10-04-09, 06:13 PM
|
|
قواعد اجتماعية تسهم في السعادة الزوجية - الجزء الثاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكمل معكم الجزء الثاني من الموصوع:
1 – تطبيق الزوجين لمنهج الله :
أيها الإخوة ، أبدأ بالنواحي الشرعية ، كلما طبق الإنسان منهج الله عز وجل في شأن زواجه ، وفي شأن علاقته بزوجته كان الود أكثر ، فتوجيهات النبي عليه الصلاة والسلام واضحة .
مثلاً قال للمرأة :
(( انصرفي أيتها المرأة ، وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها ، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل الجهاد )) .
(الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي)
تصور الجهاد وهو ذروة سنام الإسلام ، أعلى درجة في الإسلام أن تكون مجاهداً ، وهذه المرأة التي تحسن رعاية زوجها ، وأولادها هي في مرتبة المجاهد في سبيل الله ، لكن بالتعبير الدارج لا يوجد امرأة تأخذ بهذا الكلام ، لكن هذا كلام سيد الأنام ، كلام حبيب الله ، كلام سيد الخلق ، وحبيب الحق ، ومع ذلك هناك تقصير ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال :
(( أكرموا النساء ، فو الله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ، ويغلبهن لئيم ، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً )) .
(ورد في الأثر)
2 – المعاشرة بالمعروف :
لو قرأت القرآن الكريم :
( سورة النساء)
ليست المعاشرة بالمعروف كما قال بعض المفسرين أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها ، بل أن تحتمل الأذى منها ، هذه المعاشرة بالمعروف ، امرأة اشتكت لي زوجها القاسي قلت لها : صديقة النساء آسيا امرأة فرعون جعلها الله تحت طاغية جبار كافر ، بل من أكفر كفار الأرض لماذا ؟ لتكون قدوة لأية زوجة شاءت حكمة الله أن يكون زوجها قاسيًا أو ظالمًا ، لأن لديها أولادًا فعليها أن تصبر ، فلو قرأت القرآن الكريم لوجدت فيه من القصص ومن العبر ما لا ينتهي مثلاً :
(سورة البقرة)
أحياناً يسخر الإنسان من أهل زوجته ، فإذا تكلمت امرأته كلمة في حق أهله أقام الدنيا ، ولم يقعدها ، لما هذا التميز ؟ كما أن أهلك تدافع عنهم ، وتلتمس توقيرهم واحترامهم هي كذلك ، فهذا المفهوم من بعض أحاديث رسول الله : أن عاملوا الناس كما تحب أن يعاملوك ، هذا مقياس من أروع المقاييس ، الشيء الذي يزعجك من زوجتك ينبغي ألا تفعله مع أهلها ، الشيء الذي تأخذه عليها ينبغي ألا تفعله معها ، هذه مقدمة .
طبعاً طاعة الله ، الاتصال بالله أن يمتلئ القلب رحمة بالزوجة ، هذا كله أسباب شرعية كافية لدوام الحب بين الزوجين .
لكن هناك توجيهات اجتماعية نفسية إن صح التعبير لو طبقناها لقطفنا ثماراً يانعة من العلاقة الزوجية ، أنا سأشرح بعضها .
1 – السلام عند دخول البيت وتفقد الزوجة :
فمثلاً : عند عودتك إلى المنزل وهذه نصيحة ، إنْ كان الزوج في عمله عند عودته إلى المنزل ابحث عن الزوجة ، وسلم عليها بطريقة أو بأخرى ، هناك مَن يدخل إلى البيت لشأن من شؤونه ، وينسى أن في البيت زوجة ، بعد حين تكتشف أنه في البيت ! هذه نصيحة لا تكلف شيئًا ، لمجرد أن تدخل إلى البيت ابحث عنها ، وسلم عليها ، هي مركز ثقل في البيت ، هي الأولى في البيت ، أنت إذا دخلت لتقابل إنسانًا مهمًّا لا تهتم بالأثاث ، تهتم أن تنظر إليه ، وأن تسلم عليه بادئ ذي بدء ، فحينما تعود إلى البيت ، ويكون أول عمل لك أن تبحث عنها في البيت ، وتسلم عليها بطريقة أو بأخرى ، فهذه نقطة بسيطة جداً لكن لها معنى كبير .
أحياناً يقول الإنسان : لا تؤاخذني ، كلمة قالها ، لكن لها معنى كبير ، إنسان يقول : أخطأت في حقك ، سامحني ، تنسيك كل الغضب ، كل غضبك يتلاشى بكلمة واحدة ، كلمة الحق مسعدة .
(( إن الرجل ليتكلم الكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار )) .
(الترمذي)
لا يلقي لها بالاً ، لو أن الرجل يتكلم بكلمة طيبة يعلو بها إلى أعلى عليين ، فلو قال لك أحد : هذا الفتور الذي بيني وبين أهلي ، هذا الجفاء والانصراف كل منهما ينصرف عن الآخر ، ما علاجه ؟ أنا أؤكد لكم أن سعادة كل واحد فيكم ببيته لها أثر كبير جداً في عمله ، ولها أثر كبير عندها وعند الأولاد ، هناك أولاد ينشؤون نشأة كاملة ، أو نشأة صحيحة ، أحد أكبر أسبابها حسن العلاقة بين الأب والأم ، أما الأولاد إذا نشؤوا على خصام مستمر بين الأب والأم فلهم مستقبل لا يرضي أحدًا، مآله إلى التمزق ، هذا أبوهم ، وهذه أمهم ، وخلافات مستمرة بينهما .
فأول ملاحظة: عند عودتك إلى البيت ابحث عنها أولاً ، وسلم عليها، إشعاراً لها أنها أثمن ما في البيت، وأنها مركز الثقل في البيت.
نكمل فيما بعد الجزء الثالث إن شاء الله.
|