المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للتمييز ميزان، وللمميِّزِ أداة


ناصر الكاتب
02-04-07, 03:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


التفريق من الصحيح والعليل، والجيِّد والرديء، والجيِّد والأجود لا يكون اعتباطا؛ والحكمُ في أمرِ أولئك مستلزمٌ لمعيارٍ ضابط أو ملكَةٍ كاشفة عن موضع الحسن والقبح في كلِّ قولٍ أو عملٍ أو مادَّة.
ولكلِّ أمرٍ (محكومٍ فيه) مطلبُه من الأدوات؛ فليس على من يحكم بين ضربين من الطعام أيهما ألذ، مثل ما على من كان حَكَمًا بين قصيدتين أيهما أجود.
وليستِ المعرَّة التي تلحق المخطئ في مَيْزِ الطعام، كالمعرة اللاحقةِ بالمتصدِّرِ في نقد الشعر –مثلا-،
وذلك أن الحكم في الأول عائد على ذوقٍ لا يضبطه ما يضبط الحكم على الثاني، وهذا الذوق لا يفقده أكثر الناس، ولكلٍّ ذوقه في الطعام، وعلى كلِّ لسانٍ أن ينطق بما ذاق، وتغليط المخالف في هذا أقرب إلى التعنت.
أما من تعرَّضَ لنقد الشعر، وهو خالي الوفاض من أداة النقد وملكة الذوق؛ فهو واقع في معرَّة الحكم فيما لا يعلم، وسينكشف للناقد البصير ما خفي على ذلك المتعرِّض لما ليس له، خصوصًا إذا أفاض في التعالم والتحاذق!

وما ذكرتُه حاصل في كلِّ مجال؛ في علوم الدين، وعلوم الآلة، وفنون القول والرسم والصناعة والسياسة والاقتصاد وغير ذلك.

فالمتطفل في شيء من هذه الفنون قد يجهل أنه جاهل؛ لأنه عارٍ عن العلم بأدواتٍ لو حصلت له لخجل وعاب على نفسِه ما أقدمَت عليه من قبل!

وإنْ حَضَرَ الناقدُ البصير وأعمَل أداتَه في حضور تطفُّلِ متطفِّل انكشَف الزيف وسقط البهرج!

وإننا في زمن كثرت فيه الزيوف، وأكثَرَ فيه المتعالمون من بثِّ جهالات مظلمة تكاد تحجب شمسَ العلم وتُعمِي عن نورِ الحق... فنطلب من الرحمن مرسلِ الرسل ومنزِّل الكتب أن يجعلنا من أتباع البصَرِ بالحق، وأن ينصرَ المبصرينَ على خفافيش الظلام! اللهم آمين.


ناصر الكاتب
13 / 3 / 1428هـ.

سيمار
03-04-07, 02:38 AM
أجدت اخي ناصر بطرحك

وإنْ حَضَرَ الناقدُ البصير وأعمَل أداتَه في حضور تطفُّلِ متطفِّل انكشَف الزيف وسقط البهرج!



هنا نعلم سبب النقد المتطرف والذي يتفق مع هوى الناقد لميل نفسي أو تقلب عاطفي ومصالح قد يغفل عنها البعض.

عبد الهادى نجيب
03-04-07, 03:06 AM
مرحبا أخى الكريم ناصر الكاتب
وأهلا بك عضوا جديدا فى رحاب منتدانا قصيمى نت
راجيا أن تطيب لك الاقامة بين اخوانك تفيد وتستفيد
مقالة رائعة بارك الله فيك
لا يخفين عليك أخى الكريم أن ليس رجل ذو علم بصناعة الذوق أن يرتاب أو ينازع فيما لا يطاله زرعه بعلوم الدين أو بحور الشعر أو حسن الكلم ، ويجعل من نفسه ميزان نقد فيما لا حيلة له فيه أو قدرة عليه
وما من ناقد دون علم الا ظالم لنفسه ، وانى أصنفه من أهل المجادلة ، بما لهم من نفس مبنية على المراء والمكابرة
بارك الله فيك
دمت راقيا

بارعه
03-04-07, 10:37 AM
مشكله من يعلم ومن يفهم ومن يتذوق ومن لديه حس
انه لايحب الاضواء ولا يحب لفت الانظار
لذلك اصبح المجال مفتوحا لانصاف المتعلمين
والمدعين ومحبي الشهره وهذا مع بالغ الاسف
في كل مجال وليس في مجال معين .

ناصر الكاتب
06-04-07, 07:07 AM
حياكم الله، وأشكر لكم هذا الحضور.

ناصر الكاتب
06-04-07, 07:09 AM
قال ابن سلاَّم: قال قائل لخَلَف: إذا سمعتُ أنا الشعرَ أستحسِنُه فما أبالي ما قلتَ أنت فيه وأصحابُك. قال: إذا أخذتَ درْهمًا فاستحسَنْتَه، فقال لك الصَّرَّاف: إنَّه رديء! فهل ينفعك استحسانُكَ إيَّاهُ؟

[طبقات فحول الشعراء: 1: 7].