أميــ اليمن ــر
08-11-06, 09:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هزلية الحوار...وجدلية المناقشة!!
يقول الله عز وجل في محكم كتابه الكريم..((وجادلهم بالتي هي أحسن))..صدق الله العظيم
يندرج تحت هذه الآية الكريمة من كتاب الله الكريم مبدأ من مبادئ الإسلام الحنيف الذي سعي إلى تأصيله في النفس البشرية,وهو مبدأ (( الحوار والجد ل المحمود))...فلقد عمل الإسلام علي تحسين لغة التخاطب, والنقاش بين الناس بلغة اللين, والرقة, وتجنب العنف, والجدل الممقوت لما له من آثار سلبية لا يحمد عقباها ؛ ليس علي الفرد فحسب بل يتعداه ليعم المجتمع بأسره ,وتحت مسمي الجدل اندرجت أشياء, و مسميات أساء الناس فهمها في التعامل بينهم وفي حواراتهم ؛ فالمشكلات المعاصرة بنواحيها العدة الاقتصادية, والسياسية, والاجتماعية....تتسم بخاصية التجدد, والتعدد؛ فمع مرور الوقت تتفاقم تلك المشكلات, وتتعقد ,ومن الجدير بنا أن لا نقف أمامها مكتوفي الأيدي بل من واجب الإنسان التأمل فيها, وفي أبعادها وما تحمله من أثار كي نقي أنفسنا, ومجتمعنا منها, فالواقع يطرح أسئلته علينا ؛ وعلينا نحن البحث عن الإجابة لها بشيء من الحكمة ,والرزانة, والحصافة في القول ولكل إنسان أحقية في البحث عن الإجابة عن أسئلة تؤرقه وله الأحقية في التعبير عن آرائه, ومعتقداته,وأفكاره, وعواطفه, وأحاسيسه بشكل مباشر وغير مباشر؛ لكن الأمر الذي فهم في غير محله واستخدم بشكل خاطئ هو تمسك كثير من الناس بآرائهم, وأقوالهم ,والاعتداد بها, وإعطائها الأحقية في الصوابية المطلقة, وإصباغها صفة الكمال والنهائية!!
إن الحوار الهادف وسيلة للتفاهم بين الناس يفضي إلى فعل إنساني بناء بعقلانية, وفكر ناضج يتم من خلاله استقراء الواقع بشفافية, وبعده عن التعصب,والتحيز لرأي , فللحوار سمات عدة تتجلى في حل نزاعات تعجز السياسات عن حلها إن كان ذلك الحوار مبني علي إطار فكري شفاف .ورغم أن الحوار وسيلة للتفاهم بين طرفين إلا انه قد يأخذ منحني سلبيا ليصبح, وسيلة للصراع بين طرفين في وقت ما ,عند خلوا ذلك الحوار من الشفافية, وعدم تقبل رأي الأخر إن كان صحيحا,فعندئذ يؤدي ذلك الحوار غرضا ممقوتا لا نفع منه إلا إثارة الفتن وإضرام النار المشتعلة, ويزيد الطين بلة كما يقال!
إن من محاسن الحوار الجاد تبيين الحقائق لمن يجهلها بعلم أو دونه, وإعادة من حاد الصواب إلى الاتجاه الصحيح ,فيتم من خلاله تخليص المجتمع من شوائب الأفكار المتطرفة, والدخيلة علي ديننا,وكما أن له مساؤه إن سلك ذلك الحوار اتجاه مغايرا ؛ فهو إن لم يجعل الفرد يزداد إصرار على رأيه وفكره ؛ فإنه لا محال من أن يؤدي إلى إشاعة الفتنة, والطائفية, والتعصب للآراء ,ونحن نعلم ما ينتج عن ذلك من أضرار علي المجتمعات.
إن إبعاد العصبية, والتحيز لرأي, والاعتداد به هي أهم الأشياء التي تضفي على الحوار جو هادى, وتجعل منه وسيلة للتفاهم بين الناس وصولا إلى الهدف المنشود منه في تبيين ما قصر فهمه الأخر لوحده؛ أو عجز عن إدراكه بذاته,ولذا لابد أن يضع الطرفين المتحاورين في عقليهما أن إتباع الحق أينما ظهر هو المبدأ المنشود والمرجو من الحوار.
لقد بين الله عز وجل الأسلوب الأمثل في مخاطبة الناس ودعوتهم إلى جادة الصواب بأسلوب الرأفة والحكمة البالغة والموعظة الحسنه فقد قال في محكم كتابه الكريم((أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنه)) صدق الله العظيم... يأمرنا الله بلين في دعوة الناس فما بالك بالتحاور بيننا ,بعيدين عن الفظ من القول, والحساسية في الحوار ؛ولهذا يتوجب على كل ألئك الذين يتشدقون في الدين وعي هذه الآية بمفهومها الشامل غير الجزئي .
أن الحوارات التي نستقرئها اليوم من واقعنا قد اتسمت بسمات جعلتها بعيدة كل البعد عن سمات الحوار الهادف البناء ...فلا متكلم واعي ولا منصت جاد!!...فكليهما ليس الهدف من تحاورهما التوضيح, والتبيين وبرز التعصب في كليهما ظاهر للعيان فتسم الحوار بالهزلية ومجابهة الحقيقة في القول .
أن الإنسان الفاهم الواعي لمدركات الأمور وذو العقلية الراشدة لا يغتر برأيه مهما كان صوابا ,فمهمته الأساسية هي توضيح ما التبس على الناس ,لا .المباراة فيه.فقد قال الشافعي رضي الله عنه (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)...هؤلاء وعوى معني الحوار الهادف إلى إعادة المياه إلى مجراها الطبيعي, وكان الهدف المنشود من حواراتهم تبيين حق لا إقرار باطل, أو تعصب لفئة بعينها, أو لرئي معين,فرغم اختلافهم في بعض المواقف إلا أن احتمال صواب الغير موجود في ذاكرتهم ؛فلم يقل أحد منهم إن رأيه هو الصحيح فقط وغيره هم من جانب الصواب... بل قال قد يكون رئي غيري هو الصحيح...هذا هو أسلوب الحوار الهادف القائم على الاعتراف على أن ما يحمله من رئي قد يكون صحيح أوقد لا يكون, فالأصل في المتحاورين أن يبنوا في عقولهم أن رئي إحداهما هو الصحيح, ولا يجزم أحد منهما على انه رأيه, صحيح أنه على الإنسان أن يستمسك برأيه إذا استوثق منه وأعتقد أنه الصواب وعليه أن يدافع عنه ويحاول أن يقنع الآخرين بصحته بالحجة والبرهان ولكن - وبالمقابل - فعليه أيضا ً أن يكون مستعدا ً دائما ً لمناقشة هذا الرأي, ومراجعته, ونقده, وإعادة تفحصه واختباره وأن يضع في حسبانه أن هناك احتمال ولو كان ضئيلا ً - أن يكون في رأيه خطأ وقصور ما . . ومن ثم فلا يصح أن يعتبر آرائه نهائية لا رجعة عنها ولا مراجعة لها أو يعتبرها مطلقه كاملة لا نسبيه فيها ولا نقص .
أن الحوار وان كان محمود فلابد أن يكون بلين, وان ينحو منحي الإيجابية في الحوار ,والمناقشة, وبمعني أصح أن المحاور لابد أن يضع في عقليته أمور شتي من أهمها قبول رأي الآخر إن كان علي صواب, والتراجع عن فكر بناه وتبين له انه بني علي أساس غير سليم ,وعدم التمسك به بعد تبيان الحق , ويجب على كلي المتحاورين البعد عن الاستهتار بمعني أن لا يستهتر كل أحد منهم بالأخر,وان لا يكون للطائفية, أو العرقية, أو المذهبية ,أو الحزبية حيز في حوارهم.
إننا نلاحظ اليوم علي الدوام خلو الحوار في مجتمعنا المعاصر من هدفه النبيل فأنتقل إلى آفاق غير تلك التي وجد من أجلها.... فأصبح الحوار هزلية العصر الحاضر, وجدلية الأقوال طاغية علي مناقشتنا ...فتأثر حوارنا بإفرازات العصر الحاضر , ورواسب الحزبية, وشوائبها جاعلة منه أداة لخدمة جهة معينه بعيدين عن الرؤية الثاقبة للأمور,فالتمسك برئي من تبعهم ,وما أملي عليه هو الصحيح في نظره, ولا يرضي بغيره بديلا مهما جانب ذلك الرأي الذي كونه الصواب!!
لقد بني الوعي لدي كثي من الناس بطريقة مشوهة, وغير واقعية, وليس لديها أدني مقومات الحوار الهادف البناء ,شعارهم الوحيد في حياتهم((رائي ورائي من أتبعهم صوبا لا يحتمل الخطأ , ورائي من خالفنا خطأ لا يحتمل الصواب))....فأي حوار نرتجي من ورائه الفائدة وهم لم يفهمون أصلا معني الحوار ولم يبنون يوم ما حوار مع أنفسهم أصلا!!!
