المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انماط الاتصال في الحشرات


ابـــو وريـــف
13-06-12, 01:03 PM
أنماط الاتصال في الحشرات:
تتعدد أنماط الإتصال فى عالم الحشرات بصورة كبيرة ومتعددة ومتنوعة , منها:
1- لغة الصوت
2-لغة اللون
3- لغة الضوء
4-لغة الرائحة
5- الإشارة والحركة الملامسة.




1-لغة الصوت:
حيث أنه يوجد أنواع من الحشرات من مستقيمة الأجنحة ، وغشائية أجنحة، وثنائية الأجنحة يمكن أن تحدد مكان التزاوج عن طريق الصوت، وهذا الصوت يكون للجنس الأخر ، ويكون خاصا بكل نوع. وفي ثنائية الأجنحة مثل البعوض ، ينشأ الصوت عن ذبذبات أجنحة الأنثى ، وتتبع الذكور هذا الصوت بواسطة المستقبلات الموجودة على قرون الاستشعار، وعلى العكس من ذلك ...فالذي يصدر الصوت الجذاب هو الذكر في حالة مستقيمة الأجنحة وغشائية الأجنحة .
وللنطاطات ذات القرون الطويلة ، وصراصير الغيط محك ، يوجد على العرق الكبير في أحد الجناحين الإمامين وهذا يحك بواسطة حاكه توجد على حافة الجناح الآخر وبالإضافة إلى ذلك ، تقوم عدة أنواع من صرصور الغيط بالحفر في التربة التي "يعنون" فيها ، فتعمل الإنفاق المحفورة على تضخيم الصوت الشبيه بالصرير. ويوجد معنى أخر لإصدار الصوت في السيكادا. فالذكور تمتلك طبلة بطنيه والتي تتذبذب داخل حجرة للرنين ، تتكون من الصفحة الجانبية الخاصة بالصدر
الخلفي والزوج الأول من الحلقات البطنية ، ويقوم بجذب الطبلة عضلات كبيرة ، فتندفع الطبلة للداخل بقوة محدثه لصوت طقطقة , بسبب ارتخاء العضلة الشادة ، ويتضخم الصوت بواسطة غشاء براق يشبه المرآه يوجد إلى الخلف من الطبله ويمكن تنويع الصوت ، عن طريق تنظيم الفتحة المؤدية إلى غرفة الرنين، أسفل الصفيحة العلوية للصدر الخلفي. وكل نوع منها تصدر عنه أغاني تختلف عن الأغاني التي تصدرها الأنواع الأخرى الموجودة في منطقة معينه وفي زمن معين, وقد تنضم ذكور السيكادا التي تنتمي إلى نوع واحد إلى بعضها في مجموعات سفاد محلية ، ثم تشترك كل مجموعة في إصدار نداءات مشتركة. ومن الحشرات مالها القدرة على أحداث أصوات قد تكون وسيلتها للتفاهم او النداء الجنسي ويصدرها الذكر فقط أو يصدرها الجنسان معا.
وقد يتم أحداث الصوت (في الحشرات ) بصور شتى منها:
أ‌- القرع: كالحال في النمل الأبيض حيث تقرع الأرض برأسها فتحدث صوتا خافتا.
ب‌- الترتيب : بمعنى إمرار جزء من الجسم على جزء أخر ( كالربابة ) كالحال في ذكور صراصير الغيط حيث تكون حافة الجناح الأمامي الخلفية بمثابة "قوس" يمر على السطح السفلي للجناح الخلفي فينبعث صوت كالصفير معروف.
ت‌- وفي الجراد تحتك حافة الجناح الأمامية بنتوء مسنن على فخذ الرجل الخلفية.
ث‌- وفي حشرة فرقع لوز يحدث الصوت بحركة من الصدر الأمامي على الصدر الأوسط.
ج‌- وقد تهتز الأجنحة اهتزازا منظما وسريعا فيصدر عنها الصوت ( صوت ذبابة وبعوض)
ح‌- قد يحدث الصوت نتيجة لاهتزاز أغشية على البطن (السيكادا) من رتبة نصفية الأجنحة بل أن خروج الهواء مندفعا من القصبات الهوائية قد يحدث صفيرا خاصا كالحال في ملكات النحل عند طيرانها في "حفلة الزفاف"




2- لغة اللون:
يستخدم أنماط اللون عند الدقيقيات في الجذب نحو التلقيح، وهذه الأنماط اللونية تكون عادة خاصة ومحلية أو عاكسة للأشعة فوق البنفسجية, التي لا تحمل الكثير منها أي علاقة بالألوان المرئية، و تمتص إناث حشرة بشدة الأشعة فوق البنفسجية ، ولكنها تطرد الذكور الأخرى بإصدار لعلامات ، هي عبارة عن ومضات ضوئية .




3- لغة الضوء:
حيث تصدرها بعض أنواع الحشرات الليلية أذ يتحدد مكان التزاوج بواسطة ومضات من الضوء تصدر عن أجزاء الضوء البطنية ويشمل نوعيين من الاستراتيجيات:
أ‌- تصدر الإناث موجات واسعة من الإشارات الضوئية الخاصة بها والتي تجذب الذكور إليها.
ب‌-يطير الذكر نحو الوميض ذى الطراز الخاص بنوعه ، وعندما تكون الأنثى المستقبلة قريبة منه فأنها تعاود أصدار الوميض
ولكل نوع من الأنواع إشاراتها المميزة الخاصة بها ، وكذلك لون وشكل عضو أصدار الضوء، وارتفاع الطيران الذي تطير عليه لعزل النوع ؛ ليقوم بالتزاوج بالشكل الخاص به. وبعض ذكور الأنواع الاستوائية تتجمع فوق الأشجار وتصدر أضواء متزامنة مع بعضها. والإضاءة الحيوية تفيد في عدة أغراض :
تستخدم يقينا في تعرف الأجناس بعضها على البعض الأخر إذيتبادل الذكر مع الأنثى إشارات ضوئية، وهى سبيلهما إلى تلاق .
يفيد الضوء الحيوي في حماية الحيوان الذي يتسلح به . فقد يتسلط الضوء علىعدو مهاجم ، فيلهيه ريثما يكتسب فرصة من الوقت تسمح له بالفرار .
قد تستخدم الإضاءة الحيوية - على العكس - كوسيلة لاجتذاب الفريسة ، أو البحثعن الطعام (وهذه الخاصية تشيع في أسماك الأعماق في البحار أكثر مما تشيع فيالحشرات)

ويتركب العضو المضيء - كما يرى في حشرة من جنس Photinus من طبقة خارجية مولدة للضوء، ومن طبقة عاكسة داخلية ويغطى العضو بطبقة من الجليد (الكيوتيكل) التي تغطى بقية الجسم ، وان كانهذا الغطاء في هذا الموضع من عضو الضوء يكون شفافا والطبقة المولدة للضوء شفافةأيضاً ..
أما قوة الإضاءة الحيوية فتختلف درجتها من 50/1 - 40/1شمعة ، كما يختلف لون الإضاءة أيضاً ، ولكنها لا تختلف عن الضوء الطبيعي إلا من حيثالقوة ومن حيث التأثير الطيفي لأنها لا تحتوى على الأشعة تحت الحمراء أو الفوقبنفسجية أو الأشعة القادرة على اختراق الأشياء المعتمة (الأشعة النافذة) وتنتجالإضاءة عن أكسدة مادة كيماوية تعرف باسم "ليوسفرين "Luciferin ويساعد على هذاالتفاعل إنزيم يسمى "ليوسيفراز "Luciferase وتخزن هذه المادة الناتجة من هذاالتفاعل على هيئة حبيبات تتحول إلى مواد ابسط منها عند الإضاءة. أما آلية الإضاءةنفسها فغير معروفة.ومن الطريف أن المادة المضيئة إذا خلطت بإنزيم من نوع مخالف فانالتفاعل لا يتم . والحرارة التي تصاحب عملية الإضاءة طفيفة جدا قد لا تتعدى 0.001درجة مئوية . أو بمعنى آخر إن جراما واحدا من مادة الليوسيفرين ينتج أثناء تأكسدهحرارة تقل عن عشرة سعرات أثناء الإضاءة المصاحبة للأكسدة.



4- لغة الرائحة:
فبعض الحشرات النهارية تستخدم إشارات غير مرئية للغزل؛ ففي بعض الفراشات، تبدو الفراشة العذراء وكأنها في حالة نداء وتنطلق من غددها الخارجية الموجودة عند القمة البطن رائحة جاذبة جنسيا للجنس أو الفيرمونات وتنتشر هذه الرائحة في البيئة. الفيرمونات تكون دائما خاصة، ويستشعرها الذكر بواسطة المستقبلات الموجودة على قرني الاستشعار وذلك عند الطيران هذا الذكر عكس اتجاه الريح في سلوك للبحث عن الأنثى.

وقد تختلف أنواع المواد الكيميائية التي تفرزها الحشرات على حسب الغرض منها وهي كالتالي:
أ‌- مواد الاثر.
ب‌- مواد الانذار.
ت‌- جاذبات الجنس.
أ- مواد الاثر:
لقدتبينأن»موادالأثر«تستخدمفيالحقيقةفيعديدمنالأغراض فيمملكةالنملفهيقدتستخدمفيزيادةنشاطالشغالاتودفعهاإل ىمزيدمنالعمل،كماإنهاقدتستخدمفيهدايةالشغالاتإلىمواق عمناسبةلبناءعشجديد،ولكنفائدتهاالرئيسيةالغالبةهيإرش اد
مجموعاتالشغالاتإلىمواقعالغذاء.

وقد أجريت التجارب الخاصة بمواد الأثر على نوع خاص من النمل يعرف باسم …نمل النار وتبين من هذه التجارب أن هذه المواد تفرز بواسطة غدة خاصة تتصل بإبرة اللدغ الموجودة بمؤخرة النملة ، وعندما تريد هذه النملة أن تضع مواد الأثر على الأرض فهي تفعل ذلك عادة بأن تلمس الأرض بإبرتها الخلفية أثناء سيرها ، وهي تفعل ذلك على فترات متقطعة بحيث تضع كل مرة قدرا ضيئلا من مادة الأثر ، وينتج عن ذلك أن
الإفراز الذي تضعه النملة على الأرض لا يكون على هيئة خط مستمر ، بل يأخذ هيئة الخط متقطع ، ويشبه تصرف النملة هذا ما يقوم به قلم التحبير.
لقد أثبتت الدراسات التي أجريت في هذا اﻟﻤﺠال أن هذا يحدث عادة عندما تعثر إحدى الشغالات على الغذاء أثناء تجوالها ، فهي عندما تعثر مثلا على حشرة ميتة أو أي شيء آخر يصلح غذاء لأبناء جنسها ، تتناول منه قدرا كافيا ثم تبدأ في العودة إلى مكان تجمع النمل أو إلى ا لمستعمرة لكي تخطر بقية الأفراد بوجود وفرة من الغذاء في هذا ا لموقع الجديد.
وحتى لا تضل هذه الشغالة الطريق ، تقوم أثناء عودتها بوضع مادة الأثر على سطح الأرض مبتدئة من موقع الغذاء حتى تصل إلى موقع ا لمستعمرة وبذلك تكون قد رسمت لغيرها دون مجهود ، الطريق الصحيح الذي يجب أن يسلكه كل من يريد الوصول إلى موقع الغذاء. ويبدو أن الشغالات تنجذب انجذابا شديدا نحو مواد الأثر ، فما أن تحس بوجود هذه ا لمواد على الأرض ، حتى تندفع بصورة تلقائية نحو هذا الخط المتقطع المرسوم بدقة ، والذي يشبه ذلك الخط الأبيض ا لمتقطع الذي تضعه إدارة ا لمرور في منتصف الطريق الصحراوية ، وتبدأ كل منها في السير عليه وتتبعه حتى تصل إلى موقع الغذاء.
ولعل ذلك يفسر لنا تلك الظاهرة التي نلحظها دائما ، فجموع النمل تسير دائما بعضها وراء بعض ، سواء على الأرض أو على الجدران. وهي تفعل ذلك في نظام شديد وكأنها تتبع في سيرها خطا وهميا. وفي الحقيقة لم يعد هذا الخط وهميا الآن ، بل أصبح أمرا واقعا ، فإن أفراد النمل تتبع ذلك الخط ا لمتقطع من مادة الأثر على طول الطريق.
وقد لوحظ أن زيادة تركيز مواد الأثر يؤدي إلى حدوث ظاهرة غريبة لا تحدث إلا نادرا في مستعمرات النمل ، فعند وضع كمية كبيرة من محتويات الغدة التي تحتوي على مواد الأثر بجوار إحدى مستعمرات النمل ، يحدث في الحال ما يشبه الهجرة الجماعية ، فيتجه قسم كبير من هذه المستعمرة ومعه الملكة أحيانا في اتجاه هذه المحتويات تاركا القسم الآخر من المستعمرة وراءه. ويبدو أن هذه الزيادة الهائلة في تركيز مواد الأثر يعتبر مؤشرا إلى زيادة أعداد سكان المستعمرة عما تستطيع أن تحتويه هذه المستعمرة فتحدث
الهجرة الجماعية.
ب‌- مواد الانذار:
وقد تمكن العلماء من معرفة بعض مواد الإنذار التي يستخدمها النمل وتبين أنها مواد بسيطة التركيب وذات وزن جزيئي صغير ، ومن أمثلتها السترال ، والسترونيلال ، والهبتانون ، والدندرولاسين. ومن الغريب أن هذه المواد أو المركبات الكيميائية لا أثر لها على الإنسان ، ولا تثير فيه شيئا على الإطلاق ، وهي تعتبر بالنسبة له مواد ذات رائحة زكيه ولا شيء أكثر من ذلك ، بينما تحدث نفس هذه المركبات موجة من الهياج والذعر الهائل بين جموع النمل ، بل هي تدفع مستعمرة من النمل إلى القيام بأعمال مذهلة في منتهى القسوة والعنف. ولعل هذا المثال يبين لنا الفرق الهائل بين إحساس الإنسان بما يحيط به ، وبين شعور الحيوانات اﻟﻤﺨتلفة بالعالم المحيط بها ، ولعلنا لا نخطئ كثيرا إذا قلنا أن كلا منهما يعيش في عالمه الخاص. وكما في حالة المواد الكيميائية المستخدمة في إحداث الأثر ، فإن هذه المواد المستخدمة في الإنذار بالخطر تقوم بدورها بكفاءة عالية. وربما ساعدتنا التجربة التالية على إدراك مدى الكفاءة الفائقة التي تعمل بها مواد الإنذار: لو أننا أفرغنا محتويات غدة الفكين في شغالات النمل ، وهي الغدد التي تحتوي على مواد الإنذار ، في مكان منعزل خال من التيارات
الهوائية ،لوجدنا أن مادة الإنذار بالخطر الطيارة تبدأ في الانتشار تدريجيا.
مفردات لغة الكيمياء التي تتخاطب بها أفراد النمل وتتبادل المعلومات عن طريقها ، وهناك كثير من الشواهد التي تدل على أن جموع النمل تستخدم بعض الإفرازات الكيميائية الأخرى في أغراض مشابهة ، مثل الدعوة إلى تجمع سكان المستعمرة في مكان ما ، أو الدعوة إلى تناول الغداء ، أو العناية بالملكة ، أو الاهتمام بصغار النمل غير الكاملة النمو إلى غير ذلك من الأعمال الأساسية التي يقوم بها النمل في حياته العادية.
ت‌- جاذبات الجنس:
ويعود الفضل في كل ما حصلنا عليه من تقدم في هذا اﻟﻤﺠال إلى العالم الفرنسي "فابر" الذي عاش في القرن التاسع عشر فقد قام هذا العالم بإجراء تجربة رائدة كانت هي رأس الحربة في تقدم العلم في هذا المضمار ،وهي التي فتحت أوسع الأبواب أمام هذا الفرع من العلم. فقد قام هذا العالم بوضع فراشة إحدى الحشرات التي تتغذى على أوراق أشجار البلوط في قفص من القماش ، ثم وضع هذا القفص بجوار النافذة في منزله. وقد لاحظ "فابر" أنه خلال بضع ساعات تجمع حوالي ٦٠ ذكرا من ذكور هذا
النوع من الحشرات حول القفص المحتوي على الأنثى وكان هناك نداء خفيا قد استطاع استحضار كل هذا العدد من الذكور.
وقد أثارت هذه الظاهرة الغريبة دهشة هذا العالم إلى حد كبير وذلك لأن هذا النوع من الفراشات يعتبر نادرا ويصعب الحصول عليه أو حتى رؤيته في الحقول فما الذي أدى إلى دعوة كل هذا العدد الكبير من ذكور هذه الحشرة التي اندفعت من كل حدب وصوب وكأن الأرض قد انشقت عنها ، وما الذي جعلها تحوم حول هذا القفص المحتوي على الأنثى! ولم يستطع "فابر" أن يفسر هذه الظاهرة وظن في أول الأمر أن هذه الذكور قد استطاعت أن ترى الأنثى وهي داخل القفص. وأراد أن يتأكد من ذلك فوضع الأنثى في تجربة أخرى داخل قفص محكم من الزجاج لعل ذلك يساعد على دعوة عدد أكبر من الذكور إذا استطاعت رؤيتها من وراء الزجاج ا لشفاف.
وقد دهش هذا العالم لأن التجربة لم تنجح هذه المرة ، فعلى الرغم من وضوح الأنثى داخل القفص الزجاجي إلا أنه لم يتجمع هذه المرة العدد المطلوب من الذكور بل لم يحم ذكر واحد حول هذا القفص وكأنه لا وجود للأنثى بداخله على الإطلاق. ولم يخطر ببال "فابر" أن رائحة الأنثى هي التي تجتذب الذكور ، ففي الحالة الأولى كان القفص مصنوعا من القماش مما سمح بانتشار رائحة الأنثى في الجو المحيط بالقفص في حين أنه في الحالة الثانية تسبب القفص الزجاجي المحكم في منع رائحة الأنثى من
الانتشار ولذلك لم تحس بها الذكور على الإطلاق. ويبدو أن رائحة الأنثى كانت على درجة عالية من النفاذ حتى أنه عندما قام "فابر" بإخراج الأنثى من القفص استمر عدد كبير من الذكور في التجمع حول القفص الخالي رغم أنه كانت هناك بالحجرة التي أجريت بها التجربة بعض الروائح النفاذة الأخرى مثل دخان الطباق ورائحة النفتالين ورائحة كبريتيد الهيدروجين التي تشبه رائحة البيض الفاسد. وقد قام "فابر"بتكرار هذه التجارب مع بعض الحشرات الأخرى وكانت نتيجة هذه التجارب متشابهة إلى حد كبير. وعلى الرغم من أن النتيجة المباشرة لهذه التجارب تدل دلالة واضحة على أن الأنثى تقوم باجتذاب الذكور عن طريق رائحة خاصة بها تطلقها في الهواء المحيط بها ، إلا أن "فابر" لم يستطع أن يقبل هذه الفكرة بل اعتقد أن الإناث تقوم بإطلاق نوع خاص من الإشارات تنتقل في الهواء على هيئة ذبذبات خاصة يستطيع الذكر أن يستقبلها بواسطة قرون استشعاره فيستجيب لها ،وقد برهن "فابر" على اقتراحه بأن الذكور التي أزيلت قرون استشعارها نادرا ما كانت تعثر على الأنثى. ولا شك أن العالم الفرنسي "فابر" كان مصيبا فيما ذهب إليه من افتراضه أن قرون الاستشعار هي المكان الذي يستقبل الرسالة ويتلقاها ،ولكنه اخطأ في نفيه أن تكون هذه الرسالة قد انتقلت عن طريق الرائحة. وقد تحقق العلماء فيما بعد من صحة هذا الافتراض بعد أن قاموا بعشرات من التجارب وتبين لهم أن ذكور الحشرات تستطيع أن تشعر بهذه الرائحة التي تطلقها الإناث مهما كانت كميتها ضئيلة ومهما كانت المسافة التي تفصل بينها .


6-الإشارة والحركة الملامسة:
يرى فون فريش، ومساعدوه بعد بحوث اتصلت أكثر من نصف قرن من الزمان، أن النحل يقوم بالتفاهم مع النحلات وإخبارها بمكان تواجد مكان الرحيق من خلال الرقص. لقد أيده في ذلك باحثون آخرون، حتى أن أحدهم أتقـن فهم أسرار تلك اللغة الغريبة، فكان يفك ألغاز رقص النحلة المستكشفة ويترجمها إلى اتجاه محدد ومسافة محسوبة، ومن ثم يستطيع أن يبلغ الغـذاء الذي كانت تنبأ بموضعه !فعلى سبيل المثال: إن كان الرقص على خط مستقيم فوق الخلية فمعنى ذلك أن مكان الأزهار في اتجاه الشمس تماما،أما إن كانت الأزهار في الاتجاه المعاكس لجهة الشمس، تخط النحلة المخبرة خطا مستقيما في الاتجاه المعاكس تماماً.انظروا ! فالنحلة الآن ترقص إلى جهة اليمين تماماً، وهذا يظهر أن منبت الأزهار يوجد على زاوية 90 درجة مئوية من الجهة اليمنى.أما هذه النحلة فتعرّف لزميلاتها بزاوية 45 درجة من الجهة اليسرى للشمس. النحل المخبرة لا تخبر عن جهة الأزهار فحسب، بل تخبر عن المسافة أيضاً، فمدة الرقص وعدد الاهتزازات تُعلم النحلات الأخرى المسافة بدقة

╝◄ مشاعر ►╚
19-06-12, 01:06 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه