ساري نهار
02-09-07, 10:10 PM
مدخل :
هناك جمله للكيلاني قرأتها منذ صغري في أحدى قصصه ، تعلقت بذاكرتي حتى الآن ، رغم
مرور سنوات عده ، حتى أنني لا أذكر تلك القصة بالكامل ، فقط هذه الجملة ( لقد أصبحنا مثل
الدمى اليابانية المصنوعة من الصفيح و الورق نرقص و نلعب دون شعور.. )
( 1 )
أخذني الوالد في أحد حججه إلى مكه
كنت وقتها في المراحل الأولى من المتوسط
انبهرت بأعداد الحجاج
شاهدت مجموعه بيضاء من الحجاج
سئلت الوالد من هؤلاء
قال لي : الفرس
اقتربت منهم و كأني أشاهد مظاهره
لقد فغرت وقتها لهول جمال تلك النسوة الإيرانيات
لم أكن أشاهد وجوه النساء من قبل
و بالذات لما دخلت المرحلة المتوسطه
لذلك أصابني نوع من الذهول
يا الله ما كل هذا البياض
يناديني الوالد تعال أيها الوغد
لا تذهب هناك مره أخرى
و كلما ذهبت إلى مكة
أدعو الله أن أرى الإيرانيات
( 2 )
كان هناك شيء غريب يجيش بصدري كلما كبرت
اشعر بأن هناك واحده تحبني
لكن لا اعلم من هي ؟
في التوجيهي حدثت الطامة
لقد أحببت بنت الجيران
هم جدد على الحي
كانت تسمع صوتي فتظهر مع الشباك
يال الهول
ما هذا الجمال
من أول نظره ذهبت علومي
و يعلم الله أن الجنس لم يكن ببالي
بل كان حب عذري ، طاهر و نقي
أول ورقه سقطت من يدها إلى الشارع
كانت رسالة معطره
أخذها و أقراها من ست إلى سبع مرات
على أنغام خالد عبدالرحمن و أحيان عبادي
و كثيرا مياده و بالذات ( أنا بعاشأك )
ذهبت منى عده كيلو غرامات
حتى إن الوالدين لاحظا ذلك
انه الحب الأول يا عالم
ولو كنت قرأت حينها لأبن عربي
بأن أساس الوجود هو الحب فقط
لكنت قد انحرفت ورائه بسرعه
انه الحب الذي لا يعلمه احد من البشر
إلا أنا و هي .
رحلت إلى ....... \
و رحل حبي معها
( 3 )
تم قبولي بجامعه ام القرى
و بعد أن استقر بي الحال في سكن العزيزية
أصبحت أجبر صاحبي أن يأخذني إلى سكن الإيرانيين
لعلي اظفر بقبس من وجهه أحداهن
و هكذا كلما أحسست بأني بحاجه إلى جرعه من الجمال
اكلم صديقي ليأخذني إلى هناك .
ذهبت إلى احد الفنادق لأسلم على واحد من الربع
فكان أن استوقفتني تلك الإيرانية
و أخذت ترطن و تحرك يدها ، يمين يسار
وكأنها تسأل عن شيء لا اعلمه
سبحان من خلق تلك البشرة البيضاء المائلة إلى اللون الوردي
سبحان من جعل خصائص الخوخ في تلك الشفتين
سبحان من أسقط البردّ من السماء ليرتص داخل ذلك الثغر
سبحان من دبب ذلك الأنف و جعله من سمات الوجه الحسن
أيقنت أن المعممين مجبولين على تحليل المتعة
من هول هذه الكارثة التي تمشي على الأرض
و بعد أن رأت مني الذهول دون نطق أي كلمه
رطنت و كأنها تسبني
و ذهبت .
كأنني فقت من سكرتي
استغفرت الله كثيرا
كثيرا ، كثيرا ، كثيرا
( 4)
كنت في السابق لا أستطيع أن
احدث احد بمثل هذه الأحداث
خوفا من النقد أو العيب او التجريح
لقد اكتسبت صفة الكتم
أنه شعور قاسي أن تكتم شيء تظنه جميل
و تزيد القسوة كلما بالغت في الكتم
الجمال هبة إلهية
إن سنحت لى الفرصة
سأمسح بعيني كل بوصة
تقع عليها عيني من جمال
و سأستغفر الله كثيرا
( 5 )
في أي مجلس به معازيم
كيفك يا فلان
تأتيك الأسئلة المقننة
و الأجوبة المعروفة :
بخير و الحمدلله
حتى إذا قابلت احدهم
و سئلته كيف الحال
يأتي الرد المتعارف عليه
أنه بخير.
فقط ثلاث دقائق من الحديث
تبدأ الشكاوي و السب من جور
الزمن و من حال العداوة التي يعيشها
مع بعض الناس .
قد تعلم بأنه مرض و دخل المستشفى
و قد حصل له حادث .
لا أعلم أين ذهبت كلمة ( بخير )
أصلا لماذا تنطقها إذا كنت ستِهل
جميع مشاكلك بهذه الطريقة
ما هذا الشعور الدخيل؟
لقد أصبحنا نتصنع القناعة.
و إن كنا نملكها فلم نصونها
و كل ذلك لأننا نقول ما لا نود أن نقوله
( 6 )
- هات الرخصة و الاستمارة
أعطيته مباشرة دون اخذ او رد
-جنب سيارتك هناك و تعال
أتيته و كأنه الفريق عريف حسن نصرالله
-الاستماره منتهية ، و انت مانت رابط حزام الامان
-طيب وش المطلوب
-قال ابعطيك قسيمه
-قلت طيب ما فيه مشكله
رأيت الاستغراب قد ظهر على العميد ركن القذافي
-غريبه العاده الناس تطلبني و تقول تكفا
-قلت اكتب تكفا و خلصني
لم يعجبه كلامي فقد سلبت منه شيء لا اعلمه
أود أن احترم رجل المرور
لكن لم أعد استطع ذلك
شعوري ناحيتهم بأن أكثرهم
كتله من الغباء
حتى أن اغلب من يركب الدباب
لا يرتدي خوذه او واقي الرأس
و يعطي الناس مخالفات لعدم ربط حزام الأمان
أنه الغباء المدقع
( 7 )
كل شيء ماشي بالبركة
أكلنا و شربنا و نومنا
و أحيان كثيرة اشعر أن
الإدارة ماشية بالبركة
هنا الشعور منفر
في الخوض في إدارة الدولة
أشعر بأنني سأقضي بعض وقتي
لديهم كضيف غير محبب
أتمنى أن يصبح وطني دوله عظمي
سيكون شعوري عظيم جدا
عندما أرى في جواز سفري
جمله مكتوبه :
لا تنسى بأنك أعظم رجل في العالم
( 8 )
عندما أرى احد من الأصدقاء
قد أصبح مطوع
افرح له و أدعو له بالتوفيق
بعد أحداث 11 سبتمبر
بدأ التكريس و ركوب الموجه
ضد ذوي اللحى
حتى أنه عندما أشاهد مطوع
ينتابني شعور مخيف
يا ترى متى سينفجر ؟
حتى أن الذين تطوعوا بعد
أحداث 11 سبتمبر
انصحهم أن يختاروا
أصحابهم من المطاوعة بعناية
لقد لعب الإعلام لعبته معي
و أيضا لعب جهلاء المطاوعه لعبتهم معي
( 9 )
عندما يكون هناك شعور واحد
يدور في فضاء المشاعر
فان هناك خلل .
فاختلاط المشاعر
كأنه بمثابة التنافس
بين المشاعر
و أي منهم سيحتل المركز الأول
على صعيد النفس
في أي لحظة او أي موقف
إن الشعور الوحيد الذي دائم هو المسيطر
يصيب النفس بالملل و الإحباط
فنصبح متوحدي المشاعر
كاللعب اليابانية
التي تلعب و ترقص
مسلوبة الروح
كأنة روتين يتخبط داخل فضاء النفس
ليظهر في كل مره نفس الشعور
تمثيل لا أكثر و لا أقل
( 10 )
تمنيت أن أضع مخرج لهذا الموضوع
و لكن المدخل هو نفس المخرج
مجرد دوران في ظل شعور واحد
يتبدل بحسب ما تفرضه علينا الأحداث
أو التكوين الاجتماعي
لعل التعبير الصادق و النفس الحره
كانت و ما زالت أسيره للعقل الجمعي
أو لثقافه الممنوع
لكن لا نزال بخير
ما دام هناك شيء اسمه " الكتابة "
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ساري نهار
هناك جمله للكيلاني قرأتها منذ صغري في أحدى قصصه ، تعلقت بذاكرتي حتى الآن ، رغم
مرور سنوات عده ، حتى أنني لا أذكر تلك القصة بالكامل ، فقط هذه الجملة ( لقد أصبحنا مثل
الدمى اليابانية المصنوعة من الصفيح و الورق نرقص و نلعب دون شعور.. )
( 1 )
أخذني الوالد في أحد حججه إلى مكه
كنت وقتها في المراحل الأولى من المتوسط
انبهرت بأعداد الحجاج
شاهدت مجموعه بيضاء من الحجاج
سئلت الوالد من هؤلاء
قال لي : الفرس
اقتربت منهم و كأني أشاهد مظاهره
لقد فغرت وقتها لهول جمال تلك النسوة الإيرانيات
لم أكن أشاهد وجوه النساء من قبل
و بالذات لما دخلت المرحلة المتوسطه
لذلك أصابني نوع من الذهول
يا الله ما كل هذا البياض
يناديني الوالد تعال أيها الوغد
لا تذهب هناك مره أخرى
و كلما ذهبت إلى مكة
أدعو الله أن أرى الإيرانيات
( 2 )
كان هناك شيء غريب يجيش بصدري كلما كبرت
اشعر بأن هناك واحده تحبني
لكن لا اعلم من هي ؟
في التوجيهي حدثت الطامة
لقد أحببت بنت الجيران
هم جدد على الحي
كانت تسمع صوتي فتظهر مع الشباك
يال الهول
ما هذا الجمال
من أول نظره ذهبت علومي
و يعلم الله أن الجنس لم يكن ببالي
بل كان حب عذري ، طاهر و نقي
أول ورقه سقطت من يدها إلى الشارع
كانت رسالة معطره
أخذها و أقراها من ست إلى سبع مرات
على أنغام خالد عبدالرحمن و أحيان عبادي
و كثيرا مياده و بالذات ( أنا بعاشأك )
ذهبت منى عده كيلو غرامات
حتى إن الوالدين لاحظا ذلك
انه الحب الأول يا عالم
ولو كنت قرأت حينها لأبن عربي
بأن أساس الوجود هو الحب فقط
لكنت قد انحرفت ورائه بسرعه
انه الحب الذي لا يعلمه احد من البشر
إلا أنا و هي .
رحلت إلى ....... \
و رحل حبي معها
( 3 )
تم قبولي بجامعه ام القرى
و بعد أن استقر بي الحال في سكن العزيزية
أصبحت أجبر صاحبي أن يأخذني إلى سكن الإيرانيين
لعلي اظفر بقبس من وجهه أحداهن
و هكذا كلما أحسست بأني بحاجه إلى جرعه من الجمال
اكلم صديقي ليأخذني إلى هناك .
ذهبت إلى احد الفنادق لأسلم على واحد من الربع
فكان أن استوقفتني تلك الإيرانية
و أخذت ترطن و تحرك يدها ، يمين يسار
وكأنها تسأل عن شيء لا اعلمه
سبحان من خلق تلك البشرة البيضاء المائلة إلى اللون الوردي
سبحان من جعل خصائص الخوخ في تلك الشفتين
سبحان من أسقط البردّ من السماء ليرتص داخل ذلك الثغر
سبحان من دبب ذلك الأنف و جعله من سمات الوجه الحسن
أيقنت أن المعممين مجبولين على تحليل المتعة
من هول هذه الكارثة التي تمشي على الأرض
و بعد أن رأت مني الذهول دون نطق أي كلمه
رطنت و كأنها تسبني
و ذهبت .
كأنني فقت من سكرتي
استغفرت الله كثيرا
كثيرا ، كثيرا ، كثيرا
( 4)
كنت في السابق لا أستطيع أن
احدث احد بمثل هذه الأحداث
خوفا من النقد أو العيب او التجريح
لقد اكتسبت صفة الكتم
أنه شعور قاسي أن تكتم شيء تظنه جميل
و تزيد القسوة كلما بالغت في الكتم
الجمال هبة إلهية
إن سنحت لى الفرصة
سأمسح بعيني كل بوصة
تقع عليها عيني من جمال
و سأستغفر الله كثيرا
( 5 )
في أي مجلس به معازيم
كيفك يا فلان
تأتيك الأسئلة المقننة
و الأجوبة المعروفة :
بخير و الحمدلله
حتى إذا قابلت احدهم
و سئلته كيف الحال
يأتي الرد المتعارف عليه
أنه بخير.
فقط ثلاث دقائق من الحديث
تبدأ الشكاوي و السب من جور
الزمن و من حال العداوة التي يعيشها
مع بعض الناس .
قد تعلم بأنه مرض و دخل المستشفى
و قد حصل له حادث .
لا أعلم أين ذهبت كلمة ( بخير )
أصلا لماذا تنطقها إذا كنت ستِهل
جميع مشاكلك بهذه الطريقة
ما هذا الشعور الدخيل؟
لقد أصبحنا نتصنع القناعة.
و إن كنا نملكها فلم نصونها
و كل ذلك لأننا نقول ما لا نود أن نقوله
( 6 )
- هات الرخصة و الاستمارة
أعطيته مباشرة دون اخذ او رد
-جنب سيارتك هناك و تعال
أتيته و كأنه الفريق عريف حسن نصرالله
-الاستماره منتهية ، و انت مانت رابط حزام الامان
-طيب وش المطلوب
-قال ابعطيك قسيمه
-قلت طيب ما فيه مشكله
رأيت الاستغراب قد ظهر على العميد ركن القذافي
-غريبه العاده الناس تطلبني و تقول تكفا
-قلت اكتب تكفا و خلصني
لم يعجبه كلامي فقد سلبت منه شيء لا اعلمه
أود أن احترم رجل المرور
لكن لم أعد استطع ذلك
شعوري ناحيتهم بأن أكثرهم
كتله من الغباء
حتى أن اغلب من يركب الدباب
لا يرتدي خوذه او واقي الرأس
و يعطي الناس مخالفات لعدم ربط حزام الأمان
أنه الغباء المدقع
( 7 )
كل شيء ماشي بالبركة
أكلنا و شربنا و نومنا
و أحيان كثيرة اشعر أن
الإدارة ماشية بالبركة
هنا الشعور منفر
في الخوض في إدارة الدولة
أشعر بأنني سأقضي بعض وقتي
لديهم كضيف غير محبب
أتمنى أن يصبح وطني دوله عظمي
سيكون شعوري عظيم جدا
عندما أرى في جواز سفري
جمله مكتوبه :
لا تنسى بأنك أعظم رجل في العالم
( 8 )
عندما أرى احد من الأصدقاء
قد أصبح مطوع
افرح له و أدعو له بالتوفيق
بعد أحداث 11 سبتمبر
بدأ التكريس و ركوب الموجه
ضد ذوي اللحى
حتى أنه عندما أشاهد مطوع
ينتابني شعور مخيف
يا ترى متى سينفجر ؟
حتى أن الذين تطوعوا بعد
أحداث 11 سبتمبر
انصحهم أن يختاروا
أصحابهم من المطاوعة بعناية
لقد لعب الإعلام لعبته معي
و أيضا لعب جهلاء المطاوعه لعبتهم معي
( 9 )
عندما يكون هناك شعور واحد
يدور في فضاء المشاعر
فان هناك خلل .
فاختلاط المشاعر
كأنه بمثابة التنافس
بين المشاعر
و أي منهم سيحتل المركز الأول
على صعيد النفس
في أي لحظة او أي موقف
إن الشعور الوحيد الذي دائم هو المسيطر
يصيب النفس بالملل و الإحباط
فنصبح متوحدي المشاعر
كاللعب اليابانية
التي تلعب و ترقص
مسلوبة الروح
كأنة روتين يتخبط داخل فضاء النفس
ليظهر في كل مره نفس الشعور
تمثيل لا أكثر و لا أقل
( 10 )
تمنيت أن أضع مخرج لهذا الموضوع
و لكن المدخل هو نفس المخرج
مجرد دوران في ظل شعور واحد
يتبدل بحسب ما تفرضه علينا الأحداث
أو التكوين الاجتماعي
لعل التعبير الصادق و النفس الحره
كانت و ما زالت أسيره للعقل الجمعي
أو لثقافه الممنوع
لكن لا نزال بخير
ما دام هناك شيء اسمه " الكتابة "
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ساري نهار