المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عوائق الزواج الناجح


سقراط
14-05-04, 01:57 PM
عوائق الزواج الناجح
قبل أن نبدأ ببيان ذكر العوائق الزوجية فإننا نود أن نذكر القارئ بأن العوائق أنواع كما ذكرنا سلفاً ، وإنني أود أن أركز على العوائق الداخلية في العلاقة الزوجية والتي قد عايشتها وحاولت إصلاحها وهي كالتالي:

(1)التوقعات غير المتوقعة:
ولنشرح هذا العنوان أكثر نقول متسائلين:
كيف يرى كل من الزوج والزوجة زواجهما ؟
ومن هنا تبدأ المشكلة بين الزوجين، ويعيشان في عائق يعطل عليهما جمال حياتهما الزوجية، ونشرح هذا العائق بشيء من التفصيل..
لو تخيلنا أننا سألنا الرجال وقلنا لهم: لماذا تزوجتم؟! ماذا نتوقع أن تكون الإجابة ؟!
وقد جربت أن سألت بعض الأزواج ذلك السؤال وكانت إجابتهم تنحصر في التالي:
- تزوجت لأن الزواج هو نصف الدين .
وقال آخر:
- تزوجت لأن الزواج هي سنة الحياة .
وقال ثالث:- أنا في الحقيقة تزوجت لكي أحصن نفسي.
وقال الأخير: - لا أعرف لماذا تزوجت ؟ ولكن لابد أن أتزوج .
كما إنني سألت السؤال نفسه بعض الزوجات ، وكانت إجابتهن:
قالت الأولى:- تزوجت لأن الزواج ستر.
وقالت أخرى: - تزوجت لكي أهرب من سيطرة والدي.
وقالت ثالثة:- تزوجت لأعيش في حب وعاطفة، وحنان مع الطرف الآخر.
وقالت الأخيرة: - تزوجت لأتحدث مع شريك حياتي.
فهذه جولة مع بعض المتزوجين والمتزوجات وقد رأينا فيهما كيف كانت توقعاتهم في حياتهم الزوجية.
ولهذا فإننا نتساءل:
كيف سيستقر من تزوج لأن الزواج سنة الحياة ؟!
أو كيف ستعيش من تزوجت بسبب الهروب من سيطرة والدها ؟!
أو من كانت تتوقع الحب والأحاديث مع شريك حياتها، ولم يجد من يتوقع ذلك ما توقع!!
فهل سيكون ذلك عائقاً ؟!
وماذا سيفعل لو لم يحقق الطرف الآخر توقعاته؟!
هل سيفشل الزواج أم يمكن أن ينجح ؟!
أقول في ختام هذا العائق .. إ ن التوقعات لا بد أن تكون واقعية، لا من عالم الخيال، وعلى المتوقع أن يهيئ نفسه لعدم تحقق ما توقعه، أو أن يأخذ بيد الطرف الآخر ليحقق له آماله وتوقعاته، فأن الأحلام الوردية لا تنفع صاحبها ، وإنما عليه أن يكون واقعياً وعملياً في توقعاته.
ثم إن من الأمور التي تعالج مثل هذا العائق أن يتحدث الزوجان معاً عن توقعاتهما حتى لا يصطدما في بداية الطريق ، وأن يتحاورا فيما بينهما ، وتكون المصارحة الزوجية رائدهما في حياتهما الزوجية ، فإن ذلك سيقلل من الصدمات الزوجية من معرفة التوقعات الغير متوقعة.
(2) فن إدارة الخلاف ..لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه " ما من داء وله دواء " إلا الهرم أي الشيخوخة، والداء يعني المرض أو المشكلة، وقد تكون المشكلة صحية أو نفسية أو اجتماعية أو حتى زوجية، ولكن كم منا من يعرف كيف يدير الخلاف الزوجي لكي يعالج المشاكل الزوجية ويتفادى هذا العائق بأقل نسبة خسارة ممكنة ؟!
لا شك أن هذا علم ينبغي التوقف عنده وتعلمه، لأن المشاكل الزوجية تؤثر على نفسية الزوج والزوجة والأطفال ، إذا لم تعالج المعالجة الصحيحة ، وإذا أردنا أن نعالج المشكلة،لابد وأن نضع في البداية جميع الاحتمالات الواردة ثم نختار أخفها ضرراً وأحسنها علاجاً.
وإنني أعرض لكم نموذجاً لذلك، يفضل أن يستفيد منه الزوجان لإدارة خلافهما وفق
هذا المنهج ..
مثال لمشكلة زوجية
" طلب الزوج من زوجته والمقيمة معه في الكويت أن تسافر إلى شقيقته المريضة في أمريكا والراقدة في المستشفى هناك والمصابة بمرض السرطان لكي تسلم عليها فلعلها لا تعيش بعد عامها هذا حسب قول الأطباء" ..
بدأت الزوجة تفكر في هذا الطلب ، وقد واجهتها عدة عوائق للموافقة على
طلب زوجها..
العائق الأول: أنه ليس لديها رصيد من الإجازات يمكنها من طلب إجازة جديدة من عملها.
العائق الثاني: أين ستترك أبناءها الأربعة وهم صغار في السن، لمدة أسبوعين أو ثلاثة ؟
العائق الثالث: إنها تخشى من السفر بمفردها ، وتخاف من ارتفاع الطائرة
وهبوطها، والرحلة طويلة وفيها تغيير للطائرات ، ونزول في أكثر من مطار.
ما الحل؟!
أتمنى الآن أن يترك القارئ قراءة الكتاب، ويمسك بورقة وقلم ويبدأ في علاج المشكلة هذه ليختبر نفسه هل هو جيد في فن إدارة الخلاف واتخاذ القرار السليم أم لا ؟!..
والآن نضع الحلول المقترحة ونتائجها ، لنختار منها الحل المناسب ( وأكرر طلبي مرة أخرى بأن لا يتابع القارئ معنا قراءة الموضوع حتى يكون قد انتهى من علاج هذه المشكلة وعرف رأيه ".
والآن لنضع الحلول المقترحة ونتائجها، لنختار منها الحل المناسب ( وأكرر طلبي مرة أخرى بأن لا يتابع القارئ معنا قراءة الموضوع حتى يكون قد انتهى من علاج هذه المشكلة وعرف رأيه ".
1-موقف الزوجــــــة: رفضت الطلب وقررت عدم السفر إلى شقيقته.
التوقعـــــــــــــــات: غضب الزوج وهجرانه للزوجة وتغير معاملته لها.
2-موقف الزوجة: محاولة إقناع الزوج بالاكتفاء بالهاتف في مخاطبة شقيقته.
التوقعـــــــــــــــات: رفضه لهذا الطلب لأنه أخبرها برغبته بالسفر، وقد فكر في الأولاد وعملها وصحتها قبل طلبه ذلك منها.
3- موقف الزوجــــة: الموافقة على السفر إذا عالج هو ما يعوق ذلك من صعوبات.
التوقعــــــــــــــــات: غضبه من هذا الحل لأنه لا يستطيع فعلياً أن يأخذ لها إجازة أو أن يزيل عنها الخوف من الطائرة ، وأما الأطفال فمن الممكن أن يتكفل بهم .
4-موقف الزوجـــــة: الموافقة على السفر إذا عالج هو ما يعوق ذلك من صعوبات.
التوقعـــــــــــــــــات: رضى الزوج عن زوجته لأنها حققت رضاه وطلبه في بر أهله .
5-موقف الزوجــــــــة: الموافقة بشرط أن يسافر هو معها .
التوقعـــــــــــــــــات: قد تستطيع إقناعه بهذا الحل وقد يرفض.
6-موقف الزوجــــــــة:................................... ............................
التوقعــــــــــــــــات:......................... .......................................
7-موقف الزوجـــــــة: .................................................. ..............
التوقعــــــــــــــــات:......................... ........................................
وقد تركنا البند( 6 ، 7 ) ليشاركنا القارئ في الرأي ، إن كان لديه افتراض لمواقف أخرى للزوجة.
ولكن السؤال ما زال قائماً .. ما القرار الصحيح ؟!

