[سنى البدر]

يعتبر الحصان العربي الأصيل في مملكة الحصان الشاسعة الأجمل على الإطلاق، والأكثر أصالة دون منازع، فهو يختلف في تكوينه الجسدي عن باقي الخيول. إن أصول الحصان العربي الأصيل غير معروفة بدقة، ولكن من الثابت أنه نشأ في شبه الجزيرة العربية قبل خمسة آلاف عام من ميلاد المسيح. وقد اعتقد الباحثون لسنين طويلة ان الحصان العربي الأصيل ظهر في أفريقيا، وقد ثبت فيما بعد عدم صحة هذا الاعتقاد.
إن الظروف الصعبة التي مر بها هذا الحصان: الشروط المعيشية القاسية، طبيعة الصحاري القاحلة، سبل تربيته، طريقة استخدامه التي تختلف كلياً عما هي عليه في وقتنا الحاضر: تصالبه مع عروق عربية أصلية، حسن الانتقاء، الموهبة البدوية والتقاليد المتبعة في التربية التي تنتقل من الأب إلى الابن، كل هذا وسمه بصفات وخصائص مميزة، فازداد صلابة في بنية الجسدية وقدرة هائلة على محمل المشقات والصعاب، وسرعة فائقة في العدو، وشجاعة نادرة. وبمعنى آخر أكسبته جميع هذه الصفات المميزة التي انتقلت معه من جيل إلى جيل ليحتل المركز الأول بين سلالات الخيول جميعها.

ويربى الحصان العربي الأصيل في جميع أنحاء العالم، وأكبر عدد من الأفراس العربية الأصيلة موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية. توجد في إسبانيا منظمة عالمية تضم مربي الخيول العربية الأصلية والأنجلو عربية Anglo Arab ، كما أنه واسع الانتشار في العديد من البلدان والأوروبية كفرنسا، وبريطانيا، و بولونيا، وتشيكوسلوفاكيا، والاتحاد السوفيتي، وهنغاريا، وأسبانيا، كما أنه يربى أيضاً في بعض بلدان المشرق العربي كمصر والإمارات، وقطر، والمغرب، وسوريا، والأردن.
كميل بطل، حصان عربي أصيل من دولة قطر.
مواصفات الحصان العربي الأصيل:

هو في أعلى درجات الأصالة من حيث جمال الشكل الخارجي، جذعه روعة في التناسق والانسجام، مربع الشكل وكأنه خلق خصيصاً ليركبه الفارس.

ارتفاعه عند الغارب يتراوح من 150 إلى 160 سم بمعدل 155 سم ، وقد نصادف حصاناً عربياً أصيلاً لا يتجاوز ارتفاعه 145 سم لونه رمادي، أو أشهب أو بني أو أسمر أو أشقر أو أسود.

رأسه صغير ونحيف يوحي بالأصالة والرشاقة ، قصبة الأنف مقعرة بعض الشيء، وهذه ميزة خاصة به تزيده رونقاً وجمالاً. منخراه واسعان ورقيقان، عيناه كبيرتان واسعتان تشعان بالحيوية، بعيدة الواحدة عن الأخرى. أذناه صغيرتان معقوفتان إلى الداخل وله القدرة على تحريكها بسهولة. جلده شديد النعومة. يمتاز رأس الحصان العربي الأصيل بتحدب بسيط في عظم الجبهة، عنقه متوازن، خفيف، عال في اتصاله مع الجذع، متوسط الطول، مقوس بعض الشيء ويسمح للرأس بطلاقة الحركة. العرف والناصية ناعمان كالحرير. الغارب واضح المعالم دون أن يكون ناتئاً. الكتفان منحرفان بعض الشيء، الصهوة قصيرة، صلبة. القطاة قوية، الردف طويل، مستقيم أو منحن بعض الشيء إلى الوراء، يتصل به الذنب عالياً، عند العدو السريع يرتفع الذنب جانباً، كالعلم فيعطي الحصان مسحة رائعة من الجمال.
شرار الشقب، حصان عربي أصيل من دولة قطر
يختلف العمود الفقاري والأضلاع عند الحصان العربي عن باقي الخيول، فله سبعة عشر زوجاً من الأضلاع، وخمس فقرات قطنية Lombaoies وست عشر فقرة عصعصية ، عوضاً عن ثمانية عشر زوجاً من الأضلاع وست فقرات قطنية وثماني عشر فقرة عصعصية لباقي الخيول. صدره عريض وعميق، وقفصه الصدري مدور الشكل. القوائم قوية واضحة، صلبة وأوتارها العضلية نحيفة والحوافر متينة. الهيكل العظمي لهذا الحصان متين ، قوي ومتماسك مما يساعده على أداء أعماله بنجاح.يمتاز هذا الحصان بمشية طليقة، واضخة مميزة، منها الكثير من الرونق والكبرياء. ومع أن هذا الحصان هو عنوان الشجاعة ويملك قدرة هائلة على المقاومة والاحتمال. كما أنه في الوقت ذاته شديد الاعتماد على نفسه ولا يتطلب مزيداً من العناية والاهتمام، فهو يتحمل الجوع والعطش بشكل مذهل، كما يقاوم الحر والقر مهما اشتدت درجتهما. وهذه الصفات تلازمه منذ نشأته وحتى اليوم

مشاركة هذا الرد في Google Facebook Twitter Digg

أنت معجب بهذا.