المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سقط المتـاع !


الأموره
10-10-04, 09:19 AM
السلام عليكم – أقف متردداً – ورحمة الله وبركاته ،،،

بداية أود أن أرحب بك أخي القارئ ، وأشكرك على ثقتك بي حينما فتحت باب مقالي المتواضع وأثني بجملة مفادها " أنك قد تخرج من هذه المقالة صفر اليدين " بل وحتى " الرجلين " وقد لا تخرج كذلك ، عموماًَ لن نستبق الأحداث فجرب وأنت الحكم ، وقد جربنا نحن فوجدنا النتيجة ، لكن لن نخبرك بها ، فدونك والتجربة .

هذه المقدمة المُملة دليلٌ واضح ، ومعلمٌ فاضح على أنّ كاتبها قد طالت فترة سباته " الصيفي " – لأن الصيف عندنا تسعة أشهر والبقية شتاء - عن الكتابة ، وامتد غروب شمس قلمه عن مسطحات الورق البيضاء ، فإذا علمت أن ذلك كذلك فحنانيك حنانيك بالعتاب ، فالمنثور أمامك لم ينقل من كتاب ، ولم يُعرض على ذوي الفهم من الأصحاب .

حقيقةٌ فكرة هذه المقالة دارت ، وتدور ، وستدور ما شاء الله لها أن تدور في خلدي ، كلما رأيت أحداً يصنف من زمرة سقط المتاع – وما أكثرهم في عصرنا الحاضر - وهاك بعض النماذج .

= هذه إحداهن اتصلت بي – مخطئة كما تدعي – تعرض عليّ – متفضلة – بناء علاقة معها فأكبر همها أن تعيش قصة حب واهية .
= وأخرى ترسل لي رسالة شاكية وهي باكية جراء قسوة أخيها الظالم الذي يعيش في " مجتمع ذكوري " كما تدعي لأنه رفض أن يشتري لها تلكم الساعة الباهضة الثمن .
= وثالثةٌ تندب قدرها الذي جمعها بزوجٍ غيور يرفض السفر بها خارج البلاد خشية أن ينسلخ حياؤها حال رؤية ما يوجب ذلك .
= وأُخراهن وليست آخِرهن تلك التي تُعد العدة كي تكون مستعدة لإجراء عملية " لنفخ الشفتين " و " حلق الحاجبين " واستبدالهما بخطين وأخيراً وضعُ حلقة في سر بطنها ولابد من لبس لباس يفضح ذلك الجمال – كما تزعم _
= وآخرُ يستدين كي يشتري رقم هاتفٍ – جوال – وجهاز " الدمعة " كي يسكب حين يأتي موعد السداد دمعه ، كل ذلك من أجل سد نقص داخلي يعيشه .
= وثالثٌ يستميت في التهرب من العمل واختلاق الأعذار والبحث عن وساطات تنقله حيث العمل بلا عمل وأقصد به معظم القطاعات الحكومية .
= ورابعٌ همه مظهره فكل أربعة أيام تجده " مطقوق " أمام باب الحلاق ، وبعد العصر عند أهل التلميع ، وبعد العشاء تجده رحالة بين المجمعات والأسواق يبحث عن ساقطة مثله .

وهكذا يستمر مسلسل الساقطين والساقطات – مع العلم أني لا أقصد بهذا الوصف جُرماً بعينه بل أقصد كل من يجعل نصب عينه هدفٌ تافهة أو يكون أصلاً بلا هدف ، و لا قيمة - أقولها بملء فمي من لم يجعل له هدفاً دينياً أو دنيوياً فهو بلا شك يُعد من سقط المتاع ، فقيمة المرء ما يحسن ، وبقدر أهل العزم تأتي العزائم ، وأعلم رحمني الله وإياك أنه " لا شيء يجعلك عظيماً إلا الألم العظيم " .

نعم في علو الهمة تعب تكرهه طبيعة النفس التي تعشق الراحة والدعة ، لكن هل كل ما يكرهه الانسان يدعه ؟! واعلم رحمني الله وإيّاك " أن من يعيش لدينه فسيعيش متعباً ولكنه سيحيا كبيراً ويموت كبيراً ، وأن من يعيش لنفسه فإنه قد يعيش مرتاحاً ولكن سيعيش صغيراً ويموت صغيراً "

.....

الحديثُ ذو شجون ، والكتابةُ أم الفنون ، لكن أين الذين يقرؤون ؟! .

كنتُ بالأمس في سيارتي أسير ، دون أن أُعجل المسير ، فقد كنتُ أستمع وأستمتع لحبر من أحبار هذه الأمة مغمور وليس بمشهور ، وبينما أنا على تلكم الحال استوقفتني كثرة الزحام التي أمامي في مكان ليس من عادته أن يزدحم ، فتسألت مستفهماً ما تراه يكون – السبب - توقعتُ أن يكون بسبب " نقطة التفتيش " كعادة رجال أمننا البواسل في اختيار أماكن توحي بأن من يخطط لها ويختار يتمتع ببصر ثاقب وبعد نظر منقطع النظير . لكن هالني مؤخراً لما علمت أن السبب هو افتتاح مطعم جديد .. وردد معي أخي القارئ " يا ليل ما أطولك "

.....
لكي تنجح فلا بد لك من ذرائع ثلاث كما يقول أهلُ تطوير الذات وهي : الفقر و الصعوبة و التعب ، فإن كنت فقيراً فلا تخف فالحاجة أم الاختراع ، وإن كنت متعباً فابتهج فأنت في الطريق الصحيح ، وإن كنت تواجه صعوبات فتصبّر فأنت على وشك إحراز النجاح .

.....

أخي القارئ أعيذك بالله أن تكون من أصحاب العقول الكليلة التي لا تعرف إلا القضايا التافهة فلها تهيج وعليها تصالح وبها تنهض ، أما إن كنتَ منهم فصلي على نفسك أربعا فأنت من سقط المتاع ، وأحذرك أن تكون ممن يبحث عن منهج السلامة فهو درب كثيرة أخطاؤه .. بل ابحث عن سلامة المنهج تصل بإذن الله لبر النجاة ، وفقنا الله وإيّاك لكل خير .

.....

وقفة معكِ أختي القارئة بالذات اعلمي رحمني الله وإيّاك أن الحياء سلعة والمرء تاجر فهناك من هو مرخّص لها ، وآخر بسعرها يكاثر فمن أي الصنفين أنتِ ؟!
.....

أخي القارئ الكريم قد يكون في داخلك عملاقاً يحتاج منك أن توقظه فلا تتأخر وتذكر أن الممكن سأل المستحيل يوماً فقال أين تقيم فرد عليه إن وطني العاجر ومستعمراتي المتردد ، فانفض الغبار عن عاتقيك ولا تكن عاجزاً أو متردداً ورحم الله أسامة بن منقذ حين قال " الكسل يمنع الطلب ، و الفشل يدفع إلى العطب ، و من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء ، و يجمع إلى عقله عقول الحكماء ، و يديم الاسترشاد ، و يترك الاستبداد ، فالرأي الفذ ربما زل ، و العقل الفذ ربما ضل " لله دره ما أحسن قوله .

.....

تأملت حال الدعاة فوجدتهم قسمان لا ثالث لهما فداعية تجده يحمل هم الدعوة ، بينما الآخر تجد الدعوة تحمل همه ، وتفكرتُ فوجدتُ أن من فقه المرء إساءة ظنه بنفسه لأن حسن ظنه بها يجعله يرى العيوب كمالاً ، وتأملت ذلكم الرجل ، ما أعذبه و ما أجمله ذلكم الذي رأى على أخيه عيباً فنصحه وستره ، لله دره من عاقل فاضل ، فهذا مع العامة فكيف به لو كان مع الخاصة فإن الإعجاب يتضاعف والدعاء يتناصف .

.....

يقول أهل الحكمة والنظر أن العقل أشبه ما يكون بناطحة سحاب تتكون من مائة طابق وفي كل طابق مائة غرفة فالشخص العادي يستخدم غرفة واحدة فقط في معاش يومه العادي ، فتأمل معي أخي الكريم حالنا سنوات وأيامنا عادية ، مما يعني أننا لم نتجاوز محيط الغرفة ودعنا نجازف ونقول الغرفتين .. فما الحاصل ؟ بالطبع سيكون مآل بقية الغرف في تلكم الناطحة عرضة للأوساخ والأتربة فلا ونيس ولا جليس بها ، ترى !! كم نحتاج من الوقت لتنظيف تلكم الغرف من بقايا الأتربة والغبار ، وقد يحتاج البعض منا إلى " جلي البلاط "
ولو تأملت أخي الكريم متفضلاً لا مأموراً . العقول ستجدها أحد عقلين إما عقل إدراك وتجربة وهذه ما تتمتع به عقول الغرب ، وإما عقل هداية وإيمان وهذه يتمتع به المسلمون ، فما رأيك لا حرمني الله وإيّاك سكنى الجنان بمن جمع العقلين في عقله ؟ وثقلت موازين أقواله ورأيه ؟ أظن أني أرى أبتسامة تعلو محياك تقول طوبى له طوبى له .

