المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة بين شعارات التحرير ومخططات التدمير


ذو النون
07-04-05, 03:19 PM
العلاقة بين الذكر والأنثى قديمة قدم التاريخ ... متشعبة كتضاريس الجغرافيا... صافية ثائرة كطبع الطبيعة ... محكومة بتراكيب ومعادلات كالكيمياء ... محددة بحسابات وقوانين كالرياضيات ... عميقة عمق أغوار النفس البشرية ... جادة الى حد الكوميديا ... هزلية الى حد المأساة ... فجل معاناة الطرفين سببها الطرف الاخر بينما سعادة كل منهما لا تكتمل الا بوجود الطرف الاخر ...

الا أن تسييس العلاقة بين الذكر والأنثى فى عصرنا هذا كان فى حقيقة الأمر وسيلة شيطانية لضرب الأمة وتفريق شمل الأسرة وتضييع النشء ... فكل طرف رفع سيفا فى وجه الاخر ومد اصبع الاتهام فى عين صاحبه ... بينما أعداء الأمة يفركون أياديهم فى غبطة وتجلجل ضحكاتهم الخبيثة لنجاح مخططاتهم التدميرية ... قد يقول قائل : هذه الأفكار تنبع من نظرية المؤامرة ولكن كتاباتهم وتصريحاتهم ومؤتمراتهم تفضح مؤامراتهم وتقطع قول كل خطيب ...

القضية الفكرية التى طال الجدل حولها والتى يطلق عليها( تحرير المرأة ) زرعت فى مجتمعاتنا كألغام وقنابل موقوتة واستخدمت كوسائل ابادة للسكن والمودة والرحمة التى أرادها الله تعالى ظلا يستظل به الذكر والأنثى فى علاقتهما الزوجية ... فاذا فقدت هذه المعانى صارت النعمة نقمة والنعيم جحيما ... وشغلنا بترقيع ما تمزق وترميم ما تهدم فكيف تقوم لنا قائمة ؟!

اننا لم ننتبه للخديعة ولم نلتفت للتغيرات السلوكية والاجتماعية واثارها السلبية ... فبدلا من أن ندير حوارات ودية رفعنا سيوفا هندية وبدلا من أن نجعل من كلماتنا ورودا نتهاداها جعلناها أحجارا نتقاذفها ... فكانت علاقة الطرفين هى الضحية وسارع الأعداء بتقديم الاسعافات الأولية ... مزيد من التسميم والتحطيم ...

لقد كان ينبغى علينا أن نراجع مصادر الشعارات والنظريات لنعرف من أى جحر خرجت وبأية سموم أقبلت ... ولا أنسى فى هذا السياق أن أشير الى شعارالعولمة الذى انتشر بسرعة انتشار النار فى الهشيم وكأنها الدين الجديد والملاذ الوحيد وعندما طرحت للنقاش كانت النتيجة : ( لم يفهم أحد ) !!

لقد كان الشعار براقا يأخذ بالأبصار ( تحرير المرأة ) ... من أى شئ ؟!
من تبعية الرجل أم من اتباع الدين ؟ ... من قوامة الرجل أم من قيم الدين ؟ ولماذا ارتبطت حرية المرأة بامتهان حجابها ووطئه بالأقدام ؟
ألم يكن ذلك الحجاب هو الذى يحمي المرأة من الأعين المتلصصة والذئاب المتربصة والأطماع العريضة والقلوب المريضة ؟ فماذا كانت نتيجة سحق الحجاب غير فقدان هالة الوقار والوقوع فى براثن الأشرار ؟
المسئولية تقع بالدرجة الأولى على الرجل ... فكيف تغفل الأسد عن وقاية و حماية عرائنها وتتركها نهبا لغزو الذئاب منطلقة الى رحلة المعاناة من أجل سد الرمق وستر العورة ...

البعض ينظر الى القضية على أنها تمرد من المرأة وينسى أنها هى الضحية ..ويرى تقويمها بعصا الرعونة وطبل الجعجعة بينما الأمر يحتاج الى لجام المودة و حزم الرجولة ... فالتيار جارف والدوامة سحيقة والطوفان كاسح ...
البعض يجعل منها أسيرة كسيرة فيدفعها الى التمرد على قوامته حتى يفلت الزمام فتصبح مريدة مستبدة بعد أن كانت وديعة مستكينة ...
ان عملية محاصرة أمتناالجريحة تنطلق من عدة محاور و تتنوع فى أساليبها المدروسة فهى كلعبة الشطرنج ونحن نقف دوما فى وضع المكشوش ... و الضغط علينا باستخدام ورقة المرأة يجعلهم يتغلغلون فى هجمتهم الى داخل بيوتنا فيفرقون بين المرء وزوجه ...

وشعار تحرير المرأة كلعبة تحرير العراق اتخذوا فيها طغيان النظام ذريعة لاحتلال الأرض والعرض بمساعدة الطابور الخامس ... وها هم أولاء يستخدمون أسلحة الدمار الشامل للأسرة ومقوماتها ويسعون لنشر العلاقات الجنسية الشاذة بعد ( تعديل ! ) المناهج التعليمية ... فهل هناك سقف لأاطماعهم أو حدود لافسادهم ؟

ان مقاومة ذلك التحرير - أقصد الاحتلال - تحتاج الى رجال صدق و حزم و فطنة وذلة على المؤمنين وعزة على الكافرين يمتطون الاقدام ويثبتون عند اللقاء ... يزأرون فى مواجهة أعدائهم ويثأرون لامتهان كرامتهم ...

المعركة الدائرة فى ساحة ما يسمى بحقوق المرأة أسلحتها كتب ومقالات وبرامج ومسلسلات وأغان ومسرحيات وقوانين وقرارات وهم يملكون كما هى العادة أكثر الأسلحة تطورا ويستغلون فيها أكثر النساء تهورا ... والمستهدف فيها أسرنا وبيوتنا وحاضرنا ومستقبلنا وديننا وقيمنا وأرضنا وأعراضنا ... فمن من الرجال و النساء يرضى بذلك أو يقبل به ؟! ولمن اذن نكتب أشعارنا وقصائدنا ولمن نعزف ألحاننا ونغنى أغانينا ولمن نبث أشواقنا ونهدى ورودنا؟!
من كلام العبد الحر [/size]

مشاعر رجل
20-03-10, 07:47 AM
بارك الله فيك