07-07-06, 08:40 PM
|
|
كل الأمراض سببها إننا لم نستطع؟
أن نغفر للآخرين إساءاتهم
في كل مرة نتعرض فيها للمرض علينا أن نبحث في قلوبنا عن من يجدر بنا أن نسامحه ونعفو عنه ، لان كل الأمراض وراءها في قناعتي نقص بالتسامح والمغفرة .والأجدر دوما بالغفران هو ذلك الذي يصعب أن تغفر له إلا وهو ذاتك ، نعم أنت نفسك من تستحق الغفران ، لأنك أنت نفسك الأصعب في أن يغفر له للأسف ، لماذا هكذا نحن دائما نستطيع أن ننسى إساءات الآخرين لكننا لا نستطيع بسهولة أن ننسى إننا خيبنا الأمل فينا ؟سواء لجهة توقعاتنا الشخصية عن نفسنا أو توقعات الآخرين لنا وعنافإذن نحن الأولى بدءا بالغفران ، لأن الغفران يخلصنا من عبء الشعور بالذنب أو الخيبة أو المرارة أو الفشل ، انه إعادة تحرير الطاقات والقوى النفسية الهائلة التي عوقها واستلبها وهدرها الندم واللوم والتثريب الذاتي .نحن لا نحتاج أن نعرف كيف نغفر لأنفسنا أو لغيرنا ( كما أسلفت في مكان آخر من هذا المقال ) ، إننا يكفي فقط أن نعلن ونؤكد ونوحي لأنفسنا إننا نغفر لها ، أما الباقي فالكون ذاته بكل قواه سيدعم هذا التوجه ويحقق له النجاح . نحن نعرف ونتفهم أنفسنا وآلامنا بهذا المستوى أو ذاك من الوعي ، لكن من الصعب على الأغلبية منا أن يعرف إن ذاك الآخر يتألم هو أيضا كما نتألم نحن ويعاني كما نعاني .إن من الضروري أن نفهم أن هذا الآخر قد حاول قطعا بهذا المستوى من الفهم الذي لديه ، وهذه المعرفة والخبرة والبصيرة ، حاول أن يفعل احسن ما لديه ، في تلك اللحظة الزمنية التي حصل بها الفعل أو الحدث الذي سبب لنا الشعور بالمرارة والخذلان .حينما يأتيني الناس بمشاكلهم المختلفة ، ضعف في الصحة ، الاقتصاد الشخصي ، علاقات أسرية غير مرضية ، ضعف في القدرة على التعبير المبدع عن الشخصية ، فان شيئا مبدئيا واحدا أسعى لتعليمه للناس وهو أحبب نفسك حين يحب الإنسان نفسه حقا كما هي عليه الآن في هذه اللحظة وبدون توقعات أو فرضيات سالفة أو منتظرة ، فان كل شيء في الحياة سيجري على ما يرام ، وسيرى المرء وكأن معجزات صغيرة بدأت تتوالى على حياته من لحظة إعلانه وتأكيده حبه لذاته .
صحة احسن ، رزق أوفر ، بصيرة أقوى ، حواس اكثر إشراقا وحدّة ورهافة ، مزاج اكثر صفاء ، العلاقات مع الآخرين تغدو اكثر حميمة وإيجابية .كل هذا يحصل دون أن نبذل جهدا جديا مكلفا .
إننا حين نتقبل أنفسنا على ما هي عليه ونحب أنفسنا فأننا نخلق لأنفسنا في الداخل شعور بالأمان والطمأنينة والرضا والاستحقاقية للسعادة والصفاء ، وبالتالي نخلق لعقولنا الصفاء والتدفق الهادئ للأفكار والصور الذهنية الإيجابية ، وكمحصلة لكل هذا تتحقق لنا الكثير من المتغيرات الإيجابية في الخارج من قبيل علاقات اجتماعية ودودة وغنية بالمعنى والإشباع النفسي والحميمة ، لماذا ؟ لأننا مع أنفسنا أصبحنا اكثر ودا ومقبولية وحميمة ، وبلا وعي منا صارت خطانا تنقاد آلياً نحو هكذا علاقات طيبة معطاءة .التغير الإيجابي فينا كمحصلة لحبنا لذواتنا سيؤدي إلى إننا سنجتذب خير ما في الخارج من خير متمثل برزق أوفر ، مكان سكن احسن ، عمل مهني افضل ، ناس أطيب وارق يحيطون بنا ويغنوننا بالحب والاهتمام ، وسيشمل التغيير حتى أجسامنا ، حيث أن من يحب ذاته ويحترم ويعتز بجسمه ، سيجد إن هذا الجسم سيسعى بآليته الدفاعية التي وهبها الرب له ، سيسعى لتنظيم والمحافظة على استقرار الوزن ، وانتظام العمليات الحيوية اللاإرادية .إن مفتاح التغييرات الإيجابية في كل المجالات الحياتية هو أن يتقبل الإنسان ذاته ويؤمن بها .يحب الإنسان ذاته فعلا حين يكف عن انتقادها ، لان النقد يسجننا في ذات الحالة التي نود التخلص منها ، أما الفهم والود مع أنفسنا فإنه يساعدنا على الخروج من نفق هذا النمط السلبي من التفكير أو التصرف .تذكر انك انتقدت نفسك سنين عديدة فإلى أين وصلت وماذا انتفعت من وراء نقدك إذن جرب أن تحب نفسك وتحترمها وانظر ما سيحصل .
|