منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   الأدب المنقول (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=78)
-   -   استفهام، سؤال، جناس، طباق، تورية، مبالغة، استعارة، كناية، ترادف، مقابلة.. الخ (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=765254)

حسن خليل 30-08-23 11:09 AM

رد: استفهام، سؤال، جناس، طباق، تورية، مبالغة، استعارة ... الخ
 
مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ
هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا

أبو الطيب المتنبي

تورية: "أهل العشق". المعنى البعيد: فرقة دينة تمارس وتتبع "العشق الإلهي". المعنى القريب: أهل العشق هم من يمارسون ويتبعون العشق بين الرجل والمرأة.

ترادف: عرفوا (نظريا معرفيا في أيامنا نستعمل كلمة "علم" لأن العرب أول من طور العلوم التجريبية والنهج التجريبي في العلوم.) وفطنوا تطبيقا وتجربة وذكاء وحنكة. يبرز بهذا الترادف جدلية المعرفتين النظرية والتطبيقية.

حسن خليل 30-08-23 11:15 AM

رد: استفهام، سؤال، جناس، طباق، تورية، مبالغة، استعارة، ترادف، مقابلة.. الخ
 
يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ
كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ

أبو الطيب المتنبي

كناية: "القبر" كناية عن الموت؛ و"الكفن" أيضا كناية عن الموت لتأكيد الموت.

الجملة الأولى إنشائية: بسبب النداء الذي ليس له علاقة بالصدق والكذب. والثانية إخبارية مؤكدة (القبر والكفن) لأنها تحتمل الصدق والكذب. (أما الجمل الإنشائية فلا نؤكدها وهذا اختيار بلاغي موفق لتحضير المستمع لنفي خبر نعيه روحيا قبل نعيه جسديا).

مفارقة ساخرة: "نعيت على بعد بمجلسه".

تشبيه ضمني: روح الإنسان في الجسد في الدنيا يستردها الله مثل الرهينة التي يستردها صاحبها من أخذها. أي أن الموت حق على الجميع.

حسن خليل 30-08-23 11:18 AM

رد: استفهام، سؤال، جناس، طباق، تورية، مبالغة، استعارة، ترادف، مقابلة.. الخ
 
كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ
ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

أبو الطيب المتنبي

جملة: "كم" الخبرية تدل على جملة خبرية لا إنشائية. بسبب المفارقة تعني العكس: لم أقتل! (كم قد مت" تؤكد "كم قد قتلت"، مما يبرز أنها خبرية وأن المتنبي يقوم بإخبارنا بالجديد المبتكر من فكره).

مفارقة ساخرة: "كم قد قتلت وكم قد مت عندكم" جسديا.

مفارقة ساخرة: "انتفضت فزال القبر والكفن" روحيا.

مقابلة مضادة: في صدر البيت قصة موت الجسد، وفي العجز قصة انبعاث الروح!

(استعمال المفارقة الأولى حيث الظاهري الموت الجسدي, لكن في العجز المفارقة الثانية تعني الباطني وهو المعنى المعنوي الروحي للموت.)

حسن خليل 30-08-23 11:20 AM

رد: استفهام، سؤال، جناس، طباق، تورية، مبالغة، استعارة، ترادف، مقابلة.. الخ
 
قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ
جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا

أبو الطيب المتنبي

مقابلة موافقة بين البيت السابق وهذا البيت: لكن التكرار للمعنى في هذا البيت تأكيدي تهويلي، وخبري مثل البيت السابق، حيث يؤكد ويهول بسخريته من دسائس البلاط الحمداني، كونهم ماتوا ميتة الروح والعقل والحكمة في الدنيا، لا ميتة الحق، بمفارقة ساخرة جدا: "ماتوا قبل من دفنوا".

تورية: المعنى القريب ل"جماعة" هو مجموعة من الناس، والمعنى البعيد ل"جماعة" فرقة دينية تتبع التنجيم بغطاء ديني. (ولهذا يدعون أنهم "شاهدوا"، والقصد المعنى البعيد بقدراتهم التنبؤية التنجيميّة التي يدعونها. المتنبي يسخر من المنجمين المتنبئين. فهل يليق اتهامه أنه "متنبئ" يتنبأ؟!).

حسن خليل 30-08-23 11:33 AM

رد: استفهام، سؤال، جناس، طباق، تورية، مبالغة، استعارة، ترادف، مقابلة.. الخ
 
مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ

تشبيه تمثيلي: بين صورتين للصدر من جهة، ولعجز البيت من جهة ثانية.

