العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تأثير الكلمات
عندما تنطق كلمة ( بؤس ) فإن شيئا من هذه الكلمة المنطوقة سيتسلل إلى نفسك وتشعر بشيء من البؤس يدب فيك فعلا .. ذلك أن ذاكرة الإنسان لا تحتفظ بالكلمات مجردة وكأنها تستعرضها في أبجديات كلمات أو قاموس ، بل هي تحتفظ أيضا بشيء من المشاعر الغانصة في هذه الكلمات ، تماما كما تنطق كلمة برتقالة فإنك تشعر بشيء من المذاق المز يشرخ بلعومك .. والكلمات في رحلتها إلى مخازن الوعي لدينا توارت داخل أعماقنا وقد حملت معها كل الحواس والخيالات والمشاعر والخبرات المصاحبة .. فهذه الكلمات ليست سوى دالة للتعريف بما يصحبها من مشاعر .. فأنا حين أذكر ( أميركا ) ـ وهذا مثال سيء بالنسبة لي ـ فإن ما يجعل لهذا المصطلح أو الاسم المتعارف عليه مكنة في النفس ليس هو الاسم ذاته ، ولكن ما يفرزه من مشاعر سيئة في النفس من خلال وقوفها السافر وقرارات الفيتو ضد الشعب الفلسطيني المحتل وضد الحق في كل العالم .. والكلمات بوصفها كلمات ليست مفيدة لنا لعملية التذكر فقط ، بل والتواصل أيضا ، فعن طريقها يمكن أن نستثير وجدان المتلقي للحديث ..ولا شك أنك عندما تستمع إلى جملة ( شاي الضحى المدخن على الحطب المجمر ) فإنك تسرح بخيالك في اشتهاء لذلك المذاق وتلك اللحظات الجميلة .. وهذا بلا شك مما يدعونا لمراجعة أساليبنا في التحدث لتتجه نحو السلاسة والنعومة بعيدا عن التعقيدات والغموض الذي تعوق المتلقي عن الاستجابة الطبيعية لتأثير القطعة الأدبية ... ـ فإذا كانت كلمة ( بؤس ) لها جرسها الخاص الذي يثير الحنق والتململ عند المتلقي ، فذلك لأن هذه الكلمة قد أثارت شيئا من ذكرياته الأليمة ، وما لم يكن له ذكرى في هذا الخصوص ، فإنه سيحاول أن يتفهم أو يتصنع تلك التجارب والذكريات .. ونحن في الحقيقة لا يمكن أن نتعرف على شيء ما لم يكن لنا معرفة أو تجربة أو أي فكرة مبسطة سابقة له قد اختمرت داخل نفوسنا ... كما أننا أيضا في أثناء أحاديثنا المعتادة والخاصة لا نتناول الكلمات كرموز مجردة خالصة من مدلولاتها النفسية ولا نستطيع ، ولو كان الأمر كذلك لكانت كلماتنا لا تعدو أن تكون ثرثرة أو بربرة أو لغة أجنبية لا نفقه منها شيئا .. بل نتداولها بمصاحبة خبراتها الحسية من خلال رموزها أو مفاتيحها المصاغة في كلمات ، وما لم يكن الأمر كذلك فلن ننجح تماما في نقل المعنى الذي نرمي إليه ... فالكلمة لا تدل بذاتها إذا جردت من المعنى الذى تسوق إليه ـ والذي يستمع لكلمة ( أم) لا يلقي بالا لهذه الكلمة التي لا تتجاوز نبراتها حرفين ، بل أن ما تثيره هذه الكلمة من مشاعر كامنة تجاه أمه هي التي تسترعي انتباهه وتسرع دقات نبضات قلبه وتجعله يصغي في حنان وتلهف ! وهذا هو شبيه بالاقتران المشروط عند بافلوف .. والذي يطرق الباب ، إنما هو في الحقيقة يستخدم أيضا لغة خاصة في المخاطبة أن افتحوا الباب ، حتى الذي يصمت أحيانا بتعمد فإنما هو في الحقيقة يقول ( لن أتكلم ) ! فلغات العالم كثيرة ومتعددة ، وما يوحدها هو المكون النفسي الذي يتشابه فيه كل البشر ، وهذا ما يجعل لكلمة ( بؤس ) مثلا نفس المعنى والمدلول ، حتى وإن نطقت بلغات وإشارات مختلفة .. و المثل القائل أن : ( الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ، لا يراه إلا المرضى ) ، هي عبارة مطلقة صالحة لكل الجنس البشري ، دليل على أن الأصحاء الذين لم يبتلوا بالأمراض لا يقدرون هذه الصحة التي ينعمون بها لأنهم يفقدون خبرة الألم التي يئن منها المرضى .. وبالتالي يغيب وعيهم عن هذه الجزئية من العالم .. وفي هذا أيضا معنى مغلف وهو أن حسن التقدير لا يبنى إلا على النقيض من ذلك . فالإنسان الذي لم يذق مرارة الفشل لا يستطعم أيضا حلاوة النجاح .. ولا يعرف الإسلام من لا يعرف الجاهلية .. ولعل الكثير من أحاديثنا التي نتداولها حينما تتجرد باتجاه المطالب السامية ما هي إلا همسات أرواح وإيقاظ مشاعر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |