المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاء يوسف عليه السلام لسيده الذي رباه والوطن الذي عاش فيه رغم ما لقاه من الكيد والظلم


أبو مازن الجزائري
04-12-14, 10:53 AM
وفاء يوسف عليه السلام لسيده الذي رباه والوطن الذي عاش فيه رغم ما لقاه من الكيد والظلم
((22) وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)) عندما أمرت زوجة العزيز سيدنا يوسف بالفاحشة كان جوابه بأنه لا ينبغي له أن يخون سيده الذي رباه ويدوس على شرفه هذا وفاءه رغم التهديد والوعيد بالسجن وهو لا مأوى له ولا عائلة ، وبعد الكيد والمكر وفشل المحاولات كان )(34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)) ، ولبث في السجن بضع سنين والبضع في اللغة من ثلاث إلى تسعة ، وظلم سيدنا يوسف وسجن ظلما وزورا ، ثم جاءت حادثة رؤيا الملك ((42) وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)) ولما عجز الملأ عن تفسير رؤيا الملك استنجدوا بسيدنا يوسف وهو في السجن (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)) ، وهنا ينبغي الإشارة إلى نقطة حساسة تبين مدى علو مكانة سيدنا يوسف وارتفاعه عن سفاسف الأمور وتفاهات الحياة فلم يؤثر المصلحة الشخصية على المصلحة العليا للوطن ، ولو كان أحد من ضعاف الأيمان أمثالنا مكانه لقال فرصة سانحة لأنتقم من هذا السلطان وهذه المملكة التي سجنتني وأهانتني فلا أفسر لهم الرؤيا وأتركهم للجفاف والمجاعة (لكن حينها تعم الكارثة ويتضرر العام والخاص وحتى سيدنا يوسف يصيبه مع قومه القحط والجوع والضرر) ، فآثر سيدنا يوسف المنفعة والمصلحة العليا على المصالح الشخصية الضيقة ولم يطلب مقابل ذلك إطلاق سراحه ومعاقبة ساجنيه ، بل عندما قال الملك ((49) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)) أراد حينها سيدنا يوسف أن يخرج من السجن بريء فكان ثواب الله وجزاؤه له أن أعلى الملك شأنه ((53) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57)).
أين نحن من الترفع عن الأحقاد والانتقام والانتصار للنفس وأطماعها وإيثار المصلحة العامة على المصلحة الشخصية وإيثار الآخرة على الدنيا وإيثار هداية الناس وإرشادهم على معاقبتهم ومحاسبتهم.
لعريبي عزوز

بدوي بكرتونه
04-12-14, 11:14 AM
هكذا البشر ياعزيزي ..
فلا يمكن نزع خصلة جعلها الله فيهم ..
ولكن أرشدنا الشارع
إلى كيفيه التقليل منها والحد من انتشارها ..

فقط رسول الله صلوات الله وسلامه عليه
هو من أتاه الملك وشق عن صدره وانتزع السواد ..

أمّا البشر فباقية فيهم يذنبون ويستغفرون فيغفر الله لهم ..

شكراً لك ..

بدوي بكرتونه