حكمة ومثل: رغم إيمانه وثقته وتفاؤله بطريقه وإمكانيتها واقعيا, فهو يحسب ألف حساب للفشل ولما هو غير متوقع، حيث يقف في طريقه الإمكانيات الموضوعية الواقعية من ناحية، ومن الناحية الأخرى يقف شياطين البشر من فاسدي حاشية البلاط، كما يذكرهم في الأبيات الملاصقة قبل وبعد هذا البيت. لكن ذلك يشمل العكس، وهو محدودية قدرة هؤلاء المتآمرين على تنفيذ مخططاتهم اللئيمة. وهذا البيت صار مثلا تعرفه الأجيال المتعاقبة منذ المتنبي إلى يومنا هذا، بصفته قاعدة عامة لسلوك كل إنسان على الإطلاق. هذه القاعدة تؤكد جدلية العقل وفن الممكن (السياسة) كما يتضمنهما أدب وشعر المتنبي، سواءً كان سلبيا هداما في صراع ضد التطور والخير أو العكس.

(معارضة وتناص: وهذا البيت يأتي معارضا لبيت أبي العتاهية قبل أكثر من قرن، هذا البيت الذي حث على اليأس من الدنيا والخضوع أو السكوت على الظلم الواقع واليأس من الثورة على الأنظمة لقائمة بفسادها والنهضة بالأهل والوطن، وذلك لكون أبي العتاهية لا يملك فلسفة ورؤيا ثورية:

ما كل ما يتمنى المرء يدركه
رب امرئ حتفه فيما تمناه

هنا يستعمل المتنبي التناص بشكل رائع ليناسب البيت وينقله من فكر زاهد بالدنيا يرى الجسد نقيضا مطلقا للروح عند أهل الزهد والتصوف، إلى فكر مكافح للحصول على الحق والكرامة فيها في تكامل الروح والجسد عند أهل العقل والحكمة وفن الممكن في علم السياسة).

حسن خليل 30-08-23 11:37 AM

رد: استفهام، سؤال، جناس، طباق، تورية، مبالغة، استعارة، ترادف، مقابلة.. الخ
 
رَأيتُكُم لا يَصُونُ العِرْضَ جارُكمُ
وَلا يَدِرُّ على مَرْعاكُمُ اللّبَنُ

شرح: التعريض هام هنا، حيث يعرض المتنبي بسيف الدولة وحاشيته من الدولة الحمدانية في الشام، وذلك بإشارات مجازية؛ فيقول: رؤيتي لكم (بعد تجاربي معكم) أنكم لؤماء-خبثاء (لا تصونون شرف جاركم)، وكذلك لؤماء-بخلاء (لا ينزل الحليب على مرعاكم بوفرة).

مقابلة موافقة بين الصدر والعجز.
كناية عن لؤمهم الخلقي السايكولوجي النفسي في الصدر.
كناية عن لؤمهم الخلقي العملي المادي-مدى بخلهم الفظيع في الصدر.
مجاز: صيغة المبني للمعلوم (المساوي لاسم الفاعل) مكان صيغة المبني للمجهول (المساوي لاسم المفعول).

حسن خليل 30-08-23 11:39 AM

رد: استفهام، سؤال، جناس، طباق، تورية، مبالغة، استعارة، ترادف، مقابلة.. الخ
 
جَزاءُ كُلّ قَرِيبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ
وَحَظُّ كُلّ مُحِبٍّ منكُمُ ضَغَنُ

شرح: يستمر بالتعريض بسيف الدولة وحاشيته بإشارات بلاغية للتدليل على لؤمهم بنفس الأسلوب البلاغي قائلا: تجازون أي قريب منكم بعلاقة كلها ضجر وسآمة ("زهق" بالعامية) (إشارة مجازية إلى ضحالتهم الفكرية الروحية في علاقتهم مع من يقترب من موقفهم). كما أن كل من أحبكم تقابلونه بالحقد الدفين(الضغن)،دلالة على دونيتكم العاطفية الحسية أيضا.



أساليب فنية وبلاغية:

مقابلة موافقة بين الصدر والعجز.

تصدير: منكم....للفت المتلقي للمعنى المحوري في علاقة موقفهم اللئيم الشمولي السلبي من يحبهم ويتقرب منهم (العلاقة بين ما قبل "من" وبعدها). وكذلك لإبراز الإيقاع بين الشطرين للفت السمع.

ترادف: "حظ" و"جزاء".

حسن خليل 30-08-23 11:41 AM

رد: استفهام، سؤال، جناس، طباق، تورية، مبالغة، استعارة، ترادف، مقابلة.. الخ
 
وَتَغضَبُونَ على مَنْ نَالَ رِفْدَكُمُ
حتى يُعاقِبَهُ التّنغيصُ وَالمِنَنُ

شرح: وكذلك تغضبون على من أخذ باستحقاق عطاءكم، ليتوقف غضبكم فقط بعدما تتأكدون من التضييق المعنوي عليه (التنغيص)، بسبب ادعائكم المتكرر أنكم أصحاب فضل عليه (منن)، فلا يهنأ بما أخذ! وهذا انعكاس عملي لموقفهم الشمولي الأخلاقي الساقط في البيت السابق. من المكن أن نسمي هذا مقابلة موافقة بين البيتين.