.....

نعم قد تقول مابال أخينا المفضال البركان قام يترنح يميناً وشمال ؟ فأقول لك لا والله فقد أخطأت النجعة وما زال بإمكانك يا أخي الرجعة ، فمحور المقال يدور حول تحقيق الذات والبعد عن مسلسل تأنيب الضمير وجلد الذات ، والدعوة لأن تجعل من نفسك في علو وارتفاع ، حتى لا تحسب ضمن أهل الدنو وسقط المتاع ، وهذه جملة نصائح ، اختزنتها وأنا بين طيات كتب أهل الفكر سائح ، أنضمها لك بعقد فريد ، وهي كلمات متجددة المعنى مع الترديد ، فاقرأها على مهل ، ولا تكن ممن يلقي النظر على عجل ، فبسم الله ابدأ وأقول ..

** الإيمان ليس كلمة تقال بل حقيقة ذات تكاليف وأمانة ذات أعباء وجهاد يحتاج إلى صبر وجهد يحتاج إلى احتمال .

** لا تجعل ملابسك غالية الثمن فقد يمر عليك يوما ما تكون أرخص مما ترتديه .

** أيه العائب أفعال الورى ** أرني بالله ماذا تفعل
لا تقل عن عمل ذا ناقص ** جئ بأوفى ثم قل ذا أكمل
** ينبغي أن نتخلص من نفسية المستحيل ومن نفسية التساهل .

** إنما الحياة ألم يخفيه أمل وأمل يحققه عمل وعمل ينهيه أجل ثم يجزى كل امرئ بما عمل ثم إلى أين ؟!

** الشهيد سطر بدمه كلمات حق لتحيي في نفوسنا معاني عظيمة تعملنا الثبات .

** إذا كان فكري وكلامي وكتاباتي لا تعايش هموم أمتي فهي أشياء لا خير فيها .

** قواعد ديكارت الفكرية :

1- لا تقبل شيئا على أنه حق مالم تعرفه يقينا
2- قسم الأفكار الرئيسية إلى فرعية
3- ابدأ بأبسط الأمور وتدرج تصاعديا
4-قم بالاحصاءات الكاملة والمراجعات الشاملة لما تم عمله

** من لمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف .

** الرجل يرفعه الأدب ويزكيه العقل يضع من المودة أعلاها ومن المحبة أسماها يعفو عن الخطأ ويتجاوز عن الزلل .

** قد تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت أو بعض الناس كل الوقت لكن لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت .

** علامة الشيخ الصالح أن يبقي في كل زمان ومكان منهجاً يرتوي الناس من معينه .

** علامة الرجل الصالح أن يترك في كل مكان يحل فيه أثراً صالحاً .

** آفة العقل الهوى فمن علا ** على هواه عقله فقد نجا .

** بتضحيات العلماء يأتي النصر وبموتهم تحيا الأمة أمتنا أمة ولود سيكون ألف مجاهم منهم من قضى نحبه ومن من ينتظر لكن السؤال المهم ماذا قدمنا نحن ؟!

** المهم تأسيس العقل على المنهجية وليس على تكديس المعلومات لأنه بالتأسيس يقوم ببناء تركيبه الخاص به من أكداس المعلومات .

** المحنة هي مقاساة عذاب الطريق الصحيح والفشل هو مقاساة عذاب الطريق غير الصحيح .

** إذا أقبلت الفتنة لا يراها إلاالعلماء العقلاء وإذا أدبرت رآها حتى الجهلاء .

** عندما تعرف قدرات نفسك ستدرك كنه كل ماهو جدير بالمعرفة .

** عمل كالسراب وقلب من التقوى خراب وذنوب بعدد حبات التراب ثم تطمع بالكواعب الأتراب هيهات أنت سكران بلا شراب ما أجملك لو بادرت أملك ما أجلك لو بادرت أجلك ما
أقواك لو خالفت هواك .

** إن أقوالنا وكلماتنا تضل جثث هامدة حتى إذا غذيناها بدمائنا أصبحت تروج بأسماء .

** لكل مسلم ثغرة في هذا الدين فاحذر أن تكون ثغرتك سبيلا للمجرمين .

** الناس أشباه ولكن فرقت ** ما بينهم في الرتبة الآراء
والنفس إن صلحت زكت وإذا خلت ** من فطنة لعبت بها الأهواء
لو لم يكن بين الرجال تفاوت ** ماكان فيهم سادة ورعاء

** تزرع فكراً فينمو بعد ذلك سلوكاً ثم يورق عادة فتثمر العادة شخصية تقطف بعدها مصيراً فكن على علم بما تزرع أو يزرع لك .

** اعلم ان العقل لا ينشيء دليلاً ولكنه يكتشف الدليل ومن ثم يسبر غوره .

** من تمام العلم ا ستعماله ومن تمام العمل استقلاله فمن استعمل علمه لم يحد الرشاد ومن استقل عمله لن يقصر في المراد .

** المشكلات ثلاثة أنواع : مشكلات تخصنا ، و مشكلات تخص غيرنا معنا ، و مشكلات لا علاقة لنا بها وتهمنا ، أما علاج الأولى فبتغيير أفكارنا وقناعاتنا ، والثانية بتغيير سلوكنا وردات فعلنا ، و الثالثة صبر جميل بلا شكوى .

** لم يفت الوقت بعد كي تكون ماكان يمكن أن تكونه .

** أنت تخطيء بنسبة 100% في الفرص التي لا تقدم عليها .

** قال الثعلب يوما : إني أعرف للكلب ألف حيلة ليس منها حيلة خير من أن لا أرى الكلب ولا يراني .

** ألقى العداوة بين العقل والهوى ثم ابتلى الله العبد بأن جمع له بينهما .

قد تقصر عقولُ البعض عن إدراك المغزى من بعض ما كًتب ، وقد يمجُ البعضُ ماقد سُطر ، وليس هذا بغريب ولكن الغريب أن يطبق الجميع على رأي ، فمن سنة الحياة الاختلاف في الآراء كما هي في العقول ، فمن بلغه النداء فليجب ومن تعثر الإرسال عنده عبر الأثير فليغير " الموجات " عله أن يدرك المسير .

وفي الختام أقول ما كان صواباًَ فمن العلي المنان ، وما كان خطأ فمن نفسي والشيطان ، وآخر دعونا أن الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم : فولكانو


منقول

غريب الماضي
10-10-04, 02:04 PM
تأملت حال الدعاة فوجدتهم قسمان لا ثالث لهما فداعية تجده يحمل هم الدعوة ،

بينما الآخر تجد الدعوة تحمل همه ، وتفكرتُ فوجدتُ أن من فقه المرء إساءة ظنه بنفسه

لأن حسن ظنه بها يجعله يرى العيوب كمالاً ، وتأملت ذلكم الرجل ، ما أعذبه

و ما أجمله ذلكم الذي رأى على أخيه عيباً فنصحه وستره ، لله دره

من عاقل فاضل ، فهذا مع العامة فكيف به لو كان مع الخاصة فإن الإعجاب

يتضاعف والدعاء يتناصف .



المشكلات ثلاثة أنواع : مشكلات تخصنا ، و مشكلات تخص غيرنا معنا ،

و مشكلات لا علاقة لنا بها وتهمنا ، أما علاج الأولى فبتغيير أفكارنا وقناعاتنا ،

والثانية بتغيير سلوكنا وردات فعلنا ، و الثالثة صبر جميل بلا شكوى .




بــارك الله بـكـِ أخـتي وجـزاكـِ الله خـيـر على هـذا الـطـرح الـطـيـب


بـكـل صـدق طــرح ثــري بـالـمـعـلـومـات القيمة والواقعة بـواقـعـنـا المعـاصـر


أسأل المولى جل جـلالـة أن يجعلنا ممن يسمعون القول ويتبعون أحسنه


يأخـذون بالنصح الطيب ويتركون القـول السيء


أختي*·~-.¸¸,.-~* الامورة*·~-.¸¸,.-~* خير المواضيع هو ما نقلتي


الله يعطيكِ العافية


إحـتـرامـاتـي....إلك