30-11-09, 04:52 PM
|
|
هل موالاة أمريكا كفر ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد :-
فقد اطلعت على بعض المواضيع الخاصة بالجهاد وأحكامه ، ورأيت والله الجهل العقيم والمماراة والمجادلة بغير علم ، والتكلم في قضايا الأمة هكذا دون علم..
وأنا دخلت موقعكم لحاجة لي في القسم التقني ومن باب الفضول اتجهت لقسم الحوار هذا وتفاجئت بما يحتويه من كلام فارغ ..
عموما أطرح الموضوع وهو هل موالاة الكفار كفر مطلقا أم لا ؟؟
الجواب لا ليس كل موالاة كفر؛ لأن الموالاة عند أهل العلم ثلاثة أقسام :
الأول : الموالاة المطلقة التامة في الدين والدنيا فهذه كفر مخرج من الملة لقوله تعالى( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين).
الثاني : أن تكون لتحصيل مصلحة خاصة لمظاهر دون الحاجة كالخوف مثلا فهذا حرام وليس بكفر.
والدليل قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه الذي نزل فيه قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ..) .
فناداه الله بوصف الإيمان(يايها الذين آمنوا) رغم قوله بعدها " تسرون إليهم بالمودة"..!!
قال ابن حزم : [ وأما من حملته الحمية من أهل الثغر من المسلمين فاستعان بالمشركين الحربيين وأطلق أيديهم على قتل من خالفه من المسلمين
أو على أخذ أموالهم أو سبيهم فإن كانت يده هي الغالبة وكان الكفار له كأتباع فهو هالك في غاية الفسوق
ولا يكون بذلك كافراً لأنه لم يأت شيئا ً أوجب به عليه كفراً قرآن أو إجماع ].
وقال الشيخ محمد رشيد رضا : [ وإذا كان الشارع لم يحكم بكفر حاطب في موالاة المشركين التي هي موضع النهي ] ا هـ
الثالث: أن تكون بسبب خوف من الكفار ونحوه فذلك جائز ؛
لقوله تعالى:"إلا أن تتقوا منهم تقاة" قال ابن كثير : أي إلا من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم ، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته .
وقال أبي الدرداء رضي الله عنه( إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم )) رواه البخاري.
ونصيحتي أن يجتنب الجهلة التكلم في الأمور العظام دون الرجوع إلى أهل العلم ،والانجرار خلف المقاطع الحماسية والأهازيج المؤثرة ، ونعترف أن الأمة مقصرة حقا في الجهاد ، لكن هذا غير مبرر للخطأ .
وينبغي أن نعلم أننا نحن أبناء هذا الجيل نتفق أن علماء هذا القرن قد أجمعوا على بطلان الجهاد المزعوم في جزيرة العرب ضد حكام الدولة السعودية والله أعلى وأعلم ..
أخوكم أبو فالح المدني ..
|