16-10-17, 01:05 AM
|
|
رد: همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
حوار بين الأجيال
➰➰➰➰➰
🎶 قال له والحياء يعانق أدبه الجم عند طرح ما
يعتمل في صدره:
يا عماه الا تلاحظ أن اغانيكم القديمة جلها آهات
ومواويل. ..فكيف تحبها او تحن إلى عصرها؟
يبدوا انك تحن إلى من رحلوا أو تغيروا وليس
إلى تلك الأوجاع التي بين طيات تلك الآلام
أقصد الكلمات؟!
☘ صمت الرجل برهة ونظر إليه بطرف عينيه
الحائرتين، ثم اجابه مطرقا رأسه: صدقت
يا بني، ومع ذلك كنا نطرب ونضحك مع إيقاع
تلك الآهات الجميلة، ونبكي مع اللحن الجميل،
والكلمات المليئة بالمعاني الخالدة التي ترقق
القلب بالنصح البليغ. لذلك لم تكن قلوبنا قاسية
كما هو الحال اليوم، فقد أصبحت معظم اغانيكم
يا بني مجرد صراخ، وتشنج وعويل، وهستيريا.
وكلماتكم مجرد طلاسم غير مفهومة اشبة ما
تكون احضورة لحفلات الزار التي كنا ننكرها دوما.
🌱 قال الشاب: يبدوا كلا الجيلين أضحى ينظر إلى
الزاوية المظلمة فقط، فهل من سبيل إلى المخرج؟
🍃 قال الرجل: نعم يا بني، الرجاء هو المخرج.
ما دام هناك أمل، وعمل فلا بد أن يتحسن الحال.
وأذكر أن في زماننا لم تكن هناك صحوة، ولم
تكن المساجد تكتز بالمصلين كما هو الحال اليوم.
كان اللهو والاختلاط شائعين، إلا أن القلوب كانت
نقيه وان لم تكن تقيه. الحجاب كان عادة ومن
نصيب أمهاتنا الكبار، أما اليوم تجد حتى بعض
الفتيات الصغار في حجاب بل ونقاب.
🌱 يا بني أرى أن جيلكم خير من جيلنا في
أشياء، منها: خوض تجربة التغيير نحو الأفضل،
والطموح الكبير، والفهم الأوسع.
لكن جيلنا كان أفضل أيضا في اشياء اخرى،
اذ كان رهيف الإحساس، عطوف، وذواقة للفن
الراقي والمنظر الجميل والطعام اللذيذ لذلك
تجدني لا استسيغ اليوم الطعام السريع
الذي تدمنونه، ولا الإيقاع السريع الذي تفضلونه،
ولا الصلوات السريعة التي تتميز بها بعض
المساجد، ولا الزيارات السريعة والسلام
على السريع.
🔵 يا بني، أصبحت أشعر أنني أعيش في غير
زماني حتى عندما عدت إلى مدينتي الصغيرة
من مهجري الذي طال فيه مقامي، لم تعد كما
كانت والناس تغيروا بل بالكاد أجد من كنت أعرفه،
فكأن موطني صار بالنسبة لي بعد العودة اليه من
المنفى، منفى! ومن اخالطهم يظنون أنني من
أصحاب الكهف! حتى وقفت أتذكر أصحاب الديار،
والمحلات عم فلان، والحاجة فلانة، ثم اررد كلمات
الشاعر التي احسبه قالها في الوطن
مع التعديل بعد المعذرة: من بعدكم انتم منو يعيش،
ومين تاني يتمنى العمر؟!
ثم استطرد كلامه قائلا:
وما دام قلت علينا عشاق المواويل والآهات التي
لا انكرها اسمح لي انتقل مكملا لموال ابي
نواس الذي يعبر عما يختلج في صدري:
لئن عمرت ديار بمن لا اودهم،
فقد عمرت بمن أحبهم "بلاد الغربة"
🍁 قاطعه الفتى قائلا: عفوا يا عماه هو قال المقابر،
💧فقال الرجل: صدقت يا بني، لكن خشيت عليك
من وقع تلك الكلمة وان لا تتهمني بالسوداوية كما
جرت العادة عندكم، أقصد الموضة في هذه الأيام.
والعهدة طبعا بعد التعديل والمعذرة تعود على الشاعر،
وما انا إلا ناقل موال 😁، وكما يقال ناقل الكفر
ليس بكافر. واشفق عليك يا بني إن أطلت عليك
وذهبت مباشرة الى قصة الملكين ببابل هاروت
وماروت للاستدلال على ذلك، وأنت من جيل
السرعة والاختصار التويتري.
💎 قال الفتى: أرجوك يا عماه، يكفي ما سردت
لي من قصص فلم يعد لعقلي سعة تخزينية
ليستوعب أكثر.
قال الرجل: فهمت يا بني، فالسعة التخزينية
يجب ان نخزنها او نوفرها "لنادي كرش"
فيصحح له الفتى قائلا:
"كاندي كراش" تقصد يا عماه!
فيسترسل الرجل في كلامه: المهم والعاب
أخرى غيرها يا بني،
تزيدكم كرشا وجيوبكم فارغة.
ماذا تقصد بهذا يا عماه؟ نحنح الفتى متسائلا؟
💧 قال الرجل: قديما اذا رأيت الرجل ذو الكرش
الكبير كان هذا يعني في الغالب الأعم انه صاحب
أموال وبمعنى آخر، ان جيوبه مليئة به أيضا
يعني من الأثرياء.
💦 قال الفتى: فهمت الرسالة يا عماه
اشكرك عليها رغم قساوتها.
💧 قال الرجل:
يا بني ألم تسمع من قبل عبارة:
ومن الرحمة أن تقسوا أحيانا؟
😁 تبسم الفتى في رضى يعقبه شكر التقدير
والاحترام، ثم انصرف وهو حاضر كعادته منشغلا
"بكاندي كرش" عفوا كراش. حما الله
الجميع من شر كليهما.
🖊.......................🖊
راجي
التوقيع
|
تيه "غـ زي" متعاظم
وهجير بلا وعد بالعودة
لكن هذا إن سَد حدودا
فهناك رب يأذن
بالسماح
سلام على الدنيا
إن عاش الضعيف فيها مُهانا
بلا وطن كطير بلا عُش
تتقاذفه النسور ودمه
مباح
مشارق الأرض ومغاربها
جيل الصبر سوف يرثها
عندما تندمل قريبا كل
الجراح
مهما طال الليل بحلكته
وضاعف الظالم قسوته
فميلاد الشروق يبدأ مع
الصباح
|
|