تأنيس أو تشخيص ل"التنغيص والمنن". وذلك لإبراز مدى غضبهم اللئيم.
مقابلة موافقة: بين الصدر والعجز. العجز هو بمثابة ترديد وتأكيد التأكيد لما ورد في الصدر. وتلعب هنا "حتى" للغاية (أي الهدف) دورا رابطا ومؤكدا لغضبهم اللئيم حتى حدود السقوط.
مفارقة ساخرة: في التناقض بين منن يتقرب منهم ويحبهم وبين جزائه عندهم.

حسن خليل 30-08-23 11:45 AM

رد: استفهام، سؤال، جناس، طباق، تورية، مبالغة، استعارة، ترادف، مقابلة.. الخ
 
إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ
وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

شرح: يبرز المتنبي موقفه المبدئي الفكري قائلا: إني - أنا المتنبي - أتماهى مع تعقلي وتصبري وأناتي (حلمي)، عندما يكون ذلك من كرامة، أي قوة واقتدار؛ لا عن جبن أي ضعف وعجز وانكسار.

(في هذا البيت يصف المتنبي موقفه القيمي النظري الشمولي من الناحية الإيجابية-كرمه، ومن الناحية السلبية- جبنه. ليؤكد تطبيقيا هذا المبدأ القيمي الشمولي عمليا في البيت التالي بتكرار النفي ب "لا"، ليجيب بهذا عن غربته المادية في مطلع القصيدة حيث يكرر "لا" عدة مرات، مبينا هنا انسجامه وتماهيه وتحقيقه لذاته و "أنا"ه العليا وعدم اغترابه الروحي هنا، بعدما خرج من تلك الحالة "منتفضا" ضد أنظمة وعروش الفساد والإشاعات والمغيبة والتخلف واللؤم والجبن البعيدة عن الحكمة والحلم، رافضا أن تذله حاجاته المادية الدنيوية حتى للأهل وللوطن وللسكن والأصحاب والزوجة).


الالتفات: ينتقل المتنبي من صيغة المخاطب فيي البيت السابق، إلى صيغة المتكلم في هذا البيت ليبرز ويؤكد موقفه الشمولي النظري، الفكري، المبدئي، القيمي والخلقي.

التصدير: تكرار "أصاحب حلمي وهو بي..." في الشطرين. وهذا الأسلوب يجعل الإيقاع جميلا وهو أسلوب التفات أيضا.

مقابلة مضادة: لتأكيد وتوضيح الموقف وتفسير المعنى المبدئي الروحي الخلقي .

الطباق: "أصاحب" ضد "لا أصاحب". والطباق: "كرم" ضد "جبن". لتأكيد وتفسير المعنى وتوضيحه.




حسن خليل 30-08-23 11:47 AM

رد: استفهام، سؤال، جناس، طباق، تورية، مبالغة، استعارة، ترادف، مقابلة.. الخ
 

وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ
وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ

شرح: لا أبقى ولا أثبت على مال يذلونني به. كما لا أتلذذ بما يتسخ به شرفي.

أساليب فنية وبلاغية:

ترديد "لا" النافية: تكرار "لا" النافية للمضارع هنا في سياقات مختلفة ("لا أصاحب"، "لا أقيم"، "لا ألذ").

(يأتي هذا الترديد ليؤكد وحدة الروح في الإنسان "الكامل" حسب فلسفة الفارابي. ولهذا يقوم المتنبي بترديد "لا" النافية نظريا (في الخلق والمبدأ والفكر والقيم) في البيت السابق مرة واحدة، وعمليا تطبيقيا ماديا (مالا ولذة) في هذا البيت مرتين. وهنا النفي نسبي غير مطلق، بينما في مطلع القصيدة ينفي مطلقا أن يكون شيء مادي أنيسا وصاحبا له (لا النافية للجنس)، ليتبين ويتضح موقفه الشفاف الواضح؛ أن ذلك النفي المطلق ب "لا النافية للجنس" في بداية القصيدة، هو نابع من موقفه المبدئي هذا عندما تكون اللذة والمال رهن الذل وقلّة القيمة.)

مقابلة موافقة: الصدر والعجز يؤكدان نفس المعنى ويفسران الجانب المادي العملي لأخلاقه ولخلقه الشمولي كما بينّا في البيت السابق.

جناس غير تام: "أذل" و"ألذ". لتأكيد دور النشاط العملي هنا كصفة لا تتعلق بالزمن حيث الفعل المضارع هنا يكاد يكون كالاسم لكل زمان ومكان.


الساعة الآن 01:46 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir