[زايدالشوق]

كثير ما يدعي رجال الأمن بان مجرد تواجدهم يمنع من وقوع الجريمة وهو ادعاء ثبت خطأه علميا إذ لا يوجد في( عالم الواقع) شيء اسمه منع الجريمة والكلمة تستخدم من قبل الساسة وكذا رجال الأمن والمشرعون بقصد تحقيق غايات ومكاسب لن أتطرق لذكرها اتباعا لنصيحة أحد أصدقائي لي بعدم الإطاله في الموضوعات الأنترنتيه لأن القراء لا يحبذون الإطالة في مثل هذه الموضوعات أو لا يحبذون هذه الموضوعات أصلا ولهذا فرغم – وجود بعض المفاهيم والمصطلحات التى تستلزم التحديد والتعريف كالجريمة، والمجرم، والتواجد الفيزيقي 000الخ 0 إلا أنني سأحاول جاهدا الاختصار بما لا يخل با لموضوع وبما يحقق الفائدة منه ..
وقبل أن أبدا بما هو متفق عليه لدى رجال الأمن من أن الجريمة (بمفهومها القانوني الذي يعتبر كل مخالفة يعاقب عليها القانون جريمة) سواء قطع إشارة مرور أو قطع رأس آدمي ، لا تحدث إلا بتوافر عناصر ثلاثة تشكل ما يعرف بمثلث الجريمة وهذه العناصر كالتالي :
أ - الإرادة الإجرامية (وتكون على رأس ا لمثلث) .
ب - الفرصة .
جـ - القدرة على الفعل الإجرامي .

سأطرح التساؤل التالي : هل التواجد الأمني يمنع وقوع الجريمة فعلا ؟
الواقع يقول أن من الجرائم ما يحدث على بعد أمتار من رجال الأمن 0 بل هناك من الجرائم ما يحدث في مراكز الشرطة ذاتها ولعل في ذاكرة البعض منا الكثير من الحوادث ما يؤيد هذه الحقيقة 0

- وبعد هذا نأتي إلى تلك العناصر المتفق عليها فنبدأ بعنصر(الفرصة) .
- فهل التواجد الفيزيقي لرجل الأمن يؤدي إلى تفويت ( الفرصة ) على المجرم لارتكاب الجريمة ؟
يجيب علماء الإجرام على هذا التساؤل بالقول : ربما أدى التواجد الفيزيقي لرجل الأمن إلى تفويت الفرصة على المجرم لارتكاب الجريمة وذلك بنقلها إلى مكان آخر أو تأجيلها فقط أي الى نقلها زمانا ومكانا ولكن لا يؤدي إلى منعها .

ـ ثم بعد هذا نأتي إلى العنصر الثاني من عناصر الجريمة وهو( القدرة على الفعل الإجرامي) فنقول التواجد الأمني لايؤدي إلى تكبيل قدرة المجرم إلا في حالة واحدة فقط وهي : القبض عليه وإيداعه السجن وهذا لا يمكن إلا بعد ثبوت ارتكاب المجرم لفعل إجرامي أي بعد حدوث الفعل . إذن فالتواجد الفيزيقي لرجل الأمن لن يؤدي إلى تقييد القدرة لدى المجرم .
بقي العنصر الثالث والأخير من العناصر التي تشكل مثلث الجريمة ذلك هو :عنصر( الإرادة الإجرامية) .


فهل مجرد تواجد رجل الأمن يؤدي إلى إنتزاع الإرادة الإجرامية لدى المجرم ؟؟
من البدهي الإجابة با لنفي ،إذ أن الإرادة كامنة،ولا يمكن الإدعاء بأن مجرد تواجد رجل الأمن يؤدي إلى انتزاعه
ومع ذلك فإنه ينبغي التعامل مع الإرادة الإجرامية إذ أن في تعاملنا معها ما يغنينا ــ والمسألة نسبية ــ عن التعامل مع عنصري ( الفرصة ) و( المقدرة ) وذلك بتجفيف ينابيع الجريمة أي التعامل مع مصادرها مباشرة سواء المتمثل منها في أوضاعنا الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية ، باتخاذ تدابير وإجراءات فعلية واقعية لا تقتصر على مجرد الوعظ وآلإ رشاد من اجل الوقاية من الجريمة قـــــبــل وقوعها ، ولأنني لا ادعي بهذه المشاركة امتلاك وصفة سحرية للقضاء على مسببات الجريمة بقدر ما أحاول إزالة بعض المفاهيم الخاطئة لدى البعض حول تواجد رجل الأمن ودور ذلك في (منع ) وقوع الجريمة فسوف اكتفي بهذا القدر مع اعتذاري لكم ولصديقي الذي يبدو أنني لم أصغ إلى نصيحته لي بعدم الإطالة وأعد الجميع الالتزام قدر المستطاع بالاختصار في الموضوعات والمشاركات القادمة إن شاء الله ...

أخوكم: زايــد الشوق ...

مشاركة هذا الرد في Google Facebook Twitter Digg

أنت معجب بهذا.