العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
حكم الصور// التصوير في القرآن ... الخ
التصوير في القرآن
عرض القرآن الكريم للتصوير على أنه عمل من أعمال الله تبارك و تعالى ، الذي يبدع الصور الجميلة ، و خصوصاً صور الكائنات الحية ، و في مقدمتها الإنسان : ( هوَ الَذِي يصَوِرَكمُ فِي الُأَرُحَام كَيُفَ يَشَآء ) (آل عمران(6)) . ( وَصَوَّرَكمُ فَأَحُسَنَ صوَرَكمُ ) (التغابن(3)) . ( الَذِي خَلَقَكَ فَسَوَكَ فَعَدَلَكَ ( 7 ) فِي أَيِ صوَرَةِ مَا شَآءَ رَكَبَكُ ( 8 ) ) الانفطار . و ذكر القرآن أن من أسماء الله الحسنى : اسم « المصور » . كما في قوله تعالى : ( هوَ الّلَه الُخَالِق البَارِي الُمصَوِر لَه الُأَسُمَآء الحسُنَى ) (الحشر(24)) . كما عرض القرآن للتماثيل في موضعين : أحدهما : في موضع الذم و الإنكار ، و ذلك على لسان الخليل إبراهيم عليه السلام ، حيث اتخذها قومه أصناماً ، أي آلهة تعبد ، فأنكر عليهم ذلك قائلاً : ( مَا هَذِهِ التَمَاثِيل التِي أَنُتمُ لًهَا عَاكِفونُ ( 52 ) قَالواُ وَجَدُنَآ ءَابَآءَنَا لَهَا عَابِديِنَ ( 53 ) ) الأنبياء. و الثاني : ذكرنا القرآن في معرض الامتنان و الإنعام على سليمان عليه السلام ، حيث سخر له الريح ، و سخر له الجن يعملون بين يديه بإذن ربه : ( يَعُمَلونَ لَه, مَا يَشَآءَ مِن محَارِيِبَ وَ تَمَاثِيُلَ وَجِفَانِ كَالُجَوَابِ وَقدورِ رَاسِيَاتٍ اعَمَلواُ ءَ الَ دَاو,دَ شكُرَاَ ) (سبأ(13)) التصوير في السنة : أما السنة . . فقد حفلت بأحاديث كثيرة صحيحة ، معظمها يذم التصوير و المصورين ، و بعضها يشدد غاية التشدد في منع التصوير و تحريمه و الوعيد عليه . كما ينكر اقتناء الصور ، أو تعليقها في البيت ، و يعلن : أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة . و الملائكة هم مظهر رحمة الله تعالى و رضاه و بركته ، فإذا منعت من الدخول في بيت ، فمعناه أنه محروم من الرحمة الرضا و البركة . و المتأمل في معاني الأحاديث الواردة في التصوير أو اقتناء الصور ، و في سياقاتها و ملابساتها ، و يقارن بين بعضها و بعض ، يتبين له : أن النهي و التحريم و الوعيد في تلك الأحاديث لم يكن اعتباطاً و لا تحكماً ، بل كان و راءها علل و مقاصد يهدف الشرع إلى رعايتها و تحقيقها . تصوير ما يعظم و يقدس ( أ ) فبعض التصوير كان يقصد به تعظيم المصور ، و هذا التعظيم يتقاوت ، حتى يصل إلى درجة التقديس ، بل العبادة و تاريخ الوثنيات يدل على أنها بدأت بالتصوير للتذكرة و انتهت بالتقديس و العبادة . ذكر المفسرون في قوله تعالى على لسان قوم نوح : ( وَ قَالواُ لَا تَذَرنَ ءَالِهَتَكمُ وَلَا تَذَرنَ وَدَاَ وَلَا سوَاعَاَ وَلَا يَغوثَ وَيَعوقَ وَ نَسُرَاَ) (نوح (32 ) ) أن أسماء هذه الأصنام المذكورة ، كانت أسماء رجال صالحين ، فلما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون إليها أنصابا ، وسموها بإسمائهم ففعلوا ، فلم تعبد .. حتى إذا هلك أولئك ، و نسي العلم . عبدت (رواه البخاري و غيره عن ابن عباس). و عن عائشة قالت : لما اشتكى النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) ، ذكر بعض نسائه كنيسة يقال لها « مارية » ، وكانت أم سلمة و أم حبيبة ، أتتا أرض الحبشة ، فذكرنا من حسنها و تصاوير فيها ، فرفع رأسه فقال : « أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح ، بنوا على قبره مسجداً ، ثم صوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار خلق الله » (متفق عليه) . ومن المعروف أن الصور و التماثيل أروج ما تكون في رحاب الوثنية ، كما عرف ذلك عند قوم إبراهيم ، و عند المصريين القدماء ، و اليونان ، و الرومان ، و عند الهنود – إلى اليوم – و غيرهم . و النصرانية حينما « ترو مت » على يد قسطنطين إمبراطور الروم – دخلها كثير مما كان عند الرومان من مظاهر الوثنية . و لعل بعض ما ورد من الوعيد الشديد على التصوير يقصد به الذين ينحتون الآلهة المزعومة ، و المعبودات المتنوعة عند الأمم المختلفة : و ذلك مثل حديث ابن مسعود مرفوعاً : « إن أشد الناس عذاباً عند الله : المصورون » (متفق عليه) . قال النووي : « قيل هي محمولة على من فعل الصورة لتعبد ، و هو صانع الأصنام ونحوها ، فهذا كافر ، و هو أشد عذاباً ، و قيل : هي فيمن قصد المعنى الذي في الحديث من مضاهاة خلق الله تعالى ، و اعتقد ذلك ، فهذا كافر ، له من أشد العذاب ما للكافر ،و يزيد عذابه بزيادة قبح كفره » (شرح النووي على مسلم : 14/91) . و إنما ذكر النووي ذلك ، و هو من أشد المشددين في تحريم التصوير و اتخاذ الصور ، لأنه لا يتصور – بحسب مقاصد الشرع – أن يكون المصور العادي أشد عذاباً من القاتل و الزاني و شارب الخمر و المرابي و شاهد الزور . . . و غيرهم من مرتكبي الكبائر و الموبقات . و قد روي مسروق حديث ابن مسعود المذكور بمناسبة دخوله – هو و صاحب له – بيتاً فيه تماثيل ، فقال مسروق : هذه تماثيل كسرى ؟ قال صاحبه : هذه تماثيل مريم . . فروى مسروق الحديث . تصوير ما يعتبر من شعائر دين آخر ( ب ) و قريب من هذا اللون من التصوير ما كان يعبر عن شعائر دين معين غير دين الإسلام ، و أبرز مثل لذلك « الصليب » عند النصارى . فما كان من الصور مشتملاً على الصليب فهو محرم بلا ريب ، و يجب على المسلم نقضه و إزالته . و في هذا روي البخاري عن عائشة : أن النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) لم يكن يترك في بيته شيئاً فيه تصاليب إلا نقضه » . المضاهاة بخلق الله ( ج ) مضاهاة خلق الله عز و جل ، بدعوى أنه يبدع و يخلق كما يخلق الله سبحانه ، و يبدر أن هذا أمر يتعلق بقصد المصور و نيته ، و إن كان هناك من يرى أن كل مصور مضاه لخلق الله . و في هذا جاء حديث عائشة عن النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) : « أشد الناس عذاباً يوم القيامة : الذين يضاهون بخلق الله » (متفق عليه) . فهذا الوعيد الغليظ يوحي بأنهم يقصدون إلى مضاهاة خلق الله ، و هو ما نقله الإمام النووي في شرح مسلم ، أذ لا يقصد ذلك ألا كافر . و يدل عليه حديث أبي هريرة الصحيح قال : سمعت رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) يقول : «قال الله تعالى : و من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة ، و ليخلقوا حبة ، أو ليخلقوا شعيرة » (متفق علية) . فقوله :« ذهب يخلق كخلقي » يدل على القصد و التعمد . و لعل هذا هو سر التحدي الإلهي لهم يوم القيامة ، حيث يقال لهم : « أحيوا ما خلقتم » و هو « أمر تعجيز » كما يقول الأصوليون . دخول الصور في مظاهر الترف ( د ) أن تكون جزءاً من أدوات الترف و مظاهرة . و هذا ما يظهر من كراهية النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) لبعض الصور في بيته ،فقد روت عائشة أنه عليه الصلاة و السلام خرج في غزالة ، قالت : فأخذت نمطاً ( نوعاً من البسط اللطيفة أو الستائر ) فسترته على الباب ، فلما قدم ، فرأي النمط ، فجذبه حتى هتكه ، ثم قال : « إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة و الطين » قالت : فقطعنا منه و سادتين ، و حشوتهما ليفاً ، فلم يعب ذلك علي » (متفق عليه( و النص بهذه الصيغة – إن الله لم يأمرنا - يقتضي أنه ليس بواجب و لا مندوب ، فهو لا يدل على أكثر من الكراهة التنزيهية ، كما قال الإمام النووي (شرح النووي على مسلم : 14 / 86 / ، 87) ، و لكن بيت النبوة ،ينبغي أن يكون أسوة و مثلاً للناس في الترفع على زخرف الدنيا و زينتها . يؤكد هذا حديث عائشة الآخر ، قالت : كان لنا ستر فيه تمثال طائر ، و كان الداخل إذا دخل استقبله ، فقال لي رسول الله ( صلي الله عليه وآل و سلم ) :« حولي هذا ،فإني كلما دخلت فرأيته ، ذكرت الدنيا » (رواه مسلم في باب « تحريم الصور » : 14/87) . و مثله : ما رواه القاسم بن محمد عنها رضي الله عنها : أنه كان لها ثوب فيه تصاوير ، ممدود إلى سهوة ، فكان النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) يصلي إليه ، فقال : « أخريه عني » قالت : فأخرته فجعلته و سائد . و في دواية عند غير مسلم : « أخريه عني ، فإن تصاويره تعرض لي في صلاتي » (روها مسلم في باب « تحريم الصور : 14 / 89) . فهذا كله من زيادة الترفه و التنعم ، و هو من وادي الكراهية ، لا من وادي التحريم ، و لكن النووي قال « هذا محمول على أنه كان قبل تحريم اتخاذ ما فيه صورة ، فلهذا كان يدخل ويراه و لا ينكره » (مسلم مع شرح النووي : 14 / 87 ) . و معني هذا :أنه يرى الأحاديث التي ظاهرها التحريم ناسخة لهذا الحديث و ما في معناه ، و لكن النسخ لا يثبت بمجرد الاحتمال . فإثبات مثل هذا النسخ يستلزم أمرين : أولهما : التحقق من تعارض النصين : بحيث لا يمكن الجمع بينهما ، مع أن الجمع ممكن بحمل أحاديث التحريم على قصد مضاهاة خلق الله ، أو بقصرها على المجسم ( أي ما له ظل ) . وثانيهما : معرفة المتأخر من النصين . و لا دليل على أن التحريم هو المتأخر ، بل الذي رآه الإمام الطحاوي في « مشكل الآثار » هو العكس ، فقد شدد الإسلام في شأن الصور في أول الأمر ، لقرب عهده بالوثنية ، ثم رخص في المسطحات من الصور . أي ما كان رقماً في ثوب ، و نحوه . و قد روي هذا الحديث عن عائشة بصيغة أخرى ، تدل على شدة الكراهية من النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) . فعن عائشة : أنها اشترت نمرقة ( و سادة صغيرة ) فيها تصاوير ، فلما رآها رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) ، قام على الباب ، فلم يدخل ، فعرفت في وجهه الكراهية ، قالت : فقلت : يا رسول الله ، أتوب إلى الله ، و إلى ، و إلى رسوله ، ما أذنبت ؟ فقال : « ما بال هذه النمرقه » ؟ قلت : اشتريتها لك لتقعد عليها و توسدها ، فقال رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) : « إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، ويقال لهم : أحيوا ما خلقتم » . و قال : « أن البيت الذي فيه الصورة لا تدخله الملائكة » (متفق عليه) . نظرات في فقه الأحاديث :في هذا الجو الذي كان يحيط بفن التصوير و الصور في عصر النبوة ، ورد معظم الأحاديث المحرمة . و لا غرو أن شددت الأحاديث النبوية في هذا الأمر ، و إن كان تشديدها في صنعة التصوير أكثر من تشديدها في اقتناء الصورة ، فبعض ما يحرم تصويره يجوز اقتناؤه فيما يمتهن مثل البسط و الوسائد و نحوها مما يبتذل بالاستعمال ، كما رأينا في حديث عائشة . و من أشد ما روي في منع التصوير : ما جاء في الصحيحين عن ابن عباس مرفوعاً : « كل مصور في النار ، يجعل له بكل صورة صورها نفساً ، فيعذبه في جهنم » . و في رواية للبخاري عن سعيد بن أبي الحسن قال : كنت عند ابن عباس ، إذ جاءه رجل ، فقال : يا ابن عباس ؛ إني رجل إنما معيشتي من صنعة يدي ،و إني أصنع هذه التصاوير . فقال ابن عباس : لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) . سمعته يقول : « من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح ، و ليس بنافخ فيها أبداً» . فرتا الرجل ربوه شديدة ( أي انتفخ غيظاً و ضيقاً ) فقال : « ويحك ؛ إن أبيت إلا أن تصنع ، فعليك بهذا الشجر ، و كل شيء ليس فيه روح » . و روي مسلم عن حبان بن حصين قال : « قال لي علي ابن أبي طالب رضي الله عنه : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) ؟ ألا تدع صورة إلا طمستها ، و لا قبراً مشرفاً إلا سويته » . و روي مسلم عن عائشة أنها قالت : واعد رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) جبريل عليه السلام ، في ساعة يأتيه فيها ، فجاءت تلك الساعة ، و لم يأته ، و في يده عصاً ، فألقاها من يده ، و قال : « ما يخلف الله وعده و لا رسله » ! ثم التفت ، فإذا جرو كلب تحت سريرة ، فقال : « يا عائشة ؛ متى دخل هذا الكلب ههنا » ؟ فقالت : و الله ما دريت ! فأمر به ، فأخرج ،فجاء جبريل ، فقال رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) : « واعدتني ، فجلست لك ، فلم تأت » ! فقال : منعني الكلب الذي كان في بيتك ، إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب و لا صورة » (رواه مسلم). و بهذا نرى أن عدد الأحاديث التي وردت في شأن التصوير و الصور ، ليس قليلاً ، كما زعم بعض من كتب في ذلك ، فقد رواها جمع من الصابة منهم : ابن مسعود ، و ابن عمر ، و ابن عباس ، و عائشة ، وعلي ، و أبو هريرة ، و أبو طلحة . و كلها في الصحاح . و قد اختلف آراء الفقهاء في قضية التصوير في ضوء هدا الأحاديث ، و كان من أشرهم في ذلك الإمام النووي الذي حرم تصوير كل ما فيه روح من إنسان أو حيوان ، مجسماً ( له ظل ) أو غير مجسم ، ممتهناً أو غير ممتهن ، و لكنه أجاز استعمال ما يمتهن ، و إن كان تصويره حراماً ، كالمصور في البسط و الوسائد و نحوها . و لكن بعض فقهاء السلف قصر التحريم على المجسم ( الذي له ظل ) و هو ما نطلق عليه عرفاً « التماثيل » ، فهي أوغل في مشابهة الوثنية ، و هي التي يظهر فيها مضاهاة خلق الله ، لأن خلق الله و تصويره مجسم : ( هوَ الَذِي يصَوِركمُ فِي الُأَرُحَامَ كَيُفَ يَشَآء ) (آل عمران(6)) . و في الحديث القدسي : « و من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي » ، و خلق الله تعالى مجسم ، و هو الذي يمكن قبول نفخ الروح فيه ، إذ المسطح ليس قابلاً لذلك ، و لأنها أدخل في الترف و السرف ، و لا سيما ما كان من المعادن الثمينة . و هذا مذهب بعض السلف . . و قد قال النووي : إن هذا مذهب باطل ، فتعقبه الحافظ ابن حجر بأنه مذهب القاسم بن محمد ، و لعله أخذ بعموم قوله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) : « إلا رقماً في ثوب » و سنذكر نص هذا الحديث . و القاسم بن محمد بن أبي بكر ، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة ، و من أفضل أهل زمانه ، و ابن أخي عائشة ، و راوي حديث النمرقة عنها ، و يحتج له بالحديث التالي : ففي الصحيح عن بسر بن سعيد زيد بن خالد الجهني عن أبي طلحة صاحب رسول الله ( صلي اله عليه و آل و سلم ) أنه قال : إن رسول الله ( صلي الله عليه و آل وسلم ) قال : « إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة » . قال بسر : ثم اشتكى زيد بعد ، فعدناه ، فإذا على بابه ستر فيه صورة ، قال : فقلت لعبيد الله الخواني ربيب ميمونة زوج النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) : ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول ؟ فقال : ألم تسمعه حين قال : « إلا رقماً في ثوب » . و أكد ذلك ما رواه الترمذي أن سهل بن حنيف وافق أبا طلحة على هذا الاستثناء : « إلا رقماً في ثوب » . و تأويل هذا بأن المراد به : ما كان لغير ذي روح ، يعارضه حديث تمثال الطائر الذي كان فيه بيت عائشة ، و قول النبي لها :« حولي هذا ، فإني كلما رأيته ذكرت الدنيا » ، أو : « فإن تصاويره تعرض لي في صلاتي » . فالأرجح قصر التحريم على المجسم ، و أما صور اللوحات المسطحة على الورق ، أو الجدران ، أو الخشب و نحوها ، فأقصى ما فيها الكراهية التنزيهية ، كما ذكر الإمام الخطابي ، إلا ما كان فيه غلو و إسراف ، كالصور التي تباع بالملايين و نحوها . و يستثنى من المجسم المحرم : لعب الأطفال . من الدمى و العرائس و القطط و الكلاب و القرود و نحوها ، مما يتلهى به الأطفال ، لأن مثله لا يظهر فيه قصد التعظيم ، و الأطفال يعبثون بها . و دليل ذلك حديث عائشة أنها كانت تاعب بالبنات ( العرائس ) ، و إن صواحب لها كن يجئن إليها فيلعبن معها . و كان الرسول الكريم يسر لمجيئهن إليها . و مثل ذلك : التماثيل ئ العرائس التي تصنع من الحلوى و تباع في بعض المناسبات ، ثم لا تلبث أن تؤكل . كما يستثنى من الحظر : التماثيل التي تشوه بقطع رأسها ، أو نحو ذلك منها ، كما جاء في الحديث أن جبريل قال للرسول ( صلي الله عليه و آل و سلم ) : « مر برأس التمثال فليقطع حتى يصير كهيئة الشجرة » . و أما التماثيل النصفية التي تنصب في الميادين و نحوها للملوك و الزعماء ، فلا يخرجها من دائرة الحظر ، لأنها لا تزال تعظم . و نهج الإسلام في تخليد العظماء و الأبطال يخالف نهج الغربيين ، فهو يخلدهم بالذكر الحسن ، و السيرة الطيبة ، يتناقلها الخلف عن السلف ، و يتمثلونها ، و يأتسون بها ، و بهذا خلد الأنبياء و الصحابة و الأئمة و الأبطال و الربانيون ، فأحبتهم القلوب ودعت لهم الألسنة ، و إن لم ترسم لهم صورة ، و لا نصب لهم تمثال . و كم من تماثيل قائمة لا يعرف الناس شيئاً عن أصحابها ، كتمثال « لا ظو غلى » في قلب القاهرة ، و كم من تماثيل يمر الناس عليها فيلعنون أصحابها( انظر ي موضوع التصوير و الصور : ما فصلناه في كتابنا « الحلال و الحرام » فصل : « في البيت » ) . الصور الفوتوغرافية و مما لا خفاء فيه أن كل ما ورد في التصوير و الصور، إنما يعني الصور التي تنحت أو ترسم على حسب ما ذكرنا . أما الصور الشمسية – التي تؤخذ بآلة الفوتوغرافيا – فهي شيء مستحدث لم يكن في عصر الرسول ، و لا سلف المسلمين ، فهل ينطبق عليه ما ورد في التصوير و المصورين ؟ أما الذين يصرون التحريم على التماثيل « المجسمة » فلا يرون شيئاً في هذه الصور ، و خصوصاً إذا لم تكن كاملة . و أما على رأي الآخرين فهل تقاس هذه الصور الشمسية على تلك التي تبدعها ريشة الرسام ؟ أم أن العلة التي نصت عليها بعض الأحاديث في عذاب المصورين – و هي أنهم يضاهون خلق الله – لا تتحقق هنا في الصورة الفوتوغرافية ؟ و حيث عدمت العلة عدم المعلول كما يقول الأصوليون ؟ إن الواضح هنا ما أفتى به المغفور له الشيخ محمد بخيت (في رسالة « الجواب الشافي إباحة التصوير الفوتوغرافي ») مفتي مصر : « إن أخذ الصورة بالفوتوغرافيا – الذي هو عبارة عن حبس الظل بالوسائط المعلومة لأرباب هذه الصناعة – ليس من التصوير المنهي عنه في شيء ، لأن التصوير المنهي عنه هو إيجاد صورة و صنع صورة لم تكن موجودة و لا مصنوعة من قبل ، يضاهي بها حيواناً خلقه الله تعالى ، و ليس هذا المعني موجوداً في أخذ الصورة بتلك الآلة » . ( يؤكد هذا تسمية أهل الخليج الصورة « عكساً » و المصور «عكاساً» . هذا . . و من المقرر أن لموضوع الصورة أثراً في الحكم بالحرمة أو غيرها . و لا يخالف مسلم في تحريم الصورة إذا كان موضوعها مخالفاً لعقائد الإسلام ، أو شرائعه و آدابه ، فتصوير النساء عاريات ، أو شبه عاريات ، و إبراز مواضع الأنوثة و الفتنة منهن ، ورسمهن أو تصوير هن في أوضاع مثيرة للشهوات ، موقظة للغرائز الدنيا ، كما نرى ذلك واضحاً في بعض المجلات و الصحف ، و دور « السينما » ، كل ذلك مما لا شك في حرمته ، و حرمة تصويره ، و حرمة نشره على الناس ،و حرمة اقتنائه و اتخاذه في البيت أو المكاتب و المحلات ، و تعليقه على الجدران ، و حرمة القصد إلى رؤيته و مشاهدته . و مثل هذا صور الكفار و الظلمة و الفساق ، الذين يجب على المسلم أن يعاديهم في الله ، فلا يحل لمسلم أن يصور أو يقتني صورة لزعيم ملحد ينكر وجود الله ، أو وثني يشرك مع الله البقر أو النار أو غيرها ، أو يهودي أو نصراني يجحد نبوة محمد ( صلي الله عليه و آل و سلم ) ، أو مدع للإسلام و هو يحكم بغير ما أنزل الله ، أو يشيع الفاحشة و الفساد في المجتمع . و مثل هذا : الصور التي تعبر عن الوثنية أو شعائر بعض الأديان التي لا يرضاها الإسلام كالأصنام و ما شابهها . خلاصة لأحكام الصور و المصورين و نستطيع أن نجمل أحكام الصور و المصورين في الخلاصة التالية : ( أ ) أشد أنواع الصور في الحرمة و الإثم صور ما يعبد من دون الله ، فهذه تؤدي بمصورها إلى الكفر إن كان عارفاً بذلك قاصداً له . و المجسم في هذه الصور أشد إثماً و نكراً . و كل من روج هذه الصور أو عظمها بوجه من الوجوه داخل في هذا الإثم بقدر مشاركته . ( ب ) ويليه في الإثم من صور ما لا يعبد ، ولكنه قصد مضاهاة خلق الله ، إي ادعى إنه يبدع و يخلق كما يخلق الله ، فهو بهذا يقارب الكفر ، و هذا أمر يتعلق بنية المصور و حده . ( ج ) و دون الله ذلك الصور المجسمة لما لا يعبد ، ، و لكنها مما يعظم كصور الملوك و القادة و الزعماء و غيرهم ممن يزعمون تخليدهم بإقامة التماثيل لهم ، و نصبها في الميادين و نحوها ، و يستوي في ذلك أن يكون التمثال كاملاً أو نصفياً . ( د ) ودونها الصور المجسمة لكل ذي روح مما لا يقدس و لا يعظم ، فإنه متفق على حرمته ، يستثنى من ذلك ما يمتهن ، كلعب الأطفال ، و مثلها ما يؤكل من تماثيل الحلوى . ( هـ ) و بعدها الصور غير المجسمة ( اللوحات الفنية ) التي يعظم أصحابها ، كصور الحكام و الزعماء ، و غيرهم ، و خاصة إذا نصبت و علقت ، و تتأكد الحرمة إذا كان هؤلاء من الظلمة و الفسقة و الملحدين ، فإن تعظيمهم هدم للإسلام . ( و ) و دون ذلك أن تكون الصورة غير المجسمة لذي روح لا يعظم ، و لكن تعد من مظاهر الترف ، و التنعم كأن تستر بها الجدر و نحوها ، فهذا من المكروهات فحسب . ( ز ) أما صور غير ذي الروح من الشجر و النخيل و البحار و السفن و الجبال و النجوم و السحب و نحوها من المناظر الطبيعة ، فلا جناح على من صورها أو اقتناها ، ما لم تشغل عن طاعة أو تؤد إلى ترف فتكره . ( ح ) و أما الصور الشمسية ( الفوتوغرافية ) فالأصل فيها الإباحة ، ما لم يشتمل موضوع الصورة على محرم ، كتقديس صاحبها تقديساً دينياً ، أو تعظيمه تعظيماً دنيوياً ، و خاصة إذا كان المعظم من أهل الكفر أو الفساق كالوثنيين و الشيوعيين و الفنانين المنحرفين . ( ط ) و أخيراً . . إن التماثيل و الصور المحرمة أو المكروهة إذا شوهت أو امتهنت ، انتقلت من دائرة الحرمة و الكراهة إلى دائرة الحل ، كصور البسط التي تدوسها الأقدام و النعال و نحوها . تأويلات و من المعلوم أن هناك بعض العلماء حاولوا أن يؤولوا الأحاديث الصحاح الواردة في تحريم التصوير و اقتناء الصور ليقولوا بإباحة الصور كلها حتى المجسمة منها . مثل ما حكاه أبو علي الفارسي في تفسيره عمن حمل كلمة « المصورين » في الحديث على من جعل الله صورة ، يعني : المجسمة و المشبهة الذي شبهوا الله تعالى ليس كمثله شيء . ذكر هذا أبو علي فارسي في كتابه « الحجة » (مخطوط مصور بدار الكتب المصرية برقم ( 463 )) و هو تكلف و اعتساف لا تساعده الألفاظ الثابتة في الأحاديث . و مثل من استند إلى ما أبيح لسليمان عليه السلام ، و ذكره القرآن في سورة سبأ : ( يَعُمَلونَ لَه, مَا يَشَآء مِن مَحَارِيبَ وَ تَمَاثِيُلَ . . ) (سبأ : 13) و لم يقولوا بنسخه في شريعتنا . و هذا الرأي ذكره أبو جعفر النحاس ، و حكاه بعده مكي في تفسيره « الهداية إلى بلوغ النهاية » (انظر : مقال العالم الرسام – الدكتور عبد المجيد وافي – بمجلة « رسالة الإسلام » عدد ( 51 ) رجب 1338 هـ ، و قد جعله الدكتور فتحي عثمان ضمن ملاحق كتابه « الفكر الإسلامي و التطور » ملحق رقم ( 10 )) . و مثل من حمل المنع على مجرد الكراهة ، و أن هذا التشديد كان في ذلك الزمان لقرب عهد الناس بعبادة الأوثان ، و قد تغير الحال في العصور التالية . ( هذا مع أن الوثنية لا زال يدين بها آلاف الملايين ) . و هذا قاله بعضهم من قبل ، ورد عليهم الإمام ابن دقيق العيد ، بأن « هذا القول بالطل قطعاً ، لأن هذا مناف للعلة التي ذكرها الشارع ، و هي أنهم يضاهون أو يشبهون بخلق الله . قال و هذه علة عامة مستقيمة مناسبة ، لا تخص زماناً دون زمان . و ليس لنا أن نتصرف في النصوص المتظاهرة المتضافرة بمعنى خيالي » (انظر : الإحكام شرح عمدة الأحكام ، لا بن دقيق العيد : 2/171 – 173 – طبع منير ، و انظر تعليق العلامة الشيخ أحمد شاكر على الحديث ( 7166 ) من مسند أحمد ، و انظر كذلك التعليق على الحديثين ( 1864 ) ، ( 1865 ) من كتابنا « المنتقى من الترغيب و الترهيب » - طبع دار الوفاء ) . و الثابت الواضح أن هذه الأقوال لم تقنع العقل المسلم ، و بالتالي لم تؤثر في المجرى العام للحضارة الإسلامية و الحياة السلامية ، و إن عمل بها بعض الناس في بعض البلدان ، كما رأينا في أسود قصر الحمراء بغر ناطة في الأنرلس ، و بعض ما حكاه شمعدان وضع للملك الكامل ، كلما مضى من الليل ساعة انفتح باب منه و خرج منه شخص في خدمة الملك . . . إلخ ، و أن القرافي نفسه عمل شمعداناً زاد فيه : أن الشمعة يتغير لونها كل ساعة ، و فيه أسد تتغير عيناه من السواد الشديد إلى البياض الشديد ، إلى الحمرة الشديدة ، ويسقط حصانان من طائرين ، ويدخل شخص ، ويخرج شخص غيره ، و يغلق باب و يفتح باب ، في كل ساعة لها لون . و إذا طلع الفجر طلع الشخص على أعلى الشمعدان ، و أصبعه في أذنه ، يشير إلى الأذان ، قال القرافي : غير أني عجزت عن صنعة الكلام (نقل ذلك الدكتور وافي في مقاله المذكور) . وقريب من ذلك ما حكاه ابن جبير في رحلته عن وصف الساعة التي كانت بجامع دمشق ، و فيها تمثال صقور . . . إلخ . http://www.qaradawi.net/site/topics...42&parent_id=12
|
#2
|
||||
|
||||
|
#3
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير
|
#4
|
|||
|
|||
وفقك الله وجزاك الخير
|
#5
|
|||
|
|||
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
|
#6
|
||||
|
||||
أخي الفاضل
حمد القطري بارك الله فيك فقد طرحت موضوعا في غاية الاهمية و أنا عن نفس أرفض وجود أي صور أو مجسمات في بيتي كما أؤيد الاخت الهنوف في ما قالت و جزاكم الله خيرا
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هذه بعض معجزات القرآن الكريم ... انظروا إليها | الا خطبوط | المنتدى الإسلامي | 18 | 03-09-09 03:51 PM |
الاعجاز العددي في القرآن | irak79 | المنتدى الإسلامي | 4 | 18-10-08 05:05 PM |
من الذي مزق القرآن نحن ام الامريكان؟ | صقر عنيزة | المنتدى الإسلامي | 1 | 18-07-05 09:48 PM |
أسرار ترتيب القرآن | sslamah | المنتدى الإسلامي | 5 | 04-01-05 07:41 AM |
10 رسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية | سقراط | المنتدى الإسلامي | 13 | 19-07-04 09:30 AM |
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |