29-03-13, 10:53 AM
|
|
يستخدمون «تطبيقات ذكية» تركز على حاسة السمع
مكفوفون يطالعون الصحف ويمارسون الشراء الإلكتروني
طلبة معهد النور للمكفوفين خلال إحدى الدورات.
مكن التقدم العلمي في الحاسب الآلي والتطبيقات الإلكترونية "الذكية" المكفوفين من التواصل مع عالم الإنترنت، بل إن بعضهم أصبح قادرا على حجز المواعيد، ورحلات السفر إلكترونيا، والتعامل مع البريد الإلكتروني، والدردشة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن سداد الفواتير والاطلاع على حساباتهم البنكية والتبضع الإلكتروني من مواقع التسوق العالمية. وقال المهندس محمد الروبي: إن هناك برامج متخصصة للمكفوفين، تتمثل في شرح ما يقوم به الكفيف من عمل على الحاسوب بشكل سمعي، تمكنه من قراءة محتويات الشاشة، وهناك برامج متنوعة منها إصدارات مختلفة حسب فئات المعرفة والممارسة للكفيف ومنها بلغات أخرى عالمية.
وقال: إن هذه البرامج تم تطويرها على أجهزة الجوال المختلفة وهي من الأجهزة الحاسوبية المصغرة، وتحتوي على تطبيقات مختلفة على غرار ما يوجد على الحاسوب. وحول إمكانات البرنامج قال المهندس محمد: إن البرنامج سهل الاستخدام، ويمكِّن المستخدم من الدردشة على الإنترنت، وتعبئة النماذج والحقول داخل المواقع، وحجز تذاكر الطيران والمواعيد على الإنترنت، والبحث عبر محركات البحث العالمية والمواقع العلمية والإخبارية، إضافة إلى إمكانية استخدام البرامج المحاسبية أيضا.
وأضاف الروبي "ما يميز البرنامج أيضا هو عدم استخدام لوحة مفاتيح طريقة برايل ذات الحروف البارزة التي يتحسس عليها الكفيف بأصبعه ليختار منها ما يريد، بل أصبح بمقدوره أن يستخدم لوحة المفاتيح العادية في الحاسوب".
وأشار إلى برنامج الدورة الاحترافية الذي يتكون من أربع مراحل يمر بها الطالب الكفيف، أول مرحلة تتمثل في تزويده بالمعلومات الأساسية للجهاز ومكوناته، حيث يمكنه لمس الأجزاء لمعرفتها ومقارنتها، ثم المرحلة الثانية تدريبه على استخدام لوحة المفاتيح العادية بالحاسب، وإعطائه دورة في الكتابة على برنامج وورد لتحفيظه مواقع الحروف على لوحة المفاتيح، والمرحلة الثالثة تتضمن شرحا لبيئة ويندوز ومحتوياتها من البرامج، وذلك عبر برنامج ناطق الاحترافي للمكفوفين، وأخيرا مرحلة تمكينه من الدخول إلى عالم الإنترنت وكيفية زيارة المواقع وطلبها وتعبئة محتوياتها والتسجيل فيها خلال 60 ساعة تدريبية.
الطلبة يتدربون على تطبيقات ذكية تركز على حاسة السمع.
وأكد أن أحد المكفوفين أصبح من المحترفين الذين نستعين بهم في تدريب أقرانه من المكفوفين، وذلك بعد أن برع في التقنيات البرمجية، ما مكنه من تدريب الآخرين على أجهزة الآيفون والآيباد.
"الاقتصادية" التقت طلاب معهد النور للمكفوفين في مكة المكرمة أثناء تلقيهم دورة تدريبية على أحدث برامج الحاسوب المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يقول رائد الشاذلي وهو طالب في الصف الثاني الثانوي في معهد النور بمكة: إنه يستطيع التعامل مع الحاسب الآلي، ويعلم مكوناته وبرامجه، مشيرا إلى دور أسرته في إرشاده وتوفير ما يحتاجه من تقنيات في هذا الجانب.
أما حسين قاسم الطالب في الصف الأول الثانوي فيقول: كنت أعمل على آلة "بركيز" مخصصة للمكفوفين للكتابة بطريقة برايل أثناء برنامج للتوعية الإسلامية، ونظرا لإصابتي في أطراف أصابعي بجروح لم أتمكن من إكمالها وقررت أن أتعرف على عالم الحاسوب كون مكوناته وأجزائه أسهل وأسرع، وفعلا تلقيت تدريبا على برامج أوفيس، الوورد والإكسل والبوربوينت، ويؤكد أنه عبر هذه التقنيات التي تركز على حاسة السمع أصبح قادرا على مطالعة الصحف كما يتصفحها المبصرون، ويسدد الفواتير عبر موقع البنك الإلكتروني، ويشتري سلعا عبر مواقع التسوق في الإنترنت.
من جهته قال صالح المطرفي مدير معهد النور في مكة المكرمة: إن الحاسب الآلي أصبح ضرورة وليس ترفيها، وذكر أن المعهد يقوم بتدريس طلبة المعهد من المكفوفين الحاسوب وتطبيقاته أثناء يومهم الدراسي، وقال: إن هناك تعاونا مع بعض الجمعيات الخيرية للإعاقة البصرية.
وأكد المطرفي أن طلاب التربية الخاصة ومنهم طلبة المعهد لديهم من القدرات التي تؤهلهم للوصول إلى أهدافهم بكل يسر وسهولة على غرار أقرانهم الطلبة المبصرين، "وفي هذا الخصوص أدركنا أهمية تزويدهم بالمهارات التي تساعدهم في ذلك، ومنها إشراكهم في دورات مختلفة كدورة الإلقاء، وذلك بالتعاون مع النادي الثقافي الأدبي في مكة المكرمة، كما تم التنسيق لإقامة دورات متخصصة في اللغة الإنجليزية".
التوقيع
|
|
|