داعـ الحق ـي
15-12-07, 01:38 PM
حقيقة هالموضوع منقول ومانقلته لكم الا للفائدة العظيمة اللي فيها نابعة من تجربة شخص كرف في كلية الطب نسأل الله التوفيق لنا وله أتمنى انك تقرا الموضوع من أوله لآخرة لأنه مفيد جدا لمن يرغب او يفكر الدخول في كلية الطب...
أضع بين يديك هنا خلاصةَ تجربة إنسانية .. لشعب منقرض يُسمى طلاب الطّبّ البشري!
تعرّف على الطّب! مو نصيحة على فكرة هل الطّب كمهنة مناسب لك؟ تعرّف على ما يفعله الأطباء ولماذا مهنة الطب واحدة من أشرف وأنبل المهن في العالم!
ما هو الطّبّ؟
إن دراسة الطب هي أكثر من أن تحصل على الشهادة وتصبح طبيباً. إنه تفكير في الآخرين ووضع المرضى في المقدمة، إنها مهنة رعاية. ولذلك ينبغي أن تكون واثقاً جداً من حبك للناس. وهي مهنة تنافسية ومتطلبة وبالطبع مكافئة جداً أيضاً.
الطب هو عمل جماعي في فريق، فربّما تعمل مع أطباء من اختصاصات أُخرى .. وربّما تكون أساسيّاً وربّما لا. سوف تعمل مع أطباء وممرضات وصيادلة وفيزيائيين وجراحين وفنيي مخابر والكثير الكثير.
إذا كنت تظن أنّ مهنة الطب هي فقط مثل طاقم ER ففكّر مرة ثانية، مطوّلاً وبعمق. المهنة عمل مضنٍ ليس فقط بسبب الساعات الطويلة المعروفة جيداً، بل هي منهكة بشكل لا يُصدّق. فالجراح مثلاً لا يُجري العمليات فحسب بل يشخّص الأمراض للمرضى ويدعمهم وينصحهم أيضاً ويقوم بتدريب الكوادر. إنّها الحد الأعظم في المهام المتعدّدة.
ليست رائعة وبالتحديد ليست المهنة المناسبة لك إذا كنت ترتكس لمجرد ذكر الدم، ودعك من باقي سوائل الجسد. بالإضافة إلى وجود الكثير من الأعمال غير الطبية ببساطة. بالإضافة إلى وجود تعلّم مستمر وتحديث عام للمعرفة. ليس من أجل اجتياز الامتحانات بل لأنه عليك فعل ذلك. الطب يتغير بسرعة والأطباء لا يستطيعون الجلوس وإسناد أعمالهم إلى ما تعلموه منذ 25 سنة مثلاً.
أغلب الأطباء سوف يقولون: إنه على الرغم من أنّ التحدي والخوف من كونك طبيباً لا يغادرانك أبداً. فإن الطب مهنة مثيرة وممتعة ومُرضية. إن التشخيص ووصف العلاجات الّتي يُؤمل لها النجاح هو عمل يُكافأ المرء عليه بالتأكيد.
كيف أعرف فيما إذا كان الطب المهنة المناسبة لي؟
أوّلاً اسأل نفسك أي نوعٍ من المستقبل يفتنك؟ هل تريد التحدّي؟ الفرص؟ فرص لإحداث التغيير؟ إنّ الكثير من طلاب الجامعة الألمعيين والمحفَّزين يصفون "مهنة العمر" بالمميّزات التالية:
الخدمة: تسمح لك بمساعدة الناس وتقديم المعرفة.
الحركة: لا تربطك بمكتب طوال الوقت.
الاحترام: عملك ومساهمتك هما جزءٌ هام من المجتمع.
الأمان: تُمكّنك من الكسب لحياةٍ جيّدة ومستقبلٍ آمن.
الإثارة: تتغيّر يومياً، ولذلك من المستحيل أن تكون مملّة.
الانتقالية: مهاراتك ومعرفتك مطلوبة أينما اخترت أن تعيش.
الطواعية: تمنحك الكثير من الفرص المهنية من نفس القاعدة التعليمية الّتي أحرزتها.
مهن قليلة توافق هذه المقاييس. ولكن ولا واحدة توافقها كما تفعل مهنة الطب.
ماذا تُشبه مهنة الطّب؟
حقول قليلة تقدّم تنوّعاً كبيراً من الفرص. أكثر الأطباء يملؤون حياتهم المهنية بالعناية بالناس ويتعلمون المزيد دوماً عن الجسد البشري. في كل يوم يعمل الأطباء في العيادات والمشافي وفي الكلّيّات ليهتموا بالمرضى المحتاجين.
ولكن الأطباء يقومون بأشياء أكثر من ذلك. فالأطباء الباحثون (في الغرب طبعاً وليس في الشرق البائس) يطوّرون علاجاتٍ جديدة مثيرة للسرطانات والأمراض الوراثية والأمراض الانتانية كالإيدز. والأطباء الأكادميّون يشاركون مهاراتهم وحكمتهم بتدريس طلاب الطب والمقيمين. وآخرون يعملون في منظمات الرعاية الصحية والشركات الدوائية وتصنيع الأجهزة الطبية وشركات التأمين الصحي أو في مجال توجيه البرامج الصحية. إنّ الأشخاص الّذين يملكون مهاراتٍ طبية مطلوبون في كل مكان.
هل سيزوّدني الطب بحياة جيّدة؟
لدى الطب مكافآتٌ عديدة، شخصية وفكرية ومادية. ويختلف الدّخل بحسب المكان الّذي يعيش فيه الطّبيب ونوع الاختصاص الطبي الّذي يُمارسه.
اتخاذ القرار لدراسة الطّبّ
لماذا أدرس الطب؟ وماذا أستطيع أن أفعل بعد ذلك؟
إنّ الشهادة الطبية تضمن لك عملاً مدى الحياة في الحقل الطبي، على الرغم من عدم كون الشهادة نهاية تدريبك (هل فهمت أن الطب قد يأخذ منك وقتاً طويلاً قبل أن تتمكن من ممارسته باستقلالية؟ من أجل الضمان الأكيد بأنّ حيوات الناس هي موضع الرّعاية؟).
سوف يمكّنك الطب من اكتساب مهاراتٍ مفيدة:
التواصل: إذا لم تكن تستطيع أن تكلّم زميلك الكائن البشري، فإنّك لن تفعل ذلك كطبيب. عُذراً.
المهارات السريرية: سوف تتعلم بالتأكيد أخذ القصة السريرية من مريض وفحص المرضى وتأدية إجراءات منقذة للحياة.
القدرة على العمل في فريق: إذا كنت لا تستطيع تدبير هذه فلن تنجح.
مهارات القيادة: سوف تتعلّم كيف تقود فريقاً وأيضاً.
ستتعلم إدارة الوقت.
حل المشاكل ومهارات اتخاذ القرارات الدقيقة، وسوف تستخدم الدليل من عدد كبير من المصادر لتنجح في إيجاد الحل الأفضل لكل أنواع المشاكل، وغالباً في قضايا تتعلّق بالحياة أو الموت.
الحزم والبقاء قوياً - أشياء هامة وحيويّة بالمطلق.
هل أنا شخص مناسب لمهنة الطّب؟
اسأل نفسك بعض الأسئلة:
هل أهتم بعمق بالنّاس الآخرين؟ وبمشاكلهم وآلامهم؟
هل أستمتع بمساعدة الناس من خلال مهاراتي ومعرفتي؟
هل أستمتع بالتعلّم وكسب المزيد من الفهم؟ هل أمضي عميقاً في موضوع ما أكثر ممّا يطلبه أساتذتي؟ هل أفهم قيمة التّعلّم أكثر من كونها طريقاً للحصول على درجة جيّدة؟
هل أنا مهتم بوظائف الجسم البشري؟ وهل أنا فضولي حول الطّرق الّتي يستطيع الطب من خلالها أن يحسّن الحياة؟
إذا أجبت بـ "نعم" على مُعظم هذه الأسئلة فإنّ فرص كونك الشخص المناسب لمهنة الطّبّ عالية.
الكلّيّات الطبية .. ماذا تشبه؟ لقد سمعت بأنها طويلة وصعبة، فكم طولها؟ وما هو مقدار صعوبتها؟ الإجابة مثالية جدّاً. أما الواقع فيتوقّف عليك وعلى المكان الّذي تدرس فيه.
واحدة من الحقائق المهمةّ هي أن الأشياء الّتي تأتي بسهولة لا تُعتبر ثمينةً. والمدارس الطبيّة عبارة عن تحدّي. فإذا أردت أن تأخذ على عاتقك مسؤولية صحة الناس وجودة حياتهم فعليك أن تكون جاداً حول التّعلّم. ومتى ما تمّ قبولك فإنّ المدرسة الطبية وكادرها سوف يفعلون ما بوسعهم لمساعدتك للنجاح في الحالات المثالية طبعاً في الحقيقة 96% من طلاب الطّب يتخرجون ويحصلون على درجتهم الطبية M.D.
بشكل عام هذه نظرة سريعة حول ما يُمكنك توقعه خلال دراستك للطب.
خلال سنواتك الثلاث الأولى سوف تدرس العلوم الأساسية مثل التشريح والكيمياء الحيوية والفيزيولوجيا والجراثيم والتشريح المرضي والأدوية بالإضافة إلى العلوم السلوكية (الأخيرة لا تُدرّس في سوريا). وسوف تتعلّم التقنيات الأساسية لأخذ القصة السريرية وفحص المريض (بدءاً من السنة الثالثة).
ومن ثمّ (في السنوات اللاحقة) سوف تذهب إلى المشفى لتشاهد وتعمل مع الأطباء الخبيرين وستبدأ بتعلّم كيفية العناية بالمرضى. في هذا الوقت سوف تبدأ باستكشاف التنوّع الكبير لمسارات مهنة الطّب. مثل الطب الباطني (الداخلية) والجراحة والنسائية والتوليد والأطفال. وستنفق سنواتك الأخيرة وأنت تتابع تماسَك مع المرضى والأطباء.
وبعد التخرج من كلية الطب فإنك سوف تنفق من ثلاث سنوات إلى سبعٍ أو ثماني في برنامج إقامة residency حيث سوف تبدأ بكسب المزيد من الخبرة والتدريب في الاختصاص الّذي اخترته (واختيار الاختصاص تنافسي جداً ويدخل المعدّل وظروف أُخرى في تحديده). ربّما لديك فكرة مسبقاً عن الاختصاصات الّتي تهمك، وعلى كل حال من الجيد أن تُبقي عقلك مفتوحاً للأفكار الجديدة حتى نهاية السنة الرابعة أو الخامسة من دراستك في كلية الطب.
إنّ دراسة الطب صعبة وسيُطلب منك الكثير من حجم المعلومات الّتي يُتوقَّع منك أن تتقنها والمعدّل الّذي يُتوقّع منك أن تتعلّمه. وسوف تحتاج إلى عاداتٍ دراسية جيّدة ومهاراتٍ في تنظيم الوقت بالإضافة إلى الخلفية الأكاديمية القوية. وبعد التخرج سوف تختار الاختصاص الّذي سوف تعمل به في برنامج الإقامة وستحصل على رخصة لمزاولة المهنة.
عادةً تدوم دراسة الطب في سوريا ست سنوات وفي السنة الأخيرة تكتسب المزيد من الخبرة في العناية بالمرضى. وكل مدرسة طبية تختلف بالكيفية الّتي تُنظّم من خلالها برنامجها التعليمي.
ترتيب كليّات الطب في سوريا برأيي: (الأفضل أوّلاً)
كلية الطب البشري في جامعة دمشق (حكومية).
كلية الطب البشري في جامعة حلب (حكومية).
كلية الطب البشري في جامعة تشرين في اللاذقية (حكومية).
كلية الطب البشري في جامعة البعث في حمص (حكومية).
وتأتي بعدها كلية الطب البشري في جامعة الفرات (حكومية) وباقي كليات الطب المستحدثة في الجامعات السورية الخاصة.
أسئلة قبل اختيار كلية الطب المناسبة!
هذه أسئلة لك قبل أن تقرّر في أي جامعة تريد التّعلّم، يجب أن تسأل عن الكليّات وتتحدّث مع طلّابها وخرّيجيها:
هل لدى الكلية سمعة جيدة ومعايير أكاديمية عالية؟ هل هي مُعتمدة؟
هل تقدّم كورسات شاملة في الإنسانيّات والمجتمع والسّلوك والعلوم الطبيعية؟
هل فيها أقسام علمية قوية مع إمكانات جيدة في المختبرات؟
هل لدى الكلية مشفى تعليمي؟
هل تقدّم كل الكورسات المطلوبة الّتي تحتاجها؟
هل توفّر فعاليات أكثر من روتينية مثل برامج للمتطوعين للعمل في المشافي والعيادات؟
هل ينتابك شعور جيد تجاهها؟ هل أنت مرتاح لحجمها ومنطقتها وحياتها الاجتماعية ومناخها العام؟
هل يُمكنك أنت وعائلتك تحمّل نفقات الدراسة فيها؟
وتذكّر أنّ الفنون التحرّرية هي المفتاح الجوهري لتصبح طبيباً. وسوف تحتاج إلى أساس قوي في الرياضيات والعلوم المتعلقة بالطب مثل البيولوجي والكيمياء العامة والكيمياء العضوية والفيزياء. ومن المهم أن تكون تجربتك الجامعية شاملة. إنّ تعلّم الإنسانيات والفنون التحرّرية سوف يساعدك في التّحضير للجانب المتعلّق بالناس في الطب.
كم يستغرق الحصول على التعليم الطبي؟
الغالبية سوف يقولون: مدى الحياة. فالأطباء يتعلمون دائماً الاكتشافات الجديدة والتقنيات المتطورة الحديثة. سوف يتطلب منك الأمر ست سنوات للحصول على شهادة MD وبعدها سوف تنفق ثلاث إلى سبع أو ثمان سنوات كطبيب مقيم في مشفى تعليمي حيث ستتدرّب للحصول على شهادة في اختصاص ما. وسوف يُدفع لك مقابل عملك وعنايتك بالمرضى. راتب طلاب الاختصاص في سوريا يُشبه رواتب الموظفين ويخضع للحوافز والزيادات وطبيعة العمل. والراتب في مشافي وزارة الصحة ومستوصفاتها أعلى منه في مشافي وزارة التعليم .. إلا أنّ شهادة وزارة التعليم أفضل من الناحية العلمية.
هل سأستمتع في الطّب؟
نعم إذا كنت:
لا تخاف من العمل الصعب.
مُحفَّزاً بشكل طبيعي، وشخصاً نشيطاً بإلهامٍ عالٍ.
تستمتع بالتعلّم وإيجاد الحلول للأشياء.
من نوع الشخص الّذي يقول عنه المحيطون أنه سوف يُصبح طبيباً جيّداً.
سعيداً بالعمل في فريق كما لو أنّك تعمل لوحدك.
مستمعاً جيداً. هل يُخبرك الأشخاص عن مشاكلهم؟ هذه إشارة جيدة.
مُتنبّهاً لكل الوقائع (الجيدة والسيئة) لكونك طبيباً.
تستمتع بامتلاك حياة اجتماعية صحية.
وأخيراً وبعيداً عن الكلام المزركش .. فإنّ الكلمة والنصيحة الأهم:
لا تدرس الطّب إذا لم يكن ذلك اختيارك .. نجاحك في مهنتك يتوقّف على مدى حبّك لها .. فلا تدرس الطّب إذا لم تكن من عشّاق هذه المهنة. ولا تدرس الطّب إن لم تكن مستعداً للدراسة المطوّلة وإعطاء المهنة الكثير من وقتك وجهدك وهواياتك، الطّب لا يحتاج إلى ذكاء بقدر ما يحتاج إلى الدراسة الطويلة والمضنية .. وتذكّر دائماً ... الطّب مجال تنافسي كبير جداً .. فعليك أن تكون أهلاً للمنافسة!
أضع بين يديك هنا خلاصةَ تجربة إنسانية .. لشعب منقرض يُسمى طلاب الطّبّ البشري!
تعرّف على الطّب! مو نصيحة على فكرة هل الطّب كمهنة مناسب لك؟ تعرّف على ما يفعله الأطباء ولماذا مهنة الطب واحدة من أشرف وأنبل المهن في العالم!
ما هو الطّبّ؟
إن دراسة الطب هي أكثر من أن تحصل على الشهادة وتصبح طبيباً. إنه تفكير في الآخرين ووضع المرضى في المقدمة، إنها مهنة رعاية. ولذلك ينبغي أن تكون واثقاً جداً من حبك للناس. وهي مهنة تنافسية ومتطلبة وبالطبع مكافئة جداً أيضاً.
الطب هو عمل جماعي في فريق، فربّما تعمل مع أطباء من اختصاصات أُخرى .. وربّما تكون أساسيّاً وربّما لا. سوف تعمل مع أطباء وممرضات وصيادلة وفيزيائيين وجراحين وفنيي مخابر والكثير الكثير.
إذا كنت تظن أنّ مهنة الطب هي فقط مثل طاقم ER ففكّر مرة ثانية، مطوّلاً وبعمق. المهنة عمل مضنٍ ليس فقط بسبب الساعات الطويلة المعروفة جيداً، بل هي منهكة بشكل لا يُصدّق. فالجراح مثلاً لا يُجري العمليات فحسب بل يشخّص الأمراض للمرضى ويدعمهم وينصحهم أيضاً ويقوم بتدريب الكوادر. إنّها الحد الأعظم في المهام المتعدّدة.
ليست رائعة وبالتحديد ليست المهنة المناسبة لك إذا كنت ترتكس لمجرد ذكر الدم، ودعك من باقي سوائل الجسد. بالإضافة إلى وجود الكثير من الأعمال غير الطبية ببساطة. بالإضافة إلى وجود تعلّم مستمر وتحديث عام للمعرفة. ليس من أجل اجتياز الامتحانات بل لأنه عليك فعل ذلك. الطب يتغير بسرعة والأطباء لا يستطيعون الجلوس وإسناد أعمالهم إلى ما تعلموه منذ 25 سنة مثلاً.
أغلب الأطباء سوف يقولون: إنه على الرغم من أنّ التحدي والخوف من كونك طبيباً لا يغادرانك أبداً. فإن الطب مهنة مثيرة وممتعة ومُرضية. إن التشخيص ووصف العلاجات الّتي يُؤمل لها النجاح هو عمل يُكافأ المرء عليه بالتأكيد.
كيف أعرف فيما إذا كان الطب المهنة المناسبة لي؟
أوّلاً اسأل نفسك أي نوعٍ من المستقبل يفتنك؟ هل تريد التحدّي؟ الفرص؟ فرص لإحداث التغيير؟ إنّ الكثير من طلاب الجامعة الألمعيين والمحفَّزين يصفون "مهنة العمر" بالمميّزات التالية:
الخدمة: تسمح لك بمساعدة الناس وتقديم المعرفة.
الحركة: لا تربطك بمكتب طوال الوقت.
الاحترام: عملك ومساهمتك هما جزءٌ هام من المجتمع.
الأمان: تُمكّنك من الكسب لحياةٍ جيّدة ومستقبلٍ آمن.
الإثارة: تتغيّر يومياً، ولذلك من المستحيل أن تكون مملّة.
الانتقالية: مهاراتك ومعرفتك مطلوبة أينما اخترت أن تعيش.
الطواعية: تمنحك الكثير من الفرص المهنية من نفس القاعدة التعليمية الّتي أحرزتها.
مهن قليلة توافق هذه المقاييس. ولكن ولا واحدة توافقها كما تفعل مهنة الطب.
ماذا تُشبه مهنة الطّب؟
حقول قليلة تقدّم تنوّعاً كبيراً من الفرص. أكثر الأطباء يملؤون حياتهم المهنية بالعناية بالناس ويتعلمون المزيد دوماً عن الجسد البشري. في كل يوم يعمل الأطباء في العيادات والمشافي وفي الكلّيّات ليهتموا بالمرضى المحتاجين.
ولكن الأطباء يقومون بأشياء أكثر من ذلك. فالأطباء الباحثون (في الغرب طبعاً وليس في الشرق البائس) يطوّرون علاجاتٍ جديدة مثيرة للسرطانات والأمراض الوراثية والأمراض الانتانية كالإيدز. والأطباء الأكادميّون يشاركون مهاراتهم وحكمتهم بتدريس طلاب الطب والمقيمين. وآخرون يعملون في منظمات الرعاية الصحية والشركات الدوائية وتصنيع الأجهزة الطبية وشركات التأمين الصحي أو في مجال توجيه البرامج الصحية. إنّ الأشخاص الّذين يملكون مهاراتٍ طبية مطلوبون في كل مكان.
هل سيزوّدني الطب بحياة جيّدة؟
لدى الطب مكافآتٌ عديدة، شخصية وفكرية ومادية. ويختلف الدّخل بحسب المكان الّذي يعيش فيه الطّبيب ونوع الاختصاص الطبي الّذي يُمارسه.
اتخاذ القرار لدراسة الطّبّ
لماذا أدرس الطب؟ وماذا أستطيع أن أفعل بعد ذلك؟
إنّ الشهادة الطبية تضمن لك عملاً مدى الحياة في الحقل الطبي، على الرغم من عدم كون الشهادة نهاية تدريبك (هل فهمت أن الطب قد يأخذ منك وقتاً طويلاً قبل أن تتمكن من ممارسته باستقلالية؟ من أجل الضمان الأكيد بأنّ حيوات الناس هي موضع الرّعاية؟).
سوف يمكّنك الطب من اكتساب مهاراتٍ مفيدة:
التواصل: إذا لم تكن تستطيع أن تكلّم زميلك الكائن البشري، فإنّك لن تفعل ذلك كطبيب. عُذراً.
المهارات السريرية: سوف تتعلم بالتأكيد أخذ القصة السريرية من مريض وفحص المرضى وتأدية إجراءات منقذة للحياة.
القدرة على العمل في فريق: إذا كنت لا تستطيع تدبير هذه فلن تنجح.
مهارات القيادة: سوف تتعلّم كيف تقود فريقاً وأيضاً.
ستتعلم إدارة الوقت.
حل المشاكل ومهارات اتخاذ القرارات الدقيقة، وسوف تستخدم الدليل من عدد كبير من المصادر لتنجح في إيجاد الحل الأفضل لكل أنواع المشاكل، وغالباً في قضايا تتعلّق بالحياة أو الموت.
الحزم والبقاء قوياً - أشياء هامة وحيويّة بالمطلق.
هل أنا شخص مناسب لمهنة الطّب؟
اسأل نفسك بعض الأسئلة:
هل أهتم بعمق بالنّاس الآخرين؟ وبمشاكلهم وآلامهم؟
هل أستمتع بمساعدة الناس من خلال مهاراتي ومعرفتي؟
هل أستمتع بالتعلّم وكسب المزيد من الفهم؟ هل أمضي عميقاً في موضوع ما أكثر ممّا يطلبه أساتذتي؟ هل أفهم قيمة التّعلّم أكثر من كونها طريقاً للحصول على درجة جيّدة؟
هل أنا مهتم بوظائف الجسم البشري؟ وهل أنا فضولي حول الطّرق الّتي يستطيع الطب من خلالها أن يحسّن الحياة؟
إذا أجبت بـ "نعم" على مُعظم هذه الأسئلة فإنّ فرص كونك الشخص المناسب لمهنة الطّبّ عالية.
الكلّيّات الطبية .. ماذا تشبه؟ لقد سمعت بأنها طويلة وصعبة، فكم طولها؟ وما هو مقدار صعوبتها؟ الإجابة مثالية جدّاً. أما الواقع فيتوقّف عليك وعلى المكان الّذي تدرس فيه.
واحدة من الحقائق المهمةّ هي أن الأشياء الّتي تأتي بسهولة لا تُعتبر ثمينةً. والمدارس الطبيّة عبارة عن تحدّي. فإذا أردت أن تأخذ على عاتقك مسؤولية صحة الناس وجودة حياتهم فعليك أن تكون جاداً حول التّعلّم. ومتى ما تمّ قبولك فإنّ المدرسة الطبية وكادرها سوف يفعلون ما بوسعهم لمساعدتك للنجاح في الحالات المثالية طبعاً في الحقيقة 96% من طلاب الطّب يتخرجون ويحصلون على درجتهم الطبية M.D.
بشكل عام هذه نظرة سريعة حول ما يُمكنك توقعه خلال دراستك للطب.
خلال سنواتك الثلاث الأولى سوف تدرس العلوم الأساسية مثل التشريح والكيمياء الحيوية والفيزيولوجيا والجراثيم والتشريح المرضي والأدوية بالإضافة إلى العلوم السلوكية (الأخيرة لا تُدرّس في سوريا). وسوف تتعلّم التقنيات الأساسية لأخذ القصة السريرية وفحص المريض (بدءاً من السنة الثالثة).
ومن ثمّ (في السنوات اللاحقة) سوف تذهب إلى المشفى لتشاهد وتعمل مع الأطباء الخبيرين وستبدأ بتعلّم كيفية العناية بالمرضى. في هذا الوقت سوف تبدأ باستكشاف التنوّع الكبير لمسارات مهنة الطّب. مثل الطب الباطني (الداخلية) والجراحة والنسائية والتوليد والأطفال. وستنفق سنواتك الأخيرة وأنت تتابع تماسَك مع المرضى والأطباء.
وبعد التخرج من كلية الطب فإنك سوف تنفق من ثلاث سنوات إلى سبعٍ أو ثماني في برنامج إقامة residency حيث سوف تبدأ بكسب المزيد من الخبرة والتدريب في الاختصاص الّذي اخترته (واختيار الاختصاص تنافسي جداً ويدخل المعدّل وظروف أُخرى في تحديده). ربّما لديك فكرة مسبقاً عن الاختصاصات الّتي تهمك، وعلى كل حال من الجيد أن تُبقي عقلك مفتوحاً للأفكار الجديدة حتى نهاية السنة الرابعة أو الخامسة من دراستك في كلية الطب.
إنّ دراسة الطب صعبة وسيُطلب منك الكثير من حجم المعلومات الّتي يُتوقَّع منك أن تتقنها والمعدّل الّذي يُتوقّع منك أن تتعلّمه. وسوف تحتاج إلى عاداتٍ دراسية جيّدة ومهاراتٍ في تنظيم الوقت بالإضافة إلى الخلفية الأكاديمية القوية. وبعد التخرج سوف تختار الاختصاص الّذي سوف تعمل به في برنامج الإقامة وستحصل على رخصة لمزاولة المهنة.
عادةً تدوم دراسة الطب في سوريا ست سنوات وفي السنة الأخيرة تكتسب المزيد من الخبرة في العناية بالمرضى. وكل مدرسة طبية تختلف بالكيفية الّتي تُنظّم من خلالها برنامجها التعليمي.
ترتيب كليّات الطب في سوريا برأيي: (الأفضل أوّلاً)
كلية الطب البشري في جامعة دمشق (حكومية).
كلية الطب البشري في جامعة حلب (حكومية).
كلية الطب البشري في جامعة تشرين في اللاذقية (حكومية).
كلية الطب البشري في جامعة البعث في حمص (حكومية).
وتأتي بعدها كلية الطب البشري في جامعة الفرات (حكومية) وباقي كليات الطب المستحدثة في الجامعات السورية الخاصة.
أسئلة قبل اختيار كلية الطب المناسبة!
هذه أسئلة لك قبل أن تقرّر في أي جامعة تريد التّعلّم، يجب أن تسأل عن الكليّات وتتحدّث مع طلّابها وخرّيجيها:
هل لدى الكلية سمعة جيدة ومعايير أكاديمية عالية؟ هل هي مُعتمدة؟
هل تقدّم كورسات شاملة في الإنسانيّات والمجتمع والسّلوك والعلوم الطبيعية؟
هل فيها أقسام علمية قوية مع إمكانات جيدة في المختبرات؟
هل لدى الكلية مشفى تعليمي؟
هل تقدّم كل الكورسات المطلوبة الّتي تحتاجها؟
هل توفّر فعاليات أكثر من روتينية مثل برامج للمتطوعين للعمل في المشافي والعيادات؟
هل ينتابك شعور جيد تجاهها؟ هل أنت مرتاح لحجمها ومنطقتها وحياتها الاجتماعية ومناخها العام؟
هل يُمكنك أنت وعائلتك تحمّل نفقات الدراسة فيها؟
وتذكّر أنّ الفنون التحرّرية هي المفتاح الجوهري لتصبح طبيباً. وسوف تحتاج إلى أساس قوي في الرياضيات والعلوم المتعلقة بالطب مثل البيولوجي والكيمياء العامة والكيمياء العضوية والفيزياء. ومن المهم أن تكون تجربتك الجامعية شاملة. إنّ تعلّم الإنسانيات والفنون التحرّرية سوف يساعدك في التّحضير للجانب المتعلّق بالناس في الطب.
كم يستغرق الحصول على التعليم الطبي؟
الغالبية سوف يقولون: مدى الحياة. فالأطباء يتعلمون دائماً الاكتشافات الجديدة والتقنيات المتطورة الحديثة. سوف يتطلب منك الأمر ست سنوات للحصول على شهادة MD وبعدها سوف تنفق ثلاث إلى سبع أو ثمان سنوات كطبيب مقيم في مشفى تعليمي حيث ستتدرّب للحصول على شهادة في اختصاص ما. وسوف يُدفع لك مقابل عملك وعنايتك بالمرضى. راتب طلاب الاختصاص في سوريا يُشبه رواتب الموظفين ويخضع للحوافز والزيادات وطبيعة العمل. والراتب في مشافي وزارة الصحة ومستوصفاتها أعلى منه في مشافي وزارة التعليم .. إلا أنّ شهادة وزارة التعليم أفضل من الناحية العلمية.
هل سأستمتع في الطّب؟
نعم إذا كنت:
لا تخاف من العمل الصعب.
مُحفَّزاً بشكل طبيعي، وشخصاً نشيطاً بإلهامٍ عالٍ.
تستمتع بالتعلّم وإيجاد الحلول للأشياء.
من نوع الشخص الّذي يقول عنه المحيطون أنه سوف يُصبح طبيباً جيّداً.
سعيداً بالعمل في فريق كما لو أنّك تعمل لوحدك.
مستمعاً جيداً. هل يُخبرك الأشخاص عن مشاكلهم؟ هذه إشارة جيدة.
مُتنبّهاً لكل الوقائع (الجيدة والسيئة) لكونك طبيباً.
تستمتع بامتلاك حياة اجتماعية صحية.
وأخيراً وبعيداً عن الكلام المزركش .. فإنّ الكلمة والنصيحة الأهم:
لا تدرس الطّب إذا لم يكن ذلك اختيارك .. نجاحك في مهنتك يتوقّف على مدى حبّك لها .. فلا تدرس الطّب إذا لم تكن من عشّاق هذه المهنة. ولا تدرس الطّب إن لم تكن مستعداً للدراسة المطوّلة وإعطاء المهنة الكثير من وقتك وجهدك وهواياتك، الطّب لا يحتاج إلى ذكاء بقدر ما يحتاج إلى الدراسة الطويلة والمضنية .. وتذكّر دائماً ... الطّب مجال تنافسي كبير جداً .. فعليك أن تكون أهلاً للمنافسة!