18-03-12, 08:42 AM
|
|
أحزاب الربيع العربي تعاني ضغوطا لفصل الدين عن الدولة
أكد أن السعودية تواجه حملة شرسة هدفها تطبيق نظام الدولة العلمانية..
أكد الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، أن الأحزاب الإسلامية في الدول العربية التي فاجأت العالم بنجاحها فيما يدعى بالربيع العربي، باتت تعاني ضغوطا تطالب بقبول فصل الدين عن الدولة، وأن هذا الأمر أصبح من شروط القبول والتعاون والإعانة الدولية. ولفت أمير مكة المكرمة خلال افتتاحه أمس ورشة عمل المسجد وخطبة الجمعة في العاصمة المقدسة، إلى أن النظام الإسلامي الذي تأسست عليه الدولة السعودية يواجه في هذه الآونة حملة شرسة تريد تأكيد عدم صلاحية الدين للدولة، ووجوب فصل الدين عن الدولة. وقال الأمير خالد الفيصل مخاطبا أكثر من 100 خطيب حضروا اللقاء الذي ناقش ثلاثة محاور تركزت في الدور المأمول للمساهمة في التنمية الشاملة للمملكة وتنمية منطقة مكة، الدور المأمول لأئمة المساجد وخطباء الجوامع، والدور المأمول لترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية وتصحيح الأفكار: ''لعلكم تلاحظون أن هناك هجمة على السعودية ونظامها وحكومتها وشعبها وقيمها وعلى عاداتها وتقاليدها، وذلك لأنها تمثل البلد الوحيد الذي يطبق شرع الله على عباده''. وتابع أمير مكة المكرمة: ''هناك حملة كبيرة تريد أن تقنع الجميع بأنه لا مجال للتقدم والرقي إلا بفصل الدين عن الدولة، وتطبيق نظام الدولة العلمانية اللادينية''، لافتا إلى أن الحملة الشرسة على النظام الإسلامي بدأت في العصور الوسطى للأمة الأوروبية عندما كانت العولمة إسلامية وهي العولمة التي تحولت الآن إلى غربية''. وشدد أمير منطقة مكة، على أن الأئمة والخطباء شركاء مشروع (شركاء في التنمية) الذي أطلقه أخيراً، وحملهم المسؤولية في إيضاح المعاني السامية للدين الإسلامي، وأنه دين بناء وتنمية وحضارة صالحة لكل زمان ومكان، وذلك من خلال استفادتهم من الميزات التي لا يملكها غيرهم، والتي تتمثل في المنبر الذي ينصت له المسلمون أسبوعياً كل يوم جمعة، دون مقاطعة ولا اعتراض. وأبان الأمير خالد، أنه لم يبق في هذا الجزء من العالم من يصرخ بملء فمه بأن دستوره القرآن ومنهجه السنة إلا أهل المملكة العربية السعودية، مردفاً في خطابه: '' هذا هو قدركم، وهذا هو قدر من أسسوا هذه الدولة من بدايتها، فأنتم وهم تسبحون ضد التيار، ولكن بأيمانكم وعقيدتكم انتصرتم إلى هذا اليوم، هذه الانتصارات أيها الإخوة تحتاج إلى معرفة كيف نرجح أعمال العقل مع العاطفة، وكيف نحافظ في هذه البلاد التي أصر مؤسسها الملك عبد العزيز على أن القرآن هو دستورها والسنة هي منهجها، والذي أكد عليه الملك فيصل يرحمه الله في يوم من الأيام عندما قال إذا كانت الرجعية تعني التمسك بأهداف الدين الحنيف فنحن نفخر بأن نكون رجعيين، والتي يؤكدها اليوم خادم الحرمين الشريفين في جميع خطبه ولقاءاته وذلك بأننا لن نفرط في هذا الدستور وهذا المبدأ الإسلامي الذي بدأنا عليه''. وزاد الأمير خالد الفيصل: ''أيها الإخوة كيف نحافظ على ذلك والتيار يجابهنا ؟ التيار اللاديني، الذي يحاول أن يقنع شبابنا بأن التمسك بالدين لا يوصلنا إلى العالم الأول ولا للعالمية ولا للتقدم، وللأسف صدقه واقتنع به عدد من المسلمين والعرب، والطريق الوحيد أيها الإخوة هو أن نثبت للعالم أجمع أن الإسلام دين حضارة ودين رقي ودين تقدم ودين علم، وأنه سوف نصل به إن شاء الله إلى العالم الأول بل ونتصدر به دول هذا العالم''. وأبان أمير مكة المكرمة أن للخطيب دوراً كبير في تحقيق ذلك، بما يملكه من مميزات لم تتوافر لمواطن غيره، فهو الذي يتحدث إلى المجتمع في خطبة الجمعة بغير مقاطعة ولا يؤجل كلامه أحد ولا يعارضه أحد، فإذا ماذا ستنقلون لهذا الشعب؟ الذي يراد منه أن يثبت للعالم أن دينه هو الأصلح وأن منهجه هو الأقوى وأنه يستطيع أن يبني الحضارة التي بناها أسلافه، إنها مسؤولية كبيرة، ولذلك أطلقت عدة مبادرات ومن بينها مبادرة شركاء التنمية وإنني متأكد أنكم جميعكم من شركاء التنمية في هذه البلاد، لأننا بالتنمية سوف نصل إلى العالم الأول''. وطرح الأمير خالد أمام الأئمة والخطباء عدة تساؤلات كان من أبرزها: ما هي التنمية؟ كيف نكون من المسلمين ونرضى بشوارعنا أن تكون غير نظيفة ومدننا غير مخططة وبأحيائنا أن تبقى عشوائية في وسط المدن؟ كيف نثبت للعالم أننا على حق وهناك من يتستر على المهربين وعلى مروجي المخدرات وعلى الذين يسطون على الأراضي وعلى أملاك الدولة وعلى أملاك الناس؟ كيف لا ننتظم في الخطوط ونحترم إشارات المرور؟ كيف نرضى بوجود أحياء عشوائية بجوار الكعبة، حيث إن في مكة أكثر من 60 حيا عشوائيا وفي جدة أكثر من 50 حيا عشوائيا؟ كيف نقبل أن تقصر الإدارات الحكومية في عملها وهم مسلمون؟ كيف يغش التجار في عملهم وهم من المسلمين؟، كيف نخالف النظام والله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون كله على نظام؟ وزاد أمير مكة:''إن التنمية توجب علينا أن نبين القيم الحقيقية للإسلام، وأن نوضح لشبابنا أن الجهاد ليس بتفجير الجسد ودمار الشوارع والمباني، الجهاد يبدأ من النفس، إذا أردنا أن نجاهد في سبيل الله فلنعمل لإعلاء كلمة الله، ولنثبت للعالم أن ديننا هو دين الحق وهو دين الحضارة والرقي والتقدم بالعمل وليس بالقول، وأن هذا الدين هو دين النظام، ودين النظافة ودين العمل ودين الإخلاص ودين الأمانة ودين الصدق''. من جهته، قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد : '' وزارة الشؤون الإسلامية تعتني ببناء الخطيب فقد قامت بعقد عدد من الدورات خاصة بالأئمة والخطباء، وكان آخرها حملة فقه الانتماء والمواطنة، وعقد لهذا المعنى العديد من ورش العمل والملتقيات في أكثر مناطق المملكة ومحافظاتها وقد حظيت بالكثير من الثناء''. وأوضح آل الشيخ، أنه يجد إشكالية في كثير ممن يأخذ عليهم من الخطباء، وممن لم يكونوا على مستوى مأمول، حيث إنهم يغلبون العاطفة على مستوى العقل أو أن يكونوا عقلانيين بلا عاطفة ولا إيمان، مردفاً : هذان لا يمكن أن ينتج عنهما شراكة في بناء الإنسان فلا يمكن أن نبني الإنسان بعقلانية مجردة، ولا يمكن أن نبني الإنسان بقلب صالح زاهد''. وتابع آل الشيخ: '' يجب أن يكون لدينا رؤية شاملة بوضع برنامج شخصي لكل خطيب، وذلك في أنه كما يحرص على قلبه فليحرص على منهج تفكيره، فالعلماء وضعوا أصولا للفقه والحديث واللغة وكذلك التفكير''. وتابع آل الشيخ : '' فكرة أمير منطقة مكة في بناء الإنسان تنطلق من أن أصل بناء الإنسان يؤهله للقيادة الحقة، وهو يريد أن يكون الخطيب متميزا في عقله وعاطفته، وهذا هو الذي حدثتكم عنه في لقاءات على مدى سنوات في أن نمو الفكر يعطي تواصلاً في نقل الشريعة وتنمية حتمية في بناء الإنسان عبر الخطبة فلا بد أن يسبقه بناء كامل للخطيب''.
|