المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~*~المعرفة~*~(دعوة للنقاش)


دعوة
04-09-06, 03:00 PM
~*~المعرفة~*~

في مجتمع أمي ، و تحت قيادة نبي أمي و على الرغم من فقر المسلمين و شدة حاجتهم إلى المال ، إلا أن الرسول صلى الله عليه و سلم جعل فدا الأسير من أسرى بدر تعليم عشرة من الصحابة القراءة و الكتابة ، فكانت تلك النوعية الجديدة من الافتداء بمثابة الفهم و التطبيق العملي للأمر الآلهي ( اِقرأ ) لأمة أراد الله تعالى لها أن تتربى على الوعي بأهمية العلم و خطورة مكانته في صناعة الحياة ، فلم يأتي الأمر بالاستزادة إلا منه ( و قل رب زدني علما ) ، و لا تكون الرفعة لهذه الأمة بالإيمان وحده من دون العلم ( يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات ) ، و هو سبب الاصطفاء عند القيادة ( قال إن الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم ) ، ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ) و هو الضمان لاستمرار حكم الحاكم ، فأي حكم يدوم مع الجهل ( و كلا آتينا حكما و علما) ، و هو سبب التفضيل على باقي الأمم و قد يأتي قبل الإسلام و الإيمان ( و أوتينا العلم من قبلها و كنا مسلمين) .

و قد ذكر صاحب فتوح البلدان أن حفصة بنت عمر رضي الله عنها قد تعلمت أصل الكتابة على يد الشفاء العدوية و قد أسلمت و حسن إسلامها ، فلما تزوجت حفصة من الرسول صلى الله عليه و سلم ، ما كان منه إلا أن طلب من الشفاء أن تكمل معها و تعلمها تحسين الخط و تزيينه كما علمتها اصل الكتابة ، و هو النبي الأمي ، فما بال الرجل المسلم اليوم إذا تفوقت اِمرأته عليه علماً و حكمة !

و لأهمية العلم خالف ابن الجوزي و بعض العلماء أهل السنة و الجماعة في تحديد أول ما يجب على المكلف ، فأهل السنة و الجماعة على أن أول واجب هو "الشهادة" ، في حين ذهب ابن الجوزي أن أول واجب على المكلف هو معرفة الله و معرفة الطريق الموصلة إلى ذلك عن طريق النظر و الاستدلال .

و لكم حفلت العصور الإسلامية المتقدمة بالعلماء الموسوعيين و احتلت الثقافة المكانة التي تليق بها من خلال الترجمة و الإطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى ، و لكم ساهمت المعارف و العلوم الإسلامية في تشييد حضارة الغرب ، فما الذي آل بنا لتكون سمة العصر الذي نحياه هو الزهد بكل ما تعني هذه الكلمة في طلب العلم و التزود من المعرفة بالرغم من هذه الثورة الهائلة في عالم التقنية و الاتصالات و التي كان من المفترض أن تساهم في رفع المستوى الثقافي و الفكري للشعوب العربية ، إلا أن الحال صار كما عبر عنه فضيلة الدكتور بكار أن التلفزيون قتل الكتاب ،
و يمكن للمرء أن يضيف بلا مجازفة أن الانترنت و الذي انتج لنا ما يمكن أن نطلق عليه ثقافة "التيك واي" قد أخفى الجثة تماماً عند البحث عنها و محاولة ترميمها ، فقط من اجل الإبقاء على صورتها!.

و نحن نستقبل عاماً دراسياً جديداً ، و الذي بات كضيف ثقيل يحمل معه الكثير من الهموم و المتاعب للطلبة و الطالبات ، يصاحب هذا الشعور عزوفاً لدى الكثير منهم عن التزود بمعارف إضافية و الاكتفاء بأقل القليل من المعلومات لضمان النجاح و الحصول على الشهادة المنشودة .

من سلك طريقاً يبتغي به علماً نافعاً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ، و الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم و تستغفر له حتى الحيان في البحر ، مع رفعة شأنه و مكانته في الدنيا ، لماذا غابت هذه المحفزات عن أذهان الكثير من طلبة العلم اليوم ؟
هل لغياب المحفزات المادية كالمال ، فكثيراً ما يحول الفقر دون إكمال المسيرة التعليمية للطالب و بخاصة مع ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية لكثير من الأسر ،
أم هي البيئة و التي أحياناً تكون محفزة و قد تكون مثبطة و بخاصة في الأوساط التي تعنى كثيراً بالحرف و ترى فيها سبيلاً مضموناً للاستقرار المادي ،
أم الحالة المتردية للكثير من المدارس و الجامعات من ناحية نقص الإمكانات ،
أم التخبط في السياسة التعليمية حتى باتت الثانوية العامة على سبيل المثال في الكثير من البلدان العربية حقل تجارب بين الرغبة في التجديد و اللحاق بركب الحضارة و لكن من دون تخطيط جيد مما ينشأ عنه الكثير من التخبط و العشوائية ، فيفقد الطالب الإحساس بالاستقرار إذ هو معرض دوماً لتغيير النظام و الآليات التي من خلالها يتلقى تعليمه،
أم هي سياسة التلقين و التي لا زالت معتمدة إلى الآن مقابل ندرة البحث و الاهتمام به و توفير أدواته،
وعليه فهل المؤسسة التعليمية في أوطاننا العربية بحاجة إلى إصلاح و هل يمكن القيام بذلك من دون فك الارتباط بينها و بين القرار السياسي ، فلا زال معظم الإنفاق في الدول العربية يخص المجال العسكري ،
أم المعلم هو الذي بحاجة إلى هذا الإصلاح و التطوير ، فهو صاحب أسمى رسالة في هذا الوجود و مع ذلك فكثيراً ما يؤديها على أنها وظيفة يتقاضى أمامها راتب و ينتهي دوره بذلك ،
أم المناهج هي التي بحاجة لهذا التطوير و كيف يمكن تفعيل هذا التطوير بأيدينا لا بأيدي غيرنا؟


الأنشطة الرياضية و الفنية و الثقافية في المدارس و الجامعات هل تصب في النهاية في تنمية قدرات الطلبة و حثهم على الاستزادة من العلوم و المعارف أم أنها لا زالت مجرد مواد يحصل الطالب من وراءها على بعض الدرجات و لا شيء أكثر من ذلك .


التعليم الخاص ،هل استطاع أن يضيف جديداً للمسيرة التعليمية في وطننا العربي أم انه أصبح عبئاً مضافاً من أعباء كثيرة ترزح تحت وطئتها المؤسسات التعليمية .

التعليم عن طريق الانترنت ، هل يمكن أن يغني في يوم من الأيام عن الحاجة للمدارس و الجامعات ، و هل سيكون ذلك في صالح بناء الفرد الذي يعول عليه لبناء المجتمع الصالح المصلح و من ثم الأمة كلها ؟

شارك برأيك .

دعوة
05-09-06, 01:17 AM
شوق المعرفة وشوق الشهرة

سلمان بن فهد العودة 25/8/1425
09/10/2004



عرفتك في صباك، ومقتبل عمرك، تحشد الصغار حول ذاتك ممثلة في رؤى متطرفة، وأفكار شاذة، أجمل ما فيها لديك أنها ضد ا لناس، فأنت لا تطيق السير ضمن الآخرين أو معهم؛ لأنك تريد وهجاً خاصاً، وبريقاً مختلفاً، ولا تصبر عن الأضواء، ولا تحتمل البعد عن الضجيج.
وأراك لم تطل بك فترة اعتدال ورَشَد؛ بل كانت ومضة عابرة، أشبه ما تكون بمرور قسري دون توقف، عبوراً إلى الضفة الأخرى، حيث سراب التألق والإثارة.
ورأيتك بعدُ - مراراً - ويدي على قلبي؛ لأني أرى قلقاً فكرياً، واضطراباً منهجياً، ليس دافعه التطلع إلى المعرفة، والتشوف إلى تكميل النقص، والتساؤل المشروع، والبحث الموضوعي؛ بل الشوق إلى موقع غير المواقع العادية، لا تملك آلته ولا تحوز إمكانياته، فقررت أن يكون الوصول إليه بأي ثمن.
إنني أقدر رغبة الإنسان في الشهرة، ومحبته للذكر الحسن، لكني أتعجب ممن يطلب الشهرة ولو بـ"اللعن" كما يلعن إبليس.
وأقدر طموح الإنسان إلى مواقع التأثير في مجتمعه، أو حتى في الفكر الإنساني، كما يحلو لك أن تقول وأن تتمنى، لكن آلية هذا ليست بقذف الحصى في البحيرة الكبيرة فإذا ما أحدثت دوائر متلاشية عند سقوطها حسبها إبداعاً وتأثيراً.
وإنما آليته بالتذرع بالصبر، وطول النفس، وإدمان القراءة، ورعاية القيم، والحفاظ على سكينة الناس، وهذا طريق تنقطع دونه أنفاس الكثيرين ممن لا يملكون إلا الأمنيات.
المصيبة فيمن يملك الرغبة في الأضواء ولا يملك أداتها؛ فيصير إلى صناعة المفرقعات الجوفاء التي يصدق عليها أنها لا تنكأ عدواً، ولا تقتل صيداً، ولكنها تفقأ العين، وتكسر السن.
إن الحياة إذا خلت من الانضباط لم تعد حياة إنسانية، فليس صحيحاً أن الله يعبد بالحب وحده، وإن كان الحب هو أقوى المشاعر عاطفة، وأزكاها إحساساً.
بيد أنه لا بد معه من الخوف الذي يَزَع الإنسان عن الفجور، والاندفاع المريض، ولا بد من الرجاء الذي يضمن تعلق العبد بربه، وتطلعه إلى فضله.
والذين كفروا بالله، وجحدوا آياته في الفلسفة الأوروبية، من أمثال ‏"‏نيتشه‏" آل بهم الأمر إلى أن كفروا بالإنسان وأخفقوا في إصلاحه؛ فأعلنوا موته أيضاً، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [(19) سورة الحشر].
إن مجرد التفلّت من الضوابط والأصول والاعتبارات الشرعية المحكمة ليس إنجازاً ولا يصنع تأثيراً في الفكر الإنساني.
فقصارى ما تقوله هنا هو ترديد بعض حواشٍ كتبها الفلاسفة الماديون، أو الصوفية المغالون.
ولقد نظرت إلى عبارتك في الحب فوجدتها قولاً على قول، ولا تبلغ في رشاقتها شيئاً بالقياس إلى قول الصوفي ( ابن عربي ):


لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي *** إذا لم يكن دينـي إلى دينه دانِ
فأصبح قلبي قابلاً كلَّ صـورةٍ *** فمَرْعىً لغِزْلاَنٍ ودَيـرٌ لرُهْبانِ
وبَيْتٌ لأوثانٍ وكعبةُ طـــائفٍ *** وألواحُ توراةٍ ومصحـفُ قرآنِ
أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى تــوجَّهتْ *** رَكائِبُهُ فالحُبُّ ديني وإيمــاني



ونظرت في كلماتك في الإنسان فوجدتها سطراً باهتاً، من قاموس الوجودية، وماذا عساك تبلغ مما بلغوا؟!
قد يظن المرء أنه بعقله الغض -الذي لم يمارس حقه في التفكير العلمي الرزين- قد اختصر مسافات طويلة، شابت فيها لحى علماء، وبلغوا الهرم، وقضوا عمراً مليئاً بالبحث والدرس والتحقيق والحيرة أحياناً.
وها هو يباريهم فيما يحسبه إبداعاً، ويظنه خَلْقاً آخر، وهو صدى أجوف وترديد ساذج لمقولات آخرين.
لستَ أوّلَ من حط رحله في هذه الصحراء الموحشة، بعيداً عن التقوى والمراقبة ورعاية حق الله الخالق العظيم، ولعلك إن لم تسبق إليك منه رحمة ـ ستبقى وحيداً في غربتك إلى الأبد.
عدتَ من حيث بدأت، مكاناً تأباه العقول الناضجة، وترفضه النفوس السليمة من الأمراض والعلل والتعقيد، وسيطول انتظارك قبل أن تفرح بقادم إليك يعزز وحدتك.
فإن الإيمان الذي ترعرع عليه النشء أصبح جزءاً من شخوصهم وأصلاً في كينونتهم.
فهم وإن أبدوا مرونة وتسامحاً في أشياء، إلا أن اعتصامهم بربهم الأعلى، واستمساكهم بمحكمات التنزيل، وخوفهم من الدار الآخرة ولقائها؛ بل ومن الموت وقبضته التي لا يفلت منها مخلوق هو سياج منيع وحصن حصين دون تسلل نزعات الوجودية العمياء.
وإن من بؤس المجتمعات الإسلامية أن ألفتها تحديات العولمة وانفتاحها الهائل في الثقافة والفكر والمعرفة والإعلام، وفي السلوك وأنماطه، إضافة إلى التراجع السياسي الذي يكاد يصل إلى حد الإخفاق التام؛ فولّد هذا لدى بعض شبيبتها انفصالاً عن قيمها، واستحياءً من أصولها، وازدراء لكل ما يمت إليها بسبب، وهي حالة نفسية وعقلية في الوقت ذاته تتطلب من المصلحين يقظة وحضوراً قوياً وجهاداً مريراً، لا لمعالجة حالة فردية محفوفة باعتبارات خاصة كما أسلفت؛ ولكن لاستدراك حالة الانفتاح العام؛ لترشيدها وضبطها، والإفادة منها، وحمايتها من أن تتحول إلى زلزال مدمر يأتي على الأصول والقواعد، ويهدم السقوف على سكانها.
فاللهم احفظ شباب المسلمين، وبصّرهم بحقيقة دينهم، واصرف عقولهم وقلوبهم إلى ما هو الخير والرشاد، وقهم برحمتك شر نفوسهم وشر الشيطان وشركه إنك جواد كريم.

دعوة
06-09-06, 01:45 AM
شارك برأيك .

الحياة كلمة ..
برنامج يذاع في إذاعة و قناة MBC و إذاعة بانوراما ..
ضيفه المباشر .. د. سلمان بن فهد العودة

الجازم
07-09-06, 06:41 AM
شكرا

ـأمــيرـالذوقـ
27-09-06, 09:40 AM
اني احب سلمان العوده في الله

نظرة ثاقبة وبعد نظر ووسطية

الصواعق
27-09-06, 12:15 PM
موضوع رائع ومفيد ..

لي عودة للتعليق :)

دعوة
02-10-06, 01:50 AM
أستاذي الفاضل حمني

أشكر لك المرور..

أستاذي الكريم الصواعق

اشكرك

و لنا عودة مع مواضيع الحياة كلمة بعد رمضان باذن الله

ننتظر تفاعلكم المعهود ..

بارك الله فيكم..

تحياتي..

أختكم :دعوة

دعوة
02-10-06, 01:55 AM
أستاذي الفاضل حمني

أشكر لك المرور..

أستاذي الكريم الصواعق

اشكرك

و لنا عودة مع مواضيع الحياة كلمة بعد رمضان باذن الله

ننتظر تفاعلكم المعهود ..

بارك الله فيكم..

تحياتي..

أختكم :دعوة