بحرالهدوء
18-05-15, 11:34 PM
(1)
خُلق الأنسان فردا .. بلاهوية .. بلا لغة .. بلا جماعة .. ويموت فردا .. ويحاسبه الله يوم
القيامة فردا .. ولكن في اثناء عيشه .. تكتسب هويته بعدا جماعيا ليس من خياره .. فيصبح فردا في مجاميع عدة .. ويكتسب هويات متعددة .. فينتمي لقارة ما .. بلد ما ..
اسرة ما ...قبيلة ما.. مدينة ما .... ديانة ما .. ثقافة ما .. لغة ما .. وهكذا ...
(2)
أثناء الأزمات يتوقف الناس عن رؤية البعد الفردي ويصبح كل فرد عبارة عن تمثيل لجماعة اكبر.. يعاملك الجميع ويحاسبونك لا على اخلاقك او عملك وانما فقط على هويتك الجماعية وكأنك انت مسئول عن كل جرم يرتكبه احد افرادها حتى وان كنت لا تعرفه .. ويحملونك مسئولية اعمال قبيلة او مدينة قد لا تعرف منها أحد.. يكفي لقبك العائلي لتتم محاسبتك وعقابك او ثوابك.
(3)
اثتاء الأزمات يتم اختزال المرء الى مجرد فرد في جماعة معينة و يتم مصادرة التنوع
وتصوير الناس وكأنهم جسد متجانس متوحد لا فروقات فيه وهو ما يخالف العقل والمنطق و التاريخ .. فكل جماعة بشرية تضم تنوع هائل في تكوين افرادها ، بل في الكثير من الاحيان تكون الصراعات داخل المجموعة الواحدة أكبر و أقوى من الصراعات بينها و بين المجموعات الأخرى ..
(4)
ولكن لكي تسهل التعبئة ضد الغير لا بد من تجريده من انسانيته و فرديته و رفض إي احتمال لإختلافه عند ابناء جلدته ... وهذا هو منطق العنصرية اينما كانت ومنطق الحقد والكراهية اينما حل ..
(5)
المحبة تعرف وتعشق وتخاطب وتحاسب الفرد .. اما الكره والحقد فلا يعيش الا في جماعة .. ولا ينمو إلا ضد جماعة .. الكراهية لا تنمو الا في جو التعميم والحشد وهيمنة عقلية القطيع.
(6)
اخيراً بهدوء.. يخلق الله المرء فرداً .. ويميته فرداً.. ويحاسبه على اعماله فرداً ... فلماذا تحاسبونه انتم على غير ذلك ..؟
" بحر الهدوء "
خُلق الأنسان فردا .. بلاهوية .. بلا لغة .. بلا جماعة .. ويموت فردا .. ويحاسبه الله يوم
القيامة فردا .. ولكن في اثناء عيشه .. تكتسب هويته بعدا جماعيا ليس من خياره .. فيصبح فردا في مجاميع عدة .. ويكتسب هويات متعددة .. فينتمي لقارة ما .. بلد ما ..
اسرة ما ...قبيلة ما.. مدينة ما .... ديانة ما .. ثقافة ما .. لغة ما .. وهكذا ...
(2)
أثناء الأزمات يتوقف الناس عن رؤية البعد الفردي ويصبح كل فرد عبارة عن تمثيل لجماعة اكبر.. يعاملك الجميع ويحاسبونك لا على اخلاقك او عملك وانما فقط على هويتك الجماعية وكأنك انت مسئول عن كل جرم يرتكبه احد افرادها حتى وان كنت لا تعرفه .. ويحملونك مسئولية اعمال قبيلة او مدينة قد لا تعرف منها أحد.. يكفي لقبك العائلي لتتم محاسبتك وعقابك او ثوابك.
(3)
اثتاء الأزمات يتم اختزال المرء الى مجرد فرد في جماعة معينة و يتم مصادرة التنوع
وتصوير الناس وكأنهم جسد متجانس متوحد لا فروقات فيه وهو ما يخالف العقل والمنطق و التاريخ .. فكل جماعة بشرية تضم تنوع هائل في تكوين افرادها ، بل في الكثير من الاحيان تكون الصراعات داخل المجموعة الواحدة أكبر و أقوى من الصراعات بينها و بين المجموعات الأخرى ..
(4)
ولكن لكي تسهل التعبئة ضد الغير لا بد من تجريده من انسانيته و فرديته و رفض إي احتمال لإختلافه عند ابناء جلدته ... وهذا هو منطق العنصرية اينما كانت ومنطق الحقد والكراهية اينما حل ..
(5)
المحبة تعرف وتعشق وتخاطب وتحاسب الفرد .. اما الكره والحقد فلا يعيش الا في جماعة .. ولا ينمو إلا ضد جماعة .. الكراهية لا تنمو الا في جو التعميم والحشد وهيمنة عقلية القطيع.
(6)
اخيراً بهدوء.. يخلق الله المرء فرداً .. ويميته فرداً.. ويحاسبه على اعماله فرداً ... فلماذا تحاسبونه انتم على غير ذلك ..؟
" بحر الهدوء "