المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنشودة المطر(( للشاعر بدر السياب))


الوافي3
26-07-05, 06:08 PM
اسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرات،
أنشودة المطر من منا لايعرف هذه الرائعة التي كتبها الشاعر
العراقي بدر السياب ، وجدتها في أرشيفي فأحببت أن أنقلها لكم

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،

أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .

عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ

وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ

يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر

كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...

وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ

كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،

دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،

والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛

فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء

ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء

كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !

كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ

وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...

وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،

ودغدغت صمت العصافير على الشجر

أنشودةُ المطر ...

مطر ...

مطر ...

مطر ...

تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ

تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .

كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :

بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ

فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال

قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "

لا بدَّ أن تعودْ

وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ

في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ

تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛

كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك


وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .

مطر ..

مطر ..

أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟

وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟

وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟

بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،

كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !

ومقلتاك بي تطيفان مع المطر

وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ

سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،

كأنها تهمّ بالشروق

فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .

أَصيح بالخليج : " يا خليجْ

يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "

فيرجعُ الصّدى

كأنّه النشيجْ :

" يا خليج

يا واهب المحار والردى .. "

أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ

ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،

حتى إِذا ما فضَّ عنها (............) الرّجالْ

لم تترك الرياح من ثمودْ

في الوادِ من أثرْ .

أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين

يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،

عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :

" مطر ...

مطر ...

مطر ...

وفي العراق جوعْ

وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ

لتشبع الغربان والجراد

وتطحن الشّوان والحجر

رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ

مطر ...

مطر ...

مطر ...

وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ

ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...

مطر ...

مطر ...

ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء

تغيمُ في الشتاء

ويهطل المطر ،

وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ

ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .

مطر ...

مطر ...

مطر ...

في كل قطرة من المطر

حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .

وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة

وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد

أو (....) تورَّدتْ على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !

مطر ...

مطر ...

مطر ...

سيُعشبُ العراق بالمطر ... "

أصيح بالخليج : " يا خليج ..

يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجع الصدى

كأنَّه النشيج :

" يا خليج

يا واهب المحار والردى . "

وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،

على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار

وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق

من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

من لجَّة الخليج والقرار ،

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ

من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .

وأسمع الصدى

يرنّ في الخليج

" مطر ..

مطر ..

مطر ..

في كلّ قطرة من المطرْ

حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد

أو (....) تورَّدت على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "

ويهطل المطرْ ..

راقي قول وفعل
26-07-05, 06:37 PM
جميل نقلك يالوافي بارك الله فيك

وواضح كيف أن الكاتب نشعر بزفراته في كلماته


وتعال بيني وبينك ( هناك صورة محرجة نوعا ما في النص تأملها ستجدها :) )



شكرا لك أخي العزيز

محبك راقي

الوافي3
26-07-05, 06:53 PM
جميل نقلك يالوافي بارك الله فيك

وواضح كيف أن الكاتب نشعر بزفراته في كلماته


وتعال بيني وبينك ( هناك صورة محرجة نوعا ما في النص تأملها ستجدها :) )



شكرا لك أخي العزيز

محبك راقي


هلا بأستاذي الحبيب راقي قول وفعل
وشكرا لك أيها الغالي
على حضورك وتعليقك


وتعال بيني وبينك ( هناك صورة محرجة نوعا ما في النص تأملها ستجدها :) )

نعم سيدي هناك صورتين وليست صورة واحده فقط
وحاولت حذفها ولكنها سوف تخل بالنص
وأنا تحت أمر سعادتكم إن أردت حذفها ولت تخل بالنص فأنا حاضر
شكرا لك سيدي وياهلا فيك
تلميذك
الوافي3

راقي قول وفعل
26-07-05, 07:40 PM
لالا


أنا بعد قرائتي لها لم أكمل النص ( استحيت :) )

وأنت صاحب النقل وللقسم مشرفين :)


شكرا لك مرة أخرى يا أخي الكريم

شيهانة
26-07-05, 10:32 PM
اخي الوافي..

احسست ان قلبي يرتعش مع كل حرف من حروف رائعة بدر شاكر السياب..انشودة المطر..
وارجعتني الذاكرة الى الخلف..اعوام ..واعوام..
هذا الشاعر..الذي عشقته منذ ان بدأ يأسرني الحرف..ويشدني جمال الكلمه..وانا اودع الطفوله..
واقف على اعتاب الشباب..
دواوينه..وسيرته..التي كنت كانت تغريني بقرائتها...في مكتبة والدي ...اطال الله عمره..
قر أت كلماته...فتفطر قلبي الغض .. حينها..من الجزع والآسى..لهذا الشاعر ..قليل الحظ..
الذي شرب من منهل المعاناة حتى الثماله
الفقر..الحب الفاشل...الغربه..المرض..
ومن عشقي للشاعر عشقت قريته جيكور...وحبيبته ..اقبال..
ايقظت فينا مشاعر غريبه اخي الوافي...
بدر شاكر السياب...ذلك المحب الذي لايملك من كتاب الحب الا الفهرست..
يقول في ديوانه المعبد الغريق...وهو يخاطب قريته جيكور بعد انقطاع طويل :
أفياء جيكور أهواها
كأنها انسرحت من قبرها البالي..
من قبر امي التي صارت اضالعها التعبى وعيناها
من أرض جيكور ترعاني وارعاها

لي عودة اخي الوافي...فالموضوع مغري بالفعل
شاكرة لك ..هذه المشاركة القيمه..

الوافي3
27-07-05, 02:34 AM
اشكرك أستاذي الحبيب
راقي والأخوة المشرفين قاموا بالواجب
جزاهم الله خير

شبيـه الريـح
27-07-05, 10:23 AM
اخي الوافي3 ...جميل الانسان ينقل مايعجبه ويسود في مخيلته.....سلمت اناملك علي مانقلت.....نحن في انتظار مزيدك...

ولك ارقــ تحيه..

شـبيه الريـح:)

الوافي3
27-07-05, 02:58 PM
الفاضلة شفايف عنب
كل الشكر والتقدير لك بما قمت بمجهود في التعديل
فالشاعر بدر شاكر السياب
له مقامات غريبة ، في غبداع الشعر
يجعل الشخص الذي يقرأ شعرة كأنه يعيش الماساة ذاتها

أفياء جيكور أهواها
كأنها انسرحت من قبرها البالي..
من قبر امي التي صارت اضالعها التعبى وعيناها
من أرض جيكور ترعاني وارعاها
ألف شكر لك سيدتي
لحضورك
اخوك
الوافي3

الصواعق
27-07-05, 03:07 PM
رائعة

وسبق وأن قرأتها
ولكن هل هي اللي غناها محمد عبدو؟

ولك مني محبة واحترام

الوافي3
30-07-05, 04:43 PM
الغالي شبية الريح
أشكرك ايها الفاضل على حضورك وتعليقك

أما الجديد فالله يعلم بالحال:(
أنا لست أديب
ولكنني متذوق له
مرة أخرى أشكرك ايها الغالي

نهر الحب
30-07-05, 05:55 PM
رائعة بدر شاكر السياب

أنشودة المطر....

أحب جداً تصويره لعيون الحبيبه وأهدابها

((عيناك غابتا نخيل ساعة السحر...

أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر...

عيناك حين تبتسمان تورق الكروم

وترق الاضواء ...كا لاقمار في نهر))

رد للصواعق بعد أذن اخي الوافي / نعم هي التي غناها محمد عبده

معلومات إضافه قيمه .... شفايف عنب

شكراً لك أخي الوافي على النقل المتميز

( من عشاق المطر وأن كان قصيده )

شيهانة
02-08-05, 03:31 PM
اخي الوافي
اعود اليكم.. بمقطع.. من رائعة بدر شاكر السياب ( غريب على الخليج ) ..
هذه القصيدة التي كتبها يشكو حنينه للعراق ..ويئن من غربته...
قصيدة طويله..اقتطفت لكم هذا المقطع...اتمنى ان يحوز على اعجابكم

جلس الغريب، يسرح البصر المحير في الخليج
و يهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج
أعلى من العباب يهدر رغوه و من الضجيج"
صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى : عراق
كالمد يصعد ، كالسحابة ، كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي : عراق
و الموج يعول بي : عراق ، عراق ، ليس سوى عراق ‍‍
البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون
و البحر دونك يا عراق

بالأمس حين مررت بالمقهى ، سمعتك يا عراق
وكنت دورة أسطوانه
هي دورة الأفلاك في عمري، تكور لي زمانه
في لحظتين من الأمان ، و إن تكن فقدت مكانه
هي وجه أمي في الظلام
وصوتها، يتزلقان مع الرؤى حتى أنام
و هي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب
فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يؤوب
من الدروب وهي المفلية العجوز وما توشوش عن (حزام) 1
وكيف شق القبر عنه أمام عفراء الجميلة
فاحتازها .. إلا جديله
زهراء أنت .. أتذكرين
تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين ؟
وحديث عمتي الخفيض عن الملوك الغابرين ؟
ووراء باب كالقضاء
قد أوصدته على النساء
أبد تطاع بما تشاء، لأنها أيدي الرجال
كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال
أفتذكرين ؟ أتذكرين ؟
سعداء كنا قانعين
بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء
حشد من الحيوات و الأزمان، كنا عنفوانه
كنا مداريه اللذين ينام بينهما كيانه
أفليس ذاك سوى هباء ؟
حلم ودورة أسطوانه ؟
ان كان هذا كل ما يبقى فأين هو العزاء ؟

بعد هذه الرائعه لا اقول سوى
لله در العراق
هذا البلد الولاد
الذي انجب كبار الادباء والشعراء
نسأل الله ان يزيل عنه غمامته السوداء..
ويفرج كربته..
انه سميع الدعاء

الوافي3
03-08-05, 08:52 PM
نعم أخي الصواعق هي التي غناها محمد عبده