لا شك أن المسألة خطيرة .. ولكي نتخذ القرار السليم لا بد أن نفكر في مستقبل طلب الزوج .
إذا رفضت الزوجة الذهاب وغضب الزوج ثم توفيت شقيقته ماذا سيحدث للعلاقة الزوجية ؟! إنه جرح لن ينسى أبداً ..
وإن أصر هو على رأيه في ذهابها، ووافقت ، ويترتب على ذلك خصم من إجازتها السنوية أو راتبها ، وتكفل هو بالأولاد، أو إذا أخذت أحدهم معها وحاولت أن تتغلب على مخاوفها فإن الزوج لن ينسى ذلك أبداً ..ويبقى الموضوع على حسب رأي الزوج والزوجة، ولكني أفترض هنا أن الزوج متصلب في رأيه ، ويريد منها الذهاب .. فإنني أرجح الرأي الثاني وهو الاحتمال الرابع بالجدول.
إن إدارة الخلاف فن ومهارة، وكم من أسرة كادت أن تتفكك لولا أن أحد أقطابها استطاع أن يحافظ عليها بمهارة فن إدارة الخلاف، ولا بد من الإشارة إلى أن هناك خلافات تمنع من استمرارية الحياة الزوجية مهما كان الإنسان فناناً في الإدارة ومرناً، وخاصة إذا وقع الضرر على الدين.
فهذا نموذج نعرضه على القارئ في طريقة علاج المشاكل الزوجية، ولا مانع لدينا من أن يكون للقارئ نموذجه الخاص في التفكير، ولكن المهم هو القرار السليم في الوقت الصحيح مع الشخص المناسب.
(3) عدم الولاء للأسرة:
إن هذا العائق خطير جداً، وتهتز الأسرة وبنيانها بشدة عندما تفقد المصداقية والولاء، فعندما يسعى الزوجان إلى هدم حياتهما وتحطيمها بأيدهما.. والسؤال الذي تطرحه ما هي الأسباب التي تجعل الزوجين يفقدان الولاء للأسرة؟!
أعتقد أن هناك ثلاثة أسباب:
(أ)عدم الثقة:
إذا فقدت الثقة بين الزوجين، ضعف الولاء والارتباط بالأسرة، وحينها تبدأ الزوجة تقول: لماذا أتعب وأجهد نفسي وأعمل لزوج لا يثق بي؟ وكذلك يقول الزوج مثل هذا الكلام ، وعندها تتحطم الأسرة ، وتفقد مصداقيتها، ولهذا ينبغي أن تتغلب على الشك ، وأن لا نجعل للشيطان منفذاً يوسوس منه، وأن نتحكم بالغيرة الزوجية ولا نعطيها أكبر من حجمها، كي لا يتضايق أحد الزوجين ويبدأ بالهروب من جو المنزل، ولهذا نلاحظ كيف وجه النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة – رضي الله عنها – ولهدها- أي دفعها في صدرها حتى أوجعها من أجل ترسيخ قواعد الثقة وحسن الظن في الحياة الزوجية، ولندعها تروي لنا قصتها فتقول:
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه وخلع نعله فوضعها عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع ، لم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويداً( أي بهدوء) وانتعل رويداً، وفتح الباب فخرج ثم أجافه ( أي رده ) رويداً ، فجعلت درعي في رأسي، واختمرت وتقنعت إزاري ، ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع( أي مقبرة البقيع )، فأسرعت فهرول فهرولت ، فأحضرت فسبقته فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال: مالك يا عائش حشيا رابية ( أي سريعة المشي ) ؟! قلت: لا شيء قال: لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير ، قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، فأخبرته قال: فأنت السواد الذي رأيته أمامي؟ قلت: نعم فلهدني في صدري لهدة أوجعتني، ثم قال: أظننت أن يحيف ( يظلم) الله عليك ورسوله ! قلت: مهما يكتم الناس يعلمه الله، قال: فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك، فأجبته فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك ، وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك ، وخشيت أن تستوحشي، فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم، قالت: كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ قال: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للآحقون. رواه مسلم في صحيحه ج 3/64
فالثقة خلق مطلوب بين الزوجين لترسيخ مبدأ الولاء والتفاني للأسرة، وإن كانت الثقة موجودة بين النبي وعائشة إلا أن ملاحقة السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم كانت من باب الاطمئنان عليه لأنها ظنت أنه سيذهب إلى بعض نساءه ، والغيرة هي التي دفعتها لذلك ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم وجهها ونبهها ولهدها أي دفعها في صدرها حتى أوجعها من أجل ترسيخ قواعد الثقة بينهما..
( ب) عدم الاحترام:
وهذا كذلك مهم جداً لزيادة المحبة الزوجية وتوثيق العرى بين الزوجين، وإلا لتحطمت الأسرة وأصبح الزوجان وكأنهما عدوان في البيت الواحد، يترصد كل واحد منهما للآخر، بسبب عد وجود الاحترام فيما بينهما، وهنا تفقد العلاقة الزوجية جوها وودها وولاءها ، ويتمنى كل من الزوجين الفراق قبل كل شيء .. وإن من احترام الرجل لزوجته أن يستمع إليها إذا تكلمت ولا يقاطعها بالكلام وأن يستشيرها ويأخذ برأيها إن كان صواباً ، ولا يعطل أوامرها المنزلية، أو يكسر كلمتها أمام أولادها .. وكذلك من احترام المرأة لزوجها أن تناديه بأحب الأسماء إليه، وتقدر رجولته وأن تمتدحه أمام أهله، ولا تستهزئ به أمام أولاده أو تطعن به.
