المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أضرب الكلب يستأدب الفهد . . .


عنيزاوي 2005
04-03-06, 09:39 AM
كان بين الشاعر راشد الخلاوي والأمير منيع بن عريعر من بنـي خالـد

صداقه حميمه ؛ في يوم من الأيام كانـا يتمشيّـان فنـادى منيـع راشـد

بصفه قبيحه تتعلّق بنسبه فلم يحتملها راشـد وقـال : ليتنـي مـت قبـل

أن أسمعها منك ؛ ثم تحدّى راشد منيع بالقيام بتجربـه ليثبـت لـه أنّـه

أعلى قدراً من منيع ولو كانت بالحيله ؛ فقال له : أنت تعـرف أن الأميـر

محمد الربيعي – أحد أمراء بني خالد أيضاً - لديه فهده تصيد له الظبـاء

وهي عزيزة عليه إذهب فاطلبها منه فإن أعطـاك إياهـا فليـس بكثيـر

عليـك فأنـت حقّـك عليهـم كثـيـر ؛ أمّــا إذا رفــض طلـبـك

فـســوف أذهـــب أنـــا وأطلـبـهـا مـنــه وســتــرى
.
وكان الخلاوي يعلم بمدى تعلق الأمير الربيعـي بفهدتـه وأنّـه لايفـرّط

فيها لأيٍّ كان ولكنه كان يضمر حيلةٍ تمكّنه من الحصـول عليهـا خاصّـةً

وأن الأمـيـر الربيـعـي لــم يقـابـل الـخـلاوي مــن قـبــل
.

ذهب الشيخ منيع الى الربيعي فأولم له وكان من عادة صاحب الحاجـه

أن يذكرها قبل العشاء فقال منيع : جئت مـن أجـل حاجـةٍ إن أعطيتنـي

إيّاها والا رجعت دون عشاء وحاجتي هي هذه .. وأشار الى الفهده ؛ فقال

الربيعي : لاأحد يعطي ما يشترك به عموم العرب ؛ إن لي فيهـا سهـم

وانظر الى بيوت القوم تجد وراءها قرون الظبـاء فمـا تصطـاده يقسـم

على الجميع ؛ فاقتنـع منيـع واشتـرط أن لا يعطيهـا لغيـره ؛ فتنـاول

عشـاءه ورجـع الـى الخـلاوي وقـال لـه أذهـب واطلبهـا وهــو

مـتـأكّــد أن الــخــلاوي لـــــن يـظــفــر بــهـــا
.
فذهب الخلاوي وكانت دابّته حماراً سريع الجري ؛ فلمّا وصل سأل الرعـاة

عن الربيعي فقيل له أنّه ذهب للصيـد فانتعشـت آمالـه بنجـاح الخطّـه

التي رسمها عندما علم بغيابه ؛ فقصد بيـت الربيعـي فلـم يرحّـب بـه

أحد نظراً لهيئته ولملابسه الرثه ؛ فجلس عند حماره أمام البيت ؛ وفـي

وقت الغروب وضعت زوجة الربيعي طعاما في ماعون وأمرت الخادمه بأن

تقدمه له ؛ وصادف رجوع راعي إبل الربيعـي وكـان جائعـاً فاختطـف

الماعون وأكل ما فيه والخلاوي يرى ويسمع ويبتسم بداخلـه .. فهاهـي

الـحـجّــه الــتــي ســـــوف تـحــقــق مـطـلـبــه
.
فركب حماره وقصد الربيعي في الصيد وسلّم عليه كأنّـه لا يعـرف بأنّـه

الربيعي متعمّدا ذلك ؛ فقال الربيعي : من أين أنـت قـادم فقـال مـن

فريقٍ فرّق الله شملهم ..ـفقال : لماذا .. فقال الخـلاوي : لأنهـم لـم

يكرموا الضيف وقلت بهم شعراً ؛ قصده أن ينبّـه الربيعـي الـى أنـه

الخلاوي الشاعـر المعـروف الـذي إذا قـال شعـراً بقـى الـى الأبـد
.
.
يقـول الخـلاوي والخـلاوي راشـد***تخطّر مـن بيـت البيـوت وضـاف
تخطّرت الـى بيـت الربيعـي وافـد***ومن جاه ممـن كـان منّـه يخـاف
. .
فقال الربيعي للخلاوي : هل تعرف الربيعي ؟ .. قـال : لا .. فقـال

الربيعي : هل سمع هذا الشعر أحد ؟ .. فقال الخلاوي : كل أطفال الفريق

حفّظتهم هذا الشعر ( لأن الخلاوي لو قال غير ذلك لقتله الربيعـي حتـى

يموت معه شعره ولا ينتشر بين النـاس ) .. فقـال الربيعـي : لنرجـع

الـــى الـديــار ونــــرى صــحّــة هــــذا الــكــلام
.
وبالفعل عاد الى الحي وسأل الربيعي زوجته عمّا حدث فاخبرتـه بصحّـة

ما فعله الراعي والخادمه فعلـم بصـدق كـلام الخـلاوي فالتفـت إليـه

قائلاً : لك ما تطلب مني فإن شئت أن أقتل الراعي والخادمه أو وهبتهما

لك ؛ قال الخلاوي : لا الأمر أهون من ذلك وأريد اخبارك أن البيتيـن

اللذين سمعتهما منّي لم يسمعهما أحـد غيـرك ؛ أمّـا الآن فاسمـع مـا

أقـول .. فأسمعـه قصيـده مـدح أشـار الـى أنـه وهبـه الفـهـده

بــيــن طــيّـــات أبـيـاتـهــا كـــــي يـحــرجــه:
.
.
يقـول الخـلاوي والخـلاوي راشـد***بالقيل غالـي مثـل غالـي الجلايـب
يامـدي مـن يـم النشامـا نصيحـه*** من حاضرٍ منهم ومـن كـان غايـب

من لا يحصّـل بـاوّل العمـر طولـه*** فهو عاجزٍ عنهـا إذا صـار شايـب
ومن خاب في اول صباه مـن الثنـا***فهو لازم في تالـي العمـر خايـب

كما مورد ضاميه والقيظ قـد صفـا***على بـارد الثريـا هبيـل النشايـب
ومن لا يـرد عـدا تنـازي جمامـه ***قراح غزيـر المـا منيـع المجـاذب

لكـن دعاثيـر الغثـا فـوق جـالـه ***على معطن المـا مقعيـات الثعالـب
وسيروا الى ملـك الربيعـي محمـد***فهو زبن من تعنـا عليـه الركايـب

من اول جنح الليل مـا علقـت بـها***شريق الضحى عند المخاض الكواعب
خفاجـيّـةٍ واسـرارهـا عامـريـه ***وجا طيب الانساب مـن كـل جانـب

عن الشين ابعد من سهيل عن الثـرا***وللجود أقـرب مـن جبيـنٍ لحاجـب
ونفـسٍ الـى حدّثتـهـا اريح ***شيطانهـا عنـد المـروّات غـايـب

أبـو كلمـةٍ وان قالهـا مـا تغيّـرتكنّه*** على ما قـال بالخمـس قاضـب
أجي لـه ويعطينـي عطايـا *** كثيـرهوليـس لمـن لا يعطـي الله راغـب

صخا لي بنمـراً جـروةٍ حضرميّـه ***شمالي بنانيهـا مـن الـدم خاضـب
ترى ثـوب راعيهـا قـدودٍ وحبلهـا***رثيث القوى من كثر ماهي اتجـاذب

الى علّق القنـاص راسيـن علّقـت ***خمسـة تخاميـس اعـدادٍ لحاسـب
كأن اقرون الصيد مـن حـول بيتـه ***هشيم الغضـا ادنـاه للنـار حاطـب

ياليت منيـع فـارس الخيـل*** باللقـاعلى جازع البيـدا يميـن المشاغـب
يشوفون ذي مع ذي وهاذيك ***عند ذيكما الودع دانا بينهـم نظـم كاعـب

وبقيـت كنّـي حامـيٍ لـي مدينـه ***عليها الدول فوق الـدروب الديـادب [/] .
.
فعرف الربيعي أن الخلاوي يريد الفهده وكـان يـردد فيـه نفسـه بيـت

الخلاوي ( ابو كلمةٍ وان قالها ما تغيّرت) وخشى أن يكون لها صدى عنـد

العرب إذا لم يعطه الفهده ؛ لهذا أعطاه الفهده خوفاً من العـار ؛ فرجـع

بها الخلاوي الى صديقه منيع قائلاً : هذه التي لم تدركهـا أنـت وقـد


أدركتها أنا ؛ ثم رجع بها الخلاوي الى صاحبهـا الربيعـي ليردّهـا لـه

بعد أن أتم حاجته منها فاستغرب الربيعـي قائـلاً لمـاذا رجعـت بهـا ؟

قال: الخلاوي : انقضت حاجتي وأنا أكثر صيداً منها ولا أحب أن أعطيها

لغيرك ؛ فقال الربيعي : ما أخس من ادّعائك علي الا عودتك من ديـارٍ

بعيده بعبدة كلب !! .. والغريب في الأمر أن الفهده لهـا معرفـه بالبشـر

وهي تجزع إذا شبهت بالكلب ؛ ولهـذا عندمـا سمعـت قـول الربيعـي

( عبدة كلب ) ماتت في الحال ؛ والمعروف أنها إذا أخطأت يأتون بكلـب

فيضربونه أمامها ومن هنا جاء المثل ( اضرب الكلـب يستـأدب الفهـد )




وسلامتكم . . .

صافية الجبين
04-03-06, 10:43 AM
لا هنت..

النجديه
05-03-06, 12:31 AM
مشكووور اخوي على هالقصه الرائعه

ويسلم هالاختيار والذوق

يعطيك الف عافيه ياخوي

عنيزاوي 2005
05-03-06, 09:35 AM
مشكورين وماقصرتوا يعطيكم العافية

نووف المطيري
05-03-06, 02:00 PM
قصه جميله جدا ومشوقه والقصيده اجمل تسلم عليهم اخوي بانتظار جديدك دايم

تحياتي لك

عنيزاوي 2005
07-03-06, 08:19 AM
الله يسلمك أختي نوف ماقصرتي

كاتم الونة
07-03-06, 12:11 PM
لاهنت ياالغلااااا

اخياار دقيق وممتع

تسجيل حضور واعجااب

تحيتي وتقديري

المحب دائما

عنيزاوي 2005
08-03-06, 08:30 AM
لاهنت ياالغلااااا

اخياار دقيق وممتع

تسجيل حضور واعجااب

تحيتي وتقديري

المحب دائما




هلا والله وغلا ومرحبتين بكاتم لونه منور يابعد حيي ماقصرت مشكور