العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد هلاك قوم عاد حدثنا القرآن الكريم عن هلاك كثير من الأمم من جراء عصيانهم لله تعالى وتكذيبهم لرسله بدءا من قوم نوح وقوم عاد وثمود وقوم لوط ومرورا بفرعون وأصحاب الأيكة وقوم تبع وغيرهم ..وكل هذا جاء مسطورا في كتاب ربنا جل ذكره ، غير أن كل من أهلكه الله لم يصف حاله بعد هلاكه ولم يذكر لنا عقب وقوع العذاب ما جرى له سوى قوم عاد حيث وصفهم الحق تبارك وتعالى وقال في شأنهم بعد العذاب :
{ ... فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)} [الحاقة] ، وقال أيضا في سورة القمر : { تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20)} فلماذا لم يجر الوصف إلا على قوم عاد ؟ نحن نعلم من طريق القرآن الكريم أن قوم عاد تباهوا بقوتهم وتطاولوا على الأمم بل وعلى خالق السموات والأرض الذي قال : { ... فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ... (15)} [فصلت] ، فقولهم : { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } أي لا أحد وهذا التطاول مطلقا دون استثناء ، حيث رفعوا لواء القوة والتحدي والجبروت في الأرض بهذا الكلام ، فأراد الله عز جاره وجلت قوته أن يجعلهم عبرة للمعتبرين ، وأن يجعل قوتهم هباء منثورا ، وأنها لا شيء أمام قوة رب الأرباب ، فجعلهم أحاديث ومزقهم كل ممزق ، فلم يكونوا شيئا مذكورا بعد هذا العذاب ، وجعلهم درسا للبشرية على مدار التأريخ. وجاء وصفهم بقوله تعالى : { فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } ، جاء عند ابن جرير رحمه الله : كأنهم أصول نخل قد خوت ، وعند ابن كثير : بقوا أبدانا بلا رؤوس ، أي أصبحت أبدانا في منتهى الخواء ، وهذا نظير استعراضهم لقوتهم وتباهيهم على غيرهم ، جزاء وفاقا ، فأين القوة ! وأين الجبروت ! وأين الغطرسة ! وأين الاستكبار في الأرض ! بل أين التباهي بكل ما أوتوا من عظم الخلق طولا وعرضا ، لا جرم ولا ريب أن ذلكم وغيره يحسمه قول الله عز وجلّ : { ... فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ(78)} [غافر] ، وقوله سبحانه : { ... وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)} [يوسف]. والعجيب أن كل من رفع لواء التحدي في الأرض أهلكه الله عز وجل ولم يبرح هذا المتحدي مكانه ، فهاهي بريطانيا صنعت سفينة (التايتنيك) أي التحدي أو السفينة التي لا تغرق وقد اعتلتها الطبقة الاستقراطية وهم الملأ وأشراف المجتمع آنذاك - وهذا قبل أكثر من قرن من الزمن – حتى قال صانعها في لقاء صحفي : أنه لا يستطيع أحد أن يغرقها !!! ولكن كما قال الله جل ثناؤه : { فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)} [التكوير]، فما لبثت هذه السفينة أن جعلها الله جل جلاله أحاديث للناس ومسخرة ومضحكة لمن أراد وقصة يتسلى بها الكبير والصغير وما كان منها ألا أن رست في قاع المحيط ! يا سبحان الله القائل : { أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ (34)} [الشورى] { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } !! بعد هذا ، فهل ترى لهذه الأمثلة وغيرها من باقية ، فالجميع أخذه الله أخذ عزيز مقتدر ... والحمد لله رب العالمين
|
#22
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد الدلالة البيانية للحرفين { نَعَمْ } ، { بَلَىٰ } في القرآن الكريم { نَعَمْ } حرف جواب يفيد الإثبات والتوكيد والإقرار للسؤال المثبت نحو : هل وصل محمد فلما تقول نعم إذن أقررت وصوله ، ويفيد النفي والتوكيد للسؤال المنفي نحو : أما قرأت الرسالة ، فإن قلت نعم فالجواب نعم ما قرأتها ، وهو حرف لا محل له من الإعراب من حيث الإعراب النحوي
وقد وردت { نَعَمْ } في القرآن الكريم أربع مرات نحو قوله تعالى { ... فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ ... (44)} [الأعراف] فأكدوا وأقروا جوابهم والتقدير: نعم وجدنا وقوله سبحانه في سورة الأعراف : { وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114)} ، فأكّد فرعون كلامهم بقوله (نَعَمْ) موافقة لطلبهم وقوله عز وجلّ في سورة الشعراء : { فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)} فأجاب فرعون بقوله (نعم) توكيدًا لكلامهم وطلبهم وقوله تقدست أسماؤه في سورة الصافات : { قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (18)} وهو جواب يؤكد للكفار البعث في الآخرة الذي أنكروه بقولهم : { أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17)} [الصافات] أما { بَلَىٰ } فهي حرف مؤنث لا محل له من الإعراب ، وردت في القرآن الكريم في اثنين وعشرين موضعًا ، وأصلها (بل) وقيل الألف زائدة للتأنيث و{ بَلَىٰ } لها موضعان : أحدهما : تكون ردًا على نفي سبقها نحو قوله تعالى في سورة البقرة : { وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ... (80)} فكان جواب هذا النفي { بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ... (81)} ومثله قوله سبحانه : { وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ... (111)} [البقرة] فكان جواب هذا النفي بقوله : { بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ... (112)} [البقرة] ونظير ذلك قوله عز وجلّ : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ ... (3)} [سبأ] كذلك قوله تقدست أسماؤه : { ... فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28)} [النحل] وقوله جل ثناؤه : { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)} [الزُخرف] فجاء جواب النفي بقوله : { بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } . الثاني : أن تكون جوابًا لسؤال دخل على نفي فتبطل هذا النفي وتقلبه للإيجاب ، لأن نفي النفي إثبات ، ومن أمثلة هذا الضرب قوله تعالى : { ... وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا ... (172)} [الأعراف] فجاءت { بَلَىٰ } جوابا لسؤال منفي فقلبت هذا النفي لإثبات والتقدير : بلى أنت ربنا ، فهنا { بَلَىٰ } أبطلت النفي قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : لو قالوا نعم لكفروا ، لأنهم بذلك يقرون النفي بقولهم : نعم لست بربنا ونظير ذلك قوله سبحانه : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ... (30)} [الأنعام] فكان الجواب للسؤال المنفي بقولهم { بَلَىٰ } والتقدير: بلى هذا هو الحق كذلك قوله عز وجلّ : { يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَىٰ ... (14)} [الحديد] فجاء الجواب بقولهم { بَلَىٰ } التي قبلت النفي (ألم نكن) للإثبات ، والتقدير : بلى كنتم معنا ولو جاء الجواب في آية الحديد بقولهم (نَعَمْ) لكان المعنى : نعم لم تكونوا معنا وقوله تقدست أسماؤه : { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7)} [التغابن] فكان الجواب بقوله { بَلَىٰ } التي قبلت النفي { أَن لَّن يُبْعَثُوا } إلى إثبات وقوله عزّ من قائل في سورة يس : { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81)} فكان الجواب للنفي المسبوق باستفهام بقوله { بَلَىٰ } وقوله جل وعلا : { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71)} [الزمر] إذ لو كان جوابهم بنعم لكان التقدير : نعم لم تأتنا ، وهذا خلاف ما وقع ! ومن هذا النوع قول جحدر بن مالك وهو أحد الصعاليك يخاطب زوجته بعد أن وقع في قبضة الحجاج أليس الليل يجمع أم عمرو * وإيانا فذاك بنا تداني فقال في جواب النفي المستفهم بلىبلى وترى الهلال كما أراه * ويعلوها النهار إذا علاني ختاما : رأيتم إخوتي الفرق بين الحرفين { نَعَمْ } ، { بَلَىٰ } حيث لا يمكن إحلال أحدهما مكان الآخر في نظم القرآن الكريم ، وبالتالي فإن لكل حرف سياقه ودلالته البيانية
|
#23
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد الفرق بين الثياب واللباس في التعبير القرآني أولاً : الثياب:
جاء في مفردات الراغب الأصفهاني (ثوب) : أصل الثوب رجوع الشيء إلى حالته الأولى التي كان عليها ، وقال أخرون : أن الثوب ما يثاب إليه أي يرجع ، وهذا ملموس من قول الله تعالى : { ... وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ ... (58)} [النور] كذلك الثياب هي ما يستر بها ظاهر البدن وعاليه وخارجه وظاهرة للعيان ، إذن الثوب ما يستر ظاهر البدن وخارجه ألا ترى لقول الله سبحانه : { عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ... (21)} [الإنسان] ، وقوله عز وجلّ : { ... وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ ... (7)} [نوح] وقوله تقدست أسماؤه : { ... أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ ... (5)} [هود] . ووضع الثياب يكشف عن فتنة ، والمرأة كلها فتنة ولهذا جاء معها لفظ { ثِيَاب } كما دل على ذلك قوله جل ثناؤه : { ... فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ ... (60)} [النور] ولم يقل لباسا ، ثم أن القرآن يستخدم مع لفظ { ثِيَاب } الفعل { يَضَع } ، وهذا يدل على السهولة والتكرار كما دلت عليه آية النور السابقة وقوله تعالى : { ... وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } [الحج]،[فاطر] هذا من كمال نعيم أهل الجنة ، فاللباس الداخلي حرير فما بالك بالثياب !! ثانياً : اللباس جاء عند ابن فارس في مقاييس اللغة : (لبس) اللام والباء والسين أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ على مخالَطَة ومداخَلة ، وجاء عند الراغب في المفردات : واللباس ما يلبس وهو ما يغطي القبيح ويستره قال تعالى : { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ... (26)} [الأعراف] ، وعند بعض أهل اللغة : اللباس من اللبس وهو شدة اختلاط الأمر ، قال سبحانه : { ... وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ (9)} [الأنعام] أي خلطنا ، وهذا يعني أن اللباس مخالط للجسم ،وهذه المعاني ظاهرة من قول الله عز وجلّ : { ... هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ... (187)} [البقرة] فالآية توحي لمعنى الملابسة وشدة المخالطة، كذلك قول الله تقدست أسماؤه : { يُوَارِي سَوْآتِكُمْ (26)} [الأعراف] تؤكد ما قاله الراغب في تعريفه من تغطية معنى القبيح وستره وهذا نلمحه من قوله جل ثناؤه : { يُوَارِي } ، والتواري لا يكون إلا حياءً ، واستخدم القرآن مع اللباس لفظ { يَنْزِع } وهو لفظ يوحي بالشدة والمشقة وهذا ما يناسب اللباس لأنه داخلي يلاصق الجسم كما في قوله جلّ وعلا : { ... يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا ... (27)} [الأعراف] ، ومن بديع تعبير القرآن قوله تعالى : { ... فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)} [النحل] ، فجعل الجوع والخوف لباسا لهم ملاصقا بهم من جراء كفر النعمة جزاء وفاقاً ، أما من ناحية صوتية فنجد أن اللام في (لبس) من صفاتها الإذلاق أي التصاق اللسان في الأضراس العلوية وهذا المعنى الصوتي يعضد ويشد ويعزز المعنى اللغوي ولا ريب أسأل الله العظيم منزل الكتاب أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وأحزاننا وقائدنا إلى جنات النعيم
|
#24
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد الفرق بين العمل والفعل *العمل : يمتد لوقت طويل ويتكرر حدوثه، كالصلاة والصدقة قراءة القرآن هذا كله عمل
{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } لا توجد بالقرآن الكريم : ( وفعل الصالحات ) لأن العمل يتكرر *العمل : لا يستثير الذهن في وقوعه ولا يشدّ الانتباه، فهل يشد انتباهك أحد يصلي مثلا *العمل : لا ينسب لله جل في علاه، لا يوجد آية في القرآن الكريم فيها مادة (عمل) منسوبة لله، قال العلماء : لأن العمل يحتاج لتحضير ذهني والله تعالى منزه عن هذا *الفعل : غالبًا لا يتكرر، يقع مرة واحدة وينتهي : { وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ ... (19)} [الشعراء] لن يكررها مرة أخرى *الفعل : منسوب لله تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6)} [الفجر] ، { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)} [الفيل] ، { وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)} [إبراهيم] *الفعل : في وقوعه يشد الانتباه ويثير الذهن : { قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)} [الأنبياء] غريب أن تُمس الآلهة فضلا عن التحطيم، فقالوا من فعل! ولم يقولوا من عمل، هذا ليس عملا !
|
#25
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد { الصُّبحُ } و { الْإِصْبَاح } و { صَبَاحُ } كل هذه الكلمات ذات معنًى واحد، وتعني كلها أوّل النهار وشطره، لكن لكل كلمة دلالة
* الصبح بدايته { وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34)} [المدثر] ، { وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)} [التكوير] ، يعني أوّله { ... إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)} [هود] أي البداية؛ لذا نزل بهم العذاب في الإشراق * الإصباح الدخول فيه : { فَالِقُ الْإِصْبَاحِ ... (96)} [الأنعام] في الحديث ( اللهم بك أصبحنا ) أي أنت يا رب سبب الإصباح قال سيبويه: أَصْبَحْنا وأَمْسَينا أَي صرنا في حين ذاك وفي التنزيل { ... فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53)} [المائدة] ، دخلوا في وقت الإصباح خاسرين * الصَّباحُ يقابله المساء : { ... فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ (177)} [الصافات] جاء في لسان العرب : والصباح نقيض المساء فإذا كان المساء أول الليل، فإن الصباح أول النهار وهو شطر اليوم
|
#26
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد الدلالة اللفظية لكلمة { الْأُمِّيّ } في التنزيل وأقوال المفسرين فيها يقول المولى عز وجل في وصف نبيه عليه السلام في سورة الأعراف :
{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ ... (157)} ، قال الإمام ابن كثير رحمه الله : وهكذا كان، صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم القيامة، لا يُحْسِن الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده قال القرطبي رحمه الله في تفسيره : الأمي هو المنسوب للأمة الأمية التي هي على أصل ولادتها لا تقرأ ولا تكتب وحينما جاء جبريل عليه السلام للنبي عليه السلام في الغار وقال له ( اقرأ, فقال: ما أنا بقارئ ) والحديث في البخاري وجاء في البخاري : قال عليه الصلاة والسلام : ( نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ...) ويقول الحق جل شأنه مقررا حال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : { وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)} [العنكبوت] قال ابن كثير رحمه الله : قد لبثت في قومك -يا محمد -ومن قبل أن تأتي بهذا القرآن عُمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة، بل كل أحد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب وصفة { الْأُمِّيَّ } للرسول صلى الله عليه وسلم هي صفة كمال فيه ، كما هي صفة نقص في غيره من الأمة ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكتب ويقرأ لأصبح هنالك شك وريب عند المبطلين في قضية القران الكريم في صدق الرسول عليه الصلاة والسلام من عدمه ، ولكن لا حجة لهم بذلك ، لأن هذه الصفة { الْأُمِّيّ } قطعت الطريق والحجة على كل من لديه شك أو ريب في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الوحي وقد وصف الله تعالى هذه الأمة بقوله : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ ... (2)} [الجمعة] ، إذا الرسول صلى الله عليه وسلم من الأميين ، قال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية : الأميون الذين لا يكتبون . وكذلك كانت قريش وكانت اليهود تتعالى على العرب بقولها : { ... ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ... (75)} [آل عِمران] ، جاء عند ابن جرير عن ابن عباس قال : وذلك أن أهل الكتاب كانوا يقولون : ليس علينا جناح فيما أصبنا من هؤلاء ، لأنهم أميون وصفوة الكلام أن تفسير { الْأُمِّيّ } هو الذي لا يقرأ ولا يكتب كما قرره علماء التفسير وعلماء اللغة ، وليس لهذا التفسير صارف عن هذا المعنى وهذا التحقيق لا كما يدعيه المبطلون من العقلانيين وغيرهم من أن تفسير { الْأُمِّيّ } نسبة إلى أم القرى فلم يقل بهذا التفسير أحد من أهل التفسير المعتبرين من السلف والخلف أسأل الله تعالى أن ينفع بما علمنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
|
#27
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد { فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ } قال الله تقدس اسمه في شأن النصارى : { ... فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ... (14)} [المائدة] ، جاء عند ابن جرير : حَرَّشْنَا بَيْنهمْ وَأَلْقَيْنَا , كَمَا تُغْرِي الشَّيْء بِالشَّيْءِ قال ابن كثير : وَلِذَلِكَ طَوَائِف النَّصَارَى عَلَى اِخْتِلَاف أَجْنَاسهمْ لَا يَزَالُونَ مُتَبَاغِضِينَ مُتَعَادِينَ يُكَفِّر بَعْضهمْ بَعْضًا وَيَلْعَن بَعْضهمْ بَعْضً
وقال في فتح القدير : أي ألصقنا ذلك بهم ، مأخوذ من الغراء : وهو ما يلصق الشيء بالشيء كالصمغ وشبهه يقال غري بالشيء يغرى غرا بفتح الغين ومن خلال أقوال المفسرين نجد أن العداوة والبغضاء بين طوائف النصارى على اختلافهم مغراة وملصقة تمامًا لا انفكاك لها ولا انفصام بينهم والضراوة والشراسة على أشدها واقعة بينهم ، والواقع والزمان والتأريخ حافل بهذا والاختلاف بين النصارى ليس له حد ولا يتمثل بشيء واحد بل هو واقع في كل شيء وهو أشد مما يقع بين اليهود لذا قال الله تعالى فيهم { فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ } وقال في اليهود : { ... وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ ... (64)} [المائدة] فاختلفت النصارى في ذات الله جل جلاله على أقوال معلومة : { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ... (73)} [المائدة] ، واختلفت النصارى في نبيهم عيسى عليه السلام على أقوال أيضا وكل يزعم أن الحق معه : { فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ } ، واختلفوا كذلك في كتابهم المقدس الإنجيل (العهد الجديد) فلا تكاد تصدق في عدد الأناجيل الموجودة اليوم في أيدي النصارى ، وثمة اختلاف كبير وجدل واسع في ميلاد الميسح اليوم بين قداس الميلاد ورجالات الكنيسة ، فلا أحد يستطيع تحديد ميلاد متفق عليه للمسيح لهذا اختلفت أعيادهم اليوم كم نرى، ومن نافلة القول أقول اختلاف النصارى في الواقع السياسي وما أسفرت عنه من حروب ضارية كالحرب العالمية الأولى والثانية وما خلفته من ضحايا لا حصر لها ! كل هذا وغيره هو تفسير قوله تعالى : { ... فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ... (14)} [المائدة] والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
|
#28
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ } معركة بدر الكبرى وردت في سورتي آل عمران والأنفال وسماها القرآن الكريم بأسماء:
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)} [آل عِمران] { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ... (41)} [الأنفال] ، { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72)} [النمل] ، الردف هو يوم بدر : { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} [الدُخان] جاء الحديث موجزًا عن معركة بدر في سورة آل عمران منّة وتفضلا من الله تعالى وتذكيرًا لهم بنعمته على عباده المؤمنين ، جاء عند البغوي رحمة الله في معالم التنزيل: يذكر الله تعالى في هذه الآية مِنَتَهُ عليهم بالنصرة يوم بدر : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ } (بدر) موضع بين مكة والمدينة،هو أقرب للمدينة جاء عند ابن جرير رحمة الله تعالى عن الشعبي قال: إنما سمي بدرًا، لأنه كان ماء لرجل من جهينة يقال له بدر، وأنكر ذلك أخرون . { وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ } الواو في الآية هي واو الحال، والجملة حالية فقد كان حال المسلمين في بدر ضعيفًا مقارنة بحال الكفار الذين يفوقونهم عددًا وعدةً : { إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ... (49)} [الأنفال] ، فالله تعالى يمتنّ على عباده أن أظفرهم على عدوهم. معركة بدر الكبرى وقعت في 17 رمضان من السنة الثانية من الهجرة، وانتصر المسلمون فيها انتصارًا ساحقًا، مع ضعفهم وهوانهم على الناس لذا قال الله تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } والشكر للمنعم والمتفضل على آلائه علامة محبته تعالى وموجب للمزيد من نعمه شاركت الملائكة في معركة بدر الكبرى : { إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124)} [آل عِمران] قال الشنقيطي رحمه الله تعالى: هذه الآية تدلّ علَى أَنّ المددَ من الملَائكة يوم بدرٍ من ثلاثة آلَاف إلى خمسة آلَاف . شاركت الملائكة بالقتال مع النبي عليه السلام في: *غزوة بدر : { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ... (12)} [الأنفال] *غزوة أحد، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص *غزوة الأحزاب : { ... فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ... (9)} [الأحزاب] * غزوة حنين { ... وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ... (26)} [التوبة]
|
#29
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد ومن منازل { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } منزلة التبتل قال الله تعالى : { وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)} [المزمل]
والتبتل الانقطاع . وهو تفعل من البتل وهو القطع . وسميت مريم عليها السلام البتول لانقطاعها عن الأزواج ، وعن أن يكون لها نظراء من نساء زمانها . ففاقت نساء الزمان شرفا وفضلا . وقطعت منهن . ومصدر بتل تبتلا كالتعلم والتفهم ، ولكن جاء على التفعيل - مصدر تفعل - لسر لطيف . فإن في هذا الفعل إيذانا بالتدريج والتكلف والتعمل والتكثر والمبالغة . فأتى بالفعل الدال على أحدهما ، وبالمصدر الدال على الآخر . فكأنه قيل : بتل نفسك إلى الله تبتيلا ، وتبتل إليه تبتلا . ففهم المعنيان من الفعل ومصدره . وهذا كثير في القرآن . وهو من أحسن الاختصار والإيجاز . مدارج السالكين - ابن القيم
|
#30
|
||||
|
||||
رد: سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة من لطائف القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد الله التركي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد بعض صفات المنافقين في القرآن الكريم هذه بعض صفات المنافقين الواردة في كتاب الله تبارك وتعالى ، جمعتها مع الاستشهاد من القرآن الكريم ، وقد جاءت في التنزيل كثير من صفات المنافقين ليبين الله تبارك وتعالى حجم خطورتهم في المجتمع الإسلامي
من صفات المنافقين الكذب فهو مهنتهم وديدنهم ، قال الله فيهم { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)} [البقرة] ، وقرئت (يكذّبون) بتضعيف الذال ، وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام : (إذا حدث كذب) ومن صفات المنافقين أنهم قد خُتم على قلوبهم فلن ينتفعوا بهدى ولا إيمان فقد قال الله تعالى فيهم : { ... سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ... (7)} [البقرة] ومن صفات المنافقين البخل وعدم الإنفاق فقد قال الله فيهم : { فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (76)} [التوبة] ومن صفات المنافقين يبحثون عن رضا الناس ولا يهمهم رضى الله تعالى ، فقد قال الله تعالى فيهم: { يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62)} [التوبة] ومن صفات المنافقين إثارة الفتنة والبلبة وتثبيط المؤمنين حال الجهاد فقد قال الله تعالى فيهم : { لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)} [التوبة] ومن صفات المنافقين حذرهم وتوجسهم من انكشاف أمرهم فقد قال الله تعالى فيهم : { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64)} [لتوبة] ومن صفات المنافقين الخيانة والغدر والخسة ، فقد قال الله تعالى فيهم : { وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)} [البقرة] ومن صفات المنافقين الاستكبار والتعالي على المؤمنين فقد قال الله تعالى فيهم : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ (5)} [المنافقون] ومن صفات المنافقين لمز المؤمنين في الصدقات فقد قال الله فيهم: { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ... (79)} [التوبة] ومن صفات المنافقين كرههم للإنفاق في سبيل الله ، فقد قال الله فيهم : { ... وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54)} [التوبة] ومن صفات المنافقين مجيئهم للصلاة وهم كسالى فقد قال الله فيهم : { ... وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ ... (54)} [التوبة] ومن صفات المنافقين كثرة الحلف في كلامهم فقد قال الله فيهم : { يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ ... (62)} [التوبة] ، { يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ... (96)} [التوبة] من صفات المنافقين الإرجاف في المؤمنين حال الأزمات فقد قال الله فيهم : { الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ... (168)} [آل عِمران] ومن صفات المنافقين أنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ، فقد قال الله تعالى فيهم : { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ... (67)} [التوبة] ومن صفات المنافقين كثرة تعللهم حال الحرب فهم جبناء ، فقد قال الله تعالى فيهم: { ... يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13)} [الآحزاب] ومن صفات المنافقين لا يستقرون على عقيدة ولا دين ، فقد قال الله تعالى فيهم : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137)} [النساء] ومن صفات المنافقين موالاتهم للكفار ابتغاء العزة ، فقد قال الله تعالى فيهم : { الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)} [النساء] ومن صفات المنافقين أنهم أهل خداع ومراوغة ، فقد قال الله تعالى فيهم : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ... (142)} [النساء] لهذه الصفات ولغيرها مما وصفهم القرآن الكريم بها كان مثواهم قعر جهنم جزاء وفاقا لهم نعوذ بالله : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145)} [النساء] أسأل الله تعالى بمنه وجوده وعظمته أن يعصمنا من النفاق وصلى الله على نبينا محمد
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |