04-03-16, 06:08 AM
|
|
رد: مقالات ومآلات....
إعمال العقل في التفكر والاستدلال
سيدنا إبراهيم عليه السلام كان مجتهدا
في ما قد يعتبره البعض من الغيبيات.
وحاشا أن يكون الله الواحد الأحد غائبا
إلا عن بعض العقول التي تنكر بل
تتعامى متعالية او جاهلة ذلك وإلا فإن
الله متجلي في مخلوقاته التي تتناغم
مع نظامه. فهو حاضر لأنه السميع
البصير العليم الخبير.
لكن ما خفى عن سيدنا إبراهيم ليس
الخالق لأنه كان يدرك يقينا ان يكون
لهذا المخلوق خالق وإلا لما بحث عنه
ولكن كان يجهل من هو وأين هو ؟
أهو القمر أم الشمس ام...
(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا
رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ**
*فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا
أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ
الْقَوْمِ الضَّالِّينَ**فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً
قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ
يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ*)
لم يكتفي مقتصرا بالنظر ما تحت
رجليه ولكن اتسع عقله إلى افق الفضاء
إلى السموات فلابد أن يكون في
الأعالي حيث لا تدركه الأبصار وهو
الواحد الأحد.
فتلك هي ثقافة الأرض والسماء، الإبحار
في سر الحياة وسر احياء الموتى وفي الكون
الفسيح بعقل يبحث عن الحقيقة والاطمئنان حتى
أضحى هذا النهج حجة على كل من
يحمل في رأسه عقلا ولا يبحث عن
الحقيقة ومن ثم الاطمئنان بالدليل
وبذكر الله.
وعند غياب الرسل والدعاة
فالعقل السليم والفطرة السليمة دليل
في الطريق إلى الحقيقة.
حتى عرف سيدنا إبراهيم عليه السلام خالقه حقا فكان يؤسس دين إبراهيم
حنيفا وهو الإسلام وما كان من
المشركين. وإن الدين عند الله الإسلام.
{ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً،
ولكن كان حنيفاً مسلما}
((يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))
ولما أراد أن يطمئن قلبه بعد إسلامه:
(وإذ قال إبراهيم رب*أرني كيف تحيي
الموتى*قال أولم تؤمن قال بلى ولكن
ليطمئن قلبي)*
(وكذلك نري*إبراهيم*ملكوت السماواتِ
والأرض وليكونَ من الموقنين)
وهكذا،
كان ينظرُ إلى آياتِ الله تعالى في
الكون والتي حثنا القرآن بالتفكر فيها:
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي
الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً
وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ
هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.
واعتزال نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم في غار حراء كان فيه ايضا
التفكر في ملكوت السماوات والأرض
كما كان يفعل أبو الأنبياء إبراهيم عليه
السلام معتزلا قومه وما يعبدون.
وقد قال الإمام الحسن البصري -رحمه
الله تعالى-: من لم يكن كلامه حكمة
فهو لغوٌ، ومن لم يكن سكوته سهوٌ فهو
تفكرٌ، ومن لم يكن نظره عبرة فهو لغوٌ. انتهى.
بل وغير بعيد عن أنفسنا لآيات:
((وفي انفسكم أفلا تبصرون))
.........
راجي
التوقيع
|
(اللهم انك عفو تحب
العفو فاعفو عنا)
|
|