وإن حبيبنا محمداًُ صلى الله عليه وسلم ، يعلمنا مبدأ الاحترام وتقدير المشاعر الزوجية من خلال موقفه مع السيدة صفية بنت حيي – رضي الله عنها – حيث قال لها( لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله) فقالت: يا رسول الله: " ولا تزر وازرة وزر أخرى " .. وهنا لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أباها بشر أبداً حتى توفي صلى الله عليه وسلم ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الاحترام وتقدير المشاعر، وأن العلاقة الزوجية ليست بالقهر والأمر والنهي ، وإنما هي تعاون ومودة ورحمة ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ درجة احترامه لزوجاته أنه كان يودعهن إلى الباب إذا أردن الخروج ، وقد حصل ذلك مع صفية كذلك – رضي الله عنها، فعن صفية – رضي الله عنها- زوج النبي صلى الله عليه وسلم .. أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها ، ( وفي رواية: كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وعنده أزواجه فرحن، فقال لصفية بنت حيي: لا تعجلي حتى أنصرف معك، وكان بيتها في دار أسامة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم معها.
(ج) عدم الشعور بالأمان:
إذا لم يتوفر الشعور بالأمان لدى كل من الزوجين ، فإن الولاء للمؤسسة الزوجية سينتهي حتماً ، وذلك لعدم شعور أحدهما بالأمان تجاه الآخر والاطمئنان له، ومن علامات الأمان أن يبث كل من الزوجين همومه للآخر، ويتحدث كل منهما عن طموحه وأحلامه، ويردد بين حين وآخر، بأنه بحاجة للطرف الآخر، وإنه يشكر الله تعالى أن جمع بينهما في علاقتهما الزوجية، وهذا من الإشعار بالأمان في القول ، وأما العمل فدفاع كل واحد منهما عن الآخر ، عن ماله واسمه وسمعته وعمله، وحتى عن عيوبه وأخطائه ، فعندما يشعر الزوجان بالارتياح وتحقيق الأمن في حياتهما، تقوى علاقتهما بالمؤسسة الزوجية، ولعل حاجة المرأة للشعور بالأمان أكثر منها بالنسبة للرجل، ولهذا فإنها تحب أن تختبره دائماً وترى مقدار مكانتها عنده لتشعر بالأمن والحب أكثر وأكثر..فلا يتضايق الرجل من ذلك، وليكن صريحاً معها، وليخبرها عن حبه أو حاجته لها، وخصوصاً إذا كانت امرأة صالحة وتستحق ذلك، وهذا ما نستخلصه من حكاية السيدة عائشة – رضي الله عنها – وكيف كانت تريد أن تؤكد على مكانتها عند حبيبها محمد صلى الله عليه وسلم حيث قالت: يا رسول الله .. لو نزلت وادياً كثير الشجر ومعك ناقة ، فوجدت شجرة قد أكل منها، وشجرة لم يؤكل منها، تجعل راحلتك تأكل منأي الشجر ؟!
( وقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم مرادها لأنها هي الوحيدة البكر من نسائه) فقال وهو يبتسم: من الشجرة التي لم يؤكل منها ، فقالت: كذلك أنا .. ( أي أنا الوحيدة البكر) " ولكي تطمئن المرأة فإنها تحب أن تستأثر بزوجها وتكون هي الوحيدة معه.. هي الوحيدة في الجلوس معه ..وهي الوحيدة في ملامسته..وهي الوحيدة .. وهي الوحيدة .. وكأنها تحب أن تتملكه لتشعر بالأمان.
(4) الجهل بأحكام الأسرة:
إن العلاقة الزوجية علاقة متبادلة فمرة الزوج يكون هو المانح والزوجة هي الآخذة ، ومرة أخرى تكون الزوجة هي المانحة والزوج
هو الآخذ، وهكذا تسير العلاقة الزوجية بتبادل بين الحقوق والواجبات وتكسوها المودة والرحمــة ، فالرجل له القوامة وعليه النفقة وتأمين الحياة ،
وللزوجة الطاعة والسكن.
وإن الناظر إلى الخلافات الزوجية يرى أن أكثرها يرجع السبب فيه إلى الجهل بأحكام الشريعة في العلاقة الأسرية ، فالزوج لا يعرف ما له وما عليه ، وكذلك الزوجة سواء في الأمور المالية ، أم المعاشرة الزوجية، أم في مجال تربية الأولاد ومتعلقات المنزل..
ولو فهم الزوجان الأحكام الشرعية في العلاقة الزوجية وعملا بها وتجاوزا هذا العائق لساد جو المنزل السعادة والوفاق الزوجي .. فاتباع هدى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فيه البركة والسعادة ، ولهذا قال الإمام مالك – رحمه الله – " السنة مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " ." الفتاوى الكبرى لابن تيمية ح 2/374.
وقد قال الله تعالى " وإن تطيعوه تهتدوا " والهداية والسعادة في كل شيء حتى في العلاقات الزوجية ، وهذا ما كان سلفنا رضوان الله عليهم يحرصون عليه، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه " لست تاركاً شيئاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به، إني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ " ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للقاضي عياض ج2/18) فالحرص على تطبيق أحكام الإسلام في العلاقة الزوجية يساهم في نجاح الزواج وعدم فشله.
( 5 ) مفاهيم خاطئة:
إن من أكبر العوائق الزوجية أن يكون لدى الزوجين مفاهيم خاطئة، اكتسباها خلال مسيرتهما التربوية أو من الظروف البيئية، أو من وسائل الإعلام المحيطة بهما، فانطبعت في العقل اللاوعي عندهما حتى أصبحت وكأنها عقيدة..


