المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على شبهات حول الجهاد في العراق


ابو حمزة المهاجر
01-03-06, 11:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم فضيلة الشيخ أبي أنس الشامي
مسؤول اللجنة الشرعية بتنظيم القاعدة

بسم الله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد ألا اله الا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن الا و أنتم مسلمون) (يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده و خلق منها زوجها و بث منهم رجال كثيرا و نساء و أتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) (يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما ) أما بعد :-

فان خير الكلام كلام الله عز و جل و خير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلاله و كل ضلالة في النار , روى الإمام مسلم في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (( بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريب كما بدأ فطوبى للغرباء).

حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم يرسم بريشة الحقيقة واقع الأسلام عامة و المجاهد خاصة و هو يطوي المراحل مشتّت العزمات لا يأوي الى أهل و لا ولد و لا دار ألِف النوى و أعتاد الترحال ليلة خائف و نهاره حذر مسكنه الكهوف و مأواه الجبال سليّته قوله تعالى ( و لا تهنوا في أبتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون) ، و لكن أعظم ما يفتّ في عضد المجاهد و يدمي قلبه و يكوي أمله إلا أن يعصمه الله تعالى خذلان الصديق و قلة الناصر و جفاء الأهل و الخلان يتلفت المجاهد فيرى الدنيا كلها قد جمعت في صعيد فرشقته بسهام العداوة و نصبت له أحابيل المكر و الكيد و هي تتميز غيظا و تتلمظ طمعا في إهراق دمه و البطش به فيستصرخ أمة المجد الغابر و يستغيث أهل المروءات المنسيه و يستحث السائرين فلا يجيبه إلا أفراد قلائل من هنا أو هناك فيتساءل من اعماق قلبه يارب ! أين أمة محمد صلىالله عليه و سلم؟

والمفزع حقاً أن كثيراً من هؤلاء لم يكفه خذلانه للمجاهدين وقعوده عن نصرتهم ونكوله عن فريضة الوقت وواجب الزمان حتى أصلت سيف لسانه في أعراض المجاهدين ورماهم بكل نقيصةٍ تنفيراً منهم وتحذيراً من سبيلهم فكانوا كما قال الله تعالى: (قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلاً * أشحّة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حدادٍ أشحةً على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا).

لقد عاب الله على بعض أهل الإيمان فيما مضى تعليماً لهم ووعظهم فشدّد النكير عليهم فقال تعالى: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم) أي فيكم من يستمعون إليهم ويحسنون الظن بهم فيتأثرون بكلامهم ويتفاعلون مع أخبارهم وهذا الأمر ساقه الله مساق الذم وأورده مورد التحذير والتنفير؛ هذه الصورة تتكرر والقصة تعاد في كل وقت وحين فأين من يحسنون الفقه عن الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم- ويتعلمون من قوارع القرآن وآدابه وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم (( من قال في مؤمن ما ليس فيه قذف في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال)) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

إن هناك حرباً ضروساً تدور رحاها في قلب كل المؤمن وفؤاد كل موحدٍ لتنزع منه نور التوحيد وحقيقة لا إله إلا الله وليكون من بعد مطيّة للكفار في حربهم لهذا الدين. الحرب الإعلاميّة أفتك أثراً وأعظم خطراً لأنها تروم القلوب والعقول وتستهدف العقيدة والمبدأ ؛ ويحضرني هنا قول بعض الخبراء في هذه الأيام حين قال: لو خيّرت الدول الكبرى بين ترسانتها النووية وأسلحتها الفتّاكة وعتادها التقليدي وغير التقليدي وبين وكالات الأنباء لاختارت الثانية لأن هذه الحرب –أي الحرب الإعلاميّة- تجيّش لها شعوبا بأسرها وتستعبد لها أمماً بكاملها تنفذ بها إلى أغراضها وتصل عبرها إلى مطامعها من غير أن تخسر جندياً أو تهريق قطرة دم.

وما من شيء تعرض للحرب والتشويه كمثل الجهاد والمجاهدين لأن هؤلاء هم السّد دون اختراق الأمة وهم الذائدون عن حياضها ولذلك فقد سوّقت إليهم سهام التشويه وأثيرت حولهم توابع الشّبه ومن ذلك ما قاله بعض الإسلاميين المنتسبين إلى التحليل السياسيّ عن امتهان بعض قادة الجهاد للقتل الرّخيص وأنهم لا يحسنون إلا سفك الدّماء وسبي النّساء ثم لا يتورعون عن صبيّ ولا بريء ولا رجل ولا امرأة ، ونحن نقول جواباً على هذه الشبهة :

أولاً لابد من مقدمة في بيان حرمة دم المسلم تذكيراً لنا ولإخواننا المجاهدين وللأمة عن أننا لم نغفل عن حدود الله تبارك وتعالى ومحارمه وقد قال الله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيما) وكذلك قال الله تعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).

وقد روى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنهم جميعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء " وويلا لمن علت كفة ميزانه في ذلك الموقف ، وقد روى الإمام البخاري عن جندب رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم فقالوا له من بعدُ : " أوصنا " ، قال : " إن اول ما ينتن من الإنسان بطنه ، فمن استطاع ألا يأكل إلا طيبا فليفعل ، ومن استطاع ألا يحال بينه وبين الجنة بملئ كفّ من دم أهراقه فليفعل " ،وقد روى الإمام الترمذي والنسائي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم " ، وكذلك روى أبو داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنهم جميعا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يزال المؤمن[ معلقا]صالحا ما لم يصب دما حراما ، فإذا أصاب دما حراما [ بلّح]" ونحن بإذن الله تعالى أعف الناس قِتلة ،وأحرص الناس على دماء أهل الإسلام ، ومن اجل ذلك نفرنا وللذود عن دمائهم وأعراضهم جئنا ، وقدوتنا في ذلك عمربن الخطاب رضي الله عنه ، وقد روى سعيد بن منصور قال : أرسل سلمة بن قيس رسولا ليبشر عمر رضي الله عنه بالفتح ، فلما دخل قال له : لله أبوك ، فمن أنت ؟ قلت : رسول سلمة بن قيس ، قال : فتالله لكأنما خرجت من بطنه تحننا عليّ وحبّا لخبر من جئت من عنده ، وجعل يقول وهو يزحف إليه : " إيهاً لله أبوك ، كيف تركت سلمة بن قيس ؟ كيف المسلمون ؟ ما صنعتم ؟ كيف حالكم ؟" قلت : على ما تحبّ يا أمير المؤمنين . فاقتصصت عليه الخبر إلى أنهم ناصبونا القتال فأصيب رجل من المسلمين ، فاسترجع وبلغ ما شاء الله وترحم على الرجل طويلا ، قلت : ثم إن الله فتح علينا يا امير المؤمنين فتحا عظيما فملأ المسلمون أيديهم من متاع ورقيق و[رفة]، قال ويحك ! كيف اللحم بها ؟ فإنها شجرة العرب ولا تصلح العرب إلا بشجرتها ، قلت : الشاة بدرهمين ، قال : " الله اكبر ! ثم قال : ويحك هل أصيب من المسلمين رجل آخر ؟ " هكذا كان رضي الله عنه في حرصه على اهل الإسلام ، ونحن على هذا الدرب بإذن الله تعالى ماضون . ومع ذلك فإننا نقول ثانيا : الإسلام دين واقعي ، لا [ يهوهم ] مع الإنسان في مثاليات ، ولا يطير به في أبراج عاجية تجافي الحقيقة وتنأى عن الواقع . ولذلك فقد تكلم أئمتنا قديما على المسألةالموسومة بمسألة الترس ، وهي : فيما إذا تترس الكفار ، ببعض أهل الإسلام ، ولم يكن يُخلص إليهم إلا بقتل الترس المسلم . فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : " والله تعالى أهلك الجيش الذي أراد أن ينتهك حرماته ، والحديث في الصحيحين عن امنا عائشة رضي الله عنها في قصة الجيش الذي يغزو الكعبة فيخسف باولهم وآخرهم فسئل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات : كيف يخسف باولهم وآخرهم وفيهم المكره وغير المكره ، وفيهم المستبسل ، وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم " قال شيخ الإسلام : " فالله تعالى أهلك الجيش الذي أراد أن ينتهك حرماته المكره فيهم وغير المكره ، مع قدرته على التمييز بينهم " ثم يقول : " بل لو كان فيهم قوم صالحون من خيار الناس ولم يمكن قتالهم إلا بقتل هؤلاء لقتلوا أيضا ، فإن الإئمة متفقون على أن الكفار لو تترسوا بمسلمين ، وخيف على المسلمين إذا لم يقاتلوا فإنه يجوز أن نرميهم ونقصد الكفار ولو لم نخف على المسلمين جاز رمي أولئك المسلمين أيضا في أحد قولي العلماء ، وإذا كان الجهاد واجبا وإن قتل من المسلمين ما شاء الله فقتل من يقتل في صفهم من المسلمين لحاجة الجهاد ليس أعظم من هذا .وذلك ان مصلحة الجهاد قائمة على نهكة النفوس وإهراق الدماء في سبيل الله تبارك وتعالى ، فلا تُفوّت المصلحة بمثل هذه المفسدة المتوهمة " ..

وهذا الإمام النووي رحمه الله تعالى يقول أيضا : " لو تترس الكفار بمسلمين من الأسارى وغيرهم ، نُظِر ، إن لم تدعُ ضرورة إلى رميهم واحتمل الإعراض عنهم لم يجز رميهم " وهذا على خلاف كما تقدم معنا بين العلماء ثم يقول :وإن دعت ضرورة إلى رميهم بأن تترّسوا بهم في حال التحام القتال وكانوا بحيث لو كففنا عنهم ظفروا بنا وكثرت نكايتهم فوجهان : أحدهما لا يجوز الرمي إذا لم يمكن ضرب الكفار إلا بضرب مسلم ، والثاني : وهو الصحيح المنصوص- أي نص الإمام الشافعي رحمه الله – وبه قطع العراقيون-يعني من أصحاب الإمام الشافعي- وبه يقطع العراقيون في هذه الأيام ومعهم إخوانهم المهاجرون جواز الرمي على قصد قتال المشركين ونتوقّى المسلمين بحسب الإمكان لأن مفسدة الإعراض أكثر من مفسدة الإقدام ولا يبعد احتمال قتل طائفة للدفع عن بيضة الإسلام ومراعاةً للأمور الكليّة.

وهذا الإمام القرطبيّ رحمه الله تعالى يقول أيضا: قلت قد يجوز قتل التّرس ولا يكون فيه اختلاف إن شاء الله وذلك إذا كانت المصلحة ضرورية كليّة، فمعنى كونها ضرورية أنه لا يحصل الوصول إلى الكفار إلا بقتل التّرس ، ومعنى أنها كليّة قطعيّة أنها عامّة لكل الأمة حتى يحصل من قتل التّرس مصلحة كل المسلمين ، ومعنى كونها قطعيّة أن تلك المصلحة حاصلة من قتل التّرس قطعا وهذا الذي نعيشه هذه الأيام فالعدوّ يتخلّلنا وربما لا نخلص إليه إلا بوطء بعض أهل الإسلام لكنّ في ذلك مصلحة كليّة قطعيّة لأهل الإسلام لأن أمريكا لو استمكن لها الأمر لوطأت أهل الإسلام في كل بقاع الأرض ولخنقت أهل الإسلام في كل مكان . قال القرطبيّ : قال علماؤنا : وهذه المصلحة بهذه القيود لا ينبغي أن يختلف في اعتبارها ولا يتأتّى لعاقل أن يقول: لا يقتل التّرس في هذه الصورة بوجه لأنه يلزم منه ذها ب التّرس والإسلام والمسلمين لكن لما كانت هذه المصلحة غير خالية من المفسدة نفرت منها نفس من لم يمعن النظر فيها، فإن تلك المفسدة بالنسبة إلى ما يحصل منها عدم أي كالعدم وهذا لأن هذه الدنيا ليست فيها مصلحة خالصة ولا شرّ محض بل تختلط الأمور وتتمازج والشرع جاء بإعتبار أعلى المصلحتين ودفع أكبرالمفسدتين .

وقال الإمام المرغمانيّ ايضا رحمه الله: ولابأس برميهم وإن كان فيهم مسلمٌ أسيرٌ أو تاجر لأن في الرمي دفع الضرر العام بالذب عن بيضة الإسلام و قتل الأسير و التاجر ضرر خاص ولأنه قلما يخلو حصن من مسلم فلو امتنع بإعتباره لانسدّ باب الجهاد وإن تترسوا بصبيان المسلمين أو بالأسارى لم يَكفوا عن رميهم لِمَا بيّنا -ويقصدون بالرمي الكفار -

وللجصّاص رحمه الله كلام طويل نذكر بعضه -لترى الفرق الواضح بين علماء السلف وبين مهرجي العصر الحاضر من شيوخ الفضائيات وغيرهم من أصحاب الوجوه النخرة والأقلام المأجوره - قال رحمه الله: باب رمي حصون المشركين وفيهم أطفال المسلمين وأسراهم ، قال ابو حنيفه و ابو يوسف وزفر ومحمد والثوري : لا بأس برمي حصون المشركين وإن كان فيهم أسارى وأطفال من المسلمين ولا بأس بأن يحرقوا الحصون ويقصدوا به المشركين وكذالك إن تترس الكفار بأطفال المسلمين رُمي المشركون وإن اصابوا أحدا من المسلمين في ذالك فلا دية ولا كفاره .

ومثل ذالك ايضا أن شرعنا قد جاء بتحريم قتل النساء وأطفال المشركين وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذالك كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهم جميعا ومع ذالك فإذا تترس بهم الكفار ولم يكن يُخلص إليهم إلا بوطء الذرية والأطفال فإننا لانمتنع عن ذالك وقد رَوى الإمام ابو داود في المراسيل عن طاووس أن النبي صلى الله عليهم وسلم رَمَى بالمنجنيق على أهل الطائف والمنجنيق لايفرق بين صغير وكبير ولذلك قال الإمام الشافعي رحمه الله :فإن قال قائل كيف أجَزت الرمي بالمنجنيق وبالنار على جماعة المشركين وفيهم الولدان والنساء وهو منهي عن قتلهم قيل أجزنا بـأن النبي صلى الله عليه وسلم شَنّ الغارة على بني المصطلق غارّين وأمر بالبيات وبالتحريق والعلم يُحيط أن فيهم الولدان والنساء وذالك أن الدار دار شرك غير ممنوعة وإنما نَهى أن تُقصد النساء والولدان بالقتل إذا كان قاتلهم يعرفهم بِأعيانهم.

ومثل ذالك ماقاله الشافعي ايضا رحمه الله في كتاب الأم: وإن كان في الدار أسارى من المسلمين أو تجار مُستأمنون كَرِهت النصب عليهم لِما يعمّ من التحريق والتغريق ومااشبهه غير محرم له تحريما بينا وذالك أن الدار إذا كانت مباحة فلا [يبين] بأن تحرم بأن يكون فيها مُسلم يحرم دمه وإنما كَرهت ذالك احتياطا ولأن مباحا لنا لو لم يكن فيها مسلم أن نجاوزها فلا نقاتلها، ولذالك أجاز أئمتنا رحمهم الله تعالى مسألة التبييت وهي ثابته في الصحيحين عن سعد بن جَثّامة رضي الله عنهما جميعا أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب النساءوالذراري و الذرية فقال النبي صلى الله عليه وسلم هم منهم،هم منهم، ولذالك قال أحمد رحمه الله لابأس بالبيات وهل غزو الروم إلا البيات، قال ولا نعلم أحد كره بيات العدو قال الإمام ابن قدامة رحمه الله فإن قيل فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والذريه قلنا هذا محمول على التعمد لقتلهم قال أحمد أما أن يتعمد قتلهم فلا .

والمقصود أن هؤلاء يحرم القصد إلى قتالهم لكن الشرع مع ذالك اعتبر ظروف الحرب ومعطياتها فأجاز قتلهم تبعا إذا لم يقصد إلى ذالك وهنا قد يقول قائل و يتعلل بشبهة وهي قوله تعالى (لو تزينوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً اليماً ) فيقول إن الله تبارك وتعالى صَدّ المسلمين عن مكة حِفظاً وصَونا لدماء الغيّب غير المعروفين المجهولين من أهل الإسلام في مكة الذين كانوا يكتمون إيمانهم فنقول كما قال الإمام الجصاص رحمه الله تعالى أما أحتجاج من يحتج بقوله ( ولولا رجال مؤمنون ) في منع رمي الكفار لأجل من فيهم من المسلمين فإن الآية لا دلالة فيه على موضوع الخلاف وذلك لأن أكثر ما فيها أن الله كفّ المسلمين عنهم لأنه كان فيهم قوم مسلمون لم يأمن أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- لو دخلوا مكة بالسيف أن يصيبوهم وذلك إنما يدلّ على إباحة ترك رميهم والإقدام عليهم فلا دلالة على حظر الإقدام عليهم مع العلم بأن فيهم مسلمين لأنه جائز أن نبيح الكفّ عنهم لأجل المسلمين وجائز أيضا إباحة الإقدام على وجه التخيير، فإذن لا دلالة فيها على حظر الإقدام وهذا الأمر يعتضد بأمرين أيضا:

الأمر الأول: أن هذا الأمر كان في قتال الطلب لا في قتال الدفع... كان في قتال الطلب لا في قتال الدفع وقتال الدفع لا يشترط فيه شيء من الشروط التي تشترط في قتال الطلب والأمر فيه أشد والفرض فيه آكد والوجوب يعمّ الأمة كلها ولا رخصة في التخلّف عنه.

والأمر الثاني: أن الله تعالى قد أهلك الجيش في الحديث الذي أشرنا إليه سالفا وهذا يبيّن أن هذا الفعل ليس بظلم لأنه لو كان ظلما لتنزه الله سبحانه وتعالى عنه فإن الله لا يظلم ولا يأمر بالفحشاء تبارك وتعالى فلو كان هذا الأمر فاحشة أو ظلما لما فعله الله تبارك وتعالى فإذ فعله فإن ذلك بيّنة على جواز الإقدام، ثم قد تكون المصلحة في الإحجام أحيانا.

ونقول ثالثا: ومع ذلك فنحن نتحرّى ونحتاط ونتخيّر...وكم من عمليّة ألغيت وفكرة طرحت وخطة[ أقفلت ] حفظا لدماء أهل الإسلام ...كما وأننا نتخيّر الوقت ونتحيّن الزمان الذي تخلو فيه الشوارع من المارّة ويقلّ الذاهبون والآيبون .

ومع ذلك فنحن نقول رابعا: حربنا ليست حرب مواجهة ولا تمايز بيننا وبين العدو بل هو بين ظهرانينا ويتخلّلنا ونتخلّله وقواعدهم مدسوسة بين البيوت وفي وسط الأحياء ومراكزهم منتشرة بين الأهالي.

خامسا: نقول هناك تكتيم وتعتيم هائل على حقيقة الخسائر وحجم الدمار وشدة النكاية وعظيم الإثخان الذي يكرم الله به المجاهدين على أعدائهم وفي المقابل تنشر صور بعض الأطفال والنساء وتختزل الحقيقة ويطلى الصواب ، فمثلا : ضربة الحلّة على القاعدة البولندية أثخنت فيهم أيّما إثخان وأحيطت العملية بتكتيم وتعتيم ومنعت الشرطة من الوصول إلى ..أو الدنوّ من المنطقة وقتل منهم أكثر من مائتي جندي مع أن هؤلاء الذين قتلوا ممن هم حول القاعدة من الرافضة، من الرافضة الذين كانوا يمدّونهم بالخمر والذين كان الجنود يبيتون في بيوتهم في الليل ثم يخرجون في النهار ءامنين غير مروّعين والرافضة لهم حديث طويل سيأتي بعد قليل إن شاء الله.

سادسا: نحن نتحرّى الأهداف وندرس المعطيات ونستوثق من المعلومات ولكن المعنى في بطن الشاعر، فضربة فندق الشاهين مثلا كانت للمخابرات ، وللعلم فأكثر الفنادق الفخمة محجوزة بالكامل لجيش الموساد والcia وأصحاب الشركات العملاقة الذين أقبلوا ليظفروا بحصّة في كعكة العراق، وكذلك ضربة القصر الجمهوري كانت لجيش العملاء والجواسيس الذين واطؤوا المحتل وركبوا في قافلة الكفر لذلك صرّحت الإدارة الأمريكية بعد الضربة بانهم خسروا الكثير من أصدقائهم ، وضربة الأمم المتّحدة كانت لجيش العملاء والمخبرين المتستّرين بلافتة الأمم المتحدة وعلى رأسهم سيرجيو ديميلو الذي اعمل مبضع الجراح في أندونيسيا ففصل عنها تيمور الشرقية ومكر بأهل الإسلام في البوسنة قبلا وجيء به بعد ذلك إلى هنا ليباشر عملية تقطيع أوصال البلاد في العراق فيسّر الله لنا فكنّا يد الحق الحاصدة بحمد الله ، وعلى هذا فقس أيّها السامع ونحن بحمد الله بيض الصنائع برءاء من البشائع التي تلصق بنا ظلما وزورا.

واذا كان لا بد من تمام البيان وإيضاح الصوره فلايسعنا هنا ان نسكت على الأفعى الرقطاء والعدو الماكر والخطر الداهم وأعني بذالك الرافضه وهنا نحتاج أن نقرر أمورا ...

اولاً :ـ الرسالة التي تناقلتها الأنباء وتحدثت عنها الدنيا وتحير الناس في أمرها هي صحيفة صادقة النسبة الى الأخ القائد ابي مصعب الزرقاوي حفظه الله ورعاه ولكن قد أعتراها بعض التحريف والتزيف فنحن لايمكن أن نقتل مسلماً سُنياً او أن نجترئ على حرمة بيت من بيوت الله ومعاذ الله أن نفعل هذا ولذالك فنحن نعلنها صيحة مدوية عاليه بأننا برءاء من دم الأخ المغدور ضامر ضاري ونحن نعلم أن أيدي الرافضة هي التي اغتالته وسنثأر له ولغيره من أهل الإسلام وليس من حق أحد كائن من كان أن يتنازل عن هذا الدم لأن القتل لم يكن لعداوة شخصيه ولكنه إفساد للبلاد والعباد وتقصّد لطائفة الإسلام السنية في العراق.

ثانياً: كما أننا لانقصد إلى حرب طائفيه كما يشاع ويذاع ومع إقرارنا بكفر الرافضه وأنهم عدو للإسلام وأهله فقد كنا في سعة من ترك قتالهم والإعراض عنهم والإشتغال بالعدو الصائل ولكن ماحيلتنا وهم الذين بادؤونا وحاربونا وأمتدت ذراع المكر منهم والغدر تحصد الدعاة الصادقين من أهل السنه و تصول على المجاهدين فتكاً وأسراً

ثالثاً :ـ ماأشبه الليلة بالبارحه فقديماً تعرضت الأمة لهزة عنيفه ومخاض صعب فأختلطت عليها السبل والتبست عليها الدروب ووقعت في حيص بيص حين قدمت جيوش التتار كالجراد المنتشر تسفك الدماء وتَلِغو في الأعراض وتستبيح الحرمات وهم مع ذالك يستظلون بظل كلمة التوحيد ويستعلنون بالأنتساب الى الملة الغراء، فوقف العلماء وتزمزموا واظلم نهارهم فكيف يُقَاتََلون وهم يقولون لا إله إلا الله ؟ وهل يسعنا تركهم وهم ماضون في اجتثاث حضارة الأمة ودينهامن الأساس حتى قيّض الله لهذا الظلام قمراً منيرا فجلى الأمر وكشف الله به الغمه فأفتى بوجوب قتال هؤلاء القوم ..وأعني به شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في رسالته المشهوره في (( كفر من بدَّل شرائع الله تبارك وتعالى)) فجلَّى الله به ظلمة الشك وأزال به محنة التردد وحسمت الأمة خيارها فأقبلت على عدوها المخاتل فأحاطت به وردت عاديته وقلمت اظفاره وكسرت أنيابه وتحطمت امواج الشر على صخرةالأمة وانزاح الظلام الذي أقبل على الأمة .

وها نحن اليوم نعيش المحنة نفسها وأمواج الرفض العاتية تكاد تغرق الأمة بطوفانها الهادر وهي تستتر بثوب الإسلام وتستظل كذباً بظل كلمة التوحيد والمحنه هي هي والتاريخ يعيد نفسه فما [ الجبيل عن المحسل وهذيكها المرجل].

سابعاً:ـ قال شيخ الإسلام رحمه الله في فتياه السابقة التي اشرنا اليها يجب قتال هؤلاء التتار الذين يقدمون إلى الشام مرة بعد مرة وإن تكلموا بالشهادتين وانتسبوا إلى الإسلام فيجب قتلهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإتفاق أئمة المسلمين وهذا مبني على أصلين:

أحدهما :ـ المعرفة بحالهم .

والثاني :ـ معرفة حكم الله فيهم وفي أمثالهم .

أما معرفه أحوالهم فإن هؤلاء كما أشار رحمه الله في حديثه الطويل كانوا يتحاكمون إلى غير شريعة الله تبارك وتعالى وإن كان معهم قضاة وأئمة ومؤذنين لكن أحتكامهم لم يكن إلى الشريعة وكانوا ممتنيعين عن كثير من شرائع الإسلام وهؤلاء حكم الله وجوب قتالهم. قال رحمه الله أيما طائفة أنتسبت إلى الإسلام وأمتنعت من بعض شرائعه الظاهرة المتواتره فإنه يجب جهادها بإتفاق المسلمين حتى يكون الدين كله لله كما قاتل ابو بكر رضي الله عنه طائفة الرده ولذلك قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ناقلاً عن الإمام ابن تيميه : وقال ابو العباس ايضا في الكلام على كفر مانع الزكاة: والصحابة رضي الله عنهم لم يقولوا أنت مقر بوجوبها أو جاحد لها هذا لم يُعهد عن الخلفاء والصحابه رضي الله عنهم بل قد قال الصديق لعمر رضي الله عنهما والله لو منعوني عِقالاً أو عَناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها فجعل المُبيح للقتال مجرد المنع لا جحد الوجوب، وقد رُوي أن طائفة منهم كانوا يقرون بالوجوب لكن بخلوا بها ومع هذا فسيرة الخلفاء فيهم جميعهم سيرة واحده وهي قتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم و غنيمة أموالهم والشهادة على قتلاهم بالنار وسموهم جميعهم أهل الرده وكان من أعظم فضائل الصديق رضي الله عنه عندهم أن ثبته الله عند قتالهم ولم يتوقف كما توقف غيره فناظرهم فرجعوا إلى قوله وأما قتال المقرين بنبوة مسيلمة فهؤلاء لم يقع بينهم نزاع في قتالهم . انتهى كلامه رحمه الله .

وهؤلا ء طائفة ممتنعة عن أكثر شرائع الإسلام وهم طائفة رده وكفر وشرك لا يشك في هذا أحد وكلام أئمتنا في ذالك طويل كثير منتشر ووالله ثم والله لو بُعث في هؤلاء ابو جهل لقال لهم اتقوا الله ماهذا الشرك الذي أنتم فيه وهؤلاء القوم وكما يسميهم أهل البلاد هنا الشروقيه أناس يعجب الإنسان منهم فلا خلق الإسلام ولا أدابه ولاأحكامه ولا شرائعه ولا مروءة العرب ولا نخوته ولا حفظ الذمة عند العربي والمروءة والنخوة ولا طبائع البشر ولا أخلاق الإنسان فهم طائفة كالبهائم أو دون ذالك بكثير وهؤلاء كما قلت طائفة ردة ومروق من الملة لا يشك في هذا إنسان خبر حالهم.

ونحن عندما نتحدث عن التشيع نتحدث هنا عن التشيع الذي جعل من حب أهل البيت قضية صارت هي الدين البديل عن الدين السابق بالتنزيل. هو التشيع الذي فرق بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ثم فرق بين الأصحاب فجعلهم قسمين:

قسم كَفّرَه ونبذه وهم الصحابه رضي الله عنهم وقسما قَدّسَه وعبده وهم أهل البيت ثم فرق بين أهل البيت أنفسهم فشطب على أزواجه صلى الله عليه وسلم بالجمله حتى إذا أخرجهن من بيتهن وأستراح من ضجيجهن كرّ على الباقين فشطرهم نصفين علويين وعباسين وبعد أن كفر بالعباسين رجع ليتفرغ للعلويين ويجعلهم فاطميين وحنفيين وبدويين وآخرين ثم لم يكتفي بهذا حتى فرق بين الفاطميين فصيرهم حسنين وحسينين ثم لم تزل عملية التقسيم والتهشيم لَعباً بالدين وتنفيساً عن حقد دفين حتى كفر بالحسنيين جميعاً سوى تسعة رهطٍ واحد منهم موهوم معدوم.

ترى هل اكتفى أو اشتفى؟ كلا ..لقد سلّ خنجر حقده ليمزّق ثلاث بنات لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- طاهرات نيّرات وهو ينفث سمّه ويقول : لسن بناته إنهن ربائبه من زوجته الأولى أخرجوهن مأزورات غير مأجورات. فماذا بقي من أهل البيت؟

نقصد بالتشيّع : التشيّع الذي يردّ أحاديث النبي-صلى الله عليه وسلم- جميعا ويكفر بها جملة وتفصيلا بحجة أنها جاءت من طريق أصحابه وهم في عرفه مرتدون ناكثون مارقون، ويستبدل بها روايات منحولة وأقاويل وتهاويل مخبولة منسوبة زورا إلى سيدنا جعفر بن محمد-رحمه الله- هو منها بريء.

إنه تشيّع بلا كتاب ولا سنة ولا اصحاب. التشيّع الذي يكفّر أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- ويقول عنهم أنهم زمرة طامعون لا هم لهم إلا البطن والفرج والكرسيّ.

التشيّع الذي يكره العرب وينسب إليهم كل نقيصة ورذيلة ولا يشعر بالانتماء إلى أمة العرب العظيمة التي اختارها الله تعالى لحمل دينه وإيصال رسالته إلى العالم أجمعين .

التشيّع الذي يقول : إن عمر الفاروق –رضي الله عنه- الذي أذلّ كسرى وكسر أنف كبريائهم مأبون ينكح في دبره والعياذ بالله وإن أمه هي [ صهاة الزارية] وإن عليا –رضي الله عنه- زنى بأخته في بيته وقد بات عنده تحت ذريعة المتعة ولذلك حرّمها عمر –رضي الله عنه- ويقول إن خال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- سعد بن أبي وقّاص-رضي الله عنه- مبيد الأكاسرة وفاتح العراق نتن ابن سفاح بل بنو زهرة أخوال النبي-صلى الله عليه وسلم- جميعا كذلك وإن عمرو بن العاص رضي الله عنه فاتح فلسطين ومحرّر مصر ابن زنا كذلك وعبدالله بن الزبير ابن أسماء ذات النطاقين وبطلة الهجرة أمير المؤمنين وخليفة المسلمين ابن متعة.

التشيّع الذي يجعل من الصديق والفاروق-رضي الله عنهما-وزيري رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مغتصبين لمنصب الخلافة ومن علي-رضي الله عنه- رجلا ساكتا عن الحق راضيا بالاغتصاب بل لا يغار-وحاشاه-على دينه وعرضه وماله .

التشيّع الذي يطعن في زوجات الرسول-صلى الله عليه وسلم-ويلمزهن بالكفر والفاحشة ويرميهن بالبهتان .

التشيّع الذي يشيع الإباحية والزنا تحت ستار المتعة.

التشيّع الذي لا يعترف بعلمائنا وفقهائنا العظام ويطعن في الأئمة الأربعة وغيرهم من الشيوخ والأكابر.

التشيّع الذي يجعل من أتباعه أينما حلّوا جالية إيرانية مرتبطة فكرا وسلوكا وشعارا وشعورا بإيران، لا يصومون ولا يفطرون ولا يعيّدون إلا معها ولا يوقتون إلا بتوقيتها.

التشيّع الذي لا يستقيم عنده ولاء إلا ببراء أي ما لم تتبرأ من عمر-رضي الله عنه-فلست من أحباب علي-رضي الله عنه-ولو أقسمت له برب السبع السباق فأشفعته بالطلاق والعتاق على أنك تحب عليا-رضي الله عنه-فإنك مجرم تستحق القتل ويباح مالك: ألست تحب عمر؟!!!

التشيّع الذي يقدّس الأحجار والأشجار والأفكار والنار باسم أهل البيت. التشيّع الذي جعل من مراقد الأولياء ومشاهد الأصفياء ومواسم زياراتهم فرصا لا تعوّض من أجل اصطياد الأموال والعبث بالعقول والأعراض.

التشيّع الذي يوجب الكذب ويدين بالنفاق والخداع تحت لافتة التقية، يقول لك بلسانه: ليس بيننا من فرق،إنما هي فروع فقهية واختلافات مذهبيّة وقلبه يسبّح بلعنك وينبض قائلا: متى تحين الفرصة؟

التشيّع الذي يجعل من قم المدنّسة مهوى لأفئدة المسلمين ويسمّيها مقدّسة ويستهين بالكعبة أشرف البقاع وأقدسها.

التشيّع الذي[ يعفّن] المساجد ويعمّر المراقد والمشاهد ويجعل منها ومن بيوت عبادته مساجد ضرار وتفريق بين المؤمنين وزوايا إرصاد.

عن مثل هذا التشيّع نتحدث ، وهو التشيّع الذي نعيشه ونكتوي بناره في هذه الأيام.

سادسا: وهؤلاء القوم لهم تاريخ أسود بطانته الحقد وظهارته الفتك والتنكيل[ ولحمة سباه] الانحياز لصف أعداء الأمة على أهل الإسلام .

سابعا: الأفعى لا تنزع جلدها إلابمثله . لقد خاطب الله بني إسرائيل في زمن النبي-صلى الله عليه وسلم- فقرّعهم بذنوب ءابائهم وءاخذهم بما حصل في العهد الغابر وخاطبهم كأنهم هم المباشرون( وإذ قتلتم نفسا فادّارءتم فيها)، (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطّور) إلى غير ذلك من الآيات وذلك أنهم ورثوا الطباع والأخلاق والسّمت والسّيرة فلم يغيّروا ولم ينكروا ولم يتبرّأوا من صنيع من سبقهم وهكذا القول في حقّ هؤلاء القوم فهم هم .

ولا يغرّنك أخي المسلم حديث الوحدة ومجالس التقريب وندوات الإتحاد فكل ذلك ذرّ للرماد في العيون وإلا فما بال مطابعهم تطبع الكفر المستبين وتنشر دعوات الحقد الشّعوبي القديم ولِمَ لم يسقطوا رموز الزندقة وأئمة الضّلال وكيف نصدّق إنسانا يزعم الإسلام ثم هو يقدّس القائمين بالتحريف والتزييف للقران والتكفير لأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام.

والعجيب أن هذه الأمة لا زالت تصمّ أذنها عن شهادة التاريخ وتغمض عيونها عن تجارب الأعصر الخالية وما أسرع ما نسينا تجربة الشيخ مصطفى السباعي مع هؤلاء القوم، وقد سطّرها في مقدّمة كتابه السنّة النبويّة.. رسالة الدكتوراه وذكر فيها بعض ضروب الخداع وصور الكذب من هؤلاء في محاولاتهم المزعومة للتقريب .

ولِمَ نذهب بعيدا؟ فها هي مجلاتهم هنا تسبّ الشيخ القرضاوي وتذمّه وتتهمه بسوء النية وهو الذي انبطح أمامهم وفتح أبواب وقلوب الأمة على مصراعيها ليغتالها هؤلاء بشبههم وكفرهم وشركهم. لقد كان هؤلاء على مرّ التاريخ شوكة وعدوّا للإسلام وأهله ورحم الله شيخ الإسلام عندما قال: والرافضة شر الطوائف المنتسبة إلى القبلة وقد عرف العارفون بالإسلام أن الرافضة تميل مع أعداء الدين وقال عن النصيرية وهم إخوة الرافضة وبينهم نسب ورحم عقدي وسياسي في هذه الأيام قال: إذا أظهروا التوبة ففي قبولها منهم نزاع بين المسلمين ، فمن قبل توبتهم إذا التزموا شريعة الإسلام أقرّوهم عليها-أي على الشريعة- ومن لم يقبلها-وورثتهم من جنسهم- فإن مالهم يكون فيئا لبيت مال المسلمين . لكن هؤلاء إذا أخِذوا فإنهم يظهرون التوبة لأن أصل مذهبهم التقية والكتمان بأمرهم.

فالطريق في ذلك أن نحتاط في أمرهم فلا يتركون مجتمعين ولا يمكّنون من حمل السّلاح وأن يكون من المقاتلة ويلزمون شرائع الإسلام من الصلوات الخمس وقراءة القرآن ويترك بينهم من يعلّمهم دين الإسلام ويحال بينهم وبين معلّمهم ومن كان من أئمة ضلالتهم وأظهر التوبة أخرج عنهم وسيّر إلى بلاد المسلمين التي ليس لهم بها جذور فإما أن يهديه الله تعالى وإمّا ان يموت على نفاقه من غير مضرّة للمسلمين .

ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين و أهل الكتاب فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين والصديق وسائر الصحابة-رضي الله عنهم-بدأوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب ويجب على المسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب فلا يحلّ لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم.

ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر به الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر ما لا يعلمه إلا الله تعالى فإن المقصود إلا الله تعالى . نعم والله إن من يجاهدهم في هذه الأيام يقوم مقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويقوم مقام الصديق والصحابة رضي الله عنهم في فجر هذه الأمة بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام.

تاريخهم أسود وحقدهم على أهل الإسلام لا ينتهي ولنستعرض سريعا بعض صفحات المكر والكيد لهذه الأمة عبر تاريخهم الطويل :

يقول شيخ الإسلام رحمه الله : وهؤلاء الرافضة إن لم يكونوا شراً من الخوارج فليسوا دونهم ، فإن أولئك إنما كفروا عثمان وعليأً رضي الله عنهم جميعا ، والرافضة كفرت أبا بكر وعمر وعثمان وعامة المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وكفروا جماهير أمة محمد صلى الله عليه وسلم من المتقدمين والمتأخرين .. ثم يقول ولهذا يكفّرون أعلام الملة ويستحلون دماء من خرج عنهم ويسمون مذهبهم مذهب الجمهور ويرون أن كفرهم أغلظ من كفر اليهود والنصارى ولهذا السبب يعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين كما عاونوا التتار على المسلمين وكانوا من أعظم الأسباب في خروج جنكيز خان ملك الكفار الى بلاد الاسلام وفي قدوم هولاكو الى بلاد العراق وفي اخذ حلب ونهب الصالحية وغير ذلك بخبثهم ومكرهم .. وبهذا السبب نهبوا عسكر المسلمين لما مروا عليهم وقت انصرافه الى مصر في النوبة الاولى .. وبهذا السبب يقطعون الطرقات على المسلمين .. وبهذا السبب ظهر فيهم من معاونة التتار والافرنج على المسلمين والكآبة الشديدة لانتصار الاسلام ما ظهر.. وكذلك لما فتح المسلمون الساحل عكة وغيرها ظهر فيهم من الانتصار للنصارى وتقديمهم على المسلمين ما قد سمعه الناس منهم.

وكل هذا الذي وصفت بعض امورهم والا فالامر أعظم من ذلك فهم أشد ضرراً على الدين وأهله وأبعد عن شرائع الاسلام من الخوارج الحرورية ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة فليس في الطوائف المنتسبة للقبلة أكثر كذباً . ولا أكثر تصديقاً للكذب وتكذيباً للصدق منهم لا سيما النفاق فيهم أظهر منه في سائر الناس .وكل من جربهم يعرف اشتمالهم على هذه الخصال .... انتهى كلامه رحمه الله

وقد ابتلي المسلمون حين ضعف أمر الخلافة بطائفة من الشيعة وهم البويهيون حيث استطاعوا أن يسيطروا على مقاليد الحكم في بغداد وأن يهينوا الخلفاء العباسيين الذين ليس بيدهم من الأمور شيء.

وقد أراد البويهيون نزع الخلافة من العباسيين وإعطائها لإخوتهم العبيديين بزعمهم أنهم من آل البيت وهم مرتدون باطنية كفار ونسبتهم إلى آل البيت كذب بإجماع العلماء ثم عدلوا عن ذلك بعد ذلك .

وقد لاقى أهل السنة في عهد بني بويه الكثير من المآسي والنكبات فكانت لا تمر سنة واحدة إلا ويحدث بين الرافضة وأهل السنة كثير من المصادمات والفتن حيث كان الرافضة من يوم عاشوراء من كل عام يفعلون بدعتهم الشنعاء ويغلقون الأسواق وتخرج نسائهم حاسرات سافرات نائحات على الحسين ويلطمن وجوههن ويكتبون على أبواب المساجد لعنة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وكتبوا أيضاً: ولعن الله من غصب فاطمة حقهاو يقصدون بذلك أبا بكر رضي الله عنه وكانوا يلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم والحكام البويهيون يأمرون بذلك ويذودون عن أخوتهم الرافضة.

هذا تأريخهم كانوا ولا يزالون على هذا. ومما يؤسف له حقاً أن هذه الدول أو اكثرها الدول الرافضية الباطنية التي قامت في تأريخ الإسلام قامت على أكتاف السنة الأغرار منهم والأغمار ولو أن هؤلاء لم يساعدوا عل قيامها أو لو أنهم قاوموها لانهارت بأقرب فرصة.

ولكن غفلة عوام السنة تجعلهم ألعوبة بيد أعدائهم يضربونهم بأنفسهم ويقيمون العروش على أكتافهم . قبائل [كتان] لم تكن شيعية أو اسماعيلية قبل أن يتلاعب بهم أبو عبد الله الشيعي ،وهم الذين أقاموا الدولة العبيدية. والبويهيون حكموا بغداد عاصمة الخلافة وكان من العلماء والوزراء السنة من يعمل معهم ويساعدهم .

وفي أثناء حكم هؤلاء الشيعة الروافض اشرأبت أعناق اليهود والنصارى وقويت شوكتهم وصاروا أكابر بعد أن كانوا صاغرين. ووصل بعضهم إلى كراسي الوزارة وألحقوا بالمسلمين من المظالم ما الله به عليم، واستطاع الصليبيون في عهدهم الأسود أن يستولوا على بيت المقدس دون أن يبذل واليها من قبل العبيديين أدنى مقاومة إلى أن أكرم الله صلاح الدين فأزال هذه الدولة المسخ ، وقد اتخذ هؤلاء الباطنية أسلوب الاغتيالات لتنفيذ أهدافهم ومخططاتهم ، تماماً كما يفعلون في هذه الأيام فقتلوا الوزراء والملوك والعلماء في الأوقات الحرجة ، وتحالفوا مع أعداء الإسلام من الصليبيين والتتار فقتلوا الوزير نظام الملك الذي كان من خيار الوزراء وقتلوا ابنه الوزير فخر الملك وقتلوا الوزير أبا خالد السميرمي وزير السلاجقة وقتلوا صاحب حلب آق سنقر في مقصورة جامعها يوم الجمعة وقتلوا الخليفة العباسي المسترشد وقطعوه قطعاً وقتلوا أيضًا تاج الملوك وسلطان دمشق [ بوري بن سهتكين] والذي قتل من الباطنية خلقًا كثيراً وكان كثير الجهاد لا[ يفتر من قتل] الفرنج.

وقتلوا أمير الموصل ممدود الذي أبلى في جهاد الصليبيين بلاء حسناً وانتزع من أيديهم حصوناً كثيرة . وقد حاولوا اغتيال السلطان صلاح الدين الأيوبي غير مرة وجرحوه في إحدى المرات.وقتلوا من العلماء الكثير...

فممن قتلوا من العلماء :

القاضي عبد الواحد الروياني شيخ الشافعية قتلوه بجامع [الأب آمول] بطبرستان وقتلوا أبا المظفر الواعظ بالري .

وقتلوا القاضي أحمد بن نصر الهروي بهمزان وغيرهم وتحالفوا مع أعداء الإسلام في كل وقت وفي كل زمان وكانوا ولا يزالون خنجراً مسموماً استغله أعداء الإسلام من التتار والصليبيين واليهود .

ونتيجة لغفلة المسلمين وتهاون خلفاؤهم تمكن الرافضي الخـبيـث محمد بن العلقمي من الوصول الى وزارة الخليفة المستعصم بالله فكانت النتيجة لتلك الغفلة والثقة ان حل بالدولة الاسلامية والخلافة العباسية من الاجتياح الهمجي والاحتلال البربري من قبل هولاكو وجيشه من التتار المجرمين ما لم يحصل في التاريخ حيث قتل الخليفة وقتل من أهل بغداد ما يقدر في بعض الروايات بمليون وثمانمائة ألف قتيل فيهم من العلماء والحفاظ والفقهاء والامراء والاعيان الجمع الغفير .. كل ذلك كان بسبب ممالأة هذا الوزير الرافضي ومصانعته لهولاكو وقطعان التتار الهمج فكيف يُصدّق هؤلاء في دعوى التقارب وانهم يريدون الاتحاد مع أهل الاسلام ...

وهل يمكن أن يصدق عاقل بوش مثلا وهو يتحدث حديث الحمل الوديع عن الحرية والديمقراطية ورفاه الشعوب ويزور المركز الاسلامي ويمدح الاسلام في امريكا وهو من بَعدُ ينقلب جزاراً سفاكاً للدماء .. ونقول كما قيل في المثل .. لا تنظر الى دموع عينيه ولكن انظر الى صنع يديه ..

وهؤلاء بمحاولتهم المزعومة للتقارب همهم الحقيقي ان يتخذوا العلماء ستاراً وجسراً يعبرون عليه الى قلوب وضمائر العامة من أهل السنة الذين يغرهم ما يرونه من احترام متبادل بين علمائهم وهؤلاء القوم فتضعف مقاومتهم ويصبحون فريسة سهلة.

ان الذي يطالب الشيعي ان ينسى التاريخ وحوادث الماضي واهم وهو أشبه بمن يطالب النصراني ان ينسى قصة الصلب للمسيح عليه الصلاة والسلام .. فهل يبقى من المسيحية شيء بعد ذلك ؟!

وهكذا هل يظن عاقل انه يبقى من التشيع شيء اذا نُسيَت قضية كربلاء وقضية الخلافة؟؟!!

ثامنا: قال ابن حجر رحمه الله قديما: لو سكت الجاهل لارتفع كثير من الخلاف أو كما قال رحمه الله ، هذه العبارة تختصر كثيرا من علل الأمة في هذه الأوقات الصعبة. لقد سمعنا بذهول وأصغينا بألم إلى هجمة الاستنكار وفرسان التبرّأ من الفعلة القتلة –بزعمهم-والترحم على القتلى والبكاء على الموتى الذين قتلوا وهم يمارسون أبشع أنواع الشرك وأفظع أنواع الكفر بالله في حفل وثني لا مثيل له، غايته شحن القلوب بالحقد على أهل الإسلام وقديما قال الكليني: لولا عاشوراء لانمحى دين التشيّع . نعم فعاشوراء هي المحطّة التي تعبأ فيها جماهير الرافضة وتغذّى بالحقد وتجدّد لها الأحزان والآلام وهكذا دواليك كل عام.

ونحن لا نأسى هنا على إنكار علماء الفضائيّات وشيوخ الحلال والحلال الذين أذابوا ثوابت الملة وضيّعوا أصول الشريعة وباعوا الأمة بثمن بخس نقدهم إياه أئمة الضلال بسمة ً صفراء أو إجلالاً كاذبا أو إطراءً وتفخيما بأوسمة الاعتدال والابتذال وحسن الفهم وهو الفخ الذي يقع فيه بعض هؤلاء الناس وهم يتوهّمون أنهم يحسنون صنعا وهذه غفلة عن مناهج الأنبياء ودرب الصالحين وقد قال الله تعالى على لسان قوم صالح عليه الصلاة والسلام (قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا ) وهذا دأب الجاهلية: الطعن في الأنبياء والإزراء عليهم والتنقص لعقلهم ومنهاجهم و (إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ) فما بال جاهليتنا المعاصرة تكيل المدح لهؤلاء وترفع شأنهم وتعلي منارهم ؟ أتريد الجواب؟ : هاكه في قوله تعالى : ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ) .

لكننا نالم هنا لإنكار بعض من كانوا راية خير للأمة فيما مضى وهم أعرف الناس بخطط هؤلاء ومكرهم وخبثهم وكفرهم ومراغمتهم للأمة والملة ، كما أننا نأسى أكثر لسكوت علمائنا الأجلاء كيف يسلموننا لهذه الموجة العاتية فلا يكونون لنا درعا ولا يذبّون عن أعراضنا ويذودون عن حياضنا لا من أجلنا فنحن بحمد الله قد استبنا الرشد وعزمنا على الحق وتوكلنا على الله ...ووالله لو جعلوا الشمس في أيماننا والقمر في شمائلنا على أ ن ندع هذا الأمر ما تركناه حتى يظهره الله أو نهلك دونه. لكننا نستحثّهم أداء للأمانة وإبراء للذمّة وإعذارا إلى الأمة.

إننا نعجب من هؤلاء الذين يتباكون على طقوس الوثنيّة ويذبّون عن مظاهر الشرك الأكبر ويمهّدون لها مسارا في ضمير الأمة باسم الإسلام بزعم أن هؤلاء يقولون لا إله إلا الله ثم يكونون علينا كذئاب مفترسة نفشت في حظيرة أغنام بلا راع فيكفروننا ونحن لا نقول لا إله إلا الله فحسب ولكننا نقاتل من أجل لا إله إلا الله فسبحان الله ولله في خلقه شؤون .

تاسعا: بعض الصالحين يتوهمون أن المسلم لا يمكن أن يرتد شيعيا لأنهم يرون مجافاة التشيّع للعقل السليم ومجانبة الرفض للطبع السويّ والفطرة القويمة وهؤلاء يغفلون عن شهادة تاريخ البشرية على مرّ العصور وكرّ الدهور فلكل ساقطة لاقطة ولكل فكرة مهما كانت سمجة وبعيدة عن مناهج الصواب أتباعا وأنصارا، ألسنا نجد أناسا بلغوا القمر ثم تتسع عقولهم لإله دخل بطن امرأة وخرج من فرجها ثم صلب على خشبة بمسامير من حديد وله بكاء وعويل؟؟!!

أولست ترى أناسا صنعوا القنبلة النووية ثم هو تروث عليه البقرة فيتبرّك بروثها ويلعق ظلفها ويعدّها له إلها. وهذه الأمة الصينية ، عملاق يتململ وقوة صاعدة وحضارة ضاربة الجذور في أعماق التاريخ تعبد صنما لرجل هلك في غابر الزمن. ولعل بعضنا نسي أن كثيرا من قبائل الجنوب في العراق لم تتشيّع إلا قبل قرن أو نحو ذلك على أيدي دعاة المجوسية في غفلة من عين الرقيب ونوم لدعاة الحق وعلماء السنة والقصة تتكرر ، فهل نفيق قبل وقوع الكارثة؟؟

ومالنا نذهب بعيدا وإيران نفسها كانت سنية في غالبها عبر قرون متطاولة حتى إذا كان القرن العاشر تقريبا قفز الشاه الصفوي إلى سدّة الأمر وتسلط على مقاليد الحكم فأعمل في أهل السنة سيف الحقد فسفك دماءهم وغطت إيران سحابة قاتمة من ليل الشعوبية الحاقدة وعاش المسلمون هناك بأساء ولأواء أفضت بالبلاد إلى ما نراه في هذه الأيام.

وها نحن هذه الأيام تأكلنا الحسرة وتدمى قلوبنا ونحن نرى مظاهر التشيّع وصور الرفض تزحف على بغداد وتبسط جناحيها على هذه المدينة .

فيا أمة الأسلام وياعلماء الإسلام صيحة من الأعماق ادركوا بغداد .هاهم الصحابة رضي الله عنهم وأمنا عائشة رضي الله عنها وعرض نبينا صلى عليه وسلم يُسب علناً في بلد الخلافه وإلى الله المشتكى .

عاشراً :ـ يتوهم بعض الناس ويزعم من ينتسبون إلى التحليل السياسي أن امريكا فرحة مستبشرة بمجريات الأحداث و هي التي تحاول زعزعة الأمن وإشعال نار الفتنة وإثارة القلاقل وهذا وهم لانصيب له من الصحة فأمريكا هي التي تسعى جاهدة لإقامة حكومة عميلة وجيش وشُرّط بإغراء مالية وحوافز تشجيعية وهي التي تسابق الزمن قبل الموعد المضروب وذلك:

اولا ً:ـ حتى تتقي ضربات المجاهدين الموجعة وتوقف النزيف المتزايد في المال والرجال والعتاد وتعيدالهيبة والكرامة العسكرية المهانة وتسعى بهؤلاء العملاء ليكونوا درعاً واقياً وأحذية لتدوس أهل الإسلام بهم ولتقضي على [خبابة] الحياة المتبقية في الأمة.

ثانياً:ـ يحرص بوش على أن يمضي إلى الأنتخابات الرئاسية وقد أغلق ملف العراق وأتم إنجاز المهمة و أمّن لأمريكا حليباً مشوباً بالعسل يرشفونه هنياً من غير غصص ولا كدر ويعلم الجميع أن الموعد المضروب في حزيران لتسليم السلطة هو موعد غير منطقي وغير مستطاع ومقصوده الأول أن يكون ورقة إنتخابية بيد الرئيس الأمريكي .

حادي عشر :ـ يلحظ الناظر هنا إشارات مهمة تشي بما وراءها وتُنبئ عن الحقيقة المغيبة ومن ذالك أن الرافضة لهم فيالق وتنظيمات مسلحة ولهم أنظمة وسجون يزجون فيها بالبرءاء من أهل السنة كل ذالك تحت سمع الأمريكان وبصرهم أما السّني فالويل لأمه إذا وجد عنده مسدس أو بندقيه .

وهذا يُذكرنا بالقصة نفسها المكرورة في أماكن أخرى مثل لبنان وأعني حزب الله هذا الحزب الذي نفخ فيه لتفتن به الأمة وليقطع الطريق على الحركات السنية المجاهده التي بدأت تستقطب جماهير أمتنا لتبني بهم من جديد مجد الإسلام مرة أخرى وتُعلي صرح الدين.

وهاهنا إشارات سريعة :

أولا ً:ـ في مؤتمر الطائف في المملكة العربية السعودية قررت الفصائل اللبنانية نزع سلاح كل الفصائل إلا حزب الله ..فلماذا ؟؟!!!

ثانياً:ـ هذا الحزب يرتضع من ثدي إيران عبر سوريا الباطنية والجميع يعلم أن سوريا هي التي قصمت ظهر المقاومة الفلسطينة في لبنان نيابة عن إسرائيل وبمباركتها ومباركة امريكا فهل يعقل أن تسعى هي إلى ضرب إسرائيل والنكاية فيها !!

وأما إيران فلعل الجميع يذكر أن الخميني جاء ليستلم مقاليد الحكم في إيران وليقود الثورة على متن طائرة فرنسية هل تتصور الأمة لو أن الشيخ المجاهد أسامة بن لادن حفظه الله جاء ليستلم الحكم على متن طائرة امريكية ..فهل هذا يعقل ؟؟!!! وقد أثبتت إيران أنها أداة طيّعة للإدارة الأمريكية وأن ما يقال غير ما يجري في الحقيقة. في حرب امريكا لتحرير الكويت ولأحتلال العراق و كذالك في حرب افغانستان أثبتت أنها طوع الإدارة الأمريكية وأثبتت أنها لاتنطلق إلا من مصالحها الطائفية والفئوية الضيقة.

ثالثاً :ـ في اوائل التسعينات وبعد تحرير الكويت سئل الشيخ سفر ماذا تتوقع في المستقبل ؟ فكان مما ذكره أن اسرائيل ستنسحب من الجنوب... من الجنوب اللبناني وتقيم حزاماً امنياً شيعياً لحراستها وهذا بالضبط ماحصل وقد أمنت اسرائيل من تلك الناحية إلا مسرحيات فارغة هزلية لا اثر لها ولا نكاية وهو بالضبط ماتريد امريكا أن تصنعه هنا في العراق.

رابعاً:ـ الفصائل الفلسطينية في لبنان من حقها أن تتقاتل وتتصارع فيما بينها لكن لو فكر أحدهم أن يوجه بندقيتة إلى اسرائيل فسترميه الدنيا كلها الحكومة اللبنانية والسورية وغيرذالك من الفصائل .

خامساً:ـ هل هناك مقارنة او مقاربة بين النكاية التي حصلت من المنظمات الفلسطينية في غزة والضفة بالنكاية التي حصلت من حزب الله في جنوب لبنان فلماذا انسحبت من هنا وتمسكت هناك ؟؟ وإن كانت اسرائيل ربما تنسحب الآن من غزة بعد أن أعدت جند مخلصين ينبون عنها في تقليم اظافر الجهاد والمقاومة .

سادساً :ـ هذا الضجيج الأعلامي والطبل والزمر الذي سار لأجل الرهائن وصفقة الأسرى تمثيلية يُراد منها نفخ هؤلاء وأعلاء شأنهم ونحن هنا نكتوي بنار الحرب الضروس على الحركات السنية المجاهده وأما أولئك فشأنهم ما ترى أيها المسلم اللبيب نحن هنا لانتحدث عن تحليلات سياسية لكننا نتحدث عن واقعٍ نراه بميزان الشرع مستصحبين التجربه التاريخيه.

وفي الختام ...

فهذه رسالة مؤكدة إلى هؤلاء الرافضة أننا لن نسكت على القتل وسلب المساجد واغتصاب الأعراض وهتك الحرم وموالاة الكافر وبيننا وبينكم سيف الشرع ونحن نحن شجاعة وفروسية وإقداما وأنتم أنتم جُبناً وخَوراً وهَلعا ووالله الذي رفع السموات بغير عمد لننحرن كل رأس تخرج من جحرها ولنقطعن كل لسان يتطاول على عرض نبينا ويصول على صحبه الكرام ولنجدعن كل أنف تشتم للعدو خبرا ولنفقئن كل عين تتجسس و لنصلمن كل أذن تتحسس ولنتخطفنكم في الطرقات ولنمنعنكم لذيذ الرقاد والبيات ولنملأن نهاركم رعبا و لنجعلن ليلكم جحيما ونحن لكم بالمرصاد .

وأما أنت أمتنا الحبيبة فالله الله فالمؤامرة كبيرة والخطر داهم والمحنة ضروس والويل لنا إن خُذل الجهاد في العراق الويل لنا من الله والويل لنا من امريكا التي تحدّ سيوفهاوتتهيأ لتتغول على الأمة كلها وتخنق كل عرق خير و نبض حياة فيها لقد أكرمنا الله فوضعنا عصا في عجلة المؤامرة والكرة الآن في مرماك أيتها الأمة ...فهبي ولا تتقاعسي والله الموعد ونسأل الله بمنه وفضله أن يثبتنا على الخير و الهدى وأن يجعلنا سِلماً لأوليائه حَرباً على أعدائة وأن يحي أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأن يرد ضال أمتنا آمين آمين وصلى الله على النبي الأمين .



الشيخ أبي أنس الشامي رح

ابن الأمارات
01-03-06, 11:53 PM
جزاك الله خير أخي

رحم الله الشيخ أبوأنس الشامي

طلال العتيبي
02-03-06, 02:39 AM
جزاك الله خير

فالح الهاجري
02-03-06, 02:49 AM
جزاك الله خير وياليتك استخلصت الفوائد والاحكام

نحو النجاة
27-03-08, 02:36 PM
اللهم تقبل أبا حمزة المهاجر شهيدا عندك اللهم آته ما وعدت اللهم اغفر له وارحمه واخلف أمة محمد عليه الصلاة والسلام خيرا منه اللهم ارزقه النظر إلى وجهك الكريم وأنت راضي عنه غير غضبان اللهم زوجه الحور الحسان اللهم اسكنه الفردوس الأعلى واجمعه بالنبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا اللهم اجمعنا بهم والحقنا بهم غير خزايا ولا محرومين ولا مفتونين ..