17-11-09, 04:25 PM
|
|
ما بين تقاطيع الصباح ورائحة آخر الليل !
ما بين تقاطيع الصباح ورائحة آخر الليل !
بسم الله ، السلام عليكم ..
أصبحت " التقاطيع والشوربة " وجبة مهمّة ومغذّية بالنسبة لشريحة كبيرة من السعوديين ،والتي من أسوأ عواقبها على متناولها ( الكرش الزايد ) ليس لأن التقاطيع مصدرها ( الكرشة ) ولكن لأنها مؤذية جدّا ولم يمتدحها سادة الطب والأدب والفكر والفلسفة هي وأخواتها من بطن الذبيحة بإستثناء الكبد .
يقول أحد الأصدقاء كنت أسكن في حيّ راقي ونظيف جدّا وبه الخدمات الضرورية وزيادة ولكن ما يعكّر صفونا رائحة تخرج آخر الليل وبشكل يومي ومستمر ، استمرّت هذه الرائحة وحاولت جاهداً اكتشاف المصدر ولكن بلا جدوى ولا فائدة ، وفي ليلة من الليالي دُعيت زوجتي لحفل عشاء عند صديقتها ، فعزمت على إيصالها واستغلال فترة المساء في البحث عن مصدر الرائحة ، وصلت أخيراَ إلى المنزل ، وبعد تقريباً ثلاث ساعات بدأت الرائحة بالإنتشار فنزلت وبحثت وجلت المكان وتوصّلت إلى المصدر ، عمارة سكنيّة بجانبنا البدروم فيها مستـأجر من قبل عمالة عربيّة واكتشفت أنهم أصحاب مطعم التقاطيع ، وأن الرائحة لا تنبعث إلا بسبب التنظيف يقول اندهشت مما رأيت وأصبحت أتساءل هل هذه ( الكرشة ) صالحة للأكل ؟ هل وهل وهل .. طريقة التنظيف تكون بدعس الكرشة بالرجل حتى تنظّف يتبعها معاينة من قبل المشرف العربي ، ثم إلى حوض سباحة في الحمام - أكرمكم الله - وبعدها إلى منطقة التقطيع لكي يقدّمها لنا ( المعلّم ساخنة ) وبسعر زهيد 6 ستة ريالات فقط لا غير !
فهل نحن على أهبّة الإستعداد للإقلاع عن ( الكرشة ) من المحلاّت ؟ وتشجيع ( الكرشة ) المنزلية لنظافتها عن أخواتها ! عموماً هذه بعض مساوىء بطن الذبيحة ولكن بدون نظافة ستكون أكثر خطورة لا سيّما ونحن نشتريها وبكامل قوانا العقليّة !!
يُحكى أن الفرزدق أعطى رجلاً يشتري له لحماً وقال له : خذ المقدم وإياك والرأس والبطن ، فإن الداء فيهما !
وقال الجاحظ : قال لي فاضلُ من الأطباء : يا أبا عثمان ، إياك ولحم المعز ( المسن )
فإنه يورث الغم ، ويحرّك السوداء ، ويورث النسيان ، ويفسد الدم ، وهو والله يخبل الأولاد.
نصائح ثمينة :
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى : وينبغي أن لا يُداوم على أكل اللحم ، فإنه يورث الأمراض الدمويّة والامتلائيّة والحميات الحادة !
وقال عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - " إيّاكم واللحم فإن له ضراوة كضراوة الخمر " ذكره الإمام مالك في الموطأ عنه ( 2 / 935 )
وقال أبقْراط : لا تجعلوا أجوافكم مقبرةً للحيوان ! الطب النبوي ( 371 - 384 )
وصلى الله على محمّد ...
عبدالله بن ردهـ
</b></i>
التوقيع
|
صبرًا آل غزة فإنّ موعِدكم الجنّة
|
|