذلك لكان اليوم واحدا من اغنى النوبيين لقد كان والده هو المتعهد الوحيد لاكثر من خمس وعشرون داخلية طلابية وكان يملك 9 لواري وثلاثة وعشرون مركبا ، ومزرعة تضم بضعة الاف من المواشى ، لم يكمل كلامه وبدا يبكي ثم وقف فجاة واخرج ورقة . وبدا يقرا بصوت عذب ونبرات واضحة هذه الكلمات والتي ربما يكون قد كتبها أيام مقتل عبد السميع ، ....... ابكى يا شجر الهضاب ، اشرئبى للسماء واذرفي عبر السحاب ، اسكبي الدمع سخيا بين اطلال الخراب . فزمان الامن ولي وزمان الغاب اب . ورياض الانس دالت واتي دغل الذئاب . ارى كل السهل دمعا واروي احراش الهضاب . اعمرى رمل البراري واسقي اشجار الشهاب . وارسمى بالصمغ دربا يرتجى منه الاياب . ضمدى بالغصن جرحا غار من حرب الحراب . وامسحى بالغصن دما سال من جرح الشباب . وسكت قليلا وقال . تخيلو هل كان بالإمكان تفادي هذه الكارثة ؟ وهل يقبل بشري واحد مهما كان انتمائه لفلان . اوغضبه من علان ان يرتكب مثل هذه الجريمة ؟ وهل ان لنا ان نحكي عن هذه السابقة الخطيرة ماذا سيقول التاريخ عنا ... الإسلام يا سادتي دين البشرية دين القيم والأخلاق ... دين التكامل التعاملي في ارقي صوره دين العدالة الاجتماعية .. دين التاخي والأمانة .. ولكن يا سادتي عندما تخرج اعمالنا عن طورها وتنحرف عدالتنا عن أسس الدين والصلاح . سيحكى غيرنا عنا بصورة سالبة ... سيروى عابث في اخر الدنيا اننا نروى للعالم ثقافة . القتل في أمور بسيطة .. لكن الإسلام حدد لنا القواعد الصارمة لتحقيق العدالة من أراد ان يفسد ويسرق فليكن بعيدا عن استخدام الدين غطاء حتيلايضحك العالم علينا كيف كنا وكيف صرنا وفي رحاب الجوع والداء واسراب الذباب كيف سادوا وتمادوا باسم ايات الكتاب كيف صار الدين مخلب كيف صار للدين ناب كيف صار الظلم فينا سيد البيت المهاب قد دنا يوم الحساب ... يوم تدفن يا عرابي وانت حي بالتراب انتهي كلام المخبول حسن ... انصت الجميع وبتركيز شديد علي هذا الشعر العالي , خاصة ان مقتل هذا الشاب النوبي قد أصاب الملايين بحزن عارم ... وكانت طريقة قتله دون محاكمة وذلك لانهم وجدو في خزينة والده الفين دولار امريكي والف جنيه إسترليني وثلاثة آلاف درهم امارتي والمصيبة ان هذه الأموال كانت تخص ورثه والده ,, حيث ان الوصية تقول ,لايحق لاحد فتح هذه الخزنه الا بحضور الورثة وعندما مات والده فجاه اصر الورثة بالتعجيل بقسمتها تلبيه لنصيحة والدهم وكان عبد السميع مسافرا الي أمريكا لاستلام شهادة الدكتوراة من جامعة كليفورنيا وكانت رسالته ,, كيف شيد النوبيون العظماء الاهرامات النوبية . واثر واثر تلك القمم الشواهق فيما بعد في نهضة مصر الفرعونية , لكن ربما كان القدر يناديه او أحدا قد وشي به ، انه تاجر دولارات خطير .. المهم ان مجموعة العساكر ، ذهبو الي بيته واقتادو عبد السميع اللذي كان موجودا بالصدفة في غرفة الخزنةوسالوه عدة أسئلة وكسروالخزنه وحملوا كل مافيها. لم يعرف احد اين ذهبو به ,, وبحث الكثير الناس عنه في كل مكان الا انهم لم يجدوا اثرا له ,,,, وفي المساء سلم جثمانه الي ذويه وجاء في تقرير الطب الشرعي انه مات بضربة شمس ... واضيف في التقرير اما اثار الحبل على الرقبة ... قيل انه وقع في زربيه البهائم ولسوء الحظ خافت الأغنام واثناء هروبها التف الحبل اللذي كان مربوطا به احدالغنمايات حول عنقه ماجعله يختنق ويموت فورا ... تلك كانت الرواية الأكثر تداولا بين الناس .... كان الجميع قد نسي الموضوع او تناسوا سرده الطويل وظلوا يشربون وحسن ... سارح في شرحه لسبب كتابته لهذه القصيدة لكنهم انتبهوا عندما انتهي حسن من كلامه وتلطيفا للجوا وكفارة للاهمال قام احدهم ... الله ما هذا يا حسن ، قال صلاح الجعلي ان الله يضع سره في اضعف خلقه ، من اين اتاك شيطان الشعر وقام من مكانه ونظر الي الدون وقال مازال النهر يجري في مساره القديم وان الدنيا لم تنقلب بعد ،، ودخل رسلان الخط وقال انك شاعر عبقري ذدني من شعرك اوصف لي بلدك يا حسن اوه نوبا وياله من مكان النيل والتاريخ ، ماذا عن الحياة هناك وهل هي منطقة غنية ، ام منطقة فقيرة ، هل تاكلون اللحوم ؟
|
#14
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
وحي صدفة احتواها مجداف الامواج[/QUOTE]
p واختفت رغواتها ، يا ربيعة تعرش جبين الشمس ، وفي الافاق القابعة في ملكوت الصمت اشعة تتبدد وتعيد التكوين امرحي مع الاجرام في الفضاءات الطليقة هنالك مع الأشياء المبهمة والتي لاتدركها الابصار ، ولا تحتويها العقول حيث تستوي اسفار التكوين وملامح النشاة الاولي لكل شى مجهول هنالك فقط تنتصب خيام الحب وتربط القلوب بحبال متينة ولاشي غير الخيال وزخم الابداع يلامس الكمال ، والشعر وحده قادر لوصف الحالة المجازية اذن لنغنى معا ...... عزيزتى ، والكمان الناطق ، باجمل الالحان ، هيا ، لم يبق في الاناء ماترويني من همسات غني معي ، لعرس نهرينا همسة همسة لاوقبلة قبلة وكاسا كاسا وانفاسا يعلوها اليأس دعنا نبني تمثال المجد للنيل في الاعالي ،بمدد من قدسية نهر اخر وخالد الاسم الدون العظيم ذاكرة روسيا القوقازية . ... .. إذن فلنذب الشموع ،، تساقطت سنوات عمري في خيالي او قل مرت كالاشجار امامي ناظري شخص يطل علي الدنيا من نافذة قطار يسير سريعا .تواترت الاحداث وتداخلت سنين العمر وتجولت علي ضفاف النيل ورايت عمي يرمي سنارته ويصطاد سمكة كبيرة ، ورايت النسوة يجلبن العلف لبهائمهن وفتاتين صغيرتين تتمايلن في مشيتهين وتضحكان بصوت عال وتطمئن ان الدنيا علي الف بخير وعدت الي الدون ورايت غزالتين جميلتين ،اوفتاتين شقراويتين تهمسان وتشربان شيئا من البيرة وتضحكان نخب السعادة . وترقصان علي انغام موسيقى وصوت الا بوغاتشوفا المطربة السوفيتية العالمية في اغنيتها الشهيرة مليون مليون . ................... في وقت مضي كان هناك رسام ، كان يملك بيتا صغيرا وقماش لكنه اغرم بممثلة يومها قرر بيع بيته وبالمال الذي وجده اشتري بيتا كاملا من الورود مليون مليون زهرة قرمزية تلوح عبر النافذة المغرمون المغرمون الذين يحبون بصدق قد يغلبون حياتهم الي ورود من اجلك في الصباح كنت تقفين عند النافذة وربما تكون قد فقدت صوابك كان استمرارا لحلم ما الفناء يمتلى بالورود وقد تمالكت روحك من الثرى الذى يشاغلنى الان ... ..... الفناء ممتلي بالورود المساء حمله القطار بعيدا واصل الرسام حياته الله الله جمهور من الجن يسمع معي الحين اه لعفرتك يا خيالات شقي نيلي كم يكابد عقلك اتعاب الهوى الغلاب لا لا لم يكن قطارا ,, انما سيارة بائسة تلك التي حملتك بعيدا عن العين في لحظة بائسة , عشت لحظات كئيبة وانا أحاول ان اتناسي صوت ضحتك والوجنات التي تجعل من وجهك وديعا ولامعا كل شي فيك مختلف ,, طيبتك الملائكية ,, وتواضعك الجم وحبك للناس واحترامك العظيم لكل انسان انت يا سيدتى خلاصة الخلاصة لكل جماليات مجتمعنا الاستثنائية عدت الي واقعى وتناسيت ولوقليلا تلك الملامح التي انطبعت اما ناظرى من ملامح وضحكات ربيعة الكاهلية .. وسرعان ما عادت ذاكرتي الي يومي الاول في موسكو حين حطت بي قافلة الزمن للدراسة مع زميل لي اعرفه منذ سنوات الصبا وتذكرت اول ملاحظة ابداها لي صديقي , وكان قد قال انظر يا اخي الناس هنا يتسمون بالواقعية وحب الحياة مجردة من اي تشويش قلت له لماذا ؟ لماذا تقولين هكذا ؟ أي شي الهمك لقول هكذا عبارات ، قال لي انظر والتفت الي حيث ينظر هو واردف يقول انظر انهم لا يضيعون الزمن جزافا انظر كيف يطالعون صفحات الكتب والمجلات وكيف يلعبون علي اجهزة الحاسوب وثمة اناس يستغل الزمن بطريقة خاصة واشار بطرف عينه الي شاب وشابة كان يحضان بعضهما بجنون عشقي ويتبادلان القبلان ،ولا هم لهما بما يجري بدمار في العراق ولا زلزال في ايران ولا اعصار في امريكا ولا ارهاب في الشيشان ولسان حالهم يقول فلتشتد اوزار الحروب في كل مكان وليفيض الدون ويغرق الحقول ،فلترمي القنابل الذكية والعادية في كل مكان ،فلياتي الطاعون من جديد ويبيد ملايين البشر اوحتي طوفان نوح ويمسح الأرض المهم ان لا تقترب المصاعب بالقرب منهم حتي لا يقطع الخوف هذا اللحظات الساحرة في ضمير العشق ،والملفت لي في تلك اللحظة ان المجتمع الشرقي برمته يعير اهتماما راسخا بخصوصية الافراد كل امري له همومه وكل امري له شان يغنيه اما انا فقد استفذتني هذه الحالة التيبدات في ناظري شاذة وغريبة ولولا بعض المعلومات التي انتقيتها من اداب تولستوي ودستيوفسكي وغوركي ومعرفتي بالفارق المذهل بين مجتمعنا ومجتمعاتهم لعزمت امري وفضضت هذا العبث بلساني او حتي بيدي اذا اقتضي الامر ولكني تريثت وملكت من القوة ما جعلتني انتظر اول محطة للمترو وقلت لصاحبي هيا انزل بطريقة لا تقبل الجدل وذهبنا بعيدا عن هذا المكان ، تذكرت هذا وقلت لنفسي يا لغرابة هذه الحياة المبتورة وقلت ان سعيي يومئذ لا صلاح ما افسده الدهر كان كمن يرقد في اتجاة جريان النهر باسطا يديه ليغير مجراه وضحكت باعلي صوتي دون شعور مني وتواصلت ضحكتي لدقائق كثيرة وبدات امشي في الغرفة بصورة اليه وابحث عن مناديل ورقية او منشفة نظيفة امسح بها دموعي وانا في تلك الحالة عدت الي النافذة ثانية عدت الي منظر الدون الخلاب والثلج يتساقط غاسلا بعضا من همومي والذاكرة في ترف ترمي ما علق بها من غبار ويدغدعالصمت مشاعري المضطربة اصلا بلواعج من حنين جارف تنقلك عبر السحب الي متاهات ومهاوي بلا غرار اه بوشكين العظيم احقا ان سحر شعرك وجد لها ارضا خصبة كانت سمادا لنتاج عبقريتك القادرة لتحريك كوامن الأشياء وصوامت الانفعالات وعناصر الابداع وملكات الالهام جاهزة في تلك العيون وتذكرت ناتاشا معلمة اللغة الروسية وناتشا اميرة النيل وناتاشا ربه الاوتار الجليدية نظرة واحدة منك لهن تلك الطينة المقدسة بتلاقح الاجنة والموسومة بوشم السحر الاتي من تمرتين سقيتا بماء السحر والشعوذة .. مثل تلك اللحظات يمكنها ان تجعل باك الفيتنامي يتكلم شعرا عربيا ورايت النيل يفيض كعادته ولكن فورته هذه المرة اكثر شراسة ورايته يضرب بمياهه الهادرة ضفته الشرقية ويقتلع نخلة جدي ذو التسع فروع ودموع الوداع تنزل مدرارا علي خديي ثانية وظلال تلك النخلة الرمز تغطي عميقا ساحة خيالي ومازال كرات الثلج تهطل بغزارةكانها اتت لتذيب همومي رويدا رويدا وفي هذه اللحظة بالذات انما دخل الي غرفتي شخص غريب لا ادري من اين اتي ولكني وجدته واقفا امامي كشيطان شق به السقف قلت له بسم الله الرحمن الرحيم ،ورد علي عليكم السلام ورحمة الله تعالي وبركاته ، ارتحت قليلا وهدا روعي بعض الشي و علي ان اقول انني لم اشك لحظة واحدة في ادميته رغم ان ملامحه ليست كذلك ،ويمكنني ان اصفه بانه كان اسمر اللون ،مربوع القامة ،بشعر قرقدي لم يري المشط منذ شهور ،وكان يلبس بدلة رمادية بربطة عنق انيقة , يبدوا لناظره انه يجيد انتقاء الالوان بصورة خبيرة . لم يمض وقت طويل قبل ان نتعارف، مد لي يده ما امكن وقال لي اسمي فانوس وقلت له تلطيفا للجو جمعة مباركة . تفضل جلوسا ...لكنه واصل كلامه ، دون ان يبدي اية ردة فعل علي مداعبتي له ، طالب سوداني يدرس في معهد بوشكين اردف قائلاوجال بخاطري سر عدم ترتيبه لشعره رغم مظاهر الاناقة الواضحة في ملبسه ربما اقتداء ببوشكين قلت في سري . وتراءي لي صورة بوشكين شاعر روسيا الاعظم علي مر العصور وجذوره الاثيوبية وشعره الكثيف الاجعد . والذي ميز صورته كرجل غريب الجذور ولكنهزين تاريخ روسيا الملي بالعظماء بمدد من خيال شعري لا ينضب . تناولت تمرتين من القدح المسحور وهاهو طيف ناتاشا .ياتينى هروبا ولو للحظة من الاستماع له ام صدفة لا ادرى المهم ان هذا الشيطان القابع في صدرى .... لامفر منه .. كان المخبول يواصل كلامه ,,وهاهو يقول لقد جئت الي مدينتكم قبل ايام وانا اسكن مع شخص افريقى غريب الاطوار اسمه جورج يفعل طقوس عجيبة بعد منتصف الليل وتذكرت افريقيا قارة البؤس والدجل والشعوذة وبدات مخاوفى تزداد كل ما استرسل هذا الوافد العجيب في الكلام . وقال لي مواصلا كلامه أيضاان الافريقى شخص بخيل جدا وانه يودع كباية الماء بطقوس قريبة قبل ان يناولها لك ولكني مازلتمذهولا لماذا جاءهذا الشخص الي هنا بالذات ان الكثيرين غيرى من بني جلدتي يسكنون هنا في راستوف اون دون . كانت أولى ملاحظاتي في هذا الشاب ان وجهه لايخلو من البشاشة والمرح ،ثمة اشياء واضحة في وجهةه تقول ذلك ، كان فمه واسعا وعينيه صغيرتين واذنيه في وضع تنافري اشبه بجناحي طائرة لحظة الانطلاق ، ويبدو ان بعض اسنانه الامامية قد تقاصرت علي كثرة احتكاكها مع بعضها اثناء الضحك، انني قلت في نفسي ان في وجهه فوضي واضحة ، استاذني بالجلوس وارتحت قليلا ولكن طريقة دخوله الي الغرفة بتلك الطريقة دون استئذان ما زالت تربكني ، لدرجة انني في غمرة المفاجات نسيت ان اقدم له ابسط اوليات المجاملة السودانية بدعوته الي الجلوس وشرب فنجانا من الشاي . قلت لكم ان طريقة دخولى الي غرفتي قد قطعت حبل تفكيرى وسيطر علي مشاعري بقوة ولا اخفي عليكم انني في فورة هذه اللحظات التعارفية القلقة كنت مشدودا بقوي خفية للتعرف عليه اكثر . ان نفس الانسان ميالة للفضول قلت في نفسي ووجدت نفسي تقول ولو لم يكن كذلك لما اخرج ادم من الجنة . فالخطيئة الاولي في تاريخ البشر كان بواقع الفضول . الشيطان يواصل كلامه ,, بكل بجاحة وانا اتابع كلامه كانني طالب مجبور للاستماع الي محاضرته ولكننى .. تمالكت نفسي او قل ادعيت التماسك ووضعت البراد في النار ونظرت اليه ونظر الي وقال ان البخل شئ معيب واردف اقصد ذلك الافريقي وظننت لبرهة ان رفيقي ربما يكون جائعا ودعوته للاكل وقال لي بلهجة قاطعة لا لا لم اقصد ولكني ذكرته كشي مذهل اثار حفيظتى,قمت من مكاني لا اعرف ما لو ان الماء قد فار وعدت ثانية وتهيات للجلوس وهنا حصل شي غريب لم اكن اتوقعه وهو ان زائري انحني بجسمه . حتي لامس وجهه سجاد الغرفة وبدا ينظر بعناية وتوجس الي اسفل السرير الذى كنت ارقد فيه ، وقال اسمع اصواتا هنا ,ثمة اناس هنا وبدا يهرول في اركان الغرفة وذهب الي الشباك ونظر الي الدون الذي مازال هادئا وعاد الي الغرفة وبدا غلقا ومتجهما وتوجة نحو الدولاب وفتحه ونظر با معان الي محتوياته وبدا يضحك بصورة هستيرية اثارت مخاوفى ولجد ما اذهلنى هذاالتصرف الغريب وبدت لي الغرفة كانها مليئة بالعفاريت ، فكرت للحظات ان اهرب من الغرفة قبل ان اجن ولكني تريثت واستعنت بههم العزيمة القروية وعدت الي ثباتي بدافع من الفضول العارم لمعرفة المزيد وقلت له ماذا يجري اثبت والا ساريك من انا اطرد شياطينك ايها الافعي . ماذا بك لماذا قلبت الغرفة راسا علي عقب ،رد علي وعيناه مفتوحتين في وضع تنافري ،اين هؤلاء الناس الذين كانوا يغنون ويطربون اغان الحياة الرائعة علي ضفاف النيل واين اله الطمبور الذي نقل لنا شدو السواقى . والشادوف اين الراقصات الجميلات من بنات النوبة الرائعات ولماذا صمتت عديلة رائعة الفن النوبي وبدا صوته يعلو بصور هستيرية . اين هم الذين كنت تقص عليهم قبل لحظات حكاوي القرية ونكات سيد تلول وبدا يضحك ثانية متسائلا هل هم من شياطين الانس ام من عفاريت الجن . واين اختفوا باجسادهم وارواحهم تتجول هنا ,ام هم ملائكة باجنحةتطيروهربوا من خلال النافذة وقال وهو ينظر من خلال النافذة مخاطبا الدون ،اه ايها الدون الهادي صديق النيل لاتجعلني اخاف ,الحقني بمدد من عندك ,بمدد من هدوءك ،بقوة من تاريخ روسيا تاتينا نافذة جدار الازمان . بمدد من تقاليد روسيا القوية والعريقة وبنفس من عزيمة القوقاز الاقوياء احفاد المسلمين الاوائل واحمل لي سكينة من روحانيات سمرقند وماذن طشقند اليك اتوسل يا الهي اعطني الصبر وثبتنى علي اليقين . ويمكنني ان اقول لو ان السقف قد انشق ورايت السماء عارية من نجومها وقمرها لما استغربت من تداعيات هذه اللحظات الاستثنائية من عمري ولكن المعتوه وخلافا للتوقعات وتماشيا مع حركاته وتصرفاته التي لايتوقعها مخلوق عاد الي هدوء عجيب وجلس كمن نسي كل شي . وسالني اين الشاى ،كانت الغلاية قد قاربت ماءها الي النفاد, ولكني جهزت له الشاي بما تبقي من ماء وجلسنا جلوس الند للند كل يجلس الي الاخر خوفا من المفاجات ، حمل الكاس وافرغ جقمة كبيرة من الشاي الساخن في فمة الكبير وقال ان الشاي لذيذ جدا ويذكري بقهوة كحيل قلت له ماذا قلت ،، اعطيته تمرتين من القدح المسحور . نظر اليه مليا وقال ،، لا لا الا هذا يا عزيزي ، فالسيبيرية تامرنى بان لا اكل تمرا عندك . قلت له من هي هذه السيبيرية ، زما دخلها بك . قال ستعرف مع الايام ، كل شي ، فكرت في كلامه ، وجاءني خاطر بان هذا الشخص اللذي امامي ، هو خطيب وهيبة وابن عمى حسن استعذت من الشيطان وقلت في نفسي لا لا ، يا عبد المعين لاترهق نفسك بامور الناس دع الايام تخبرني بما هو خاف عني .لكن ذكره لبعض المعالم اربكني لان قهوة كحيل ,قهوة في منطقتنا وراودني سؤال بديهي من اين لهذا المعتوه ان يعرف معالم قريتي ولكني ادرجت هذا السؤال في سلم المفاجات العجيبة ,كان صاحبي يمص الشاي مصا وكلما افرغ جقمة في فمة كان يفتح فمه الكبير ويحرك فكيه بحيث تضرب اسنانه مع بعض محدثا اصوات مزعجة وقال هل تعرف الموسيقي النوبية ، هل سمعت بملحمة وردي موز وهل سمعت بحكايات ايسب وحيلة وهل سمعت باغنية شامة ,اه لروعة الارض النوبية وقراها ومدنها وجزرها وجبالها واه لك ايها النيل الاتي عبرالقرون وانت تعطر بوادينا وودياننا وانشد بصوت رخيم هذا البيت من الشعر . عطر البوادي والمدائن والحضر ميسون عزتنا وماضينا النضر ولجد ما اذهلنى ترديد لهذ البيت من الشعر الذي احبه جدا من قصيدة طويلة في امجاد النيل وساكنيه ان الشيطان يقرا افكارى قلت في نفسى .. ذادت مخاوفي بصورة مدوية وكان فضولي عارما ورغبتي جامحة لمعرفة المزيد عن هذا الزائر العجيب وبدات اشك ان كنت انا في حلم ام واقع ولكن المعتوة لم يمهلني وقطع حبل افكاري العميق . شرب المعتوة الشاي حتى نهايته ووضع الكباية علي الارض او رماها حتي تناثرت شظاياها في كل الغرفة لم تكن الرغبة في جمع ما تناثر من حطاملاني كنت متابعا لمفاجاته التي لاتنتهى . قلت لكم يا صحابي ان المعتوة قد شرب الشاي كله واستعدل في جلسته وقدم لي واجب الشكرونعتني بصفات الكرم والاصالةوالشهامةوالنبل وقائمة اخري من الصفات الجميلة حتي ظننت انني الحاتم الطائي . وقلت له حسن كفي ونظر الي نظرة مبهمة فيها الف سؤال وسؤال وخرج سريعا بعد ان استاذنني لخمس دقائق . كنت خائفا .. طلبت المدد واكلت تمرتين من القدر المسحور .. شعرت بالراحة وزال الكابوس الذي جثم علي صدري واحال حياتي الي فزع رهيبولو الي حين ووجدتها فرصة لتقييم الموقف بصورة صحيحة دار بخلدي شريط من هذه الاحداث المتلاحقة وشعرت بصداع رهيب كاد ان يفقدني عقلي ، لا ادري كم استغرقت خلوتي ولكني وجدت المعتوة واقفا امامي حاملا كيس اسوداا كبيرا ، قلت له عدت بسرعة يا ابو الحسن ورد علي وهو يضحك تلك الضحكة الغامضة والمخيفة احيانا ,انا ابو المواعيد ان اردت بعض الحقيقة وان بحثت عن الحقيقة كلها ستجدها في فنجان قهوتي الصباحية ، وواصل كلامه انه يمكنه ان يضيف بلا فخر انه السوداني الوحيد في هذا العالم الذي يقول ويفي بمواعيده بالدقيقة والثانية . وبدا يقول نعم نعم الثانية جزء من الزمن الحسي وما حياتنا الدنيوية الا مجموعة تلك الثواني وقلت له وانا اضحك لاول مرة . دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني . وقال فرسان وهو يضحك ويكاد يطير فرحا ,ياله بيت من شعر رفيع . وربما كان شوقي دقيقا في مواعيدة ان جدته ذات الدماء الشركسية ربما اورثته بعضا من تقاليد القارة العجوز . المهم ان فانوس بدا يخفض صوته وواصل كلامة وامسكني من يدي اليمني وقال المهم انني لا اريد ان استفذ مشاعرك لسوداني وطني ونوبي الهوى وقلت له مقاطعا لا يا اخي كلنا في الهم شرق واردف فانوس يقول ان له رايا اخر تماما في تقييم هذه الصفة اذ انه يعتبره وليدة الطيبة والتسامح المعروفتين عند السودانيين تلك وجهة نظر صحيحة قاطعته ... ابتسم فرسان وواصل حديثه الشيق الذي بدا رويدا رويد يداعب عقلي المحب للافكارالنيرة ,المهم انه قال فيما قال ان السودانيين دائما ما يفرطون في التعامل مع الاخرين ،حتي مع اقرب الاقربين اليهم وان الانسان السوداني دائما يعامل الضيف كتعامل اشبة بتعامل الطبيب مع مريضه وقال انه يمكنه جازما ان يضيف ان السودان هو المكان الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع ان يعيش فيه اي انسان دون ان يكون له سابق معرفة باحد وهو لايحمل في جيبه جنية واحد وفي الارياف مثلا يمكن لاي ضيف ان يذهب الي المسيد . وما ان يعرف اهل القرية ان ضيفا قد حل بديارهم حتي يتسابقوا اليه وهم يحملون اطيب مالديهم من طعام والتي غالبا ما تكون من لحوم الماعز المصنوع بالطريقة النوبية القطر قام بحيث توضع اللحمة مع البصل والطمام والبهارات في ان واحد ويقفل الحلة بعناية في نار الحطب والذي يجلبونه دائما من نخيلهم وبعض الجبنه المصنوعة يدويا دون ان تنزع الدسم من الحليب والي يسمي لبنا وياتون بالشاي وباجود انواع التمر النوبي من القنديلة وبنت المودة والجاووالبركاوي .. واردف يقول وفي المدينة مثلا ما عليك الا ان تطرق اي باب وتطلب الطعام واضاف يقول بعد ان سكت لبرهة وتحسس الكيس الذي يحمله . ، ربما هذا من اسباب تخلفنا عن ركب الشعوب وقطار المدنية ،ثم انحني ووضع الكيس برفق واخرج منها قارورة مكتوبه عليها (( فودكا بالروسية )) برغم علمي ان الفودكا جزء من حياة روسيا ,الا ان اتيان المعتوه بها علي هذا النحو قد اصاب كبريائي في الصميم ، لانني كنت صامدا طوال هذه السنة وبعيدا حتي عن زملائي الذين انغمسو في الحياة الشرقية منذ الوهلة الاولي . قلت له اسمع يا فانوس تاكد انني لن اسمح لك بتمثيل هذه المهزلة هنا اذهب الي الحانات والبارات واختر من ندمائه ما شئت ولتكن اذنيك الكبريتين قد سمعت كلماتي المشحونة بالرفض .. وتابعت كلامي لا اريد ان اعكر لك لحظات ضيافتي لك ولكني مصر علي ما اقول سكت لبرهة وقرات مسحة حزنة علي وجهة ، سرعان ما تدارك صمته وقال انا لست من عفاريت الحانات ولا مرتادي البارات انا بسيط .. حتي الدكاي لم اقربه في شبابي وكنت رجلا مسالما بسيطا واعيش علي حالي . ولكن مشاكل الحياة الاغترابية من فلس وشوق وحنين جارف الي مراتع الصبا واختلاف العادات والتقاليد وهجمة الثلوج واشكال الناس .. وتنوعهم ارهق قدراتنا التحملية ولتكن هذه الليلة مراجعة للذات دون خوف لان الفودكا ستنسيني ولو الي حين وقع الصدمات المتتالية و تابع كلامه اخي اسمح لي ان اقول لك ان الشرب ظرف طاري بالنسبة لي ولكل ظرف متتطلباته ،كان التحسر واضحا في صوته وتاكدت انه لا مجال لثنيه عن قراره . مما جعلني ارضخ لطلبه ، وحسبي ان اقول لكم يا صحابي انني اصغيت لصوت عاطفتي القروية ولم اقف عند هذا الحد بل اعددت له عشاء السكاري كما جهزت له الكؤؤس وقليل من الجبنة والزيتون والزبدة ومكعبات من الخبزالمستطيل البر الاسود اللذيذ ، لياخذ راحته تماما . ثمة شئ شيطاني قد مس عزيمتي في الصميم . لانني ما زلت اسمعه وهو يقول ان لايحبذ ان يركن عقله ولكن اليوم بالذات له ظرف طارئ يريد ان يشرب نخبه ويطلق الكاس للابد وفجاة انتابتني مشاعر مختلفة ودار في خيالي ان صوت هذا الذي معي هو صوت حسن ودون شعور ضربته في وجهه بقبضة يدي وطار القناع ودخلت في ذهول واستدركت اقول حسن ما الذي اتي بك الي هنا وما الذي جعلك تتنكر بقناع في وجهك وهي هذه اللحظة بدا يبكي ويقول . هل تعرف يا صديقى ان ميدوب ضربني بخاتمه ورد لي عقلي الذي جن وبعد يومين فقط جمعت ما تبقي من المال الذي اخفيته وسافرت الي هنا وحمد الله انك وصلت ايضا وهاذا كما ترين حسن الذي تعرفين اه كم كانت المكاشفة جميلة ومريحة تعانقنا وضحكنا .. دققت في وجهه ووجدت شيئا ما كانه قناع ووجدت خيطا متدليا من الخلف . تتبعت الخيط ومسكته وشددت بقوة . واذ بالقناع يتدلي ارضا عن وجهه لجدما كان دهشتي . انه حسن . حسن جمعة . الرفيق العفريت ضحكنا كثيرا . وفي هذه اللحظة دخل علينا اربعة من اصدقائي هم مازن الجعلي وجوزيف وهو من عرب البطاحين ولقد اسماه والده هذا الاسم الغريب لانه ولد في ليفربول يوم كان والده في مامورية هناك وارباب الشايقي ورسلان شاب يدرس معنا من طشقند وما ان دخل هؤلاء الا ان دعاهم حسن جمعة للشرب وليس هذا فحسب بل خرج الي اعلا النافذة ووضع نصف جسمه في الهواء وكاد ان يطير من الطابق الثامن عندما رفضوا مشاركته الشراب وهو يقول اما ان تشربو او ان اموت وامتثل الجميع للامروتناولو كاسا وهنا اطمئن الشقي ونزل سريعا وبدا يضحك ويقول ما دمتم جئتم هنا فانتم تمثلون السودان كله علينا ان نضع تصوراتنا لمستقبل بلدنا المضطرب ,قال رسلان ما ان تدخل السياسة بالباب حتي يخرج الصدق من الشباك واردف يا لحبكم للسياسة ايها السودانيون نحن هنا لا نحب السياسة والذي يناقش السياسة واحد من اثنين اما دارس لها ,اما شخص يريد المناصب ويرتقي الدرجات ويريد ان يكون حاكما او رئيسا . جلسنا جميعا والشي الطيب ان المعتوه قد نسي امري واصبح يصب لهم ما امكن ذلك وسررت جدا انني استطيع بعقل صافي ان ادير هذة الجلسة وادون ما فيها من مفاجات . بعد ربع ساعة كان الجميع في نشوة الصهباء غارق وبدا حسن الكلام واخرج ورقة من جيبه وقال الجماعة قد قتلو ابن عمه لسبب غير معلوم واظنه مرتبط بامر تجارة العملة وان الرجل المقتول كان وحيد ابويه وانشد يقول ، انه لم يحزن في حياته لمقتل شخص او وفاته كما تحسر علي رحيل ابن عمه عبد السميع حاج علي ، لقد كان عبد السميع رجلا عبقريا وكان يمتلك مواهب كثيرة كان فنانا وموسيقيا وشاعرا ورساما ونحاتا ، وفوق ذلك كله كان اكاديميا ناجحا‘ وكيف لا وهو الشخص الوحيد الذي اكمل مراحل الابتدائية والمتوسط والثانوي في ست سنوات فقط ، اعتقد انه لم يكن مهتما بالمال وشئون التجارة وان كان يريد ذلك لكان اليوم واحدا من اغنى النوبيين لقد كان والده هو المتعهد الوحيد لاكثر من خمس وعشرون داخلية طلابية وكان يملك 9 لواري وثلاثة وعشرون مركبا ، ومزرعة تضم بضعة الاف من المواشى ، لم يكمل كلامه وبدا يبكي ثم وقف فجاة واخرج ورقة . وبدا يقرا بصوت عذب ونبرات واضحة هذه الكلمات والتي ربما يكون قد كتبها أيام مقتل عبد السميع ، ....... ابكى يا شجر الهضاب ، اشرئبى للسماء واذرفي عبر السحاب ، اسكبي الدمع سخيا بين اطلال الخراب . فزمان الامن ولي وزمان الغاب اب . ورياض الانس دالت واتي دغل الذئاب . ارى كل السهل دمعا واروي احراش الهضاب . اعمرى رمل البراري واسقي اشجار الشهاب . وارسمى بالصمغ دربا يرتجى منه الاياب . ضمدى بالغصن جرحا غار من حرب الحراب . وامسحى بالغصن دما سال من جرح الشباب . وسكت قليلا وقال . تخيلو هل كان بالإمكان تفادي هذه الكارثة ؟ وهل يقبل بشري واحد مهما كان انتمائه لفلان . اوغضبه من علان ان يرتكب مثل هذه الجريمة ؟ وهل ان لنا ان نحكي عن هذه السابقة الخطيرة ماذا سيقول التاريخ عنا ... الإسلام يا سادتي دين البشرية دين القيم والأخلاق ... دين التكامل التعاملي في ارقي صوره دين العدالة الاجتماعية .. دين التاخي والأمانة .. ولكن يا سادتي عندما تخرج اعمالنا عن طورها وتنحرف عدالتنا عن أسس الدين والصلاح . سيحكى غيرنا عنا بصورة سالبة ... سيروى عابث في اخر الدنيا اننا نروى للعالم ثقافة . القتل في أمور بسيطة .. لكن الإسلام حدد لنا القواعد الصارمة لتحقيق العدالة من أراد ان يفسد ويسرق فليكن بعيدا عن استخدام الدين غطاء حتيلايضحك العالم علينا كيف كنا وكيف صرنا وفي رحاب الجوع والداء واسراب الذباب كيف سادوا وتمادوا باسم ايات الكتاب كيف صار الدين مخلب كيف صار للدين ناب كيف صار الظلم فينا سيد البيت المهاب قد دنا يوم الحساب ... يوم تدفن يا عرابي وانت حي بالتراب انتهي كلام المخبول حسن ... انصت الجميع وبتركيز شديد علي هذا الشعر العالي , خاصة ان مقتل هذا الشاب النوبي قد أصاب الملايين بحزن عارم ... وكانت طريقة قتله دون محاكمة وذلك لانهم وجدو في خزينة والده الفين دولار امريكي والف جنيه إسترليني وثلاثة آلاف درهم امارتي والمصيبة ان هذه الأموال كانت تخص ورثه والده ,, حيث ان الوصية تقول ,لايحق لاحد فتح هذه الخزنه الا بحضور الورثة وعندما مات والده فجاه اصر الورثة بالتعجيل بقسمتها تلبيه لنصيحة والدهم وكان عبد السميع مسافرا الي أمريكا لاستلام شهادة الدكتوراة من جامعة كليفورنيا وكانت رسالته ,, كيف شيد النوبيون العظماء الاهرامات النوبية . واثر واثر تلك القمم الشواهق فيما بعد في نهضة مصر الفرعونية , لكن ربما كان القدر يناديه او أحدا قد وشي به ، انه تاجر دولارات خطير .. المهم ان مجموعة العساكر ، ذهبو الي بيته واقتادو عبد السميع اللذي كان موجودا بالصدفة في غرفة الخزنةوسالوه عدة أسئلة وكسروالخزنه وحملوا كل مافيها. لم يعرف احد اين ذهبو به ,, وبحث الكثير الناس عنه في كل مكان الا انهم لم يجدوا اثرا له ,,,, وفي المساء سلم جثمانه الي ذويه وجاء في تقرير الطب الشرعي انه مات بضربة شمس ... واضيف في التقرير اما اثار الحبل على الرقبة ... قيل انه وقع في زربيه البهائم ولسوء الحظ خافت الأغنام واثناء هروبها التف الحبل اللذي كان مربوطا به احدالغنمايات حول عنقه ماجعله يختنق ويموت فورا ... تلك كانت الرواية الأكثر تداولا بين الناس .... كان الجميع قد نسي الموضوع او تناسوا سرده الطويل وظلوا يشربون وحسن ... سارح في شرحه لسبب كتابته لهذه القصيدة لكنهم انتبهوا عندما انتهي حسن من كلامه وتلطيفا للجوا وكفارة للاهمال قام احدهم ... الله ما هذا يا حسن ، قال صلاح الجعلي ان الله يضع سره في اضعف خلقه ، من اين اتاك شيطان الشعر وقام من مكانه ونظر الي الدون وقال مازال النهر يجري في مساره القديم وان الدنيا لم تنقلب بعد ،، ودخل رسلان الخط وقال انك شاعر عبقري ذدني من شعرك اوصف لي بلدك يا حسن اوه نوبا وياله من مكان النيل والتاريخ ، ماذا عن الحياة هناك وهل هي منطقة غنية ، ام منطقة فقيرة ، هل تاكلون اللحوم ؟
|
#15
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
وحي صدفة احتواها مجداف الامواج[/quote]
مع تماذج الأصوات لاحياء الكون مع رقصة الشادوف وإلق الشطأن ربيعة اه ثم اه ... كم سجل قلبي من تسارع في الدقات .. وكم عبثت بي جنيات الصبابة لقد اتعبني النظر إليك وتباعدت فضاءات الرؤي واكتست مداراتها حلل فرح طاغي أي سحر يسكنك واي شدو طواه السكون وادمن خصلات شعرك الاسود عقلى إذن فلنذب الشموع ونحتفل نخب نهرينا النيل والدون الذى امامى وحي صدفة احتواها مجداف الامواج واختفت رغواتها ، يا ربيعة تعرش جبين الشمس ، وفي الافاق القابعة في ملكوت الصمت اشعة تتبدد وتعيد التكوين امرحي مع الاجرام في الفضاءات الطليقة هنالك مع الأشياء المبهمة والتي لاتدركها الابصار ، ولا تحتويها العقول حيث تستوي اسفار التكوين وملامح النشاة الاولي لكل شى مجهول هنالك فقط تنتصب خيام الحب وتربط القلوب بحبال متينة ولاشي غير الخيال وزخم الابداع يلامس الكمال ، والشعر وحده قادر لوصف الحالة المجازية اذن لنغنى معا ...... عزيزتى ، والكمان الناطق ، باجمل الالحان ، هيا ، لم يبق في الاناء ماترويني من همسات غني معي ، لعرس نهرينا همسة همسة لاوقبلة قبلة وكاسا كاسا وانفاسا يعلوها اليأس دعنا نبني تمثال المجد للنيل في الاعالي ،بمدد من قدسية نهر اخر وخالد الاسم الدون العظيم ذاكرة روسيا القوقازية . ... .. إذن فلنذب الشموع ،، تساقطت سنوات عمري في خيالي او قل مرت كالاشجار امامي ناظري شخص يطل علي الدنيا من نافذة قطار يسير سريعا .تواترت الاحداث وتداخلت سنين العمر وتجولت علي ضفاف النيل ورايت عمي يرمي سنارته ويصطاد سمكة كبيرة ، ورايت النسوة يجلبن العلف لبهائمهن وفتاتين صغيرتين تتمايلن في مشيتهين وتضحكان بصوت عال وتطمئن ان الدنيا علي الف بخير وعدت الي الدون ورايت غزالتين جميلتين ،اوفتاتين شقراويتين تهمسان وتشربان شيئا من البيرة وتضحكان نخب السعادة . وترقصان علي انغام موسيقى وصوت الا بوغاتشوفا المطربة السوفيتية العالمية في اغنيتها الشهيرة مليون مليون . ................... في وقت مضي كان هناك رسام ، كان يملك بيتا صغيرا وقماش لكنه اغرم بممثلة يومها قرر بيع بيته وبالمال الذي وجده اشتري بيتا كاملا من الورود مليون مليون زهرة قرمزية تلوح عبر النافذة المغرمون المغرمون الذين يحبون بصدق قد يغلبون حياتهم الي ورود من اجلك في الصباح كنت تقفين عند النافذة وربما تكون قد فقدت صوابك كان استمرارا لحلم ما الفناء يمتلى بالورود وقد تمالكت روحك من الثرى الذى يشاغلنى الان ... ..... الفناء ممتلي بالورود المساء حمله القطار بعيدا واصل الرسام حياته الله الله جمهور من الجن يسمع معي الحين اه لعفرتك يا خيالات شقي نيلي كم يكابد عقلك اتعاب الهوى الغلاب لا لا لم يكن قطارا ,, انما سيارة بائسة تلك التي حملتك بعيدا عن العين في لحظة بائسة , عشت لحظات كئيبة وانا أحاول ان اتناسي صوت ضحتك والوجنات التي تجعل من وجهك وديعا ولامعا كل شي فيك مختلف ,, طيبتك الملائكية ,, وتواضعك الجم وحبك للناس واحترامك العظيم لكل انسان انت يا سيدتى خلاصة الخلاصة لكل جماليات مجتمعنا الاستثنائية عدت الي واقعى وتناسيت ولوقليلا تلك الملامح التي انطبعت اما ناظرى من ملامح وضحكات ربيعة الكاهلية .. وسرعان ما عادت ذاكرتي الي يومي الاول في موسكو حين حطت بي قافلة الزمن للدراسة مع زميل لي اعرفه منذ سنوات الصبا وتذكرت اول ملاحظة ابداها لي صديقي , وكان قد قال انظر يا اخي الناس هنا يتسمون بالواقعية وحب الحياة مجردة من اي تشويش قلت له لماذا ؟ لماذا تقولين هكذا ؟ أي شي الهمك لقول هكذا عبارات ، قال لي انظر والتفت الي حيث ينظر هو واردف يقول انظر انهم لا يضيعون الزمن جزافا انظر كيف يطالعون صفحات الكتب والمجلات وكيف يلعبون علي اجهزة الحاسوب وثمة اناس يستغل الزمن بطريقة خاصة واشار بطرف عينه الي شاب وشابة كان يحضان بعضهما بجنون عشقي ويتبادلان القبلان ،ولا هم لهما بما يجري بدمار في العراق ولا زلزال في ايران ولا اعصار في امريكا ولا ارهاب في الشيشان ولسان حالهم يقول فلتشتد اوزار الحروب في كل مكان وليفيض الدون ويغرق الحقول ،فلترمي القنابل الذكية والعادية في كل مكان ،فلياتي الطاعون من جديد ويبيد ملايين البشر اوحتي طوفان نوح ويمسح الأرض المهم ان لا تقترب المصاعب بالقرب منهم حتي لا يقطع الخوف هذا اللحظات الساحرة في ضمير العشق ،والملفت لي في تلك اللحظة ان المجتمع الشرقي برمته يعير اهتماما راسخا بخصوصية الافراد كل امري له همومه وكل امري له شان يغنيه اما انا فقد استفذتني هذه الحالة التيبدات في ناظري شاذة وغريبة ولولا بعض المعلومات التي انتقيتها من اداب تولستوي ودستيوفسكي وغوركي ومعرفتي بالفارق المذهل بين مجتمعنا ومجتمعاتهم لعزمت امري وفضضت هذا العبث بلساني او حتي بيدي اذا اقتضي الامر ولكني تريثت وملكت من القوة ما جعلتني انتظر اول محطة للمترو وقلت لصاحبي هيا انزل بطريقة لا تقبل الجدل وذهبنا بعيدا عن هذا المكان ، تذكرت هذا وقلت لنفسي يا لغرابة هذه الحياة المبتورة وقلت ان سعيي يومئذ لا صلاح ما افسده الدهر كان كمن يرقد في اتجاة جريان النهر باسطا يديه ليغير مجراه وضحكت باعلي صوتي دون شعور مني وتواصلت ضحكتي لدقائق كثيرة وبدات امشي في الغرفة بصورة اليه وابحث عن مناديل ورقية او منشفة نظيفة امسح بها دموعي وانا في تلك الحالة عدت الي النافذة ثانية عدت الي منظر الدون الخلاب والثلج يتساقط غاسلا بعضا من همومي والذاكرة في ترف ترمي ما علق بها من غبار ويدغدعالصمت مشاعري المضطربة اصلا بلواعج من حنين جارف تنقلك عبر السحب الي متاهات ومهاوي بلا غرار اه بوشكين العظيم احقا ان سحر شعرك وجد لها ارضا خصبة كانت سمادا لنتاج عبقريتك القادرة لتحريك كوامن الأشياء وصوامت الانفعالات وعناصر الابداع وملكات الالهام جاهزة في تلك العيون وتذكرت ناتاشا معلمة اللغة الروسية وناتشا اميرة النيل وناتاشا ربه الاوتار الجليدية نظرة واحدة منك لهن تلك الطينة المقدسة بتلاقح الاجنة والموسومة بوشم السحر الاتي من تمرتين سقيتا بماء السحر والشعوذة .. مثل تلك اللحظات يمكنها ان تجعل باك الفيتنامي يتكلم شعرا عربيا ورايت النيل يفيض كعادته ولكن فورته هذه المرة اكثر شراسة ورايته يضرب بمياهه الهادرة ضفته الشرقية ويقتلع نخلة جدي ذو التسع فروع ودموع الوداع تنزل مدرارا علي خديي ثانية وظلال تلك النخلة الرمز تغطي عميقا ساحة خيالي ومازال كرات الثلج تهطل بغزارةكانها اتت لتذيب همومي رويدا رويدا وفي هذه اللحظة بالذات انما دخل الي غرفتي شخص غريب لا ادري من اين اتي ولكني وجدته واقفا امامي كشيطان شق به السقف قلت له بسم الله الرحمن الرحيم ،ورد علي عليكم السلام ورحمة الله تعالي وبركاته ، ارتحت قليلا وهدا روعي بعض الشي و علي ان اقول انني لم اشك لحظة واحدة في ادميته رغم ان ملامحه ليست كذلك ،ويمكنني ان اصفه بانه كان اسمر اللون ،مربوع القامة ،بشعر قرقدي لم يري المشط منذ شهور ،وكان يلبس بدلة رمادية بربطة عنق انيقة , يبدوا لناظره انه يجيد انتقاء الالوان بصورة خبيرة . لم يمض وقت طويل قبل ان نتعارف، مد لي يده ما امكن وقال لي اسمي فانوس وقلت له تلطيفا للجو جمعة مباركة . تفضل جلوسا ...لكنه واصل كلامه ، دون ان يبدي اية ردة فعل علي مداعبتي له ، طالب سوداني يدرس في معهد بوشكين اردف قائلاوجال بخاطري سر عدم ترتيبه لشعره رغم مظاهر الاناقة الواضحة في ملبسه ربما اقتداء ببوشكين قلت في سري . وتراءي لي صورة بوشكين شاعر روسيا الاعظم علي مر العصور وجذوره الاثيوبية وشعره الكثيف الاجعد . والذي ميز صورته كرجل غريب الجذور ولكنهزين تاريخ روسيا الملي بالعظماء بمدد من خيال شعري لا ينضب . تناولت تمرتين من القدح المسحور وهاهو طيف ناتاشا .ياتينى هروبا ولو للحظة من الاستماع له ام صدفة لا ادرى المهم ان هذا الشيطان القابع في صدرى .... لامفر منه .. كان المخبول يواصل كلامه ,,وهاهو يقول لقد جئت الي مدينتكم قبل ايام وانا اسكن مع شخص افريقى غريب الاطوار اسمه جورج يفعل طقوس عجيبة بعد منتصف الليل وتذكرت افريقيا قارة البؤس والدجل والشعوذة وبدات مخاوفى تزداد كل ما استرسل هذا الوافد العجيب في الكلام . وقال لي مواصلا كلامه أيضاان الافريقى شخص بخيل جدا وانه يودع كباية الماء بطقوس قريبة قبل ان يناولها لك ولكني مازلتمذهولا لماذا جاءهذا الشخص الي هنا بالذات ان الكثيرين غيرى من بني جلدتي يسكنون هنا في راستوف اون دون . كانت أولى ملاحظاتي في هذا الشاب ان وجهه لايخلو من البشاشة والمرح ،ثمة اشياء واضحة في وجهةه تقول ذلك ، كان فمه واسعا وعينيه صغيرتين واذنيه في وضع تنافري اشبه بجناحي طائرة لحظة الانطلاق ، ويبدو ان بعض اسنانه الامامية قد تقاصرت علي كثرة احتكاكها مع بعضها اثناء الضحك، انني قلت في نفسي ان في وجهه فوضي واضحة ، استاذني بالجلوس وارتحت قليلا ولكن طريقة دخوله الي الغرفة بتلك الطريقة دون استئذان ما زالت تربكني ، لدرجة انني في غمرة المفاجات نسيت ان اقدم له ابسط اوليات المجاملة السودانية بدعوته الي الجلوس وشرب فنجانا من الشاي . قلت لكم ان طريقة دخولى الي غرفتي قد قطعت حبل تفكيرى وسيطر علي مشاعري بقوة ولا اخفي عليكم انني في فورة هذه اللحظات التعارفية القلقة كنت مشدودا بقوي خفية للتعرف عليه اكثر . ان نفس الانسان ميالة للفضول قلت في نفسي ووجدت نفسي تقول ولو لم يكن كذلك لما اخرج ادم من الجنة . فالخطيئة الاولي في تاريخ البشر كان بواقع الفضول . الشيطان يواصل كلامه ,, بكل بجاحة وانا اتابع كلامه كانني طالب مجبور للاستماع الي محاضرته ولكننى .. تمالكت نفسي او قل ادعيت التماسك ووضعت البراد في النار ونظرت اليه ونظر الي وقال ان البخل شئ معيب واردف اقصد ذلك الافريقي وظننت لبرهة ان رفيقي ربما يكون جائعا ودعوته للاكل وقال لي بلهجة قاطعة لا لا لم اقصد ولكني ذكرته كشي مذهل اثار حفيظتى,قمت من مكاني لا اعرف ما لو ان الماء قد فار وعدت ثانية وتهيات للجلوس وهنا حصل شي غريب لم اكن اتوقعه وهو ان زائري انحني بجسمه . حتي لامس وجهه سجاد الغرفة وبدا ينظر بعناية وتوجس الي اسفل السرير الذى كنت ارقد فيه ، وقال اسمع اصواتا هنا ,ثمة اناس هنا وبدا يهرول في اركان الغرفة وذهب الي الشباك ونظر الي الدون الذي مازال هادئا وعاد الي الغرفة وبدا غلقا ومتجهما وتوجة نحو الدولاب وفتحه ونظر با معان الي محتوياته وبدا يضحك بصورة هستيرية اثارت مخاوفى ولجد ما اذهلنى هذاالتصرف الغريب وبدت لي الغرفة كانها مليئة بالعفاريت ، فكرت للحظات ان اهرب من الغرفة قبل ان اجن ولكني تريثت واستعنت بههم العزيمة القروية وعدت الي ثباتي بدافع من الفضول العارم لمعرفة المزيد وقلت له ماذا يجري اثبت والا ساريك من انا اطرد شياطينك ايها الافعي . ماذا بك لماذا قلبت الغرفة راسا علي عقب ،رد علي وعيناه مفتوحتين في وضع تنافري ،اين هؤلاء الناس الذين كانوا يغنون ويطربون اغان الحياة الرائعة علي ضفاف النيل واين اله الطمبور الذي نقل لنا شدو السواقى . والشادوف اين الراقصات الجميلات من بنات النوبة الرائعات ولماذا صمتت عديلة رائعة الفن النوبي وبدا صوته يعلو بصور هستيرية . اين هم الذين كنت تقص عليهم قبل لحظات حكاوي القرية ونكات سيد تلول وبدا يضحك ثانية متسائلا هل هم من شياطين الانس ام من عفاريت الجن . واين اختفوا باجسادهم وارواحهم تتجول هنا ,ام هم ملائكة باجنحةتطيروهربوا من خلال النافذة وقال وهو ينظر من خلال النافذة مخاطبا الدون ،اه ايها الدون الهادي صديق النيل لاتجعلني اخاف ,الحقني بمدد من عندك ,بمدد من هدوءك ،بقوة من تاريخ روسيا تاتينا نافذة جدار الازمان . بمدد من تقاليد روسيا القوية والعريقة وبنفس من عزيمة القوقاز الاقوياء احفاد المسلمين الاوائل واحمل لي سكينة من روحانيات سمرقند وماذن طشقند اليك اتوسل يا الهي اعطني الصبر وثبتنى علي اليقين . ويمكنني ان اقول لو ان السقف قد انشق ورايت السماء عارية من نجومها وقمرها لما استغربت من تداعيات هذه اللحظات الاستثنائية من عمري ولكن المعتوه وخلافا للتوقعات وتماشيا مع حركاته وتصرفاته التي لايتوقعها مخلوق عاد الي هدوء عجيب وجلس كمن نسي كل شي . وسالني اين الشاى ،كانت الغلاية قد قاربت ماءها الي النفاد, ولكني جهزت له الشاي بما تبقي من ماء وجلسنا جلوس الند للند كل يجلس الي الاخر خوفا من المفاجات ، حمل الكاس وافرغ جقمة كبيرة من الشاي الساخن في فمة الكبير وقال ان الشاي لذيذ جدا ويذكري بقهوة كحيل قلت له ماذا قلت ،، اعطيته تمرتين من القدح المسحور . نظر اليه مليا وقال ،، لا لا الا هذا يا عزيزي ، فالسيبيرية تامرنى بان لا اكل تمرا عندك . قلت له من هي هذه السيبيرية ، زما دخلها بك . قال ستعرف مع الايام ، كل شي ، فكرت في كلامه ، وجاءني خاطر بان هذا الشخص اللذي امامي ، هو خطيب وهيبة وابن عمى حسن استعذت من الشيطان وقلت في نفسي لا لا ، يا عبد المعين لاترهق نفسك بامور الناس دع الايام تخبرني بما هو خاف عني .لكن ذكره لبعض المعالم اربكني لان قهوة كحيل ,قهوة في منطقتنا وراودني سؤال بديهي من اين لهذا المعتوه ان يعرف معالم قريتي ولكني ادرجت هذا السؤال في سلم المفاجات العجيبة ,كان صاحبي يمص الشاي مصا وكلما افرغ جقمة في فمة كان يفتح فمه الكبير ويحرك فكيه بحيث تضرب اسنانه مع بعض محدثا اصوات مزعجة وقال هل تعرف الموسيقي النوبية ، هل سمعت بملحمة وردي موز وهل سمعت بحكايات ايسب وحيلة وهل سمعت باغنية شامة ,اه لروعة الارض النوبية وقراها ومدنها وجزرها وجبالها واه لك ايها النيل الاتي عبرالقرون وانت تعطر بوادينا وودياننا وانشد بصوت رخيم هذا البيت من الشعر . عطر البوادي والمدائن والحضر ميسون عزتنا وماضينا النضر ولجد ما اذهلنى ترديد لهذ البيت من الشعر الذي احبه جدا من قصيدة طويلة في امجاد النيل وساكنيه ان الشيطان يقرا افكارى قلت في نفسى .. ذادت مخاوفي بصورة مدوية وكان فضولي عارما ورغبتي جامحة لمعرفة المزيد عن هذا الزائر العجيب وبدات اشك ان كنت انا في حلم ام واقع ولكن المعتوة لم يمهلني وقطع حبل افكاري العميق . شرب المعتوة الشاي حتى نهايته ووضع الكباية علي الارض او رماها حتي تناثرت شظاياها في كل الغرفة لم تكن الرغبة في جمع ما تناثر من حطاملاني كنت متابعا لمفاجاته التي لاتنتهى . قلت لكم يا صحابي ان المعتوة قد شرب الشاي كله واستعدل في جلسته وقدم لي واجب الشكرونعتني بصفات الكرم والاصالةوالشهامةوالنبل وقائمة اخري من الصفات الجميلة حتي ظننت انني الحاتم الطائي . وقلت له حسن كفي ونظر الي نظرة مبهمة فيها الف سؤال وسؤال وخرج سريعا بعد ان استاذنني لخمس دقائق . كنت خائفا .. طلبت المدد واكلت تمرتين من القدر المسحور .. شعرت بالراحة وزال الكابوس الذي جثم علي صدري واحال حياتي الي فزع رهيبولو الي حين ووجدتها فرصة لتقييم الموقف بصورة صحيحة دار بخلدي شريط من هذه الاحداث المتلاحقة وشعرت بصداع رهيب كاد ان يفقدني عقلي ، لا ادري كم استغرقت خلوتي ولكني وجدت المعتوة واقفا امامي حاملا كيس اسوداا كبيرا ، قلت له عدت بسرعة يا ابو الحسن ورد علي وهو يضحك تلك الضحكة الغامضة والمخيفة احيانا ,انا ابو المواعيد ان اردت بعض الحقيقة وان بحثت عن الحقيقة كلها ستجدها في فنجان قهوتي الصباحية ، وواصل كلامه انه يمكنه ان يضيف بلا فخر انه السوداني الوحيد في هذا العالم الذي يقول ويفي بمواعيده بالدقيقة والثانية . وبدا يقول نعم نعم الثانية جزء من الزمن الحسي وما حياتنا الدنيوية الا مجموعة تلك الثواني وقلت له وانا اضحك لاول مرة . دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني . وقال فرسان وهو يضحك ويكاد يطير فرحا ,ياله بيت من شعر رفيع . وربما كان شوقي دقيقا في مواعيدة ان جدته ذات الدماء الشركسية ربما اورثته بعضا من تقاليد القارة العجوز . المهم ان فانوس بدا يخفض صوته وواصل كلامة وامسكني من يدي اليمني وقال المهم انني لا اريد ان استفذ مشاعرك لسوداني وطني ونوبي الهوى وقلت له مقاطعا لا يا اخي كلنا في الهم شرق واردف فانوس يقول ان له رايا اخر تماما في تقييم هذه الصفة اذ انه يعتبره وليدة الطيبة والتسامح المعروفتين عند السودانيين تلك وجهة نظر صحيحة قاطعته ... ابتسم فرسان وواصل حديثه الشيق الذي بدا رويدا رويد يداعب عقلي المحب للافكارالنيرة ,المهم انه قال فيما قال ان السودانيين دائما ما يفرطون في التعامل مع الاخرين ،حتي مع اقرب الاقربين اليهم وان الانسان السوداني دائما يعامل الضيف كتعامل اشبة بتعامل الطبيب مع مريضه وقال انه يمكنه جازما ان يضيف ان السودان هو المكان الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع ان يعيش فيه اي انسان دون ان يكون له سابق معرفة باحد وهو لايحمل في جيبه جنية واحد وفي الارياف مثلا يمكن لاي ضيف ان يذهب الي المسيد . وما ان يعرف اهل القرية ان ضيفا قد حل بديارهم حتي يتسابقوا اليه وهم يحملون اطيب مالديهم من طعام والتي غالبا ما تكون من لحوم الماعز المصنوع بالطريقة النوبية القطر قام بحيث توضع اللحمة مع البصل والطمام والبهارات في ان واحد ويقفل الحلة بعناية في نار الحطب والذي يجلبونه دائما من نخيلهم وبعض الجبنه المصنوعة يدويا دون ان تنزع الدسم من الحليب والي يسمي لبنا وياتون بالشاي وباجود انواع التمر النوبي من القنديلة وبنت المودة والجاووالبركاوي .. واردف يقول وفي المدينة مثلا ما عليك الا ان تطرق اي باب وتطلب الطعام واضاف يقول بعد ان سكت لبرهة وتحسس الكيس الذي يحمله . ، ربما هذا من اسباب تخلفنا عن ركب الشعوب وقطار المدنية ،ثم انحني ووضع الكيس برفق واخرج منها قارورة مكتوبه عليها (( فودكا بالروسية )) برغم علمي ان الفودكا جزء من حياة روسيا ,الا ان اتيان المعتوه بها علي هذا النحو قد اصاب كبريائي في الصميم ، لانني كنت صامدا طوال هذه السنة وبعيدا حتي عن زملائي الذين انغمسو في الحياة الشرقية منذ الوهلة الاولي . قلت له اسمع يا فانوس تاكد انني لن اسمح لك بتمثيل هذه المهزلة هنا اذهب الي الحانات والبارات واختر من ندمائه ما شئت ولتكن اذنيك الكبريتين قد سمعت كلماتي المشحونة بالرفض .. وتابعت كلامي لا اريد ان اعكر لك لحظات ضيافتي لك ولكني مصر علي ما اقول سكت لبرهة وقرات مسحة حزنة علي وجهة ، سرعان ما تدارك صمته وقال انا لست من عفاريت الحانات ولا مرتادي البارات انا بسيط .. حتي الدكاي لم اقربه في شبابي وكنت رجلا مسالما بسيطا واعيش علي حالي . ولكن مشاكل الحياة الاغترابية من فلس وشوق وحنين جارف الي مراتع الصبا واختلاف العادات والتقاليد وهجمة الثلوج واشكال الناس .. وتنوعهم ارهق قدراتنا التحملية ولتكن هذه الليلة مراجعة للذات دون خوف لان الفودكا ستنسيني ولو الي حين وقع الصدمات المتتالية و تابع كلامه اخي اسمح لي ان اقول لك ان الشرب ظرف طاري بالنسبة لي ولكل ظرف متتطلباته ،كان التحسر واضحا في صوته وتاكدت انه لا مجال لثنيه عن قراره . مما جعلني ارضخ لطلبه ، وحسبي ان اقول لكم يا صحابي انني اصغيت لصوت عاطفتي القروية ولم اقف عند هذا الحد بل اعددت له عشاء السكاري كما جهزت له الكؤؤس وقليل من الجبنة والزيتون والزبدة ومكعبات من الخبزالمستطيل البر الاسود اللذيذ ، لياخذ راحته تماما . ثمة شئ شيطاني قد مس عزيمتي في الصميم . لانني ما زلت اسمعه وهو يقول ان لايحبذ ان يركن عقله ولكن اليوم بالذات له ظرف طارئ يريد ان يشرب نخبه ويطلق الكاس للابد وفجاة انتابتني مشاعر مختلفة ودار في خيالي ان صوت هذا الذي معي هو صوت حسن ودون شعور ضربته في وجهه بقبضة يدي وطار القناع ودخلت في ذهول واستدركت اقول حسن ما الذي اتي بك الي هنا وما الذي جعلك تتنكر بقناع في وجهك وهي هذه اللحظة بدا يبكي ويقول . هل تعرف يا صديقى ان ميدوب ضربني بخاتمه ورد لي عقلي الذي جن وبعد يومين فقط جمعت ما تبقي من المال الذي اخفيته وسافرت الي هنا وحمد الله انك وصلت ايضا وهاذا كما ترين حسن الذي تعرفين اه كم كانت المكاشفة جميلة ومريحة تعانقنا وضحكنا .. دققت في وجهه ووجدت شيئا ما كانه قناع ووجدت خيطا متدليا من الخلف . تتبعت الخيط ومسكته وشددت بقوة . واذ بالقناع يتدلي ارضا عن وجهه لجدما كان دهشتي . انه حسن . حسن جمعة . الرفيق العفريت ضحكنا كثيرا . وفي هذه اللحظة دخل علينا اربعة من اصدقائي هم مازن الجعلي وجوزيف وهو من عرب البطاحين ولقد اسماه والده هذا الاسم الغريب لانه ولد في ليفربول يوم كان والده في مامورية هناك وارباب الشايقي ورسلان شاب يدرس معنا من طشقند وما ان دخل هؤلاء الا ان دعاهم حسن جمعة للشرب وليس هذا فحسب بل خرج الي اعلا النافذة ووضع نصف جسمه في الهواء وكاد ان يطير من الطابق الثامن عندما رفضوا مشاركته الشراب وهو يقول اما ان تشربو او ان اموت وامتثل الجميع للامروتناولو كاسا وهنا اطمئن الشقي ونزل سريعا وبدا يضحك ويقول ما دمتم جئتم هنا فانتم تمثلون السودان كله علينا ان نضع تصوراتنا لمستقبل بلدنا المضطرب ,قال رسلان ما ان تدخل السياسة بالباب حتي يخرج الصدق من الشباك واردف يا لحبكم للسياسة ايها السودانيون نحن هنا لا نحب السياسة والذي يناقش السياسة واحد من اثنين اما دارس لها ,اما شخص يريد المناصب ويرتقي الدرجات ويريد ان يكون حاكما او رئيسا . جلسنا جميعا والشي الطيب ان المعتوه قد نسي امري واصبح يصب لهم ما امكن ذلك وسررت جدا انني استطيع بعقل صافي ان ادير هذة الجلسة وادون ما فيها من مفاجات . بعد ربع ساعة كان الجميع في نشوة الصهباء غارق وبدا حسن الكلام واخرج ورقة من جيبه وقال الجماعة قد قتلو ابن عمه لسبب غير معلوم واظنه مرتبط بامر تجارة العملة وان الرجل المقتول كان وحيد ابويه وانشد يقول ، انه لم يحزن في حياته لمقتل شخص او وفاته كما تحسر علي رحيل ابن عمه عبد السميع حاج علي ، لقد كان عبد السميع رجلا عبقريا وكان يمتلك مواهب كثيرة كان فنانا وموسيقيا وشاعرا ورساما ونحاتا ، وفوق ذلك كله كان اكاديميا ناجحا‘ وكيف لا وهو الشخص الوحيد الذي اكمل مراحل الابتدائية والمتوسط والثانوي في ست سنوات فقط ، اعتقد انه لم يكن مهتما بالمال وشئون التجارة وان كان يريد ذلك لكان اليوم واحدا من اغنى النوبيين لقد كان والده هو المتعهد الوحيد لاكثر من خمس وعشرون داخلية طلابية وكان يملك 9 لواري وثلاثة وعشرون مركبا ، ومزرعة تضم بضعة الاف من المواشى ، لم يكمل كلامه وبدا يبكي ثم وقف فجاة واخرج ورقة . وبدا يقرا بصوت عذب ونبرات واضحة هذه الكلمات والتي ربما يكون قد كتبها أيام مقتل عبد السميع ، ....... ابكى يا شجر الهضاب ، اشرئبى للسماء واذرفي عبر السحاب ، اسكبي الدمع سخيا بين اطلال الخراب . فزمان الامن ولي وزمان الغاب اب . ورياض الانس دالت واتي دغل الذئاب . ارى كل السهل دمعا واروي احراش الهضاب . اعمرى رمل البراري واسقي اشجار الشهاب . وارسمى بالصمغ دربا يرتجى منه الاياب . ضمدى بالغصن جرحا غار من حرب الحراب . وامسحى بالغصن دما سال من جرح الشباب . وسكت قليلا وقال . تخيلو هل كان بالإمكان تفادي هذه الكارثة ؟ وهل يقبل بشري واحد مهما كان انتمائه لفلان . اوغضبه من علان ان يرتكب مثل هذه الجريمة ؟ وهل ان لنا ان نحكي عن هذه السابقة الخطيرة ماذا سيقول التاريخ عنا ... الإسلام يا سادتي دين البشرية دين القيم والأخلاق ... دين التكامل التعاملي في ارقي صوره دين العدالة الاجتماعية .. دين التاخي والأمانة .. ولكن يا سادتي عندما تخرج اعمالنا عن طورها وتنحرف عدالتنا عن أسس الدين والصلاح . سيحكى غيرنا عنا بصورة سالبة ... سيروى عابث في اخر الدنيا اننا نروى للعالم ثقافة . القتل في أمور بسيطة .. لكن الإسلام حدد لنا القواعد الصارمة لتحقيق العدالة من أراد ان يفسد ويسرق فليكن بعيدا عن استخدام الدين غطاء حتيلايضحك العالم علينا كيف كنا وكيف صرنا وفي رحاب الجوع والداء واسراب الذباب كيف سادوا وتمادوا باسم ايات الكتاب كيف صار الدين مخلب كيف صار للدين ناب كيف صار الظلم فينا سيد البيت المهاب قد دنا يوم الحساب ... يوم تدفن يا عرابي وانت حي بالتراب انتهي كلام المخبول حسن ... انصت الجميع وبتركيز شديد علي هذا الشعر العالي , خاصة ان مقتل هذا الشاب النوبي قد أصاب الملايين بحزن عارم ... وكانت طريقة قتله دون محاكمة وذلك لانهم وجدو في خزينة والده الفين دولار امريكي والف جنيه إسترليني وثلاثة آلاف درهم امارتي والمصيبة ان هذه الأموال كانت تخص ورثه والده ,, حيث ان الوصية تقول ,لايحق لاحد فتح هذه الخزنه الا بحضور الورثة وعندما مات والده فجاه اصر الورثة بالتعجيل بقسمتها تلبيه لنصيحة والدهم وكان عبد السميع مسافرا الي أمريكا لاستلام شهادة الدكتوراة من جامعة كليفورنيا وكانت رسالته ,, كيف شيد النوبيون العظماء الاهرامات النوبية . واثر واثر تلك القمم الشواهق فيما بعد في نهضة مصر الفرعونية , لكن ربما كان القدر يناديه او أحدا قد وشي به ، انه تاجر دولارات خطير .. المهم ان مجموعة العساكر ، ذهبو الي بيته واقتادو عبد السميع اللذي كان موجودا بالصدفة في غرفة الخزنةوسالوه عدة أسئلة وكسروالخزنه وحملوا كل مافيها. لم يعرف احد اين ذهبو به ,, وبحث الكثير الناس عنه في كل مكان الا انهم لم يجدوا اثرا له ,,,, وفي المساء سلم جثمانه الي ذويه وجاء في تقرير الطب الشرعي انه مات بضربة شمس ... واضيف في التقرير اما اثار الحبل على الرقبة ... قيل انه وقع في زربيه البهائم ولسوء الحظ خافت الأغنام واثناء هروبها التف الحبل اللذي كان مربوطا به احدالغنمايات حول عنقه ماجعله يختنق ويموت فورا ... تلك كانت الرواية الأكثر تداولا بين الناس .... كان الجميع قد نسي الموضوع او تناسوا سرده الطويل وظلوا يشربون وحسن ... سارح في شرحه لسبب كتابته لهذه القصيدة لكنهم انتبهوا عندما انتهي حسن من كلامه وتلطيفا للجوا وكفارة للاهمال قام احدهم ... الله ما هذا يا حسن ، قال صلاح الجعلي ان الله يضع سره في اضعف خلقه ، من اين اتاك شيطان الشعر وقام من مكانه ونظر الي الدون وقال مازال النهر يجري في مساره القديم وان الدنيا لم تنقلب بعد ،، ودخل رسلان الخط وقال انك شاعر عبقري ذدني من شعرك اوصف لي بلدك يا حسن اوه نوبا وياله من مكان النيل والتاريخ ، ماذا عن الحياة هناك وهل هي منطقة غنية ، ام منطقة فقيرة ، هل تاكلون اللحوم ؟ ام انتم نباتيون . صف لي الحياة النيلية . وكيف يعيش الناس هناك . هل يحكمها القيصر . هل هي تابعة لروسيا الفيدرالية ام لامريكا . زعل حسن من كلام رسلان . عن اية روسيا وعن ايه أمريكا تتكلم ،، نحن بعد المشتري يا ابن ,,, اعتقد انه أراد ان يقول يا ابن الغلفاء ، وسررنى عدم تكملته للعبارة ، نازعتني المخاوف وقلت ماهذا العفريت انه لايكف عن الكلام ، يا لحظي اه ... وتذكرت في سري ادريس جماع وتخيلته يكتب بعض مقاطع من اشد قصائده بؤسا ..,. في جدران بيت بائس في مضارب العبدلاب في حلفايا الملوك وربما يكون ضربه مس من هوى فتاة كاهلية اخرى .... ان حظى كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالو لحفاه اجمعوه ، صعب الامر عليهم ، قال بعض اتركوه ، ان من اشقاه ربي كيف انتم تسعدوه وكان حسن مازال يغيظ كبريائي ويلجم ساحة حريتي ، ويكبل يداي بحبل من الغيظ لا يقاوم ، هاهو حسن يواصل استفزازي ,, اذن استمعو اليه معي كان قد وقف يجوب الغرفة قائلا ، يعنى يا رسلان لقد طار غاغرين الي الفضاء وانت لاتدري اين تقع أراضي النوبة وحتي افريقيا الم تسمع بحضارات كوش ومروي في السودان الم تسمع بخوفو وخفرع ومنقرع في مصر الم تسمع بابو الهول ... الم تسمع ببحيرة فكتوريا ، وشلالات السبلوقة ، الم تسمع بالسد العالي ، واغراقه لمدينة وادي حلفا ، الم تسمع بأكبر بعثه اقامتها منظمة اليونسكو في التاريخ ، لإنقاذ تلك الكنوز التي انطمرت في البحيرة النوبيةالم تسمع بعمارة دنقس وعبد الله جماع مؤسسا مملكة الفونج ، الم تسمع بعجوبة المراة التي خربت سوبا ، الم تسمع باميرة الكاهلية والتي سلبت عقل صحابك عبد المعين ، الم تسمع بثورة الامام المهدي ، يوم ان قطع جندي شجاع راس غردون باشا حاكم الانجليز وقدمه الي الامام طمعا في ابداء ولاءه المطلق ولينال تمثال ابن النيلين البار ربما ، لم تسمع بمعركة كررى ، ... اذن ساغنى لك ، نخب نهرينا ، النيل والدون ، ونخب السودان العظيم ، نخب ابطاله الخالدين ، نخب الازهري ، زعيمنا الخالد وعن امجاده ، يوم رفع علم الاستقلال ، وقبل ذلك كله ، وبعد ذلك كله ، نخب الماجدات ، من مجاهدات وطنى.. في سفر الاستقلال ... كرري تحدث عن رجال كالاسود الضارية ، خاضوا اللهيب وشتتو كتل الطغاة الغازية ، والنهر ينضح بالضحايا بالدماء الغالية ، ماهان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية ، هذه الاغنية تحكي جزء هام من تاريخنا ، الم تسمع بالامام المهدي ، وقياداته العسكرية ، عبد الرحمن النجومى ، ومحمود ود احمد والزاكي طمبل الم تسمع بيونس ود دكين ، اللذي قدمته المهدية عريسا للملكة فكتوريا الم تسمع بتوتي متحف النيل عند التقاء شطريه انها كشطري انثي جميلة .... وتمتد رقبتها ناحية شندي وتتمايل عند محطة ام علي وصدر النيل يا أبو جهل عند عطبرة ، ولكن الوجه الفتان في بلاد النوبة ، تخيلتك يا نهر النيل انثي راقدة .... وبين رجليك اثمرت فواكهة الجزيرة ، وقلت في سري وانا اكمل كلمات هذا المعتوه ... ولك ان تقطف الثمار يا عبد المعين وانت تتناول تمرتين من القدر المسحور ، من ارضنا البكر ، ولكنني التفتت اليه ، اوقفته بنظرة جادة ، وقلت له .... تبا لك أيها المعتوه يا حسن .... قف عن خزعبلاتك نحن شعب لانقبل مثل تلك الاوصاف فى حرائرنا .. انما نقول للمراة .... أيها الليل مالسحرك راو ، غير حلم من الجمال اغر ، نحن هكذا يا اخرس ، نعشق النساء الجميلات ، فكم كنداكة خلدها الفن مع النيل ، فنحن معشر الشعراء لايتملكنا من افيون الشعر ، الا ضخب الاضواء عندما ينام الابالسة ... انتهى كلامي له .. .... لم يعر المعتوه لكلامي أي اعتبار كعادته . كان المجنون يعتبر نفسه خلاصة الابداع ، وكان يعتبر تخاريفه امثالا عبقرية ، وغاية ما يتمناه كل عاشق ان يسمعه ، ويعتبر حياته الانموذج الأمثل لكل فارس نيلى .. اخذت نفسا طويلا وانا مغمض العينين ، وقلت ... أي غرور يسكن راس هذا الافعى احقا ... اختلطت في خاطري مشاعر جمة ، لكن حسن مازال يهذي ويواصل تمتماته ، اذن لنرجع لحديثه ، وكان يقول ... يا رسلان ، انا اخاطبك انما ... اخاطب فيك حضارة روسيا ، والدون في هدوءه العجيب ، كم من ابراج شاهقة رمت ظلالها علي سطحك ايها النهر الخالد ، وكم من قارورة فودكا وزجاجة شمبانسكيا رميت علي شطانك الخالدات ، اخاطبك رسلان العزيز كشريك لك في حب روسيا ، وحب الدونيات والقوقازيات .... اي جمال يسكن في هذه الارض المعطاء !! ؟ لك وحدك كل جنوني في الكلام ايها الدون الهادي ، اما هؤلاء القادمين من صحاري افريقيا وغاباتها ، لا شان لي بتثقيفهم ... ان كل ما أقوله فقط ، مقتبسات من تاريخ بلادى . وتلك الأمانة قد حملناها معهم . وخلده شاعر حلفاوي قح هاجرت جدته ذات يوم من جزيزة صاي وتزوجت هناك .................... حين حط المجد في الأرض دروبها ، عزم ترهاقا وايمان العروبة ، عربا نحن حملناها ونوبا .. هذا جزء من تاريخنا وكيف هزمنا الانجليز ، وطردنا المستعمر البغيض ، واظنك لم تسمع أيضا ، بمملكة اكسوم الحبشية ، التي حاولت ان تغزو أراضينا منذ الاف السنين ، وان كان ثمة تداخل بين الحضارتين الا اننا لم نكن لنسمح لاحد . ان يعرض عضلاته علينا ... كما كنا نحن الاولين بتكوين اولي حضارات البشر كنا سباقين لنشر انجازاتنا وعلومنا ، أي سطوة ملكت ايتها الحضارة النوبية الخالدية ، خذ كاسا اخري واترك تخريفك ايها التمساح العجوز ، قلتها بصوت عال ...وانا اطمح في المزيد اختلطت مشاعرى ... الكلمات الشاعرية الجميلة تسلب العقول مهلا يا عبد المعين قلت مخاطبا نفسى كان الرجل يوجه حديثه لهدف واحد انه رسلان الروسى لكن رد رسلان لم يتاخر كثيرا اذا قال له ................. ان كنت قويا حقا ومفتول العضلات كنت سالقبك تمساحا نيليا لكنك علي ايه حال خائر القوي نحيف انهكتك امراض افريقيا وسكت ثم نظر الينا جميعا الواحد تلو الاخر بغموض ...وقال اهل لكم وطن!؟ ام ماضي وطن .... اين حاضركم واين انتم من خارطة العالم الان .. لجدما غاظنى كلامه ، لكني لم اسكت ، وقلت له احقا ان تعليمك بجغرافيا الكون تحتاج الي ميزانية خاصة من وزارة التعليم الفيدرالية الروسية ... وقام حسن من مكانه وقال اسكت انت مخاطبا شخصي ووجه كلامه الي رسلان نيابة عني او عنا ان جاز التعبير ... .......... وبدا ينشد مرتجلا والعرق يتصبب من جبينه غزيرا ........... اتسالنى عن وطني ... فما وطنى سوي كهل يسير علي خطي الوهن ، يسير ينوءبالاثقال والاغلال والمحن ، تفيض به دموع الحزن والشجن ، يحمل راية السجان والجلاد في البدن ، ويلملم ان يجد قبرا ويستر في طى الكفن ، يري الاخلاق والاسلام يمتحن ، وتسالني وتسالني ... قلت في نفسي مخاطبا حسن احقا انك انسان مجنون ، كيف تتغير انفعالاتك من اقصي اليمين الي اقصى اليسار الجنون فنون ... ماعاش فينا من لم يراك اليوم تهزي يا حسن غدا تصير سقراط الحكيم ربما لا احد يعرف تصريف القدر ، .................. ودخل جوزيف في الخط وهو معروف بميوله الادبية وايضا كاره للسياسة وقال اسكت يا حسن يا سادن ، ولاتفضحنا امام الضيوف ، لاتنس انك ضيف وهذا ليس ببيت لك علي كل حال . اسكت يا اخى , قلت له لقد زادت تخاريفك ، تتكلم وكان في المجلس التشريعي لقري الشمال واظن ان عينك علي العمودية حينما تعود الي الوطن ، لكن امثالك لا ينفعون لقيادة ركن نقاش في كلية بائسة اقامها متسول ، علي انقاض ارض حكومية ناهيك عن قيادة عمودية لها تاريخ وانت بطبعك سادن ربما تستفيد من الدعم السري للسدنة وتفصل لنا ثوب بطل حقيقي اترك عنك البلاهة أيها النوبي الاحمق فنخيل جدك لم يبقي فيها شي وارضكم بلغها البوار وانت تتكلم كانك امرو القيس تعلم الشعر وتحمل راياته وكانك الخليل بن احمد الفراهيدي واضع العروض وكانك صناجة اللغة وموسيقارها عبر الاجيال يا سادن ..., وخاطبته انا ايضا يا حسن يا سادن ................ اسكت أيها الغافل ,, قال حسن وهو يوجه كلامه الي اتحكى عنى ... تعلم اولا ... من تخاطب .. امثالك لايجب عليهم ان ينظرو الي حتي في التلفاز ... قم وارمى واجب التحية لى أيها الحقير ...خاطبني حسن غاضبا وقبل ان ارد عليه قاطعه الجعلي ايضا ياسادن يا حسن لما تزعل الحقيقة لاتزعل ..,. وانت كما يقول المثل النوبي قربة منفوخة قابلة للانفجار في اى لحظة وواصل ... احقا كل ما قيل فيك صحيح لا لبس فيه ولاغموض ... يبدو انك انتفخت يومان جلسنا صامين نسمع شعرك احقا ان شعرك لاغبار عليه اما باقي عقلك ,,اظنه عقل سخلة وراسك اللذي يشبه كثيرا راس خروف سواكنى ...... لايعنينى ما بداخله لواستثنيا الشعر الذي يخرج منه انت طبل اجوف .... وبدانا نضحك ونضحك عليه بصوره هستيرية وتداخلت الاصوات ,, الكل في عالمه ميت من الضحك ... اغاظت تلك الحالة حسن كثيرا وسرعان ما اتجه ببصره الي الجعلى وعيونه تتطاير شررا ..... ومن انت يا درويش وهل تعرف انت غير الضحك والقيل والقال ان فلانا نجح وان علانا سقط وان فلانة تحب فلان وان علانة قروي وسجمان من قبيلة فلان تخيل معي حتي تلك السودانية المسكينة محبه العلم ودارسة الطب لم تسلم من لسانك تلك الوديعة الحالمة بان تصبح طبيبة احقا انها لاتملك الكثير من المال وهي فقيرة ومن اسرة بسيطة الا انها فتاة ناضجة بما تكفى للحفاظ علي نفسها من ايدي العابسين وبائعي الكلام وانت انت كل يوم تاتي لنا بقصة عنها ... بما انها فتاة بالف رجل من امثالك انت وصاحبك اللئيم ذاك ... لا اريد ان أقول اسمه حتي لا الطخ لساني بذكره انه احقر انسان قابلته في حياتى ..... بعدك طبعا .... بما اني لا اعدكم من فصيلة البشر ولكنى ساحكى لك حكاية طريفة ولكنها مؤلمة صاحبك هذا أيها الجعلي تخيل انه كان جائعا ويكاد يموت بالجوع ادخلته الي غرفتي وطبخت له .... واكل مثل رجل لم يري الطعام من مئه عام اكل وشبع حد التخمة ونام في غرفتي وفي سريري الوحيد ونمت انا في الأرض .. اكراما له وبعد يومين بلغني انه يتكلم بخبث عني .. وانني لم اطعمه ولم اكرمه .... أي نوع من الناس انتم فالانسانية برئية منكم .. يا اشباه الرجال ولارجال ....................
|
#16
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
مع تماذج الأصوات لاحياء الكون
مع رقصة الشادوف وإلق الشطأن ربيعة اه ثم اه ... كم سجل قلبي من تسارع في الدقات .. وكم عبثت بي جنيات الصبابة لقد اتعبني النظر إليك وتباعدت فضاءات الرؤي واكتست مداراتها حلل فرح طاغي أي سحر يسكنك واي شدو طواه السكون وادمن خصلات شعرك الاسود عقلى إذن فلنذب الشموع ونحتفل نخب نهرينا النيل والدون الذى امامى وحي صدفة احتواها مجداف الامواج واختفت رغواتها ، يا ربيعة تعرش جبين الشمس ، وفي الافاق القابعة في ملكوت الصمت اشعة تتبدد وتعيد التكوين امرحي مع الاجرام في الفضاءات الطليقة هنالك مع الأشياء المبهمة والتي لاتدركها الابصار ، ولا تحتويها العقول حيث تستوي اسفار التكوين وملامح النشاة الاولي لكل شى مجهول هنالك فقط تنتصب خيام الحب وتربط القلوب بحبال متينة ولاشي غير الخيال وزخم الابداع يلامس الكمال ، والشعر وحده قادر لوصف الحالة المجازية اذن لنغنى معا ...... عزيزتى ، والكمان الناطق ، باجمل الالحان ، هيا ، لم يبق في الاناء ماترويني من همسات غني معي ، لعرس نهرينا همسة همسة لاوقبلة قبلة وكاسا كاسا وانفاسا يعلوها اليأس دعنا نبني تمثال المجد للنيل في الاعالي ،بمدد من قدسية نهر اخر وخالد الاسم الدون العظيم ذاكرة روسيا القوقازية . ... .. إذن فلنذب الشموع ،، تساقطت سنوات عمري في خيالي او قل مرت كالاشجار امامي ناظري شخص يطل علي الدنيا من نافذة قطار يسير سريعا .تواترت الاحداث وتداخلت سنين العمر وتجولت علي ضفاف النيل ورايت عمي يرمي سنارته ويصطاد سمكة كبيرة ، ورايت النسوة يجلبن العلف لبهائمهن وفتاتين صغيرتين تتمايلن في مشيتهين وتضحكان بصوت عال وتطمئن ان الدنيا علي الف بخير وعدت الي الدون ورايت غزالتين جميلتين ،اوفتاتين شقراويتين تهمسان وتشربان شيئا من البيرة وتضحكان نخب السعادة . وترقصان علي انغام موسيقى وصوت الا بوغاتشوفا المطربة السوفيتية العالمية في اغنيتها الشهيرة مليون مليون . ................... في وقت مضي كان هناك رسام ، كان يملك بيتا صغيرا وقماش لكنه اغرم بممثلة يومها قرر بيع بيته وبالمال الذي وجده اشتري بيتا كاملا من الورود مليون مليون زهرة قرمزية تلوح عبر النافذة المغرمون المغرمون الذين يحبون بصدق قد يغلبون حياتهم الي ورود من اجلك في الصباح كنت تقفين عند النافذة وربما تكون قد فقدت صوابك كان استمرارا لحلم ما الفناء يمتلى بالورود وقد تمالكت روحك من الثرى الذى يشاغلنى الان ... ..... الفناء ممتلي بالورود المساء حمله القطار بعيدا واصل الرسام حياته الله الله جمهور من الجن يسمع معي الحين اه لعفرتك يا خيالات شقي نيلي كم يكابد عقلك اتعاب الهوى الغلاب لا لا لم يكن قطارا ,, انما سيارة بائسة تلك التي حملتك بعيدا عن العين في لحظة بائسة , عشت لحظات كئيبة وانا أحاول ان اتناسي صوت ضحتك والوجنات التي تجعل من وجهك وديعا ولامعا كل شي فيك مختلف ,, طيبتك الملائكية ,, وتواضعك الجم وحبك للناس واحترامك العظيم لكل انسان انت يا سيدتى خلاصة الخلاصة لكل جماليات مجتمعنا الاستثنائية عدت الي واقعى وتناسيت ولوقليلا تلك الملامح التي انطبعت اما ناظرى من ملامح وضحكات ربيعة الكاهلية .. وسرعان ما عادت ذاكرتي الي يومي الاول في موسكو حين حطت بي قافلة الزمن للدراسة مع زميل لي اعرفه منذ سنوات الصبا وتذكرت اول ملاحظة ابداها لي صديقي , وكان قد قال انظر يا اخي الناس هنا يتسمون بالواقعية وحب الحياة مجردة من اي تشويش قلت له لماذا ؟ لماذا تقولين هكذا ؟ أي شي الهمك لقول هكذا عبارات ، قال لي انظر والتفت الي حيث ينظر هو واردف يقول انظر انهم لا يضيعون الزمن جزافا انظر كيف يطالعون صفحات الكتب والمجلات وكيف يلعبون علي اجهزة الحاسوب وثمة اناس يستغل الزمن بطريقة خاصة واشار بطرف عينه الي شاب وشابة كان يحضان بعضهما بجنون عشقي ويتبادلان القبلان ،ولا هم لهما بما يجري بدمار في العراق ولا زلزال في ايران ولا اعصار في امريكا ولا ارهاب في الشيشان ولسان حالهم يقول فلتشتد اوزار الحروب في كل مكان وليفيض الدون ويغرق الحقول ،فلترمي القنابل الذكية والعادية في كل مكان ،فلياتي الطاعون من جديد ويبيد ملايين البشر اوحتي طوفان نوح ويمسح الأرض المهم ان لا تقترب المصاعب بالقرب منهم حتي لا يقطع الخوف هذا اللحظات الساحرة في ضمير العشق ،والملفت لي في تلك اللحظة ان المجتمع الشرقي برمته يعير اهتماما راسخا بخصوصية الافراد كل امري له همومه وكل امري له شان يغنيه اما انا فقد استفذتني هذه الحالة التيبدات في ناظري شاذة وغريبة ولولا بعض المعلومات التي انتقيتها من اداب تولستوي ودستيوفسكي وغوركي ومعرفتي بالفارق المذهل بين مجتمعنا ومجتمعاتهم لعزمت امري وفضضت هذا العبث بلساني او حتي بيدي اذا اقتضي الامر ولكني تريثت وملكت من القوة ما جعلتني انتظر اول محطة للمترو وقلت لصاحبي هيا انزل بطريقة لا تقبل الجدل وذهبنا بعيدا عن هذا المكان ، تذكرت هذا وقلت لنفسي يا لغرابة هذه الحياة المبتورة وقلت ان سعيي يومئذ لا صلاح ما افسده الدهر كان كمن يرقد في اتجاة جريان النهر باسطا يديه ليغير مجراه وضحكت باعلي صوتي دون شعور مني وتواصلت ضحكتي لدقائق كثيرة وبدات امشي في الغرفة بصورة اليه وابحث عن مناديل ورقية او منشفة نظيفة امسح بها دموعي وانا في تلك الحالة عدت الي النافذة ثانية عدت الي منظر الدون الخلاب والثلج يتساقط غاسلا بعضا من همومي والذاكرة في ترف ترمي ما علق بها من غبار ويدغدعالصمت مشاعري المضطربة اصلا بلواعج من حنين جارف تنقلك عبر السحب الي متاهات ومهاوي بلا غرار اه بوشكين العظيم احقا ان سحر شعرك وجد لها ارضا خصبة كانت سمادا لنتاج عبقريتك القادرة لتحريك كوامن الأشياء وصوامت الانفعالات وعناصر الابداع وملكات الالهام جاهزة في تلك العيون وتذكرت ناتاشا معلمة اللغة الروسية وناتشا اميرة النيل وناتاشا ربه الاوتار الجليدية نظرة واحدة منك لهن تلك الطينة المقدسة بتلاقح الاجنة والموسومة بوشم السحر الاتي من تمرتين سقيتا بماء السحر والشعوذة .. مثل تلك اللحظات يمكنها ان تجعل باك الفيتنامي يتكلم شعرا عربيا ورايت النيل يفيض كعادته ولكن فورته هذه المرة اكثر شراسة ورايته يضرب بمياهه الهادرة ضفته الشرقية ويقتلع نخلة جدي ذو التسع فروع ودموع الوداع تنزل مدرارا علي خديي ثانية وظلال تلك النخلة الرمز تغطي عميقا ساحة خيالي ومازال كرات الثلج تهطل بغزارةكانها اتت لتذيب همومي رويدا رويدا وفي هذه اللحظة بالذات انما دخل الي غرفتي شخص غريب لا ادري من اين اتي ولكني وجدته واقفا امامي كشيطان شق به السقف قلت له بسم الله الرحمن الرحيم ،ورد علي عليكم السلام ورحمة الله تعالي وبركاته ، ارتحت قليلا وهدا روعي بعض الشي و علي ان اقول انني لم اشك لحظة واحدة في ادميته رغم ان ملامحه ليست كذلك ،ويمكنني ان اصفه بانه كان اسمر اللون ،مربوع القامة ،بشعر قرقدي لم يري المشط منذ شهور ،وكان يلبس بدلة رمادية بربطة عنق انيقة , يبدوا لناظره انه يجيد انتقاء الالوان بصورة خبيرة . لم يمض وقت طويل قبل ان نتعارف، مد لي يده ما امكن وقال لي اسمي فانوس وقلت له تلطيفا للجو جمعة مباركة . تفضل جلوسا ...لكنه واصل كلامه ، دون ان يبدي اية ردة فعل علي مداعبتي له ، طالب سوداني يدرس في معهد بوشكين اردف قائلاوجال بخاطري سر عدم ترتيبه لشعره رغم مظاهر الاناقة الواضحة في ملبسه ربما اقتداء ببوشكين قلت في سري . وتراءي لي صورة بوشكين شاعر روسيا الاعظم علي مر العصور وجذوره الاثيوبية وشعره الكثيف الاجعد . والذي ميز صورته كرجل غريب الجذور ولكنهزين تاريخ روسيا الملي بالعظماء بمدد من خيال شعري لا ينضب . تناولت تمرتين من القدح المسحور وهاهو طيف ناتاشا .ياتينى هروبا ولو للحظة من الاستماع له ام صدفة لا ادرى المهم ان هذا الشيطان القابع في صدرى .... لامفر منه .. كان المخبول يواصل كلامه ,,وهاهو يقول لقد جئت الي مدينتكم قبل ايام وانا اسكن مع شخص افريقى غريب الاطوار اسمه جورج يفعل طقوس عجيبة بعد منتصف الليل وتذكرت افريقيا قارة البؤس والدجل والشعوذة وبدات مخاوفى تزداد كل ما استرسل هذا الوافد العجيب في الكلام . وقال لي مواصلا كلامه أيضاان الافريقى شخص بخيل جدا وانه يودع كباية الماء بطقوس قريبة قبل ان يناولها لك ولكني مازلتمذهولا لماذا جاءهذا الشخص الي هنا بالذات ان الكثيرين غيرى من بني جلدتي يسكنون هنا في راستوف اون دون . كانت أولى ملاحظاتي في هذا الشاب ان وجهه لايخلو من البشاشة والمرح ،ثمة اشياء واضحة في وجهةه تقول ذلك ، كان فمه واسعا وعينيه صغيرتين واذنيه في وضع تنافري اشبه بجناحي طائرة لحظة الانطلاق ، ويبدو ان بعض اسنانه الامامية قد تقاصرت علي كثرة احتكاكها مع بعضها اثناء الضحك، انني قلت في نفسي ان في وجهه فوضي واضحة ، استاذني بالجلوس وارتحت قليلا ولكن طريقة دخوله الي الغرفة بتلك الطريقة دون استئذان ما زالت تربكني ، لدرجة انني في غمرة المفاجات نسيت ان اقدم له ابسط اوليات المجاملة السودانية بدعوته الي الجلوس وشرب فنجانا من الشاي . قلت لكم ان طريقة دخولى الي غرفتي قد قطعت حبل تفكيرى وسيطر علي مشاعري بقوة ولا اخفي عليكم انني في فورة هذه اللحظات التعارفية القلقة كنت مشدودا بقوي خفية للتعرف عليه اكثر . ان نفس الانسان ميالة للفضول قلت في نفسي ووجدت نفسي تقول ولو لم يكن كذلك لما اخرج ادم من الجنة . فالخطيئة الاولي في تاريخ البشر كان بواقع الفضول . الشيطان يواصل كلامه ,, بكل بجاحة وانا اتابع كلامه كانني طالب مجبور للاستماع الي محاضرته ولكننى .. تمالكت نفسي او قل ادعيت التماسك ووضعت البراد في النار ونظرت اليه ونظر الي وقال ان البخل شئ معيب واردف اقصد ذلك الافريقي وظننت لبرهة ان رفيقي ربما يكون جائعا ودعوته للاكل وقال لي بلهجة قاطعة لا لا لم اقصد ولكني ذكرته كشي مذهل اثار حفيظتى,قمت من مكاني لا اعرف ما لو ان الماء قد فار وعدت ثانية وتهيات للجلوس وهنا حصل شي غريب لم اكن اتوقعه وهو ان زائري انحني بجسمه . حتي لامس وجهه سجاد الغرفة وبدا ينظر بعناية وتوجس الي اسفل السرير الذى كنت ارقد فيه ، وقال اسمع اصواتا هنا ,ثمة اناس هنا وبدا يهرول في اركان الغرفة وذهب الي الشباك ونظر الي الدون الذي مازال هادئا وعاد الي الغرفة وبدا غلقا ومتجهما وتوجة نحو الدولاب وفتحه ونظر با معان الي محتوياته وبدا يضحك بصورة هستيرية اثارت مخاوفى ولجد ما اذهلنى هذاالتصرف الغريب وبدت لي الغرفة كانها مليئة بالعفاريت ، فكرت للحظات ان اهرب من الغرفة قبل ان اجن ولكني تريثت واستعنت بههم العزيمة القروية وعدت الي ثباتي بدافع من الفضول العارم لمعرفة المزيد وقلت له ماذا يجري اثبت والا ساريك من انا اطرد شياطينك ايها الافعي . ماذا بك لماذا قلبت الغرفة راسا علي عقب ،رد علي وعيناه مفتوحتين في وضع تنافري ،اين هؤلاء الناس الذين كانوا يغنون ويطربون اغان الحياة الرائعة علي ضفاف النيل واين اله الطمبور الذي نقل لنا شدو السواقى . والشادوف اين الراقصات الجميلات من بنات النوبة الرائعات ولماذا صمتت عديلة رائعة الفن النوبي وبدا صوته يعلو بصور هستيرية . اين هم الذين كنت تقص عليهم قبل لحظات حكاوي القرية ونكات سيد تلول وبدا يضحك ثانية متسائلا هل هم من شياطين الانس ام من عفاريت الجن . واين اختفوا باجسادهم وارواحهم تتجول هنا ,ام هم ملائكة باجنحةتطيروهربوا من خلال النافذة وقال وهو ينظر من خلال النافذة مخاطبا الدون ،اه ايها الدون الهادي صديق النيل لاتجعلني اخاف ,الحقني بمدد من عندك ,بمدد من هدوءك ،بقوة من تاريخ روسيا تاتينا نافذة جدار الازمان . بمدد من تقاليد روسيا القوية والعريقة وبنفس من عزيمة القوقاز الاقوياء احفاد المسلمين الاوائل واحمل لي سكينة من روحانيات سمرقند وماذن طشقند اليك اتوسل يا الهي اعطني الصبر وثبتنى علي اليقين . ويمكنني ان اقول لو ان السقف قد انشق ورايت السماء عارية من نجومها وقمرها لما استغربت من تداعيات هذه اللحظات الاستثنائية من عمري ولكن المعتوه وخلافا للتوقعات وتماشيا مع حركاته وتصرفاته التي لايتوقعها مخلوق عاد الي هدوء عجيب وجلس كمن نسي كل شي . وسالني اين الشاى ،كانت الغلاية قد قاربت ماءها الي النفاد, ولكني جهزت له الشاي بما تبقي من ماء وجلسنا جلوس الند للند كل يجلس الي الاخر خوفا من المفاجات ، حمل الكاس وافرغ جقمة كبيرة من الشاي الساخن في فمة الكبير وقال ان الشاي لذيذ جدا ويذكري بقهوة كحيل قلت له ماذا قلت ،، اعطيته تمرتين من القدح المسحور . نظر اليه مليا وقال ،، لا لا الا هذا يا عزيزي ، فالسيبيرية تامرنى بان لا اكل تمرا عندك . قلت له من هي هذه السيبيرية ، زما دخلها بك . قال ستعرف مع الايام ، كل شي ، فكرت في كلامه ، وجاءني خاطر بان هذا الشخص اللذي امامي ، هو خطيب وهيبة وابن عمى حسن استعذت من الشيطان وقلت في نفسي لا لا ، يا عبد المعين لاترهق نفسك بامور الناس دع الايام تخبرني بما هو خاف عني .لكن ذكره لبعض المعالم اربكني لان قهوة كحيل ,قهوة في منطقتنا وراودني سؤال بديهي من اين لهذا المعتوه ان يعرف معالم قريتي ولكني ادرجت هذا السؤال في سلم المفاجات العجيبة ,كان صاحبي يمص الشاي مصا وكلما افرغ جقمة في فمة كان يفتح فمه الكبير ويحرك فكيه بحيث تضرب اسنانه مع بعض محدثا اصوات مزعجة وقال هل تعرف الموسيقي النوبية ، هل سمعت بملحمة وردي موز وهل سمعت بحكايات ايسب وحيلة وهل سمعت باغنية شامة ,اه لروعة الارض النوبية وقراها ومدنها وجزرها وجبالها واه لك ايها النيل الاتي عبرالقرون وانت تعطر بوادينا وودياننا وانشد بصوت رخيم هذا البيت من الشعر . عطر البوادي والمدائن والحضر ميسون عزتنا وماضينا النضر ولجد ما اذهلنى ترديد لهذ البيت من الشعر الذي احبه جدا من قصيدة طويلة في امجاد النيل وساكنيه ان الشيطان يقرا افكارى قلت في نفسى .. ذادت مخاوفي بصورة مدوية وكان فضولي عارما ورغبتي جامحة لمعرفة المزيد عن هذا الزائر العجيب وبدات اشك ان كنت انا في حلم ام واقع ولكن المعتوة لم يمهلني وقطع حبل افكاري العميق . شرب المعتوة الشاي حتى نهايته ووضع الكباية علي الارض او رماها حتي تناثرت شظاياها في كل الغرفة لم تكن الرغبة في جمع ما تناثر من حطاملاني كنت متابعا لمفاجاته التي لاتنتهى . قلت لكم يا صحابي ان المعتوة قد شرب الشاي كله واستعدل في جلسته وقدم لي واجب الشكرونعتني بصفات الكرم والاصالةوالشهامةوالنبل وقائمة اخري من الصفات الجميلة حتي ظننت انني الحاتم الطائي . وقلت له حسن كفي ونظر الي نظرة مبهمة فيها الف سؤال وسؤال وخرج سريعا بعد ان استاذنني لخمس دقائق . كنت خائفا .. طلبت المدد واكلت تمرتين من القدر المسحور .. شعرت بالراحة وزال الكابوس الذي جثم علي صدري واحال حياتي الي فزع رهيبولو الي حين ووجدتها فرصة لتقييم الموقف بصورة صحيحة دار بخلدي شريط من هذه الاحداث المتلاحقة وشعرت بصداع رهيب كاد ان يفقدني عقلي ، لا ادري كم استغرقت خلوتي ولكني وجدت المعتوة واقفا امامي حاملا كيس اسوداا كبيرا ، قلت له عدت بسرعة يا ابو الحسن ورد علي وهو يضحك تلك الضحكة الغامضة والمخيفة احيانا ,انا ابو المواعيد ان اردت بعض الحقيقة وان بحثت عن الحقيقة كلها ستجدها في فنجان قهوتي الصباحية ، وواصل كلامه انه يمكنه ان يضيف بلا فخر انه السوداني الوحيد في هذا العالم الذي يقول ويفي بمواعيده بالدقيقة والثانية . وبدا يقول نعم نعم الثانية جزء من الزمن الحسي وما حياتنا الدنيوية الا مجموعة تلك الثواني وقلت له وانا اضحك لاول مرة . دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني . وقال فرسان وهو يضحك ويكاد يطير فرحا ,ياله بيت من شعر رفيع . وربما كان شوقي دقيقا في مواعيدة ان جدته ذات الدماء الشركسية ربما اورثته بعضا من تقاليد القارة العجوز . المهم ان فانوس بدا يخفض صوته وواصل كلامة وامسكني من يدي اليمني وقال المهم انني لا اريد ان استفذ مشاعرك لسوداني وطني ونوبي الهوى وقلت له مقاطعا لا يا اخي كلنا في الهم شرق واردف فانوس يقول ان له رايا اخر تماما في تقييم هذه الصفة اذ انه يعتبره وليدة الطيبة والتسامح المعروفتين عند السودانيين تلك وجهة نظر صحيحة قاطعته ... ابتسم فرسان وواصل حديثه الشيق الذي بدا رويدا رويد يداعب عقلي المحب للافكارالنيرة ,المهم انه قال فيما قال ان السودانيين دائما ما يفرطون في التعامل مع الاخرين ،حتي مع اقرب الاقربين اليهم وان الانسان السوداني دائما يعامل الضيف كتعامل اشبة بتعامل الطبيب مع مريضه وقال انه يمكنه جازما ان يضيف ان السودان هو المكان الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع ان يعيش فيه اي انسان دون ان يكون له سابق معرفة باحد وهو لايحمل في جيبه جنية واحد وفي الارياف مثلا يمكن لاي ضيف ان يذهب الي المسيد . وما ان يعرف اهل القرية ان ضيفا قد حل بديارهم حتي يتسابقوا اليه وهم يحملون اطيب مالديهم من طعام والتي غالبا ما تكون من لحوم الماعز المصنوع بالطريقة النوبية القطر قام بحيث توضع اللحمة مع البصل والطمام والبهارات في ان واحد ويقفل الحلة بعناية في نار الحطب والذي يجلبونه دائما من نخيلهم وبعض الجبنه المصنوعة يدويا دون ان تنزع الدسم من الحليب والي يسمي لبنا وياتون بالشاي وباجود انواع التمر النوبي من القنديلة وبنت المودة والجاووالبركاوي .. واردف يقول وفي المدينة مثلا ما عليك الا ان تطرق اي باب وتطلب الطعام واضاف يقول بعد ان سكت لبرهة وتحسس الكيس الذي يحمله . ، ربما هذا من اسباب تخلفنا عن ركب الشعوب وقطار المدنية ،ثم انحني ووضع الكيس برفق واخرج منها قارورة مكتوبه عليها (( فودكا بالروسية )) برغم علمي ان الفودكا جزء من حياة روسيا ,الا ان اتيان المعتوه بها علي هذا النحو قد اصاب كبريائي في الصميم ، لانني كنت صامدا طوال هذه السنة وبعيدا حتي عن زملائي الذين انغمسو في الحياة الشرقية منذ الوهلة الاولي . قلت له اسمع يا فانوس تاكد انني لن اسمح لك بتمثيل هذه المهزلة هنا اذهب الي الحانات والبارات واختر من ندمائه ما شئت ولتكن اذنيك الكبريتين قد سمعت كلماتي المشحونة بالرفض .. وتابعت كلامي لا اريد ان اعكر لك لحظات ضيافتي لك ولكني مصر علي ما اقول سكت لبرهة وقرات مسحة حزنة علي وجهة ، سرعان ما تدارك صمته وقال انا لست من عفاريت الحانات ولا مرتادي البارات انا بسيط .. حتي الدكاي لم اقربه في شبابي وكنت رجلا مسالما بسيطا واعيش علي حالي . ولكن مشاكل الحياة الاغترابية من فلس وشوق وحنين جارف الي مراتع الصبا واختلاف العادات والتقاليد وهجمة الثلوج واشكال الناس .. وتنوعهم ارهق قدراتنا التحملية ولتكن هذه الليلة مراجعة للذات دون خوف لان الفودكا ستنسيني ولو الي حين وقع الصدمات المتتالية و تابع كلامه اخي اسمح لي ان اقول لك ان الشرب ظرف طاري بالنسبة لي ولكل ظرف متتطلباته ،كان التحسر واضحا في صوته وتاكدت انه لا مجال لثنيه عن قراره . مما جعلني ارضخ لطلبه ، وحسبي ان اقول لكم يا صحابي انني اصغيت لصوت عاطفتي القروية ولم اقف عند هذا الحد بل اعددت له عشاء السكاري كما جهزت له الكؤؤس وقليل من الجبنة والزيتون والزبدة ومكعبات من الخبزالمستطيل البر الاسود اللذيذ ، لياخذ راحته تماما . ثمة شئ شيطاني قد مس عزيمتي في الصميم . لانني ما زلت اسمعه وهو يقول ان لايحبذ ان يركن عقله ولكن اليوم بالذات له ظرف طارئ يريد ان يشرب نخبه ويطلق الكاس للابد وفجاة انتابتني مشاعر مختلفة ودار في خيالي ان صوت هذا الذي معي هو صوت حسن ودون شعور ضربته في وجهه بقبضة يدي وطار القناع ودخلت في ذهول واستدركت اقول حسن ما الذي اتي بك الي هنا وما الذي جعلك تتنكر بقناع في وجهك وهي هذه اللحظة بدا يبكي ويقول . هل تعرف يا صديقى ان ميدوب ضربني بخاتمه ورد لي عقلي الذي جن وبعد يومين فقط جمعت ما تبقي من المال الذي اخفيته وسافرت الي هنا وحمد الله انك وصلت ايضا وهاذا كما ترين حسن الذي تعرفين اه كم كانت المكاشفة جميلة ومريحة تعانقنا وضحكنا .. دققت في وجهه ووجدت شيئا ما كانه قناع ووجدت خيطا متدليا من الخلف . تتبعت الخيط ومسكته وشددت بقوة . واذ بالقناع يتدلي ارضا عن وجهه لجدما كان دهشتي . انه حسن . حسن جمعة . الرفيق العفريت ضحكنا كثيرا . وفي هذه اللحظة دخل علينا اربعة من اصدقائي هم مازن الجعلي وجوزيف وهو من عرب البطاحين ولقد اسماه والده هذا الاسم الغريب لانه ولد في ليفربول يوم كان والده في مامورية هناك وارباب الشايقي ورسلان شاب يدرس معنا من طشقند وما ان دخل هؤلاء الا ان دعاهم حسن جمعة للشرب وليس هذا فحسب بل خرج الي اعلا النافذة ووضع نصف جسمه في الهواء وكاد ان يطير من الطابق الثامن عندما رفضوا مشاركته الشراب وهو يقول اما ان تشربو او ان اموت وامتثل الجميع للامروتناولو كاسا وهنا اطمئن الشقي ونزل سريعا وبدا يضحك ويقول ما دمتم جئتم هنا فانتم تمثلون السودان كله علينا ان نضع تصوراتنا لمستقبل بلدنا المضطرب ,قال رسلان ما ان تدخل السياسة بالباب حتي يخرج الصدق من الشباك واردف يا لحبكم للسياسة ايها السودانيون نحن هنا لا نحب السياسة والذي يناقش السياسة واحد من اثنين اما دارس لها ,اما شخص يريد المناصب ويرتقي الدرجات ويريد ان يكون حاكما او رئيسا . جلسنا جميعا والشي الطيب ان المعتوه قد نسي امري واصبح يصب لهم ما امكن ذلك وسررت جدا انني استطيع بعقل صافي ان ادير هذة الجلسة وادون ما فيها من مفاجات . بعد ربع ساعة كان الجميع في نشوة الصهباء غارق وبدا حسن الكلام واخرج ورقة من جيبه وقال الجماعة قد قتلو ابن عمه لسبب غير معلوم واظنه مرتبط بامر تجارة العملة وان الرجل المقتول كان وحيد ابويه وانشد يقول ، انه لم يحزن في حياته لمقتل شخص او وفاته كما تحسر علي رحيل ابن عمه عبد السميع حاج علي ، لقد كان عبد السميع رجلا عبقريا وكان يمتلك مواهب كثيرة كان فنانا وموسيقيا وشاعرا ورساما ونحاتا ، وفوق ذلك كله كان اكاديميا ناجحا‘ وكيف لا وهو الشخص الوحيد الذي اكمل مراحل الابتدائية والمتوسط والثانوي في ست سنوات فقط ، اعتقد انه لم يكن مهتما بالمال وشئون التجارة وان كان يريد ذلك لكان اليوم واحدا من اغنى النوبيين لقد كان والده هو المتعهد الوحيد لاكثر من خمس وعشرون داخلية طلابية وكان يملك 9 لواري وثلاثة وعشرون مركبا ، ومزرعة تضم بضعة الاف من المواشى ، لم يكمل كلامه وبدا يبكي ثم وقف فجاة واخرج ورقة . وبدا يقرا بصوت عذب ونبرات واضحة هذه الكلمات والتي ربما يكون قد كتبها أيام مقتل عبد السميع ، ....... ابكى يا شجر الهضاب ، اشرئبى للسماء واذرفي عبر السحاب ، اسكبي الدمع سخيا بين اطلال الخراب . فزمان الامن ولي وزمان الغاب اب . ورياض الانس دالت واتي دغل الذئاب . ارى كل السهل دمعا واروي احراش الهضاب . اعمرى رمل البراري واسقي اشجار الشهاب . وارسمى بالصمغ دربا يرتجى منه الاياب . ضمدى بالغصن جرحا غار من حرب الحراب . وامسحى بالغصن دما سال من جرح الشباب . وسكت قليلا وقال . تخيلو هل كان بالإمكان تفادي هذه الكارثة ؟ وهل يقبل بشري واحد مهما كان انتمائه لفلان . اوغضبه من علان ان يرتكب مثل هذه الجريمة ؟ وهل ان لنا ان نحكي عن هذه السابقة الخطيرة ماذا سيقول التاريخ عنا ... الإسلام يا سادتي دين البشرية دين القيم والأخلاق ... دين التكامل التعاملي في ارقي صوره دين العدالة الاجتماعية .. دين التاخي والأمانة .. ولكن يا سادتي عندما تخرج اعمالنا عن طورها وتنحرف عدالتنا عن أسس الدين والصلاح . سيحكى غيرنا عنا بصورة سالبة ... سيروى عابث في اخر الدنيا اننا نروى للعالم ثقافة . القتل في أمور بسيطة .. لكن الإسلام حدد لنا القواعد الصارمة لتحقيق العدالة من أراد ان يفسد ويسرق فليكن بعيدا عن استخدام الدين غطاء حتيلايضحك العالم علينا كيف كنا وكيف صرنا وفي رحاب الجوع والداء واسراب الذباب كيف سادوا وتمادوا باسم ايات الكتاب كيف صار الدين مخلب كيف صار للدين ناب كيف صار الظلم فينا سيد البيت المهاب قد دنا يوم الحساب ... يوم تدفن يا عرابي وانت حي بالتراب انتهي كلام المخبول حسن ... انصت الجميع وبتركيز شديد علي هذا الشعر العالي , خاصة ان مقتل هذا الشاب النوبي قد أصاب الملايين بحزن عارم ... وكانت طريقة قتله دون محاكمة وذلك لانهم وجدو في خزينة والده الفين دولار امريكي والف جنيه إسترليني وثلاثة آلاف درهم امارتي والمصيبة ان هذه الأموال كانت تخص ورثه والده ,, حيث ان الوصية تقول ,لايحق لاحد فتح هذه الخزنه الا بحضور الورثة وعندما مات والده فجاه اصر الورثة بالتعجيل بقسمتها تلبيه لنصيحة والدهم وكان عبد السميع مسافرا الي أمريكا لاستلام شهادة الدكتوراة من جامعة كليفورنيا وكانت رسالته ,, كيف شيد النوبيون العظماء الاهرامات النوبية . واثر واثر تلك القمم الشواهق فيما بعد في نهضة مصر الفرعونية , لكن ربما كان القدر يناديه او أحدا قد وشي به ، انه تاجر دولارات خطير .. المهم ان مجموعة العساكر ، ذهبو الي بيته واقتادو عبد السميع اللذي كان موجودا بالصدفة في غرفة الخزنةوسالوه عدة أسئلة وكسروالخزنه وحملوا كل مافيها. لم يعرف احد اين ذهبو به ,, وبحث الكثير الناس عنه في كل مكان الا انهم لم يجدوا اثرا له ,,,, وفي المساء سلم جثمانه الي ذويه وجاء في تقرير الطب الشرعي انه مات بضربة شمس ... واضيف في التقرير اما اثار الحبل على الرقبة ... قيل انه وقع في زربيه البهائم ولسوء الحظ خافت الأغنام واثناء هروبها التف الحبل اللذي كان مربوطا به احدالغنمايات حول عنقه ماجعله يختنق ويموت فورا ... تلك كانت الرواية الأكثر تداولا بين الناس .... كان الجميع قد نسي الموضوع او تناسوا سرده الطويل وظلوا يشربون وحسن ... سارح في شرحه لسبب كتابته لهذه القصيدة لكنهم انتبهوا عندما انتهي حسن من كلامه وتلطيفا للجوا وكفارة للاهمال قام احدهم ... الله ما هذا يا حسن ، قال صلاح الجعلي ان الله يضع سره في اضعف خلقه ، من اين اتاك شيطان الشعر وقام من مكانه ونظر الي الدون وقال مازال النهر يجري في مساره القديم وان الدنيا لم تنقلب بعد ،، ودخل رسلان الخط وقال انك شاعر عبقري ذدني من شعرك اوصف لي بلدك يا حسن اوه نوبا وياله من مكان النيل والتاريخ ، ماذا عن الحياة هناك وهل هي منطقة غنية ، ام منطقة فقيرة ، هل تاكلون اللحوم ؟ ام انتم نباتيون . صف لي الحياة النيلية . وكيف يعيش الناس هناك . هل يحكمها القيصر . هل هي تابعة لروسيا الفيدرالية ام لامريكا . زعل حسن من كلام رسلان . عن اية روسيا وعن ايه أمريكا تتكلم ،، نحن بعد المشتري يا ابن ,,, اعتقد انه أراد ان يقول يا ابن الغلفاء ، وسررنى عدم تكملته للعبارة ، نازعتني المخاوف وقلت ماهذا العفريت انه لايكف عن الكلام ، يا لحظي اه ... وتذكرت في سري ادريس جماع وتخيلته يكتب بعض مقاطع من اشد قصائده بؤسا ..,. في جدران بيت بائس في مضارب العبدلاب في حلفايا الملوك وربما يكون ضربه مس من هوى فتاة كاهلية اخرى .... ان حظى كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالو لحفاه اجمعوه ، صعب الامر عليهم ، قال بعض اتركوه ، ان من اشقاه ربي كيف انتم تسعدوه وكان حسن مازال يغيظ كبريائي ويلجم ساحة حريتي ، ويكبل يداي بحبل من الغيظ لا يقاوم ، هاهو حسن يواصل استفزازي ,, اذن استمعو اليه معي كان قد وقف يجوب الغرفة قائلا ، يعنى يا رسلان لقد طار غاغرين الي الفضاء وانت لاتدري اين تقع أراضي النوبة وحتي افريقيا الم تسمع بحضارات كوش ومروي في السودان الم تسمع بخوفو وخفرع ومنقرع في مصر الم تسمع بابو الهول ... الم تسمع ببحيرة فكتوريا ، وشلالات السبلوقة ، الم تسمع بالسد العالي ، واغراقه لمدينة وادي حلفا ، الم تسمع بأكبر بعثه اقامتها منظمة اليونسكو في التاريخ ، لإنقاذ تلك الكنوز التي انطمرت في البحيرة النوبيةالم تسمع بعمارة دنقس وعبد الله جماع مؤسسا مملكة الفونج ، الم تسمع بعجوبة المراة التي خربت سوبا ، الم تسمع باميرة الكاهلية والتي سلبت عقل صحابك عبد المعين ، الم تسمع بثورة الامام المهدي ، يوم ان قطع جندي شجاع راس غردون باشا حاكم الانجليز وقدمه الي الامام طمعا في ابداء ولاءه المطلق ولينال تمثال ابن النيلين البار ربما ، لم تسمع بمعركة كررى ، ... اذن ساغنى لك ، نخب نهرينا ، النيل والدون ، ونخب السودان العظيم ، نخب ابطاله الخالدين ، نخب الازهري ، زعيمنا الخالد وعن امجاده ، يوم رفع علم الاستقلال ، وقبل ذلك كله ، وبعد ذلك كله ، نخب الماجدات ، من مجاهدات وطنى.. في سفر الاستقلال ... كرري تحدث عن رجال كالاسود الضارية ، خاضوا اللهيب وشتتو كتل الطغاة الغازية ، والنهر ينضح بالضحايا بالدماء الغالية ، ماهان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية ، هذه الاغنية تحكي جزء هام من تاريخنا ، الم تسمع بالامام المهدي ، وقياداته العسكرية ، عبد الرحمن النجومى ، ومحمود ود احمد والزاكي طمبل الم تسمع بيونس ود دكين ، اللذي قدمته المهدية عريسا للملكة فكتوريا الم تسمع بتوتي متحف النيل عند التقاء شطريه انها كشطري انثي جميلة .... وتمتد رقبتها ناحية شندي وتتمايل عند محطة ام علي وصدر النيل يا أبو جهل عند عطبرة ، ولكن الوجه الفتان في بلاد النوبة ، تخيلتك يا نهر النيل انثي راقدة .... وبين رجليك اثمرت فواكهة الجزيرة ، وقلت في سري وانا اكمل كلمات هذا المعتوه ... ولك ان تقطف الثمار يا عبد المعين وانت تتناول تمرتين من القدر المسحور ، من ارضنا البكر ، ولكنني التفتت اليه ، اوقفته بنظرة جادة ، وقلت له .... تبا لك أيها المعتوه يا حسن .... قف عن خزعبلاتك نحن شعب لانقبل مثل تلك الاوصاف فى حرائرنا .. انما نقول للمراة .... أيها الليل مالسحرك راو ، غير حلم من الجمال اغر ، نحن هكذا يا اخرس ، نعشق النساء الجميلات ، فكم كنداكة خلدها الفن مع النيل ، فنحن معشر الشعراء لايتملكنا من افيون الشعر ، الا ضخب الاضواء عندما ينام الابالسة ... انتهى كلامي له .. .... لم يعر المعتوه لكلامي أي اعتبار كعادته . كان المجنون يعتبر نفسه خلاصة الابداع ، وكان يعتبر تخاريفه امثالا عبقرية ، وغاية ما يتمناه كل عاشق ان يسمعه ، ويعتبر حياته الانموذج الأمثل لكل فارس نيلى .. اخذت نفسا طويلا وانا مغمض العينين ، وقلت ... أي غرور يسكن راس هذا الافعى احقا ... اختلطت في خاطري مشاعر جمة ، لكن حسن مازال يهذي ويواصل تمتماته ، اذن لنرجع لحديثه ، وكان يقول ... يا رسلان ، انا اخاطبك انما ... اخاطب فيك حضارة روسيا ، والدون في هدوءه العجيب ، كم من ابراج شاهقة رمت ظلالها علي سطحك ايها النهر الخالد ، وكم من قارورة فودكا وزجاجة شمبانسكيا رميت علي شطانك الخالدات ، اخاطبك رسلان العزيز كشريك لك في حب روسيا ، وحب الدونيات والقوقازيات .... اي جمال يسكن في هذه الارض المعطاء !! ؟ لك وحدك كل جنوني في الكلام ايها الدون الهادي ، اما هؤلاء القادمين من صحاري افريقيا وغاباتها ، لا شان لي بتثقيفهم ... ان كل ما أقوله فقط ، مقتبسات من تاريخ بلادى . وتلك الأمانة قد حملناها معهم . وخلده شاعر حلفاوي قح هاجرت جدته ذات يوم من جزيزة صاي وتزوجت هناك .................... حين حط المجد في الأرض دروبها ، عزم ترهاقا وايمان العروبة ، عربا نحن حملناها ونوبا .. هذا جزء من تاريخنا وكيف هزمنا الانجليز ، وطردنا المستعمر البغيض ، واظنك لم تسمع أيضا ، بمملكة اكسوم الحبشية ، التي حاولت ان تغزو أراضينا منذ الاف السنين ، وان كان ثمة تداخل بين الحضارتين الا اننا لم نكن لنسمح لاحد . ان يعرض عضلاته علينا ... كما كنا نحن الاولين بتكوين اولي حضارات البشر كنا سباقين لنشر انجازاتنا وعلومنا ، أي سطوة ملكت ايتها الحضارة النوبية الخالدية ، خذ كاسا اخري واترك تخريفك ايها التمساح العجوز ، قلتها بصوت عال ...وانا اطمح في المزيد اختلطت مشاعرى ... الكلمات الشاعرية الجميلة تسلب العقول مهلا يا عبد المعين قلت مخاطبا نفسى كان الرجل يوجه حديثه لهدف واحد انه رسلان الروسى لكن رد رسلان لم يتاخر كثيرا اذا قال له ................. ان كنت قويا حقا ومفتول العضلات كنت سالقبك تمساحا نيليا لكنك علي ايه حال خائر القوي نحيف انهكتك امراض افريقيا وسكت ثم نظر الينا جميعا الواحد تلو الاخر بغموض ...وقال اهل لكم وطن!؟ ام ماضي وطن .... اين حاضركم واين انتم من خارطة العالم الان .. لجدما غاظنى كلامه ، لكني لم اسكت ، وقلت له احقا ان تعليمك بجغرافيا الكون تحتاج الي ميزانية خاصة من وزارة التعليم الفيدرالية الروسية ... وقام حسن من مكانه وقال اسكت انت مخاطبا شخصي ووجه كلامه الي رسلان نيابة عني او عنا ان جاز التعبير ... .......... وبدا ينشد مرتجلا والعرق يتصبب من جبينه غزيرا ........... اتسالنى عن وطني ... فما وطنى سوي كهل يسير علي خطي الوهن ، يسير ينوءبالاثقال والاغلال والمحن ، تفيض به دموع الحزن والشجن ، يحمل راية السجان والجلاد في البدن ، ويلملم ان يجد قبرا ويستر في طى الكفن ، يري الاخلاق والاسلام يمتحن ، وتسالني وتسالني ... قلت في نفسي مخاطبا حسن احقا انك انسان مجنون ، كيف تتغير انفعالاتك من اقصي اليمين الي اقصى اليسار الجنون فنون ... ماعاش فينا من لم يراك اليوم تهزي يا حسن غدا تصير سقراط الحكيم ربما لا احد يعرف تصريف القدر ، .................. ودخل جوزيف في الخط وهو معروف بميوله الادبية وايضا كاره للسياسة وقال اسكت يا حسن يا سادن ، ولاتفضحنا امام الضيوف ، لاتنس انك ضيف وهذا ليس ببيت لك علي كل حال . اسكت يا اخى , قلت له لقد زادت تخاريفك ، تتكلم وكان في المجلس التشريعي لقري الشمال واظن ان عينك علي العمودية حينما تعود الي الوطن ، لكن امثالك لا ينفعون لقيادة ركن نقاش في كلية بائسة اقامها متسول ، علي انقاض ارض حكومية ناهيك عن قيادة عمودية لها تاريخ وانت بطبعك سادن ربما تستفيد من الدعم السري للسدنة وتفصل لنا ثوب بطل حقيقي اترك عنك البلاهة أيها النوبي الاحمق فنخيل جدك لم يبقي فيها شي وارضكم بلغها البوار وانت تتكلم كانك امرو القيس تعلم الشعر وتحمل راياته وكانك الخليل بن احمد الفراهيدي واضع العروض وكانك صناجة اللغة وموسيقارها عبر الاجيال يا سادن ..., وخاطبته انا ايضا يا حسن يا سادن ................ اسكت أيها الغافل ,, قال حسن وهو يوجه كلامه الي اتحكى عنى ... تعلم اولا ... من تخاطب .. امثالك لايجب عليهم ان ينظرو الي حتي في التلفاز ... قم وارمى واجب التحية لى أيها الحقير ...خاطبني حسن غاضبا وقبل ان ارد عليه قاطعه الجعلي ايضا ياسادن يا حسن لما تزعل الحقيقة لاتزعل ..,. وانت كما يقول المثل النوبي قربة منفوخة قابلة للانفجار في اى لحظة وواصل ... احقا كل ما قيل فيك صحيح لا لبس فيه ولاغموض ... يبدو انك انتفخت يومان جلسنا صامين نسمع شعرك احقا ان شعرك لاغبار عليه اما باقي عقلك ,,اظنه عقل سخلة وراسك اللذي يشبه كثيرا راس خروف سواكنى ...... لايعنينى ما بداخله لواستثنيا الشعر الذي يخرج منه انت طبل اجوف .... وبدانا نضحك ونضحك عليه بصوره هستيرية وتداخلت الاصوات ,, الكل في عالمه ميت من الضحك ... اغاظت تلك الحالة حسن كثيرا وسرعان ما اتجه ببصره الي الجعلى وعيونه تتطاير شررا ..... ومن انت يا درويش وهل تعرف انت غير الضحك والقيل والقال ان فلانا نجح وان علانا سقط وان فلانة تحب فلان وان علانة قروي وسجمان من قبيلة فلان تخيل معي حتي تلك السودانية المسكينة محبه العلم ودارسة الطب لم تسلم من لسانك تلك الوديعة الحالمة بان تصبح طبيبة احقا انها لاتملك الكثير من المال وهي فقيرة ومن اسرة بسيطة الا انها فتاة ناضجة بما تكفى للحفاظ علي نفسها من ايدي العابسين وبائعي الكلام وانت انت كل يوم تاتي لنا بقصة عنها ... بما انها فتاة بالف رجل من امثالك انت وصاحبك اللئيم ذاك ... لا اريد ان أقول اسمه حتي لا الطخ لساني بذكره انه احقر انسان قابلته في حياتى ..... بعدك طبعا .... بما اني لا اعدكم من فصيلة البشر ولكنى ساحكى لك حكاية طريفة ولكنها مؤلمة صاحبك هذا أيها الجعلي تخيل انه كان جائعا ويكاد يموت بالجوع ادخلته الي غرفتي وطبخت له .... واكل مثل رجل لم يري الطعام من مئه عام اكل وشبع حد التخمة ونام في غرفتي وفي سريري الوحيد ونمت انا في الأرض .. اكراما له وبعد يومين بلغني انه يتكلم بخبث عني .. وانني لم اطعمه ولم اكرمه .... أي نوع من الناس انتم فالانسانية برئية منكم .. يا اشباه الرجال ولارجال ....................
|
#17
|
||||
|
||||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
السلام عليكم..
التفاصيل التي حدثت مع عبد المعين حتى وصوله إلى بغداد مشوّقة ،. ومشاعر جميلة تلك التي نمت بينه وبين ربيعة.. ياترى هل وهيبة ساحرة؟! متشوقة للأحداث القادمة.. وماذا سيحدث عندما يلتقي عبد المعين بحسن ..
|
#18
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
سلام كاتبنا،، شكراً لك..
|
#19
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
وهل هناك سادن للجهل الا انت قال حسن ولكن كلامه ونظراته تقول ان هذا الكلام موجه للجميع واردف يقول مثلا عربيا قديما ...
(( أتذكر اذ لحافك جلد شاة وإذ نعليك من جلد البعير )) وكان جوزيف يقول له اسكت .. ساريك من اكون ولن اجعلك تهنا اليوم ياحسن لاتنسي اننى اقوي منك ان صارعت ستبكي كالنساء ولاتنسي انني اعرف الكارتيه وقام ونط الي السماء كالصينين مسكه احد أصدقائه واطاح به ارضا ,,كان حسن جالسا ينظر اليه بلامبالاه ولكنه لم يسكت وبدا ينشد نعم سادن ........... اجل سادن .............. انا العملاق .......... انا الماكن ............ انا في خلدكم ساكن انا في عشكم داجن انا البركان انا الكامن انا الجاسوس انا في وسطكم مدسوس انا المزعج انا الناموس انا في نومكم كابوس انا الفيروس انا في نخركم كالسوس انا القائد انا الكائد انا لعملكم شاهد وافتك جوزيف من صاحبه وجري نحوه ومسكه من تلاليبه وقمنا جميعا وافضينا الشجار واقعدناهم لنستمتع معا بهذه اللحظات المجنونة وقال ستري يا حسن سنذيقك الهوان يا حثالة يا صهيوني يا حلاب التيس ساعيدك لتركب الحمار ثانية وتعش هناك يا مجنون ان كنت نوبيا حقيقيا ونيليا شرب من مائه لم تكن بهذا السوء وصاح باعلي صوته انت مزروع وجاسوس ورد عليه حسن .. انا يا حثالة البشرية يا ملعون ؟ انا بذرة الفاشية السوداء يا مجنون ؟ انا لا لا اقتل الاطفال لا لا ادمن الافيون انا شعب اجتاز مراحل الاحلام وراح يحطم الاصنام ويزرع في ثري الاعداء حقل سنابل الالغام يبدو انك شيوعي قح وكاره للعروبة يا حسن يا جمعة او انك طائفي بغيض وشخص لاتعرانتماءا للحمة الوطنية ما اسوا هؤلاء ... اترفض هويتك .. نعم اعرف اننا لسنا عربا تماما . لكننا لايمكننا ان ننكر وجود الدماء العربية وان لغة البلاد هي العربية .. ويجب ان تعرف أيها النوبي .. ان حضارتكم قد سادت وبادت .. ولم يعد من يذكر منطقتكم في العالم كله .. ان كتب التاريخ قد انحازت هنا للعنصر العربى او ان التاريخ قد زور بفعل فاعل.. لم يكن للعرب يد في هذ التزويير .......................... ولكن الغربيون كان لهم ماربهم البعيدة كانون يحلمون بالذهب وهاهم في ارض الذهب وكانون يحلمون بسيف بعانخى الذهبى وبسرير الكنداكة اماني ريناس وبالملاعق الذهبة والاسرة الملكية النوبية وكان يحلمون بسن العاج وباراضي مجهولة تحوي مدنا مطمورة ان الكثير من التماثيل قد سرقت وبعضها سرق راسها وبعضها قد سرق رجليه وهكذا لكن الأجزاء الباقية والاف المدن المطمورة التي لم تكتشف بعض كان مطمحا لهم ورد حسن بعد ان كان ساكتا يتامل في جوزيف بعد فترة سكوت انا لم انكر دور العرب .. وارتباط تاريخنا معهم هم جيراننا علي ايه حال ... وانا مغرم بشعرائهم واحفظ معلقاتهم واذكر شجاعتهم وبسالتهم .. وقوه الانتماء لموروثهم .. واذكر عفة قيس وكثير عزة وعنترة العبسي الا تلاحظ يا هرجلة ... جزالة الفاظي العربية لو لم اكن اتابع تاريخهم ومهموم بقضايا من اين لي كل هذا الصولجان اللغوي ..................... الا تسمع انت , ان لغتى سليمة الاتري عيونى ذو الملامح العربية وان كان شكل راسى يمور افريقية اعتقد انه في طول البلاد وعرضه ليس هنالك شخص كامل الانتماء جينيا وذلك لاختلاط عدة جنسيات لكن لاشك ان في جيناتي البعيدة شي من ملامح العرب وقد الهمتن] غزوات العرب وبطولاتهم واشعارهم وفروسيتهم ولكن هذا الجلف والذي يدعي انه شاعر ولايملك ايه ملكات انظرو اليه في راسه يمور غرور ناقص قال وهو يخاطب الجعلي................ زعل الجعلى وارتجل يقول شعرا ركيكا يا فلسفة عني تقول يا هرجلة فيك الخصال الناقصة فيك الخمول يا ابن تلك الحضارات الزابلة وانا انا الا تعرف من انا واردف يقول المعتوه انا ... انا ابن الشرق ابن ابن الوليد ابن الايوبى انا الشبل الحفيد انا سيف حمزة الوضاء في الماضي التليد وانا وهج الثورة البيضاء في العهد الجديد ستري يا حسن ان البلد ماض بالدماء ولا بالسياسة ولا بالمشانق وسنبيد اشكال ومن يناصرونكم وسنذهب الي الامام وحتي لو كان علي جماجم الشعب ,,, لانك حالم ولا احد في البلد كله يناصركم نحن البلد نحن اسياده انا حفيد المك واسال باشوات تركيا ماذا فعل جدى بابن محمد علي باشا اسماعين ... الا تعرف... ام انك يا حسن النوبي لاتعرف شيئا ... احقا انك طبل اجوف وانك لا تعرف التاريخ وان راسك ملي بالشعر الفارغ وهل سمعت يوما ان الشعر يطعم أحدا لقد مات معروف الرصافي سيد سادات شعراء العراق مديونا وكذلك صاحب ديوان اشراقة وشاعر النيلين الأزرق والأبيض التيجانى يوسف بشير وهو يعمل في محطة بنزين .الشعراء يا اخى هم دوما فقراء الامة حتى المتنبي شاعر العربية الأكبر ، مات وهو يمني نفسه بامارة منطقة صغيرة وواصل كلامه ..... انت كذاب ومنافق انت شاعر مهووس وغير عملي وغير عقلاني الشعر لايغيرشيئا ورد عليه حسن بسرعة بل يغير الشعب انت جاهل,, واردف روسيا كلها تسير علي تعاليم تولستوى التربوية... وواصل حسن كلامه في واحدة من اقوى مداخلاته ، اسمعوا نخب هذا المخبول .......................... : اسمع مني هذا الكلام أيها الواهمون مهما فعلتم ومهما نقلتم فسيبقى شعرى سيفا مسلطا ...... وستحكيه الأجيال وستتناقله الاعراب حتي بطون الشكرية واراضي البطاحين وفي مراعي الرشايدة ................. وستكون أغنيات تنشدها بنات الحسانية في بواديهم البعيدة وستتمايل المواشي نشوانة بطرب القوافي لشعري الاتسمع انا احكي ................. واسمع يا شقي القلب يا جوزيف .......... حتي لو شنقوني لن اسكت ......... وقام كمن مسه جن ... وانشد وهو يلوح بعصاه لا ادري من اين اتي بهذا الخيزران ... ... فلتقيميوا في ربا الخرطوم الاف المشانق وتقيموا مهرجان الدم في كل السرادق وازرعوا الطرقات نارا وبنادق غير انا سنقاوم في جنين الرحم في سن الشرانق سوف ياتي كرنفال الثار في كل المناطق من جبال التاكا من قمم الشواهق من سهول الفور من عمق الطوارق من بلاد المحس من كل الجوانب سوف ناتي بالخوارق سوف ناتيكم حشودا وفيالق من جزائر النيل ناتي بالزوارق سوف تنمو من قبور المجد الاف الزنابق : قام جوزيف منفعلا كفي ايها المعتوه فشعرك جنون وغير واقعي نعم الشعراء يتبعهم العفاريت ............... نعم نعم سنجلدكم بالكرباج ونزيغكم العذاب ونفرقكم في شعاب الأرض نحن عندما نسكت فنسكت لحكمة ليس خوفا منك .. انا حفيد المك .. وابن سلالة العبدلاب نحن لانخاف .. فنسائنا فخر التاريخ .. حرائر الشرف الباسقات .. نساء في حرم الجمال دلال ... وفارسات ماجدات في صون انفسهن عند الشدائد والملمات يحكى التاريخ ............. كيف ان الاتراك ارادوا بهن سوءا كيف تصرفن .. يوم المضايق .. حكاية بطولة وسيرة معركة لقد افتدين بحياتهن .. واعدت سيرة حوريات النيل أيام زمان الامبراطوريات النوبية .. يوم كان الملوك يفتدين النيل باحلي عروس ابتغاء درء خطر الفيضانات الهدامة وارضاء لغرور النيل .. فليرحمكن الله يا ناس المتمة الجميلات نعم ... رمين انفسهن في البحر يوم تقرب منهن الانجاس جنود الاحتلال وهنالك قصة اخرى ......................... عجوبة حين ارادت خربت سوبا ورد عليه حسن بذات الانفعال ههههه المك اظنه مازال يجرى التاريخ لم يعرفنا اين قبره وانا مازلت مؤمنا انه مازال جاريا وهاربا اما ستات المك .. نعم هن فخر للسودان وليس هناك واحد في بلد المليون ميل مربع يستطيع ان يقول غير ذلك اما مهيرة بنت عبود نعم نعم فانا احب سيرتها ولكن تلك القصص لاتهمني الان يا معتوه اجلدك قال ،،، هههه ,,, ههاي .. عن ماذا تحدث ’’ من تجلد أيها الارعن ، ليس هنالك مخلوق واحد في العالم اجمع يستطيع لي اصبعا واحد من أصابع يدي انما لامثالي من الرجال انما صنعت السيوف والاقلام والورق . ففارس مثلي ، قال قبل الف عام وكان يقصد أبو الطيب المتنبي الخيل والليل والبيداء تعرفني ،
|
#20
|
|||
|
|||
رد: فارس من بلاد كوش (رواية )
السيف والرمح والقرطاس والقلم ،
انا الذى نظر الاعمي الي ادبي واسمعت كلماتي من به صمم لن اسكت .. وساشعرواغني .. عن الكادحين في بلاد النوبة والمهمشين في الشرق .. وعن كل شي يخالف تعاليم ديننا الحنيف وساحكى بلسان عربي فصيح . انا النوبي .. ليسمعنى الجميع ، وساشعر وادون ، واغني عن كل المهمشين في بلاد العالم ساغني عن الحرية .. وعن الانسان ’’ وعن البسالة ’’ وعن كل مضطهد انما كتبت ,, ساغنى بوضوح ’’ وسمو ’’ وبود وبعلم وبجهل ’’ وبفخر ’ ساغني ، واقول ، عن سراديب المهانة عن كرابيج العقاب ، عن براعم الجيل تقبر في زنانين العذاب ’ ابعثيها صيحة تطوي الشعاب ’ ابعثى الصرخة من وسط اليباب ’ صرخة المفجوع من هول المصاب سوف تخترق الضباب ، سوف تدوي سوف تطرق كل باب ، اكشفى ستر الحجاب ، اكشفى زيف السراب ، كيف صار الدار وكرا للغراب ، نعم نعم سنطلقها صرخة داوية تزلل اركان القري والبطون . وواصل ينشد . سوف تزهر بذرة الشهداء في كل الحدائق وسماء الشعب يوما سوف تمطر بالصواعق ايها العهد المنافق عهد طماع وسارق ، كل ذنديق وابق ، اننا كالسيل كالطوفان ماحق ، اننا كالنار كالزلزال كالبركان ساحق ، فاحذرونا فلواء النصر في العليا خافق ، كلماتي ليست موجهة لمكان معين ، انما للظلم والجور في كل مكان ، في روسيا لضحايا الستالينية ، وفي افريقيا ضد الملاريا والكوليرا وفي أمريكا ضد التفرقة العنصرية ............................... انها للدفاع عن الانسان المضطهد عبر الازمان وسكت الجميع ...... نعم يا سادتي لقد احتدم النقاش السياسي ووصلت افاقا من السمو التعبيري اكثر من اي مكان ولكني رغم استمتاعي بثورة حسن الشاعرية الا ان الخوف قد بلغ مني مبلغا عظيما لان هذا الجدل غير المدبر وغير الممنهج دار هنا في الطابق الثامن في غرفتي واظن ان هذا الشي بالذات يربكني وانا الانسان المحب للشعر والكاره للسياسة وحسبى ان اقول بقدر ما استمتعت بانتفاضة حسن الشاعرية ، الا انني كنت نادما لاستضافتي لهؤلاء الاشخاص لان المدسسون كثر في هذه الايام فان العين المراقبة تزرع الان في فناجين الشاي وانا في غني عن الف سؤال وسؤال ينتظرنى . قلت يا الله احمني من تداعيات اللحظات المفاجئة في جبين القدر واحفظ عبدك من عيون الكيد والحسد وتجار المعلومات . ووقفت بكامل جسدى وقلت لهم اقفلوا باب السياسة والا ساطردكم جميعا . نظر الجميع الي منهم من رضي ومنهم من لم يرضي ولكنهم في النهاية اطاعوا اوامرى , تواعدنا ان نلتقي في اليوم التالي علي شاطي الدون الهادى . جاء الجميع في عصر ذاك اليوم الغائم ,, وكانت الروسيات يتجولن بملابس السباحة مستعرضات اجسادهن الممشوقة بالوانها النحاسية ,, علي كثرة ما تعرضن لاشعة الشمس ،، ان الشاطي يشبه معرضا كبيرا لجميلات الدون . الناس جلوس في شكل مجموعات ، ولكن مجموعتنا كانت مميزة ، كنا نشوى اللحم واتي حسن بكيس كبير ملئ بانواع المسكرات من فودكا وويسكي وشمبانسكيا وكنياك ,,ان هذا العابث الماجن قد اعد عدته ، لاصيادالحسناوات ,,قلت له ماهذا ايها الشقي ,, لم نجي هنا بالغرض الذي يدور في راسك ,,انما جئنا لنستمتع بمواصلة الحوارات الاستثنائية ، في الشعر والاجتماع لا في المهاترات السياسة التي لاتنفع ولاتضر .... اجابني حسن عن ايه سياسة تتكلم . ، هذه ثقافة عامة ..... قلت له مازحا عن سياسة اصياد الحوريات في المياة العذبة ، ورد علي حسن قائلا ... نحن شعب النيل ’’ شعب المستحيل ’’ نهوى تسييس المسيس كل حين ,, ربما نهوى الصدام ’’ كل حسناء نحولها قصيدة ’’ عند حلق الرقص ’’ تبدو كالقوافي المستنيرة ’’ هكذا كان الطلبة يتناولون السياسة خبزا يوميا حتى وهم يستمتعون بسهر الليالي علي شطآ ن الدون بينما نحن نستمع بأجواء الدون الهادئة قلتم لهم .. أيها الاخوة المبجلون في حضرة الشعر ومحراب الادب . أيها الاوغاد عندما تتناولون وسخ السياسة ، اريد منكم إجابة شافية .. لماذا نحن السودانيون ، كلما اجتمعنا كانت السياسة حاضرة ، لسنا في كلية للعلوم السياسية . ولم يات واحد منكم الي هنا لدراسة السياسة ، اعتقد جازما ان غالبية شعبنا مصاب بمرض اسمه السياسة ، الأستاذ الجامعي ولاعب الكرة والرسام والفنان وسائق التاكسي وعامل الورنيش يتحدوثون بكل القوة وذات الفكر عن أمور السياسة وكل سوداني معارض ازلي لمن يحكمه او حتي لمن يجاوره في المنزل فيومنا أيها الاخوة ضائع في ثلاثة أمور ثلثه للنوم وثلثه للسياسة وثلثه لباقى أمور الحياة ودخل الشايقى علي الخط وقال صحيح جدا ماتقول والا قولوا لى .. ماذا استفدنا من انشغالنا بالسياسة نعم نعم لقد احالت أمور التحدث في السياسة شعبنا الي امه نسيت تاريخها ونسيت متطلبات الحياة العصرية . وجعلتنا في ذيل شعوب العالم . وقال متداخل اخر انتم محقون تبا للسياسة ورفع الجميع صوتهم ورددو متحدين لعنة الله على السياسة دعنا نعيش يومنا . ... وفي تلك اللحظة شعرت بأول انتصار حقيقى علي هؤلاء وشعرت بفخر وأصبحت مقتنعا اننا سنقضى ليلة هادئة ولحظات لاتنسى ، وفي تلك اللحظة بالذات . انما تقدمت نحونا فتاتين من شقراوات الدون واستئذنتا بالجلوس وقبل ان نسمح لهن جلسهن وقالت احداهن انا ناتاشا من راستوف وقلت لها اهلا يا سيدة الجليد ,, هل نسيتني بكل هذه السرعة ,,, لم تعر لكلامي اهتماما كافيا لا ادري ربما تكون لها غرضا اخر وقالت الاخرى... انا لينا من لينغراد وقالتا وهن ينظرن الي بعضهن نحن زميلتين في معهد الطب وقال جوزيف مازحا هنيئا للطب ..... وواصل موجها كلامها للفتاتين مازحا ,, مثل هذه الفاتنات العلاج عندهن لاتحتاج الي ادوية نظرة او نظرتين منهما عند اللزوم تزيل المرض وضحكنا كلنا ... ودارت عجلة الونسة بين الجميع .. قال حسن ,,ناتاشا معهد السينما يليق بك ,, فمثلك يا انستي يمكنك ان تكوني بطلة عظيمة لفلم يجسد احداث الدون الهادي فناتاشا احدي بطلات الراوية شبهك تماما ,, قد تكوني فتاه مثلها جامحة وشرهة وقد أكون انا غريغوى ... لكني لااملك مثل حصانه كما انك لاتحبينني مثل ناتاشا .. لكن الأيام كفيلة بحسم الأمور في صالحي ونظرالعفريت حسن الينا كانه يريد دعما معنويا من الجميع ولكنه بدل من ذلك وجد شماتة صامتة من الجميع الا انا حيث ... قلت لحسن هامسا اسكت ايها الافعي ,,لاتفتح لنا ابواب جهنم ولكن حسن لم يعر كلامي اهتماما وانما واصل حديثي ,, ان الجميلات من امثالك ياناتاشا خلقن لامثالى من صناديد النيل وفراسنته وهن روح الحياة ومتعتها ,, ضحكت ناتاشا بصورة هستيرية وطلبت لها وللينا بعض الماء وكانت تضحك وتتمايل وتنظر الي الجميع كانها ارادت ان تغرى الجميع لكن حسن صب لهن قدحين من الشمبانيا مع بعض الشوكولاتا وهو يقول لوكنت املك مصنعا للفودكا لكتبها باسمكما ,, تناولت الجميلتين كاسات الشمبانيا بحب وتوق وقامتا ترقصان .. قام الشايقى كان مسا أصابه واقترب من ناتشا ولكني نهرته واجلسته حتي لا ليرقص مع ناتاشا وقام بنجن ليرقص مع لينا أيضا ولكني حاولت اقناعها الا انه رفض وامسك بيد لينا وظل يمرجهمها اغدا سنتذكرك وسنتذكر ايامك الخالدات اذا امد الله في عمرك عد الينا واحضر معنا العيد ....وبدات تغنى اسرجت قافلتى على الوعد الطهور انها موسيقي هادئة وجميلة ركزت علي وجهها الصافي الجميل وصعقت انها امراة الجليد نظرت الي وضحكت احقا لم تعرفي يا حبيبي .. كنت متاكدا انك لم تعرفني ما اللذي تغير فيني لاني ضبغت شعري بالون الاسود ولبست بنطلونا من الجنز بدل الفستان اه انها لحظات رائعة لو عادت ناتاشا الي لكنها علي الاقل الي الحين في حضن شاب اخر بقيت انا وحيدا اتفرج اليهم والغيظ يملا قلبي وهن يتمايلن مع انغام اغنية عديلة ................ وبدا الجميع يتفرج علي وهم في قمة استمتاعهن .... وعندما بدا حسن يغني بصوت جميل ,, لم يجدي حسن ترديد اغنيته النوبية مع الروسيات وسرعان ما انقلب الي الغناء الافرنجي وبروسية مكسورة ابتغاء الاستثارباهتمام واحدة منهن لقد كان حسن يرتجل كلمات اغنية خاصة ، من دون اية تجهيزات اذن فلنستمع ماذا اعدها لنا كم اشتاق اليك ياجميلة يا لؤلؤة كسيت بماء الذهب ويا غزالة اذ تمشي وتنتشي كوردة مزهرة . اسقيك حبي لتسقني كاس العذوبة من رحيق شفتيك . تمايلي وانتشري بين يدي وتراقصي في عالمي . واملاي الفرحة دنا وتمني . كل شي هنا مبهر اغنية حسن و الدون هادي وجذاب . ليس هناك امتع مما اراه كل ذلك لايهمنى، لانه في عقلى ,,,, مازلت امل في تلك الشقراء كيف اقنعها ان ترقص معى ايضا ... ذهبت للشايقي وقلت له دعنا نلحس معك من العسل قليلا نظر الي وهمس في اذنى ...... لمن تركت لحس العصيدة ياتربال النحس خاطبني الشايقي قلت له يا عفريت ،، العصيدة اكلة شعبية لاهالي وسط وغرب السودان نحن لاشان لنا بها ...قل لي مثلا من اين لك احتساء كاس من الدكاي او الشربوت كما يسمي عندنا تحببا علي ايه حال ’’ هذا الوغد لايرديني ان أكون سعيدا هذه الليلة كنت اعرف انه انسان نزل ووقح ، واناني ,,يحب الاسئثار بكل شى ، وقلت جوزيف وهو بجانبي اخشى ، ان يكون هذالا الوغد وزيرا في يوم ما وينهب كل مقدرات امتنا كان جوزيف يضحك ويقول ، لا لا لا انشاء الله مايحصل ، وأيضا لا نعيش كثيرا لنري ، مثل تلك الاعاجيب ، ................... عدت انظر اليه واري وجهه العبوس ونظراته الكئيبة الى ، وكنت حزينا ,, وأقول كيف وقعت هذه الوردة البريئة في بطن الحوت ولكني علي ايه حال ، يئست من عنادهوتشبثه بهذا الكنز الغالي ورضيت بقدري وجلست استمتعت بالاجواء . و منظر الحوريات والشمس التي تغالب السحب الكثيفة والخضرة التي تكسو كل الارض ومنظر الفنادق والابراج من الشاطي الاخر اه ان قلبي يكاد يطير ، ولكني لم استطع ان اصمد كثيرا ، وقلت ربما من تلك العينين الزرقاويتين ينبع نهر الدون ومن مداد الماء الرطب في شفتيها كتب شولوخوف الدون الهادي ، : ان صراع ناتاشا ولينا علي غريغوري بطل الدون الهادي لم يكن عبثا قد لا ينتصر الحب لاحد في ديار القوقاز . والقلوب المحبة هنا اظنها معلق بين السماء والأرض : وقمت من مكاني بسرعة وتوجهت لحسن ورمقته بنظرة حادة . لعله يفهم ان صبري قد اكتمل . ولكني لسبب مبهم خاطبت ناتاشا ، اترك هذا الفوكس وتعالي معي . ان حضني دافي واستوائي ، هل ترغبين بالدف ؟ وبالدلع . انا جاهز لاقدم لك رومانسية نيلية مع نشوة الشمبانيا . ,, مازال الشايقي يمارس هوايته بالاستماع بلحظاته مرة بالرقص وتارا ببعض القبل في خد ناتاشا . ولكن فجاة حصل ما كنت اسعي اليه تركت ناتاشا الشايقي واتجهت الي وحضنتي بقوة . وقالت كنت اريد ان اغيظك . انت فارسي وجوادي .. تملكين شارة العشق ، وانغام الجمال ، واستطردت قائلة ، اريد ان اذوب علي وقع انفاسك الملتهبة وصدرك العاري يكويني منظره ، انا امراة كلي شرارات ، هنا تتولد ومضات العشق ، هنا في خدي تضي نجمة السعد انا امراة لاتشبع ، انا البحر لاساحل له ، اذن ابحث عن اللؤلؤ والمرجان ان شئت في عالمي سرعان ما حضنتي وقبلتني وقالت الان الان يا جميل احبك اكثر ، وتذكرت التمرتين وحبي لربيعة وصوت ربيعة وعالم ربيعة وجلستنا في ذلك اليوم وكلمات العرافة اللعينة ،وسرحت . ولكني عدت الي ناتاشا هاهي تحكي عن نفسها ، بنهم كبير هيا لنستمع اليها ، انها ثملة الان ، غير مسيطرة علي نفسها تماما هاهي ناتاشا تتمدد في دلالها وتواصل كلامها :ان ترمومتر انوثني وصل مداده ، انا غابة المتع والرغبة الأبدية ، تعال بسرعة واحتويني اكثر ، وحضنتي بقوة ثانية انها هي التي تبادر ، وغاب وجهي بين نهديه ، واحسست بدف عجيب ، لا انكر يا صاحبي انني الان في عالم اخر ، تهت في ردهاته واغمضت عيناي دون اراداتي ربما لاستوعب اكثر وكان الناس من حولي في عالمهم ، منهم من يسكر ومنهم من يرقص ومنهم من يغني ومنهم من يتفرج ، وانا في عالمي لا اعبا بهم ، تركتهم وشانهم ولكن الجديد انه في لحظات او زمن لا استطيع ان احدده , اكتظت الساحة بناس اخر ووجدت اكثر من ثلاثون شخصا من الفتيات والشباب الروس قد انضموا الي ركب الراقصين والراقصات . واصبحنا نعيش اجواء حفلة حقيقة كبرى من اين جاء كل هؤلاء ؟لا ادرى . وكان حسن منسجما جدا وكان يستغل مهاراته الابداعية في الشعر ويؤلف لكل حسناء اغنية علي مقاسها . التف الي لينا فجاة , كانه شبع من الغناء وقال لها . لينشكا وهذا اسم التحبب والدلع للينا عند الروس ياشمس شموس الدون . ويا نخلة تتمايل مع نسمات الهواء . تغار منك الامواج وتتهامس النجوم في سماءها وكذلك القمر . ان الشاطي يبدو لي كسماء صافية . ومياه النهر تبدو كانها سراب . كم احبك لنشكا . مازال المجنون يمارس طقوسه . ونظر الي جموع الراقصات أيضا وتفحصهن واحدة تلو الأخرى وقال لهن . ................... وانتن يا جميلات الروس . تبدين كعشرون او ثلاثون قمرا يزين السماء . اه لهمس الكلمات وانتفاضة الالحان في ثغوركن . ووجع العاطفة الجياشة التي تجتاحني من وقع اصواتكن كم يحدوني الامل ان اعانقكن جميعا . واجعل من اجسادكن الطرية . عجوة اتذوقها . اه يا تمرة النخيل النوبية .
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |