العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
حب من أول اصغاء
من أراد أن يتعرف إلى نفسه بوضوح، عليه أن يفتح قلبه لشخص ينتقيه بملء حريته، على أن يكون إنساناً جديراً بتلك الثقة .. وإذا أصغيت إلى أحاديث عالم اليوم، أكانت بين الأمم أم بين الأشخاص، وجدتها في غالبيتها حوار طرشان
بول تورنيه لماذا نربط في لغتنا، الحب بالنظرة؟ لماذا لا نربطه، على وجه خاص، بالإصغاء؟ لماذا لا نقول: الحب من أول إصغاء؟ ومتى يكون حبنا للآخر أكبر: أعندما ننظر إليه أم عندما نصغي إليه؟ في الواقع ، إذا أحببناه من أول نظرة، نجعله يستقبل نظرتنا دون أن نترك له مجال التعبير عن ذاته أو إظهار هذه الذات كما هي، في حين أننا، إن أصغينا إليه، نستقبل كلامه، وهو يمكنه أن يعبر عن ذاته ويظهرها لنا كما هي. فيكون لسان حاله: إن أية نظرة منك تجعلني أنفتح بعد أن كنت قد انكمشت على ذاتي كأصابع اليد المنغلقة. إنك ترغمني على الانفتاح بتلة بتلة، تماماً كما الربيع بلمسة عجيبة يفتح وردته الأولى ونلاحظ هنا أننا أمام قدرة أكبر على محبة الآخر لذاته كما هي ، لا كما نتصورها نحن. فإذا ما أسقطنا شيئاً من ذاتنا على الآخر، فإن هذا الإسقاط يسقط شيئاً فشيئاً بفضل الإصغاء الحقيقي، لأن الإسقاط يزول ويسقط على أثر هذا السكوت في الإصغاء الحقيقي ولكن لابد من الانتباه هنا، فالحب لا يكون من أول إصغاء. إن كلمة "أول" هي كلمة لا تنطبق على الحب. فإن الحب ينمو كالإنسان ومع الإنسان، وهو لا يكون ولا يتكون من ضربة واحدة من جهة أولى، يمكن القول إننا لا نقدر أن نتعرف إلى الآخر، إن كان كلامه لا يعبر عن ذاته، كما أننا لا نستطيع أن ننفذ بلا مشقة إلى عمقه، إن كان كلامه سطحياً. أما إن كان كلامه نابعاً من ذاته الداخلية، فإن إصغائنا، في هذا الحال، قادر على إدراك شيء من عمقه، أي من عمق باطنه ومن جهة أخرى، نعتقد أن من شأن الإصغاء الحقيقي أن يجعل كلام الآخر حقيقياً وعميقاً، أي أن يجعله نابعاً من الباطن الإصغاء في حد ذاته: إن الإنسان لا يسمع لأنه يسمع فقط، بل لأنه يريد أن يسمع. إنه يحب أن يكون حاضراً للآخر بانتباه كله دقة ومحبة، ويتخذ منه موقف المستمع. وهذا الموقف لا يعتبر طبيعياً وفطرياً، بل هو نتيجة اختيار يتجدد في كل مرة إن الإنسان المصغي هو الإنسان الحاضر للآخر بأذنين مفتوحتين صامتتين عاريتين. فهو يفسح بصمت إصغائه المجال لكلام الآخر كي يخرج بكل حرية من ذاته الباطنية الواعية واللا واعية، كما يخرج الماء المتدفق من النبع. وبقدر ما يخرج كلام الآخر من ذاته، يكون هذا الآخر موجوداً وساكناً في كلامه، فيصبح بالتالي أكثر حرية واستقلالية وقياماً بذاته وحضوراً لنفسه وللآخر هنا نجد صمتاً في أذني المصغي. ومن خلال هذا الصمت، يقول للآخر: أنا حاضر كلياً لاستقبال كلامك. كلامك مهم، لأنك أنت مهم. أنا في انتظارك إن المصغي، بصمته، يدعو كلمة الآخر إلى الخروج من أجل استقبالها بدون أية إمتلاكية. وهو يستقبل كلمة الآخر في مزود قلبه، كي تزداد ولادة فيه. لكنه، بعد ذلك، يدعو كلمة الآخر إلى الخروج لتتمكن أن تعيش حياة مستقلة أيضاً المصغي يملك أذنين عاريتين، أي أنه يصغي وهو عار لا يملك شيئاً، فهو يصغي إلى كل كلمة تخرج من فم الآخر وكأنها كلمة جديدة، وكأنه يصغي إليها للمرة الأولى. فليس في إصغائه أي شيء مسبق، كما أنه لا يظن إنه سيسمع من الآخر ما قد عرفه عنه من قبل، لأن إصغاءه مجاني. والحق أنه لا يريد شيئاً من الآخر، لكنه يريد الآخر بكلامه فقط. وهو -أي المصغي لا يريد أن يمارس أية سلطة على الآخر، كما أنه لا يريد أن ينصحه أو يعلمه أو يحلله أو يصلحه أو يعزيه أو يحكم عليه ويصنفه. بل هو لديه من التواضع ما يجعله يخشع أمام سر الإنسان وتشعبات شخصيته فعلى المصغي أن يكون فقيراً على الإطلاق، كي يتسنى للمُصغى إليه أن يشعر بحقه المطلق في الكلام. ونستطيع أن نضيف أن المصغي يحرر طاقات الحب عند المُصغى إليه ويحرك حريته واستقلاليته ويجعله يطير في فضاء الحياة لقد تحدثنا عن أشياء جميلة حول الإصغاء، ولكن يجب ألا ننسى أن الإصغاء أمر عسير، إذ ليس هو كالسمع سهل، فهو فطري وطبيعي وهنا نتساءل: ما الذي يجعل الإصغاء إلى الآخر أمراً عسيراً؟ قبل كل شيء يسعنا أن نقول أن الإنسان يواجه صعوبة في الإصغاء، لأنه لا يريد أن يصغي إلى نفسه. فهناك أشياء يرفضها في نفسه. وهكذا تراه يكبتها بدل أن يصغي إليها. فإذا وُجدت هذا الأشياء المكبوتة في نفسه عند الآخر أيضاً، فإنه يعجز عن الإصغاء إليها. وبالتالي فإنه بقدر ما يكون هناك كبت في حياته، يعجز عن الإصغاء إلى نفسه وإلى الآخر أما المشكلة هنا فتكمن في كون هذا الكبت لا واعياً أحياناً، أي أن الإنسان لا يعرف، طوال حياته، ما هو الشيء الذي يكبته. والحق أنه لأمر شاق أن يتوصل الإنسان إلى معرفة هذا الشيء المكبوت. لكن، إذا ما وجد هذا الإنسان أذنين مصغيتين تصغيان إلى عمق ذاته، استطاع عندئذ أن يخرج شيئاً من هذا المكبوت في نفسه من عمق ظلام الكبت، وذلك بفضل الإصغاء الحقيقي ويعسر الإصغاء أيضاً على الذي لا يعرف ماهية مجانية الصمت. إنه يشعر في ذاته بضجة حاجته"المصلحجية" إلى الآخر، وهذه الحاجة تجعله يستغل الآخر بدل أن يستقبله مجاناً في صمت إصغائه المملوء حباً وأحياناً ما قد لا يحتمل الإنسان العزلة، فيكون في حاجة مصلحجية إلى الآخر من أجل التعويض عن نقص ما، فهو يحب أن يحبسه في علاقة امتلاكية خوفاً من أن يخسره فيعود إلى عري نقصه. وإن ظل الإنسان عبداً لهذه الضجة الامتلاكية "المصلحجية"، دون أن يقبل عزلته ونقصه، بقى عاجزاً عن الوصول إلى صمت داخلي وعن الإصغاء إلى الآخر كآخر. وفي هذه الحالة، لا يكون حاضراً للآخر، بل يكون الآخر حاضراً له، لكي يعوض له عن نقصه وهنا يُطرح علينا سؤال كبير: كيف يمكن الإنسان أن يقبل عزلته ونقصه فلا يستغل الآخر، بل يصغي إليه؟ في الواقع، لا يقبل الإنسان العزلة لأنه لا يحتمل نقصه. وإذا كان يهرب من هذه العزلة، فلأنه يهرب من نقص نفسه. وهكذا، فبدل أن يحاول قبول هذا النقص، نراه يملأه فوراً بعلاقة استهلاكية مع الحياة. وعندما يعود هذا النقص، نراه يملأه مرة أخرى، ويعيش بالتالي في حلقة مفرغة: نقص - امتلاء النقص أو الحاجة - إرضاء الحاجة وفي هذا النظام الاستهلاكي، يعيش الإنسان ذاته كنقص وينطلق منه. وما دام عبداً لها النظام القهري، فمن المستحيل عليه أن يتمكن من عيش العزلة والإصغاء والصمت. إنه يقتل لغة الآخر وحياته بسبب ميله الاستهلاكي هذا ولكن كيف يستطيع الإنسان أن يخرج من هذا النظام؟ في الحقيقة، يجب عليه ألا يحاول الهرب من عزلته، بل أن يعيش مع نفسه وينظر إلى ذاته ونقصه. وعندها، قد يكتشف أنه لا يحب العيش مع نفسه، لأنه لا يحبها، أي أنه يكره نفسه بسبب أخطائه. لقد فقد الثقة أيضاً بنفسه وبإمكاناته، وأصبح حزيناً وكئيباً في باطنه بسبب اختباراته وتجاربه المؤلمة .. لقد كسر الفشل شوكته أمام هذه الأحداث الكائنة في باطنه، يفضل الإنسان عدم استقبال هذه التجارب والاختبارات، بل يهرب منها ويبقى دائماً مع الناس وفي واجهة ظواهر الحياة ولكن، لعل هذا الإنسان قادر وراء هذه الأحداث المؤلمة على استقبال الأحداث الحلوة التي وقعت في حياته والتي تركت أثراً إيجابياً في نفسه وكيانه. وفي هذه الأثناء، لا يعود ضرورياً أن يرى هذا المرء نقصه فقط ويهرب منه، ولا يعود يرى كل تقطيع من تقاطيع وجهه على حدة، بل يرى وجهه ككل ويحبه كما هو وهكذا فإن الآخر الذي يحب أن يصغي إلينا، يجعلنا نحن أيضاً نصغي إلى أنفسنا وإلى شيء مرفوض ومجروح ومكبوت في باطننا. وكما أن المصغي المحب يستقبل نقصنا ويصغي إلى ما وراءه، يمكننا أن ندخل معه في هذه المسيرة الإصغائية إلى أنفسنا، وذلك عن طريق الإيمان بأن الحياة التي في باطننا سوف تتفجر في هذا النقص ومن وراءه قد يكون حدث لي يوماً أن أخرجت بعضاً مني من العتمة إلى الضوء لتراه عين شخص آخر. وقد يكون تعذر على ذلك الشخص تفهمي، فأفلت مسرعاً، وكلي ندم وألم، عائداً إلى عزلتي الخانقة. وربما حدث، في لحظات أخرى، أن أحداً سمع بسري فتقبله بيدين وديعتين واحتضنه، وما زلت أذكر ما قاله لي مشجعاً وفي صوته نغمة المحب، وفي عينيه نظرة المتفهم. أنا ما زلت أذكر ذلك البريق في عينيه، وكيف احتضن يدي بين يديه ضاغطاً عليها بلطف ليقول لي إنه قد تفهمني. كانت تلك خبرة عظيمة شعرت على أثرها بحرية كبيرة ودفقة من الحياة الجديدة. أن يصغي إلي إنسان ويحترمني بجدية ويفهمني، فقد لبى ذلك حاجة هائلة لدي إنه من خلال هذا النوع من المشاركة فقط يستطيع الإنسان أن يتعرف إلى نفسه. فإمعان الفكر في النظر إلى الذات لا يكفي. يمكن للإنسان أن يسلم أسراره إلى الصفحات الطيعة من مفكرته الخاصة، ولكنه لن يتمكن من معرفة ذاته ولا من اختبار الحياة مليئاً إلا من خلال اللقاء مع شخص آخر. إن هذه الخبرة تفتح عقلي وتوسع شعوري وتعطي معنى لحياتي يا صاحبي إني سأظل وإياك غريبين عن الحياة غريبين أحدنا عن الآخر ، وكل عن نفسه إلى اليوم الذي تتكلم فيه فأصغي إليك حاسباً صوتك صوتي فأقف أمام كأني أقف في مرآة جبران خليل جبران الباحث عن وطن :نواف
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |