31-08-09, 12:37 AM
|
|
20 من ذي الحجة 1202هـ ـ 21 سبتمبر 1788م
تعتبر روسيا القيصرية من ألد أعداء الإسلام عمومًا والدولة العثمانية خصوصًا، فلقد كانت روسيا القيصرية ترى نفسها وريثة الإمبراطورية البيزنطية التي سقطت أمام الجيوش العثمانية التي فتحت القسطنطينية سنة 857هـ، لذلك ومنذ قيام الإمبراطورية الروسية وهي دائمة التحرش بالدولة العثمانية، وبدأت روسيا في التوسع شرقًا تحت شعار التوسع في المناطق المخلخلة سكانيًا، على حين أن مناطقهم مزدحمة بالسكان، وتحت هذا الشعار ابتلعت روسيا شبه جزيرة القرم سنة 1190هـ مستغلة حالة الضعف والتراجع الكبير في الدولة العثمانية.
بعد ذلك أخذت روسيا في تحريض السكان النصارى في الأقاليم التابعة للدولة العثمانية مثل أقاليم رومانيا واليونان، وشعرت الدولة العثمانية أن السكوت أكثر من ذلك على العدوان الروسي سيؤدي حتمًا إلى كارثة شاملة، فأرسلت الدولة العثمانية بعدة طلبات لروسيا القيصرية لردعها عن مواصلة تحريض نصارى رومانيا واليونان، فرفضتها روسيا فأعلنت الدولة العثمانية الحرب عليها([1]).
عندها أعلن الإمبراطور جوزيف الثاني إمبراطور النمسا وألمانيا الحرب على الدولة العثمانية، وذلك بدافع صليبي محض وتضامنًا مع الروس النصارى، وقاد جوزيف جيشًا ضخمًا وتقدم ناحية بلجراد لاحتلالها، ولكنه فشل أمام بسالة الحامية العثمانية وقائدها «قوجا يوسف باشا» واضطر للانسحاب وهو يجر أذيال الخيبة عائدًا إلى النمسا.
صدرت الأوامر السلطانية لقوجا يوسف بملاحقة إمبراطور النمسا الفار وذلك لردعه عن غيه وعن العودة لمثلها، فانطلق العثمانيون خلف النمساويين الذين فروا من بين أيديهم حتى أدركوهم عند بلدة «شبش» الألمانية، وفي يوم 20من ذي الحجة 1202هـ اشتبك الجيشان وحقق العثمانيون نصرًا باهرًا ووقع خمسون ألفًا من النمساويين والألمان أسرى في هذه المعركة الفريدة، وانكسرت النمسا بعدها كسرة كبيرة لم تقم بعدها لفترة طويلة.
|