المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانتخابات البلدية إما أمانة وشهادة حق أو خيانة وشهادة زور


شاكر الحصني
25-09-11, 02:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد : فشريعة الإسلام شريعة خالدة كاملة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، ونفي المفاسد وتعطيلها شاملة لتحقيق مصالح البشر إلى قيام الساعة متسعة لكل المستجدات وراعية للأحوال الحادثة مهما اختلف الزمان والمكان
ومما استجد في الازمنة المتأخرة في هذه البلاد المباركة اعطاء الفرصة للمواطن ليشارك في دفع عجلات التنمية الى الافضل بامانة واقتدار وهذا يتمثل الان في اختيار اعضاء المجلس البلدي الذي يعتبر من الولايات والمناصب التي تعتمد على تصويت مجموعة من الناس لهؤلاء الاعضاء اذ بدون اصوات الناس لن يصل الاعضاء الى مرادهم
اذا فهي اما امانة وشهادة حق او خيانة وشهادة زور
وقبل ان نقرر اختيار اعضاء المجلس البلدي فلنستمع بقلوبنا وعقولنا الى هذه الآيات والاحاديث العظيمة لنعلم الحق من الباطل ونكون عل بينة من امرنا وشريعتنا التي هي دستور ومنهاج حياتنا
يقول الله تعالى ( ياايها الذين امنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون ) فاالولايات والمناصب وما يلحق بها هي من الأمانات التي قال الله في شأنها {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل }
وقال صلى الله عليهوسلم ( إذا ضُيعت الأمانة فأنتظرالساعة قيل يارسول الله وما إضاعتها قال إذاوُسِدَ الأمر إلى غير أهله فأنتظر الساعه)
وقال صلى الله عليه وسلم ( من ولى رجلا على عصابة وهو يجد في تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين)
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً لمودة أو قرابة بينهما فقد خان الله ورسوله والمسلمين)
انها أمانة ياعباد الله فيمن تختارون لهذا المجلس لأنكم انتم وحسب اصواتكم من سيوليه مصالح المسلمين في دائرته سنوات عديدة
فااصواتكم تزكية له بأهليته لهذا الأمر خصوصا وانه قد أعطانا ولي امرنا صلاحية ذلك الاختيار
ولأن هذا المرشح سيتولى امور المسلمين بهذا المجلس البلدي نظير اختيارنا له فلنحسن الاختيار ولنؤد الامانة بصدق وإخلاص
فاإنها أمانة ومسئولية أمام الله وسنحاسب عليها ثم هي مسئولية أمام المجتمع الذي يقوى بقوة أمانة أفراده ويضعف بضعف أمانة افراده
فيجب علينا أن نبحث عن المستحق الأصلح القوي الأمين لقول الله تعالى ( إن خير من استأجرت القوى الأمين ) أميناً في نفسه وفي تمسكه بالإسلام أميناً في تصرفاته وأقواله وأعماله وما استحفظ عليه أميناً في عدله أميناً في الأمر الموكل إليه
فمن كان يتصف بالامانة والقوة والاخلاص والعدالة فهذا لايمنع اختياره حتى ولو كان عبدا حبشيا
ومن كان غير ذلك فلايجوز انتخابه حتى ولو كان من اقرب الأقربين اخٌ او أبٌ او ولد ومن فعل ذلك فقد خان الله ورسوله والمسلمين
فعلينا جميعا أن نقدر الأمانة وان نتحرى الصدق وقول الحق وأن نربأ باانفسنا عن الخيانة وشهادة الزور لأي سبب من الأسباب
فانتبه ياعبدالله ايه الناخب فإن صوتك شهادة شرعية وتزكية لمن سترشحه بل هو امانة لاتمنحه الا لمن ترى فيه النفع للبلاد والعباد
اعوذبالله من الشيطان الرجيم ( ياايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ) ( واذا قلتم فاأعدلوا ولوكان ذا قربى )
اما بعد : فإنه ينبغي بل يجب لمن رشح نفسه لخدمة مصالح المسلمين بأن يكون لسان صدق لمن أهلوه لهذه المكانة بإبلاغ ذي السلطان حاجات الناس وعليه السعي في خدمتهم وتقديم المصالح العامة على المصلحة الشخصية وأن يحب لإخوانه مايحب لنفسه
ويجب على من رشح نفسه ان يتقى الله تعالى فيما يوعد الناس به من خلال برنامجه الانتخابي وليكن من الصادقين ولا يعيش الناس على اماني واوهام هم يحلمون بها
وليتق الله كل مرشح من دغدغة مشاعر الناس بمشاريع تخالف الواقع لخروجها عن اختصاصات المجلس البلدي
واعلموا عباد الله انه لايوجد هناك محظور شرعي في المشاركة في الانتخابات فقد رأىكثير من العلماء جواز المشاركة، بل أوصى الكثير منهم بالمشاركة والحث عليها لمافيها من المصالح ولآثارها المنتظرة في تحسين البلاد، وبذل المستطاع لتسهيل منافع العباد
فالقيام بخدمات الناس وتسهيل مصالحهم اليومية من أوجب الواجبات الشرعية
اعوذبالله من الشيطان الرجيم ( ياايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ) ( واذا قلتم فاأعدلوا ولوكان ذا قربى )
اللهم ولي على المسلمين خيارهم واجعل هدايتك وتوفيقك وتسديدك لمن وليته امر مصالح المسلمين
ووفقه اللهم للرفق بهم وتيسير امورهم
كما نسأل الله التوفيق والسداد لكل من كان فيه خير للبلاد والعباد
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الشيخ/ فهد عبدالرحمن السرداح