المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحر ..........وهي


بـنـت حـايــل
06-06-04, 02:35 PM
السلام عليكم


البحر ........................



وقفت أمام ذلك الكائن الهائج ..
وقفت تتأمل قوته وغموضه وروعته ..
تنظر إليه كأنها تراه لأول مره ..
تتعجب لقوته وصموده ..
تتعجب لتمسكه بسحره .. رغم ما تسمعه عنه ..
يقولون بأنه يحتفظ بكل سر يُقال له .. مهما كان نوع السر ..
يقولون بأنه يتسع لهموم الكل .. ويريحهم منها بالاحتفاظ بها بدلاً عنهم ..
موجود منذُ الأزل .. وإلى هذه اللحظة .. لم يتأثر من كثرة احتفاظه بهموم من لجأ إليه .. ولم يكل ولم يتعب من كثرة الأسرار التي قيلت له .. بل بقي صامداً .. قوياً .. ثائراُ.. مبهراً .. ساحراً ..

وقفت تنظر إليه بعينان تملؤهما عبرات تخشى الخروج من مكانها ..
وقفت أمامه مترددة .. غير قادرة على فعل ما عزمت عليه .. ولكنها في نفس اللحظة عازمة على فعله ..

جاءت تحمل أجمل لحظات شعرت بها ..
تحمل لحظات شعرت معها بسعادة غامرة وشعور لطيف يدغدغها كل حين ..
تحمل حلمها الخاص البريء ..
الذي طالما تمنت بأن ينتقل إلى عالم الواقع لتستطيع العيش فيه ولمسه والشعور به ..

جاءت تحمل حبها الصغير الذي لم يخرج خارج جدران قلبها الصغير ..
حبها الذي لم يعرف بأمره أي مخلوق ..
حب صافي صادق رقيق .. كقطرات الندى .. حب لم يعشه سواها ولم يعرف تفاصيله غيرها ..

لم يكن حب قاسي مندفع ..
وإنما كان كنسمات الربيع ..
يجبرها على الابتسام بسعادة وهدوء ..

كل الكلمات واللفتات والنظرات والضحكات التي كانت تمر بها ..
لم تظهر أبداً بأنها يوماً قد ألتفتت إليها ..
ولكن داخلها ..
كان قلبها الصغير مفعم بالسعادة ..
يتراقص بين ضلوعها ..
يتقافز إنتعاشاً ..
وهي تبتسم ابتسامة رضا صامت ..

لم يشعر أحداً يوماً بما يحدث مع قلبها الصغير ..
ولم يلحظ أحداً السعادة التي تغمرها وتجعلها تتقافز فرحة سعيدة متفائلة ..
لم يشعر أحد يوماً ..
ولم تشأ أن يلحظ أحد ..
كنزها الوحيد ..
حبها البريء ..
حتى من كان سبب هذا الحب ..
لم يكن يعلم شيئاً ..

كانت كل ليلة ..
كالطفل الذي يخفي سكا كره في مكان أمين ..
يطمئن عليها ويسعد بوجودها وينام والابتسامة تعلو شفتيه ..
كانت كذلك ..
تعيد كل ما مر بها في سعادة كبيرة ..
وتغمض عينيها وابتسامة لا تفارق شفتيها ..

احتفظت بكنزها ..
حلمها ..
حبها ..
وحدها ..
احتفظت به ولم تشغل أحداً به يوماً ..
احتفظت بسعادتها .. وضحكاتها .. وابتساماتها .. ودموع فرحتها ..
لها ..
في هدوء ..
وصمت ..

وكما عاشت كل لحظاتها السعيدة بحبها الوحيد ..
شاءت الأقدار بأن تسلبها كنزها ..
لتجردها من كل جميل رئته ..
وكل سعادة مرت بها ..

هاهي تقف الآن أمام الكائن الصامت أمامها ..
لا لتلقي حزنها أو سرها ..
بل لتهديه كنزها الوحيد ..
الذي طالما بقي قابع داخلها في هدوء وسكينة ..
وطالما بقيت متشبثة وتعتني به بكل قوتها ..

هاهي الأقدار تسلبه منها بعدما لم تستطع أن تجبرها على تركه ..

هاهي الآن ..
كما احتفظت بسعادتها وفرحتها وضحكاتها ودموع فرحتها ..
وحدها ..
هاهي تحتفظ بألمها وحزنها وعذاب قلبها في صمت ..
دون أن يشعر بها أحد ..
ودون أن يلحظ ذلك أحد ..
وحدها ..

هاهي تقف صامدة ..
أمام كائن صامد ..
في تحدي على قدرة الصمود والقوة والتحمل لكل منهما ..

تقف وقد ارتجفت شفتاها ..
وامتلئت مقلتاها بالدموع التي تحاول البقاء مكانها ..
تتأمل روعة هذا الكائن الرهيب ..
تتأمله لآخر مره ..
تأمل مودع ..
لمنظر حُفر داخل ثنايا عقلها ..
لكائن ساحر ..
يقبع داخله أحب ما كانت تمتلكه ..

واستدارت ..
استدارت وطيف ابتسامة يعلو شفتيها ..
في نفس اللحظة التي مرت بها نسمات رقيقة حملت كنزها من بين طيات قلبها الملتاع ..
وقد تبعتها دموعها الصامتة التي لم تستطع إلا أن تتبع كنز صاحبتها ..
لتحملهما تلك النسمات إلى الكائن الذي أهتاج لابتعادها ..
والذي استقبل هدية ..
أُهديت له ..
من جزء منه ...

ملطوووووووووش تقبلو تحياتي

شموخ نجمة
07-06-04, 12:32 AM
بنت حائل:

مرحبا ( ببنت ديرتي) ...

اختيارك يدل على رقي ذوقك ..

نقل موفق..

لا تحرمينا إطلالاتك الرائعة..

أختك في الله

صاحب السعادة
07-06-04, 04:41 AM
يا إلهي

كيف لذاك الغريق من مشاعر يحويها حبٌ رقيق
يا إلهي
نثرت الحائلية بدقة قصصية كلمات ٍ عبرت فيها

حبٌ لغريق في بحر ٍ إحتفظ بسره وجسده
إلهي
يا سيدتي كيف صنعتي هذه الحروف الدقيقة
في أوجهها وطريقة قصصها

إلهي
كيف بالرقيقة المحتفظة بسرها
والذي إمتزجت به السعادة والحزن ولكن بسرية ٍ
لا نسمع فيها إلا
عند
أبطال المخابرات والعملاء
فكانت
العميلة المخلصة الوفية لحبها
عندما كان بين يديها وعندما إحتضنه حافظ الأسرار

سيدتي
بكل صدق وأقسم بالله العظيم عليه
أعتذر منكم بشدة
إعتذار المذنب الذي لا ينفعه إعتذاره

أن سبقتني مشرفتنا الفاضلة في الرد عليكم
نعم سيدتي
أعتذر فأرجوك تقبلي إعتذاري
ومن ثم
إنبهاري الشديد لتلك اللوحة الأدبية المتناسقة
أعتذر مع كل الإحترام
لشخصكم الفاضل