العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
آســرآر قــرآنيــه
أســـــــــــــــــــرار قرآنية ينعم الله على بعض خلقه في معرفتها قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار ،، نتعبد به في صلواتنا إذا يجب علينا أن نتدبره ونفهم معانيه وهنا سأطرح دروس للشيخ صالح المغامسي ويوضح فيها بعض المعالم البيانية في الآيات القرآنية حتى يسهل علينا تدبر القرآن عند تلاوته واعلم أن بعضنا يفضل القراءة على الإستماع لذلك قمت بكتابة الدروس والإقتصار على المهم منها وأيضا سأقوم بإنزال رابط تحميل للملف الصوتي للدرس لمن أراد الإستماع فإلى الدرس الأول.... الدرســـــ الأول ــــ،، ما سنشرع في بيان معالمه بيانياً وبلاغياً: قول الله جل وعلا: "الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ "[الرحمن:1-4]. نعلم أن من أسماء الله جل وعلا الرحمن ، وقد استفتح به هذه السورة ثم اتبع ذلك بذكر نعمتين أنعم بهما على خلقه وهي: 1- نعمة الخلق والإيجاد 2- نعمة الهداية والإرشاد ومعلوم قطعاً أن نعمة الخلق والإيجاد مقدمة زمناً على نعمة الهداية والإرشاد ، ونعمة الخلق والإيجاد يشترك فيها جميع المخلوقين والموجودين. لكن الله قال هنا : "الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ " فذكر تعليم القرآن مقدم على الخلق والإيجاد ، لماذا؟ هذا هو السر البياني الذي سنوضحه هنا. لما كانت نعمة الهداية والإرشاد أعظم من نعمة الخلق والإيجاد قدمها الله وإن كانت متأخرة زمناً، إلا أنه قدمها لعظيم نفعها وجلالة أثرها، ولأن نعمة الهداية والإرشاد لا ينالها إلا المؤمنون ، المطيعون ، المخلصون ، المتقون لكن نعمة الخلق والإيجاد مشتركة بين الخلق ينالها كل مخلوق، من بر أو فاجر، من مؤمن أو كافر، من بني آدم، من الجن، من الملائكة، من البهائم، من الطير، كلهم يجتمعون ويتساوون في أنهم مخلوقون للرب تبارك وتعالى. فهذا السر البياني الذي من أجله قدم الله جل وعلا نعمة الهداية والإرشاد؛ لأنها نعمة خاصة أعطاها الله جل وعلا لبعض خلقه. ونحب أن نذكر هنا أن الرحمن التي ذكرت في الآية آنفاً والرحيم بينهما عموم وخصوص اسم الرحيم يطلق به الرب تبارك وتعالى ويوصف به غيره ، قال الله جل وعلا في نعت نبيه صلى الله عليه وسلم: "بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "[التوبة:128]. أما اسم الرحمن لا يطلق إلا على الرب تبارك وتعالى، ولا يصح شرعاً ولا يجوز أبداً إطلاقه على غير الرب جل وعلا. ومن هنا يتضح أن التقديم والتأخير هنا كان لغرض بلاغي: وهو إظهار شأن القرآن، وبيان نعمة رحمة الله جل وعلا بعباده المؤمنين أن هداهم للإيمان والتقوى، وأن هذا مقدم حساً ومعنى، ولفظاً ومبنى، على نعمة الخلق والإيجاد التي يشترك فيها الخلائق أجمعين، فليس لخلق أحد خصيصة على خلق أحد غيره. نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس الثاني دمتمــــــــ في حفظ الرحمن ــــــــ،، الدرســـــــــــــــ الثاني ـــــــــ،، الآية التي نحن بصدد الحديث عنها هي قول الله جل وعلا: "عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا " [التحريم:5] يخبر الله جل وعلا هنا عما وقع في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقع فيه ما يقع في غيره من سائر بيوت الناس لأنه بشر فما وقع أن بعض نسائه تظاهرا عليه فخاطبهن الله بقوله: "إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ " [التحريم:4]، أي: على نبينا: " فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ " [التحريم:4] ثم أردف وأتبع جل وعلا الآية هذه بقوله: "عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ " ذكر الله ثماني صفات هنا وهي قوله : "مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا " ونلاحظ أن حرف الواو لم يأت إلا بين قوله: " ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا " فنقول: هذه الواو واو عطف، والعطف يقتضي المغايرة في الأصل، وإنما جيء بواو هنا لبيان أن المرأة قد تكون مؤمنة ومسلمة من قبل، وقانتة وتائبة وعابدة وسائحة في وقت واحد، فلا تعارض أن تجمع المرأة بين هذه الصفات ولهذا لن تقع واو العطف بينهن. أما الثيبات والأبكار فإنه محال عقلاً أن تكون المرأة ثيباً وبكراً في وقت واحد؛ ولهذا فصل بينهما بالواو. لماذا قدم الله جل وعلا الثيب على البكر؟ نقول هنا والعلم عند الله: إن النبي صلى الله عليه وسلم خوطب بهذه الآية وقد جاوز الخمسين، وهو عليه الصلاة والسلام لديه من النساء الكثير مما أباحه الله جل وعلا له والنبي صلى الله عليه وسلم تعلقه بالنساء كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (حبب إلي من دنياكم النساء والطيب)، ليس تعلق الشهواني المحض الذي يوجد عند بعض الرجال، لكن كانت هناك مصالح جمة نجم عنها تعدد أزواجه بينها العلماء في موضعها لكنه هنا قدم الثيب لبيان أن القضية ليست مسألة شهوة محضة، فهو عليه الصلاة والسلام راجح العقل، تزدحم حياته بالكثير من المسئوليات، فهو أحوج إلى امرأة مجربة رزينة عاقلة أكثر من البكر،وإن كانت عائشة رضي الله تعالى عنها بكراً، لكن ليس كثير من النساء في مثل درجة عائشة رضي الله عنها وأرضاها من الفضل والكرامة والعقل الذي أعطاها الله جل وعلا إياه. هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس التالي دمتمــــــــ في حفظ الرحمن ــــــــ،، الدرســـــ الثالث ــــــ،، ما سنشرع في بيان معالمه البيانية هي قول الله جل وعلا: "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ " [التكوير:8-9]. الموءودة: هي الفتاة التي دفنت حية ، وهذا الفعل كانت تفعله العرب في جاهليتها. يقول التاريخ أن سبب وأد البنات أن رجل كان له أعداء فغزوه وأسروا أهله وبناته وكان له ابنة من بين الأسرى فلما أصطلح الرجل مع أعداءه خيرت البنت وقد قيل أن الآسر قد تزوجها فخيرت بين زوجها (وهو الآسر) وبين والدها فاختارت زوجها فغضب الأب غضباً شديداً وأقسم أن لا تولد له ابنه إلا ذبحها وهي حية وهذا في العموم هو أصل الوأد في العرب فتبعته العرب على ذلك وله سبب آخر وهو الفقر ما سنكشف اللثام عنه هو لماذا وجه السؤال للموءودة، ونحن نعلم أنه لا ذنب لها؟ ولم لم يوجه السؤال لمن قام بالوأد؟ من أجمل الأجوبة في هذا أن يقال: إن أولئك الذين يقومون بالوأد لا يقيم الله جل وعلا لهم يوم القيامة وزناً، ولا يحفل الله جل وعلا بهم، وليس لهم عند الله أدنى كرامة في يوم العرض الأكبر ومن دلائل هوانهم على الله وأنهم ليس لهم وزن في ذلك المقام العظيم: أن الأسئلة لا توجه لهم، ولا يحفل بهم، ولا يعتبر وجودهم، فهم أقل من أن يخاطبوا، وأدنى من أن يوجه السؤال لهم ولهذا قال الله جل وعلا: "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ " فيكون جوابها: أن لا ذنب لي، فيكون في جوابها إهانة لذلك الذي قام بالوأد. ظهر لنا أن المقصد من قول ربنا جل وعلا في هذه الآية أنه توبيخ وإقامة سخرية واستهزاء وبيان لمهانة أولئك القوم الذين لم يحفلوا بنعمة الله جل وعلا، أن أنعم عليهم بالبنات، فعمدوا إلى قتلهن أحياء خوفاً من العار، وبهذا بيان ظاهر إلى أن الإنسان لابد أن يكون عاقلاً. هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس التالي دمتمــــــــ في حفظ الرحمن ــــــــ،، الدرســــ الرابع ــــــ،، ما نحنن بصدد الحديث عنه اليوم هو قول الله جل وعلا : "فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا " [الكهف:97]. والمخبر عنه هنا هو ذلكم الردم الذي بناه ذو القرنينبين السدين ليكف شر يأجوج ومأجوج عن أولئك القوم الذين نعتهم الله جل وعلا بقوله: "لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا " ما نريد أن نوضحه هاهنا: هو لماذا ذكرت (اسطاعوا) بالتخفيف، وذكرت استطاعوا بالتثقيل؟ والعرب تقول: إن زيادة المبنى تدل على زيادة في المعنى ونجيب على ذلك كما أجاب أهل العلم رحمة الله تعالى عليهم من قبل بما يلي: هذا الردم الذي بناه ذو القرنين ليصد ويكف شر يأجوج ومأجوج، حاولت تلك القبائل يأجوج ومأجوج أن تتجاوزه إلى ما تريد، ولا سبيل إلى تجاوزهم إلا بإحدى طريقتين: الطريقة الأولى: أن يظهروا على السد بمعنى: أن يصعدوا عليه ثم يصلون إلى مرادهم. والطريقة الأخرى: أن يحدثوا فيه نقباً، فإذا أحدثوا فيه نقباً سهل عليهم بعد ذلك أن يخرجوا إلى غيرهم من خلال هذا النقب، هذا هو المتعين لهم. ومعلوم لكل ذي عقل: أن ارتقاء الشيء والعلو عليه أيسر بكثير من نقبه وخرقه ولهذا قرن الله ذلك الظهور بالفعل: اسطاع مخففاً: "فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ "وذلك حتى تدخر التاء لما هو أشد وهو النقب، فيصبح هناك توازن ما بين المعنيين المراد ذكرهما، وما بين الفعلين الذين سيق بهما ذلك المعنى، فقال ربنا: "فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا " وبهذا يتضح لنا بجلاء عظمة هذا القرآن وأنه منزل من لدن حكيم خبير، لا رب غيره، ولا إله سواه، والمؤمن الذي يكثر من تلاوة القرآن، ويقف عند هذه المعالم البيانية فيه، لا بد أن تؤثر على لسانه، ويصبح أكثر سليقة وأقرب إلى الفصاحة والبيان والعلم بالبلاغة واللغة من غيره. هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس التالي دمتمــــــــ في حفظ الرحمن ــــــــ،، الدرســـــ الخامس ـــــ،، "أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى{6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى{7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى{8} فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ{9} وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ{10} وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ{11}" ( سورة الضحى) هذه الثلاث الآيات التي ختم الله بها سورة الضحى تتناسب كلا منها مع ما قبلها الله هنا يمتن على النبي " ألم يجدك يتيماً فآوى" يناسبه ويتناسق معه قول الله " فأما اليتيم فلا تقهر" فالنبي عليه الصلاة والسلام عرف اليتم وذاق مرارته لذلك فهو أحن على يتيم من غيره ، لأنه صلى الله عليه وسلم بعث رحمه في الأصل فكيف وقد بعث رحمه مع كون صلى الله عليه وسلم يعرف معنى اليتم الذي جربه عليه الصلاة والسلام ،، وفي ذلك حكمة بالغه " ووجدك ضالا فهدى" يناسبها ويتناسق معها " وأما السائل فلا تنهر" والضلالة وردت بمعانٍ ثلاث والمقصود بها هنا التوقف فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام قبل البعثة متوقفاً في أمر قومه " ما كنت تدري ما الكتاب والإيمان " وفي نفس الوقت كان على يقين من أن قومه على الباطل ، ثم هداه الله وهذا معنى قوله تعالى " ووجدك ضالا فهدى" " وأما السائل فلا تنهر" وتنصرف كلمة السائل هنا إلى المسترشد المستخبر عن أمر دينه ،، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يجيب من يسأله في أمر الدين على أي حال كان فنحن نعرف أن كان يقف في عرفه وفي غير عرفه في أيام الحج فيسأله الناس ويجيب " وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى" أي وجدك فقيراُ ذا حاجة ومسكنة فأغناك وتناسب هذه الآية وتناسقها قول الله تعالى " وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " والتحدث بنعمة الله يقصد به إظهار فضل الله وعظمته وإحسانه ولا يقصد به التعالي على الخلق يتحرر من هذا أن ما ختم الله في سورة الضحى متوافق متناسق مع ما سلف بيانه من ثلاث صفات أخبر الله جل وعلا عن نبيه كان عليها فامتن الله جل وعلا عليه بأفضل منها فآواه بعد أن كان يتيما وهداه بعد أن كان ضالاً متوقفا وأغناه بعد أن كان فقيراً عائلا هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس التالي دمتمــــــــ في حفظ الرحمن ــــــــ،، الدرســــــ السادس ـــــــ،، ما سنوضحه هنا لماذا قدم الجن أحياناً ولماذا الإنس أحياناً في الآيات. الجن أقوى من الإنس لذلك أعان الله بهم عبده ونبيه سليمان عليه السلام. الجن ينسبون إلى إبليس والإنس ينسبون إلى آدم. لما ذكر الله المطالبه بالعباده التي من أجلها خلق الله الثقلين قدم الله الجن لأنهم أسبق خلقاً فقال تعالى : "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات:56] فقدم خلق الجن وذكرهم قبل الإنس لأنهم أقدم وأول خلقاً من الأنس فقد قال تعالى:"والجآن خلقناه من قبل من نار السموم" ،،، وقال: "وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ " [النمل:17] فقدم ذكر الجن ثم الإنس ثم الطير وهذا الترتيب باعتبار القوة ،،، لكن في آية الإسراء: "قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ " [الإسراء:88] الإنس أشهر بالبيان واعرف به وهم أفصح لساناً ولهذا لما كان الله يتحداهم جميعاً على أن يأتوا بمثل هذا القرآن قدم الله الإنس. ،،، أخيراً نبين بعض ما يمكن أن يطلق على الجن: فإذا كان الجني خالياً من الوصف سمي: جنياً فإذا سكن البيوت سمي: عامراً، أي يعمر البيوت على شكل حيات أو عقارب، أو أي هيئة أخرى، ويجمع على: عُمَّار فإذا تعرض للصبيان وأفزعهم سمي: روحاً فإذا خبث وأضل سمي: شيطاناً فإذا كان شيطاناً قوياً سمي: عفريتاً أما المارد فهو وصف للجن وليس اسماً هذا ما حكاه الإمام ابن عبد البر ( رحمه الله ) وهو إلى الصواب أقرب. هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس التالي دمتمــــــــ في حفظ الرحمن ــــــــ،، الدرســــ السابع ــــــ،، ما سنميط اللثام عنه اليوم هو قول الله جل وعلا: "وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ " [القصص:44]. ذكر الله في هذه الآية أن نبينا محمد لم يكن بجانب الغربي من جبل الطور عندما كلم الله موسى عليه السلام. نوضح أولاً بعض المسائل المهمة... الطور في اللغة: هو الجبل الذي ينبت فيه الشجر. والطور المقصود في الآية هو ذلكم الجبل الذي نبت فيه الشجر من أرض سيناء ومعلوم أن أي شيء موجود ، واقع ، ماكث ، له أربع جهات: شمال ، جنوب ، شرق ، غرب. ومعلوم أن هذه الجهات لا يفضل بعضها على بعض ( أي ليس هناك جهة أفضل من الأخرى). أما بالنسبة لليمين والشمال هذه فيها جهة فضل ، فاليمين قطعاً أفضل من الشمال ومن دلائل ذلك أن الله جل وعلا أفردها في مقابل الجمع وهو أسلوب قرآني في بيان الفضل قال تعالى: "عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ " [النحل:48]. على هذا نريد أن نبين أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام من جانب الطور الأيمن "وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا " وقال "وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ " لكن الله تعالى هنا يقول "وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ " فعدل القرآن هنا عن ذكر اليمين إلى ذكر الغرب.. لماذا؟ إظهاراً لكرامة النبي صلى الله عليه وسلم ( محمد بن عبد الله) عند ربه فإن قال قائل ما علاقة محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر والله هنا يتكلم عن موسى؟ نقول: لما ذكر الله في الآية صفة الإثبات ذكر صفة اليمين مقترنة بها "وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا " ثم الله يريد أن يحكي لنبيه هذا الأمر، فلبيان شرفه صلى الله عليه وسلم عند ربه وذكر الله النبي فقال "وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ " أزال الله جل وعلا ذكر كلمة اليمين حتى لا ينسى الفضل عنه صلوات الله وسلامه عليه فعدل القرآن عن ذكر اليمين إلى ذكر الغرب فلو قيل في غير القرآن وما كنت بجانب الأيمن لكان فيه نفي اليمين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا محال في حقه من جهة إكرام الله له ، فعدل القرآن عن هذه اللفظة إلى لفظة لا يتعلق بها مدح ولا ذم وهي ( الغرب) وهذه تالله لوالله من فرائد العلم التي تبين عظيم المنزلة وجليل المكانة لنبينا صلى الله عليه وسلم عند ربه. ويجب أن نتنبه أن كلمة (كليم) إذا أطلقت يراد بها كليم الله موسى عليه السلام ، لكن لا يعني هذا أن الله جل وعلا حصر مقام التكليم في موسى ، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه آدم أنبي هو؟ فقال: نبي مكلم. فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم مقام التكليم لنبي الله آدم كما أنه هو صلوات الله وسلامه عليه كلمه ربه في رحلة المعراج فأضحى الآن بالخبر الصحيح أن الذين كلمهم الله هم ثلاثة ( آدم ثم موسى ثم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم) ولا يستبعد أن يعطى هذا المقام لخليل الله إبراهيم عليه السلام. هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس التالي دمتمــــــــ في حفظ الرحمن ــــــــ،، الدرســـــــــ الثامن ــــــــــــ،، "وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا " [الأحزاب:37]. نريد أن نميط اللثام عن ذكر الحكمة في أن الله جل وعلا اختص زيداً رضي الله عنه وأرضاه دون الصحابة أجمعين بأن ذكر اسمه صريحاً في القرآن.. زيدٌ هذا هو زيد بن حارثه كانت خديجة رضي الله عنها قد طلبت من ابن أخيها حكيم أن يشتري لها غلاماً فاشترى لها زيد ثم بعد زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم أهدت له زيداً. وعلى الجانب الآخر كان أهل زيد يبحثون عنه.. وقُدر لهم أن يعلموا أنه بمكة ولما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن قد نُبئ بعد ( أي لم يبعث) فطلبوا منه ابنهم بعد أن عرضوا عليه غالي الأثمان فقال صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على خير من ذلك .. أخيره بيني وبينكم ... فوافقوا. فاختار زيد البقاء مع النبي صلى الله عليه وسلم فأراد النبي أن يكافئه .. ولكي يطمأن أهله عليه فقال صلى الله عليه وسلم مخاطباً في أندية قريش أشهدكم أن زيداً ابني يرثني وأرثه. فأضحى بعدها لا يدعى زيد إلا زيد بن محمد .. وهذا تاج أصبح متلألئاً بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فقد سابق زيد إلى الإسلام فأسلم وما زال يعرف بزيد بن محمد صلوات الله وسلامه عليه. وبعد هجرة النبي إلى المدينة أنزل الله في شأن الأدعياء الذين زيد منهم "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ " وأنزل "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " وأراد الله كذلك من إنزال هذه الآيات إبطال مسألة أن العرب كانت تأنف من أن يتزوج الرجل زوجة دعيه، وكان قد تزوج زيد زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها وكانت تجد في نفسها شيئاً عليه، فكان يشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم والله جل وعلا أخبر نبيه أن زيد مطلق زوجته وأنه عليه السلام سيتزوجها فأخفى النبي ذلك وكان يخبر زيداً إذا استنصحه أن يبقي على زوجته فقال الله "وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ " أي: بالإسلام، "وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ " أي: بالعتق، "أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ " أي: استبقها، "وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ " يا نبينا! "مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ " أي: مظهره من كون أنك ستتزوج زينب لا محالة، فقال الله جل وعلا: "وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا "[الأحزاب:37] فكانت زينب تفتخر بذلك على زوجات النبي بأن آبائهن زوجوهن وهي الله زوجها من فوق سبع سماوات. فقال العلماء إن الله لما منع زيد من ذلك التاج الذي كان يتلألأ على رأسه من كونه يدعى زيد بن محمد وكون زيد صبر على أن النبي تزوج امرأته بعد ما طلقت منه عوضه الله عن هذين بأن ذكر اسمه الصريح في القرآن. وكذلك ربك إذا سلب عبداً نعمة فصبر عوضه الله جل وعلا بأحسن منها. هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس التالي دمتمــــــــ في حفظ الرحمن ــــــــ،، الدرســـــ التاسع ـــــــ،، قال تعالى على لسان إسماعيل عليه السلام: "قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ " [الصافات:102] لماذا لم يقل إسماعيل عليه السلام افعل ما تريد؟ وهو يخاطب أباه إبراهيم عليه السلام !؟ خليل الله إبراهيم عليه السلام هو أفضل الأنبياء بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. كبر إبراهيم عليه السلام في السن ، فطلب من الله عز وجل أن يرزقه غلاماً صالحاً "وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ " نشأ هذا الغلام حتى أصبح قادراً على أن يعين أباه "قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ " [الصافات:102] يقدر لإبراهيم عليه السلام أن يرى في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام ورؤيا الأنبياء حق.. "فَانظُرْ مَاذَا تَرَى " وهذا من باب أن يوطن الأب ابنه على طاعة الله ، فلو امتنع إسماعيل وقدر إبراهيم على ذبحه لذبحه، لكنه أراد أن يشتركا سوياً في الأجر قال الله جل وعلا: "قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ " [الصافات:102] نعود ونقول .. لماذا قال الله تعالى افعل ما تؤمر ولم يقل افعل ما تريد؟؟ هناك فرق كبــــــــير بين الكلمتين.. لو قال إسماعيل يا أبت افعل ما تريد فهو في نهاية الأمر ابن يطيع أباه ، جندي يطيع قائده ، مأمور يطيع آمره. لكن إسماعيل عليه السلام عدل عنها بقول افعل ما تؤمر ليبين أنه عبد يطيع ربـــــــه. فإسماعيل هنا قَبِل بمسألة الذبح وقَبِل بأن يذبحه أباه لا لأن أباه يريد أن يذبحه .. محال!! لكن لأن الأب بذبحه لابنه إنما يطيع أمر الله. إن إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام هنا يقدمان نموذجاً كاملاً بيناً يقيم الله به الحجة على عبادة في كل أحد: أن يكون عبداً مستسلماً لأمر الله وهنا إخبار بأن الله جل وعلا يبتلي، وأنه لا سبيل إلى رفع المقامات، وعلو الدرجات، إلا بعد الابتلاء والتمحيص، فلا تمكين إلا بعد اختبار وابتلاء، وكلما عظم الابتلاء وأوغل في الصدر اليقين ارتقى الإنسان إلى معالم وطرائق جديدة في معرفة الرب تبارك وتعالى ورحمته. هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس التالي دمتمــــــــ في حفظ الرحمن ــــــــ،، الدرســـــــ العاشر ـــــــــ،، قال الله جل وعلا على لسان خليله إبراهيم عليه السلام: "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ " [الشعراء:80]. هذه الآية جاءت مع الآيات التي يخبر فيها إبراهيم قومه عن ربه فقال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: " الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ " نلحظ هنا أن إبراهيم عليه السلام في كل تلك الأمور نسبها إلى الرب جل وعلا إلا المرض فنسبه إبراهيم إلى نفسه مع يقيننا أن إبراهيم يعلم أن المرض من الله ، لكنه أراد بهذا التأدب مع رب العزة والجلال ، فلذلك نسب المرض إلى نفسه فالأدب مع الله سبحانه وتعالى منزله عاليه يوفق لها أهل الطاعة ويرشد إليها أهل الفضائل. فثمة أمور من الخير أسندها إلى الله وما كان في ظاهره النقص والعيب أسنده على نفسه تأدباً مع ربه. وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يرقى المنبر فيأتيه رجل يشكو إليه جدب الديار وقلة الأمطار فيقول: يا نبي الله أدعوا الله أن يغيثنا .. فيقول عليه الصلاة والسلام: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.. فتكون سحاباً ثم يكون غيث بفضل من الله ، ويمكث الناس على هذا أسبوعا. فنجم عن تلك الأمطار سيول عديدة نجم عنها انقطاع السبل وبعد المشقة في وصول الناس إلى بعضهم البعض. فيأتي رجل إلى النبي .. فقال: ادعوا الله أن يمسكها عنّا . فنبينا صلى الله عليه وسلم يعلم أن الغيث رحمة فلم يقل اللهم امسكها عنّا ... ولكن قال أدباً مع ربه (اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام ومنابت الشجر وبطون الأودية)، وأخذ يذكر صلى الله عليه وسلم ما ينتفع به الناس ما لو نزل الغيث عليهم ويشير بيده. قال أنس رضي الله عنه وأرضاه: فما أشار إلى ناحية إلا اتجه السحاب إليها صلوات الله وسلامه عليه. إن فِقهَنَا لهذه المسألة يعطينا منزلة عالية عند ربنا إن عملنا بذلك الفقه، والمسلم كيس فطن يعرف أدب الخطاب. هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس التالي دمتمــــــــ في حفظ الرحمن ــــــــ،، الدرســـــــــ الحادي عشر ـــــــــ،، قال تعالى في فاتحة سورة المسد: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ " [المسد:1]. النبي صلى الله عليه وسلم كان له أحد عشر عماً، ولكن لم يدركوا كلهم نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإنما أدركها أربعة منهم فقط. هؤلاء الأربعة انقسموا إلى فريقين.. فريق آمن به وهما : حمزة ، والعباس. وفريق لم يؤمن به وهما: أبو لهب ، وأبو طالب. إلا أن أبا لهب وأبا طالب اختلفا ، ليس في الكفر والإيمان فكلاهما كافر ولكن أبا طالب كان يناصر النبي صلى الله عليه وسلم ، أما أبو لهب فكان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى قومه ( يا صباحاه! فاجتمعوا فأخبرهم عليه الصلاة والسلام بأنه سيحدثهم بحديث فهل هم مصدقوه؟ فأخبروه أنه محل الصدق فيهم، فلما دعاهم إلى التوحيد قال له أبو لهب: ألهذا جمعتنا! تباً لك سائر اليوم وانفض عنه)، فكان ذلك سبباً لانفضاض الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم. "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ " [المسد:1] تبت الأولى فعل يراد به الدعاء أما في آخر الآية فليست توكيداً ولا عطفاً وإنما هي إخبار بأن ذلك الدعاء وقع أبو لهب كنيته واسمه عبد العزه الكنية المراد بها التشريف ولكن الله في هذه الآية ذكر أبي لهب بكنيته ليس لتشريفه طبعاً! وإنما أراد أن يقول إن المعني بهذا الكلام هو ذلكم أبي لهب الذي تعظمونه وكني أبي لهب بذلك لاحمرار وجنتيه "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ " فهذا إخبار من الله عز وجل أن أبا لهب سيصلى النار والسبب كفره ... ألم يكن بمقدور أبي لهب ولو كذباً أن يقول لقريش اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله!؟ حتى بصنيعه هذا يفند قول النبي صلى الله عليه وسلم، فسيقول للناس على الملأ: أنا أشهد وأؤمن بما جاء به محمد، ومحمد يقول: إنني في النار، لكن مع سهولة النطق بهذه الكلمة فقد علم الله أجلاً وأوقع ذلك قدراً أن هذا لن يكون من أبي لهب ألبتة، وهذا مما لا يقدر عليه إلا الله، فمنع الله لسانه وقلبه من أن ينطق بالشهادة ولو زوراً وكذباً، أو ميلاً ونفاقاً وادعاء؛ حتى لا يكون ادعاؤه مبطلاً لكلام الله، وحاشا لله أن يبطل كلامه أحدٌ سبحانه. إذاً: هناك سر عظيم في هذه الآية والسورة أمطنا اللثام عنه، وأن الهداية بيد الله عز وجل. هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس التالي دمتمــــــــ في حفظ الرحمن ــــــــ،، الدرســــــــــــــــــــ الثاني عشر ـــــــــــــــــــــــــــ،، "وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ " [البقرة:96]. الآية تتكلم عن اليهود، واليهود قومٌ بُغض الآية التي قبلها: "قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ " فقد كان اليهود يقولون إن الجنة محصورة فيهم وأن الآخرة لهم دون غيرهم ، فأمرهم الله بأن يأتوا ببرهان على هذا فيتمنوا الموت. ثم أخبر جل وعلا أنه لن يقع منهم ذلك التمني فقد قال جل وعلا: "وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " ثم ذكر هذه الآية التي نحن بشأن الحديث عنها: "وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ" جاءت كلمة حياة منكرة هنا لبيان أنهم يتشبثون بأي حياة كانت سواء كانت حياة مذومه ، حياة محمودة ، حياة فقر أو حياة غنى ، حياة عز أو حياة ذل ، المهم أن يبقوا وليس هذا صنيع من يرجو شيئاً في الدار الآخرة. " وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا " لماذا اختار الله جل وعلا هنا أن يعبر عن أهل الإشراك هنا في المقارنة ما بين حرص اليهود وحرص أهل الشرك؟؟ إن اليهود بالرغم من كفرهم بالله جل وعلا وعدم تصديقهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم إلا إنهم في معتقدهم يؤمنون بالدار الآخرة. بخلاف أهل الإشراك الذين لا يؤمنون ببعث ولا نشور فمن باب أولى ينبغي أن يكون حال أهل الإشراك أشد حرصاً من حال اليهود لأن أهل الإشراك يؤمنون أنهم لا يعيشون إلا حياة واحدة فيكون تشبثهم بالحياة له معنى أما اليهود لا حاجة لتشبثهم بالحياة إذا كانوا يؤمنون أن هناك آخره وأنهم سيدخلون الجنة هذا الوضع الطبيعي للأمر لكن الله هنا يقول .. يبين سرائر أولئك القوم "وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا" فخصهم بالذكر ليبين لنا أي ممتهن وصل إليه حال تشبث أولئك اليهود بالدنيا وهذا يدل على ضعف يقينهم بما يزعمون وعلى بطلان برهانهم الذي يدعون أن الجنة لهم وأن النار لن تمسهم إلا أياماً معدودة وهذا أسلوب قرآني عظيم في تفنيد أراء مخالفه هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده نفعني الله وإياكم بما تعلمناهـ،، نلتقي في الدرس التالي
|
#2
|
|||
|
|||
درس قيم
بارك الله فيك وبك ونفع الله بك
|
#3
|
||||
|
||||
وفيك يالغلا
نورتي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |