أبو عمر المنصور
12-05-11, 01:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد: حمدا لله على ما منح من الإلهام وفتح من غوامض العلوم بإخراج الإفهام والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أزال بيانه كل إبهام وعلى اله الكرام , ورضوان الله على أصحابه أولي النهى والأحلام.
كثيراً ما يمر علينا ونحن نقرأ القرءان الكريم أوامر من الخالق عز وجل بالتفكير والعقلانية , ولكن نمر عليها مرور الكرام غير أبهين بمضمونها وما تحتوي من أُساسٍ رصينةٍ للإدراك والتمييز بين الأشياء , إن ورود الأمر بالتفكير في أكثر من عشرة مواضع من القرءان الكريم وورود الأمر بالعقلانية في أكثر من اثنا وعشرون موضع وورد العقل في تسعة وأربعين موضع ومع مرادفاتها التي نسبتها تتجاوز 10 % من آيات القرءان الكريم , لهو مدعاة لزيادة إمعان النظر في هذه المصطلحات والتعمق أكثر وأكثر في مدلولاتها .
فالتفكير يُعبر عن إجمال العمليات العقلانية التي يؤديها عقل الإنسان بغية تمكنه من خلق نموذج للعالم الذي يعيش فيه وتحليل المعلومات وترتيبها وتمييز الأشياء خطأها من صوابها والمساهمة في حل المشكلات واتخاذ القرارات .
إن التفكير لدينا نحن المسلمون هو محاولة لإسقاط الإسلام على الواقع وتطبيقه , ولذلك فهو محكوم بالأطر الزمانية والمكانية , إذ أن الفكر الإسلامي هو اجتهاد عقلي في فهم النصوص قد يخطئ ويصيب فهو ليس بمعصوم فيما ينتج عنه , والفرق بين الإسلام وبين الفكر الإسلامي هو الفرق بين ما ينسب إلى الله سبحانه وتعالى وما ينسب للإنسان , والعلاقة بينهما هي علاقة بين طرفين أحدهما قام على الآخر واعتمد عليه , فالفكر الإسلامي اعتمد على الإسلام وقام عليه , ولكن لا على أن يكون مطابقاً له تمام التطابق .
إن العقلانية الإسلامية نبعت من النقل القرآني الذي هو معجزة عقلية , وتبلورت في التوحيد الذي هو إقامة البراهين العقلية على وحدانية الخالق وصدق الغيب .
إن إعمال العقل أمر ضروري في كل زمان ومكان , وخاصة في استنباط النصوص وفهمها وتنزيلها على الواقع , إذ أن تنزيل النصوص على أمر ما في زمان ومكان معينين يتطلب فهم واقع هذا الزمان والمكان , وليس استيراد تنزيل مشابه من زمان ومكان آخرين دون إعمال للعقل .
إن إنزال النصوص على حدث معين في زمان معين يتطلب جمع كل الأدلة التي تخص هذا الحدث وإصدار الحكم وتنزيله على الواقع من خلالها , لا إصدار الحكم مسبقاً وتنزيله على الواقع ثم البحث عن نصوص تدعم هذا الحكم .
لقد نشأ في تاريخنا الإسلامي العديد من المدارس , فمنها من اتخذ نهج الفكرية والعقلانية الإسلامية ومنها من اتخذ نهج التقليد التتابعي الإسلامي .
أن المدارس التي نهجت الفكرية والعقلانية الإسلامية والتي تجردت من الأهواء حسب مبادئ السببية وعدم التناقض وتحديد الهوية والمنطق وجعلتها حجر الزاوية لبيان منهج الحجة وصحيح الآراء من عقيمها وإظهار الحقائق وتمييزها عن الضلالات .
أما المدرس التي نهجت التقليد التتابعي الإسلامية فهي وضعت مكانة الرموز المقياس الرئيسي لصحيح الآراء من عقيمها وإظهار الحقائق وتمييز الضلالات , فتجدهم دوماً يصوبون الأقوال بمكانة الرمز أمام الآخر .
والمدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية دائماً ما ووجهت بهجمات شرسة ربما تصل إلى الهستيريا من مدارس التقليد التتابعي الإسلامي , إذ أنها ترى دائماً أن وجود المدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية تهديداً لكيانها .
إن الأسباب الحقيقية وراء هذا العداء , والهجوم الشرس على شخوص وعلماء المدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية تتلخص فيما يلي :
1 – تواضع القدرة عند مدارس التقليد التتابعي الإسلامية على المحاكمات العقلية إذ أن انتهاج هذا الطريق الصعب الذي يحتاج جهوداً مضاعفة للتنقيح والتدقيق وتتبع الأدلة ووزنها بميزان العقل الصارم والتحلي بالملكات الفكرية العقلية المتنوعة التي تشبه مسائل الرياضيات في التفكيك والتركيب .
2 – إن كثيراً من رجال مدرسة النقل التتابعي والذين أنفقوا جل وقتهم في تحصيل ألوان المعرفة المختلفة حيث لقنوا أنفسهم بكم عظيم من المعرفة ثم نصبوا أنفسهم علماء وجهابذة في مقام العلم وجدوا أنفسهم عند الاحتكاك العلمي أن قيمة معرفتهم تلك دونما تمحيص وإجراء الموازين العقلية وتتبع المحاكمات الفكرية الدقيقة هي هزيلة القيمة , فلم يكن دورهم يعلوا عن نقل الكتب والمجلدات من رفوف المكتبات إلى ذاكرة عقولهم فحسب , وبذلك فإن ذلك عزز عندهم عقدة الشعور بالنقص ولذلك تجدهم يلجئون إلى السب والشتم والانتقاص من الآخر عند مواجهتهم للمدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية .
3 – المنهج العقلاني صعب ومرهق بأضعاف مضاعفة فوق مجرد الحفظ والتلقين , والمعظم يريد نيل المقام السامي والرفيع بمجرد ركوبه للمسار الأسهل والأيسر .
4 – لا ننسى التعصب فبينما يتعصب رواد المدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية لمنهجهم العقلاني الصارم والذي يميزهم عن الآخرين , نرى مدرسة النقل التتابعي يتعصبون لرموزهم ولذلك فعند تواجه الأفكار بالحجة تتهاوى بضاعة الرموز وتسقط منزلتهم الرفيعة من عليائها أمام المحاكمات العقلية الصارمة بحيث يشكل ذلك ثورة واعتداء شرساً على هؤلاء الرموز عند مريديهم من ذوي المستويات العلمية المتواضعة .
5 – في المدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية الثوابت هي تقديس الله سبحانه وتعالى وتنزيهه عن كل النواقص والعيوب وعصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنصيب المنهج العقلاني كمنهج للحقيقة , بينما مدرسة النقل التتابعي فهي تضيف لتقديس الله سبحانه وتعالى وعصمة رسوله عليه الصلاة والسلام عصمة رموزهم الغير مصرح بها علناً بل تلمس واقعاً .
مع مشاركة أحد الإخوة في بعض النقاط
أما بعد: حمدا لله على ما منح من الإلهام وفتح من غوامض العلوم بإخراج الإفهام والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أزال بيانه كل إبهام وعلى اله الكرام , ورضوان الله على أصحابه أولي النهى والأحلام.
كثيراً ما يمر علينا ونحن نقرأ القرءان الكريم أوامر من الخالق عز وجل بالتفكير والعقلانية , ولكن نمر عليها مرور الكرام غير أبهين بمضمونها وما تحتوي من أُساسٍ رصينةٍ للإدراك والتمييز بين الأشياء , إن ورود الأمر بالتفكير في أكثر من عشرة مواضع من القرءان الكريم وورود الأمر بالعقلانية في أكثر من اثنا وعشرون موضع وورد العقل في تسعة وأربعين موضع ومع مرادفاتها التي نسبتها تتجاوز 10 % من آيات القرءان الكريم , لهو مدعاة لزيادة إمعان النظر في هذه المصطلحات والتعمق أكثر وأكثر في مدلولاتها .
فالتفكير يُعبر عن إجمال العمليات العقلانية التي يؤديها عقل الإنسان بغية تمكنه من خلق نموذج للعالم الذي يعيش فيه وتحليل المعلومات وترتيبها وتمييز الأشياء خطأها من صوابها والمساهمة في حل المشكلات واتخاذ القرارات .
إن التفكير لدينا نحن المسلمون هو محاولة لإسقاط الإسلام على الواقع وتطبيقه , ولذلك فهو محكوم بالأطر الزمانية والمكانية , إذ أن الفكر الإسلامي هو اجتهاد عقلي في فهم النصوص قد يخطئ ويصيب فهو ليس بمعصوم فيما ينتج عنه , والفرق بين الإسلام وبين الفكر الإسلامي هو الفرق بين ما ينسب إلى الله سبحانه وتعالى وما ينسب للإنسان , والعلاقة بينهما هي علاقة بين طرفين أحدهما قام على الآخر واعتمد عليه , فالفكر الإسلامي اعتمد على الإسلام وقام عليه , ولكن لا على أن يكون مطابقاً له تمام التطابق .
إن العقلانية الإسلامية نبعت من النقل القرآني الذي هو معجزة عقلية , وتبلورت في التوحيد الذي هو إقامة البراهين العقلية على وحدانية الخالق وصدق الغيب .
إن إعمال العقل أمر ضروري في كل زمان ومكان , وخاصة في استنباط النصوص وفهمها وتنزيلها على الواقع , إذ أن تنزيل النصوص على أمر ما في زمان ومكان معينين يتطلب فهم واقع هذا الزمان والمكان , وليس استيراد تنزيل مشابه من زمان ومكان آخرين دون إعمال للعقل .
إن إنزال النصوص على حدث معين في زمان معين يتطلب جمع كل الأدلة التي تخص هذا الحدث وإصدار الحكم وتنزيله على الواقع من خلالها , لا إصدار الحكم مسبقاً وتنزيله على الواقع ثم البحث عن نصوص تدعم هذا الحكم .
لقد نشأ في تاريخنا الإسلامي العديد من المدارس , فمنها من اتخذ نهج الفكرية والعقلانية الإسلامية ومنها من اتخذ نهج التقليد التتابعي الإسلامي .
أن المدارس التي نهجت الفكرية والعقلانية الإسلامية والتي تجردت من الأهواء حسب مبادئ السببية وعدم التناقض وتحديد الهوية والمنطق وجعلتها حجر الزاوية لبيان منهج الحجة وصحيح الآراء من عقيمها وإظهار الحقائق وتمييزها عن الضلالات .
أما المدرس التي نهجت التقليد التتابعي الإسلامية فهي وضعت مكانة الرموز المقياس الرئيسي لصحيح الآراء من عقيمها وإظهار الحقائق وتمييز الضلالات , فتجدهم دوماً يصوبون الأقوال بمكانة الرمز أمام الآخر .
والمدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية دائماً ما ووجهت بهجمات شرسة ربما تصل إلى الهستيريا من مدارس التقليد التتابعي الإسلامي , إذ أنها ترى دائماً أن وجود المدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية تهديداً لكيانها .
إن الأسباب الحقيقية وراء هذا العداء , والهجوم الشرس على شخوص وعلماء المدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية تتلخص فيما يلي :
1 – تواضع القدرة عند مدارس التقليد التتابعي الإسلامية على المحاكمات العقلية إذ أن انتهاج هذا الطريق الصعب الذي يحتاج جهوداً مضاعفة للتنقيح والتدقيق وتتبع الأدلة ووزنها بميزان العقل الصارم والتحلي بالملكات الفكرية العقلية المتنوعة التي تشبه مسائل الرياضيات في التفكيك والتركيب .
2 – إن كثيراً من رجال مدرسة النقل التتابعي والذين أنفقوا جل وقتهم في تحصيل ألوان المعرفة المختلفة حيث لقنوا أنفسهم بكم عظيم من المعرفة ثم نصبوا أنفسهم علماء وجهابذة في مقام العلم وجدوا أنفسهم عند الاحتكاك العلمي أن قيمة معرفتهم تلك دونما تمحيص وإجراء الموازين العقلية وتتبع المحاكمات الفكرية الدقيقة هي هزيلة القيمة , فلم يكن دورهم يعلوا عن نقل الكتب والمجلدات من رفوف المكتبات إلى ذاكرة عقولهم فحسب , وبذلك فإن ذلك عزز عندهم عقدة الشعور بالنقص ولذلك تجدهم يلجئون إلى السب والشتم والانتقاص من الآخر عند مواجهتهم للمدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية .
3 – المنهج العقلاني صعب ومرهق بأضعاف مضاعفة فوق مجرد الحفظ والتلقين , والمعظم يريد نيل المقام السامي والرفيع بمجرد ركوبه للمسار الأسهل والأيسر .
4 – لا ننسى التعصب فبينما يتعصب رواد المدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية لمنهجهم العقلاني الصارم والذي يميزهم عن الآخرين , نرى مدرسة النقل التتابعي يتعصبون لرموزهم ولذلك فعند تواجه الأفكار بالحجة تتهاوى بضاعة الرموز وتسقط منزلتهم الرفيعة من عليائها أمام المحاكمات العقلية الصارمة بحيث يشكل ذلك ثورة واعتداء شرساً على هؤلاء الرموز عند مريديهم من ذوي المستويات العلمية المتواضعة .
5 – في المدرسة الفكرية العقلانية الإسلامية الثوابت هي تقديس الله سبحانه وتعالى وتنزيهه عن كل النواقص والعيوب وعصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنصيب المنهج العقلاني كمنهج للحقيقة , بينما مدرسة النقل التتابعي فهي تضيف لتقديس الله سبحانه وتعالى وعصمة رسوله عليه الصلاة والسلام عصمة رموزهم الغير مصرح بها علناً بل تلمس واقعاً .
مع مشاركة أحد الإخوة في بعض النقاط