المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عجيب أربعون حديثا في فضل الجهاد والمجاهدين في المرفقات لالأمام عبدالعزيز بن باز


رحال ومتى الرحيل
21-07-09, 05:39 AM
http://up1.arb-up.com/files/arb-up-2009-8/XAn43477.gif (http://www.arb-up.com/)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد :





قد تكون بعض الأحاديث ضعيفه ولكن في أعتقادي أنها ليست مكذوبه (موضوعه)
أربعون حديثا في فضل الجهاد والمجاهدين
مكانة المجاهد في سبيل الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنهقال : قال رسول الله : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ،ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض " رواه البخاري .
المجاهد في سبيل الله كالصائم القائم القانت بآيات الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله ، لا يفتر من صيامولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى " رواه البخاري ومسلم .
أجر الجهاد في سبيل الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتدب الله لمن خرج في سبيله ، لا يخرجه إلاايمان بي ، وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر ، أو غنيمة ، أو أدخله الجنة " رواه البخاري
الشوق إلى الموت في سبيل الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لودت أن أقتل في سبيل الله ثم أُحيا ثم أقتل ، ثم أحيا ثم أقتل ،ثم أحيا ثم أقتل " ولمسلم " لودت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأُقتل ثمأغزو فأقتل " رواه البخاري .
رباط يوم في سبيل الله خير منالدنيا وما عليها :
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم : " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها " وعندمسلم : لغدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها " رواه البخاري .
لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما عليها :
عنأنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لغدوة في سبيلالله أو روحةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها " رواه البخاري ومسلم
الرباط في سبيل الله عمل صالح يجري منبعد الموت :
عن سلمان الفارسي رضي اللهعنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " رباط يوم وليلة في سبيلالله خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأُجري عليهرزقه ، وأمن الفتّان " رواه مسلم
لا تمس النار القدميناللتين اغبرتا في سبيل الله :
عن أبي عبس رضي الله عنه قال : قال رسولالله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما غبرتا قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار " رواه البخاري
لايدخل مسلم قتل كافرا في النار :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آلهوسلم قال : " لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا " رواه مسلم .
الجهاد في سبيل الله من أفضل أسباب الرزق :
عن أبي هريرةرضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من خير معاش الناس لهم رجلممسك عنان فرسه فيسبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعةً أو فزعة طار عليه ،يبتغي القتل والموت مظانّه " رواه مسلم
من جهز غازياً أوخلفه في أهله فقد غزا :
عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال " من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف غازيا في سبيلالله بخير فقد غزا " رواه البخاري ومسلم
حرمة نساءالمجاهدين :
عن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليهوسلم " وحرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ، وما من رجل من القاعدينيخلف رجلاً من المجاهدين في أهله ، فيخونه فيهم ، إلا وُقف له يوم القيامة فيأخذ منعمله ماشاء فما ظنكم " رواه مسلم .
أجر المجاهد بماله:
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : جاء رجل بناقةٍ مخطومة فقال : هذه في سبيل الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة " رواه مسلم
أجر الجهاد بين المجاهدوالذي يخلفه في أهله :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم : بعث بعثاً إلى بني لحيان فقال " ليخرج من كل رجلين رجل " ثمقال للقاعد " أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير ، كان له مثل نصف أجر الخارج " رواه مسلم
المجاهدون هم حماة الدين :
عن جابر بنسمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لن يبرح هذاالدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة " رواه مسلم .
الجرح في سبيل الله يعبق مسكاً يوم القيامة :
عن أبيهريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لا يُكلم أحد فيسبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله ، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما ،اللون لون الدم والريح ريح المسك " رواه البخاري ومسلم .
الشهيد وأمنية الموت في سبيل الله :
عن أنس بن مالك رضيالله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجعإلى الدنيا وله مافي الأرض من شيء إلا الشهيد ، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشرمرات ، لما يرى من الكرامة " رواه البخاري ومسلم .
الشهادةفي سبيل الله كفارة للذنوب :
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي اللهعنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلاالدين " رواه مسلم .
عمل قليل وأجر عظيم :
عنأبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " مقام أحدكمفي سبيل الله خير من عبادة أحدكم في أهله ستين سنة ، أما تحبون أن يغفر الله لكموتدخلون الجنة ، جاهدوا في سبيل الله ، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت لهالجنة " رواه أحمد والترمذي والبيهقي وسنده حسن وصححه الحاكم .•
وفواق الناقة : أي مابين الحلبتين من الراحة .

رحال ومتى الرحيل
21-07-09, 05:41 AM
الموت قبل أمنية الجهاد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه ، مات على شعبة من نفاق " رواه مسلم
الخروج للجهاد : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح : " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ، وإذا استُنفرتم فانفروا " رواه البخاري ومسلم .
كيف الجهاد في سبيل الله :
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم " رواه أبو داود والنسائي والدارمي وإسناده قوي .
الأعمال الصالحة للشهيد :
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله ، فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ، ويأمن فتنة القبر " حديث قوي الإسناد رواه
أحمد وأبو داود والترمذي وقال حسن صحيح
أجر من جرح في سبيل الله :
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : من قاتل في سبيل الله فُواق ناقة فقد وجبت له الجنة ، ومن جرح جُرحا في سبيل الله ، أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت ، لونها الزعفران ، وريحها المسك " رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي وإسناده صحيح .
لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم :
عن أبي هريرة رض الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يجتمع غُبار في سبيل الله ودخان جهنم " صحيح رواه أحمد والترمذي والنسائي
أجر الحارس في سبيل الله :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله " صحيح بشواهده رواه أحمد والترمذي والنسائي والدارمي .
الجوائز للشهيد :
عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة ، ويرى مقعده من الجنة ، ويُجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها " ... (إلى آخرها ) حديث حسن رواه الترمذي وابن ماجه .
الموت قبل الجهاد :
عن أبر هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " من لقي الله بغير أثر من جهاد لقي الله وفيه ثلمة " رواه الترمذي وابن ماجة
موت المجاهد شهادة في سبيل الله :
عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من سأل الله الشهادة بصدق ، بلغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه " رواه مسلم .
الجهاد الصادق :
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " الغزو غزوان : فأما من ابتغى وجه الله ، وأطاع الإمام وأنفق الكريمة ، وياسر الشريك ، واجتنب الفساد ، فإن نومه ونبهه أجرٌ كله ، وأما من غزا فخرا ، ورياءً وسمعةً ، وعصى الإمام ، وأفسد في الأرض ، فإنه لم يرجع بالكفاف " إسناده صحيح رواه مالك وأحمد وأبوداود والنسائي .
السفر والتدريب للجهاد :
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سرية ، فقال : " والذي نفس محمد بيده ، لغدوة أو روحةٌ في سبيل الله ، خيرٌ من الدنيا وما فيها ، ولمقام أحدكم في الصف خيرٌ من صلاته ستين سنة " رواه أحمد
أجر الجهاد :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ، وجبت له الجنة ، فعجب لها أبو سعيد ، فقال : أعدها علي يا رسول الله ، فأعادها عليه ، ثم قال : " وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ، مابين كل درجتين كما بين السماء والأرض " قال : " الجهاد في سبيل الله ، الجهاد في سبيل الله ، الجهاد في سبيل الله " رواه أحمد .
الجنة تحت ظلال السيوف :
عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف " رواه مسلم .
التدريب على الرماية :
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر يقول : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ـ ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي " رواه مسلم .
وجوب مواصلة التدريب على الرماية :
وعنه ( عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " من علم الرمي ثم تركه ، فليس منا ، أوقد عصى " رواه مسلم .
البركة في نواصي الخيل :
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " البركة في نواصي الخيل " رواه البخاري ومسلم
النظر إلى موضع الهدف :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان أبو طلحة رضي الله عنه يتترّس مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بترس واحد ، وكان أبو طلحة حسن الرمي فكان إذا رمى يُشرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فينظر إلى موضع نبله " رواه البخاري .
فضل صانعي أسلحة الجهاد :
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " إن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة : صانعه يحتسب في صنعته الخير ، والرامي به ، ومنبِّله " رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه والنسائي .
ملاحظة أسلحة الجهاد :
عن عروة البارقي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة : الأجر والمغنم " رواه البخاري ومسلم .
أجر العاملين في القوات البحرية للدفاع عن حوزة الإسلام :
عن أم حرام رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد ، والغريق له أجر شهيدين " حديث حسن رواه أبو داود .
( م ن ق و ل من عشاق الحور)

~سليل المجد~
21-07-09, 06:02 AM
الجهاد يُشترط له القدرة والاستطاعة

اعلم أن جميع التكاليف الشرعية يُشترط للقيام بها القدرة والاستطاعة، فإن حصل العجز رُفع التكليف إلى حين تحقق القدرة والاستطاعة، بما في ذلك تكليف الجهاد في سبيل الله، كما قال تعالى:) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ (الفتح:17. أي ليس على ذوي الأعذار هؤلاء حرج في التخلف عن الجهاد .. لحصول العجز وانتفاء القدرة على القيام بمتطلبات الجهاد .. ما نصحوا لله ولرسوله r، وللمجاهدين.
وكذلك قوله تعالى:) لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ . وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (التوبة:91-92. فهؤلاء ليس عليهم حرج ولا سبيل إن تخلفوا عن الجهاد .. لحصول العجز والضعف الذي يمنعهم من القيام بمتطلبات الجهاد .. ) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (التوبة:93. أما هؤلاء لا يُعذرون .. وهم مؤاخذون ومحاسبون لو تخلفوا عن الجهاد؛ لأنهم أغنياء وأقوياء، يملكون القدرة على القيام بمتطلبات ولوازم الجهاد في سبيل الله.
وقال تعالى:] لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [ البقرة:286. وقال تعالى: ] فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [ التغابن:16.
قال ابن كثير في تفسير قوله:] لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [ البقرة:286. أي لا يُكلَّف أحد فوق طاقته، وهذا من لطفه تعالى بخلقه ورأفته بهم وإحسانه إليهم ا- هـ.
وفي الحديث فقد صح عن النبي r أنه قال:" وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم" متفق عليه.
قال الشافعي رحمه الله: فإن الله تعالى يعلم أن هذا مستطيع يفعل ما استطاعه فيثيبه، وهذا مستطيع لا يفعل ما استطاعه فيعذبه، فإنما يعذبه لأنه لا يفعل مع القدرة، وقد علم الله ذلك منه، ومن لا يستطيع لا يأمره ولا يعذبه على ما لم يستطعه ا- هـ.
وقال العز بن عبد السلام رحمه الله: إن من كُلِّف بشيء من الطاعات فقدر على بعضه وعجز عن بعضه، فإنه يأتي بما قدر عليه، ويسقط عنه ما عجز عنه ا- هـ.
ماذا نستفيد مما تقدم ..؟
نستفيد أموراً عدة، منها: أن العجز إن كان طارئاً لعلَّةٍ يُزالُ بزوالها، فإنه يتعين حينئذٍ العمل على إزالة العجز بإزالة علته وسببه؛ إذ لا يجوز الاستسلام للعجز ما وُجِد سبيل لدفعه وإزالته.
قال ابن تيمية في الفتاوى 28/259: يجب الاستعداد للجهاد بإعداد القوة ورباط الخيل في وقت سقوطه للعجز؛ فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ا- هـ.
ومنها: أن العجز لا يبرر الوقوع في المحظور أو اللجوء إليه؛ كاللجوء إلى وسائل وأعمال تتسم بالغدر أو فيها شبهة غدر .. أو تؤدي إلى ذهق الأنفس البريئة المعصومة شرعاً .. بذريعة أننا لا نستطيع أن نصل إلى العدو إلا من خلال هذه الوسائل والأعمال!
فانتفاء القدرة يُلزم السعي والعمل على تحقيق القدرة والاستطاعة .. وإزالة أسباب العجز والضعف .. لكنه لا يبرر الوقوع في المحظور أو الحرام؛ فالغايات في ديننا مهما عظمت لا تبرر
الوسائل المحرمة.
فشمَّاعة العجز والضعف ـ التي يتعلق بها بعض الناس ـ لا تبرر لنا بحال ارتكاب المحظور والوقوع فيه!
ومنها: أن الحماسة مطلوبة، لكن الزائد منها قد تحمل صاحبها على الوقوع في التهلكة .. كأن يقع صيداً سهلاً بأيدي العدو .. مع علمه المسبق ـ بنسبة كبيرة راجحة ـ أنه لو انطلق إلى ساحة من ساحات الجهاد .. من خلال طرق معينة أنه سيقع أسيراً بيد العدو .. إذ لا مناص ولا قدرة له على أن يتفادى ذلك .. ومع ذلك تراه يفعل!
والله تعالى يقول:) وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (البقرة:195.
أقول ذلك: لأن من الشباب المسلم من يحمله الحماس على المغامرة والمخاطرة .. رغم عجزه وضعفه .. وشعوره أن احتمال نجاح مغامرته ضئيل جداً .. وقبل أن يستوفي الإعداد المطلوب .. ومع ذلك تراه يُغامر ويُخاطر .. فيقع في المحظور والأسر .. ولو تأملت أسباب اعتقال كثير من المسلمين في الأسر عند العدو .. تجد مرد ذلك إلى هذا السبب الذي ذكرناه!
التضحية مطلوبة .. ولا بد منها .. لكن ينبغي أن توضع في مكانها المناسب .. وبعد الأخذ بكامل أسباب السلامة .. وهذا من تمام التوكل، والله تعالى أعلم.
ومنها: من الفقه والسياسة الشرعية أن يتم التمييز بين مراحل الضعف وما يتعلق بها من أحكام ونصوص شرعية، وما توجب من التزامات ونهج، ومواقف .. وبين مراحل القوة والتمكين وما يتعلق بها من أحكام ونصوص شرعية، وما توجب من التزامات، ونهج، ومواقف؛ إذ الخلط بينهما وحمل نصوص كل جانب منهما على الآخر .. مؤداه إلى الوقوع في مخالفات وأخطاء فادحة لا تُحمد عواقبها .. قد ترتد على الصف الإسلامي بالهلاك والدمار!
فمن كان يعيش مراحل الضعف وظروفه .. ثم أراد أن يحمل على نفسه الأحكام والنصوص التي تُحمَل على مراحل القوة والتمكين .. فهو من وجه يكون قد أخطأ خطأ شرعياً فقهياً فادحاً لا يليق بمن يتصدى للقيام بالمهام الكبار والذود عن حياض الأمة .. ومن جهة يكون قد كلَّف نفسه مالا تُطيق ولا تقدر عليه .. وهذا منهي عنه كما تقدمت الإشارة .. ومن وجه يكون قد تشبَّع بما لم يُعطَ، وبما ليس فيه، ومن تشبَّع بما لم يُعطَ كلابس ثوبي زورٍ .. ومن جهة فإن فاعل ذلك يدل على أنه يعيش عالم الخيال .. ولم يُحسن قراءة الواقع جيداً .. وهو بعد كل ذلك يكون قد عرَّض نفسه ومن معه لبلاء ليس لهم به طاقة .. وربما للهلاك!
كم كان يحزنني حال ذاك الأخ الكريم ـ شفاه الله وعافاه وفكَّ أسره ـ الذي يعيش مستضعفاً مع جملة المستضعفين في إحدى بلاد الغرب .. الذي ادعى لنفسه أنه الخليفة الراشد الذي يجب أن يُبايع من جميع المسلمين في الأرض .. وكان يتصرف كخليفة .. ولا يقبل من الناس أن يتعاملوا معه إلا كخليفة .. ويُخاطبوه كخليفة .. بينما هو في واقع حاله يعيش ضعيفاً في خيام القوم .. لا يملك من شؤون حياته شيئاً!
كذلك في المقابل من كان يعيش مراحل القوة والتمكين ثم أراد أن يحمل على نفسه نصوص وأحكام مراحل الضعف والاستضعاف .. فإنه بذلك يقع في خطأ شرعي فقهي فادح .. ومن جهة يقع في التفريط فيما يجب عليه القيام به مما يقدر عليه، ومثله في ذلك مثل من يتخلف عن القيام مما يجب عليه شرعاً .. ومن دون عذر معتبر!
ولا يزال عتبي قائماً على إخواننا في دولة الطالبان ـ ردَّ الله إليهم دولتهم وملكهم ـ لما أعلنوا عن دولتهم بأنها إمارة إسلامية أفغانية .. لا تُلزم إلا المسلمين الأفغان .. ولا تتعدى اهتماماتها الحدود الأفغانية .. وليس خلافة إسلامية .. ترعى شؤون جميع المسلمين في الأرض .. وتُلزمهم بما يجب عليهم شرعاً نحو خلافتهم وخليفتهم من الطاعة والنصرة والولاء .. رغم توفر الظروف والمعطيات السياسية والجغرافية والعسكرية والبشرية التي كانت تمكنهم من الإعلان عن ذلك!
فإن قيل: وهل لمراحل الاستضعاف أحكام ونصوص تتعلق بها تختلف عن الأحكام والنصوص ذات العلاقة بمراحل وظروف القوة والتمكين؟!
أقول: نعم؛ من هذه النصوص والأحكام ذات العلاقة بمراحل الضعف ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ قوله تعالى:) لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة:91. وقوله تعالى:) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ (النور:61. وقوله تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (النساء:97. وهؤلاء هم الأقوياء الذين أرادوا أن يحملوا على أنفسهم زوراً أحكام المستضعفين، فلم يُعذَروا، وقد كشف الله كذبهم عندما زعموا الاستضعاف .. ومثل هؤلاء مثل كل قادر يريد أن يتهرب من التكاليف الشرعية تحت ذريعة الاستضعاف والعجز وما هو بضعيف ولا عاجز؛ وإنما يتعاجز ويتظاهر بالضعف والاستضعاف .. أما المستضعفين الصادقين في استضعافهم .. هم الذين يشملهم قوله تعالى:) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (النساء:98. هؤلاء الذين يُعذرون لو تخلفوا عن الهجرة، وعن الجهاد.
وكذلك قوله تعالى:) إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً (آل عمران:28. فهذه الآية الكريمة تُحمل على المستضعفين الذين يعيشون ظروف الضعف والخوف، والإكراه، ونحوها قوله تعالى:) إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ (النحل:106.
وكذلك قوله تعالى:) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (الأنفال:60. وهذه الآية الكريمة يُعمل بمقتضاها في جميع المراحل؛ مراحل الاستضعاف والعجز، ومراحل القوة؛ إذ الإعداد يجب أن يبقى مستمراً في جميع مراحل الصراع بين الحق والباطل، وما بقي الجهاد وبقيت دواعيه وأسبابه على وجه الأرض، لكن العمل بمقتضى هذه الآية الكريمة يكون أوكد وأولى بحق المستضعفين في الأرض ليتمكنوا من رفع العجز والضعف عن أنفسهم، وأن ينتقلوا بأنفسهم إلى مرحلة القوة والظهور والتمكين.
ولعل من أبرز ما يُظهر ويوضح هذا المعنى الآنف الذكر قوله r كما في الحديث الصحيح:" من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " مسلم.
فتأمل كيف تسلسلت طريقة إنكار المنكر بحسب القدرة والاستطاعة؛ فالقوي يُنكر المنكر بيده، والأقل منه قوة واستطاعة يُنكر المنكر بلسانه، والمستضعف الذي لا يقدر على شيء مما يقدر عليه من تقدم ذكرهما يُنكر المنكر بقلبه، وذلك أضعف الإيمان .. ولو أراد كل واحدٍ من هؤلاء الأنفار الثلاثة أن يُنكر المنكر على طريقة الآخر لحصل الإفراط أو التفريط، ولا بد!
هذا الفقه في التمييز بين ما توجبه مراحل القوة والتمكين وبين ما توجبه مراحل الضعف والاستضعاف .. ومن ثم إعطاء كل مرحلة من المراحل حقها من غير إفراطٍ ولا تفريط .. لا بد من أن يتنبه له العاملون من أجل الإسلام .. ومن أجل استئناف حياة إسلامية راشدة .. وما أقل من يفعل ذلك .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

~سليل المجد~
21-07-09, 06:13 AM
عندما تَنحرفُ مسيرةُ الجهادِ عن المسَار
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فقد شُرِعَ الجهاد في سبيل الله للحفاظ على مقاصد الإسلام الكليَّة وهي: الدين، والنفس، والعقل، والنسل أو العِرض، والمال، ومن المال الأرض؛ إذ لا قيام ووجود لمقاصد الإسلام الأخرى الآنفة الذكر ـ على الوجه الأكمل ـ من دون وجود أرض تحتضنها، وتحميها، وتُحافظ عليها.
وشرطه: المتابعة للسنَّة أو الموافقة لأحكام الشريعة وحدودها، والإخلاص، فإن انتفى أحد الشرطين بطل العمل والأجر، وسُلِب عن الجهاد والمجاهدين صفة ومسمى الجهاد في سبيل الله.
ومن لوازمه: العلم؛ فالعلم يتقدم العمل ويتقدم الجهاد .. فمن انطلق إلى الجهاد بغير علم ولا فقه فيما يتعلق بالجهاد من أحكام ومسائل ضرورية .. وقع في العدوان والإفراط أو التفريط ولا بد، وعن قصدٍ أو غير قصد .. فجاهل الشيء كفاقده لا يُمكن أن يقوم به فضلاً عن أن يعطيه للآخرين.
هذه هي مقاصد وغايات الجهاد، وهذا هو لازمه، وهذه هي شروطه .. التي تُحدد مسار الجهاد ومعالم طريقه، فلا يتجاوزها في شيء.
وعلى قدر انحراف سفينة الجهاد عن تلك المقاصد والغايات، وتلك الشروط .. يكون انحرافها عن المسار الصحيح .. وهي بقدر انحرافها عن هذا المسار تفقد مبررات وجودها .. ودواعي القبول والنصر والتمكين.
لا يُمكن لجماعة من الجماعات أن تعتبر المسائل الفقهية الخلافية التي يُستساغ فيها الاختلاف والاجتهاد ـ وعلماء الأمة قد اختلفوا فيها، ولا يزالون ـ من الثوابت .. والكليات العامة التي لا تقبل النقاش .. والتي يُقاتل من أجلها أو من أجل نصرة قول من جملة الأقوال التي قيلت في المسألة .. ويرتبون على ذلك ولاءً وبراء .. ثم بعد ذلك نعتبر هذه الجماعة جماعة جهادية جادة تسير في الاتجاه والمسار الصحيحين.
لا يُقبل من أي حركة تنتسب للجهاد .. أن يكون تأصيلها النظري وفق قواعد أهل السنَّة والجماعة .. بينما تطبيقها العملي .. وإنزال أحكامها على الواقع والأعيان .. وفق قواعد ومناهج الخوارج الغلاة .. ثم بعد ذلك تُعتبر هذه الحركة الجهادية حركة جهادية جادة تسير في الاتجاه والمسار الصحيحين .. وأن منهجها هو منهج أهل السنة والجماعة.
الجماعة التي تضع السيف في أبناء المسلمين من أهل القبلة .. وغيرهم ممن صان الشرع حرماتهم .. أو يظهر منها نوع استهانة واستهتار بالحرمات .. وبمقاصد الجهاد أو بعضها .. لا يُمكن حينئذٍ أن يُنظر لهذه الجماعة على أنها جماعة جهادية جادة تسير في الاتجاه والمسار الصحيحين.
الجماعة التي تتجرأ على انتهاك الحرمات المصانة شرعاً بالظن، والشبهات، والاحتمالات .. لا يُمكن أن يُنظر إليها على أنها جماعة جهادية جادة تسير في الاتجاه والمسار الصحيحين.
الجماعة التي تتعامل مع القضايا الكبرى العامة بأنانية وعصبية وحزبية .. فتُقدم مصلحتها الخاصة .. ومصلحة أفرادها .. على مصلحة الأمة .. ومصلحة الدين .. وعلى مصلحة وسلامة غيرهم من المسلمين .. لا يُمكن حينئذٍ أن يُنظَر لهذه الجماعة على أنها جماعة جهادية جادة تسير في الاتجاه والمسار الصحيحين.
الجماعة التي تكون جل حركتها وعملها في الساحات المتشابهة المُختلف عليها .. والتي هي مثار جدل بين المسلمين وفقهائهم .. مع توفر الساحات المحكمة التي لا خلاف عليها .. لا يُمكن حينئذٍ أن يُنظَر لهذه الجماعة على أنها جماعة جهادية جادة تسير في الاتجاه والمسار الصحيحين.
عندما تقدم جماعة من الجماعات حب التشفي والانتقام على الحكم الشرعي .. والمتابعة للسنَّة .. لا يُمكن حينئذٍ أن يُنظَر لهذه الجماعة على أنها جماعة جهادية جادة تسير في الاتجاه والمسار الصحيحين.
أخوف ما يُخاف على سفينة الجهاد أن يتسلط عليها .. وعلى قيادتها .. أفراد يجنحون إلى الغلو والتشدد والتنطع في الدين .. والاستهانة بالحرمات المصانة شرعاً .. فإن حصل ذلك أو شيء منه .. لا تسأل حينئذٍ عن درجة الانحراف والهلكة التي يُمكن أن تُصيب حركة الجهاد .. والأمة من ورائها .. وعن العواقب الوخيمة التي يُمكن أن تحصل من جراء ذلك!
فإن حصل لحركة الجهاد الانحراف عن المسار الصحيح ـ المباين لمناهج أهل الغلو والإرجاء، والإفراط والتفريط

حياتي تساهيل
21-07-09, 06:15 AM
موضوع قيّم أشكرك عليه أخي السامر ....

رحال ومتى الرحيل
21-07-09, 06:31 AM
أخي بسمة مسلم وأختي حياتي تساهيل

http://up1.arb-up.com/files/arb-up-2009-8/OE047010.gif (http://www.arb-up.com/)