المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتظاهر؟


أبوعبدالله اليماني
12-09-11, 01:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم،


هل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتظاهر؟


كانت الطرق والأزقة قديماً ضيقة لا يكاد يصطف بها الثلاثة نفر، ولو إلتقى بها دابتان لسدتها، ومع ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم من وقع عليه الأذى من جاره أن يخرج متاعه ويضعه على الطريق،


فقد روى البخاري في الأدب المفرد :

حدثنا على بن عبد الله قال: حدثنا صفوان بن عيسى قال: حدثنا محمد بن عجلان قال: حدثنا أبى عن أبى هريرة قال: قال
رجل: يا رسول الله ، إن لي جارا يؤذينى!
فقال: "انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق".
فانطلق فأخرج متاعه؛ فاجتمع الناس عليه فقالوا:
ما شأنك؟!!
قال: لي جار يؤذينى، فذكرت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ،فقال:
"انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق".
فجعلوا يقولون:
اللهم العنه! اللهم اخزه!.
فبلغه فأتاه فقال: ارجع إلى منزلك، فوالله لا أؤذيك.
قال الشيخ الألباني : حسن صحيح،
وقد أخرجه جمع من أهل العلم، وقال عنه الحاكم في المستدرك بعد أن أخرجه بسنده : « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه » « وله شاهد آخر صحيح على شرط مسلم ».


والكل يعلم ما للجار من حق على جاره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الجار والصبر على أذيته وتحملها، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، متفق عليه،

وقد جعله الله في مرتبة بعد الوالدين والأقربين، ومن عظّم الإسلام حقه هذا التعظيم، وأعلى منزلته، وحذر من أذيته والمساس به، فنفى الإيمان عمن لا يأمن جاره بوائقه كما جاء في الحديث الصحيح،

فلا تكاد تجد في الشريعة بعد الأمر بعبادة الله وعدم الإشراك به، والإحسان إلى الوالدين وبرهما منزلة أعلى من منزلته، ومع هذه المنزلة العظيمة، والمرتبة العالية، والحق الثابت له، أمر النبي صلى الله عليه وسلم من وقع عليه بغي وأذى من جاره أن يتظاهر أمام الناس، ويخرج متاعه في طريقهم، ليعلم الجميع ذلك، فيؤازروه ويرفعوا عنه المظلمة، حتى يكف الجار عنه بغيه وأذيته،

وإخراج المتاع في طريق المارة فيه من المفسدة ما فيه، من سد الطريق، وتأذي السالكين، وقد تتعطل حركة السير، أو تضطرب، وقد يزدحم الرجال والنساء أثناء المرور،

ومع هذا كله أمر به النبي صلى الله عليه وسلم لمّا وقع البغي والظلم والأذى، كيما يقف الجميع يداً واحدة ضدّ هذا الجار الظالم الباغي الذي يؤذي جاره،

فكيف إذا وقع الظلم والبغي والأذى على ثلة من المسلمين، أو على جلّهم؟ وليس ذلك من جار له منزلة عظيمة ومرتبة عالية في الشريعة، بل ممن هو دونه، وليست أذيته أذية في البدن فقط بل في الدين والبدن والعرض والمال، ألا يحق لهم التظاهر ضد هذا الباغي الظالم المعتدي، حتى ترفع عنهم المظلمة، ويأمن الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم؟!


ثم إن البغي أدى بالخصم في قصة داوود عليه السلام إلى تسوّر المحراب، عندما غاب عنهم الحاكم العدل، وذاقوا مرارة البغي والظلم، حتى أن دواوود عليه السلام فزع منهم، وخاف على نفسه، لما علوا حائط محرابه، مطالبين بالعدل والحكم بينهم بالحق ، الذي يرضى به ويحمده كل أحد،


قال تعالى : (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَفَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ )،


فالآيات تشير إشارة لطيفة إلى نِتاج البغي والظلم والعدوان وإفرازاتها إذا وقعت، وما الذي يحدث، وكيفية علاج ذلك؟

فالخصم عندما بغى بعضهم على بعض، وذاقوا مرارة ذلك، ولم يجدوا من يرفع عنهم هذه المظلمة لأن داوود عليه السلام غاب عنهم وتوارى في محرابه،

لجأوا لاقتحام الحصون، واعتلاء الأسوار ، والدخول من غير الأبواب،

وهذه نتيجة طبيعية، وتصرف فطري لم ينكره القرآن، بل نبه وأشار إليه بقوله : (وهَلْ أَتَاكَ)، ليشحذ السامع ذهنه لتعقل ذلك وتدبره،

وقد مورس ضد نبي من أنبياء الله، وهو لم يظلم ولم يبغ وإنما أحتجب، ولم يفصل بين الخصوم،


فكيف يكون الحال والتصرف ضد من مارس الظلم والبغي والعدوان بنفسه، واحتجب وتترس بحامية تقمع الضعفاء والعزل، وتسومهم سوء العذاب؟!



ثم بينت الآيات بعد ذلك أن العلاج هو الحكم بين الناس بالعدل وإعطاء كل ذي حق حقه،


وبعد هذا يأتي التساؤول : هل التظاهر في وجوه الطغاة والظلمة إذا وقع منهم بغي وعدوان يعتبر حق مشروع، له في الشريعة أصل، تجيزه وتأمر به؟

بمعنى هل هو في ذاته جائز شرعاً؟ وليس فيه محظور شرعي؟ بغض النظر عما يترتب عليه،

لأننا لو جعلنا موازنة منصفة بين ما يترتب على التظاهر، وما ينتجه البغي والظلم والعدوان، لعلت مفسدة الظلم والبغي والعدوان، مفسدة ما يترتب على التظاهر ضده، بمراحل،

فإن الإحجام عن الوقوف في وجوه الظلمة البغاة يهلك الحرث والنسل، ويفسد على الناس دينهم الذي هو عصمة أمرهم،

أما الإقدام والتظاهر ضدهم ينتج عنه بعض الضرر، لكن يرتدع به الباغي، ويُكفّ به العدوان، وتعلوا به راية الدين، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وأشار إليه القرآن الكريم،

والله أعلم ،

سيف العدل
12-09-11, 09:26 AM
حياك الله "أبو عبدالله" اليماني

واهلاً بك وسهلاً في منتداك .. أسئلة بحاجة لإجابات مقنعة .. ننتظر لنقرأ ونستفيد مما لدى الأعضاء هنا .

موفق إن شاء الله

# النوار #
12-09-11, 10:03 AM
جميل ما قرأته لك ياابن العم وحياك الله في المنتدى

هم كما أعلم ادرجوا التظاهر تحت الخروج على الحاكم والبسوها حكمها الشرعي .. مع اننا متيقنين ان الشعب لم يخرج بسلاح ولم يكن قصده القتال وسفك الدماء .. وانما اراد الكرامة واسترداد حقوقه بزوال رأس الظلم واساسه بمظاهرات سلمية .. وبدل ان يلتفت لهم الحاكم "المسلم جدا" .. يسومهم سوء العذاب لأنهم فكروا بنقد الظلم علنا !!!

ستيف نبراسكا
12-09-11, 02:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم،



هل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتظاهر؟


كانت الطرق والأزقة قديماً ضيقة لا يكاد يصطف بها الثلاثة نفر، ولو إلتقى بها دابتان لسدتها، ومع ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم من وقع عليه الأذى من جاره أن يخرج متاعه ويضعه على الطريق،


فقد روى البخاري في الأدب المفرد :

حدثنا على بن عبد الله قال: حدثنا صفوان بن عيسى قال: حدثنا محمد بن عجلان قال: حدثنا أبى عن أبى هريرة قال: قال
رجل: يا رسول الله ، إن لي جارا يؤذينى!
فقال: "انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق".
فانطلق فأخرج متاعه؛ فاجتمع الناس عليه فقالوا:
ما شأنك؟!!
قال: لي جار يؤذينى، فذكرت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ،فقال:
"انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق".
فجعلوا يقولون:
اللهم العنه! اللهم اخزه!.
فبلغه فأتاه فقال: ارجع إلى منزلك، فوالله لا أؤذيك.
قال الشيخ الألباني : حسن صحيح،
وقد أخرجه جمع من أهل العلم، وقال عنه الحاكم في المستدرك بعد أن أخرجه بسنده : « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه » « وله شاهد آخر صحيح على شرط مسلم ».


والكل يعلم ما للجار من حق على جاره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الجار والصبر على أذيته وتحملها، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، متفق عليه،

وقد جعله الله في مرتبة بعد الوالدين والأقربين، ومن عظّم الإسلام حقه هذا التعظيم، وأعلى منزلته، وحذر من أذيته والمساس به، فنفى الإيمان عمن لا يأمن جاره بوائقه كما جاء في الحديث الصحيح،

فلا تكاد تجد في الشريعة بعد الأمر بعبادة الله وعدم الإشراك به، والإحسان إلى الوالدين وبرهما منزلة أعلى من منزلته، ومع هذه المنزلة العظيمة، والمرتبة العالية، والحق الثابت له، أمر النبي صلى الله عليه وسلم من وقع عليه بغي وأذى من جاره أن يتظاهر أمام الناس، ويخرج متاعه في طريقهم، ليعلم الجميع ذلك، فيؤازروه ويرفعوا عنه المظلمة، حتى يكف الجار عنه بغيه وأذيته،

وإخراج المتاع في طريق المارة فيه من المفسدة ما فيه، من سد الطريق، وتأذي السالكين، وقد تتعطل حركة السير، أو تضطرب، وقد يزدحم الرجال والنساء أثناء المرور،

ومع هذا كله أمر به النبي صلى الله عليه وسلم لمّا وقع البغي والظلم والأذى، كيما يقف الجميع يداً واحدة ضدّ هذا الجار الظالم الباغي الذي يؤذي جاره،

فكيف إذا وقع الظلم والبغي والأذى على ثلة من المسلمين، أو على جلّهم؟ وليس ذلك من جار له منزلة عظيمة ومرتبة عالية في الشريعة، بل ممن هو دونه، وليست أذيته أذية في البدن فقط بل في الدين والبدن والعرض والمال، ألا يحق لهم التظاهر ضد هذا الباغي الظالم المعتدي، حتى ترفع عنهم المظلمة، ويأمن الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم؟!


ثم إن البغي أدى بالخصم في قصة داوود عليه السلام إلى تسوّر المحراب، عندما غاب عنهم الحاكم العدل، وذاقوا مرارة البغي والظلم، حتى أن دواوود عليه السلام فزع منهم، وخاف على نفسه، لما علوا حائط محرابه، مطالبين بالعدل والحكم بينهم بالحق ، الذي يرضى به ويحمده كل أحد،


قال تعالى : (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَفَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ )،


فالآيات تشير إشارة لطيفة إلى نِتاج البغي والظلم والعدوان وإفرازاتها إذا وقعت، وما الذي يحدث، وكيفية علاج ذلك؟

فالخصم عندما بغى بعضهم على بعض، وذاقوا مرارة ذلك، ولم يجدوا من يرفع عنهم هذه المظلمة لأن داوود عليه السلام غاب عنهم وتوارى في محرابه،

لجأوا لاقتحام الحصون، واعتلاء الأسوار ، والدخول من غير الأبواب،

وهذه نتيجة طبيعية، وتصرف فطري لم ينكره القرآن، بل نبه وأشار إليه بقوله : (وهَلْ أَتَاكَ)، ليشحذ السامع ذهنه لتعقل ذلك وتدبره،

وقد مورس ضد نبي من أنبياء الله، وهو لم يظلم ولم يبغ وإنما أحتجب، ولم يفصل بين الخصوم،


فكيف يكون الحال والتصرف ضد من مارس الظلم والبغي والعدوان بنفسه، واحتجب وتترس بحامية تقمع الضعفاء والعزل، وتسومهم سوء العذاب؟!



ثم بينت الآيات بعد ذلك أن العلاج هو الحكم بين الناس بالعدل وإعطاء كل ذي حق حقه،


وبعد هذا يأتي التساؤول : هل التظاهر في وجوه الطغاة والظلمة إذا وقع منهم بغي وعدوان يعتبر حق مشروع، له في الشريعة أصل، تجيزه وتأمر به؟

بمعنى هل هو في ذاته جائز شرعاً؟ وليس فيه محظور شرعي؟ بغض النظر عما يترتب عليه،

لأننا لو جعلنا موازنة منصفة بين ما يترتب على التظاهر، وما ينتجه البغي والظلم والعدوان، لعلت مفسدة الظلم والبغي والعدوان، مفسدة ما يترتب على التظاهر ضده، بمراحل،

فإن الإحجام عن الوقوف في وجوه الظلمة البغاة يهلك الحرث والنسل، ويفسد على الناس دينهم الذي هو عصمة أمرهم،

أما الإقدام والتظاهر ضدهم ينتج عنه بعض الضرر، لكن يرتدع به الباغي، ويُكفّ به العدوان، وتعلوا به راية الدين، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وأشار إليه القرآن الكريم،


والله أعلم ،






لو كان الاحجام عن الوقوف في وجه الطغاة امر غير مستحب

او امر لا يشجعه الدين .... كان ماصار افضل الشهداء

رجل وقف في وجه سلطان جائر


اكيد انك تعرف الحديث زي اغلب الاخوان هنا



هذا ماتبادر لذهني اول ماقريت كلامك


وبالعامي والمشرمح اذا قلنا مظاهرات

يعني الحين ثوره !

واذا قلنا ثوره عندنا نموذجين ( كفتين )

تونس ومصر في كفه

وليبيا وسوريا في كفه اخرى



وباقي الكلام معروف (q39)


تحياتي لك

أعـرابى
12-09-11, 11:54 PM
التظاهر كلمه عامه ويندرج تحتها التضاهر ضد نظام -ديني او سياسي او ايا كان-او ضد رجالات النظام او الاثنان معاً وانا أرى متى ما كان هناك ضرر بمصالح البشر وحياتهم يجب عليهم انكار ذلك باي طريقه يستطيعونها
حسب قرائتي ان اول مظاهره في الاسلام كانت تجمع نساء حول بيت النبي يشتكين من ازواجهن وما انكر ذلك الرسول عليهن