المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المدارس.. كيف تقتل الإبداع!


ادارة الفكر
03-11-14, 12:12 PM
تحويل التعليم من دور الصانع إلى دور الزارع


هناك ثلاثة فلاسفة كبار ساعدوا على اكتشاف نظرية التمتين وتطبيقاتها، كما أثْروا الفكر الإداري العالمي وأثَّروا في مريديه ومتابعيه. فعندما نتذكر الراحل "ستيفن كوفي" بصفته أعظم معلمي القيادة، نشير أيضًا إلى "نسيم نيقولا طالب" صاحب نظرية "الهشاشة" المضادة "للمتانة" وأبرز فلاسفة المال والأعمال. أما الفيلسوف الثالث فهو "كين روبنسون" أشهر فلاسفة التربية المعاصرين.


- اشتهر "كوفي" بكتابه "العادات السبع" وبأسلوبه الهادئ وحكمته العملية.
- واشتهر "نسيم طالب" بكتابه "البجعة السوداء" وأسلوبه الحاد وأفكاره اللاذعة ونبرته التهكمية.
- واشتهر "روبنسون" بكتابه: "المدارس كيف تقتل الإبداع: تحويل التعليم من دور الصانع إلى دور الزارع" بأسلوبه الساخر وقدرته على التأثير بالإلقاء؛ حتى صار أشهر محاضري موقع TED العالمي، فتجاوز مشاهدو محاضرته التي يتناولها هذا الكتاب أكثر من مائة مليون.


اشتهر الفلاسفة الثلاثة بنظرتهم الجديدة إلى الأمور. فإذ يرى "كوفي" أن القيادة الحقة تنبع من الداخل، وترتكز على الجوهر لا المظهر؛ يروي "طالب" أسطورة الخراط اليوناني "بروكراستس" الذي كان يمُطُّ كل رجل قَصير ليتلاءم مع طول السرير، ويقطع رجلي كل رجل طويل ليدخل في نفس السرير. أي كان يُقوْلب ويعدِّل الصعب ليناسبَ السهل. وفي تطبيقه لهذه النظرة على الواقع، يرى أن شركات الأدوية تصنع أمراضًا لأدويتها الجاهزة، وأن البنوك تصطنع مصفوفات رياضية مزورة لممارساتها المالية المدمرة؛ وهذا ما نسميه في "التمتين": "القولبة العكسية".


القولبة العكسية: هي تغيير الموظف ليناسب الوصف الوظيفي، مثلما تغير المؤسسات التعليمية عقول وشخصيات الطلاب باستخدام الاختبارات والمحفزات لتناسب المناهج الجامدة، وتغيِّر المؤسسات الرياضية أجسام وإمكانات الرياضيين بالمنشطات والهرمونات!

يحدث هذا أيضًا في التنمية البشرية. فقد استبدلنا مصطلح الموارد البشرية بالاستثمار البشري وظلت ممارساتنا كما هي. وسمعنا مئات الخطب التحفيزية الرنانة، ومارسنا البرمجة اللغوية، وصرنا كلنا "سيرتفايد – Certified" في كل شيء، ومشينا على النار آخذين بنصائح "توني روبنز"، وقرأنا كتاب "السر – The Secret" طبقًا لتعويذة "روندا بيرن." فعلنا كل هذا، وما زال التعليم يتراجع، والبطالة تتفاقم، والأمراض تنتشر، والأسواق المالية تخرج من فقاعة وتدخل في أخرى.

وهنا يأتي السير "كين روبنسون" بفكره وكتابه الجديد، الذي يسرنا أن نقدمه كواحد من عظماء التربية المبدعين. ولد "روبنسون" في "ليفربول" بإنجلترا عام 1950، ومنحته الملكة "إليزابيث" لقب "سير" اعترافًا بجهوده في إثراء التعليم في بريطانيا والعالم. وكانت آخر وظائفه قبل أن يهاجر إلى أمريكا مع مطلع هذا القرن أستاذًا لتعليم الفنون في جامعة "واريك" البريطانية.


يرى الدكتور "روبنسون" أن المدارس لن تُبدِع ما لم تشجع الطلاب على المبادرة، وتحفزهم على المخاطرة وعدم الخوف من ارتكاب الأخطاء. ويؤكد أن التربية ليست بحاجة إلى إصلاح فقط، بل إلى تحويل جذري. ومفتاح التغيير ليس تنميط التعليم، بل تخصيصه وتفصيله على قدر كل طالب، وبناء أسس الإنجاز والإعجاز والإبداع والإشعاع بعد اكتشاف موهبة كل طفل، ووضع كل الطلاب وكل المتعلمين في بيئات تَعلُّم تمكنهم من استثمار قدراتهم ودوافعهم الداخلية ورغباتهم الذاتية؛ ذلك أن الإبداع لا يقل أهمية عن محو الأمية.


ومن مقولاته المشهورة: "مشكلتنا الحقيقية التي أدت إلى فشل معظم خطط وبرامج التعليم حول العالم، لا تكمن في أننا نطلب المستحيل فلا نحققه، بل في أننا نطلب القليل ونحققه." وذلك لأن التخيل هو مصدر كل إنجاز، وهو المصدر الذي نهدره دائمًا، وبطرق رسمية ومقننة ومنظمة، بسبب الأساليب البائدة والفاسدة التي نُعلِّم بها. ويؤكد أن الموارد البشرية مثل الموارد الطبيعية، مدفونة في أعماق البشرية ولن نستطيع اكتشافها بنظرة عابرة وسطحية، بل علينا أن نغوص ونبحث عنها داخل الناس، وأن نهيئ الظروف التي تحفزهم على التعبير عن أنفسهم وعن مواهبهم ومواطن قوتهم.

ولذا فإن نموذج الإنتاج الصناعي لا يصلح للتعليم. علينا أن نتحول إلى النموذج الزراعي لأن الازدهار والابتكار البشري لا يتم بطريقة ميكانيكية، بل بطريقة طبيعية؛ فمن المستحيل أن نتوقع نتائج ومخرجات التنمية البشرية بدقة كما يدعي الذين يعتبرون التعليم عملية تصنيع. كل ما علينا فعله هو أن نَـفْلَح ونزرع لكي نبرع في التعليم. أي علينا غرس الشجرة الصالحة في التربة الصالحة وتهيئة الظروف المناسبة للنمو والازدهار والإبهار لكل نبتة وبما يلائم طبيعتها واحتياجاتها.

ومن تعليقاته الساخرة قوله بأن التعليم الأكاديمي صار، مثل تصنيع الوجبات السريعة، نمطيًا ومتشابهًا في الطعم واللون والرائحة. فسواء اشتريت الهامبورجر أو البيتزا في أمريكا أو الصين أو نيجيريا أو السعودية، فعلى الأرجح أنك ستلمس وتشم وترى وتتذوق نفس الشكل واللون والطعم والرائحة.

ومن المؤسف أن تُعامِلنا مناهج التعليم بنفس النمطية، ولا تفرق بين عقولنا وبطوننا، ولا بين أرواحنا وأجسامنا. فنحن كائنات مختلفة وحاجاتنا متنوعة، ومن حق كل منا أن يَحْصُل على التعليم الذي ينفعه، ويمكِّنه من الإبداع، بدلاً من التعليم الذي يضُّره ويجبره على الاتباع.

نسيم الصمادي

متابعة بصمت
03-11-14, 02:17 PM
بعد منع الضرب في المدارس
راحت هيبة المعلم
ولانقول ذاك الضرب المؤذي
ولكن ضرب خفيف
الضرب احيانا تأديب للطلبه ..
سمعت ان الاغلبية ينجحونهم بالدف
عشان ماينقلون المعلم تاديبي او يفصلونه
واغلبهم في المتوسط ومستواه كانه في الابتدائي
عادي لو رسبوا في الإعادة افاده
كذا اتوقع قتلوا الإبداع

بدوي بكرتونه
04-11-14, 01:01 PM
قمة .. قمة .. ولإني أرد من الجوال فلي عودة للتعليق ..


يالله تمسكوا ..


هوبا للقمة ... هوبا


بدوي بكرتونه

ادارة الفكر
12-11-14, 02:35 PM
متابعة بصمت.... لا أظن أن المشكلة تكمن في منع الضرب... هذا ما نعقده عندما نقارن واقعنا بالماضي...
ولكن لننظر بشمولية للموضوع مالذي فقدناه منذ خمسة عقود الى الآن.. لم يكن الضرب وانما الأسلوب... الفجوة التي ظهرت بدأت من السلطات العليا بالقرارات الخاطئة التي ابتكرها مديرون ضعيفون غير مطلعين على الواقع.. وأتمها الأهل بالاهمال والتنصل من المسؤولية تجاه الأبناء بتربية سليمة.
بدوي بكرتونة ..أشكرك على الإطراء والمتابعه..

فارس السعيد
12-11-14, 09:43 PM
هذا الكلام مفيد لو كان لديك بيئة تعليمية

على علاقة اتصال - وليس انفصال - عن بيئة المجتمع وثقافته

وهذا مالا نملكه في بيئتنا التعليمية


على سبيل المثال طلاب المواد العلمية فيزياء - كيمياء - علوم فلك .. الخ

لايوجد في بيئتك مراكز ابحاث اهلية او حكومية ولا ثقافة شعبيه داعمه للعلوم

ولا يوجد قطاع خاص قوي لديه نشاطات تجارية في هذه الحقول العلمية

ويستقطب الكثير من الباحثين ويخصص ميزانيات مالية للبحث


فهذه المواد اصبحت مثل القلب المتوقف عن العمل

ليس لها شرايين ممتده في عمق المجتمع .. والجامعات تضخ ألالف المتخرجين

الذين لايعرفون الا مايعينهم على درجة النجاح ولا يوجد بعد مرحلة مابعد التعليم

بيئات عمل تصقل خبراتهم وتزيد من حجم الادراك والوعي بهذه العلوم


إي ان هذه العلوم لن يكون لها ثمرة

ولن تشاهد مخترعين ومبدعين بل وحتى مساهمين فاعلين في هذه الحقول العلمية الا فيما ندر وبجهود ذاتية

وقس على هذا المثال كل المواد التعليمية


وعلى الاخص الفكرية والفلسفية والفنون وغيرها من محفزات التفكير ومايرتبط بالثقافة والفكر

والتي تكون في اغلبها منفصله كلياً عن ثقافة المجتمع


إذن لن يستطيع التعليم التطوير والتغير على مستوى الافراد والمجتمع

طلما ان البيئة التعليمية على علاقة انفصال ثقافي ومعرفي مع البيئة المجتمعية

والتي جعلت التعليم كالقلب المصاب بالذبحة الصدرية


وهذا مالا يطرحه المقال الذي يحاكي بيئات اخرى

ادارة الفكر
13-11-14, 10:36 AM
السيد فارس السعيد المحترم... الواضح من كتاباتك أنك انسان قارئ ومثقف, ,
كل ما قلته كلام جميل وواقعي فعلا..ولكن بالنسبه لآخر جمله أن هذه المقال تحاكي بيئة أخرى فاسمح لي بأن أثبت لك الضد تماما..من خبرتي العملية حيث أني أتممت دراساتي منذ سنتين ثم مارست مهنة التعليم مبارشرة في الجامعه التي درست فيها لفتره, لقد عشت واقع هذه المقال تماما...
لقد ذكر حضرتكم موضوع عدم وجود مراكز داعمه للعلوم, وهو نفس ما تحدث عنه كاتب المقال -" ووضع كل الطلاب وكل المتعلمين في بيئات تَعلُّم تمكنهم من استثمار قدراتهم ودوافعهم الداخلية ورغباتهم الذاتية"-
أما بالنسبة لما ذكرته في نهاية تعليقك عن الإنفصال بين البيئة التعليمية والمجتمعية.. فهذا ما نوه له كاتب المقال- "من المؤسف أن تُعامِلنا مناهج التعليم بنفس النمطية، ولا تفرق بين عقولنا وبطوننا"-
.
.
ركز الكاتب الكريم في مقاله على نظرية التمتين ووضح مفهوم القولبة العكسية.
كاتب المقال هو "صاحب نظرية التمتين"
ولربما نظرت للمقال بزاوية أخرى لأني قرأت العديد من مقالاته على موقعه edara إدارة كوم – وأتمنى أن تتابع ما يكتبه عن نظرية التمتين ففيها الإجابة
وأبدي اعجابي الشديد بشخصكم الكريم وبنظرتكم الشمولية.

اللطيفة
13-11-14, 11:08 PM
موضوع حقيقة في الصميم ياإدارة الفكر وفيه من التحفيز الشيء الكثير

مشكلتنا الحقيقية التي أدت إلى فشل معظم خطط وبرامج التعليم حول العالم، لا تكمن في أننا نطلب المستحيل فلا نحققه، بل في أننا نطلب القليل ونحققه





ومن المؤسف أن تُعامِلنا مناهج التعليم بنفس النمطية، ولا تفرق بين عقولنا وبطوننا، ولا بين أرواحنا وأجسامنا. فنحن كائنات مختلفة وحاجاتنا متنوعة، ومن حق كل منا أن يَحْصُل على التعليم الذي ينفعه، ويمكِّنه من الإبداع، بدلاً من التعليم الذي يضُّره ويجبره على الاتباع.


بالفعل وقف على الأسباب !!

لكن طرق العلاج هل تجد من ينظر لها ؟!!

هنا السؤال !!

moneeeb
14-11-14, 02:16 AM
كلام جميل و نظريات مبدعه

ذكرني موضوعك ببعض التمرد الذي كنت امارسه في محاضارات الجامعه ^_^

خاصة في مواد الادارة الاجتماعيه

كنت اقول لاحد البروفوسيرات نحن مثل فئران التجارب

فالجامعه هي الحقل او ( الميز)
و الشهادة هي قطعة الجبن

فانتم تصنعون نسخ مكرره في مجالات مقننه صنعتها شركات عالميه لضمان استمراريتها

فهذا الطالب هو ألة مؤدلجة لا تعمل الا كما تريدون و ليس كما يريد

تشاو ^_^

إيه ياهملالي
14-11-14, 06:09 PM
أعتقد الجميع يشترك في الوأد لا يمكن أن نعزو ذلك لسبب واحد فقط وإنما هي سلسلة من عدة

حلقات مترابطة بعضها ببعض تؤثر وتتأثر ونهاية المؤثر مخرجات التعليم




دمت بود (j)

المحــــارب **
16-11-14, 06:41 AM
إن هذا لشي يٌراد .. ان التعليم ومخرجاته أمر مخطط له وبقوة .. .
والمشكلة الكبرى في نظري خاصة في الدراسة الأكاديمية هو البروقراطيه الحكوميه التي
تعيق التجديد والتطوير في التعليم الذي من المفترض ان تواكب التطورات الجديدة والنظريات
العلميه ومتطلبات سوق العمل الحر المتطور والمتسارع وليس تخريج (موظفين ) :)

يدلك على ذلك ان الجامعات لدينا لاتغلق القسم الفلاني الا بعد عده سنوات من المطالبات
بمعنى ان سوق العمل لايقبل هذا التخصص ومع ذلك تستمر جامعاتنا بضخ مزيد من العاطلين
الجامعيين فيه


معلومه حادة :
ميزانيتنا في المملكه يذهب جلها للتعليم والعام 1434 كانت الميزانية 120 مليار للتعليم
120 مليار ريال رفرفت فوق الروؤس ولم تنزل على الارض .. هالمليارات لانجدها كنتائج
على مخرجات التعليم !!!!

هذا ليس كلاما ثقافيا اجوف ..
عندك دولة تصرف مليارات الريالات على التعليم والمخرجات تتناقص وتسوء ..
هناك مشكله عويصه .. هناك بروقراطية في العمل هناك بطء وتخلف وفساد ..
واذا خرج مسئول في التعليم وتحدث تكاد تقسم انه يتكلم عن التعليم في نيوزلندا ..
ينظر على الناس والتعليم والتعليم ومشروعاتنا وو .. و...و.. وعلى الارض (لم ينجح احد )


..
عموما الوضع لن ينصلح الا بمعجزة .. او بـ 200 خبير خواجه كافر يضعونهم في الوزارة وعلى رأس الهرم
عشان يضبطون اوضاعنا .. ابو توقيع هذا...وانه في يوم .. ونسخه لــ ونسخه لـــ ماراح يفلح ولا بعد 70 سنه (qq15)

ادارة الفكر
16-11-14, 10:55 AM
المحارب... كلامك واقعي..وليس في المملكة فحسب.. وانما الوطن العربي كافة للأسف.