المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفروق بين النفاق الأكبر (الاعتقادي) والنفاق الأصغر ( العملي ):


afifa
08-10-09, 05:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






1 تعريفه :

النفاق لغة -مصدر : نافق -يقال : نافق ينافق نفاقاُ و منافقة وهو مأخوذ من النافقاء : أحد مخارج اليربوع من جحره فإنه إذا طلب من واحد هرب إلى الآخر وخرج منه - وقيل هو من النفق , وهو السرب الذي يستتر فيه .
أما النفاق في الشرع فمعناه إظهار الإسلام و إبطال الكفر و الشر . سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب و و يخرج منه من باب آخر , وعلى ذلك نبه الله تعالى بقوله : ( إن المنافقين هم الفاسقون ) التوبة 67 , أي الخارجون من الشرع
وجعل الله المنافقين شرأُ من الكافرين فقال : (إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار) النساء 145 , وقال تعالى : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ) النساء 142

أنواع النفاق :
1 -النفاق الاعتقادي
2-النفاق العملي

النفاق الاعتقادي :

هو النفاق الأكبر الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية وصاحبه في الدرك الأسفل من النار وقد وصف الله أهله بصفات الشر كلها :
من الكفر وعدم الإيمان , والاستهزاء بالدين وأهله , والسخرية منهم والميل بالكلية إلى أعداء الدين لمشاركتهم لهم في عداوة الإسلام
وذكر الله تعالى في أول سورة البقرة أربع آيات في المؤمنين وفي الكفار آيتين وفي المنافقين ثلاث عشرة إية لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدة فتنهم على الإسلام و أهله

وهذا النفاق ستة أنواع :
1 تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم
2-تكذيب بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
3-بغض الرسول صلى الله عليه وسلم
4-بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
5-المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم
6-الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم

النفاق العملي :

هو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب, وهذا لا يخرج من الملة لكنه وسيلة إلى ذلك .
وصاحبه يكون فيه إيمان ونفاق وإذا كثر صار بسببه منافقا خالصاُ, والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أربع من كن قيه كان منافقا خالصاُ , ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا أؤتمن خان , وإذا حدث كذب , وإذا عاهد غدر , وإذا خاصم فجر )) صحيح مسلم

فمن اجتمعت فيه هذه الخصال ال أربع فقد اجتمع فيه الشر وخلصت فيه نعوت المنافقين , ومن كانت فيه واحدة منها صار فيه خصلة من النفاق - فإنه قد يجتمع في العبد خصال خير و خصال شر وخصال إيمان وخصال كفر ونفاق .
ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما قام به من موجبات ذلك , ومنه التكاسل عن الصلاة مع الجماعة في المسجد , فإنه من صفات المنافقين فالنفاق شر و خطير جدا و كان الصحابة يتخوفون من الوقوع فيه .
قال ابن أبي مليكة : أدركة ثلاثين من أصحاب رسول الله كلهم يخاف النفاق على نفسه


الفروق بين النفاق الأكبر (الاعتقادي) والنفاق الأصغر ( العملي ):

1- أن النفاق الاكبر يخرج من الملة و النفاق الأصغر لا يخرج من الملة .
2-النفاق الأكبر اختلاف السر والعلانية في الاعتقاد , و النفاق الأصغر اختلاف السر والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد .
3-النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن والنفاق الأصغر فقد يصدرمن المؤمن .
4 النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه ولو تاب فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم . بخلاف النفاق الأصغر فإن صاحبه قد يتوب إلى الله فيتوب الله عليه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ((( وكثيرا ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق ثم يتوب الله عليه , وقد يرد على قلبه بعض ما يوجب النفاق و يدفعه الله عنه , والمؤمن يتلى بوساوس الشيطان وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره كما قال الصحابة : يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به قال ذلك صريح الإيمان ) مسلم , و في رواية : ( ما يتعاظم أن يتكلم به قال : الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ) أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة و دفعه عن القلب وهو من صريح الإيمان )))
وما أهل النفاق الأكبر فقال الله فيهم صم بكم عمي فهم لا يرجعون) البقرة, أي إلى الإسلام في الباطن
وقال تعالى فيهم (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) التوبة
قال ابن تيمية : ( وقد اختلف العلماء في قبول توبتهم في الظاهر لكون ذلك لا يَعلم إذ هم دائماُ يظهرون الإسلام )


من كتاب التوحيد للشيخ صالح بن فوزان