المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " دافينشي القاعدة ".. و مهربي الماريجوانا .


قناص حايل
05-01-10, 07:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ما مثلي و مثلكم إلا كأعرابي يرعى ذوده من حمر النعم ببصره , و هي تسرح في مرعى ربيعي في وسط الصحراء .. هل تراه سينشغل بشيء آخر سوى المراقبة و الانتشاء بهذا المنظر !؟
أو كرجل أعمال في مقهى ( ستار بكس ) على ضفاف نهر " ديترويت " , يتناول قدحاً من " الاسبريسو " , حيث لتوه انتهى من ضغط ( الانتر ) ليُتم بيع أسهمه من بورصة " وول ستريت " .. ليرشف بعد ذلك رشفة من " الاسبريسو " متأملاً في الـ ( 40 ) مليون دولار التي حققها .. هل تراه سيقطع انتعاشته بكتابة شيء حول شعوره الحالي ليشاركه الآخرون متعته ؟؟

بالضبط هو هذا شعوري أثناء الكتابة .. التي أراها تقطع لذة المتابعة و المراقبة للمشهد الذي رسمه بكل براعة " دافينشي القاعدة " في أحد كهوف مأرب .
ليس من جديد في أن القاعدة تقدّم ما لا يصل إليه الخيال العلمي كحقيقة واقعية يتعامل معها بكل رعب فرسان الـ( fpi ) البواسل .. و ليس من جديد في أن مجرد عملية فاشلة , تقلب أمن العالم و تغير الميزانيات و توقف حروباً و تشعل أخرى .. لكون " الدافينشيون " البارعون قد ذيلوا العملية بتوقيعهم اللطيف .
إنها معادلة الرعب و الأمن المشهورة التي فرضتها القاعدة .. فكما يضربون النساء و الأطفال بالطائرات .. فسنضربهم بالطائرات .. كما يضربون أسواقنا بالسيارات المفخخة .. فسنضربهم بالحافلات المفخخة .. و البادي أظلم .

قد يظن البعض أن فشل العملية لن يؤدي إلى تكرارها .. لأن الطريقة اكتشفت و قد وضعت إجراءات كثيرة تستطيع اكتشاف أي محاولة مماثلة ..
و ليس الأمر كذلك .. إن قمة الإثارة و التشويق في أي رواية " بوليسية " أو أي فيلم " أكشن " ناجح .. أن تُغلق جميع الطرق أمام البطل , و تسد جميع المنافذ أمامه .. و بينما القارئ و المشاهد في قمة تحفزه لما سيفعله البطل للخروج من هذا المأزق , يأتي الحل من حيث لا يتوقعه .. و لو كان بإمكان المشاهد العادي توقعه فإن هذه المادة تعتبر فاشلة لعدم قدرتها على جذب المتابع لها و من ثم إمتاعه بالحل الذكي غير المتوقع .
تماماً هذا ما يحدث بالنسبة " لدافينشي اليمن " .. و ليس من المعقول أبداً أن يضيع كل ذلك الجهد لمجرد فشل العملية .. بل إن الإثارة كلها تكمن في أن القاعدة ستحاربهم الآن بسلاح يعرفونه جيداً , و ستنجح فيه رغماً عن أنوفهم .. فإذا كان من الذكاء أن تحارب عدوك بسلاح يجهله و لا يستطيع معرفته .. فإن العبقرية أن تحاربه بسلاح يعرفه و مع ذلك تهزمه شر هزيمة .

لو نجحت العملية لكانت صاعقة على العدو الصليبي في الدهاليز الداخلية فقط , إذ إن الأقرب أن يحيل سبب انفجارها لعطل في المحرك أو وقود تسرب إلى الداخل أو أو .. حتى لا يسبب هذا له إحراجاً أمام الناس .. و لو أحالها لعمل إرهابي فلن يستطيع سوى معرفة المنفذ و أنه تدرب في اليمن ..من خلال كشف الأسماء و تتبع رحلات السير , و بالتالي سيروج بين كثير من الحمقى و المغفلين و النوكى أن ما حدث مجرد مؤامرة للمخابرات الأمريكية لتبرير تدخلهم في اليمن !!
و ستخرج عشرات الأفلام لإثبات أن العمل كان مجرد عطل فني , و أنه يستحيل " علمياً " إدخال متفجرات دون كشفها بالأجهزة .. تماماً كما روج أولئك الحمقى حول غزوة سبتمبر المباركة .. محققين بشعور أو بدونه رغبات الـ cia , في إظهار كونه يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور .


بينما فرحهم بفشل العملية و إعلانهم هذا بكل وضوح سيجعل من تكرر عملية أخرى ضربة قاصمة للمخابرات الأمريكية و الأمن الأمريكي , و لن يستطيعوا إقناع المغفلين بأن هذه العملية هي من صنعهم أو أنهم تغاضوا عنها لتحقيق أهدافهم أو مآربهم كما يزعمه بعض أغبياء العرب .. و لن يستطيعوا - أيضاً - إحالة العملية لعطل فني !!
فيتضاعف تحقيق المقصود من العملية .. بالإضافة إلى كونها تثبت تفوق جنود القاعدة على ضباط أقوى دولة في العالم .. بدون أية رتوش أو مؤثرات .. تحاول التقليل من عبقرية العملية .

لقد نسي الكثير عملية ( أبي الخير ) - تقبله الله - , و التي كانت هي حجر الأساس لمرحلة جديدة من الإرهاب .. و كانت عملية ( ديترويت ) مجرد ( كوبي ) لعملية أبي الخير .. يفترقان في كون الأولى تفجر عن طريق الاتصال بشريحة الجوال .. و الثانية تفجر بإشعال الفتيل ..
و لو جمعنا كل ما قيل عن عملية أبي الخير لما وجدنا واحداً منهم استطاع مجرد تخيل العملية بشكل علمي سليم ..

لا أحد منهم حاول أن يتخيل أن مادة التفجير كانت في اللباس .. بل حتى المخابرات السعودية لم تستطع اكتشاف ذلك و كان إعلان فشلها عن ذلك من خلال العبارة المشهورة و الطريفة ( توصلنا إلى نتائج تقتضي المصلحة الأمنية عدم الافصاح عنها في الوقت الحالي ) .. إذ لو كان هذا صحيحاً لتم إرساله لأسيادهم في واشنطن حتى تتخذ التدابير الفورية اللازمة حيال هذا .

أبرز ما قيل كان على لسان المجرم المشهور فؤاد علام .. نائب مدير مباحث أمن الدولة السابق .. و المهرب في فتحة شرجه لسجائر الماريجوانا .. صاحب الخبرة الطويلة في تعذيب المسلمين , و القاتل بيديه العفنتين كمال السنانيري - رحمه الله - , حيث كان حينها رئيساً لجهاز مكافحة الإسلام و النشاط الديني !! .. و المسترزق أخيراً من أعراض المجاهدين بعد أن بقي عاطلاً عن العمل في قنوات العمالة .
و حيث هو الآن كخبير أمني و محلل سياسي و أستاذ في مكافحة الإرهاب .. كان لا بد من تقديم هذه السيرة الذاتية الحافلة للقراء ..
هذا المأفون كان أقصى غايته في تحليل عملية أبي الخير أن قاسها على نفسه لما كان يهرب الماريجوانا و حبوب الهيروين , و قال :
العملية ( لا يمكن ) إلا أن تكون بتفخيخ المؤخرة !! و بماذا ؟؟ بالـ tnt !!
يا للحسافة على الخبرة !! هذا قصارى تفكير محللي الغفلة و خبراء التحشيش .. و هكذا راجت هذه الفكرة على كثير من بني يعرب الأغبياء , في نفس الوقت الذي سكت فيه كثير من خبراء الغرب عن التحدث بما لا يمكنهم البت فيه بتقرير علمي ..
حتى أتى الفاروق عمر النيجيري فأثبت للعالم أن القاعدة تفكر بما ( لا يمكن ) أن يتخيله واحد من الخبراء المزعومين .. و لو نجحت العملية لبقي تحدي ( أسود القاعدة ) للمخابرات السعودية و من خلفها على حاله , و لبقوا في تخبطهم يعمهون .
لم يفكر أحد - و أمامكم جميع محركات البحث - مجرد تفكير أو حتى تخيل أن قنبلة أبي الخير لم تكن سوى 50 جرام ! و أنها كانت في ملابسه مخبأة بين قطعتي قماش !! و هذه الـ 50 جرام , حفرت - بعد تفجيرها - في الأرض حفرة عمقها ( نصف متر ) و عرضها متر ونصف ! .. إنها و كفى أساطير القاعدة .
لكن مشكلة قومنا الذين من بني جلدتنا .. أنهم يكذبون و لا يستحون .. و يتكلمون بما لا يعرفون .. و لا تعتري وجناتهم حمرة الخجل , و إلا لحذفوا التفاصيل التي سودوا بها الصفحات على أنها ( تفاصيل العملية ) !

عملية أبي الخير كانت بمجرد شريحة جوال لا تحتاج إلى إشعال .. و معنى هذا أن القدرة الأمنية على اكتشاف فاروق آخر ضئيلة للغاية , إذ بإمكان أحدهم أن يرسل طرداً عبر البريد الطائر أو يطلب نقل حمولة معينة بالطائرة دون أن يركبها , أو حتى أن يضع الشحنة الصغير في مكان معين في الحذاء أو حتى معلقة داخل الأحشاء .. و الحقائب و الأحذية تحتوي على أمكنة كثيرة و متنوعة يصعب اكتشافها .. ثم لا يحتاج الأمر إلا اتصال من هاتف مجهول لتلك الشريحة و ينتهي الأمر بطائرة أصابها عطل فني موقّع من ( دافينشي القاعدة ) .


الإشارة الأخيرة :
حضرات ضباط الـ cia , اللعبة لم تبدأ بعد .



بأصابع :
حسني سلامة
,
.