لم ينتبه لهم احد

[خياال الخيال]

لم ينتبه لهم احد

سبحان الذي يعلم السر واخفى فهو العالم بخلقه ولقد تكفل بأرزاقهم فلن يمنع احدا نزول رزقة

فأنا اليوم سوف التفت لتلتفتوا معي لفئة لا يدرك احد حاجتهم ولا معاناتهم فمثلهم مثل الفقير الذي لا يسأل الناس الحافا
فعزة نفسه ابت عليه ذلك ولقد كرمه الله وذكرهم في كتابه

فهؤلاء الفئة لا يعانون من اعاقة جسدية ولا فكرية بل هم اصحاء بل منهم من يطارح الأقوياء ويطرحهم

لكن هم متخلفون دراسيا وانا لا اقصد الطلاب الذين رسبوا بسبب الاهمال وعدم الانضباط في اوقات الدوام
فهؤلاء يجنون ما زرعته ايديهم

لكن اعني بكلامي طلاب ليس لديهم قدرات تساعدهم للتفوق الدراسي
فهم يبذلون جهد مضاعف في المذاكرة ولكن تواجهم مشكلتان

اولا المواد التي تحتاج حفظ
فهو يبقى يذاكر ويردد ويكتب ما يحاول أن يحفظه ثم ينام فيستيقظ و قد نسي كل ما حفظه(هذا رواية عن شخص أنه يحفظ وفي صباح اليوم الثاني يكون قد نسي كل ما حفظه ولست اقول كلام من رأسي)

ثانيا المواد التي تحتاج لفهم
طبعا يحاول جاهدا أن يفهم الشرح من المعلم ولكن يفشل
ثم يطلب احد اقربائه أن يشرح له الدرس فيحاول قريبه مرات كثيرة دون جدوى فقدراته الاستيعابية لا تمكنه من فهم المسألة

ثم يصبح رسوبهم امر محتم فهو يحتاج في كل مرحلة سنتنان إن شملته رحمة المدرسين لكي يتجاوزها

فأشكالهم معروفة داخل الفصول فأي زائر لذلك الفصل سينكر وجودهم وسيسأل عن احوالهم فأجسامهم اكبر من اجسام زملائهم لأن اعمارهم اكبر بكثير ممن معهم في الفصل

حين يوجد طالب عمره 13سنة ولا زال في مرحلة ثالث ابتدائي فما سيكون توقعك لمستقبل هذا الطالب

(يروي لي معلم انه كان يدرس في قرية نائية حيث يوجد طالب بثالث متوسط اكبر بسنة من استاذ(محضر المختبر)بالمدرسة)وفي مدارس القرى النائية تكون الحالات واضحة

طبعا في الوقت الحالي اصبح بعض هذه الفئة تتجاوز المرحلة الابتدائية بسرعة اكثر حيث النظام المعمول به هو التقويم المستمر الذي يجعل رأي المعلم هو المعيار الذي يحدد نجاج الطالب من رسوبه

اما نجاح هذه الفئة ليس السبب فيه انهم يستحقون النجاح ولا حتى شفقة من المدرسين
وانما هي عملية تخلص من المعلم من هذا الطالب حتى لا يدرسه في العام القادم

ثم يتجاوز هذا الطالب المرحلة الابتدائية
لكي يكمل باقي عمرة في المتوسطة
وفي النهاية يترك المدرسة ليحتويه الشارع لكي يقوم بتعليمه الاجرام فيبدأ يتعلم ممن سبقوه في هذا العالم حتى يتخرج بأعلى الشهادات في عالم الجريمة

طبعا هو يتحمل الجزء الاكبر من اسباب انحرافه وكذلك المجتمع يتحمل جزء من انحرافه
حيث أن هذا المجتمع طالب هذا الفرد بأشياء لا يمتلكها
حيث أننا نعيش في زمن العمل مقرون بالشهادات
فإن كنت لا تمتلك شهادة فليس لك اي فرصة في الحصول على وظيفة(ولكن الفترة الحالية حتى اصحاب الشهادات العليا لم يجدوا وظائف)

ولكن أنا اردت أن اقول أن هذه الفئة نعم فشلوا في التعليم وفي الحصول على الشهادات
ولكني وبكل ثقة اعتقد أن تجارب الحياة قدمت لهم شهادة يدرسون بها اصحاب الشهادات كيف يعيشوا الحياة

فرجاء ابعثه مع أني فاقد كل امل بأن احد يسمعه ولكن كان علي أن اكتبه لاعبر عن شيء اؤمن به ولكم اعرضه

فمثل هؤلاء تضيع اعمارهم على كراسي التعليم دون جدوى او فائدة
فأرجوا أن ينظر لمثل هؤلاء بعين الاعتبار ودراسة وضعهم ثم رسم خطط تناسب قدراتهم

ولست اقصد بأن يكثفوا لهم التدريس او يعملوا لهم درودس تقوية
فهم لن يستفيدوا من ذلك إلا بشيء لا يذكر
فصعوبات التعلم التي تم ابتكارها لاقت عدم جدية في العمل من معلم الصعوبات
او أن معلم الصعوبات جرب كل الطرق ومع ذلك لم ينفع كما قيل الشق اكبر من الرقعة

اذا هذا ليس مطلبي لأن ذلك لا ينفعهم فهم هدفهم من بقائهم على كراسي المدرسة مع عدم قدرتهم على تجاوزها هو اخذ شهادة ليبحث له عن وظيفة

وكلنا نعلم أن هناك تجار بارعين بلا شهادات
وقادة ناجحين بلا شهادات
وشعار مشاهير بلا شهادات
وعظماء في التاريخ بلا شهادات
!!!!؟؟؟؟!!!!
افلا يوجد وظائف لهؤلاء غير مطلوب فيها شهادات