هزلية الحوار...وجدلية المناقشة!!
يقول الله عز وجل في محكم كتابه الكريم..((وجادلهم بالتي هي أحسن))..صدق الله العظيم
يندرج تحت هذه الآية الكريمة من كتاب الله الكريم مبدأ من مبادئ الإسلام الحنيف الذي سعي إلى تأصيله في النفس البشرية,وهو مبدأ (( الحوار والجد ل المحمود))...فلقد عمل الإسلام علي تحسين لغة التخاطب, والنقاش بين الناس بلغة اللين, والرقة, وتجنب العنف, والجدل الممقوت لما له من آثار سلبية لا يحمد عقباها ؛ ليس علي الفرد فحسب بل يتعداه ليعم المجتمع بأسره ,وتحت مسمي الجدل اندرجت أشياء, و مسميات أساء الناس فهمها في التعامل بينهم وفي حواراتهم ؛ فالمشكلات المعاصرة بنواحيها العدة الاقتصادية, والسياسية, والاجتماعية....تتسم بخاصية التجدد, والتعدد؛ فمع مرور الوقت تتفاقم تلك المشكلات, وتتعقد ,ومن الجدير بنا أن لا نقف أمامها مكتوفي الأيدي بل من واجب الإنسان التأمل فيها, وفي أبعادها وما تحمله من أثار كي نقي أنفسنا, ومجتمعنا منها, فالواقع يطرح أسئلته علينا ؛ وعلينا نحن البحث عن الإجابة لها بشيء من الحكمة ,والرزانة, والحصافة في القول ولكل إنسان أحقية في البحث عن الإجابة عن أسئلة تؤرقه وله الأحقية في التعبير عن آرائه, ومعتقداته,وأفكاره, وعواطفه, وأحاسيسه بشكل مباشر وغير مباشر؛ لكن الأمر الذي فهم في غير محله واستخدم بشكل خاطئ هو تمسك كثير من الناس بآرائهم, وأقوالهم ,والاعتداد بها, وإعطائها الأحقية في الصوابية المطلقة, وإصباغها صفة الكمال والنهائية!!
إن الحوار الهادف وسيلة للتفاهم بين الناس يفضي إلى فعل إنساني بناء بعقلانية, وفكر ناضج يتم من خلاله استقراء الواقع بشفافية, وبعده عن التعصب,والتحيز لرأي , فللحوار سمات عدة تتجلى في حل نزاعات تعجز السياسات عن حلها إن كان ذلك الحوار مبني علي إطار فكري شفاف .ورغم أن الحوار وسيلة للتفاهم بين طرفين إلا انه قد يأخذ منحني سلبيا ليصبح, وسيلة للصراع بين طرفين في وقت ما ,عند خلوا ذلك الحوار من الشفافية, وعدم تقبل رأي الأخر إن كان صحيحا,فعندئذ يؤدي ذلك الحوار غرضا ممقوتا لا نفع منه إلا إثارة الفتن وإضرام النار المشتعلة, ويزيد الطين بلة كما يقال!
إن من محاسن الحوار الجاد تبيين الحقائق لمن يجهلها بعلم أو دونه, وإعادة من حاد الصواب إلى الاتجاه الصحيح ,فيتم من خلاله تخليص المجتمع من شوائب الأفكار المتطرفة, والدخيلة علي ديننا,وكما أن له مساؤه إن سلك ذلك الحوار اتجاه مغايرا ؛ فهو إن لم يجعل الفرد يزداد إصرار على رأيه وفكره ؛ فإنه لا محال من أن يؤدي إلى إشاعة الفتنة, والطائفية, والتعصب للآراء ,ونحن نعلم ما ينتج عن ذلك من أضرار علي المجتمعات.
إن إبعاد العصبية, والتحيز لرأي, والاعتداد به هي أهم الأشياء التي تضفي على الحوار جو هادى, وتجعل منه وسيلة للتفاهم بين الناس وصولا إلى الهدف المنشود منه في تبيين ما قصر فهمه الأخر لوحده؛ أو عجز عن إدراكه بذاته,ولذا لابد أن يضع الطرفين المتحاورين في عقليهما أن إتباع الحق أينما ظهر هو المبدأ المنشود والمرجو من الحوار.
لقد بين الله عز وجل الأسلوب الأمثل في مخاطبة الناس ودعوتهم إلى جادة الصواب بأسلوب الرأفة والحكمة البالغة والموعظة الحسنه فقد قال في محكم كتابه الكريم((أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنه)) صدق الله العظيم... يأمرنا الله بلين في دعوة الناس فما بالك بالتحاور بيننا ,بعيدين عن الفظ من القول, والحساسية في الحوار ؛ولهذا يتوجب على كل ألئك الذين يتشدقون في الدين وعي هذه الآية بمفهومها الشامل غير الجزئي .
أن الحوارات التي نستقرئها اليوم من واقعنا قد اتسمت بسمات جعلتها بعيدة كل البعد عن سمات الحوار الهادف البناء ...فلا متكلم واعي ولا منصت جاد!!...فكليهما ليس الهدف من تحاورهما التوضيح, والتبيين وبرز التعصب في كليهما ظاهر للعيان فتسم الحوار بالهزلية ومجابهة الحقيقة في القول .
أن الإنسان الفاهم الواعي لمدركات الأمور وذو العقلية الراشدة لا يغتر برأيه مهما كان صوابا ,فمهمته الأساسية هي توضيح ما التبس على الناس ,لا .المباراة فيه.فقد قال الشافعي رضي الله عنه (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)...هؤلاء وعوى معني الحوار الهادف إلى إعادة المياه إلى مجراها الطبيعي, وكان الهدف المنشود من حواراتهم تبيين حق لا إقرار باطل, أو تعصب لفئة بعينها, أو لرئي معين,فرغم اختلافهم في بعض المواقف إلا أن احتمال صواب الغير موجود في ذاكرتهم ؛فلم يقل أحد منهم إن رأيه هو الصحيح فقط وغيره هم من جانب الصواب... بل قال قد يكون رئي غيري هو الصحيح...هذا هو أسلوب الحوار الهادف القائم على الاعتراف على أن ما يحمله من رئي قد يكون صحيح أوقد لا يكون, فالأصل في المتحاورين أن يبنوا في عقولهم أن رئي إحداهما هو الصحيح, ولا يجزم أحد منهما على انه رأيه, صحيح أنه على الإنسان أن يستمسك برأيه إذا استوثق منه وأعتقد أنه الصواب وعليه أن يدافع عنه ويحاول أن يقنع الآخرين بصحته بالحجة والبرهان ولكن - وبالمقابل - فعليه أيضا ً أن يكون مستعدا ً دائما ً لمناقشة هذا الرأي, ومراجعته, ونقده, وإعادة تفحصه واختباره وأن يضع في حسبانه أن هناك احتمال ولو كان ضئيلا ً - أن يكون في رأيه خطأ وقصور ما . . ومن ثم فلا يصح أن يعتبر آرائه نهائية لا رجعة عنها ولا مراجعة لها أو يعتبرها مطلقه كاملة لا نسبيه فيها ولا نقص .
أن الحوار وان كان محمود فلابد أن يكون بلين, وان ينحو منحي الإيجابية في الحوار ,والمناقشة, وبمعني أصح أن المحاور لابد أن يضع في عقليته أمور شتي من أهمها قبول رأي الآخر إن كان علي صواب, والتراجع عن فكر بناه وتبين له انه بني علي أساس غير سليم ,وعدم التمسك به بعد تبيان الحق , ويجب على كلي المتحاورين البعد عن الاستهتار بمعني أن لا يستهتر كل أحد منهم بالأخر,وان لا يكون للطائفية, أو العرقية, أو المذهبية ,أو الحزبية حيز في حوارهم.
إننا نلاحظ اليوم علي الدوام خلو الحوار في مجتمعنا المعاصر من هدفه النبيل فأنتقل إلى آفاق غير تلك التي وجد من أجلها.... فأصبح الحوار هزلية العصر الحاضر, وجدلية الأقوال طاغية علي مناقشتنا ...فتأثر حوارنا بإفرازات العصر الحاضر , ورواسب الحزبية, وشوائبها جاعلة منه أداة لخدمة جهة معينه بعيدين عن الرؤية الثاقبة للأمور,فالتمسك برئي من تبعهم ,وما أملي عليه هو الصحيح في نظره, ولا يرضي بغيره بديلا مهما جانب ذلك الرأي الذي كونه الصواب!!
لقد بني الوعي لدي كثي من الناس بطريقة مشوهة, وغير واقعية, وليس لديها أدني مقومات الحوار الهادف البناء ,شعارهم الوحيد في حياتهم((رائي ورائي من أتبعهم صوبا لا يحتمل الخطأ , ورائي من خالفنا خطأ لا يحتمل الصواب))....فأي حوار نرتجي من ورائه الفائدة وهم لم يفهمون أصلا معني الحوار ولم يبنون يوم ما حوار مع أنفسهم أصلا!!!