ومن هذه المفاهيم الخاطئة على سبيل المثال لا الحصر:
1-يعتقد بعض الرجال أن زوجته لا بد وأن تطيعه في كل شيء من غير نقاش أو محاورة.
2-يعتقد بعض الرجال أنهم لكونهم رجالاً ، فإنه يحق لهم أن يتدخلوا في كل صغيرة وكبيرة في شؤون الأسرة، وفي الوقت نفسه لا يسمح لزوجته بممارسة دورها الأسري .
3-يعتقد بعض الرجال أنهم يمكنهم اتخاذ القرار دون مشورة زوجاتهم في حياتهم
الأسرية كلها.
4-يعتقد بعض الرجال أنهم يمكنهم أن يكونوا علاقة مع نساء أجنبيات وأن يمارسوا المحرمات معهن، ولكن زوجته ينبغي أن تكون وفية وأمينة له فقط .
5-يعتقد بعض الرجال أن الزوجة مهمتها تربية الأولاد فقط، وليس لها أن تتدخل في أي شيء آخر أو أن تطلب أمراً آخر .
6-يعتقد بعض الرجال أن من الخطأ الاعتذار للزوجة إن أخطأ هو في حقها .
ومن هذه المفاهيم الخاطئة عند النساء:
1-يعتقد بعض الزوجات أنه يجب معاملة الزوج بمثل معاملته لزوجته أي السيئة بالسيئة والحسنة بالحسنة.
2- يعتقد بعض النساء أنهن لا بد أن يطعن أزواجهن حتى وإن كان في ذلك معصية لله عز وجل.
3- يعتقد بعض النساء أنهن لا بد أن يكون لها ولد من الزوج لتضمن بقاءها معه.
وهناك مفاهيم كثيرة خاطئة ، وإنما ذكرت بعضها على سبيل المثال
لا الحصر، ولو أردنا أن نرد على كل مفهوم لفعلنا ، ولكننا نختار المفهوم الأول
عند الرجال وهو ما بينه عمر الفاروق رضي الله عنه.
عن عمر رضي الله عنه قال:
والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً ، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل ، وقسم لهن ما قسم ، قال: فبينا أنا في أمر أتأمره، وإذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، قال: فقلت لها : مالك ولما هاهنا؟! فما تكلفك في أمر أريده؟! فقالت: عجباً لك يا ابن الخطاب، ما تريد أن تراجع أنت، وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان .
( وفي رواية قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه ، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل) فقام عمر فأخذ رداءه حتى دخل على " حفصة " فقال لها: يابنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان ؟
فقالت حفصة : والله إنا لنراجعه ، فقلت تعلمين إني أحذرك عقوبة الله وغضبه رسوله صلى الله عليه وسلم ...ثم خرجت حتى دخلت على " أم سلمة" لقرابتي منها فكلمتها ، فقالت
أم سلمة: عجباً لك يا ابن الخطاب دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه .
وفي رواية لابن سعد: فقالت أم سلمة: إي والله إنا لنكلمه فإن تحمل ذلك فهو أولى به، وإن نهانا عنه كان أطوع عندنا منك ). رواه البخاري في صحيحه ج10/283.
إن المفاهيم الخاطئة عندما تكون بين الزوجين وهي لا تستند إلى عقل أو شرع ، فإن ذلك يكون أكبر عائق لإنجاح الزواج..
فعلى الزوجين أن يتحليا بالتواضع ، وأن يكونا متفاهمين فيما بينهما .. ليكون زواجهما ناجحاً.
(6) المعاصي والآثام:
قال الفضيل بن عياض – رحمه الله – :
" إني لأعصى الله تعالى فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي وامرأتي وفأر بيتي" البداية والنهاية لابن كثير ج10/199.
إن هذا الشعور الذي بينه الفضيل بين عياض يبين أن المعصية لها أثرها على العبد، فللمعصية آثار عقلية ونفسية وصحية على العاصي، بل وحتى آثار اجتماعية ، فالظلم بين الزوجين معصية ولا يرضاه الله تعالى ولا رسوله ، والتقصير في الحقوق الزوجية معصية، والزواج من غير رضى الوالدين معصية ، وقد يرتكب الزوجان المحرمات فيرى آثار ذلك على أولادهما أو أقوالهما أو صحتهما، وذلك من عقوبة الذنب في الدنيا قبل الآخرة، بل إن أباالدرداء رضي الله عنه بين لنا أن البغض والكراهية من الناس تكون بسبب الذنوب ، حيث قال:
" إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى، فيلقى الله بغضه في قلوب المؤمنين
من حيث لا يشعر " صيد الخاطر لابن الجوزي/171.
فعلى الزوجين أن يجددا التوبة دائماً ليتحقق رضى الله عليهما، فيبارك لهما
في زواجهما، ويتجاوزان هذا العائق للزواج الناجح وهو عائق المعصية ، ثم إن الزوجين لو استقاما وأصلحا أمرهما فسيجدان أثر ذلك في حياتهما الزوجية ، وإن القصص في هذا الباب كثيرة جداً ..
أعرف امرأة تزوجت من غير رضى والدها ولم تستمر في زواجها
أكثر من سنتين وقد عذبها زوجها وضربها حتى كرهت الحياة معه
فطلبت الطلاق .
وأعرف امرأة أخرى كانت ظالمة مع زوجها ورزقت بستة من الأبناء لا اعرف أن أحداً وفق في زواجه إلا واحد منهم.
-وأعرف رجلاً ظالماً مع أهله فابتلاه الله بابن ظلمه مثل ظلم
الأب لأهله.
ولهذا فقد قال الشاعر:
رأيــت صــــلاح المــرء يصلــح أهـلـه
ويعديهــم بـــداء الفســـاد إذا فسد
يعظــــم فــــي الدنيـــا بفضــل صلاحـه
ويحفظ بعد الموت في الأهل والولد
البيان والتبين للجاحظ ج3/198

فمن كان صالحاً يخاف الله تعالى في زوجته وأولاده يبارك الله له في زواجه، ويشعر بالسعادة والرضى ، ويتحقق من رضى الله تعالى عنه لأنه صالح ويأمر أهله بالخير والصلاح ، وهذا ما ذكره الله تعالى عن نبينا إسماعيل- عليه السلام – عندما قال: (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً ، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً ) ( سورة مريم ).
فلماذا كان مرضياً ؟! لأنه يأمر أهله بالخير والطاعات .. فليحذر الزوجان هذا العائق ، لكي يضمنا لأنفسهما مستقبلاً زاهراً في الدنيا والآخرة.
(7)التقليد بالعلاج الزوجي:
فمن العوائق التي تواجه الزواج الناجح عدم معرفة أحد الطرفين نفسية الطرف الآخر وحسن التعامل معه.
وهذه من أكثر المشاكل في هذا الزمان، فمعرفة الرجل المهارات التي يحسن التعامل مع المرأة بها، تساعده على فهم نفسيتها وطريقة تفكيرها وحسن سياستها، وكذلك بالنسبة للمرأة تجاه الرجل.
بل إن من ثمار هذا الفهم أننا نلاحظ في أكثر الأحيان أن رجلاً أو امرأة يستشيران المقربين إليهما في مشكلة زوجية ليشيرا عليهما بعلاج لها، وقد نفع رأيهما وآتى ثماره مع فلان وفلانة ، فيذهب المستشير ليطبق ذلك العلاج نفسه على زوجه أو زوجته فلا يؤثر فيه ، بل ويزداد سوءاً على سوء . فيقول في نفسه إن زوجي لا ينفع معه شيء أبداً ، ويبدأ يفكر بالطلاق ..
ولا يدري هذا المسكين أن العلاج الذي ينفع مع فلان ليس بالضرورة أن ينفع مع آخر، وإن كانت المشكلة واحدة ، لأن المشكلة ليست صحية كألم في الرأس، أو وجع في الضرس، وإنما الآلام النفسية والاجتماعية لها ظروفها الخاصة، وتاريخها البيئي ، ولها أسباب كثيرة قد ينفع مع معها هذا العلاج أو علاج آخر يقدره المعالج على حسب الظروف والواقع والفهم للنفسية..
وقد سقط كثيرون في هذا العائق وانقلب زواجهما الناجح إلى فشل بسبب عدم علمهما بمثل هذا العائق.
وأذكر من الطرائف في هذا المقام:
أن امرأة ذكية كان يدخل عليها زوجها تاجر الذهب كل ليلة ومعه بضاعته
من الذهب، ويتحدث معها عن تجارته والأرباح التي يحققها، وهي تأخذ كل يوم قطعة من الذهب وتخفيها في الخزانة من غير علمه، واستمرت على ذلك لفترة طويلة حتى دخل عليها زوجها بعد سنين، حزيناً على تجارته منكساً رأسه قائلاً لها:" لقد خسرت في تجارتي" فاستقبلته بروح معنوية عالية ، وقالت له: لا تخف ولا تحزن ثم أخذته إلى غرفة النوم وفتحت الخزانة فشاهد قطع الذهب وفرح بها، واستعاد أنفاسه وشكر زوجته على ما فعلته .. وبدأ تجارته من جديد برأس مال جديد، وبروح
معنوية جديدة.
وتحدثت هذه المرأة إلى إحدى جاراتها فأعجبت بالفكرة، وعزمت على تنفيذها تحسباً للظروف المستقبلية ، وبدأت هذه الجارة تأخذ من بضاعة زوجها التاجر كل ليلة وتخفيها في الخزانة، ثم يقدر الله تعالى أن يأتيها بعد فترة حزيناً منكسراً ، فأخبرته أن لا يحزن وأنها كانت حكيمة وتحتفظ ببضاعته في الخزانة ففرح وذهب معها إلى غرفة النوم وفتحت الخزانة، فصدم بما رأى حيث كانت تحتفظ ببضاعته التي كان يبيعها وهي عبارة عن " أجندات ورزنامات " سنوية.
نقول معلقين على هذه الطرفة بأن لكل زوجين حالة خاصة ينبغي أن يتعامل معها بشكل مستقل ، فيما لو وقعا في مشكلة أو عائق، ويتم التعامل معها على حسب نفسيتهما وظروفهما، فالفكرة التي نجحت مع تاجر الذهب لم تنجح مع تاجر الأجندات، وهذه الطرفة وإن كانت رمزية إلا أن فيها جمة في العلاقات الزوجية.
(8)سوء الحوار:
إن هذا العائق عظيم جداً وأضراره كبيرة، إذ به تنقلب الحياة الزوجية
إلى صمت وضيم، وعلاقة ووظيفة ، فكل طرف يقوم بدوره من غير اتصال لفظي
بينهما، وبث هموم أحدهما للآخر..
وكلما كان الحوار متصلاً بين الزوجين كلما كانت علاقتهما ناجحة وذلك لارتباطها ببعض البعض..فمن فوائد الحوار بين الزوجين تقوية الارتباط فيما بينهما، وإشعار كل طرف بأنه قريب من الآخر، وازدياد المحبة بينهما.
والحوار على أنواع، فمنه الحوار الثقافي والفكري والفكاهي، وقد يكون حوار حب وغزل أو غير ذلك من الأنواع.
وأذكر مرة أنه اتصلت بي إحدى الزوجات تشتكي من سوء معاملة زوجها لها، فطلبت منها أن تحضر وزوجها إلى فحضرا وجلس زوجها على يمين المكتب وهي على الشمال، وقلت لها تفضلي قولي ما عندك من ملاحظات، فتكلمت ربع ساعة ثم التفت إلى زوجها وقلـــت له: تفضل تكلم، ثم قاما فقبل كل واحد منهما رأس الآخر وشكراني، فقلت لهما: ولكني لم أفعل شيئاً ولم أقل شيئاً فقالت الزوجة:
" إن نصف الساعة هذا الذي قضيناه هنا، لو كنا نعطيه أنفسنا في البيت كل يوم نتحاور فيه، لما حدثت بيننا مشاكل، وإنما هو مشغول عني وأنا مشغولة بأعمالي ولا نلتقي ولا نتحاور" .
أقول: إن هذا العائق يمكن التغلب عليه إذا علم الزوجان كيف يديران الحوار بينهما إدارة جيدة، من غير غضب أو توتر.
وكلما كان الحوار ذا معنى، كلما كان ذلك أرقى وأنجح للعلاقة الزوجية ، ولهذا ينبغي أن يكون بين الزوجين حور علمي ثقافي، وهذا ما حدث بين النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة/ عائشة – رضي الله عنها – عندما قال لها:" ألم ترى أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا على قواعد إبراهيم ؟ فقالت: يا رسول الله ،
ألا تردها على قواعد إبراهيم ؟ قال: لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت" ( رواه البخاري
في صحيحه ح4/99) .
ومن أنواع الحوار الزوجي بث أحدهما همومه للآخر فيعيش معه همومه وقضاياه وعندئذ يشعر الزوجان بالارتياح والانسجام أكثر وأكثر..
وهذا ما نلاحظه في علاقة النبي صلى الله عليه وسلم" بأم سلمة " زوجة – رضي الله عنها – في صلح الحديبية، فعن المسور بن مخرمة و مروان.. قالا .. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية .. لما فرغ من قضية الكتاب
( رأي كتاب الصلح مع قريش) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، دخل على " أم سلمة" فذكر لها ما لقي من الناس،
فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحبب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه ودعا حالقه ، فلما رأو ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً( رواه البخاري في صحيحه ح 6/374 ).
والمراد من ذكر هذه الرواية بيان أن بث هم الزوج لزوجته وما يلاقيه من عناء في علاقاته مع الآخرين أو يومياته، يفيد التواصل فيما بينهما وازدياد علاقتهما قرباً إلى قرب..
كل ذلك ببركة الحوار .. فبالحوار السليم ينجح الزواج.
(9)الدينار والدرهم:
العائق التاسع وهو" الدينار والدرهم" قد يكون سبباً من أسباب نجاح الزواج، وقد يكون من أسباب فشله إذا لم يوظف التوظيف الصحيح، أو لم يتعامل الزوجان معه تعاملاً سليماً ..
فإذا ارتبط الزوجان أحدهما بالآخر ارتبط كل شيء بهما وأصبح مشتركاً،
إلا ملكية المال فإن الإسلام اعتبر الزوجين كأنهما أجنبيان في هذا الموضوع، وأوجب على الزوج أن لا يمس مال زوجته إلا برضاها وطيب خاطرها.
كما أوجب الإسلام على الزوج أن ينفق على زوجته الغنية، فالعلاقة المالية بين الزوجين علاقة حساسة، وخاصة إذا رغب الزوجان أن يشتركا معاً في مشروع واحد.
فيطلب الزوج من زوجته توكيلاً عاماً، وقد ترفض الزوجة مثلاً، فيفهم الزوج رفضها على أنه طعن في أمانته ، والثقة به أو كفاءته لتحمل المسؤولية،
وهي لم ترد كل هذا، وإنما كل الذي أرادته أن تمارس حقها في حرية
التصرف المالي.
ومثال آخر: لما قد يحطم العلاقة الزوجية ما لم يتصرف معه الزوجان بالطريقة الصحيحة، كأن يلتزم الزوجان من حسابهما بدفع أقساطك شهرية لمنزل جديد مثلاً، وتطلب الزوجة من زوجها أن يثبت حقها في المنزل بقدر نصيبها فيرفض ذلك، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة والتي نشاهدها في أروقة الحاكم.
وأذكر إحدى القصص التي عايشتها، وهي أن زوجاً استغل مال زوجته ببناء بيت وشراء عقار خارج الكويت، وبعد خمسة عشرة عاماً تزوج عليها وأسكن الزوجة الثانية في البيت الذي بناه من مال الأولى وأعطاها سيارتها، ثم طلق الأولى وله منها ستة أولاد..
فالمال عارية عندنا، والله محاسبنا عليه، و واجب علينا السعي وكسب الرزق، ولكن لا بد من رد الحقوق لأصحابها وعدم الظلم..
والأزواج في مجال الدرهم والدينار على أنواع:
أعرف رجلاً يسلم كل ما يملك لزوجته فهي التي تدبر كل شيء.
وأعرف آخر يتعامل مع زوجته بانفصال مالي كامل.
وأعرف ثالثاً قد فتح حساباً ثالثاً بالبنك مشتركاً بينه وبين زوجته، ولها حرية في الصرف منه، ولكن كل واحد منهما يحتفظ بحساب مستقل.
أقول: لتكون العلاقة الزوجية ناجحة، لابد من الاهتمام بهذا الموضوع ومعرفة أحكام المال وملكية كل من الزوجين.
ووضع ترتيب خاص من قبل الزوجين لصرفهما الأموال بما يتناسب مع أوضاعهما، على أن لا يكون فيه ظلم لأحد ، وذلك ليكون الزواج ناجحاً.
(10)غرفة النوم:
وهذا هو العائق الأخير الذي نتطرق إليه في هذا البحث، وقد يؤدي إلى فشل
الزواج ما لم يحسن الزوجان التعامل معه.
وكم من حالة طلاق عايشتها، كانت بسبب سوء إدارة غرفة النوم بين الزوجين، وكم من رسالة قرأتها أو شكوى سمعتها في هذا الموضوع، وقد يكون المشتكي الرجل أو المرأة ، فالعلم في مهارات غرفة النوم علم ضروري، ولابد من تهيئة شبابنا وفتياتنا المقبلين والمقبلات على الزواج لفهم هذه الأمور وحسن التصرف فيها.
غرفة النوم.. هي رمز الهدوء والسكينة والراحة، كما أنها رمز المداعبة والمعاشرة الزوجية.
صحيح أن المعاشرة الزوجية لا تشكل أكثر من 4 % من وقت الزوجين، ولكنها مهمة للغاية، فقد يكون الزوجان ناجحين في حياتهما العملية بسبب راحتهما في غرفة نومهما ، وقد تزداد المحبة الزوجية وتقوى الرابطة الأسرية بسبب حسن إدارة الزوجين لغرفة نومهما.
ثم ليحرص كل من الزوجين على معرفة القضايا والمهارات الجنسية إما من الكتب الشرعية وهدى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أو من سؤال المختصين والمستشارين، وأن يتفننا في المداعبة والملاعبة وهذا ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم جابر حيث قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تزوجت يا جابر؟ فقلت: نعم، فقال: أبكراً أم ثيباً قلت: بل ثيباً، قال: فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك ، وتضحكها وتضحكك؟ قال: فقلت له: إن عبد الله " يقصد أباه " هلك وترك بنات وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن، فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن، فقال: بارك الله لك"
( رواه البخاري في صحيحه ح11/442).

وكذلك مجالسة صلى الله عليه وسلم للسيدة/ عائشة ومؤانستها حتى وهي
في فترة الحيض قالت: " إن النبي كان يتكي في حجري وأنا حائض ثم
يقرأ القرآن" ( رواه البخاري في صحيحه ح1/412).
وأما " القبلة" فعن أبي النضر أن عائشة بنت طلحة أخبرته أنها كانت
عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليها زوجها هناك – وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق – وهو صائم – فقالت له عائشة:
ما يمنعك أن تدنو من أهلك فتقبلها وتلاعبها.. ( رواه الإمام مالك في الموطأح1/52).
و أما رشف الشفتين ومص اللسان..
فعن جابر بن عبد الله – قال: تزوجت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تزوجت؟ فقلت تزوجت ثيباً، فقال: مالك وللعذارى ولعابها؟
( رواه البخاري في صحيحه ج11/34).
وغير ذلك من المداعبات والمهارات بشرط أن يتم الإشباع للطرفين، وإن كان الرجل عامة أسرع من المرأة في الاستثارة إلا أنه ينبغي أن يرفق بها ويحسن معاملتها، فلها من الحقوق مثل ماله، وعليها من الواجبات مثل ما عليه.
وإنه من المعروف أن المرأة أبطأ من الرجل في الاستثارة فينبغي للرجل أن يرفق بها ويعاملها بالحسنى ويصبر عليها حتى تقضي حاجتها منه كما يقضي هو حاجته منها.
وهنالك مهارات وفنون لم تتعرض لها النصوص الشرعية، وإنما يستطيع أن يصل الزوجان إليها بفطرتهما السوية، وأن يستمتعا بما وهبا من الحواس والذوق السليم كما يحبان ويريدان، مع مراعاة اجتناب المحظورات والمحرمات وذلك كالوصال أثناء الحيض أو في الدبر.
......... منقووووول للفائده

غريب الماضي
14-05-04, 02:52 PM
الــســلام عـلـيـكـم


أديـبـنــا الـمتـألـق* سـقــرااااااط



بـكــل جـد الـمـوضـوع هــذا مـن أحـسـن الـمـواضـيـع الـتـي قـرأتـهـا


حـتـى الآن عـن الـزواج وآدابـه وأخـلاقـيـاتـه ومـعـامـلاتـه


وخـاصـتـاً انـه يـعـتـمـد بالأدلـة الـنـبـويـة الـشـريـفـة


وأنـا أنـصـح جـمـيع الـمـتـزوجـيـن ووالـمـقـبـلـيـيـن عـلـى الـزواج وغـيـر الـمتـزوجـيـن



أيـضـاً.


لـقـرأتـه والاسـتـفـاده مـنـه فـهـو مـوضـوع وللأمـانـة يـسـتـحـق الـقـراءة


وأجـهـاد الـنـظـر مـن أجـلـه



أديبـنـا


خيـر الـمـواضـيـع هــو مـا نـقـلـت


وخـيـر الـسـطـور هـو مـا سـطـرت


الـشـكـر كـل الـشـكـر لـك يـا أديـبـنـا عـلـى مـوضـوعـك الأكـثـر مـن رااائـع


تـحـيـاتـي إلــك

المتحد
14-05-04, 05:53 PM
[QUOTE]النص الأصلي مرسل من قبل سقراط

6-موقف الزوجــــــــة:................................... ............................
التوقعــــــــــــــــات:......................... .......................................
7-موقف الزوجـــــــة: .................................................. ..............
التوقعــــــــــــــــات:......................... ........................................
وقد تركنا البند( 6 ، 7 ) ليشاركنا القارئ في الرأي ، إن كان لديه افتراض لمواقف أخرى للزوجة.
ولكن السؤال ما زال قائماً .. ما القرار الصحيح ؟!

--------------------------------------------

سقراط ..
لقد عودنا أنفسنا مطالعة ماهو مسلوق في أغلب المواضيع ..
وهذا يحتاج لنار هادئه وأفران ..
لكن ربما تكون الخيارات فيما يخص سادساً وسابعاً كالآتي :-
6- قد تستعين الزوجه بصديق وربما والدتها ..
ووضع حد لمواضيع مستقبليه على نحو ذلك .. ومانتي
مكلوفه بأهله ..
التوقعات .. ربما تنتصر ويكون الزوج لاقيمة له عند أهله ولالكلمته ..
وربما لايستطيع توعيتها بضرورة ذلك .. والنتيجه شروخ أخرى ..!!
.
7- توافق الزوجه لكن على مضض ..
التوقعات .. مزيد شروخ أو ممارسة الأبتزاز من الزوجه ..
.
ويبقى الزوج هو المفتاح ولايضع نفسه في مواضيع محرجه إلا أذا كان
يستطيع أن يوفي بكلمته .. وأن يعمل توازن ..
.
تحياتي .
.

لؤلؤة الخليج
16-05-04, 07:33 AM
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة غــريــب الماضي
الــســلام عـلـيـكـم


أديـبـنــا الـمتـألـق* سـقــرااااااط



بـكــل جـد الـمـوضـوع هــذا مـن أحـسـن الـمـواضـيـع الـتـي قـرأتـهـا


حـتـى الآن عـن الـزواج وآدابـه وأخـلاقـيـاتـه ومـعـامـلاتـه


وخـاصـتـاً انـه يـعـتـمـد بالأدلـة الـنـبـويـة الـشـريـفـة


وأنـا أنـصـح جـمـيع الـمـتـزوجـيـن ووالـمـقـبـلـيـيـن عـلـى الـزواج وغـيـر الـمتـزوجـيـن



أيـضـاً.


لـقـرأتـه والاسـتـفـاده مـنـه فـهـو مـوضـوع وللأمـانـة يـسـتـحـق الـقـراءة


وأجـهـاد الـنـظـر مـن أجـلـه



أديبـنـا


خيـر الـمـواضـيـع هــو مـا نـقـلـت


وخـيـر الـسـطـور هـو مـا سـطـرت


الـشـكـر كـل الـشـكـر لـك يـا أديـبـنـا عـلـى مـوضـوعـك الأكـثـر مـن رااائـع


تـحـيـاتـي إلــك
اخى سقراط:
لااستطيع ان اضيف على كلمات اخى غريب الا الله يعطيك العافية على هذا الموضوع الرائع .ودمت لنا اديبا متالقا متلئلا.
ولك تحياتى....!!!!
(qq93) (qq93)

Dr.yehya
16-05-04, 11:10 AM
أديبنا الرائع سقراط

لقد رسمت صورة رائعة في منهجية الاسلام في العلاقات الزوجية وكيفية اداراتها والوصول بها الى بر الامان بما يضمن بناء مجمتع متكافل آمن ينعم بالود والاستقرار وقادر باذن الله على صد اى هجوم قد يزعزع امنه واستقراره

لك مني أطيب تحية والف شكر على هذا الموضوع الرائع