العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد { ثُعْبَان } ، { حَيَّة } ، { جَانّ } يقول الله تعالى :
{ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (32)} [الشعراء] {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)} [طـه] {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ (10)} [النمل] وفي مواجهة موسى للسحرة لم يذكر الله أيًا من هذه الألفاظ إنما قال الله سبحانه : { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117)} [الأعراف] { فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45)} [الشعراء] - اختلفت الألفاظ في وصف الله لعصا موسى فقال في سورتي الأعراف والشعراء { ثُعْبَانٌ } وقال في سورة طه { حَيَّةٌ } وقال في سورتي النمل والقصص { جَانٌّ } - الثعبان/ قال عنه أهل التفسير هو الذكر من الحيات كما جاء عند ابن جرير عن ابن عباس والسدي ، وهو أيضا الضخم من الحيات كما عند الألوسي والشوكاني في الفتح ،قال الفراء الثعبان أعظم الحيات - والحية / وهو اسم جنس يشمل الصغير والكبير من الحيات والجآن / هو الصغير من الحيات أو هو المائل للصغر وسميت بهذا لخفتها وسرعة حركتها واختفائها واستتارها ، هذه هي معاني هذه الألفاظ كما جاءت عند أصحاب التفسير ، والسؤال لماذا جاءت هذه الألفاظ في هذه المواطن؟ من الملاحظ أن لفظ { ثُعْبَانٌ } وهي أعظم الحيات جاء في سياق مقابلة موسى مع فرعون كما قال الله عز وجلّ : { قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (107)} [الأعراف] ،وقال في سورة الشعراء : {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (32)} . وهذا الموقف وهذه المقابلة والمحاجة بين موسى عليه السلام وفرعون تحتاج إلى دليل واضح وحجة قوية دامغة وبرهان ساطع حتى يثبت موسى عليه السلام لفرعون صدق نبوته ، قال سبحانه : { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ (30)} [الشعراء] ، خصوصا أن فرعون كذب موسى عليه السلام : { قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)} ، { قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)} [الشعراء] فلما كان الموقف يحتاج إلى برهان ساطع وحجة قوية أتى الله بأعظم الحالات وأشد المواقف هولا ورعبا وقال : { فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (32)} [الشعراء] جاء عند ابن كثير أنها توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها ووثب وأحدث، فجاء اللفظ الأشد { ثُعْبَانٌ } في الموقف الأشد (المحاجة) فيا له من تعبير - أما الحية فهي اسم جنس يشمل أنواعا مختلفة من ثعبان وجآن وغيره وقد جاء هذا اللفظ في القرآن مرة واحدة لما انقلبت العصا إلى حية وذلك لما كان موسى في الوادي لوحده ، قال تقدست أسماؤه : { فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)} [طـه] ، وقد جاء على الأصل لأن هذا الموقف لا يحتاج لمحاجة ولا برهان أو سلطان أما لما كان الموقف لا يوصف لعظمته وهوله وشدته فلم يصف العصا – وهو أسلوب عربي فصيح - وهذا في موقف مناظرة موسى مع السحرة حيث قال الله تعالى في ذاك الموقف: { فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45)} [الشعراء] وهذا يبين لنا جلال التعبير في كتاب الله تعالى
|
#12
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد { خُلَفَاءَ } ، { خَلَائِفَ } يقول المولى جل شأنه على لسان هود عليه السلام :
{ ... وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ... (69) [الأعراف] ، وقال تعالى في شأن قوم نوح عليه السلام : { ... وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ... (73)} [يونس] فما الفرق بين الخلفاء والخلائف في التعبير القرآني ؟ وهل يمكن أن تقوم الواحدة مكان الأخرى ويستقيم المعنى والسياق ؟! بدايةً الخلفاء والخلائف كلتا الكلمتين ترجعان لأصل واحد في اللغة وهو خليفة الخلفاء : هم القوم الذين خلفوا قومًا صالحين وجاءوا من بعدهم بغض النظر عن حالهم ، وسموا خلفاء لأنهم وافقوا نهج وسنة من قبلهم ، فالنبي هود عليه السلام يخاطب قومه ويدعوهم لاتباع سنة وطريقة من قبلهم ، قال عز وجلّ : { ... وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ... (69)} [الأعراف] فهؤلاء جاءوا بعد القوم الصالحين الناجين بعد الطوفان من قوم نوح فوصفهم بقوله { خُلَفَاء } وهذا النبي صالح عليه السلام يدعو قومه بأن يمتثلوا طريق من خلفوهم ، قال سبحانه : { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ ... (74)} [الأعراف] فالنبي صالح عليه السلام يدعو أناسا خلفوا الصالحين الذين نجوا مع هود عليه السلام بعد الصيحة بقوله { خُلَفَاء } لهذا فالخلفاء الراشدون سموا خلفاء لا خلائف ، لأنهم خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في الخلافة وساروا على نهجه وسنة ، وقد جاءت الكلمة { خُلَفَاء } ثلاث مرات في كتاب الله تعالى. أما الخلائف : فهم القوم الذين خلفوا قومًا كافرين فاسدين بغض النظر عن حالهم ، وسموا خلائف لأنهم خالفوا سنة وطريقة من قبلهم ، كما قال الله تعالى في خطاب المؤمنين : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ ... (165)} [الأنعام] ، فهم خالفوا من قبلهم في ما كانوا عليه . وقوله تقدست أسماؤه في شأن الناجين من قوم نوح عليه السلام : { فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ ... (73)} [يونس] ، أي خالفوا سنة الظالمين الذين هلكوا بالطوفان فسماهم { خَلَائِفَ } وقد جاءت الكلمة أربع مرات في كتاب الله تعالى. بهذا يتبين لنا أن لكل كلمة تعبير ودلالة بيانية وخصوصية في السياق ، وأنه لا يمكن أن تقوم الواحدة مكان الأخرى والله أعلم
|
#13
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد { سُبْحَانَهُ } ، { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ } ، { سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ }* بدايةً { سُبْحَانَهُ } مصدر معناه التنزيه ، لا يستعمل إلا مضافا { سُبْحَانَ الله } ويعرب مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره : أسَبـِّح
قال الزجاج في معاني القرآن : وسبحان في اللغة تنزيه الله، عز وجل، عن السوء ، وقيل: تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أَن يوصف ومعنى { تَعَالَىٰ } : التعالي في اللغة هو الارتفاع ، أي ارتفعت عظمتك ،قال عز من قائل : { وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) [الجن] ، أي مكانته ومنزلته وعظمته وإذا تأملنا في كتاب الله تعالى نجد الآيات التي جاءت بلفظة { سُبْحَانَهُ } تضمنت الحديث عن نسبة الولد أو الصاحبة لله وإلصاق هذه التهمة والصفة به سبحانه وقد جاءت أكثر من تسع آيات بهذا الشأن وهذا الوصف من المشركين فرد الله سبحانه عليهم بقوله { سُبْحَانَهُ } وإليكم بعض هذه الآيات : قال تعالى في سورة البقرة : { وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ ... (116)} ، وفي سورة يونس : { قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ ... (68)} ، فرد الله تعالى بقوله : { سُبْحَانَهُ } أي يتنزه عن الوصف والنسبة هذا جل جلاله وقال في سورة النساء : { ... إِنَّمَا اللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ... (171)} فنزّه الله نفسه عن الولد ، وأنه واحد لا ثان له وفي سورة براءة (التوبة) قال تعالى : { ... وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)} بعد أن ذكر قول اليهود والنصارى في الآية السابقة لها : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ (30)} وقال في سورة النحل : { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ (57)} ، فجاء بلفظ { سُبْحَانَهُ } فقط عند نسبة الولد له وقال في سورة مريم ردًا على زعم النصارى في عيسى عليه السلام : { مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (35)} وقال الله عز وجلّ في سورة الأنبياء : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26)} وفي سورة المؤمنون مثل ذلك حيث قال جل ثناؤه : { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)} وفي سورة الصافات لما نسب الكفار { الجِنَّة } لله سبحانه : { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ... (158) رد عليهم بقوله : { سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159)} وقال تقدست أسماؤه في سورة الزمر : { لَّوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ } ثم عقّب بقوله تعالى { سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4)} وإذا صرفنا أنظارنا وولينا وجوهنا نحو الآيات التي جاءت بقوله تعالى { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ } وتأملنا فيها وجدناها في سياق اتخاذ الشريك مع الله تعالى وقد جاء قوله : { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ } ستة مرات كلها في نفي الشريك عن الله سبحانه وتعالى وهي : قال تعالى في سورة يونس : { ... قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)} وذلك في اتخاذ الكفار شفعاء لهم عند الله ، وقد جاء في معرض الآية الآنفة : { وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ } جاء عند ابن جرير : وذلك هو الآلهة والأصنام التي كانوا يعبدونها ، فرد الله عليهم : { قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ ... سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } تقدس اسمه وتنزه وتعالى كل العلو عن نسبة الشريك له ، وفي سورة الأنعام كذلك هو سياق شرك حيث جاء في الآية قوله تعالى : { وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ } ، فقال بعدها : { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ (100)} ، وفي سورة سبحان (الإسراء) قوله تعالى : { قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَّابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42)} ثم قال بعدها : { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43)} ، وفي سورة الروم يتضح ذلك من قراءة الآية : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَٰلِكُم مِّن شَيْءٍ ... } ثم قال عز وجلّ بعدها : { ... سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)} ، وفي سورة الزمر قال جل ثناؤه : { ... سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} ، حيث جاءت في سياق الشرك ، ألا ترى إلى قوله عز وجلّ قبلها : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)} وقال تعالى في بداية سورة النحل : { أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)} ، { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)} ، ولو قرأنا الآية (96) من السورة السابقة لها وهي سورة الحجر لوجدنا قوله تعالى : { الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } . وجاء قوله { سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ } مرة واحدة في سورة القصص : { ... سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)} بعد قوله عز وجلّ قبلها : { وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ... (64)} ، كذلك في نفي الشريك عن الله سبحانه وتعالى. وصفوة الكلام أنه في سياق نسبة الولد والصاحبة يأتي لفظ { سُبْحَانَهُ } وفي سياق الشريك ونسبة الشريك لله يأتي : { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ } كما رأيتم من الأمثلة ، بقي تساؤل ألا وهو : ما هو الأعظم من هذين القولين أعني بهما (نسبة الولد ، ونسبة الشريك) في ذات الله ! لا جرم أن اتخاذ الشريك مع الله أعظم جرما من نسبة الولد لله لقوله تعالى لأنه الشرك بعينه : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ... } [النساء] ، لذا في سياق الشرك يأتي قوله : { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ } وفي سياق الوصف بالولد والصاحبة يأتي قوله { سُبْحَانَهُ } والزيادة في المبني تدل على الزيادة في المعنى أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يرفعنا بكتابه الكريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين * بتصرف بسيط
|
#14
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد هلاك قوم عاد حدثنا القرآن الكريم عن هلاك كثير من الأمم من جراء عصيانهم لله تعالى وتكذيبهم لرسله بدءا من قوم نوح وقوم عاد وثمود وقوم لوط ومرورا بفرعون وأصحاب الأيكة وقوم تبع وغيرهم ..وكل هذا جاء مسطورا في كتاب ربنا جل ذكره ، غير أن كل من أهلكه الله لم يصف حاله بعد هلاكه ولم يذكر لنا عقب وقوع العذاب ما جرى له سوى قوم عاد حيث وصفهم الحق تبارك وتعالى وقال في شأنهم بعد العذاب :
{ ... فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىظ° كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)} [الحاقة] ، وقال أيضا في سورة القمر : { تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20)} فلماذا لم يجر الوصف إلا على قوم عاد ؟ نحن نعلم من طريق القرآن الكريم أن قوم عاد تباهوا بقوتهم وتطاولوا على الأمم بل وعلى خالق السموات والأرض الذي قال : { ... فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ... (15)} [فصلت] ، فقولهم { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } أي لا أحد وهذا التطاول مطلقا دون استثناء ، حيث رفعوا لواء القوة والتحدي والجبروت في الأرض بهذا الكلام ، فأراد الله عز جاره وجلت قوته أن يجعلهم عبرة للمعتبرين ، وأن يجعل قوتهم هباء منثورا ، وأنها لا شيء أمام قوة رب الأرباب ، فجعلهم أحاديث ومزقهم كل ممزق ، فلم يكونوا شيئا مذكورا بعد هذا العذاب ، وجعلهم درسا للبشرية على مدار التأريخ. وجاء وصفهم بقوله تعالى : { فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىظ° كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } ، جاء عند ابن جرير رحمه الله : كأنهم أصول نخل قد خوت ، وعند ابن كثير : بقوا أبدانا بلا رؤوس ، أي أصبحت أبدانا في منتهى الخواء ، وهذا نظير استعراضهم لقوتهم وتباهيهم على غيرهم ، جزاء وفاقا ، فأين القوة ! وأين الجبروت ! وأين الغطرسة ! وأين الاستكبار في الأرض ! بل أين التباهي بكل ما أوتوا من عظم الخلق طولا وعرضا ، لا جرم ولا ريب أن ذلكم وغيره يحسمه قول الله عز وجلّ : { ... فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّـهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)} [غافر] ، وقوله سبحانه : { ... وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىظ° أَمْرِهِ وَلَـظ°كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)} [يوسف]. والعجيب أن كل من رفع لواء التحدي في الأرض أهلكه الله عز وجل ولم يبرح هذا المتحدي مكانه ، فهاهي بريطانيا صنعت سفينة (التايتنيك) أي التحدي أو السفينة التي لا تغرق وقد اعتلتها الطبقة الاستقراطية وهم الملأ وأشراف المجتمع آنذاك - وهذا قبل أكثر من قرن من الزمن – حتى قال صانعها في لقاء صحفي : أنه لا يستطيع أحد أن يغرقها !!! ولكن كما قال الله جل ثناؤه : { فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)} [التكوير]، فما لبثت هذه السفينة أن جعلها الله جل جلاله أحاديث للناس ومسخرة ومضحكة لمن أراد وقصة يتسلى بها الكبير والصغير وما كان منها ألا أن رست في قاع المحيط ! يا سبحان الله القائل : { أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ (34)} [الشورى] { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } !! بعد هذا ، فهل ترى لهذه الأمثلة وغيرها من باقية ، فالجميع أخذه الله أخذ عزيز مقتدر ... والحمد لله رب العالمين
|
#15
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد سورة الكهف / الفرق البياني اللغوي الدقيق بين { تَسْتَطِع } و { تَسْطِع } وبين { اسْطَاعُوا } و { اسْتَطَاعُوا } الفرق : أولا ينبغي لنا أن نعرف قاعدة في اللغة تقول : أن الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى ، وعليه نقول:
أن الفعل { تَسْتَطِع } أكثر في الحروف من { تَسْطِع } وبالتالي فالمعنى يكون في الفعل الأول أكثر زيادة من الثاني في المعنى ذلك أن الحوار وقع بين موسى والخضر عليهما السلام كما جاء في سورة الكهف، فالفعل { تَسْتَطِع } قاله الخضر لموسى لما كانت الأحداث والوقائع _ خرق السفينة ، قتل الغلام ، بناء الجدار _ التي وقعت من قبل الخضر غير واضحة وهي مبهمة ثقيلة بالنسبة لموسى ، فالحالة ثقيلة وغير معروفة المقصد ، فجاء بالفعل الثقيل وقال { تَسْتَطِع } في قوله : { سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (78)} ولما فسر الخضر الوقائع والمشاهد لموسى أصبح الأمر واضحاً وسهلاً لا لبس فيه ، جاء بالفعل الخفيف وقال { تَسْطِع } في قوله: { ذَظ°لِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (82)} ، كما جاء عند ابن كثير رحمه الله في تفسيره ومثله في قصة ذي القرنين في قوله تعالى { فَمَا اسْطَاعُوا } ، { وَمَا اسْتَطَاعُوا } فمعلوم أن يأجوج مأجوج حال بينهم وبين الخروج الجدارُ الذي بناه ذو القرنين ، فهم إما أن ينقبوا الجدار أو أن يعتلوه ويظهروا عليه ، قال سبحانه : { فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)} ولا ريب أن علو الجدار والظهور عليه أسهل من نقبه وخرقه ، فجاء بالفعل الخفيف { اسْطَاعُوا } مع الحالة الخفيفة السهلة وهي الظهور على الجدار ، وجاء بالفعل الثقيل { اسْتَطَاعُوا } مع الحالة الثقيلة الصعبة وهي خرق الجدار ونقبه ، والله أعلم بمراده
|
#16
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد { يَسْعَى نُورُهُم } ، { نُورُهُمْ يَسْعَى } يقول الله جل شأنه :
{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)} [الحديد] { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)} [التحريم] فقال الله تعالى في سورة الحديد : { يَسْعَى نُورُهُم } فقدم { يَسْعَى } على { نُورُهُم } وقال سبحانه في سورة التحريم : { نُورُهُم يَسْعَى } فقدم { نُورُهُم } على { يَسْعَى } تقول القاعدة اللغوية : أن الجملة الفعلية تدل على التجدد والانقطاع وعدم الاستمرار وذلك شأن الجملة في سورة الحديد { يَسْعَى نُورُهُم } أما الجملة الاسمية فتدل على الثبوت والدوام وعدم الانقطاع وذلك شأن الجملة في سورة التحريم { نُورُهُم يَسْعَى } وعليه نقول أن الجملة الاسمية أقوى وأثبت وأدل من الجملة الفعلية. وإذا نظرنا إلى سياق الآيتين نجد أن الجملة الاسمية في سورة التحريم جاءت في سياق النبي صلى الله عليه وسلم وعبادة المؤمنين كما قال الله تعالى : { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ...} وهذا فضل من الله ومنة أما الجملة الفعلية في سورة الحديد فجاءت في سياق المؤمنين والمؤمنات فحسب كما قال الله تعالى : { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم ... } و ما أعده الله لنبيه من النعيم المقيم والأجر العميم أعظم مما أعده الله لعباده المؤمنين في الآخرة ، وهذا النور الثابت الدائم المستمر جزء من الفضل المعد لهم - أما آية الحديد فقد قدمت { يَسْعَى } ، إذ أن الجو العام في سورة الحديد الحث على السعي في العمل الصالح لاسيما النفقة والإكثار منها وحث عليها ، كما قال الله تعالى { آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7)} . { وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَـٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)} . بالجملة أقول أن كل أسلوب جاء مناسباً ومنسجماً مع سياقه ولا يمكن أن تحل جملة مكان أخرى والله أعلم
|
#17
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد سورة التحريم / { لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ } ، { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } قال الله تعالى في شأن الملائكة الكرام :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} فما المعنى لهذه الآية ؟ هل نستطيع أن نقول أن قوله تعالى { لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ } هو نفسه { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } وهل يمكننا أن نكتفي بجملة عن الأخرى ، وتقوم مقامها دون الحاجة للثانية ، كل هذه التساؤلات وغيرها لا مكان لها في الخطاب الرباني الذي أعجز الله به أرباب البيان وصفوة من تكلم العربية قاطبة إذن فما هو التوجيه ؟ أقول إن أي أمر يُطلب فعله له ركنان الأول - أن ينفذ هذا الأمر دون أي تردد أو مساءلة من المنفذ ولا يتأخر في تنفيذه ، فالملائكة الكرام إذا طلب الله جل شأنه منهم أمرًا لا يترددون في تنفيذه أو يسألون الله تعالى لماذا أو متى أو كيف أو يصدر منهم أدنى اعتراض على الأمر الرباني ، فهم يمتثلون الأمر دون معصية كما أمرهم الله ، قال ابن كثير رحمه الله : أي أمر مهما أمرهم به تعالى يبادروا إليه لا يتأخرون عنه طرفة عين ، وهذا معنى قوله في الآية الكريمة : { لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ } الثاني- أن يتم هذا التنفيذ على أكمل وجه وأحسن وضع وأوفى صورة وبالوقت المناسب دون أدنى تأخر عنه ، فالملائكة الكرام ينفذون أمر الله تعالى ولا يخالفونه ويأتون به ويبادرونه على أكمل وجه دون نقص أو خلل أو تقصير أو عدم إتقان منهم وهذا معنى قوله تعالى : { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } فمثلاً : عندما يؤمر ملك الموت بقبض روح فلان ، فإن الملك لا يعترض على الأمر ولا يناقش ولا يتردد فيه ، وعلاوة على هذا ينفذ هذا الأمر الرباني ويفعله بأكمل وجه وأوفاه دون تأخر أو تأجيل في التنفيذ من هنا يتبين أن لكل جملة من هاتين الجملتين في الآية لها معنى خاص بها مستقل عن غيرها لا يقوم المعنى إلا بها، وهذا لون من ألون التعبير القرآني الخلاب ، والله أعلم بمراده وصلى الله على نبينا محمد
|
#18
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد بعض السمات التعبيرية في سور القرآن الكريم ترددت ألفاظ { التَّقْوَىٰ } كثيرًا في سورة البقرة : { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } ، { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ، { مَعَ الْمُتَّقِينَ } ....
ترددت لفظة { النِّسَاء } في سورة { النِّسَاء } كثيرًا : { رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً } ، { وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ } ، { فِي يَتَامَى النِّسَاءِ }. ترددت لفظة { قُلْ } في سورة { الْأَنْعَام } كثيرًا : { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ } ، { قُلْ إنِي أُمِرْتُ } ، { قُلْ أَغَيْرَ اللهِ } . تردد لفظ (الإرسال) في سورة { الْأَعْرَافِ } كثيرًا : { رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } ، { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ } ، { الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ }. ترددت ألفاظ { التَّوْبَة } ومشتقاتها في سورة { التَّوْبَة }/{ بَرَاءَة } كثيرًا : { فَإِن تَابُوا } ، { لَّقَد تَّابَ اللَّهُ } ، { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا }. ترددت ألفاظ { الضُّرُّ } ومشتقاته في سورة { يُونُس } كثيرًا : { ضَرًّا وَلَا نَفْعًا } ، { ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ } ، { بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ }. ترددت ألفاظ { الْعِلْم } ومشتقاتها كثيرًا في سورة { يُوسُف } : { لَا يَعْلَمُونَ } ، { مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي } ، { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }. ترددت ألفاظ { النَّعْمَة } في سورة { النَّحْل } كثيرًا : { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ } ، { فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّه } ، { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّه } . تردد التسبيح في سورة الإسراء { سُبْحَانَ } كثيرًا : { سُبْحَانَ الَّذِي } ، { تُسَبِّحُ لَهُ } ، { يُسَبِّحُ بِحَمْدِه } ، { تَسْبِيحَهُمْ } . تردد لفظ { الرَّحْمَة } في سورة { مريم } كثيرًا : { رَحْمَتِ رَبِّك } ، { بِالرَّحْمَـٰنِ مِنكَ } ، { أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ }. ترددت ألفاظ العبادة في سورة { الْأَنبِيَاء } كثيرًا : { عَابِدِين } ، { لِلْعَابِدِين } ، { لِّقَوْمٍ عَابِدِين }. ترددت لفظة { النَّاس } كثيرًا في سورة { الْحَجّ } : { يَا أَيُّهَا النَّاس } ، { وَأَذِّن فِي النَّاس } ، { وَمِنَ النَّاس }. ترددت ألفاظ { الْخَوْف } في سورة { الْقَصَص } كثيرًا : { فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْه } ، { خَائِفًا يَتَرَقَّب } ، { فَأَخَافُ أَن }. ترددت لفظة { النَّبِيُّ } كثيرًا في سورة { الْأَحْزَاب } : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ } ، { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ } ، { يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ }. ترددت ألفاظ الاختصام في سورة { ص } ومشتقاته كثيرًا : { نَبَأُ الْخَصْمِ } ، { قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ } ، { تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ }. تردد ضرب المثل في سورة الزخرف كثيرًا ، كما تردد الفعل { جَعَل } ومشتقاته كثيرًا ، فتأمل ! تردد لفظ الجلالة { الله } في كل آية من سورة المجادلة : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ } ، { وَإِنَّ اللَّـهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ } .
|
#19
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد اختلاف رسم لفظة { إِبْرَاهِيم } في كتاب الله تعالى جاءت كلمة { إِبْرَاهِيم } في القرآن الكريم على رسمين : الأولى : { إِبۡرَٰهِۧمَ } خالية من الياء فالرسم ناقص وهذا في سورة البقرة فحسب والثانية : { إِبْرَاهِيم } بإثبات الياء فالرسم كامل وذلك في بقية القرآن الكريم وأرجع العلماء ذلك لحياة إبراهيم عليه السلام الاجتماعية. فمعلوم أن إِبْرَاهِيم عليه السلام تأخرت عنه مجئ الذرية فلم يرزق بالولد إلا وهو في سن 110 كما قال مجاهد رحمه الله وغيره وكان عمر زوجه 100 سنة فصدر حياة إِبْرَاهِيم عليه السلام وأولها لم تتم وكانت ناقصة من الناحية الاجتماعية بسبب تأخر اﻹنجاب وهذا يمثل ويقابل صدر القرآن وهو سورة البقرة ، فالجامع بينهما النقص في الحالين ولما رزق إِبْرَاهِيم عليه السلام بالولد في سن متأخرة في بقية حياته واكتمل وتم من حيث الناحية الاجتماعية جاء اللفظ كاملا في بقية القرآن الكريم وعند بعض أهل التأويل أن اليهود تسمي إِبْرَاهِيم قبل أن يرزق بالولد { إِبۡرَٰهِۧمَ } وبعد أن رزق بالولد { إِبْرَاهِيم } والزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى والله أعلم
|
#20
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد ميزان الترادف في كتاب الله / (الفرد الوحيد الواحد) الفرد : هو الذي كان مع جماعة فانقطع عنهم كنت مسافراً مع مجموعة ثم انفردت يقال فرّد الرجل. في لغة العرب فرّد الرجل من ترك رهطه وقومه وجماعته وسافر وحده يقال فرّد، يقال راكب فارد، الراكب الفارد هو الذي ليس معه بعير آخر وحده هو وبعيره. . إذن الفرد هو الذي كان مع مجموعة ثم انقطع عنهم.
قال الأزهري ولم أجده (الفرد) في صفات الله تعالى التي وردت في السنة كما جاء هذا عند ابن منظور في اللسان ولا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله عليه السلام وكذلك لم يرد هذا الاسم في كتاب الله تعالى { وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)} [مريم] { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿94﴾} [الأنعام] { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)} [مريم] {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89)} [الأنبياء] تقول أعرابية بعد أن انطبقت الصخرة على أبنائها في غار فماتوا جميعا: ربيتهم تسعة حتى إذا اتسقوا * أفردت منهم كقرن الأعضب الوحدي فقالت (أفردت منهم) أي أخذت منهم وعزلت عنهموكل أم وإن سرت بما ولدت * يوما ســتفقد من ربت من الـولد قال طرفة: إلى أن تحامتني العشيرة كلها * وأفردت أفراد البعــير المــعبد (المعبد) أي البعير المطلي بالقطران لمرضه يعزل عن بقية القطيع ويكون منفرداالوحيد : الذي لم يكن مع أحد أصلاً ولا يشاكله ويناظره ولا يماثله أحد وهو المتميز بشئ عن مجتمعه متميز بصنعته أو تجرته أو عمله أو غير ذلك... { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴿11﴾ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ﴿12﴾ وَبَنِينَ شُهُودًا ﴿13﴾} [المدثر] وهذه الآيات نزلت في الوليد بن المغيرة أحد أئمة الكفر بمكة كان مميزا بتجارته فقد كانت تزيد كل يوم كما قال الله: { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا } وأما أولاده فعنده عشرة من الولد فقد كان في المحافل يجعل منهم خمسة عن يمينه وخمسة عن شماله يفتخر بهم عند قريش منهم خالد بن الوليد الصحابي المعروف إذا هو وحيد بهذه الأمور هذا الوحيد هو أصلاً ليس لديه شيء كل منا يولد وحيداً كما قال عز وجلّ: { ... كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ... (48)} [الكهف] أنت في بطن أمك ليس لديك لا زوجة ولا أولاد ولا جيش ولا أعوان ولا أنصار فأنت وحيد. فالوحيد الذي وُجِد وحيداً منذ البداية ليس معه أحد : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11)} [المدثر] فكلمة الوحيد تعني أنه لم يكن معه أحد في الأصل والغريب أن لفظة (وَحِيد) جاءت وحيدة في القرآن الواحد : الذي لا ثاني له كما قال الأزهري ونقله ابن منظور في اللسان ولا يتجزأ : { إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ (19)} [الأنعام]، { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)} [الأنبياء] ، هي أمة إسلامية واحدة لا يوجد غيرها هنالك شمس واحدة ولا يوجد اثنتان وقمر واحد لا يتجزأ . الأحد الذي ليس كمثله شيء. هذا الفرق بين الواحد والوحيد والأحد: الواحد هو الذي لا ثاني له، والوحيد كان أصلاً ليس له رفقة وليس معه أحد، والأحد هو الذي لا يشبه أحد. الواحد هو الوصف الذي يطلق على الله عز وجل : { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)} [البقرة] { ... فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3)} [النساء] أي لا ثاني لها { وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)} [الأنعام] { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)} [هود] { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)} [الأنبياء] { ... يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)} [يوسف] { وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)} [النحل] { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)} [يــس] يتبين من هذا أنه لا ترادف في كتاب الله إطلاقا فكل كلمة لها وظيفتها واستخدامها اللائق اللصيق بمعناها فتراها تنسجم وتتلائم مع السياق والله أعلم
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |