[عين ثالثة]

دخل الأب محل المواد الغذائية ..

وكان يصطحب طفله معه ..

الطفل أغرته مجموع حلوى كانت على أرفف المحل ..

سأل والده أن يشتري له من هذه ..

فقد كان شكلها الخارجي شديد الجاذبية ..

الأب عرف بأن ابنه لم يرغب بها إلا لما رأى من " الإغراء " تظهره صورة غلاف الحلوى ..

وكان يعلم بأن ابنه ليس له قابلية للطعم الحقيقي للحلوى داخل العلبة ..

ولكنه حقق للابن رغبته بشراء الحلوى ..

وزاد على ذلك بأخذ حلوى أخرى بعلبة " بقرطاس " عادي ليس فيه ما يغري ..

سأل الابن والده لمن هذه الأخرى ..؟!

الأب أريد أن أعطيها لأخيك الأصغر ..

وكان الأب يخفي السبب الحقيقي للشراء ..

في المنزل كان الابن في قمة فرحه وغاية حبوره وهو يهم بفك حلوى ..

بعد أن ملأ عينه من جمال شكلها ..

فتح الحلوى وهو يمني نفسه بما يكمل روعة المذاق ..

اجتزأ منها قطعة ووضعها على لسانه ..

بدأت سحب الفرح تتبدل على صفحة وجه الصغير ..

امتعار وقشعريرة تنم عن مذاق غير مرضي ..

حينها كان الأب يرقب الولد ..

يريد أن يستثير انتباهه ..

الأب يتعمد إصدار صوت وهو يفتح حلوى الابن الأصغر ..

الولد لأبيه لا أريد الحلوى ..

الوالد لما يا بني ..

طعمها مو حلو زي شكلها في القرطاس ..

الأب يلتفت إلى الابن الأضغر وأنت كيف وجدت الحلوى ..

روعة ومذاقها حلو ..

الابن الأكبر ممكن أتذوق منها يا أبي ..

الأب طبعاً ممكن ..

ويطلب الأب من الابن الأصغر أن يعطي أخوه من الحلوى ..

الابن بعدما وضعها في الفم ..

الله الله هذي الحلوى ولا بلاش ..

ونجح الأب في إعطاء درس هام لابنه بقيمة لا تتجاوز الخمس ريالات ..

فهم منه الصغير بأن العبرة في الجوهر لا في المظهر ..

فكم نحتاج لهذه الدروس العملية ..

فرب إشارة تغني عن ألف عبارة ..


كتبه أخوكم أبو عبدالرحمن ..
الأحد 13/6/1427هـ
الواحدة والربع ظهراً ..

مشاركة هذا الرد في Google Facebook Twitter Digg

أنت معجب بهذا.