29-04-06, 12:41 AM
|
|
ما أشبه السيدة رجاء الصانع في كتابها( بنت الرياض ) بنزار قباني في كتاباته الأولى التي أثارت حوله كثيراً من الانتقادات اللاذعة وتسببت في تنحيته عن العمل في وزارة الخارجية.
لقد صفقنا له نحن المراهقين صبياناً وفتيات ، وسارعنا إلى اقتناء (قالت لي السمراء) وكل ماكان يخدش الحياء من شعره.
كانت قصائده في أغلبها صور المجون والشذوذ والوصف القذر : مطرٌ ... مطرٌ ... وصديقتها معها ولتشرين نواح ... والمرآتان من ذهب ... وحلمتا النهدين ... والكثير الكثير الذي أثار فاقدي العقول ، وكان محل انتقاد المجتمع العاقل الذي لن أدعي أنني كنت منه ... ولكنني أتقزز من قراءته الآن .
كتاب السيدة الفاضلة بنت الرياض لايقل عن كتاب نزار قباني : إنه سيثير ... وقد أثار فعلاً صغار وكبار المراهقين ، ولكنه كان خطوة نحو المستحيل ... لاسباب عديدة :
- الشعر يختلف عن النثر و القصص لأنه يمكن أن يُخلّد لأكثر من سبب بينما النثر لايزيد عن كونه تحريك الرماد عن النار الكامنة ، في ظرف من الظروف ، خصوصاً إذا كان لايحمل في طبيعته سبباً لبقائه .
- نزار قباني شاعر بدأ بـ ( قالت لي السمراء) ليعرفه الناس ، وقد اختار تعرية النساء طريقاً لشهرته . لكنه ، ولا ينكر أحد من الناس ، كان يحمل في ذاته أكثر من سبب للخلود : أسلوباً وألفاظاً وعاطفة وطريقة عرض ، لم يبلغها إلا القليل .
- ماتحدثت به السيدة القاصة لا يعدو طريقة ما لنشر الغسيل القذر الموجود في كل المجتمعات وليس عند بنات الرياض فقط والأصل في الدين هو الستر ومد يد العون ( من ستر على مؤمن ستر الله عليه في الدنيا والآخرة )، لاكشف عورات الناس .
- إن الحديث عن النساء شعراً يظل رغم إنكاره مهضوماً مادامت حدوده مقيدة بأصول القافية واللحن والغناء . أما الكشف عن حادثة تمس أخلاق امرأة أو تتحدث عن علاقة مدنسة فقد كان من الأجدى أن يُعرض عن قراءتها الناس ... ولا يصفقون لها و للكاتبة .
|