21-01-24, 12:23 PM
|
|
غيمة بيضاء عابرة تسير وينهمر منها قطرات المطر
|
|
|
|
رد: لا تصالح للشاعر أمل دنقل
( 3 )
لا تُصالِحْ . .
ولو حرمَتْكَ الرُّقَاد
صرخاتُ الندامة .
وتذكَّرْ . .
( إذا لانَ قلبُكَ للنسوة اللابساتِ السواد ولأطفالهن الذين
تُخاصمهم الابتسامة )
أن بنت أخيك ” اليمامة “
زهرةٌ تتسربلُ في سنوات الصبا ـ
بثياب الحداد . .
كنتُ ، إنْ عدتُ :
تعدو على درجِ القصرِ ،
تمسكُ ساقيَّ عند نزولي . . .
فأرفعُها ـ وهي ضاحكةٌ
فوق ظهرِ الجوادِ .
ها هي الآن . . صامتةٌ
حرمَتْها يدُ الغدرِ :
من كلمات أبيها ،
ارتداء الثياب الجديدة
من أن يكون لها ـ ذات يوم ـ أخٌ !
من أب يتبسم في عرسها . .
وتعودُ إليه إذا الزوجُ أغضبَها . .
وإذا زارها . . يتسابق أحفادُه نحو أحضانِهِ ،
لينالوا الهدايا . .
ويلهوا بلحيته ( وهو مستسلمٌ )
ويشدُّوا العمامة . .
لا تصالحْ !
فما ذنبُ تلكَ اليمامة
لترى العُشَّ مُحترقًا . . فجأةً
وهي تجلس فوق الرماد ؟ !
لا تصالحْ
ولو توَّجوكَ بتاجِ الإمارة .
كيف تخطو على جثَّةِ ابن أبيك . . ؟
وكيف تصيرُ المليك . .
على أوجهِ البهجةِ المستعارة ؟
كيف تنظرُ في يد من صافحوك . .
فلا تُبصرُ الدمَّ . .
في كلِّ كفّ ؟
إنَّ سهمًا أتاني من الخلف . .
سوف يجيئُكَ من ألفِ خلف .
فالدمُ ـ الآنَ ـ صارَ وسامًا وشارة
لا تصالحْ ،
ولو توَّجُوكَ بتاجِ الإمارة
إن عرشَكَ : سيفٌ
وسيفَكَ : زيفٌ
إذا لم تزن ـ بذؤابَتِهِ ـ لحظاتِ الشرف
واستطبت ـ الترف
( 4 )
لا تُصالحْ
ولو قالَ من مالَ عند الصِّدَام
” ما بنا طاقةٌ لامتشاقِ الحسام . . “
عندما يملأُ الحقُّ قلبَك :
تندلع النارُ إنْ تتنفس
ولسانُ الخيانةِ يخرس
لا تُصالحْ ،
ولو قِيلَ ما قيلَ من كلماتِ السَّلام
كيف تستنشقُ الرئتانِ النسيمَ المُدنَّس ؟
كيف تنظرُ في عينيّ امرأةٍ . .
أنتَ تعرفُ أنك لا تستطيعُ حمايتَها ؟
كيف تصبحُ فارسَها في الغرام ؟
كيف ترجو غدًا . . لوليدٍ ينام
ـ كيف تحلمُ أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبرُ ـ بين يديكَ ـ بقلبٍ مُنَكَّس ؟
لا تصالحْ
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام .
وَارْوِ قلبَكَ بالدم . .
وَارْوِ الترابَ المُقدَّس . .
وَارْوِ أسلافَكَ الراقدين . .
إلى أن تردَّ عليك العظام !
التوقيع
|
خُـلِقَـتْ أكتافُ الرّجالِ لحملِ البنادقِ ،،
فإمّا عظماءُ فوقَ الأرضِ أو عظاماً في جوفِها..
،،،
أُعلّلُ النّفسَ بالآمالِ أرقبها مآآأضيقَ العيشُ لولآ فسحةَ الأملِ
،،،
لا تخبروني عمن يكرهني أو يتكلّمُ عنّي،،
أتركوني أحب الجميع ،،
وأظنّ أنّ الجميع يحبني..
|
|