قصص قصص الاطفال الطفل والسمكه

الطفل والسمكه
بواسطة: طلعت سقيرق
تاريخ القصة: 12-12-1426هـ
السمكة التي تعودت أن ترى صديقنا مرحا استغربت هذه الصورة من الحزن عندما اقتربت كثيرا من سمير وقالت :
- إلى أين وصلت يا صديقي سمير ، ما بك ، لماذا يرتسم كل هذا الحزن في عينيك ؟؟..
غاصت السمكة قليلا في الماء قبل أن تسمع أي إجابة ، ثم عادت إلى سطح الماء وقالت :
- أجبني يا سمير بماذا تفكر ؟؟.. كأنك تحمل كل هموم الدنيا على كتفيك الصغيرين ؟؟
قال سمير وهو يتأمل حركة السمكة :
- أهلا بالسمكة الطيبة .. ماذا أقول يا صديقتي ، بصراحة اليوم أغضبت معلمي ..
نظرت إليه السمكة متسائلة ثم قالت :
- لماذا يا سمير ؟؟.. أعرف تماما أنك طالب نشيط ومجد ، فلماذا يغضب منك معلمك ، وما الداعي إلى غضبه ؟؟
قال سمير بارتباك :
- تحدثت دون استئذان مرتين ..
- وماذا أيضا .. لماذا توقفت عن الكلام ..
- لم أكتب الوظيفة.. أتدرين كان المعلم غاضبا وحزينا ، كلماته تركتني في حيرة .. قال : إذا كان الطالب المجد يفعل ذلك فماذا نقول للبقية ؟؟ ..
- معه كل الحق .. أنت مخطئ يا سمير هذه حقيقة ..
- وهل قلت لك غير ذلك ، أعرف أنني مخطئ لكن ما الحل ؟؟..
غاصت السمكة طويلا في الماء ، وحين عادت قالت بتمهل :
- ما رأيك يا سمير أن تترك المدرسة ؟؟.
صرخ سمير برعب حقيقي :
- ماذا ؟؟ ماذا تقولين .. أترك المدرسة أتعرفين معنى ذلك ؟؟..
- طبعا أعرف .. إذا ما رأيك أن تبقى هكذا ولا تهتم لأي تأنيب .. وعندما يتعود معلمك ذلك سيتركك لكسلك ؟؟
- أنت مجنونة يا صديقتي .. بأي منطق تتحدثين ؟؟ أتريدين أن أكون كسولا ؟؟
- إذاً أخبرني ما هو الحل ؟؟..
- أظن أن اعتذاري للمعلم وعودتي إلى نشاطي وجدي واجتهادي سيكون له أثر في مسامحة معلمي لي ..
قالت السمكة :
- وهل سيرضى معلمك بهذا .. لا أظن ..
حقيقة كان سمير حائرا من كلام السمكة الغريب ، لذلك قال :
- يا صديقتي خطأ واحد لن يقلب الدنيا ، دائما كنت الطالب المجد النشيط ، لم يتغير شيء ، ومعلمي يحبني وأنا أحبه ، أنا متأكد أنه سيسامحني .. لماذا تفعلين بي ما تفعلين ؟؟..
ضحكت السمكة وقالت :
- أرأيت يا صديقي حوارنا قادك إلى الحل الصحيح .. أعرف كم أنت مجد ، لذلك حاولت إثارتك ، وها أنت قد وجدت الحل ..
قال سمير :
- حقا يا صديقتي .. أشكرك من كل قلبي ، أنت صديقة وفية ، الآن سأذهب إلى البيت لأكتب وظائفي وأدرس دروسي .. وداعا ..
قالت السمكة :
- مع السلامة يا صديقي ، ستكون دائما طالبا متفوقا ..
ذهب سمير إلى بيته ، وغاصت السمكة في ماء النهر وهي سعيدة فرحة لأن صديقها سمير عاد كما كان ، الطالب النشيط المجد المثابر ، وعرفت أنه سيبقى كذلك ..